ترجمة الصحف العبرية الثلاثاء 2/12/2008
قسم العناوين
يديعوت احرونوت:
- الف مقال آخر.
- ضربة بطالة – بنك ديسكونت يبعث الى البيت 650 شخصا.
- المعركة في العمل على 8 – 10 اماكن في الكنيست.
- من بداية الازمة: 8.500 مقال.
- شبكة الامان في شك، ربما الاسبوع القادم.
- سيدتي وزيرة الخارجية.
- يبحثون عن العمل.
- ممن يخاف بيبي.
- الخليل تسخن.
معاريف:
- يكافحون في سبيل المكان.
- أربعة اشهر عمل خدمة لمخطط الاغتيال لرئيس البلدية.
- يكافحون في سبيل حياته.
- "ستكون هنا حرب".
- شبكة الامان ستنتظر اسبوعا.
- سيدتي وزيرة الخارجية.
هآرتس:
- اليوم: الانتخابات التمهيدية في العمل. مسؤولون كبار يخافون على اماكنهم.
- مستوطنون يشاغبون في الضفة بسبب شائعات عن اخلاء بيت النزاع.
- رئيس الوزراء يميل الى التخلي عن الاستماع في ريشون تورز.
- دان كيرتسر قد يكون مبعوثا خاصا الى الشرق الاوسط.
- بوش يعترف: لم اكن مستعدا للحرب في العراق.
- استعدادا لاخلاء بيت النزاع: المستوطنون يهاجمون الفلسطينيين.
اسرائيل اليوم:
- يخيطون شبكة أمان، ولكن ببطء.
- العمل ينتخب: جزء من كبار المسؤولين سيكون في الخارج.
- أمي أمي – دموع طفل.
- 5 مخربين يتجولون احرارا في مومبي.
- لفني تهبط في الاستطلاعات فتنتقل الى الهجوم.
- انتخابات تمهيدية في ظل استطلاعات.
- نتنياهو: من يعقد صفقة من فايغلين لن يكون وزيرا.
- بداية صداقة رائعة – اوباما - كلينتون .
* * *
قسم الأخبــــار الثلاثاء 2/12/2008
الخبر الرئيس – الساحة السياسية – معاريف – من ميراف دافيد:
يكافحون في سبيل مكانهم في القائمة – حياتهم../
على خلفية الوضع البائس لحزب العمل في الاستطلاعات يعقد الحزب اليوم الانتخابات التمهيدية التي ستشكل معركة حياة او موت بالنسبة لاربعة من كبار المسؤولين: فؤاد بن اليعيزر، متان فيلنائي، افيشاي بريفرمن وعمير بيرتس. يبدو أنه في نهاية اليوم احدهم على الاقل سيجد نفسه خارج العشرة الاوائل، المقاعد الحقيقية (بل وبالكاد ايضا).
في هذه اللحظة تتنبأ الاستطلاعات للعمل بين 7 – 8 مقاعد. هذا الامر يضمن الكثير من الدراما ومعارك البقاء السياسي لكل المرشحين، ولا سيما القدامى. الحساب بسيط: في المقاعد العشرة الاوائل لحزب العمل يوجد سبعة اماكن شاغرة فقط. عليها سيتنافس هذا الصباح عشرة نواب حاليين وعدة مرشحين جدد. ثلاثة مرشحين يتنافسون سيحتلون الاماكن العليا: الوزير اسحق هيرتسوغ والنائبان شيلي يحيموفتش واوفير بينس. وعلى المكان الخامس المخصص للنساء ستتنافس الوزيرة يولي تمير والنائبتان كوليت افيتال وناديا حلو. والتي تحصل على اكثر الاصوات ستنال ضمان المقعد. ومن هنا ينشأ ان فيلنائي، بن اليعيزر، بريفرمن وبيرتس قد يجدون انفسهم في نهاية القائمة – على حدود الاحتمال الواقعي – وربما وراءها.
