إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ترجمة الصحف العبرية الثلاثاء 2/12/2008

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ترجمة الصحف العبرية الثلاثاء 2/12/2008




    ترجمة الصحف العبرية الثلاثاء 2/12/2008


    قسم العناوين
    يديعوت احرونوت:
    - الف مقال آخر.
    - ضربة بطالة – بنك ديسكونت يبعث الى البيت 650 شخصا.
    - المعركة في العمل على 8 – 10 اماكن في الكنيست.
    - من بداية الازمة: 8.500 مقال.
    - شبكة الامان في شك، ربما الاسبوع القادم.
    - سيدتي وزيرة الخارجية.
    - يبحثون عن العمل.
    - ممن يخاف بيبي.
    - الخليل تسخن.
    معاريف:
    - يكافحون في سبيل المكان.
    - أربعة اشهر عمل خدمة لمخطط الاغتيال لرئيس البلدية.
    - يكافحون في سبيل حياته.
    - "ستكون هنا حرب".
    - شبكة الامان ستنتظر اسبوعا.
    - سيدتي وزيرة الخارجية.
    هآرتس:
    - اليوم: الانتخابات التمهيدية في العمل. مسؤولون كبار يخافون على اماكنهم.
    - مستوطنون يشاغبون في الضفة بسبب شائعات عن اخلاء بيت النزاع.
    - رئيس الوزراء يميل الى التخلي عن الاستماع في ريشون تورز.
    - دان كيرتسر قد يكون مبعوثا خاصا الى الشرق الاوسط.
    - بوش يعترف: لم اكن مستعدا للحرب في العراق.
    - استعدادا لاخلاء بيت النزاع: المستوطنون يهاجمون الفلسطينيين.
    اسرائيل اليوم:
    - يخيطون شبكة أمان، ولكن ببطء.
    - العمل ينتخب: جزء من كبار المسؤولين سيكون في الخارج.
    - أمي أمي – دموع طفل.
    - 5 مخربين يتجولون احرارا في مومبي.
    - لفني تهبط في الاستطلاعات فتنتقل الى الهجوم.
    - انتخابات تمهيدية في ظل استطلاعات.
    - نتنياهو: من يعقد صفقة من فايغلين لن يكون وزيرا.
    - بداية صداقة رائعة – اوباما - كلينتون .

    * * *
    قسم الأخبــــار الثلاثاء 2/12/2008
    الخبر الرئيس – الساحة السياسية – معاريف – من ميراف دافيد:
    يكافحون في سبيل مكانهم في القائمة – حياتهم../
    على خلفية الوضع البائس لحزب العمل في الاستطلاعات يعقد الحزب اليوم الانتخابات التمهيدية التي ستشكل معركة حياة او موت بالنسبة لاربعة من كبار المسؤولين: فؤاد بن اليعيزر، متان فيلنائي، افيشاي بريفرمن وعمير بيرتس. يبدو أنه في نهاية اليوم احدهم على الاقل سيجد نفسه خارج العشرة الاوائل، المقاعد الحقيقية (بل وبالكاد ايضا).
    في هذه اللحظة تتنبأ الاستطلاعات للعمل بين 7 – 8 مقاعد. هذا الامر يضمن الكثير من الدراما ومعارك البقاء السياسي لكل المرشحين، ولا سيما القدامى. الحساب بسيط: في المقاعد العشرة الاوائل لحزب العمل يوجد سبعة اماكن شاغرة فقط. عليها سيتنافس هذا الصباح عشرة نواب حاليين وعدة مرشحين جدد. ثلاثة مرشحين يتنافسون سيحتلون الاماكن العليا: الوزير اسحق هيرتسوغ والنائبان شيلي يحيموفتش واوفير بينس. وعلى المكان الخامس المخصص للنساء ستتنافس الوزيرة يولي تمير والنائبتان كوليت افيتال وناديا حلو. والتي تحصل على اكثر الاصوات ستنال ضمان المقعد. ومن هنا ينشأ ان فيلنائي، بن اليعيزر، بريفرمن وبيرتس قد يجدون انفسهم في نهاية القائمة – على حدود الاحتمال الواقعي – وربما وراءها.
    الصحافي السابق دانييل بن سيمون هو الوجه الجديد الذي يتحدث عنه كامكانية للدخول في العشرة الاوائل. مرشحون جدد آخرون كفيلون بان يفاجئوا هم د. عينات ويلف، التي ستحاول هي ايضا ان تحصل على مكان المرأة في القائمة في المكان التاسع وسكرتير عام السلام الان يريف اوفينهايمر. يحتمل أن يحصل المرشحون الجدد في العمل على نتيجة افضل من المتوقع إذ ان الكثير من نشطاء العمل يتحدثون في الاونة الاخيرة عن الحاجة الى انعاش القائمة للكنيست. الامر المؤكد هو انه اذا لم ينجح حزب العمل في اثناء الحملة في أن يعيد اليه المقترعين، فان العشرة الثانية ستصبح غير واقعية. هناك يتنافس خمسة نواب حاليين ويوجد احتمال لا بأس به ان يجدوا انفسهم خارج الكنيست.
    في العمل يخشون جدا من نسبة تصويت منخفضة لا تتجاوز 30 في المائة بل وربما اقل في التمهيدية اليوم.

