إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

القيادي في الجهاد الدكتور جميل يوسف :التهدئة كانت عبارة عن محصلة عدة عوامل ضعف فلسطين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • القيادي في الجهاد الدكتور جميل يوسف :التهدئة كانت عبارة عن محصلة عدة عوامل ضعف فلسطين

    فلسطين اليوم : غزة

    شدد قيادي بارز في حركة الجهاد الإسلامي على أن استمرار إفرازات الانقسام الداخلي الفلسطيني على مدار عامين متواصلين دليل واضح على أن هذا الانقسام غائر جداً في الجسد الفلسطيني، وفي برامجه وأهدافه ووسائله.

    وقال الدكتور جميل يوسف في مقابلة مع صحيفة "الاستقلال" إن القواسم المشتركة بين أطراف الانقسام أصبحت ضيقة بسبب استمرار تدحرج كرة الانقسام إلى الأمام، معرباً عن اعتقاده بأن السلطة وتمثيلها يقع على رأس العوامل التي تديم الانقسام.

    وأوضح يوسف أن الانقسام ليس وليد لحظة الاختلال على السلطة إنما هي محصلة لعوامل كثيرة تمتد لعدة عقود وحتى في ظل الاحتلال شهدت الضفة وغزة اشتباكات لأكثر من مرة لولا وجود الاحتلال ولجوء معظم الفصائل في اغلب الحالات إلى زيادة وتيرة المقاومة ضد الاحتلال لتفادي آثار الانقسام أكثر مما نشاهده الآن.

    الثقافة الحزبية

    ونبه يوسف إلى أنه لا يمكن أن نغفل دور الثقافة الحزبية والتي يتم بها حشو عقول المنتمين إلى هذا الفصيل أو ذاك مما يؤسس لافتراق شعوري ومصيري بين الطرفين وكذلك يدفع الأطراف إلى الإيمان بأن مصلحة فصيلها هو المقدس الرئيس في حركتها السياسية.

    وأعرب يوسف عن اعتقاده بأنه ما دامت عوامل الانقسام موجودة سيبقى الانقسام والافتراق بين فتح وحماس، كما نبه إلى أن الدول العربية لم تقف في مسافة متساوية بين فتح وحماس حيث وقفت معظم الدول العربية إضافة إلى النظام العالمي الغربي والأمريكي مع سلطة رام الله وهذا يعتبر عائقا هاماً أمام إنجاح أي حوار والورقة المصرية الأخيرة كانت تريد أن تأخذ حكومة حماس إلى خيارات المجتمع الدولي ورام الله في السقف السياسي والوسائل الفلسطينية والمقاومة وهذا كان عاملاً قاتلاً للحوار.

    وأشار إلى أنه من الواضح أن الدول العربية ومعظم دول العالم ستواصل منح الشرعية لأبي مازن بعد التاسع من يناير/ كانون الثاني، مما يزيد هوة الاختلاف بين حماس وحكومتها ورام الله.

    وشدد القيادي في الجهاد على أنه في ظل هذه التعقيدات ربما يكون الرغبة في الاستمرار في السلطة دافعاً للطرفين للعودة إلى الحوار يتقاسم فيه الطرفان كعكة الحكم لكن بدون جذور حقيقية للاتفاق وبعيداً عن تحقيق انجاز للمصالح الوطنية الفلسطينية العليا.

    استحقاق الرئاسة

    ونبه يوسف إلى أن مشكلة استحقاق الرئاسة القادم هي مشكلة سياسية بدرجة كبيرة وهذه المشكلة ترى أن مدخلها التوافق السياسي والحوار الوطني الحقيقي لأن الهدف الرئيسي للقوانين والدساتير في الدول تحقيق المصلحة العامة لذلك نرى أن تحقيق هذه المصلحة يمر عبر التوافق وليس عبر القوانين والتي تأخذ عدة تفاسير يتشبث كل طرف فيها بتفسيره ولا أعتقد أن أيا من الطرفين يستطيع لأن يدعي الصوابية المطلقة في تفسير استحقاق الرئاسة في التاسع من يناير كانون الثاني المقبل.

