--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على المبعوث بالسيف رحمة للعالمين
الصواعق الهمامية في صدع الاحداث المرحلية ( حماس وجيش الاسلام )
هل تبحث حماس عن كبش فداء لتقديمه كقربان لها للخروج من أزمتها الحالية؟؟
وهل وجدت في ( جيش الاسلام ) هذا الكبش الذهبي الذي سيخرجها من أزمتها الحالية؟؟؟
وهل ( جيش الاسلام ) فعلا ذلك الكبش الضعيف الذي لا يقوى على الوقوف بوجه حماس عند الاصطدام؟؟
وهل حماس تتمثل المثل القائل : (( صديق اليوم عدو الغد ))؟؟؟؟؟
***نظرة في مسيرة حماس :
حركة حماس كما هو معلوم هي الجناح العسكري للاخوان المسلمين في فلسطين ، تشكلت إبان الانتفاضة بتحريض من الشيخ ( أحمد ياسين ) تقبله الله تعالى في عداد الشهداء .
وقد الهبت هذه الحركة الساحة الفلسطينية نيرانا تحت أرجل اليهود ، وقدمت الكثير والكثير من الشهداء كذلك نحسبهم ولا نزكي على الله أحدا.
وكانت ترفع شعار ( فلسطين من البحر للنهر) قولا وفعلا، وعندما جاءت دهاليز أوسلو وما نتج عنها من مآسي لحركة الجهاد المبارك في فلسطين ، اقامت حماس الدنيا ولم تقعدها ، بحجة بيع الجهاد وأهله ، والتفريط بالأرض والانسان وقبلهما العقيدة والشريعة ، وكم التهب معها من ابناء الامة حقدا وغضبا على أوسلو وما تبعها .
ودخلت اتفاقات أوسلو وما تبعها حيز التنفيذ ، ووجدت حماس ولأول مرة نفسها وجها لوجه مع حركة فتح ولكن بمعايير مختلفة تماما:
أ-حركة فتح هي الحاكمة ، الآمرة الناهية في أرض السلطة باعتبارها القوة التنفيذية لمنظمة التحرير التي دخلت الأراضي الفلسطينية بدعم دولي واضح ومطلق ، وحركة حماس هي حركة إرهابية تفتقر لهذا الدعم وكما أنها مدانة باي فعل تقوم به مسبقا ولو كان دفاعا عن النفس .
ب-حركة فتح دخلت أراضي السلطة اعتقادا منها أنها جيش الفاتحين لفلسطين ، وبدات تتصرف على هذا النحو فلم تقبل أي مهادنة من طرف أي كان ، والتصرف المعروف هو تصرف من برج عاجي ، من منطلق أن فتح هي الحاكمة الآن والحركات الاخرى هي حركات منضوية تحت سلطتها ولو هذا الانضواء كان ضمنيا بحكم الأمر الواقع ، وحركة حماس مثلت دور المعارضة التقليدية لهذه القوة الحاكمة الجديدة ، فأخذت بالبحث عن أنصار لها من الحركات الأخرى وأغفلت عامل العقيدة والشريعة بحكم أن تعاونها مع الحركات الاخرى يصب في مصلحة الجهاد والمجاهدين كما هي تراه ويراه الاخوان المسلمون، وعليه يجوز التعاون المرحلي او كما يسموه الاخوان المسلمون ( فقه المرحلة ) لتحقيق هدف معين يصب في صالح حماس ولو مؤقتا وبعد ذلك تطبق المثل القائل : ( لكل عقدة حلاّل)
ت-هذه الظروف أوجدت خطا موازيا آخر وهو حركة فتح وتحالفاتها الاخرى مع نفس الاطراف المتحالفة مع حماس ، ذلك أن فتح كانت تشعر أن حماس هي الخطر الأكبر عليها وعلى وجودها كسلطة حاكمة، وحماس تستمد قوتها من عاملين اثنين :
أ-العامل الشعبي وهو العامل الأكبر لها بحكم العاطفة الدينية .
ب-والتحالفات المعلنة وغير المعلنة مع مختلف الحركات المعارضة لفتح لمختلف الأسباب
من هنا كان لزاما على فتح بالتحرك لضرب مصادر قوة حماس فتم التحرك على خطين متوازيين أيضا:
1-على الخط الشعبي وذلك بايجاد قاعدة شعبية عريضة لفتح عن طريق العاطفة الدينية أيضا والسياسية والوطنية والمصلحية ، فأنشات كتائب شهداء الأقصى لسحب بساط الجهاد من تحت أرجل حماس بالدرجة الأولى ، وفتح باب التجنيد فيما يسمى ( الشرطة ) وتطميع أفراد الشعب بكل ما هو ممكن من توفير ظروف ملائمة لحياة اقتصادية أكثر راحة ، فمن ينخرط مع فتح السلطة سيجد الامن النسبي الاقتصادي والاجتماعي ، ومن يعارض وينضم لحماس سيجد التضييق والاعتقال بمختلف التهم ، من هنا كانت الوتيرة الشعبية لفتح تظهر في تزايد نسبي أيضا ولو كان آنيا .
2-على خط التنظيمات التي تحالفت مع حماس فكانت السلطة تحاول نخر اسس هذا التحالف بدراسة كل فصيل على حدا ، فمن كان تحالفه امتعاض من فتح ساسيا كانت طريقة استمالته أيضا سياسيا ، ومن كان تحالفه مع حماس وطنيا كانت استمالته أيضا من باب وطني ، فادخل حماس في صراعات التحالفات الجانبية من هذا الباب .
على أنه لا يمكن اغفال شخصيتين في ذلك الوقت جاذبتين دينامكيتين على تضاد تام ، عقديا ومنهجيا وشرعيا
هما ( ياسر عرفات ) والشهيد باذن الله تعالى ( أحمد ياسين) .
فياسر عرفات عرف عنه التوجه الشرقي في القيادة ( أي النظرية السوفياتية ) من ديكتاتورية واضحة ومنهج عقدي يكون معدوما مع دمج واضح لشخصية ( جمال عبد الناصر ) والتيار الناصري ومبدا الثورة وتصدير الأزمات ، وهذا هو سبب الفتن التي سببتها فتح في كل بقعة حلت فيها ، سوآء في الاردن أو في لبنان . وانشقاق فتح أكثر من مرة ، فهناك فتح الاتتفاضة وفتح السلطة .