الصحافي السابق دانييل بن سيمون هو الوجه الجديد الذي يتحدث عنه كامكانية للدخول في العشرة الاوائل. مرشحون جدد آخرون كفيلون بان يفاجئوا هم د. عينات ويلف، التي ستحاول هي ايضا ان تحصل على مكان المرأة في القائمة في المكان التاسع وسكرتير عام السلام الان يريف اوفينهايمر. يحتمل أن يحصل المرشحون الجدد في العمل على نتيجة افضل من المتوقع إذ ان الكثير من نشطاء العمل يتحدثون في الاونة الاخيرة عن الحاجة الى انعاش القائمة للكنيست. الامر المؤكد هو انه اذا لم ينجح حزب العمل في اثناء الحملة في أن يعيد اليه المقترعين، فان العشرة الثانية ستصبح غير واقعية. هناك يتنافس خمسة نواب حاليين ويوجد احتمال لا بأس به ان يجدوا انفسهم خارج الكنيست.
في العمل يخشون جدا من نسبة تصويت منخفضة لا تتجاوز 30 في المائة بل وربما اقل في التمهيدية اليوم.
اسرائيل اليوم – من شلومو تسزنا:
لفني تهبط في الاستطلاعات فتنتقل الى الهجوم../
يبدو أن رئيسة كديما تسيبي لفني في حالة ضغط والا فلا يمكن شرح الخط الاعلامي الذي تبنته في الاونة الاخيرة من خطت على علمها سياسة اخرى: حملة سلبية ضد المتنافسين، مقابلات متكررة في وسائل الاعلام بل وهجوم حاد على رئيس الوزراء ايهود اولمرت.
بعد ان تبين الاسبوع الماضي بان هناك توصية برفع لائحة اتهام ضد رئيس الوزراء تبعا للاستماع في شأن المخالفات الخطيرة، يحاولون في حزب كديما التنكر المرة تلو الاخرى لمن وقف على رأسهم حتى ما قبل اسابيع معدودة.
"النمط المناسب هو أن يغادر رئيس الوزراء منصبه"، قالت امس لفني، "لا شرعية له للقيام باي عمل". واضافة الى ذلك تناولت رئيسة كديما ما نشر بشأن المفاوضات التي يديرها اولمرت مع رئيس الهستدروت عوفر عيني ومع رئيس لجنة المالية افيشاي بريفرمن، دون علم مقربها، وزير المالية روني بار أون. وشددت لفني على أنه "اذا كان رئيس الوزراء بالفعل يدير مداولات خلف ظهر وزير المالية، فان هذا السلوك هو سلوك سيء".
الوزير يعقوب ادري من كديما دعا أمس الى تقديم موعد الانتخابات لمنع اولمرت من التصرف كرئيس وزراء ذي تأثير في فترة يعمل فيها عمليا مجرد رئيس وزراء انتقالي.
"التحديات الامنية، السياسية والاقتصادية تفترض منا جميعا التصرف بمسؤولية لنقرر فورا موعدا جديدا للانتخابات للكنيست"، قال ادري. وكذا عن رئيس الليكود النائب بنيامين نتنياهو لم توفر لفني النقد. ففي مقابلة امس في برنامج "لندن وكيرشنباوم" في القناة 10 قالت انه بينما خرجت هي وحزب كديما بنداء لاولمرت كي يقطع نفسه عن منصب رئيس الوزراء، "لم نسمع من نتنياهو أي شيء في الموضوع. يدور الحديث عن قول قيمي ولاعتبارات سياسية يفضل نتنياهو في هذا الوقت الصمت".
في الليكود قالوا معقبين ان "لفني صمتت في قضايا شارون، صمتت في قضايا اولمرت، صمتت في قضايا هيرشيزون، صمتت في قضايا رامون. مشوق أن نراها فقط عشية الانتخابات تتذكر اهمية نظافة اليدين.