    اسرائيل اليوم – من شلومو تسزنا:
    لفني تهبط في الاستطلاعات فتنتقل الى الهجوم../
    يبدو أن رئيسة كديما تسيبي لفني في حالة ضغط والا فلا يمكن شرح الخط الاعلامي الذي تبنته في الاونة الاخيرة من خطت على علمها سياسة اخرى: حملة سلبية ضد المتنافسين، مقابلات متكررة في وسائل الاعلام بل وهجوم حاد على رئيس الوزراء ايهود اولمرت.
    بعد ان تبين الاسبوع الماضي بان هناك توصية برفع لائحة اتهام ضد رئيس الوزراء تبعا للاستماع في شأن المخالفات الخطيرة، يحاولون في حزب كديما التنكر المرة تلو الاخرى لمن وقف على رأسهم حتى ما قبل اسابيع معدودة.
    "النمط المناسب هو أن يغادر رئيس الوزراء منصبه"، قالت امس لفني، "لا شرعية له للقيام باي عمل". واضافة الى ذلك تناولت رئيسة كديما ما نشر بشأن المفاوضات التي يديرها اولمرت مع رئيس الهستدروت عوفر عيني ومع رئيس لجنة المالية افيشاي بريفرمن، دون علم مقربها، وزير المالية روني بار أون. وشددت لفني على أنه "اذا كان رئيس الوزراء بالفعل يدير مداولات خلف ظهر وزير المالية، فان هذا السلوك هو سلوك سيء".
    الوزير يعقوب ادري من كديما دعا أمس الى تقديم موعد الانتخابات لمنع اولمرت من التصرف كرئيس وزراء ذي تأثير في فترة يعمل فيها عمليا مجرد رئيس وزراء انتقالي.
    "التحديات الامنية، السياسية والاقتصادية تفترض منا جميعا التصرف بمسؤولية لنقرر فورا موعدا جديدا للانتخابات للكنيست"، قال ادري. وكذا عن رئيس الليكود النائب بنيامين نتنياهو لم توفر لفني النقد. ففي مقابلة امس في برنامج "لندن وكيرشنباوم" في القناة 10 قالت انه بينما خرجت هي وحزب كديما بنداء لاولمرت كي يقطع نفسه عن منصب رئيس الوزراء، "لم نسمع من نتنياهو أي شيء في الموضوع. يدور الحديث عن قول قيمي ولاعتبارات سياسية يفضل نتنياهو في هذا الوقت الصمت".
    في الليكود قالوا معقبين ان "لفني صمتت في قضايا شارون، صمتت في قضايا اولمرت، صمتت في قضايا هيرشيزون، صمتت في قضايا رامون. مشوق أن نراها فقط عشية الانتخابات تتذكر اهمية نظافة اليدين.
    الاستيطان/الخليل – هآرتس – من عاموس هرئيل وآخرين:
    استعدادا لاخلاء بيت النزاع: المستوطنون يهاجمون الفلسطينيين../
    المستوطنون ومؤيدوهم حثوا أمس استعداداتهم لمقاومة حملة الاخلاء لبيت النزاع في الخليل. وقد انتشرت أمس شائعات في اوساط المستوطنين تقول ان اخلاء قوات الامن للبيت قريب فتدفقت الى الخليل تعزيزات من نشطاء اليمين. ونصب المستوطنون في مناطق مختلفة في الضفة الحواجز احتجاجا على نية اخلاء البيت. وفي عدة مواقع هوجم فلسطينيون واحرقت اشجار زيتون. ونصبت سدود قرب مستوطنة يتسهار في السامرة، في مفترق حوارة عند الخروج من نابلس، وفي وادي الحرمية شمالي رام الله ومنطقة متسبيه يريحو. وكانت السدود لفترات زمنية قصيرة. بعد عدة دقائق أخلى المستوطنون الطرق وانتقلوا الى مواقع سد اخرى. "قيادة عمل بيت السلام" طلبت من الجمهور محاولة الكشف عن كل معلومة كفيلة بان تلمح بموعد الاخلاء.
    وتضمنت بعض مظاهرات أمس عنفا تجاه الفلسطينيين. ففي قرية بورين قرب يتسهار احرق المستوطنون اشجار زيتون. وعلى عدة طرق في السامرة علم برشق حجارة على سيارات فلسطينيين. سائقا شاحنتين فلسطينيان اصيبا بجراح طفيفة جراء رشق الحجارة. وفي مفترق حوارة وقعت مواجهة عنيفة بين متظاهرين وافراد من الشرطة. سبعة مستوطنين اعتقلوا، بزعم الشرطة بعد ان ضربوا افرادا منها. واتهم المستوطنون الشرطة بالعنف. وقرب بيت النزاع اصيب بجراح طفيفة شرطي من حرس الحدود بحجر رشقه مستوطن. كما أن سيارة دورية الشرطة تضررت. احد سكان كريات اربع اصيب بجراح طفيفة حين ضربه فلسطينيون في الخليل.
    وقد بدأت المظاهرات بعد أن شك المستوطنون من أن الاخلاء يزمع ان ينفذ في غضون ساعات. والعنف هو جزء مما يسميه المستوطنون "سياسة شارة السعر". والتي ترمي الى اثارة اضطرابات في ارجاء الضفة في وقت قريب من أي اخلاء لبؤرة استيطانية. وفي الجيش الاسرائيلي قالوا أمس ان العنف الذي انتهجه المستوطنون "ضار وغير مفهوم".
    فتوى تبلورت في الاسبوع الماضي في وزارة العدل تقول ان على جهاز الامن ان يخلي البيت في غضون ثلاثين يوما، الا اذا نشأت "اضطرارات ثقيلة الوزن"، تفترض التأجيل. المحامية اوسنات منديل، مديرة قسم الالتماسات الى المحكمة العليا في النيابة العامة للدولة كتبت تقول انه مع أنه لا واجب للاخلاء في اطار ثلاثين يوما، الا ان هذا "الاطار الزمني المعقول للاخلاء". وحسب اقوالها فان "خروجا كبيرا يستوجب ظروفا او اعتبارات ثقيلة الوزن". الثلاثون يوما تنتهي في 15 كانون الاول، بعد أقل من اسبوعين.
    ورفضت مصادر امنية وعسكرية أمس التطرق الى مسألة متى سيتم اخلاء البيت، ولكنها أكدت بان الاستعدادات للعملية مستمرة. في المواجهات السابقة حول حملات الاخلاء تمتع المستوطنون غير مرة بـ "معلومات استخبارية نوعية" عن خطط الجيش الاسرائيلي والشرطة وعملوا وفقا لذلك. ويبدو أن هذه المرة ستبذل قوات الامن جهودا لاخفاء الموعد المخطط حتى اللحظة الاخيرة، كي تفاجيء المستوطنين قدر الامكان.
    ولهذا الغرض، تقرر بان يكون هناك شركاء سر قليلون بالنسبة للموعد المختار. ومع ذلك، ولما كانت مثل هذه الحملة تحتاج الى قوات كبيرة وبعضهم سيأتي من مسافة بعيدة نسبيا من المعقول أن يكون للمستوطنين فرصة لتنظيم انفسهم على مدى بضع ساعات قبل أن يبدأ الاخلاء نفسه. في مداولات مغلقة في وزارة الدفاع الاسبوع الماضي عبر وزير الدفاع ايهود باراك عن خط متصلب في قضية البيت ولم يلمح في هذه الاثناء عن النية لتأجيل الاخلاء. وزار باراك قبل اسبوع الخليل مع رئيس الاركان الفريق غابي اشكنازي وفحص الخطط العملياتية للاخلاء.
    "قيادة العمل لبيت السلام" نشرت بيانا للجمهور طلبت فيه معلومات تتضمن ما يستبق ويكشف تحركات الجيش والشرطة التي غايتها اخلاء البيت. وجاء في البيان ضمن امور اخرى انه "لما كانت نشرت في وسائل الاعلام انباء مختلفة عن نية وزير الدفاع تنفيذ اخلاء بيت السلام في ظل الابقاء على السرية والكتمان، على نحو يشبه ما حصل في مزرعة فدرمان، فقد تقرر في قيادة العمل لبيت السلام التوجه الى جمهور محبي ارض اسرائيل وطلب معونتهم ويقظتهم في جمع المعلومات عن خطط الاخلاء التي من شأنها أن تنفذ في كل يوم لا سمح الله (...) انقلوا الينا كل معلومة، عن كل حشد للقوات، عن تحريك القوات، عن التدريبات، عن الاستعدادات اللوجستية مثل "وسائل التسفير، الغذاء، استعدادات الطواقم الطبية. كونوا يقظين لكل حركة مشبوهة وانتم تتحركون على الطرق. اطلبوا من ابنائكم وجيرانكم الذين يخدمون في الجيش ان يبدوا اليقظة. لا تترددوا في التبليغ ونحن سنفرز ونفحص المعلومات".
    وفي الختام توجهت امس القيادة الى مجموعات وافراد بطلب لتعزيز التواجد في البيت. وجاء في بيان القيادة "يجب الوصول مزودين بامكانية البقاء 48 ساعة على الاقل". وقد فتح امس في بيت النزاع مدرسة دينية. وحسب المنظمين سيتعلم هناك نحو الف فتى من مؤسسات مختلفة سيأتون مع معلميهم.
    قبل بضعة ايام زار موريس ابراهام الذي يقول عنه المستوطنون انه "اشترى بيت السلام في الخليل"، بيت زعيم شاس، الحاخام عوفاديا يوسيف. وبحضور نائب رئيس الوزراء الوزير ايلي يشاي والنائب نسيم زئيف الذي يسكن في بيت النزاع، رحب الحاخام بابراهام وعزز روحه استعدادا لاستمرار بقائه في البيت. وبارك الحاخام للنائب زئيف نشاطه هناك.


    امريكا/المسيرة السلمية – هآرتس – من عكيفا الدار:
    دان كيرتسر قد يكون مبعوثا خاصا الى الشرق الاوسط../
    يفكر الرئيس الامريكي المنتخب براك اوباما بتعيين دان كيرتسر السفير الامريكي السابق في مصر وفي اسرائيل، كمبعوث رئاسي الى الشرق الاوسط – هكذا قال هذا الاسبوع مصدر دبلوماسي كبير في اسرائيل. القرار بتعيين مبعوث دبلوماسي خاص، يتبع الرئيس مباشرة وليس وزيرة الخارجية، يشير الى الاهمية الخاصة التي يوليها الرئيس لتقدم المسيرة السياسية في المنطقة. تعيين مبعوث خاص كفيل بان يمس بمكانة هيلاري كلينتون المرشحة كوزيرة خارجية، ولكن بالتوازي ان يساعد في التصدي للمصاعب النابعة عن علاقات زوجها الرئيس السابق بيل كلينتون مع دول الخليج.
    كيرتسر، 59 سنة، رافق اوباما في حملة الانتخابات الداخلية وكذا في التنافس مع خصمه في الانتخابات العامة جون ماكين، كعضو كبير في فريق المستشارين ذي المواضيع الخارجية. وكان كيرتسر ضالعا في الاعداد لزيارة اوباما الى المنطقة وشارك في كتابة خطابه أمام اللوبي المؤيد لاسرائيل ايباك الذي يعتبر من أهم الخطابات للمرشح الديمقراطي في المواضيع الدولية. اما كيرتسر فرفض أمس اجراء مقابلات صحفية.
    كيرتسر، يهودي محافظ على الفرائض الدينية ويتكلم العبرية، شغل سلسلة من المناصب في دائرة الشرق الاوسط في وزارة الخارجية الامريكية وكان عضو في فريق السلام لدى ادارة كلينتون، برئاسة دنيس روس. في منتصف الثمانينيات عمل كيرتسر مستشارا سياسيا في السفارة الامريكية في تل أبيب. في نهاية التسعينيات عينه الرئيس كلينتون سفيرا للولايات المتحدة في مصر وفي 2001 عينه الرئيس بوش سفيرا في اسرائيل، وهو المنصب الذي أداه حتى 2005.
    في العام 2006 اعتزل كيرتسر الخدمة العامة في وزارة الخارجية وعين رئيسا لدراسات الشرق الاوسط في الكلية على اسم ودرو ولسون، للشؤون العامة والدولية في جامعة برينستون. وكيرتسر يحمل لقب دكتوراة من جامعة كولومبيا وعمل كعميد في الكلية اليهودية "يشيفا كولدج".
    -----------------------------------------------------