اما الشهيد أحمد ياسين فهو رجل اسلامي مجاهد ينتهج النهج الاسلامي والخط الاسلامي ويرفض النهج الغير اسلامي مهما كان اسمه ، من هنا كان التضارب في خط سير الرجلين ، طبعا حاول عرفات أكثر من مرة تطميع الشيخ الشهيد في الحكم والرئاسة ولو قبل الشهيد بذلك لترأس ولفرشت له الأرض وردا ، ولكن هيهات لأسود الاسلام أن ترضى الدنية في دينها ولو كان لها في ذلك ملء الارض ذهبا .
فشلت كل محاولات عرفات في استيعاب الشهيد ولو شكليا ، فذهبت كل محاولاته أدراج الرياح هباءا منثورا وبقي الشهيد محرضا على الجهاد وعلى تحرير الارض من البحر إلى النهر ، مما أبقى حماس متمامسكة مجاهدة مثابرة صابرة .
تم اغتيال الشيخ الشهيد وجاء بعده الرنتيسي ، هذا الاسد ، فما بدل وما غير ، ولكن على خطى الاسلام لا بد من السير ، فكان اغتياله سريعا أيضا تقبله الله تعالى في عداد الشهداء .........
وجاء الجيل الثاني لحماس من القادة الذين رضوا بالعملية السياسية ، ودخول البرلمانات والحكومات التي كانت مرفوضة قبل هذه القيادة جملة وتفصيلا، فكان ما كان من اعتلاء الحكومة الفلسطينية .
ولكن لم تأتي الرياح بما تشتهي السفن ، فعلى الرغم من التنازلات من قيادة حماس السياسية ورضائها بالسلطة الفلسطينية حاكما لها في الدستور وشخص رئيس السلطة وخط التزامها بالقانون الفلسطيني الوضعي وتطبيقه بحذافيره بحكم أن القيادة السياسية لحماس أصبحت هي رئيسة حكومة فلسطين وحامية دستور فلسطين الوضعي وتخطو تحت رايته ، وتأتمر بامره وتنهتي بنهيه ، فلم يرضى عنها العالم اجمع ، بل حاصرها ومنع عنها كل المساعدات الممكنة ،. وهنا تعالت أصوات التحذير لحماس سوآء من المجاهدين أنفسهم ممن هم خارج حماس كالشيخ ( أيمن الظواهري ) أو ممن هم داخل التنظيم العسكري لحماس ، بضرورة العودة للخط الجهادي والكفر بالطاغوت .
فما كان من حماس إلا الاستهزاء بهذه الاصوات والتشنيع عليهم ورميهم بالجهل وعقدة التجمد ، فحدث هرج ومرج داخل صفوف الجهاد الحمساوي العسكري بين مؤيد ومعارض ومتوقف ، مما أثر على الموقف الجهادي برمته لحماس بل وصل الامر لعرض توقفه وذلك بعرض حماس لهدنة طويلة الامد مع العدو الصهيوني.
هنا رأت فتح بدعم دولي منقطع النظير ان الفرصة أصبحت ذهبية بتصفية حماس ، فما كان من فتح إلا القيام بحركات فتنة وقتل واثارة لكل أشكال الفتنة الممكنة ، ورفعت سلاحها في وجه حماس وكل من قام بتأيد حماس ، فرأت حماس نفسها مضطرة للحسم العسكري وهو ما كان في غزة ، وهنا اتضحت صدقية المجاهدين الذي هم يصنفون إرهابيين عالميا مثل ( الشيخ ايمن الطواهري ) ، بأن العالم لن يرضى عن حماس ولو تنازلت عن عقيدتها برمتها وأبقت اسم الاسلام ولو شكليا فوق اسمها وأن الحسم العسكري لا بد منه في يوم من الأيام ، وأنه نتيجة حتمية لدخولها خط التنازلات السياسية، فحدث ما رآه هذا الشيخ الجليل المجاهد ، وهنا اعتقد العالم الاسلامي وخاصة المجاهدين منهم أن حماس رجعت عن حلمها التي كانت تعيشه في العملية السياسية وتعالت أصوات المجاهدين من جديد بضرورة نصرة حماس إن هي فعلا تراجعت عن تنازلاتها ، ولكن أظهرت حماس مرة اخرى اصرارها على باطلها واللهث وراء ارضاء العالم الغربي والطواغيت العرب ، وشنعت على هذه الاصوات من جديد .
فاخذت حماس الآن تبحث عن كبش فداء تقدمه قربانا للعالم أجمع انها قادرة على مسك زمام الأمور ، وأنها الحل الأمثل البديل عن فتح لمسك أمور السلطة ، فوجدت ضالتها بقضية ( جيش الاسلام) المتهم عالميا بانه امتداد للقاعدة في فلسطين .
**هل ( جيش الاسلام ) فعلا ذلك الكبش الضعيف الذي لا يقوى على الوقوف بوجه حماس عند الاصطدام؟؟
( جيش الاسلام ) هذا التنظيم الذي أحدث فرقا واضحا ونوعيا في الاراضي الفلسطينية بمجرد ظهوره كاسم فيها، فقد انتقلت عمليات المجاهدين في فلسطين من مجرد قتل واغارة على اليهود إلى عملية أسر وتدمير مواقع عسكرية واستخبارية لليهود وبخطط معقدة .
لقد شارك هذا التنظيم وبفاعلية عالية بأسر الجندي ( شاليط ) من الجيش اليهودي بعملية فوق الرائعة وتخطيط محكم جدا .
تعتبر العملية من الناحية العسكرية من أنجح عمليات المجاهدين ، إذا تفوقت على التحصينات الأمنية والعسكرية للجيش الإسرائيلي من خلال السيطرةالكاملة على مواقع "الإسناد والحماية التابعة للجيش الصهيوني" والموقع المستهدف هو موقع عسكري استخباري يمتد لمسافة تقارب الكيلومتر، في منطقةمعبري صوفا وكرم أبو سالم ، وقد بدأت العلمية بمشاغلة العدو الإسرائيلي بمدفعية الهاون والرشاشات، ثم بدأ التنفيذ الفعلي الذي قامت به "وحدةالإنزال خلف الخطوط" المشتركة بين كتائب الشهيد عز الدين القسام وألويةالناصر صلاح الدين وجيش الإسلام بإستخدام النفق الذي تم حفره لمسافة 400متر بعمق 9 متر في الأرض، وأجهزت هذه الوحدة على طاقم الموقع بالكامل وأوقعتهم صرعى بين جريح وقتيل، وتم تدمير دبابة من طراز ميركافا 3 بشكل كامل وناقلة جند مصفحة والإجهاز على طاقميهما وتدمير الموقع العسكري الاستخباري بشكل جزئي، كما جاء في بيان ألوية الناصر صلاح الدين المؤرخبتاريخ 25/6/2006. وتشكل هذه العملية تحولا تاريخيا في إستراتيجيةالمواجهة القتالية لقوى المقاومة الفلسطينية، فقد برزت ظاهرة الطعن بالسكاكين ضد اليهود في الانتفاضة الأولى، وأبرزت عملية الوهم المتبددظاهرة جديدة تتمثل بخطف الجنود الإسرائيليين والمساومة عليهم .