الاستيطان/الخليل – هآرتس – من عاموس هرئيل وآخرين:
استعدادا لاخلاء بيت النزاع: المستوطنون يهاجمون الفلسطينيين../
المستوطنون ومؤيدوهم حثوا أمس استعداداتهم لمقاومة حملة الاخلاء لبيت النزاع في الخليل. وقد انتشرت أمس شائعات في اوساط المستوطنين تقول ان اخلاء قوات الامن للبيت قريب فتدفقت الى الخليل تعزيزات من نشطاء اليمين. ونصب المستوطنون في مناطق مختلفة في الضفة الحواجز احتجاجا على نية اخلاء البيت. وفي عدة مواقع هوجم فلسطينيون واحرقت اشجار زيتون. ونصبت سدود قرب مستوطنة يتسهار في السامرة، في مفترق حوارة عند الخروج من نابلس، وفي وادي الحرمية شمالي رام الله ومنطقة متسبيه يريحو. وكانت السدود لفترات زمنية قصيرة. بعد عدة دقائق أخلى المستوطنون الطرق وانتقلوا الى مواقع سد اخرى. "قيادة عمل بيت السلام" طلبت من الجمهور محاولة الكشف عن كل معلومة كفيلة بان تلمح بموعد الاخلاء.
وتضمنت بعض مظاهرات أمس عنفا تجاه الفلسطينيين. ففي قرية بورين قرب يتسهار احرق المستوطنون اشجار زيتون. وعلى عدة طرق في السامرة علم برشق حجارة على سيارات فلسطينيين. سائقا شاحنتين فلسطينيان اصيبا بجراح طفيفة جراء رشق الحجارة. وفي مفترق حوارة وقعت مواجهة عنيفة بين متظاهرين وافراد من الشرطة. سبعة مستوطنين اعتقلوا، بزعم الشرطة بعد ان ضربوا افرادا منها. واتهم المستوطنون الشرطة بالعنف. وقرب بيت النزاع اصيب بجراح طفيفة شرطي من حرس الحدود بحجر رشقه مستوطن. كما أن سيارة دورية الشرطة تضررت. احد سكان كريات اربع اصيب بجراح طفيفة حين ضربه فلسطينيون في الخليل.
وقد بدأت المظاهرات بعد أن شك المستوطنون من أن الاخلاء يزمع ان ينفذ في غضون ساعات. والعنف هو جزء مما يسميه المستوطنون "سياسة شارة السعر". والتي ترمي الى اثارة اضطرابات في ارجاء الضفة في وقت قريب من أي اخلاء لبؤرة استيطانية. وفي الجيش الاسرائيلي قالوا أمس ان العنف الذي انتهجه المستوطنون "ضار وغير مفهوم".
فتوى تبلورت في الاسبوع الماضي في وزارة العدل تقول ان على جهاز الامن ان يخلي البيت في غضون ثلاثين يوما، الا اذا نشأت "اضطرارات ثقيلة الوزن"، تفترض التأجيل. المحامية اوسنات منديل، مديرة قسم الالتماسات الى المحكمة العليا في النيابة العامة للدولة كتبت تقول انه مع أنه لا واجب للاخلاء في اطار ثلاثين يوما، الا ان هذا "الاطار الزمني المعقول للاخلاء". وحسب اقوالها فان "خروجا كبيرا يستوجب ظروفا او اعتبارات ثقيلة الوزن". الثلاثون يوما تنتهي في 15 كانون الاول، بعد أقل من اسبوعين.
ورفضت مصادر امنية وعسكرية أمس التطرق الى مسألة متى سيتم اخلاء البيت، ولكنها أكدت بان الاستعدادات للعملية مستمرة. في المواجهات السابقة حول حملات الاخلاء تمتع المستوطنون غير مرة بـ "معلومات استخبارية نوعية" عن خطط الجيش الاسرائيلي والشرطة وعملوا وفقا لذلك. ويبدو أن هذه المرة ستبذل قوات الامن جهودا لاخفاء الموعد المخطط حتى اللحظة الاخيرة، كي تفاجيء المستوطنين قدر الامكان.
ولهذا الغرض، تقرر بان يكون هناك شركاء سر قليلون بالنسبة للموعد المختار. ومع ذلك، ولما كانت مثل هذه الحملة تحتاج الى قوات كبيرة وبعضهم سيأتي من مسافة بعيدة نسبيا من المعقول أن يكون للمستوطنين فرصة لتنظيم انفسهم على مدى بضع ساعات قبل أن يبدأ الاخلاء نفسه. في مداولات مغلقة في وزارة الدفاع الاسبوع الماضي عبر وزير الدفاع ايهود باراك عن خط متصلب في قضية البيت ولم يلمح في هذه الاثناء عن النية لتأجيل الاخلاء. وزار باراك قبل اسبوع الخليل مع رئيس الاركان الفريق غابي اشكنازي وفحص الخطط العملياتية للاخلاء.