    قسم الافتتاحيات الثلاثاء 2 /12/2008
    هآرتس – افتتاحية - 2/12/2008
    مطلوب تغيير الطريق
    بقلم: أسرة التحرير

    60 الف صاحب حق اقتراع (فقط) يتوجهون اليوم الى الصناديق كي ينتخبوا مرشحي حزب العمل للانتخابات القريبة القادمة. 18 متنافس يتنافسون على اماكن حقيقية في القائمة القطرية وآخرون سيحاولون التموضع في الخانات المحفوظة للقطاعات المختلفة: العرب، الاقاليم، المهاجرين، الدروز والاحياء.
    لا غرو أن الحدث، الذي على مدى السنين وقف في بؤرة الاهتمام للساحة السياسية والاعلامية، ازيح الى هامش الاخبار؛ فالانتخابات المبكرة في حزب العمل تجري في ظل استطلاعات تتنبأ للحزب بالمكان الرابع او الخامس في قائمة الكتل للكنيست الـ 18. حسب هذه الاستطلاعات فان الكتلة التي تعد اليوم 19 نائبا، ستفقد نحو نصف قوتها، ان لم يكن أكثر وستتحول الى شريك هامشي في الائتلاف او الى حزب معارضة متوسط حتى صغير.
    القلق الذي يثيره وضع حزب العمل يتجاوز مخاوف المتفرغين على اماكنهم في الكنيست وفي الحكومة. في ضوء الصعود النيزكي لليمين هناك اهمية لوجود كتلة سياسية مستقرة وصلبة، تؤيد حل النزاع الذي لا ينتهي بين اسرائيل وجيرانها. على خلفية الازمة الاقتصادية الصعبة ثمة حاجة لحزب يحمل عبء الحرص على الطبقات الضعيفة ويعمل على تقليص الفوارق بين الاغنياء والفقراء. التنظيم الجديد لليسار حول ميرتس لا يتخذ بعد صورة الهيئة السياسية التي بوسعها أن تدخل الى الحذاء المهترىء لحزب العمل.
    على مدى ستين سنة من وجود الديمقراطية الاسرائيلية صعدت أحزاب وهبطت اخرى، امتزجت بل وتبددت. يكفي أن نذكر "داش"، حزب الوسط والتغيير، التي ادى رؤساؤها ادوارا مركزية في عدة حكومات، وبعد ولاية واحدة او اثنتين فقدوت أثرها. العمل ليس واحدا من تلك الاحزاب التي تعبر سماء السياسة الاسرائيلية وتختفي مثلما جاءت. مباي، المعراخ وحزب العمل بقيادة دافيد بن غوريون، موشيه شريت، ليفي اشكول، غولدا مائير، اسحق رابين وشمعون بيرس، اقاموا الوسط اليهودي من الاساس وحتى النمو. وحتى الانقلاب السياسي الذي وقع في العام 1977، أملت قيادة الحزب سياسة الخارجية والامن لاسرائيل وصممت اجهزتها المدنية.
    وغداة ازاحة المعراخ عن الحكم من قبل الليكود، برئاسة مناحيم بيغن، اقترح اسحق بن اهرون، من الاباء المؤسسين لحركة العمل "تغيير الشعب". اليوم، مثلما في حينه، الشعب لا يأتي مع بطاقة التغيير، ومطلوب تغيير للطريق ولجزء هام من القيادة.
    على اعضاء حزب العمل الذين يريدون صالح الحزب ويؤمنون بانه لم ينهِ دوره، التنكر اليوم لـ "الصفقات" والمؤامرات الرخيصة للمتفرغين. عليهم ان يفضلوا مرشحين ومرشحات لا يحملون المسؤولية عن تشويش الطريق، الامر الذي قاد حزبهم نحو الطريق المسدود. واجبهم ان يختاروا متنافسين شخصياتهم، اعمالهم ورسائلهم تقترح تغييرا جوهريا، وأولا وقبل كل شيء عودة الى مذهب وقيم معسكر السلام والعدل الاجتماعي؛ شخصيات تكون مستعدة للعمل لهذا الغرض بمثابرة حتى من مقاعد المعارضة وليس فقط من كراسي الوزراء.
    -----------------------------------------------------

    يديعوت – مقال افتتاحي – 2/12/2008
    تحالف الشر
    بقلم:جلعاد شارون
    وسام الشرف السوري الذي يعتبر ارفع وسام في سوريا، منح لسمير قنطار على يد بشار الاسد. قنطار قتل بدم بارد ووحشية طفلة في الرابعة من العمر ووالدها هو شرطيا. هو نظر الى تلك الطفلة البريئة تماما والطاهرة . نظر اليها ومن ثم قتلها .
    حقا بشار الاسد وسمير القنطار يستحقان بعضهما البعض .
    في السابق أوضح لنا شتى أصحاب الاحلام أن الاسد الابن قد تعلم في انكلترا وانه يقوم حتى باستخدام الانترنت والتواصل عبرها، ولكن الحقيقة هي انه بالضبط نفس البضاعة الفاسدة المعطوبة مثل أبيه فقط مع درجة أقل من التكلس. اولئك الحالمون يقولون لنا أن "السلام يصنع مع الاعداء" وأنه "ليس من الممكن اختيار وتحديد الجيران" – هذه المقولات على مستوى "الكرة هي دائرة" و "الجدول لا يكذب" هذا صحيح، ولكن ليس بالدرجة الكافية. السلام لا يصنع في كل الشروط ومع كل الاعداء، وليس بالضرورة أن نتصاحب مع كل جار.
    ماذا تقول الحقيقة التي تشير الى ان بشار الاسد اختار سمير القنطار باعتباره الشخصية الملائمة للحصول على وسام الشرف الرفيع بالنسبة للنظام السوري ("أنت رمز الكفاح والنضال" قال له )؟ ماذا يشير ذلك ويدل بالنسبة للاسد وسلم القيم التي يؤمن بها والعقيدة التي يحملها ونوع الانسان الذي يشكله؟ بشار الاسد يمدنا بكل الايجابات من خلال افعاله.
    بشار يريد الجولان. هذا على ما يرام ومن الممكن فهمه. لا حاجة للقبول، ولكن من الممكن فهم ذلك. ألا أن ابداء الاحترام بقاتل الطفلة. والقبل والعناق مسألة اخرى. هل هذا نموذج البطولة في نظرك؟
    بشار حاول اقامة سلاح نووي الا انه ينفي ذلك ويكذب على العالم كله. هو يستضيف 10 حتى 11 تنظيم ارهابي في بلاده. وهو يسلح حزب الله من دون هوادة. ويقيم علاقات حميمية مع الايرانيين ويسمح للارهابيين بالتسلسل من بلاده الى العراق وضرب الاميركيين. هذا النمط المريب الغريب أصبح مطلوبا جدا في العالم، ولكن فقط بسبب قتل رفيق الحريري في لبنان. اسرائيل هي التي اخرجته من عزلته الدولية، حتى يحظى احد ما بصورة معه .
    الثمن الذي يطلب من اسرائيل دفعه مقابل العلاقات مع هذا المخلوق واضح ومطلق: هضبة الجولان كلها، وحتى ليس خط الهدنة لعام 1949، وانما حتى خطوط الرابع من حزيران. أي أيضا الاراضي التي وضع السوريون يدهم عليها كمنطقة الحمى.
    ولكن المطلوب من بشار ان يدفعه هو غامض وليس واضح: التوقف عن دعم الارهاب وفك الارتباط مع محور الشرق ونوايا سلمية. من الصعب قياس الامور المطلوبة منه، فهو يدعي اليوم ايضا انه لا يدعم الارهاب ولا يسلح حزب الله وينفي قضية الذرة وما الى ذلك.
    في الاسبوع الماضي نشر ان اسم الاستخبارات يوصي رغم ذلك دفع الثمن المطلوب لعقد الاتفاق مع سوريا. يبدو ان احدا ما قد اصيب بعدم الاتزان في الجيش. ان كان ضابطا يريد التوصية بالتنازل عن الجولان ، فعليه ان يغادر الجيش وان ينضم الى حزب سياسي ينادي بهذا الموقف.
    ليس من وظيفة الجيش ان يعبر عن رأيه في قضية التنازل عن الاراضي. مهمته دعم قرارات الكنيست والحكومة عسكريا . على شعبة الاستخبارات ان تقدر احتمالات نشوب الحرب وعلى الجيش ان يستعد بما يتلاءم مع ذلك ، وليس ان يقول للمستوى السياسي ان كان عليه ان يتنازل عن اجزاء من البلاد ام لا.
    هيا بنا لا نقع في الخطأ: ليست هضبة الجولان هي الامر المهم للدكتاتور السوري. هو يريد ان يضمن استمرار حكمه الاقلية العلوية الطاغي والاستبداد في سوريا من خلال الدعم الغربي. ان اصبح الجولان بيده سيستنتج ان عليه ان يهاجم اسرائيل حتى يضمن الحكم كما فعلوا قبل 1967، وهو لن يتردد في ذلك. هيا بنا يا سادة نترك بشار في وضعه الحالي حيث يخشى من الهجوم الاسرائيلي الذي ينهي حكمه. هذا اكثر ضمانة واكثر بالنسبة لنا، وهضبة الجولان الهامة الرائعة مع كل مياهها والعازل التي تشكله والانذار المبكر والعامل الردعي ستبقى بأيدينا. من الاجدر إذن أن يقول لنا المرشحون لرئاسة الوزراء ما هو رأيهم في هذه القضية.
    ------------------------------------------------------