حقيقة انتقال العمليات الجهادية لهذا المستوى المتقدم جدا بمجرد ظهور ( جيش الاسلام ) يدل على تفوقه العسكري والتقني عن كل المجموعات الجهادية في فلسطين ومنها حماس .
نظرة في جيش الاسلام :
حقيقة هذا التنظيم اتبع طريقة قاعدة الجهاد في السرية التامة في تنظيمه وتدريبه وتسليحه ومراكز تواجده وتمركزه ، فلا يعرف عنه الشيء الكثير إن لم أكن مبالغ فقط يعرف عنه اسمه واتجاهه العقدي والشرعي فقط .
وهذه السرية الكاملة هي خط القاعدة والمجاهدين العالميين من أتباع الخط السلفي الجهادي في السرية التامة واحكام دائرة المعلومات الصادرة والواردة ، مما يدل على تنظيم استخبراتي داخل التنظيم دقيق جدا وصعب جدا على من يحاول الاختراق.
ولكن قد نقرا بعض المعطيات من خلال تحليل بعض ما يظهر من هذا التنظيم يقول مروان شحادة :
(( جيش الاسلام ))وفي هذه التسمية دلالة بالغة الأهمية تتمثل في إعطاء هذه الحركة بعداًعالمياً يتجاوز الطرح الوطني الفلسطيني الذي هيمن على مجمل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي منذ إنطلاق الحركة الوطنية والإسلامية للمقاومة،فجيش الإسلام يحيل على الإنتماء إلى الهوية الإسلامية التي تتجاوز البعدالوطني والقومي وهو الطرح الذي قدمته منذ بداية التسعينات الحركات السلفيةالجهادية في العالم وأنتج في نهاية التسعينات تنظيم القاعدة العالمي بزعامة أسامة بن لادن، ومن هنا فإن مفهوم جيش الإسلام يعني أن القضيةالفلسطينية شأناً إسلامياً عالمياً في المقام الأول وهي الأطروحة المركزية لتنظيم القاعدة، فمن بين أكثر من 130 خطاباً لزعيم القاعدة بن لادن تكررذكر القضية الفلسطينية في مجملها بنسبة 95%، ولعل الإسم الذي أعلنت القاعدة فيه عن نفسها عام 1998 في بيشاور هو الأكثر دلالة على الأهميةالمركزية للقضية الفلسطينية، فقد أطلق على نفسه اسم "الجبهة العالمية لقتال اليهود والصليبيين والأمريكان"، من هنا فإن جيش الإسلام يعيد إلى الأذهان الفكرة الجوهرية بدعوى المقاومة العالمية، كما أن الشعار الذي تبناه هو نفس الشعار الذي تتبناه الحركات السلفية الجهادية العالمية،والذي يتكون من كتاب يهدي وهو القرآن الكريم دلالة على الإلتزام بالحكم الشرعي بالعودة إلى الأصول دون الإعتبار للمصالح الموهومة، أما السيف فهويشير إلى القوة وأن لا خيار أمام القضية الفلسطينية سوى الجهاد والقتال تحت راية واضحة حاكميتها "لا إله إلا الله محمد رسول الله"، أما الكرةالأرضية فهي للدلالة على مجال الدعوة والقتال والدعم التي تتجاوز بهالأطروحات الوطنية والقومية. أما تحليل مضمون الخطاب فيدل دلالة جازمة على البعد الفكري السلفي الجهادي للحركة حيث تصدر البيان الأول قوله تعالى " وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله، فإن انتهو فإن الله بمايعملون بصير"، وهي إشارة بالغة الأهمية والدلالة على هوية جيش الإسلام السلفية الجهادية، فمن المعروف أن هذه الآية تشكل قاعدة الإنطلاق المركزية لمجمل الحركات السلفية الجهادية، فالقتال يكون برفع الفتنة وهي في تحليلالخطابات السلفية تعني "الشرك" بما تتضمنه من الكفر والردة التي تنتج عن موالاة الكفار ونصرتهم من اليهود والصليبيين والمنافقين والمرتدين، وليستقائمة على أسس مصلحية دنيوية كما هو في الخطاب المقاوم الوطني والقومي،فقد جاء في البيان أن هذه العملية قام بها مجاهدون في جيش الإسلام دون أنيقيد بقيد الوطنية كما هو معهود في خطابات حركات المقاومة الفلسطينية وأنها مقدمة لأعمال ستتواصل حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله، وأوضحا لبيان المقصود بالفتنة وذلك حين يكون بعض الدين لغير الله، ووأضح البيان أن الحل لا يكون إلا بالسيف وأن الجهاد لا يقوم من أجل قطعة أرض أو حدودوهمية ولا من أجل القومية والحزبية، فالجهاد في نظر الجيش أسمى من ذلك بكثير، وتتضح هيمنة الرؤية السلفية الجهادية وذلك باعتبار أن الدين لاينتصر بجيل نخرته الشهوات وأنهكته الملذات كما أن حضور وصف الحكومات بالطواغيت يدل على مدى التصاق أيديولوجيا "جيش الإسلام" بالفكر السلفي الجهادي العالمي، ويظهر بوضوح أن هدف الجيش الإسلامي هو القضاء على الإحتلال والطغيان العالمي من أجل إقامة الخلافة الإسلامية، وهي الدعوةالتي تسيطر على خطاب الحركات السلفية الجهادية العالمية. يمكن القول بأن "جيش الإسلام" يحرص على إظهار الأسس والمنطلقات التي يجب أن تتحلى بهافصائل المقاومة، ومن المرجح أن هذا الفصيل الجديد بشكله ومضمونه هو نتائج حراك فكري داخل بنى المقاومة، ولعله تشكل من عناصر متشددة داخل ألويةالناصر صلاح الدين وكتائب عزالدين القسام من ذوي الميول السلفية العالمية،فالتنسيق الذي تم بين "جيش الإسلام" وهذه الحركات يدل على تواصل كبير بينهذه المجموعات، ومحاولة للتخلص من الإلتزامات التي تقيدت بها حركات المقاومة التقليدية. وتعتبر هذه الحركة نتاجاً طبيعياً للممارساتالإسرائيلية والضغوطات الدولية