"قيادة العمل لبيت السلام" نشرت بيانا للجمهور طلبت فيه معلومات تتضمن ما يستبق ويكشف تحركات الجيش والشرطة التي غايتها اخلاء البيت. وجاء في البيان ضمن امور اخرى انه "لما كانت نشرت في وسائل الاعلام انباء مختلفة عن نية وزير الدفاع تنفيذ اخلاء بيت السلام في ظل الابقاء على السرية والكتمان، على نحو يشبه ما حصل في مزرعة فدرمان، فقد تقرر في قيادة العمل لبيت السلام التوجه الى جمهور محبي ارض اسرائيل وطلب معونتهم ويقظتهم في جمع المعلومات عن خطط الاخلاء التي من شأنها أن تنفذ في كل يوم لا سمح الله (...) انقلوا الينا كل معلومة، عن كل حشد للقوات، عن تحريك القوات، عن التدريبات، عن الاستعدادات اللوجستية مثل "وسائل التسفير، الغذاء، استعدادات الطواقم الطبية. كونوا يقظين لكل حركة مشبوهة وانتم تتحركون على الطرق. اطلبوا من ابنائكم وجيرانكم الذين يخدمون في الجيش ان يبدوا اليقظة. لا تترددوا في التبليغ ونحن سنفرز ونفحص المعلومات".
وفي الختام توجهت امس القيادة الى مجموعات وافراد بطلب لتعزيز التواجد في البيت. وجاء في بيان القيادة "يجب الوصول مزودين بامكانية البقاء 48 ساعة على الاقل". وقد فتح امس في بيت النزاع مدرسة دينية. وحسب المنظمين سيتعلم هناك نحو الف فتى من مؤسسات مختلفة سيأتون مع معلميهم.
قبل بضعة ايام زار موريس ابراهام الذي يقول عنه المستوطنون انه "اشترى بيت السلام في الخليل"، بيت زعيم شاس، الحاخام عوفاديا يوسيف. وبحضور نائب رئيس الوزراء الوزير ايلي يشاي والنائب نسيم زئيف الذي يسكن في بيت النزاع، رحب الحاخام بابراهام وعزز روحه استعدادا لاستمرار بقائه في البيت. وبارك الحاخام للنائب زئيف نشاطه هناك.
امريكا/المسيرة السلمية – هآرتس – من عكيفا الدار:
دان كيرتسر قد يكون مبعوثا خاصا الى الشرق الاوسط../
يفكر الرئيس الامريكي المنتخب براك اوباما بتعيين دان كيرتسر السفير الامريكي السابق في مصر وفي اسرائيل، كمبعوث رئاسي الى الشرق الاوسط – هكذا قال هذا الاسبوع مصدر دبلوماسي كبير في اسرائيل. القرار بتعيين مبعوث دبلوماسي خاص، يتبع الرئيس مباشرة وليس وزيرة الخارجية، يشير الى الاهمية الخاصة التي يوليها الرئيس لتقدم المسيرة السياسية في المنطقة. تعيين مبعوث خاص كفيل بان يمس بمكانة هيلاري كلينتون المرشحة كوزيرة خارجية، ولكن بالتوازي ان يساعد في التصدي للمصاعب النابعة عن علاقات زوجها الرئيس السابق بيل كلينتون مع دول الخليج.
كيرتسر، 59 سنة، رافق اوباما في حملة الانتخابات الداخلية وكذا في التنافس مع خصمه في الانتخابات العامة جون ماكين، كعضو كبير في فريق المستشارين ذي المواضيع الخارجية. وكان كيرتسر ضالعا في الاعداد لزيارة اوباما الى المنطقة وشارك في كتابة خطابه أمام اللوبي المؤيد لاسرائيل ايباك الذي يعتبر من أهم الخطابات للمرشح الديمقراطي في المواضيع الدولية. اما كيرتسر فرفض أمس اجراء مقابلات صحفية.