    قسم التقارير والمقالات الثلاثاء 2/12/2008
    معاريف - مقال - 2/12/2008
    انه الاقتصاد يا بيبي
    بقلم: عوفر شيلح

    (المضمون: كل عصب في وعي نتنياهو يعارض بسط شبكة امان شاملة للموفرين في برامج التقاعد وصناديق الاسترداد، ولكنه يصر على الاستخفاف بذكاء الناخب، بالذات بعد أن اكتسب باستقامة الحق في أن يأخذوه على محمل الجد).
    قبل شهرين من الانتخابات يخيل ان المسألة المركزية التي ستحسمها ستكون طبيعة بنيامين نتنياهو. الرسالة المركزية للحملة في كديما ستضع تسيبي لفني ليس بفضل نفسها، بل في الخلاف مع بيبي. ايهود باراك هو الاخر، لو كان حقا مرشحا لرئاسة الوزراء، لركض هو ايضا بذات الرسالة. كلاهما يعولان على أن يرتكب نتنياهو، الذي لم يتميز ابدا بحالة الرائد، اخطاء تنبع من طبيعته فتسمح لهم بتغطية الفارق معه.
    وبيبي؟ الاختبار الاول الذي يقف فيه، في موضوع المعالجة المناسبة للازمة الاقتصادية، يدل على أنه يوشك على ما يبدو ان يحقق توقعاتهما. نتنياهو لم يرغب كما يذكر في أن يكون وزيرا للمالية. ارئيل شارون وجهه الى المنصب انطلاقا من الاعتقاد بان بيبي سيعلق في الزاوية: كوزير مالية، الرجل الشرير للسياسة الاسرائيلية سيضطر الى اتخاذ خطوات تمس بمن يعتبرون القاعدة الانتخابية الطبيعية له. وتسمى منظومة الاعتبارات هذه في اسرائيل "اختيار الشخص الاكثر ملاءمة للمنصب".
    وعندها ظهرت عدة امور: قبل كل شيء،في ما يتعلق بالاقتصاد، نتنياهو هو ايديولوجي حقيقي. لديه مذهب مرتب وايمان حماسي، بقوتهما يعمل. وهو بالفعل اضر بالطبقات التي حظي بينها بنسبة التأييد الكبيرة، وبعضهم لم يغفر له ذلك حتى اليوم. والى جانب موظفين كانوا شركاء في معتقده سار بقوة نحو خطوات بدت في نظره مناسبة، دون أخذ حساب ماذا سيخرج من ذلك لاماله في العودة الى رئاسة الوزراء. من اكتسب لنفسه سمعة الرجل الذي سيفعل كل شيء كي يصل الى الحكم – ولم يعرف جدا ماذا يفعل به حين يصل اليه – اعتبر لاول مرة احدا نادرا وهاما في مطارحنا: رجل مستعد لان يستلقي على الجدار في سبيل شيء يؤمن به.
    لو كان قادرا على ذلك، لكان بوسع نتنياهو ان يستخلص من ذلك ربحا انتخابيا في ذات الاجزاء بين الجمهور ممن رأوا فيه عدوا وقاموا عليه لطرده من منصب رئيس الوزراء في العام 1999. كثيرون منهم استمتعوا بخطواته في المالية وليس اقل من ذلك انفعلوا لتصميمه وايمانه. نتنياهو، الذي في داخله عميقا لا يزال يتغذى بطاقة المرفوض والمؤمن بان "اسرائيل الاولى" لن تقبل به، وان كان جزءا من لحمها ودمها، لا يزال يجد صعوبة في أن يقص من ذلك الكوبون السياسي. ولكن مخيبا للامال اكثر من ذلك ان نرى انه كلما اقترب من القيادة، فان الايديولوج الذي فيه ينسى.
    كل عصب في وعيه يعارض بسط شبكة امان شاملة للموفرين في برامج التقاعد وصناديق الاسترداد. كل ما يعرفه ويؤمن به يعارض مثل هذه الخطوة التي أي ممن يتحدثون عنها غير قادرة على أن يشرح ماذا ستكون كلفتها الحقيقية وكيف ستمول. وهو يعرف اكثر من الجميع بان هناك تضارب صارخ بين هذه الاقوال وبين ما يقوله هو نفسه هذه الايام، بالنسبة للخطوات المرغوب فيها للخروج من الازمة الاقتصادية. ولكن الاستطلاعات تغمز له، والحملة تقف في ظل "انا فقط يمكنني أن اقود السفينة الاقتصادية" والمستشارون لا بد يقولون انه يجب التعهد بشيء للشعب، حتى لو كان هذا تعهدا عابثا.
    براك اوباما انتصر في الانتخابات في امريكا ليس لان الناخب الامريكي آمن بان لديه حلولا سحرية للازمة الاعمق في الاقتصاد منذ 1929. انتخب لانه دفع الناخب لان يؤمن بانه يعتزم العمل بافضل ما يستطيع، بجدية ومصداقية وفي ظل الامتناع عن الوعود العابثة. الناخب الاسرائيلي هو الاخر ليس غبيا: فهو يعرف جيدا بان هذه الازمة اكبر من قدرة اسرائيل وحدها، لان الموجات الاقتصادية، ولا سيما في عالم الاقتصاد العالمي والمفتوح، لا تبدأ ولا تنتهي في وزارة المالية او في مكتب رئيس الوزراء. ولكن نتنياهو يصر على الاستخفاف بذكاء الناخب، بالذات بعد أن اكتسب باستقامة الحق في أن يأخذوه على محمل الجد.
    ------------------------------------------------------