والإقليمية والمحلية على السلطة الفلسطينيةوحكومة حماس، حيث تولدت قناعات راسخة لدى عناصر المقاومة الرافضة أصلاًللعملية السياسية بعدم جدوى هذه العملية وتفريطها في الحقوق الوطنيةالفلسطينية، وأنه لا خيار إلا بالعودة إلى الجهاد والقتال، وأن السماح باستخدام اسم "كتائب الشهيد عزالدين القسام" هو من أجل حمل القيادةالسياسية على التخلي عن الإنخراط في أفق التسويات الهزيلة، والعودة إلىصفوف المقاومة. إن الغموض الذي يكتنف هذه الحركة الصاعدة من خلال التعميةعلى قياداتها يؤشر على استراتيجية جديدة تتماهى مع أطروحات القاعدة فيالحفاظ على السرية والعالمية، وقد تكون هذه الحركة من أهم فصائل المقاومةفي المستقبل كما حدث مع القاعدة، ومن المرجح أن تنصهر فصائل المقاومةالمختلفة على المدى البعيد في هذه الحركة الجديدة، والتي قد تتفوق على القاعدة الأم وذلك لإمتلاكها عناصر الخبرة التاريخية الأمنية والتنظيميةوالعسكرية، فهي حتى هذه اللحظة لا تأبه للتهديدات والوساطات الداخليةوالخارجية وتصر على موقفها المتشدد في إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي مقابلإطلاق سراح ألف معتقل فلسطيني، ومن المرجح أن نشهد في الأيام القادمةعملية قتل الجندي الإسرائيلي على طريقة الجماعات السلفية المسلحة عبر نحرهوعرضه على شبكة الانترنت . يبدو أن السياسة الإسرائيلية الفاشلة التي تعمل على تفكيك بنى المقاومة وضرب البنية التحتية للمجتمع الفلسطيني وإذلالهوتجويعه وتركيعه بحجة الحرب على الإرهاب، سوف تقود إلى انحياز تياراتالمقاومة الفلسطينية إلى خيار عولمة الجهاد والتخلي عن الخيارات السلميةوالتسويات الآنية في ظل اختلال ميزان القوى وانحياز الإدارة الأمريكيةالفاضح إلى منطق القوة والضعف العربي الرسمي، ولعل إحساس الشعب الفلسطيني ويقينه بالظلم الواقع عليه سوف يؤدي في نهاية المطاف إلى الاعتماد علىنفسه في المقام الأول وعلى المؤمنين بقضيته من أبناء الشعوب العربيةوالإسلامية، وهي الرسالة التي حاول ايصالها مؤخراً "جيش الإسلام" عن طريق انتهاج نمط خطابي غير معهود على الساحة الفلسطينية
فهو تنظيم ليس بالسهل وهو ليس بالضعيف ، وهو كما يظهر رقما صعبا وجدا صعب على الساحة الفلسطينية والجهادية عامة ، فهو تنظيم سلفي جهادي عالمي ، وليس وطني كما يظهر من تسميته ، وهو ينتهج نهج المجاهدين السلفيين في التكتيك والتنفيذ وأسلوب الاسر وغيرها .
أما عناصر هذا التنظيم الجهادي السلفي فلا يعرف عنهم شيء البتة ، وكل ما هناك تحليلات وجدت منها ما هو أقرب للواقع في تحليل مركز الحقيقة الدولية للدراسات حيث يقول :
(بدأتفي الفترة الأخيرة تتشكل تنظيمات في مناطق متعددة من العالم تتماهى رؤيتهامع رؤية القاعدة، ولعل أبرز هذه المناطق المرشحة هي بلاد الشام، فقد شهدت هذه المنطقة إرهاصات ظهور حركات سلفية جهادية، بدأت تتجه بقوة نحوالقاعدة، من أبرزها تنظيم «جيش الإسلام» في غزة، بزعامة ممتاز دغمش وقدأظهر هذا التنظيم قدرة كبيرة على استقطاب عناصر انتمت تاريخياً إلى الأيديولوجيا الوطنية القومية، كفتح والجبهة الشعبية والديمقراطية، أوإسلامية وطنية كحركة حماس وجناحها العسكري كتائب عز الدين القسام، وتنظيم الجهاد وجناحه العسكري سرايا القدس، فقد استقطب جيش الإسلام عدداً كبيراًمن هذه التنظيمات ونجح في تنفيذ عملية كبرى أسفرت عن أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، في صيف 2006،ورغم مرور أكثر من سنة على اختطافه لم تتمكن إسرائيل من تحريره أو الوصو ل إليه كما أعلن جيش الإسلام عن اختطاف الصحفي البريطاني آلن جونستون،وأظهرت بياناته قرباً كبيراً من الإطار الفكري لتنظيم القاعدة، ومن المرجحأن تعلن الحركة عن انضمامها إلى الجبهة العالمية الإسلامية في فترة لاحقة،وفي لبنان ظهرت مجموعة من التنظيمات السلفية الجهادية، تتماهى مع الرؤيةالقاعدية، كعصبة الأنصار، وجند الشام)
وفي النتيجة العامة نجد : (الجبهة الإسلامية العالمية بدأت تقترب أكثر فأكثر من قضية فلسطين التيشكلت أحد أهم محاور خطابها التحشيدي، من خلال إرهاصات أظهرت وجود تنظيمات تقترب من الأيديولوجيا السلفية الجهادية للقاعدة، فبعد نجاحها في تشكيل فروع إقليمية في جزيرة العرب وبلاد الرافدين والمغرب الإسلامي والقرن الإفريقي، تبدو الآن أكثر قرباً من تشكيل تنظيم القاعدة في بلاد الشام،بسبب السياسات الدولية والإقليمية والعربية والفلسطينية الخاطئة التيتستند إلى نصائح وتقارير تفتقر إلى أبسط المعلومات عن الطبيعة النفسيةوالاجتماعية للشعب العربي والفلسطيني والمنطقة بشكل عام، وسوف نشهد فيالمستقبل انقسامات حادة داخل الحركات الوطنية الفلسطينية في الداخل والشتات تسفر عن تبني سلفية جهادية غير قابلة للتطويع تدخل المنطقة)
وستجد حماس نفسها محاصرة بتنظيم القاعدة في بلاد الشام الذي مد يديه لها ، وهي رفضت هذه الأيدي الطاهرة المتوضئة المجاهدة .
هذا ما فاض به اجتهادي ...............