كيرتسر، يهودي محافظ على الفرائض الدينية ويتكلم العبرية، شغل سلسلة من المناصب في دائرة الشرق الاوسط في وزارة الخارجية الامريكية وكان عضو في فريق السلام لدى ادارة كلينتون، برئاسة دنيس روس. في منتصف الثمانينيات عمل كيرتسر مستشارا سياسيا في السفارة الامريكية في تل أبيب. في نهاية التسعينيات عينه الرئيس كلينتون سفيرا للولايات المتحدة في مصر وفي 2001 عينه الرئيس بوش سفيرا في اسرائيل، وهو المنصب الذي أداه حتى 2005.
في العام 2006 اعتزل كيرتسر الخدمة العامة في وزارة الخارجية وعين رئيسا لدراسات الشرق الاوسط في الكلية على اسم ودرو ولسون، للشؤون العامة والدولية في جامعة برينستون. وكيرتسر يحمل لقب دكتوراة من جامعة كولومبيا وعمل كعميد في الكلية اليهودية "يشيفا كولدج".
-----------------------------------------------------
قسم الافتتاحيات الثلاثاء 2 /12/2008
هآرتس – افتتاحية - 2/12/2008
مطلوب تغيير الطريق
بقلم: أسرة التحرير
60 الف صاحب حق اقتراع (فقط) يتوجهون اليوم الى الصناديق كي ينتخبوا مرشحي حزب العمل للانتخابات القريبة القادمة. 18 متنافس يتنافسون على اماكن حقيقية في القائمة القطرية وآخرون سيحاولون التموضع في الخانات المحفوظة للقطاعات المختلفة: العرب، الاقاليم، المهاجرين، الدروز والاحياء.
لا غرو أن الحدث، الذي على مدى السنين وقف في بؤرة الاهتمام للساحة السياسية والاعلامية، ازيح الى هامش الاخبار؛ فالانتخابات المبكرة في حزب العمل تجري في ظل استطلاعات تتنبأ للحزب بالمكان الرابع او الخامس في قائمة الكتل للكنيست الـ 18. حسب هذه الاستطلاعات فان الكتلة التي تعد اليوم 19 نائبا، ستفقد نحو نصف قوتها، ان لم يكن أكثر وستتحول الى شريك هامشي في الائتلاف او الى حزب معارضة متوسط حتى صغير.
القلق الذي يثيره وضع حزب العمل يتجاوز مخاوف المتفرغين على اماكنهم في الكنيست وفي الحكومة. في ضوء الصعود النيزكي لليمين هناك اهمية لوجود كتلة سياسية مستقرة وصلبة، تؤيد حل النزاع الذي لا ينتهي بين اسرائيل وجيرانها. على خلفية الازمة الاقتصادية الصعبة ثمة حاجة لحزب يحمل عبء الحرص على الطبقات الضعيفة ويعمل على تقليص الفوارق بين الاغنياء والفقراء. التنظيم الجديد لليسار حول ميرتس لا يتخذ بعد صورة الهيئة السياسية التي بوسعها أن تدخل الى الحذاء المهترىء لحزب العمل.
على مدى ستين سنة من وجود الديمقراطية الاسرائيلية صعدت أحزاب وهبطت اخرى، امتزجت بل وتبددت. يكفي أن نذكر "داش"، حزب الوسط والتغيير، التي ادى رؤساؤها ادوارا مركزية في عدة حكومات، وبعد ولاية واحدة او اثنتين فقدوت أثرها. العمل ليس واحدا من تلك الاحزاب التي تعبر سماء السياسة الاسرائيلية وتختفي مثلما جاءت. مباي، المعراخ وحزب العمل بقيادة دافيد بن غوريون، موشيه شريت، ليفي اشكول، غولدا مائير، اسحق رابين وشمعون بيرس، اقاموا الوسط اليهودي من الاساس وحتى النمو. وحتى الانقلاب السياسي الذي وقع في العام 1977، أملت قيادة الحزب سياسة الخارجية والامن لاسرائيل وصممت اجهزتها المدنية.