    وأشار إلى أن كلا التفسيرين لدى حماس وفتح ستدخل الشعب في انقسام جديد وهناك تعقيدات جديدة قادمة تحت عنوان الرئاسة ففي حال تمسك حماس برأيها في عدم شرعية أبو مازن وتنصيب رئيس التشريعي دويك في حال الإفراج عنه أو احمد بحر هذا يعني أن الضفة وغزة ستعدو برئيسين ومؤسسات سلطة منفصلة عن بعضها.

    وأكد يوسف أن المرحلة غاية في التعقيد وبدلاً من النزاع على السيادة في هذا الملف أو ذاك يجب فقط النظر أين تكمن مصلحة الشعب الفلسطيني لأن المصلحة أهم وأقدس من السيادة فالمصالح ثابتة وضرورية أما السيادة فهي متغيرة.

    التهدئة مع الاحتلال

    وأوضح القيادي في الجهاد أن التهدئة كانت عبارة عن محصلة عدة عوامل ضعف فلسطيني، اضطرت فيها قوى المقاومة على الموافقة على التهدئة باستثناء الجهاد والتي تحفظت على التهدئة واعتبرتها مجرد اتفاق امني مع العدو الصهيوني.

    وبين أن الوضع الفلسطيني مثقلا بالاقتتال والانقسام، والحصار المشدد والغير مسبوق في تاريخ الصراع مع العدو، والدول العربية غير مبالية مطلقا بالوضع المأساوي في غزة ولم تحرك ساكنا لمحاولة كسر هذا الحصار.

    وأوضح ان الشارع الفلسطيني كذلك أصبح عاملا ضاغطا على الحكومة في غزة وقوى المقاومة لتوفير احتياجاته الحياتية إضافة إلى ضغوط خارجية على الفلسطينيين لقبول التهدئة، وبالتالي كانت قوى المقاومة تأمل من هذه التهدئة أن تكسر الحصار وتفتح المعابر وتهيئ الأجواء لحوار وطني فلسطيني داخلي يقضي على الانقسام السياسي إضافة إلى إقناع الشارع الفلسطيني أن قوى المقاومة تضع احتياجاته على رأس أولوياتها لكن في النهاية مقابل هذه التهدئة لم يلمس الإنسان الفلسطيني أي تغيير في وضعه الحياتي أو السياسي وبقيت المعابر مغلقة والانقطاع عن العالم الخارجي عبر معبر رفح لا زال قائما وكذلك لم يؤثر هذه التهدئة في دفع الحوار الوطني الفلسطيني إلي الأمام.

    وشدد يوسف على أن التهدئة هشة جدا ولم يستفيد منها الشعب الفلسطيني مطلقا بل كان العدو الصهيوني هو المستفيد الوحيد والأخطر من ذلك كله أن هذا العدو يريد فرض معادلة " إنهاء المقاومة مقابل بضعة شحنات تحمل مواد غذائية لا تسمن ولا تغني من جوع " مما يعني أن إسرائيل تريد تنازل الفلسطيني عن مشروعهم الوطني مقابل الغذاء فقط.

    الشأن الصهيوني

    وفيما يتعلق بالأوضاع الداخلية في الكيان، قال الدكتور جميل يوسف إنه من الواضح أن اليمين الإسرائيلي هو الأكثر حظاً في الفوز بالانتخابات الإسرائيلية سواء من خلال استطلاعات الرأي الإسرائيلية أو عملية قراءة سياسية للخارطة الإسرائيلية حيث فشل كاديما في تحقيق أي انجاز سياسي طوال فترة حكمة سواء في حربه ضد لبنان أو في قطاع غزة أو الضفة الغربية وكذلك في موضوع الملف النووي الإيراني وغيره من الملفات نجده لم يحقق أي انجاز واليسار الإسرائيلي إضافة إلى حزب العمل يعيش مرحلة انهيار كبير وكما بدا بعض الساسة الصهاينة بالترحم على حزب العمل على أساس انه أصبح حزبا ميتا وتعطيه استطلاعات الرأي اقل من شاس والأحزاب العربية.