وأرجو من الله تعالى أن يتجاوز عن خطأي فيما كتبت ............اللهم آمين
الله أكبر........الله أكبر.......والعزة لله ولرسوله وللذين آمنوا
( أبو الهمام الأردني)
منقول عن الأخ ( أبو الهمام الأردني)
واتمنى من الإدارة الا تغلق الموضوع
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على المبعوث بالسيف رحمة للعالمين
الصواعق الهمامية في صدع الاحداث المرحلية ( حماس وجيش الاسلام )
هل تبحث حماس عن كبش فداء لتقديمه كقربان لها للخروج من أزمتها الحالية؟؟
وهل وجدت في ( جيش الاسلام ) هذا الكبش الذهبي الذي سيخرجها من أزمتها الحالية؟؟؟
وهل ( جيش الاسلام ) فعلا ذلك الكبش الضعيف الذي لا يقوى على الوقوف بوجه حماس عند الاصطدام؟؟
وهل حماس تتمثل المثل القائل : (( صديق اليوم عدو الغد ))؟؟؟؟؟
***نظرة في مسيرة حماس :
حركة حماس كما هو معلوم هي الجناح العسكري للاخوان المسلمين في فلسطين ، تشكلت إبان الانتفاضة بتحريض من الشيخ ( أحمد ياسين ) تقبله الله تعالى في عداد الشهداء .
وقد الهبت هذه الحركة الساحة الفلسطينية نيرانا تحت أرجل اليهود ، وقدمت الكثير والكثير من الشهداء كذلك نحسبهم ولا نزكي على الله أحدا.
وكانت ترفع شعار ( فلسطين من البحر للنهر) قولا وفعلا، وعندما جاءت دهاليز أوسلو وما نتج عنها من مآسي لحركة الجهاد المبارك في فلسطين ، اقامت حماس الدنيا ولم تقعدها ، بحجة بيع الجهاد وأهله ، والتفريط بالأرض والانسان وقبلهما العقيدة والشريعة ، وكم التهب معها من ابناء الامة حقدا وغضبا على أوسلو وما تبعها .
ودخلت اتفاقات أوسلو وما تبعها حيز التنفيذ ، ووجدت حماس ولأول مرة نفسها وجها لوجه مع حركة فتح ولكن بمعايير مختلفة تماما:
أ-حركة فتح هي الحاكمة ، الآمرة الناهية في أرض السلطة باعتبارها القوة التنفيذية لمنظمة التحرير التي دخلت الأراضي الفلسطينية بدعم دولي واضح ومطلق ، وحركة حماس هي حركة إرهابية تفتقر لهذا الدعم وكما أنها مدانة باي فعل تقوم به مسبقا ولو كان دفاعا عن النفس .
ب-حركة فتح دخلت أراضي السلطة اعتقادا منها أنها جيش الفاتحين لفلسطين ، وبدات تتصرف على هذا النحو فلم تقبل أي مهادنة من طرف أي كان ، والتصرف المعروف هو تصرف من برج عاجي ، من منطلق أن فتح هي الحاكمة الآن والحركات الاخرى هي حركات منضوية تحت سلطتها ولو هذا الانضواء كان ضمنيا بحكم الأمر الواقع ، وحركة حماس مثلت دور المعارضة التقليدية لهذه القوة الحاكمة الجديدة ، فأخذت بالبحث عن أنصار لها من الحركات الأخرى وأغفلت عامل العقيدة والشريعة بحكم أن تعاونها مع الحركات الاخرى يصب في مصلحة الجهاد والمجاهدين كما هي تراه ويراه الاخوان المسلمون، وعليه يجوز التعاون المرحلي او كما يسموه الاخوان المسلمون ( فقه المرحلة ) لتحقيق هدف معين يصب في صالح حماس ولو مؤقتا وبعد ذلك تطبق المثل القائل : ( لكل عقدة حلاّل)
ت-هذه الظروف أوجدت خطا موازيا آخر وهو حركة فتح وتحالفاتها الاخرى مع نفس الاطراف المتحالفة مع حماس ، ذلك أن فتح كانت تشعر أن حماس هي الخطر الأكبر عليها وعلى وجودها كسلطة حاكمة، وحماس تستمد قوتها من عاملين اثنين :
أ-العامل الشعبي وهو العامل الأكبر لها بحكم العاطفة الدينية .
ب-والتحالفات المعلنة وغير المعلنة مع مختلف الحركات المعارضة لفتح لمختلف الأسباب
من هنا كان لزاما على فتح بالتحرك لضرب مصادر قوة حماس فتم التحرك على خطين متوازيين أيضا:
1-على الخط الشعبي وذلك بايجاد قاعدة شعبية عريضة لفتح عن طريق العاطفة الدينية أيضا والسياسية والوطنية والمصلحية ، فأنشات كتائب شهداء الأقصى لسحب بساط الجهاد من تحت أرجل حماس بالدرجة الأولى ، وفتح باب التجنيد فيما يسمى ( الشرطة ) وتطميع أفراد الشعب بكل ما هو ممكن من توفير ظروف ملائمة لحياة اقتصادية أكثر راحة ، فمن ينخرط مع فتح السلطة سيجد الامن النسبي الاقتصادي والاجتماعي ، ومن يعارض وينضم لحماس سيجد التضييق والاعتقال بمختلف التهم ، من هنا كانت الوتيرة الشعبية لفتح تظهر في تزايد نسبي أيضا ولو كان آنيا .
2-على خط التنظيمات التي تحالفت مع حماس فكانت السلطة تحاول نخر اسس هذا التحالف بدراسة كل فصيل على حدا ، فمن كان تحالفه امتعاض من فتح ساسيا كانت طريقة استمالته أيضا سياسيا ، ومن كان تحالفه مع حماس وطنيا كانت استمالته أيضا من باب وطني ، فادخل حماس في صراعات التحالفات الجانبية من هذا الباب .
على أنه لا يمكن اغفال شخصيتين في ذلك الوقت جاذبتين دينامكيتين على تضاد تام ، عقديا ومنهجيا وشرعيا
هما ( ياسر عرفات ) والشهيد باذن الله تعالى ( أحمد ياسين) .
فياسر عرفات عرف عنه التوجه الشرقي في القيادة ( أي النظرية السوفياتية ) من ديكتاتورية واضحة ومنهج عقدي يكون معدوما مع دمج واضح لشخصية ( جمال عبد الناصر ) والتيار الناصري ومبدا الثورة وتصدير الأزمات ، وهذا هو سبب الفتن التي سببتها فتح في كل بقعة حلت فيها ، سوآء في الاردن أو في لبنان . وانشقاق فتح أكثر من مرة ، فهناك فتح الاتتفاضة وفتح السلطة .
