تقرير- علي سمودي
رحل اللاجيء الفلسطيني مصطفى عيسى حويل وعيناه تحدقان في الصورة التي زين واجهة غرفته فيها منذ سنوات انها صورة ولديه التوام الشهيد نجيب والاسير النائب جمال حويل الذي شكل رحيله والده صدمة كبيرة له لان الاحتلال حرمه من مشاهدته منذ اعتقاله قبل ستة سنوات .
وفي جنبات منزل عائلة حويل في مخيم جنين طغت مشاعر الحزن والاسى كما يقول الاستاذ عبد الله الابن الاكبر لان والدي الذي اقعده المرض مؤخرا لم يتوقف عن التحديق بتلك الصورة ولسانه يطلب جمال ويتضرع لله ان يصبره ويفرج كربه وسجنه ليحظى بعناقة مرة اخيرة قبل ان يرحل عن هذه الدنيا ولكن شاءت الارادة الالهية ان يلفظ انفاسه الاخيرة بينما حتى اخر رمشة عين في حياته تتجه نحو صورة ولديه التوام .
رفض الاحتلال
وفور اعلان وفاة الوالد الذي كان يحلم بالعودة لمسقط راسه قرية زرعين في فلسطين المحتلة عام 1948 وبعناق نجله الاسير بدأت الجهود الاخيرة لتحقيق امنية الوالد , ولكن كافة الجهود التي بذلتها مؤسسة مانديلا لرعاية شؤون الاسرى والمعتقلين فشلت في الحصول على موافقة السلطات الاسرائيلية للسماح للنائب الاسير جمال حويل بالقاء نظرة الوداع الاخيرة على والده الحاج مصطفى عيسى حويل والذي توفي جراء رحلة الالم والمعاناة الطويلة التي عاشها لسنوات طويلة اثر استشهاد نجله نجيب قائد مجموعات الفهد الاسود وبسبب اعتقال نجله جمال الذي حرمه الاحتلال عناقه على مدار السنوات الثمانية الماضية .وافادت المحامية بثينة دقماق رئيسة مؤسسة مانديلا انها بذلت جهود مكثفة بالتعاون مع عدة مؤسسات ليحظى النائب في المجلس التشريعي عن حركة فتح جمال القابع في سجن النقب بلحظات لالقاء نظرة الوداع على والده الذي لم يتمكن من زيارته منذ اعتقاله سوى مرة واحدة ولكن الاشد مرارة انه لم يجتمع شمله به على مدار السنوات الماضية بسبب الملاحقة ثم الاعتقال ولكن قوات الاحتلال التي رفضت منح والد جمال تصريحا لرؤيته حيا رفضت اصدار تصريح لجمال لرؤية والده ميتا كجزء من سياسة العقاب التي فرضتها على عائلة حويل منذ اعتقال جمال في معركة مخيم جنين مؤكدة ان هذه الاجراءات المنافية لكافة الاعراف والقوانين تفاقم ماسي ذوي الاسرى التي تدفع الثمن الاقسى كما حدث مع الوالد مصطفى الذي اغمض عينيه وامنيته الوحيدة ان يشاهد جمال قبل رحيله علما ان سلطات الاحتلال رفضت الافراج عنه وشطبت اسمه من جميع عمليات التبادل والافراج الاخيرة رغم مطالبة السلطة الوطنية به وادراج اسمه ضمن قوائم الاسرى الذين طالبت بالافراج عنهم .
الالام واحلام ......
فحتى اللحظة الاخيرة من حياته لم يتوقف الوالد حويل الذي تجاوز العقد السابع عن التحديق بصورة ولديه التوام الشهيد نجيب والاسير جمال التي تزين واجهة منزله في مخيم جنين كما يقول نجله الاكبر عبد الله وبكل رمشة عين وبكلمة كان يدعو لجمال خاصة منذ اصابته بالمرض قبل ستة شهور فقد كان تاثير غياب جمال واعتقاله اكبر من شدة المرض وهو مما فاقم من وضعه الصحي وزاد احزانه مع العلم ان والدتي الحاجة فتحية كانت ايضا مريضة وهي تعيش حالة صحية بسبب جلطة جعلتها عاجزة عن الحركة ورغم ذلك حرمها الاحتلال مع والدي من زيارة جمال ويضيف كان والدي يخشى دوما ان يغادر الدنيا قبل ان يفرح قلبه بتحرير جمال والفرح بزفافه لانه خطب وهو مطارد قبل اعتقاله ولكن والدي صمم على ان يجهز لجمال بيتا واشرف طوال السنوات الماضية على بناءه وتجهيزه ليتواكب تحريره مع زواجه الذي طالما خطط وحلم به والدنا وحتى في مرضه كان يصر على استكمال انجاز البيت ليدخله ويعيش فيه مع جمال الذي كان يحظى بمكانه خاصة لدى الوالدين وخلال رحلة التنقل لعلاج والدي بين مستشفيات الوطن وعمان وبعد عودتنا لمنزلنا ورغم مرض والدي الشديد كان لا يتحدث الا عن جمال ولا يهدا الا عندما يسمع صوته عبر الهاتف فيصحو وينام وهو يدعوا له مع والدتي بالفرج والعودة وكسر القيد ولطالما انتظر عودته بعدما اكد له المسؤولين الفلسطينين ان السلطة طالبت به ولكن اسرائيل كانت ترفض اطلاق سراحه بسبب بطولاته في معركة مخيم جنين .