    وبين يوسف أن الحكومة اليمينية المقبلة في دولة العدو والتي على الأرجح أن تكون بقيادة الليكود قد قادت إسرائيل معظم الفترة الماضية في انتفاضة الأقصى من 2001 _ 2005 وكل التهديدات الاسترايتجية التي تواجه إسرائيل كانت موجودة في تلك الفترة وعلى رأسها إيران وبرنامجها النووي والذي بدا يتضح بشكل جلي عام 2003 وكذلك حزب الله والذي عاظم قوته منذ الاندحار الصهيوني في مايو 2000 وقوى المقاومة الفلسطينية، والليكود في تلك الفترة لم ينجح مطلقا في التصدي لأي من هذه التهديدات الإستراتيجية بل أن هذه التهديدات هي التي عصفت بالليكود وشطرته إلى قسمين احدهما بقيادة نيتنياهو وحافظ على الليكود والآخر بقيادة شارون مع انضمام آخرين له واخذ اسم كاديما وكان الواضح أن كاديما يمثل حالة تراجع أمام هذه التهديدات سواء مع المقاومة في فلسطين أو لبنان أو إيران من غير المتوقع أن تتغير السياسة الإسرائيلية بقيادة الليكود عن السياسة الحالية تحت قيادة أولمرت- ليفني وهذا مرده إلى عدة أسباب، وهي ضعف دولة العدو وعدم أهليتها لاتخاذ أي قرار استراتيجي، وقوة الردع التي حققتها قوى المقاومة وخاصة حزب الله، والإدارة الأمريكية الجديدة والتي لن تواصل الخط السياسي للمحافظين الجدد الذين حكموا البيت البيض على مدار 8 سنوات الماضية حيث كان المعروف أن المحافظين الجدد على تناغم كبير مع الليكود بزعامة نتنياهو وكذلك سيركز أوباما على الداخل الأمريكي ويقلل اهتمامه بالخارج وكذلك سيعتمد على الوسائل السياسية.

    وقال إن عدم وجود توافق دولي حول هذه المواضيع حيث فشلت دول الغرب وأمريكا على رأى واحد بخصوص إيران وتراجع إلى حد كبير القضاء على البرنامج النووي سواء بالضربة العسكرية أو الضغوطات السياسية وكذلك نجاح سوريا بتفكيك الحصار الدولي عليها ، وانفتاحها على الدول الأوربية مثل فرنسا والتجمع اليورومتوسطي.

    وبينّ أن اليمين الصهيوني سيكون عاجزا عن تحقيق أي نجاح في التعامل مع التهديدات الإسرائيلية عدا عن زيادة وتيرة القتل ضد الفلسطينيين وستتراجع اللقاءات الفلسطينية الإسرائيلية مع أبو مازن وستدخل العلاقات العربية الإسرائيلية طور الترقب والانتظار.

    تراجع أمريكي

    وتوقع القيادي البارز في الجهاد تراجع دور أمريكا في زعامة العالم وظهور زعامات أخرى بحيث يصبح العالم اقرب إلى نظام متعدد الأقطاب ولعل عودة روسيا إلى الجلسة الدولية وتمكنها من توجيه صفعة قوية لأمريكا في جورجيا دليل على ذلك.

    وأضاف: " سوف تنكفئ أمريكا على حل مشاكلها الداخلية سواء الاقتصادية والاجتماعية ويتراجع الاهتمام بملفات الشرق الأوسط وعلى رأسها القضية الفلسطينية وهذه بدوره سوف يؤثر على قدرة إسرائيل في فرض أجندتها في المنطقة".

  • #2
    بارك الله في دكتورنا فعلا تحليل ينم عن فهم للواقع المحلي والعالمي ولكن اتمني ان ينتج عن هذا الوعي رفض للضغوط الممارسة علي الحركة بقبول التهدئة المهزلة
    (الشعوب اداة التغيير)
    د.فتحي الشقاقي

    تعليق

    يعمل...
    X