اما الشهيد أحمد ياسين فهو رجل اسلامي مجاهد ينتهج النهج الاسلامي والخط الاسلامي ويرفض النهج الغير اسلامي مهما كان اسمه ، من هنا كان التضارب في خط سير الرجلين ، طبعا حاول عرفات أكثر من مرة تطميع الشيخ الشهيد في الحكم والرئاسة ولو قبل الشهيد بذلك لترأس ولفرشت له الأرض وردا ، ولكن هيهات لأسود الاسلام أن ترضى الدنية في دينها ولو كان لها في ذلك ملء الارض ذهبا .
فشلت كل محاولات عرفات في استيعاب الشهيد ولو شكليا ، فذهبت كل محاولاته أدراج الرياح هباءا منثورا وبقي الشهيد محرضا على الجهاد وعلى تحرير الارض من البحر إلى النهر ، مما أبقى حماس متمامسكة مجاهدة مثابرة صابرة .
تم اغتيال الشيخ الشهيد وجاء بعده الرنتيسي ، هذا الاسد ، فما بدل وما غير ، ولكن على خطى الاسلام لا بد من السير ، فكان اغتياله سريعا أيضا تقبله الله تعالى في عداد الشهداء .........
وجاء الجيل الثاني لحماس من القادة الذين رضوا بالعملية السياسية ، ودخول البرلمانات والحكومات التي كانت مرفوضة قبل هذه القيادة جملة وتفصيلا، فكان ما كان من اعتلاء الحكومة الفلسطينية .
ولكن لم تأتي الرياح بما تشتهي السفن ، فعلى الرغم من التنازلات من قيادة حماس السياسية ورضائها بالسلطة الفلسطينية حاكما لها في الدستور وشخص رئيس السلطة وخط التزامها بالقانون الفلسطيني الوضعي وتطبيقه بحذافيره بحكم أن القيادة السياسية لحماس أصبحت هي رئيسة حكومة فلسطين وحامية دستور فلسطين الوضعي وتخطو تحت رايته ، وتأتمر بامره وتنهتي بنهيه ، فلم يرضى عنها العالم اجمع ، بل حاصرها ومنع عنها كل المساعدات الممكنة ،. وهنا تعالت أصوات التحذير لحماس سوآء من المجاهدين أنفسهم ممن هم خارج حماس كالشيخ ( أيمن الظواهري ) أو ممن هم داخل التنظيم العسكري لحماس ، بضرورة العودة للخط الجهادي والكفر بالطاغوت .
فما كان من حماس إلا الاستهزاء بهذه الاصوات والتشنيع عليهم ورميهم بالجهل وعقدة التجمد ، فحدث هرج ومرج داخل صفوف الجهاد الحمساوي العسكري بين مؤيد ومعارض ومتوقف ، مما أثر على الموقف الجهادي برمته لحماس بل وصل الامر لعرض توقفه وذلك بعرض حماس لهدنة طويلة الامد مع العدو الصهيوني.
هنا رأت فتح بدعم دولي منقطع النظير ان الفرصة أصبحت ذهبية بتصفية حماس ، فما كان من فتح إلا القيام بحركات فتنة وقتل واثارة لكل أشكال الفتنة الممكنة ، ورفعت سلاحها في وجه حماس وكل من قام بتأيد حماس ، فرأت حماس نفسها مضطرة للحسم العسكري وهو ما كان في غزة ، وهنا اتضحت صدقية المجاهدين الذي هم يصنفون إرهابيين عالميا مثل ( الشيخ ايمن الطواهري ) ، بأن العالم لن يرضى عن حماس ولو تنازلت عن عقيدتها برمتها وأبقت اسم الاسلام ولو شكليا فوق اسمها وأن الحسم العسكري لا بد منه في يوم من الأيام ، وأنه نتيجة حتمية لدخولها خط التنازلات السياسية، فحدث ما رآه هذا الشيخ الجليل المجاهد ، وهنا اعتقد العالم الاسلامي وخاصة المجاهدين منهم أن حماس رجعت عن حلمها التي كانت تعيشه في العملية السياسية وتعالت أصوات المجاهدين من جديد بضرورة نصرة حماس إن هي فعلا تراجعت عن تنازلاتها ، ولكن أظهرت حماس مرة اخرى اصرارها على باطلها واللهث وراء ارضاء العالم الغربي والطواغيت العرب ، وشنعت على هذه الاصوات من جديد .
فاخذت حماس الآن تبحث عن كبش فداء تقدمه قربانا للعالم أجمع انها قادرة على مسك زمام الأمور ، وأنها الحل الأمثل البديل عن فتح لمسك أمور السلطة ، فوجدت ضالتها بقضية ( جيش الاسلام) المتهم عالميا بانه امتداد للقاعدة في فلسطين .
**هل ( جيش الاسلام ) فعلا ذلك الكبش الضعيف الذي لا يقوى على الوقوف بوجه حماس عند الاصطدام؟؟
( جيش الاسلام ) هذا التنظيم الذي أحدث فرقا واضحا ونوعيا في الاراضي الفلسطينية بمجرد ظهوره كاسم فيها، فقد انتقلت عمليات المجاهدين في فلسطين من مجرد قتل واغارة على اليهود إلى عملية أسر وتدمير مواقع عسكرية واستخبارية لليهود وبخطط معقدة .
لقد شارك هذا التنظيم وبفاعلية عالية بأسر الجندي ( شاليط ) من الجيش اليهودي بعملية فوق الرائعة وتخطيط محكم جدا .
تعتبر العملية من الناحية العسكرية من أنجح عمليات المجاهدين ، إذا تفوقت على التحصينات الأمنية والعسكرية للجيش الإسرائيلي من خلال السيطرةالكاملة على مواقع "الإسناد والحماية التابعة للجيش الصهيوني" والموقع المستهدف هو موقع عسكري استخباري يمتد لمسافة تقارب الكيلومتر، في منطقةمعبري صوفا وكرم أبو سالم ، وقد بدأت العلمية بمشاغلة العدو الإسرائيلي بمدفعية الهاون والرشاشات، ثم بدأ التنفيذ الفعلي الذي قامت به "وحدةالإنزال خلف الخطوط" المشتركة بين كتائب الشهيد عز الدين القسام وألويةالناصر صلاح الدين وجيش الإسلام بإستخدام النفق الذي تم حفره لمسافة 400متر بعمق 9 متر في الأرض، وأجهزت هذه الوحدة على طاقم الموقع بالكامل وأوقعتهم صرعى بين جريح وقتيل، وتم تدمير دبابة من طراز ميركافا 3 بشكل كامل وناقلة جند مصفحة والإجهاز على طاقميهما وتدمير الموقع العسكري الاستخباري بشكل جزئي، كما جاء في بيان ألوية الناصر صلاح الدين المؤرخبتاريخ 25/6/2006. وتشكل هذه العملية تحولا تاريخيا في إستراتيجيةالمواجهة القتالية لقوى المقاومة الفلسطينية، فقد برزت ظاهرة الطعن بالسكاكين ضد اليهود في الانتفاضة الأولى، وأبرزت عملية الوهم المتبددظاهرة جديدة تتمثل بخطف الجنود الإسرائيليين والمساومة عليهم .