وغداة ازاحة المعراخ عن الحكم من قبل الليكود، برئاسة مناحيم بيغن، اقترح اسحق بن اهرون، من الاباء المؤسسين لحركة العمل "تغيير الشعب". اليوم، مثلما في حينه، الشعب لا يأتي مع بطاقة التغيير، ومطلوب تغيير للطريق ولجزء هام من القيادة.
على اعضاء حزب العمل الذين يريدون صالح الحزب ويؤمنون بانه لم ينهِ دوره، التنكر اليوم لـ "الصفقات" والمؤامرات الرخيصة للمتفرغين. عليهم ان يفضلوا مرشحين ومرشحات لا يحملون المسؤولية عن تشويش الطريق، الامر الذي قاد حزبهم نحو الطريق المسدود. واجبهم ان يختاروا متنافسين شخصياتهم، اعمالهم ورسائلهم تقترح تغييرا جوهريا، وأولا وقبل كل شيء عودة الى مذهب وقيم معسكر السلام والعدل الاجتماعي؛ شخصيات تكون مستعدة للعمل لهذا الغرض بمثابرة حتى من مقاعد المعارضة وليس فقط من كراسي الوزراء.
-----------------------------------------------------
يديعوت – مقال افتتاحي – 2/12/2008
تحالف الشر
بقلم:جلعاد شارون
وسام الشرف السوري الذي يعتبر ارفع وسام في سوريا، منح لسمير قنطار على يد بشار الاسد. قنطار قتل بدم بارد ووحشية طفلة في الرابعة من العمر ووالدها هو شرطيا. هو نظر الى تلك الطفلة البريئة تماما والطاهرة . نظر اليها ومن ثم قتلها .
حقا بشار الاسد وسمير القنطار يستحقان بعضهما البعض .
في السابق أوضح لنا شتى أصحاب الاحلام أن الاسد الابن قد تعلم في انكلترا وانه يقوم حتى باستخدام الانترنت والتواصل عبرها، ولكن الحقيقة هي انه بالضبط نفس البضاعة الفاسدة المعطوبة مثل أبيه فقط مع درجة أقل من التكلس. اولئك الحالمون يقولون لنا أن "السلام يصنع مع الاعداء" وأنه "ليس من الممكن اختيار وتحديد الجيران" – هذه المقولات على مستوى "الكرة هي دائرة" و "الجدول لا يكذب" هذا صحيح، ولكن ليس بالدرجة الكافية. السلام لا يصنع في كل الشروط ومع كل الاعداء، وليس بالضرورة أن نتصاحب مع كل جار.
ماذا تقول الحقيقة التي تشير الى ان بشار الاسد اختار سمير القنطار باعتباره الشخصية الملائمة للحصول على وسام الشرف الرفيع بالنسبة للنظام السوري ("أنت رمز الكفاح والنضال" قال له )؟ ماذا يشير ذلك ويدل بالنسبة للاسد وسلم القيم التي يؤمن بها والعقيدة التي يحملها ونوع الانسان الذي يشكله؟ بشار الاسد يمدنا بكل الايجابات من خلال افعاله.
بشار يريد الجولان. هذا على ما يرام ومن الممكن فهمه. لا حاجة للقبول، ولكن من الممكن فهم ذلك. ألا أن ابداء الاحترام بقاتل الطفلة. والقبل والعناق مسألة اخرى. هل هذا نموذج البطولة في نظرك؟
بشار حاول اقامة سلاح نووي الا انه ينفي ذلك ويكذب على العالم كله. هو يستضيف 10 حتى 11 تنظيم ارهابي في بلاده. وهو يسلح حزب الله من دون هوادة. ويقيم علاقات حميمية مع الايرانيين ويسمح للارهابيين بالتسلسل من بلاده الى العراق وضرب الاميركيين. هذا النمط المريب الغريب أصبح مطلوبا جدا في العالم، ولكن فقط بسبب قتل رفيق الحريري في لبنان. اسرائيل هي التي اخرجته من عزلته الدولية، حتى يحظى احد ما بصورة معه .