  • #2
    معاريف - مقال - 2/12/2008
    كفى يا ايهود، يكفي!
    بقلم: دافيد بوغل

    (المضمون: ايهود أ وايهود ب يواصلان تعذيبنا ونحن المواطنين بالنسبة لهم يمكننا ان نذهب الى الجحيم. متى تقع المعجزة فيخلصاننا من عقابهما).
    لست واثقا من أني سأجد الكلمات السليمة كي اعبر عن الغضب الذي اشعر به تجاه ايهود أ وايهود ب على سلوكهما المخجل.
    لقد سبق أن كان لنا في الماضي عدد من السياسيين ضربوا ارقاما قياسية في التهكم. في الانانية وحب الذات، وكان لنا ايضا الكثير من السياسيين عديمي الكوابح والخجل. ولكن سياسيين مثل هذين الاثنين لم يكونا لنا من قبل.
    بينما تفصل بينهما الكراهية المتبادلة، فان العوائق التي يضعانها في وجه تسيبي لفني تنجح حتى في توحيدهما. الرغبة في منعها عن كرسي رئيس الوزراء بكل ثمن تفقدهما عقلهما لدرجة انهما في واقع الامر يقولان – على جثتينا تكون لفني رئيسة وزراء. اما انتم ايها المواطنون الاعزاء فبوسعكم، من ناحيتنا، ان تذهبوا الى الجحيم.
    ليس مشوقا جدا ان يكون المرء مختصا نفسيا كي يحلل دوافع هؤلاء الاشخاص وان يفهم بذور سلوكهم. المشوق هو النتيجة. والنتيجة الخطيرة هي مس شديد بفرص كديما لتشكيل الحكومة والتحطيم شبه التام للعمل. وبكلمات بسيطة فان هذين الجنتلمانين مسؤولان بشكل مباشر عن الانتقال المكثف لاصوات مصوتي حزبيهما الى الليكود.
    ما كنت لارى مصيبة كبيرة في انتقال هذه الاصوات الى الليكود لو كنت واثقا من أن الليكود سيقوده محور بنيامين نتنياهو ودان مريدور، إذ عندها سأكون هادئا اكثر قليلا. ولكن مثلما يبدو الامر الان فان نجوما مثل بني بيغن، الرجل الذي اصدق كل كلمة تصدر عن لسانه، وبوغي يعلون، مع الضربة التي تلقاها على رأسع بعد تقصير فترة ولايته كرئيس للاركان، سيكونان هما اللذان سيقرران النبرة.
    بالفعل، هذا هو الانجاز البارز والمباشر لايهود أ ولايهود ب. الاول متهكم لا صلاح له، والثاني، معوق باعاقة شديدة في كل ما يتعلق بفهم النفس البشرية.
    هل الامر ضائع؟ لا!
    ليس في انه يمكن التعويل عليكم، أنتم ايها المواطنون الاعزاء، بل، يمكن ويمكن جدا التعويل على حفنة صغيرة من السياسيين ممن يمكن أن تكون هذه لحظتهم الكبيرة. تصوروا وضعا يعلن فيه وزراء كديما بشكل قاطع بانهم يكفون عن التعاون مع رئيس الوزراء، بل ومن الان فصاعدا يقاطعون جلسات الحكومة. وانا اقول لكم بان حتى متهكم مثل ايهود اولمرت سينكسر وسيعيد المفاتيح. وفي اللحظة التي ينكسر فيها، كديما سيعود فورا الى رئاسة القائمة.
    وتصوروا ثلاثة سياسيين شجعان مثل اوفير بينس، ايتان كابل وشيلي يحيموفتش يبلغون ايهود باراك بانه اذا لم يستقيل، فان الثلاثة سينسحبون من الحزب. انا اقول لكم بان ايهود باراك سينقل الى هذه الثلاثية المفاتيح فورا. ما هو مؤكد ان هذه الثلاثية الرائدة، بوسعها أن ترفع من الارضية الحزب الذي يبدو في اللحظة ضائعا.
    ولعله رغم ذلك تقع المعجزة، وهذان الرجلان، ايهود أ وايهود ب، يعفياننا من العار ويفهمان بان هذا كافيا وانه كفى بهما فيخلصاننا من عقابهما؟
    ---------------------------------------------------


    يديعوت - مقال - 2/12/2008
    نظرية الضم
    بقلم: عاموس كرميل
    (المضمون: التجربة التاريخية تبين أن دمج الاحزاب لا يعطي بالضرورة أي قيمة اضافية. وعليه فان دمج العمل وكديما لا يبشر بنتائج ايجابية).
    69 يوما تفصلنا عن الانتخابات للكنيست الـ 18 تعتبر ظاهرا "الكثير من الوقت" في السياسة الاسرائيلية. فترة طويلة بما يكفي لدحض الاستطلاعات الحالية وخلق وفرة من الاحابيل الاعلامية والكثير من المفاجآت. ولكن قانون الانتخابات للكنيست يقصر بوحشية جزءا هاما من المضاربات التي تتطاير في الهواء في هذا الشأن.
    حتى موعد تقديم قوائم المرشحين تبقى 22 يوما فقط. وهذه هي الفترة المتبقية لاجراء ترتيب في يهدوت هتوراه، لادراج الرفيقين عوزي برعام وعاموس عوز في ميرتس – وكذا لتحقيق سيناريو الدمج بين كديما والعمل، اللذين لا يزالان عالقان حتى الرقبة في الانتخابات التمهيدية فيهما بل وفي تبادل الاتهامات والشتائم.
    الحل السحري للازمات والمعوقات في هذين الحزبين يبدو إذن خارج نطاق الممكن تقريبا. ولكن قبل ذلك ايضا لم يكن هناك الكثير من السحر. لا حسب المنطق البسيط ولا حسب ما حصل في الماضي.
    المنطق البسيط يقول ان كديما والعمل يصارعان في سبيل ذات مخزون المقترعين، وتنافسهما على نحو مشترك لن يضيف لهما أي صوت آخر تقريبا خارج هذا المخزون. من يتردد بين كديما وبين الليكود او بين العمل وبين ميرتس لن يجد في اتحادهما أي سبب جديد لان يحسم تردده في صالحهما بالذات. من خاب أمله من الهبوط الحالي لهما ولرئيسيهما لن يراهما اكثر لمعانا حين يجتمعا تحت سقف واحد.
    كلاهما يحملان على ظهريهما كل اخفاقات الحكومة المنصرفة. والجديد الذي ليس لدى أي منهما على انفراد لن يأتي منهما معا. باختصار، الوزن الانتخابي للارتباط السريع بين لفني وباراك لا يبدو مغايرا عن اتفاق تبادل الاصوات الزائدة بينهما.
    وللدقة، فان التجربة تفيد بان القيمة المضافة لانضمامات كهذه هي بشكل عام سلبية. فمثلا، في الانتخابات للكنيست الخامسة ظهرت حيروت والليبراليين في قائمتين منفصلتين حصلتا معا على 34 مقعدا. في الانتخابات للكنيست السادسة كان لهذين الحزبين قائمة مشتركة – جاحل (كتلة حيروت الليبرالية) – حصلت على 26 مقعدا فقط (كما ان المقاعد الخمسة التي حصلت عليها "لع" (الليبراليين المستقلين)، التي انفصلت عن الليبراليين بسبب شراكتهم مع حيروت، لم يفسروا كامل الفرق).
    نموذج ذو صلة آخر: مع نهاية ولاية الكنيست السادسة كان لحزب العمل 54 مقعدا ومبام ثمانية. ومعا 62 مقعدا. في الانتخابات للكنيست السابعة ظهر هذان الحزبان في قائمة واحدة – المعراخ (التجمع) – حصلت على 56 مقعدا فقط. مؤيدو حزب العمل "من اليمين"، كما تبين لم يستطيبوا الشراكة مع مبام، ومؤيدو مبام "من اليسار" لم يستطيبوا حزب العمل.
    كما أن انضمامات سريعة لاحقة لم تظهر مع اغلاق الصناديق كنجاحات كبيرة على نحو خاص. قائمة الليكود – جيشر - تسومت التي بادر اليها نتنياهو في 1996 حصلت على 32 مقعدا (مقابل 40 مقعدا كانت للثلاثة احزاب هذه وهي منفصلة في 1992). قائمة اسرائيل واحدة (العمل – جيشر – ميماد) التي بادر اليها باراك في 1999 حصلت على 26 مقعدا (مقابل 39 مقعدا كانت لعناصرها منفصلة في 1996).
    ولم ننسى. كانت هناك استثناءات اثبتت القاعدة بالضبط. في الانتخابات للكنيست الثامنة دخلت الى الساحة جسد جديد، الليكود، وهذا ضم لاحزاب "اليمين" حصل على 39 مقعدا مقابل 32 مقعدا كانت لعناصره في الانتخابات للكنيست السابعة. هذا الجسد حظي حتى باربعة مقاعد اضافية – وبالحكم – في الانتخابات للكنيست التاسعة.
    ولكن في الطريق الى هذه الظاهرة كانت ايضا حرب يوم الغفران التي احدثت شرخا عميقا في المجتمع الاسرائيلي، والى ذلك انضمت ايضا عدة هزات تركت اثارها العميقة على نتائج الانتخابات. بتعبير آخر، في حينه – مثلما هو الان – لم تكن تكفي مناورة سريعة لدمج الاحزاب. والان، كما اسلفنا، لم يتبقَ ايضا الوقت تقريبا لمثل هذه المناورة.
    ------------------------------------------------------