حقيقة انتقال العمليات الجهادية لهذا المستوى المتقدم جدا بمجرد ظهور ( جيش الاسلام ) يدل على تفوقه العسكري والتقني عن كل المجموعات الجهادية في فلسطين ومنها حماس .
نظرة في جيش الاسلام :
حقيقة هذا التنظيم اتبع طريقة قاعدة الجهاد في السرية التامة في تنظيمه وتدريبه وتسليحه ومراكز تواجده وتمركزه ، فلا يعرف عنه الشيء الكثير إن لم أكن مبالغ فقط يعرف عنه اسمه واتجاهه العقدي والشرعي فقط .
وهذه السرية الكاملة هي خط القاعدة والمجاهدين العالميين من أتباع الخط السلفي الجهادي في السرية التامة واحكام دائرة المعلومات الصادرة والواردة ، مما يدل على تنظيم استخبراتي داخل التنظيم دقيق جدا وصعب جدا على من يحاول الاختراق.
ولكن قد نقرا بعض المعطيات من خلال تحليل بعض ما يظهر من هذا التنظيم يقول مروان شحادة :
(( جيش الاسلام ))وفي هذه التسمية دلالة بالغة الأهمية تتمثل في إعطاء هذه الحركة بعداًعالمياً يتجاوز الطرح الوطني الفلسطيني الذي هيمن على مجمل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي منذ إنطلاق الحركة الوطنية والإسلامية للمقاومة،فجيش الإسلام يحيل على الإنتماء إلى الهوية الإسلامية التي تتجاوز البعدالوطني والقومي وهو الطرح الذي قدمته منذ بداية التسعينات الحركات السلفيةالجهادية في العالم وأنتج في نهاية التسعينات تنظيم القاعدة العالمي بزعامة أسامة بن لادن، ومن هنا فإن مفهوم جيش الإسلام يعني أن القضيةالفلسطينية شأناً إسلامياً عالمياً في المقام الأول وهي الأطروحة المركزية لتنظيم القاعدة، فمن بين أكثر من 130 خطاباً لزعيم القاعدة بن لادن تكررذكر القضية الفلسطينية في مجملها بنسبة 95%، ولعل الإسم الذي أعلنت القاعدة فيه عن نفسها عام 1998 في بيشاور هو الأكثر دلالة على الأهميةالمركزية للقضية الفلسطينية، فقد أطلق على نفسه اسم "الجبهة العالمية لقتال اليهود والصليبيين والأمريكان"، من هنا فإن جيش الإسلام يعيد إلى الأذهان الفكرة الجوهرية بدعوى المقاومة العالمية، كما أن الشعار الذي تبناه هو نفس الشعار الذي تتبناه الحركات السلفية الجهادية العالمية،والذي يتكون من كتاب يهدي وهو القرآن الكريم دلالة على الإلتزام بالحكم الشرعي بالعودة إلى الأصول دون الإعتبار للمصالح الموهومة، أما السيف فهويشير إلى القوة وأن لا خيار أمام القضية الفلسطينية سوى الجهاد والقتال تحت راية واضحة حاكميتها "لا إله إلا الله محمد رسول الله"، أما الكرةالأرضية فهي للدلالة على مجال الدعوة والقتال والدعم التي تتجاوز بهالأطروحات الوطنية والقومية. أما تحليل مضمون الخطاب فيدل دلالة جازمة على البعد الفكري السلفي الجهادي للحركة حيث تصدر البيان الأول قوله تعالى " وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله، فإن انتهو فإن الله بمايعملون بصير"، وهي إشارة بالغة الأهمية والدلالة على هوية جيش الإسلام السلفية الجهادية، فمن المعروف أن هذه الآية تشكل قاعدة الإنطلاق المركزية لمجمل الحركات السلفية الجهادية، فالقتال يكون برفع الفتنة وهي في تحليلالخطابات السلفية تعني "الشرك" بما تتضمنه من الكفر والردة التي تنتج عن موالاة الكفار ونصرتهم من اليهود والصليبيين والمنافقين والمرتدين، وليستقائمة على أسس مصلحية دنيوية كما هو في الخطاب المقاوم الوطني والقومي،فقد جاء في البيان أن هذه العملية قام بها مجاهدون في جيش الإسلام دون أنيقيد بقيد الوطنية كما هو معهود في خطابات حركات المقاومة الفلسطينية وأنها مقدمة لأعمال ستتواصل حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله، وأوضحا لبيان المقصود بالفتنة وذلك حين يكون بعض الدين لغير الله، ووأضح البيان أن الحل لا يكون إلا بالسيف وأن الجهاد لا يقوم من أجل قطعة أرض أو حدودوهمية ولا من أجل القومية والحزبية، فالجهاد في نظر الجيش أسمى من ذلك بكثير، وتتضح هيمنة الرؤية السلفية الجهادية وذلك باعتبار أن الدين لاينتصر بجيل نخرته الشهوات وأنهكته الملذات كما أن حضور وصف الحكومات بالطواغيت يدل على مدى التصاق أيديولوجيا "جيش الإسلام" بالفكر السلفي الجهادي العالمي، ويظهر بوضوح أن هدف الجيش الإسلامي هو القضاء على الإحتلال والطغيان العالمي من أجل إقامة الخلافة الإسلامية، وهي الدعوةالتي تسيطر على خطاب الحركات السلفية الجهادية العالمية. يمكن القول بأن "جيش الإسلام" يحرص على إظهار الأسس والمنطلقات التي يجب أن تتحلى بهافصائل المقاومة، ومن المرجح أن هذا الفصيل الجديد بشكله ومضمونه هو نتائج حراك فكري داخل بنى المقاومة، ولعله تشكل من عناصر متشددة داخل ألويةالناصر صلاح الدين وكتائب عزالدين القسام من ذوي الميول السلفية العالمية،فالتنسيق الذي تم بين "جيش الإسلام" وهذه الحركات يدل على تواصل كبير بينهذه المجموعات، ومحاولة للتخلص من الإلتزامات التي تقيدت بها حركات المقاومة التقليدية. وتعتبر هذه الحركة نتاجاً طبيعياً للممارساتالإسرائيلية والضغوطات الدولية والإقليمية والمحلية على السلطة الفلسطينيةوحكومة حماس، حيث تولدت قناعات راسخة لدى عناصر المقاومة الرافضة أصلاًللعملية