ووسط الدموع والاحزان قالت شقيقته ان والدها وبينما كانت حالته الصحية تتدهور ويشعر باقتراب انتهاء اجله لم يتوقف عن الحديث عن نجيب وجمال وشوقه للقاءهما وحزنه الشديد لعدم تمكنه من رؤية جمال وزيارته واضافت والدموع تخنق كلماتها لن انسى ابدا والدي وهو يقول لنا بلغوا جمال سلامي وحبي وشوقي له وارجوكم ان تطلبوا منه مسامحتي لانهم حرموني من زيارته .
عقاب جمال والاسرة
وبينما كانت العائلة وفي مقدمتها النائب جمال يحاولون التخفيف عن الوالد ورفع معنوياته شاءت الارادة الالهية ان يلفظ الوالد انفاسه الاخير مساء الاثنين وهو كما يقول نجله عبد الله حتى النفس الاخير والكلمة الاخيرة يردد اسم جمال ويدعو الله ان يفرج كربه ويوصي بان يكون بيت عزاءه في منزل جمال الذي شيده ولم يدخله ولم يفتح الا لتقبل العزاء بوفاته واضاف والاشد حزنا لنا جميعا ان قوات الاحتلال عاقبت اسرتنا واخي جمال بحرمانه من وداع ابي كما حرمته من وداع شقيقه التوام نجيب بعد اغتياله من القوات الخاصة في الانتفاضة الاولى عام 1991 فبعد ملاحقة قوات الاحتلال لنجيب لنشاطه الفاعل في الانتفاضة الاولى وتاسيسه وقيادته لمجموعات الفهد الاسود تمكنت من تصفيته واغتياله ولدى دفنه فرضت حظر التجول على المخيم وحرمتنا من وداعه او تنظيم مسيرة لتشييعه وجر ى دفنه وسط ح راسة عسكرية للانتقام منا فاي قانون او شريعة التي تمنح الاحتلال هذا الحق واي عقاب اشد مما نتعرض له والذي في اطاره تحرمنا قوات الاحتلال من زيارة اخي فجميع افراد اسرتي ترفض قوات الاحتلال منحهم تصاريح .
صفحات من حياة النائب الاسير
فالنائب جمال حويل احد ابرز قادة الشبيبة وفتح والذي اعتقل في اليوم الاخير من معركة مخيم جنين في 11-4-2002 تعرض كما يقول شقيقه لسلسلة من الاجراءات والعقوبات بسبب دوره كاحد قادة المعركة ولان اسرائيل اتهمته بتاسيس وقيادة كتائب شهداء الاقصى في فلسطين ولم تكتفي بالتحقيق القاسي الذي تعرض له ومحاكمته بالسجن لمدة سبع سنوات ونصف فقامت بنقله من العزل لاخر وذاق مر العذاب والمعاناة في كل السجون والاحتلال يصنفه على راس قائمة المعتقلين الذين يشكلون خطرا على الامن الاسرائيلي فشطب اسمه من خمسة عمليات اطلاق سراح للاسرى وتعرض للعزل والاشد مرارة حرم من الزيارات واضاف لم يكن هذه المرة الاولى التي يعتقل فيها جمال فبعد حصوله على الدرجة الاولى في امتحان الثانوية العامة في محافظة جنين عام 1991 واصل دراسته في الجامعة الاردنية وتخرج من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية ولدى عودته للوطن تعرض للاعتقال ثلاثة مرات بين اعوام 1988-1990
علما انه اعتقل مع شقيقي نجيب مرتين عام 1988 و1989 في الانتفاضة الاولى ورغم ذلك واصل جمال دراسته العليا وحصل من جامعة بيرزيت على ماجستير في العلوم السياسية وفي نفس الوقت واصل مسيرته النضالية فاسس وقاد منظمة الشبيبة الفتحاوية وساهم في تاسيس التجمع الوطتي لاسر الشهداء وكان الناطق بلسانه واضافة لدوره الاجتماعي والوطني والرياضي والاجتماعي شارك بفعالية في الانتفاضة الثانية حتى طاردته قوات الاحتلال واتهمته بتاسيس كتائب شهداء الاقصى واستمرت في ملاحقته ونصب الكمائن له وتهديد عائلته التي حرمت منه بسبب المداهمات حتى حوصر مع من تبقى من المقاومين في المخيم خلال معركة ومجزرة نيسان واعتقل بعدما جمال اطلق النداء الاخير لانقاذ المقاومين والذي في اثره تدخل الرئيس الشهيد ياسر عرفات وحسن نصر الامين العام لحزب الله وغيرهم من قادة الفصائل وممثلي المؤسسات الانسانية والدولية لانقاذ المحاصرين بعدما هددت اسرائيل التي هدمت مئات المنازل بتصفيتهم وقصفهم وهي كما يقول اهالي المخيم لا زالت تعاقب النائب الاسير جمال بسبب مواقفه تلك فعقب خروج المقاتلين وقف القائد العسكري الاسرائيلي لعملية الهجوم على المخيم امام جمال وادى له التحية اعترافا بدوره وبطولاته التي لم ينساها اهالي المخيم .