    يديعوت - مقال - 2/12/2008
    الزعيم الخائن لناخبيه
    بقلم: سيفر بلوتسكر
    (المضمون: على الزعيم الحقيقي أن يتخذ القرارات التي يراها في صالح الشعب لا أن يداهن الشعب بقرارات تضر في صالحه).
    رئيس الوزراء اولمرت سُئل مؤخرا ما هي الميزة الاهم للزعيم. اتخاذ القرارات غير الشعبية، اجاب فورا. وفي هذا الشأن اولمرت ليس وحيدا: سلسلة من السياسيين الاسرائيليين، بشكل عام المرتبطين بالمواضيع الاقتصادية، سيشرحون باستطالة لماذا مطلوب في هذه اللحظة وفي هذا الزمن زعيم لا يراعي رأي الجمهور بل يقرر بناء على رأي ومشورة حفنة من موظفيه. واحد يعرف افضل من الجميع ما هو الجيد للجميع.
    قول "انا اعرف اني سأدفع الثمن على خطواتي بفقدان الشعبية"، صدر على لسان وزراء مالية اسرائيليين كثيرين، بما في ذلك الوزير الحالي. وحسب مفهومهم كلما كان وزير المالية اكثر اقترابا عن اماني الجمهور، هكذا يكون جديرا بتقدير أعلى. كلما كانت قراراته مفهومة ومقبولة اقل، فانها تكون تلقائيا سليمة اكثر (القرارات غير الشعبية في نظر جزء من الجمهور فقط يبدو أنها لا تعتبر شجاعة على نحو خاص). زعامته تقاس فقط في قدرته على تجاهل التفضيلات والارادات لاغلبية المواطنين: كن شجاعا، لا تكن حكيما.
    وهكذا تسير هذه القصة: من أجل ان ينتخب بشكل ديمقراطي يحتاج السياسي الى تأييد الاغلبية. عليه أن يحاول ان يكون شعبيا. غير الشعبيين لا ينتخبون ولا يؤثرون. ولكن من اللحظة التي يحظى فيها السياسي بثقة ناخبيه، فان واجبه الوطني هو أن يخون ثقة ناخبيه.
    ومن سمو منصبه العالي، الذي سيصل اليه بفضل الوعود الشعبية، عليه أن ينظر الى الاسفل برأفة: ها هو عشر النمل لنتنياهو – مواطنيه. هم، ملايين الناخبين الذين ركض وراءهم بنشاط قبل سنة او سنتين، غير قادرين على ان يروا الصورة الكبرى وان يفهموا تعقيدها. لا معنى من التوجه اليهم، الى عقلهم السليم. خسارة على الجهد. فهم دوما سيضعون مصلحتهم الشخصية الصغيرة قبل المصلحة العامة. ليس هو: فقد ظهرت له الحقيقة المطلقة. القانون الحديدي للنخبة السياسية يتجسد هنا بكامله.
    ثمة بالطبع اوضاع اقتصادية يضطر فيها سياسي اقتصادي حقا الى اتخاذ قرارات تتضارب والوعود السابقة التي قطعها للناخبين، مثل القرارات التي تقلص القوة الشرائية لجزء واسع من الجمهور وتبدو سطحيا غير شعبية في نظر الكثيرين. فليتفضل ذاك السياسي لان يخرج الى الشعب وان يعرض الملابسات والترددات وان يبسط الصورة الكامنة وان يطلب موافقة الجمهور. ومن شبه المؤكد ان هذه المواافقة ستعطى له.
    عندما في ربيع 1985 كانت الحكومة مطالبة بان تنقذ اسرائيل من انهيار اقتصادي تام، كلفت مجموعة واسعة من الخبراء، بمن فيهم بروفيسوريون في الاقتصاد، لبلورة خطة استقرار شاملة. وقد طرحت الخطة على الحكومة، اقرت بفارق اصوات قليلة وانطلقت على الدرب. وبالتوازي انطلق الى الدرب المسؤولون عن بلورتها. البروفيسوريون وعلى رأسهم البروفيسور ميخائيل برونو الراحل – شمروا عن اكمامهم وسافروا الى اماكن العمل للقاء القطاعات الاقتصادية في اجتماعات اعلامية. الحديث مع الشعب والى الشعب.
    رافقت البروفيسور برونو في لقاءاته ولم اسمع على لسانه ولو مرة واحدة قولا متعالٍ، مغرور، دكتاتوري على نمط "ماذا يعرفون، اولئك الصغار". لقد بث عطفا وفهما للانتقاد وكان مستعدا لان يغير تفاصيل غير قليلة في الخطة الاصلية.
    كما أن كبار رجالات المالية في حينه تواضعوا. مدير عام المالية، البروفيسور عمانويل شارون تميز بالكياسة وبالرغبة الشديدة ليس فقط في التفسير والاقناع بل وايضا بالانصات والاقتناع. وانظروا العجب: الوصفة نجحت. الهستدروت وارباب العمل ايدوا الخطة الاقتصادية الاصعب في تاريخ الدولة لانهم شعروا بان الشارع يفهم خطورة الوضع، مستعد لان يضحي اليوم كي ينقذ الغد.
    السياسة الاسرائيلية باتت قذرة يوما بعد يوم، ولكن منتخبي الجمهور يرون أنفسهم في مكانة جبل سيناء: هم سيدنا موسى، هم المحاورون المباشرون مع الرب، عليهم النزول الى الشعب حاملين الكلمات العشر ليكونوا "غير شعبيين". حتى الحملة الانتخابية.
    ------------------------------------------------------


    هآرتس - مقال – 2/12/2008
    نتنياهو يتنكر في صورة عيني
    بقلم: نحميا شترسلر
    (المضمون: نتنياهو يغير جلده وفلسفته الاقتصادية بسياسة رخيصة ساعية لاستمالة الرأي العام).
    من المثير ان نرى المدى الذي وصل اليه نتنياهو في سباقه لكسب قلب الناخب. هو يرغب جدا بالجلوس على كرسي رئاسة الوزراء لدرجة لا يهم فيها استبدال كل رؤيته الاقتصادية والتنكر في صورة عوفر عيني رئيس الهستدروت.
    ليست لديه اية مشكلة في تأييد "شبكة امان واسع" للمدخرات الشعبية رغم انها خطوة تتناقض مع الاصلاح الذي ادخله بنفسه لسوق رأس المال. هو مستعد لتمجيد ايهود اولمرت من اجل ذلك رغم كراهيته له. ربما يلقي بكلمة طيبة عليه فيحظى بصوت ونصف أخرين في الانتخابات.

