ساعدوني كيف يُمكن لي أن أصبح مواطنا يونانياً؟!
بسم الله الرحمن الرحيم
على مدار عدة عقود مضت من تاريخنا كشعب فلسطين تميزنا خلاله بالشعارات التي ساعدت على إنخفاض مدى الصلاحية في العقل الفلسطيني ولربما العربي بشكل عام ! على قاعدة من يتكلم كثيرا لايفعل إلا القليل , ونحن ماشاء الله أساتذة في الكلام .!
ربما نحتاج في بعض الأحيان الى مزيد من العصف الذهني لإستيعاب مايدور حولنا وإن أستطعنا أن نستوعب ونفهم مايدور حولنا , سنحتاج حينها الى مادة دافعة لكي تخرج الكلمات العالقة مابين القلب والحنجرة لترى لنور للواقع حين نخرجها من اللسان , ربما يعود ذلك الى الحنين والحب للوطن الذي نعيش فيه و نرفض ظاهرة أن يتشمت بنا كائن كان على وجه المعمورة , فكيف لا ونحن ذو حضارة وقيم مبادئ وخلافه من البهارات التي يتم وضعها على الشعارات الرنانة في كل مقام يقال فيه مقال من هذا وذاك .
لكن في بعض الأوقات نحتاج الى الأعتراف بالواقع الأليم الذي نعيشه بالراغم من مرارته وقسوته علينا ولكن هكذا هي الحقيقة دوماً تمتاز بُحرقة ومرارة , ولكن لابأس طالما أنها الحقيقة .
حاولت طوال الأيام الماضية الى البحث والتدقيق في مايدور في أثينا عاصمة اليونان , فتابعت وسائل الإعلام ما منها المقروء والمسموع والمرئي , وكان تركيزي غالباً يتجه نحو إذاعة BBC "لندن" الناطقة باللغة العربية التي أعطت مجالاً أوسع للحديث عن هذه القضية الشائكة لدى اليونانيين والتي في بلادنا العربية أو بفلسطين ماشاء الله يتم حلها بفنجان قهوة أو ببوسة رأس أو بتبليط البحر من أهل المغدور خاصة إن كان القاتل في هذه الحالة قد عاث في الأرض فساداً .!
في اليونان .. على وقع المظاهرات في أثينا العاصمة .. إتجاه نحو إقالة وزير الداخلية .. إتجاه نحو إقالة مدير الأمن .. الحديث الان يدور عن إقالة الحكومة بأكملها!
ترى مالسبب ؟ ماذا حدث ؟ ماذا يجري؟
السبب أنه شرطي قام بقتل فتى يبلغ من العمر أربعة عشر عاماً لايُعرف حتى الأن إن كان بقصد او بغير قصد ولكن الحديث يدور ان الفتى قُتل , والأمر الأن يتعلق بإقالة هذه الحكومة التي لا تستيطع أن تحافظ على أبناء شعبها ! معقولة من أجل قتل فتى يتم كل هذا ؟!
هؤلاء الغربيون غريبون جداً يطبقون روح الإسلام التي نفتقدها نحن كمسلمين في تعاملنا مع بني البشر , روح الإسلام التي لانعرف لها طريق , فنعتبر الدين فقط صلاة وصيام , وننسى أن الصحابة رضوان الله عليهم قد فتحوا البلاد بالمعاملة والصدق بالتجارة وحب الناس لهم بدون ان تسقط قطرة دم واحدة , أين نحن من هذا كله ؟ دعونا نتحدث عن أثنيا حالياً أفضل وأقرب للواقع لآننا لو أردنا الحديث عن الصحابة سنجد أنفسنا نحن في وادي والصحابة في وادي آخر .!
عموماً يبدو أننا لم نسمع بعد أن هدم الكعبة حجر حجر أهون عند الله من اراقة دم امرىء مسلم بغير وجه حق , ونحن لانبالي بكل هذا ولا نأبه بهذا بل نساعد على إهانة الإنسان المسلم وإذلاله وتكريس مبدأ الحقد والزعرنة .!
في فلسطين .. كل شئ نار .. سعر أنبوبة الغاز نار .. سعر الطعام نار .. سعر المواصلات نار .. سعر الملابس نار .. وأرخص شئ هو سعر الإنسان الفلسطيني فقط ثمنه 3 شواقل وإن أردت أن تخفض الثمن فسعره يصبح 2,5 شيقل , وهكذا دواليك ! فكثيراً مانرى ونسمع أن البعض يهدد الاخر ان ثمنك ثلاثة شواقل ثمن رصاصة سلاح الكلاشينكوف !
حتى المثير للسخرية والإستغراب في آن واحد أن شعب يدافع أبنائه عن وطنهم بأرواحهم وأجسادهم تجد من يضعهم من جلدتهم في سجون ومن يساعد في قتلهم ولا يتوانى في تقديم معلومات عن المقاومين للإحتلال , في أي دولة تجد أن من يقاوم الإحتلال تقوم الدولة ببناء المؤسسات له ومساعدته في مقاومة الإحتلال , حتى بعد ان ينتهي دوره من المقاومة تعد له مايمكن من خلاله أستراحة هذا المقاومة , ولكن لدينا في فلسطين بسبب أننا نعشق ونحب إذلال بعضنا البعض فلا نتوانى عن جلد انفسنا بدون أي وازع أو رادع ديني .!
نرجع الى أثنيا حيث بلاد الإفرنجة .. كيف لنا أن نتخيل أن هناك الأن حكومات ستتغير وضباط كبار سيتم إقالتهم من أجل فتى ربما لم يصل سن البلوغ قتل بطريقة لم يُعرف بطريقة مقصودة من عدمها , ونحن هنا في فلسطين دولة في الضفة الحبيبة ودولة في غزة الحبيبة , والإحتلال يسيطر على كلا الدولتين , وممنوع أن يتحرك شئ إلا عبر إشارة من إصبع الضابط الذي يدير هذا المعبر أو ذاك , ونحن هنا لا نقف لو للحظة في مراجعة أنفسنا ونقيم أنفسنا , هل أخطأنا ؟ هل كان هناك أمر في خلل في العقيدة لدينا؟ ليس معقولاً أن نقول هذا إبتلاء من الله وذاك غضب من الله , إلا إن رجعنا الى العصور الوسطى وصكوك الغفران , وبالتأكيد هذا مانعمل عليه حالياً حيث رجعنا القضية الفلسطينية الى عشرات السنين ربما وصلت المائة عام ونحن لانعرف أين نسير بهذه السفينة.!
في ظل مايحدث مابين أثينا وفلسطين وكيف يمكن أن تتوقف الدولة كلها من أجل فتى حيث تم إضراب جزئي بالأمس في المدارس والمحطات وبعض الوزارات والمؤسسات ,. وهناك تهديد بأن تتواصل المظاهرات حتى يتم إقالة الحكومة , ونحن هنا من يُقتل "تروح في كيسه " وكأننا نعيش في غابة , في ظل كل مايحدث ومانراه أسأل حكومتنا في غزة وحكومتنا في الضفة وأطلب منهم مساعدتي كيف يُمكن لكم أن تساعدوني لكي تعطوني هوية يونانية لآعيش في اليونان , ولكن حينها ياسيادة رئيس الوزاء إسماعيل هنية وسيادة رئيس الوزراء سلام فياض كونوا على يقين بأن فلسطين ستعيش في قلبي حتى ألقى وجه الله ..!
أخوكم
زلزال السرايا
زلزال السرايا
تعليق