الثمن الذي يطلب من اسرائيل دفعه مقابل العلاقات مع هذا المخلوق واضح ومطلق: هضبة الجولان كلها، وحتى ليس خط الهدنة لعام 1949، وانما حتى خطوط الرابع من حزيران. أي أيضا الاراضي التي وضع السوريون يدهم عليها كمنطقة الحمى.
ولكن المطلوب من بشار ان يدفعه هو غامض وليس واضح: التوقف عن دعم الارهاب وفك الارتباط مع محور الشرق ونوايا سلمية. من الصعب قياس الامور المطلوبة منه، فهو يدعي اليوم ايضا انه لا يدعم الارهاب ولا يسلح حزب الله وينفي قضية الذرة وما الى ذلك.
في الاسبوع الماضي نشر ان اسم الاستخبارات يوصي رغم ذلك دفع الثمن المطلوب لعقد الاتفاق مع سوريا. يبدو ان احدا ما قد اصيب بعدم الاتزان في الجيش. ان كان ضابطا يريد التوصية بالتنازل عن الجولان ، فعليه ان يغادر الجيش وان ينضم الى حزب سياسي ينادي بهذا الموقف.
ليس من وظيفة الجيش ان يعبر عن رأيه في قضية التنازل عن الاراضي. مهمته دعم قرارات الكنيست والحكومة عسكريا . على شعبة الاستخبارات ان تقدر احتمالات نشوب الحرب وعلى الجيش ان يستعد بما يتلاءم مع ذلك ، وليس ان يقول للمستوى السياسي ان كان عليه ان يتنازل عن اجزاء من البلاد ام لا.
هيا بنا لا نقع في الخطأ: ليست هضبة الجولان هي الامر المهم للدكتاتور السوري. هو يريد ان يضمن استمرار حكمه الاقلية العلوية الطاغي والاستبداد في سوريا من خلال الدعم الغربي. ان اصبح الجولان بيده سيستنتج ان عليه ان يهاجم اسرائيل حتى يضمن الحكم كما فعلوا قبل 1967، وهو لن يتردد في ذلك. هيا بنا يا سادة نترك بشار في وضعه الحالي حيث يخشى من الهجوم الاسرائيلي الذي ينهي حكمه. هذا اكثر ضمانة واكثر بالنسبة لنا، وهضبة الجولان الهامة الرائعة مع كل مياهها والعازل التي تشكله والانذار المبكر والعامل الردعي ستبقى بأيدينا. من الاجدر إذن أن يقول لنا المرشحون لرئاسة الوزراء ما هو رأيهم في هذه القضية.
------------------------------------------------------
قسم التقارير والمقالات الثلاثاء 2/12/2008
معاريف - مقال - 2/12/2008
انه الاقتصاد يا بيبي
بقلم: عوفر شيلح
(المضمون: كل عصب في وعي نتنياهو يعارض بسط شبكة امان شاملة للموفرين في برامج التقاعد وصناديق الاسترداد، ولكنه يصر على الاستخفاف بذكاء الناخب، بالذات بعد أن اكتسب باستقامة الحق في أن يأخذوه على محمل الجد).
قبل شهرين من الانتخابات يخيل ان المسألة المركزية التي ستحسمها ستكون طبيعة بنيامين نتنياهو. الرسالة المركزية للحملة في كديما ستضع تسيبي لفني ليس بفضل نفسها، بل في الخلاف مع بيبي. ايهود باراك هو الاخر، لو كان حقا مرشحا لرئاسة الوزراء، لركض هو ايضا بذات الرسالة. كلاهما يعولان على أن يرتكب نتنياهو، الذي لم يتميز ابدا بحالة الرائد، اخطاء تنبع من طبيعته فتسمح لهم بتغطية الفارق معه.