    هدف نتنياهو مثير للسخرية يسعى لاستمالة الرأي العام، هو يريد ذر الرماد في عيون مخلوقات الله. نتناهيو يعرف انها خطوة ذات أثر رجعي، وذات نهج مناهج للمجتمع، خطوة لم تقم بها أي دولة حتى الأن. ومثله يعرف أيضا، بأن الجمهور لم يخسر بالمرة في صناديق التقاعد، لا بل أنه كسب منها . السنوات 2003 حتى 2007 كانت هناك مكاسب جميلة في صناديق التقاعد – 66%. في هذه السنة
    حدثت الخسائر 20%. أي ان الأرباح تفوق الخسائر بكثير. إن كان الأمر كذلك فلماذا تعطى الأموال لمن كسب؟ ولكن نتنياهو يعرف أن الجمهور يريد شبكة أمان واسعة – وهذا ما سيضمن له الانتخابات، أما سوق المال والاقتصاد فليذهبا الى الجحيم.
    في الأونة الاخيرة تحول نتنياهو ايضا الى مسرف في الميزانية – وهذا ايضا خلافا لفلسفته الاقتصادية. "شبكة الامان الواسعة" ستكلف ميزانية الدولة مليارات كثيرة. هي ستزيد العجز المستقبلي باحجام مخيفة وستضطر الحكومة التقليص في التعليم والبنى التحتية والرفاه الاجتماعي. هذه الشبكة ستتسبب في تغيير في سياسة الاستثمار في الصناديق.
    ولكن هذا لا يعد شيئا بالمقارنة مع الزيت الذي يسكبه يوميا على موقدة النفقات. نتنياهو يصرح بأنه مع كل خطة تحفيز وانقاذ – من دون أن يذكر بالمرة أن هناك حاجة لتقليصات في الجانب الأخر. الميزانية بالنسبة له غير محدودة.
    عندما تكون رائحة الانتخابات في الاجواء يتبين ان نتنياهو يغير جلده وأنه قد وعد شاس بزيادة مخصصات الاولاد- تلك المخصصات التي قلصها بنفسه. المهم في نظره التصدي لتسيبي ليبني. هو ايضا صوت مع إعادة فصل التجمعات الدرزية المجاورة لبعضها البعض رغم أنه هو الذي كان قد وحدها. نتنياهو رفع يده ايضا في الكنيست مؤيدا سلسلة طويلة من القوانين الساعية لارضاء الرأي العام والتي تعني توسيع الميزانية بصورة غير مسؤولة – مثل رفع أجور الجنود الإلزاميين، ودعم الضرائب للتجمعات في النقب، والاعتراف بالنفقات الحاضرة للاطفال، وتمديد اجازة الولادة لاسبوعين آخرين وزيادة اخرى في مخصصات الشيخوخة، وزيادة العلاوة على سلة الصحة، وتوسيع الحقوق للقاطنين في الاسكان العام، واقامة منطقة تجارة حرة في ايلات- وهذه قائمة جزئية فقط. لن نتفاجأ إن أيد بعد قليل تأميم الشركات ووقف ضد الخصاصة.
    من المفهوم أن نتنياهو ايضا يؤيد تخفيض الضرائب "حتى يسرع ويحفز الاستهلاك الشخصي" – ومن الذي لا يحب الضرائب المنخفضة؟. ولكن هذا ايضا خطأ من نتنياهو. ليس لتخفيض الضرائب بالتحديد وانما السبب الذي يقف من وراء ذلك. ذلك لأن النمو الاقتصادي لا يتأتى من خلال تحفيز الاستهلاك الشخصي. الولايات المتحدة هي التي ابتدعت هذه الصيغة الكاذبة والزائفة. صحيح أنها نجحت في أن النمو خلال السنوات السبع الاخيرة من خلال زيادة الاستهلاك وتخفيض المدخرات الخاصة إلا أن هذه الجولة المستميلة للرأي العام انتهت بالاعصار المالي، الذي يكلفها الأن والعالم معها ثمن باهظ جدا.
    الولايات المتحدة الامريكية نجحت بالنمو من خلال زيادة الاستهلاك الفردي لأن الولايات المتحدة – الصين وافقت على اقراضها مئات المليارات في كل عام من دون غيرها. هل يخطر ببال نتنياهو أن الصين ستوافق على شراء المستندات دين بالشواقل من حكومة اسرائيل؟
    إن كنا نحن الصغار سنتبنى هذه السياسة التي تفتقر للمسؤولية وتقوم على زيادة الاستهلاك الشخصي- الذي يوصي يارون زليخا نتنياهو به، الأمر سينتهي بأزمة كبيرة ليس بعد سبع سنوات من الاستهلاك المرتفع، وانما بعد سبعة أشهر.
    النمو يتحقق فقط من خلال زيادة الادخار الذي يعني زيادة الاستثمار. والنمو يتحقق فقط من خلال تحويل أموال الميزانية لتحسين البنى التحتية والتعليم. زيادة الاستهلاك قد تزيد من النشاط على المستوى القصير ألا أنها مشيدة فوق رمال متحركة. هي تسعى لاستمالة الرأي العام، وهذا أشبه بحقل الهروين مباشرة في الأوردة، الشعور المباشر رائع، ولكن اليوم التالي ننهض مع ادمان خطير ينتهب بصورة سيئة. لذلك ان كانت سياسة نتنياهو هي سياسة استمالة الراي العام الهابطة والرخيصة، فمن الذي يحتاجه؟ لماذا نحتاج إلى نسخة باهتة؟ لنأخذ عيني وهكذا نحصل على النسخة الاصلية على الاقل.
    ----------------------------------------------------
    هآرتس - مقال – 2/12/2008
    يستمتع حتى النهاية
    بقلم: يوئيل ماركوس
    (المضمون: اولمرت وامثاله استغلوا مناصبهم الرفيعة للترف والملذات وعليه ان يخرج من حياتنا وبسرعة).
    انظروا الى صور قادة جيل اقامة الدولة المصغرة في البوماتكم ولتروا كم كانوا نحيفين ومتواضعين في لباسهم. ما زلت اذكر حتى هذا اليوم خطاب مناحيم بيغن الاول في ساحة المغزلي في تل ابيب كان مرتديا بدلة وربطة عنق كرجل بولندي مهندم وكان الاشخاص الذين كانوا على مقربة من المنصة هم وحدهم لاحظوا ان ربطة العنق مهترئة. قادة الامة سكنوا في شقق سكنية صغيرة، الرئيس اسحق بن تسفي اصر على البقاء في سقيفته . اشكول وسافير من جهة وبيغن وشامير من جهة اخرى سكنا هما ايضا في اماكن متواضعة. مداولات مصيرية جرت في مطبخ غولدا مئير في شقتها المتواضعة في رمات افيف.
    قادة "المباي" كانوا يجتمعون في مطاعم بسيطة ويتداولون حول قضايا مصيرية على مستوى العالم كله. خارطة الهجوم على سيناء في "عملية كداش" مثلا اعدت وصممت على قصاصة ورق من مقصف ديوان رئاسة الوزراء في تل ابيب.
    انا اذكر موشيه دايان كيف ترك لي فاتورة الحساب في المطعم الذي دعاني لتناول الطعام فيه مع الوزير جدعون بات وهو يوضح لي ان من المحظور عليه ان يدفع الحساب الا ان كان المدعو ضيفا من الخارج.
    الانقلاب من التواضع الاختياري او القسري الى الترف والملذات حدث في عهد الجيل التالي، ايفال آلوت قائد البالماخ وشمعون بيرس الذي اصبح مديرا عاما لوزارة الدفاع كانا شابين لامعين واكثرا من السفر المفتخر للخارج- بيرس لباريس وآلون الى لندن ونيويورك – وهناك ذاقوا طعم الحياة الجيدة على حساب الدولة. فنزلا في فنادق فخمة راقية: ابا ايبان فات الجميع عندما سجل مشتريات على فاتورة حساب الفندق الذي نزل فيه. ما زلت اذكر تماما السفير وولتر ايتان وهو يشد شعر رأسه ويشاطرني مشاكله:- كيف يمكنني ارسال حساب كهذا للبلاد؟
    الارتفاع الملموس في الظاهرة حدث بعد حرب حزيران عندما رفع الاسرائيلي المنتصر اعتزاز اليهود الذين رغبوا بدورهم في تدليل الابطال. الحماس لتدليل الجنرالات خصوصا اولئك الذين زاروا الولايات المتحدة من اجل القاء محاضرات او جمع اموال دغدغ ميل الضيوف للترف والمتعة، اثرياء امريكا تسابقوا من اجل استضافة هذا الجنرال او ذاك او الوزراء الذين يأتون في اطار مهماتهم الرسمية او الوهمية.
    خلال هذه الزيارات والرحلات ولدت العلاقة بين الترف وبين اصحاب المناصب الرسمية وبين اثرياء امريكا.
    ايهود اولمرت كان شابا يطيب العيش معه في امريكا جاذبيته مكنته من اقامة العلاقات مع اصحاب رؤوس الأموال اليهود، والحياة الطيبة. يسافر دائما في الليموزين وينزل في افخم الفنادق الخاصة بـ "اصدقائه" اليهود المعجبين ببطل اسرائيل ارئييل شارون لدرجة استعدادهم لتمويل مزرعته، وأحبوا اولمرت كهاو للرياضة وكانوا يدعونه للمباريات في اقاصي المعمورة على متن طائرة "صديقي الحبيب" الخاصة. كان بامكانه ان ينظم المعارض لزوجته الرسامة في نيويورك وان يكون واثقا من ان اصدقاءه لن يتركوا اية لوحة على الجدار.
    اولمرت عضو كنيست شاب في السادسة والسبعين من عمره وهو الذي كان مع رفيقه في الكنيست يوسي سريد في الكفاح ضد الجريمة المنظمة وتحول الى ايقونة في امريكا كرئيس لبلدية القدس في عام 1993. هذا هو المكان المناسب للتذكير بأن رئيس بلدية القدس في نظم يهود امريكا اهم من رئيس الوزراء. خلال زياراته الكثيرة لامريكا لم يكن يهودي لا يرغب في اثابته، واعطائه كل ما يريده.
    مغازلة الاثرياء له خلال السنين هي التي طمست الفرق في عقله بين المحظور والمسموح. في احدى الحملات الانتخابية ظهرت صورة اولمرت في قامته الطويلة على بوابة "معاريف" لدرجة اكدت عدم تميزه بين ما يمكن فعله وما لا يمكن. هو وقف هناك على بوابة بيته في القدس في فمه سيجارة وساعة ثمينة على يده عندما وجهت له ملاحظة ان هذه الصورة صارخة لم يفهم ما اقصد. هو لم يدرك ان ترفه وعلاقته مع الاثرياء الذين يساعدونه ويستعينون به هي وضع قاتل وهي التي قادته الى الموقع الذي يتواجد فيه الآن.
    اولمرت نحي من اوضاع كثيرة لم يكن عليه ان يدخل اليها ولكن في هذه المرة لم يفشل فشلا قاتلا في حرب لبنان بل انه غضب من ليبني لانها طالبته بالاستقالة. بدلا من التراجع والدفاع عن نفسه بقي في الحكومة حتى يدمر ليبني وكاديما معا. هو تصرف على مبدأ "لتموت نفسي مع الفلسطينيين" وهذا ايضا نوع من الترف الذي يجب ان يحبط من خلال تقديم لائحة اتهام فوري بحق. بحق السماء يا اولمرت ابتعد عن نظرنا من دون ان تأخذ الدولة معك.
    ----------------------------------------------------