السياسية بعدم جدوى هذه العملية وتفريطها في الحقوق الوطنيةالفلسطينية، وأنه لا خيار إلا بالعودة إلى الجهاد والقتال، وأن السماح باستخدام اسم "كتائب الشهيد عزالدين القسام" هو من أجل حمل القيادةالسياسية على التخلي عن الإنخراط في أفق التسويات الهزيلة، والعودة إلىصفوف المقاومة. إن الغموض الذي يكتنف هذه الحركة الصاعدة من خلال التعميةعلى قياداتها يؤشر على استراتيجية جديدة تتماهى مع أطروحات القاعدة فيالحفاظ على السرية والعالمية، وقد تكون هذه الحركة من أهم فصائل المقاومةفي المستقبل كما حدث مع القاعدة، ومن المرجح أن تنصهر فصائل المقاومةالمختلفة على المدى البعيد في هذه الحركة الجديدة، والتي قد تتفوق على القاعدة الأم وذلك لإمتلاكها عناصر الخبرة التاريخية الأمنية والتنظيميةوالعسكرية، فهي حتى هذه اللحظة لا تأبه للتهديدات والوساطات الداخليةوالخارجية وتصر على موقفها المتشدد في إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي مقابلإطلاق سراح ألف معتقل فلسطيني، ومن المرجح أن نشهد في الأيام القادمةعملية قتل الجندي الإسرائيلي على طريقة الجماعات السلفية المسلحة عبر نحرهوعرضه على شبكة الانترنت . يبدو أن السياسة الإسرائيلية الفاشلة التي تعمل على تفكيك بنى المقاومة وضرب البنية التحتية للمجتمع الفلسطيني وإذلالهوتجويعه وتركيعه بحجة الحرب على الإرهاب، سوف تقود إلى انحياز تياراتالمقاومة الفلسطينية إلى خيار عولمة الجهاد والتخلي عن الخيارات السلميةوالتسويات الآنية في ظل اختلال ميزان القوى وانحياز الإدارة الأمريكيةالفاضح إلى منطق القوة والضعف العربي الرسمي، ولعل إحساس الشعب الفلسطيني ويقينه بالظلم الواقع عليه سوف يؤدي في نهاية المطاف إلى الاعتماد علىنفسه في المقام الأول وعلى المؤمنين بقضيته من أبناء الشعوب العربيةوالإسلامية، وهي الرسالة التي حاول ايصالها مؤخراً "جيش الإسلام" عن طريق انتهاج نمط خطابي غير معهود على الساحة الفلسطينية
فهو تنظيم ليس بالسهل وهو ليس بالضعيف ، وهو كما يظهر رقما صعبا وجدا صعب على الساحة الفلسطينية والجهادية عامة ، فهو تنظيم سلفي جهادي عالمي ، وليس وطني كما يظهر من تسميته ، وهو ينتهج نهج المجاهدين السلفيين في التكتيك والتنفيذ وأسلوب الاسر وغيرها .
أما عناصر هذا التنظيم الجهادي السلفي فلا يعرف عنهم شيء البتة ، وكل ما هناك تحليلات وجدت منها ما هو أقرب للواقع في تحليل مركز الحقيقة الدولية للدراسات حيث يقول :
(بدأتفي الفترة الأخيرة تتشكل تنظيمات في مناطق متعددة من العالم تتماهى رؤيتهامع رؤية القاعدة، ولعل أبرز هذه المناطق المرشحة هي بلاد الشام، فقد شهدت هذه المنطقة إرهاصات ظهور حركات سلفية جهادية، بدأت تتجه بقوة نحوالقاعدة، من أبرزها تنظيم «جيش الإسلام» في غزة، بزعامة ممتاز دغمش وقدأظهر هذا التنظيم قدرة كبيرة على استقطاب عناصر انتمت تاريخياً إلى الأيديولوجيا الوطنية القومية، كفتح والجبهة الشعبية والديمقراطية، أوإسلامية وطنية كحركة حماس وجناحها العسكري كتائب عز الدين القسام، وتنظيم الجهاد وجناحه العسكري سرايا القدس، فقد استقطب جيش الإسلام عدداً كبيراًمن هذه التنظيمات ونجح في تنفيذ عملية كبرى أسفرت عن أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، في صيف 2006،ورغم مرور أكثر من سنة على اختطافه لم تتمكن إسرائيل من تحريره أو الوصو ل إليه كما أعلن جيش الإسلام عن اختطاف الصحفي البريطاني آلن جونستون،وأظهرت بياناته قرباً كبيراً من الإطار الفكري لتنظيم القاعدة، ومن المرجحأن تعلن الحركة عن انضمامها إلى الجبهة العالمية الإسلامية في فترة لاحقة،وفي لبنان ظهرت مجموعة من التنظيمات السلفية الجهادية، تتماهى مع الرؤيةالقاعدية، كعصبة الأنصار، وجند الشام)
وفي النتيجة العامة نجد : (الجبهة الإسلامية العالمية بدأت تقترب أكثر فأكثر من قضية فلسطين التيشكلت أحد أهم محاور خطابها التحشيدي، من خلال إرهاصات أظهرت وجود تنظيمات تقترب من الأيديولوجيا السلفية الجهادية للقاعدة، فبعد نجاحها في تشكيل فروع إقليمية في جزيرة العرب وبلاد الرافدين والمغرب الإسلامي والقرن الإفريقي، تبدو الآن أكثر قرباً من تشكيل تنظيم القاعدة في بلاد الشام،بسبب السياسات الدولية والإقليمية والعربية والفلسطينية الخاطئة التيتستند إلى نصائح وتقارير تفتقر إلى أبسط المعلومات عن الطبيعة النفسيةوالاجتماعية للشعب العربي والفلسطيني والمنطقة بشكل عام، وسوف نشهد فيالمستقبل انقسامات حادة داخل الحركات الوطنية الفلسطينية في الداخل والشتات تسفر عن تبني سلفية جهادية غير قابلة للتطويع تدخل المنطقة)
وستجد حماس نفسها محاصرة بتنظيم القاعدة في بلاد الشام الذي مد يديه لها ، وهي رفضت هذه الأيدي الطاهرة المتوضئة المجاهدة .
هذا ما فاض به اجتهادي ...............
وأرجو من الله تعالى أن يتجاوز عن خطأي فيما كتبت ............اللهم آمين
الله أكبر........الله أكبر.......والعزة لله ولرسوله وللذين آمنوا
( أبو الهمام الأردني)
منقول عن الأخ ( أبو الهمام الأردني)
واتمنى من الإدارة الا تغلق الموضوع
تعليق