وبيبي؟ الاختبار الاول الذي يقف فيه، في موضوع المعالجة المناسبة للازمة الاقتصادية، يدل على أنه يوشك على ما يبدو ان يحقق توقعاتهما. نتنياهو لم يرغب كما يذكر في أن يكون وزيرا للمالية. ارئيل شارون وجهه الى المنصب انطلاقا من الاعتقاد بان بيبي سيعلق في الزاوية: كوزير مالية، الرجل الشرير للسياسة الاسرائيلية سيضطر الى اتخاذ خطوات تمس بمن يعتبرون القاعدة الانتخابية الطبيعية له. وتسمى منظومة الاعتبارات هذه في اسرائيل "اختيار الشخص الاكثر ملاءمة للمنصب".
وعندها ظهرت عدة امور: قبل كل شيء،في ما يتعلق بالاقتصاد، نتنياهو هو ايديولوجي حقيقي. لديه مذهب مرتب وايمان حماسي، بقوتهما يعمل. وهو بالفعل اضر بالطبقات التي حظي بينها بنسبة التأييد الكبيرة، وبعضهم لم يغفر له ذلك حتى اليوم. والى جانب موظفين كانوا شركاء في معتقده سار بقوة نحو خطوات بدت في نظره مناسبة، دون أخذ حساب ماذا سيخرج من ذلك لاماله في العودة الى رئاسة الوزراء. من اكتسب لنفسه سمعة الرجل الذي سيفعل كل شيء كي يصل الى الحكم – ولم يعرف جدا ماذا يفعل به حين يصل اليه – اعتبر لاول مرة احدا نادرا وهاما في مطارحنا: رجل مستعد لان يستلقي على الجدار في سبيل شيء يؤمن به.
لو كان قادرا على ذلك، لكان بوسع نتنياهو ان يستخلص من ذلك ربحا انتخابيا في ذات الاجزاء بين الجمهور ممن رأوا فيه عدوا وقاموا عليه لطرده من منصب رئيس الوزراء في العام 1999. كثيرون منهم استمتعوا بخطواته في المالية وليس اقل من ذلك انفعلوا لتصميمه وايمانه. نتنياهو، الذي في داخله عميقا لا يزال يتغذى بطاقة المرفوض والمؤمن بان "اسرائيل الاولى" لن تقبل به، وان كان جزءا من لحمها ودمها، لا يزال يجد صعوبة في أن يقص من ذلك الكوبون السياسي. ولكن مخيبا للامال اكثر من ذلك ان نرى انه كلما اقترب من القيادة، فان الايديولوج الذي فيه ينسى.
كل عصب في وعيه يعارض بسط شبكة امان شاملة للموفرين في برامج التقاعد وصناديق الاسترداد. كل ما يعرفه ويؤمن به يعارض مثل هذه الخطوة التي أي ممن يتحدثون عنها غير قادرة على أن يشرح ماذا ستكون كلفتها الحقيقية وكيف ستمول. وهو يعرف اكثر من الجميع بان هناك تضارب صارخ بين هذه الاقوال وبين ما يقوله هو نفسه هذه الايام، بالنسبة للخطوات المرغوب فيها للخروج من الازمة الاقتصادية. ولكن الاستطلاعات تغمز له، والحملة تقف في ظل "انا فقط يمكنني أن اقود السفينة الاقتصادية" والمستشارون لا بد يقولون انه يجب التعهد بشيء للشعب، حتى لو كان هذا تعهدا عابثا.
براك اوباما انتصر في الانتخابات في امريكا ليس لان الناخب الامريكي آمن بان لديه حلولا سحرية للازمة الاعمق في الاقتصاد منذ 1929. انتخب لانه دفع الناخب لان يؤمن بانه يعتزم العمل بافضل ما يستطيع، بجدية ومصداقية وفي ظل الامتناع عن الوعود العابثة. الناخب الاسرائيلي هو الاخر ليس غبيا: فهو يعرف جيدا بان هذه الازمة اكبر من قدرة اسرائيل وحدها، لان الموجات الاقتصادية، ولا سيما في عالم الاقتصاد العالمي والمفتوح، لا تبدأ ولا تنتهي في وزارة المالية او في مكتب رئيس الوزراء. ولكن نتنياهو يصر على الاستخفاف بذكاء الناخب، بالذات بعد أن اكتسب باستقامة الحق في أن يأخذوه على محمل الجد.
------------------------------------------------------
تعليق