    اسرائيل اليوم - مقال - 2/12/2008
    نجوم وزعماء: ما هو جيد للسياسة الاسرائيلية
    بقلم: آفي شيلون
    (المضمون: مريدور النجم العائد الى الليكود ملائم جدا في عصر ما بعد اولمرت.
    ظاهرة النجومية في السياسة الاسرائيلية تشبه هذه الايام ظاهرة "الاخ الاكبر"، كيفما سميت. وامل ان يكون مجهولا في امور اهم في ساعات الفراغ، ولكن وزير الدفاع ايهود باراك يستخدم هذه التعابير صراحة. على اية حال، الحقيقة هي ان الجديد لا يكمن في الظاهرة بل في مفهوم "نجم".
    قبل الانتخابات للكنيست الاولى، الجمعية التأسيسية للدقة، عرض مناحم بيغن في قائمة "حيروت" شخصا لم يكن معروفا بذات كبرلماني – الشاعر – النبي اوري تسفي غرين برغ. كان مهما لبيغن ان يختار للحزب الجديد الذي كان يعتبر مجموعة من مقاتليه الاتسل السابقين عظيما روحانيا ايضا. وفي ختام الولاية، خيب غرين برغ الامال. فقد قلل من مشاركته، القى اربعة خطابات فقط ولم يعد الى اروقة السياسة. وعند اجمال الانتخابات احتج يوحنا بدر على بيغن اختياره زينة وان كان يشحب كأمر غير انتخابي. ولكن أي زينة كان هذا! الفشل لم يكن ابدا مفتخرا اكثر.
    اليوم، في عصر الذي تشوشت فيه الحدود بين السينما، الرياضة والسياسة تماما تقريبا فأن المقصود من مفهوم "نجم" هو من يخلق حوله هالة، اهتماما جماهيريا، احساسا بشيء طازجا ومميزا. لا يمكن للمرء ان يتملص من الأوبامية.
    انضمام النجوم الى السياسة هو بالذات ظاهرة ذات مردود ايجابي ليس لحزب محدد، بل لساحة السياسية التي انطفأ لمعانها جيدا في السنوات الاخيرة.
    عند الحديث عن النجوم من نوع بيغن- وان كان كاتب السيناريو لتاريخ السياسة الاسرائيلية سيصنف بيغن كشخصية مناهضة للبطولة تماما- فان الاهمية اشد، لان بيغن يحدث جوهرا للظاهرة. عمليا، تعريف "نجم" بالنسبة لبيني بيغن هو في واقع الامر ثناء للمفهوم اذ ان الهالة حول بيغن الصغير هي بالذات ميزته. بيني ليس مناحم ولكنه بيغن. وهذا يكفي.
    على اية حال، بين ناحيمان شاي، زئيف جابوتنسكي الحفيد، ميري ريكف، دانييل بن سيمون وباقي المعرفين كنجوم فان انضماما هاما هو انضمام دان مريدور. مريدور يوجد في وضع مختلف: فهو نجم في نظر كل من يفهم الحاجة الى السياسي نزيه وحكيم في الصحة. ولكن في الجمهور الغفير، الذي تأتي مسيرة النجوم اساسا لتحديه للتصويت، فان مريدور ليس محبوبا. وبذات في اوساط الليكوديين الذين لا ينسون له مغادرته الحزب بطرقة باب. وعليه فمن المهم تشديد فضائل مريدور الذي عاد من المنفى.
    اولا، اذا كان هناك احد ما يحتج على اولئك الذين اعتزلوا من اجل مصلحة بيتهم، فهذا بالذات ليس الاعتزال بل الاحساس في انهم اكتسبوا ذلك بفضل العلاقات التي حققوها على مدى سنواتهم في السياسة.
    اما مريدور في المقابل فهو قصة اخرى فعند اعتزاله عاد الى مهنته الاصلية كمحامي. نهيك عن ان عودته الى الليكود ليست عودة الى البيت فقط بل الى مهده. فقبل ان يكون سكرتيرا لحكومة بيغن، كان مريدور ابن الياهو عضو الاتسل، النائب عن حيروت واحد المقربين جدا من مناحم بيغن. وخلافا لكثيرين مثلا ايهود اولمرت الذي كان ابوه نائبا في حيروت ولكنه اصطدم مع بيغن اكثر من مرة في مواضع الدين والاستيطان- كان الياهو من الموالين له على طول الدرب. هذا بالطبع لا يفترض ان يكون ميزة ولكن اذا كان هناك احد يعتقد بان مريدور ليس ليكوديا بما فيه الكفاية، فهذا يعني انه ليس عالما بتاريخ الحزب. عمليا، في احد المقابلات الاخيرة التي منحها بيغن الاب للصحافة اشار الى مريدور كطاقة كامنة لخلافته.
    مريدور تلقى ضربة شديدة في صورته في ايام عكرة لسياسة، في عصر نزعة القوة لارك- رمون، وصورته الضعيفة كانت موضع سخرية. اما اليوم، في ختام عصر اولمرت حين يكون التطلع نحو "سياسة اخرى"، فان كياسة مريدور ليست ميزة فقط بل قول. فضلا عن ان نزاهته لا تأتي على حساب الدهاء السياسي الذي تكسبه اياه تجربته. لديه ايضا نواقص – ولكن الحديث يدور عن حالة كلاسيكية للكامل الاكبر من اجزائه.
    ------------------------ انتهت النشرة ----------------------

    تعليق


    • #3
      بارك الله في مجهوداتك
      [glow1=FFFF00]
      [/glow1]

      تعليق

      يعمل...
      X