احزان في الاسر ..
وبتاثر بالغ وحزن شديد استقبل النائب الاسير حويل في معتقله النقب نبأ وفاة والده الذي التحق بعمته المناضلة الحاجة جميلة بعد شهرين من وفاتها وكلاهما كانا الحضن الدافيء كما يقول لي ولكل المناضلين فابي كان رغم الالام والاحزن جراء استشهاد نجيب واعتقالاتي وخاصة الاخير دوما يشجعنا ويرفع معنوياتنا منه استمدينا قيم الانتماء ومعالم الحب لفلسطين والاستعداد للتضحية منه ادركت ابعاد القضية وعلى يديه تعلمت الارادة والاصرار في النضال من اجل العودة وخاصة لمسقط راسنا قرية زرعين ويضيف لا توجد كلمات تعبر عن رحيل الاب والمعلم والقدوة والسند والحضن الدافيء فقد عانى والدي في ملاحقتي من الاحتلال وخاصة خلال معركة المخيم ولكنه دوما كان يشجعنا ويرفع معنوياتنا وكذلك عمتي جميلة التي كانت اما لابطال الانتفاضة والمقاومة في الانتفاضتين وما يحزنني ان الاحتلال حرمني رؤيتهما طوال سنوات اعتقالي فذلك العقاب كان اشد قساوة من كل الالام السجن التي يمكن احتمالها ومواجهتها ولكن لن انسى للحظة ان ابي قضى عمره يحلم برؤيتي عريسا فشيد لي منزلا وجهز كل شيء لفرحي ولكن رحل قبل ان تكتمل الفرحة التي حرمنا الاحتلال منها في المرة الاولى باغتيال نجيب والثانية بمنعي حتى من وداع ابي الذي سيبقى حيا خالدا فينا ونحن نمضي على خطاه لنحقق حلمه الاجمل وعمتي التي كرست حياتها ايضا من اجل حرية فلسطين وشعبنا وعودتنا .
اصعب اللحظات
وعاشت عائلة حويل واهالي محافظة جنين لحظات من الحزن والالم في وداع الاب المناضل ابو عبد الله بعدما انتظروا بارقة امل بمشاركة جمال بتشييع الجثمان ولكنها سرعان ما انتهت كما يقول عبد الله بقرار تعسفي ظالم فالاحتلال رفض مما سبب لنا صدمة بالغة وحزن كبير ومضاعف على رحيل والدي وحرمان الاحتلال لنا من تحقيق امنيته الاخيرة في ان يشارك جمال في وداعه .
حزن والم في النقب
وامتدت مساحات الحزن لسجن النقب حيث عاش الاسرى مع رفيقهم النائب حويل لحظات حزنه والمه على رحيل والده فاقاموا بيوت التعازي واجتمعوا حوله لمؤازرته والتخفيف عنه بينما قال الابن الاسير النائب حويل ان حزنه لا تصفه كلمات جراء القهر والعذاب الذي يفرضه الاحتلال علينا في كل تفاصيل حياتنا على مراى ومسمع من عالم صامت متامر على ما يرتكب بحقنا من انتهاكات فاي كارثة او نكسة اعظم و اكبر من ان يحرم الاب وداع ابنه وان يموت الانسان في فلسطين وهو عاجز حتى عن تحقيق ابسط امنياته ؟!!!! .
رحل اللاجيء الفلسطيني مصطفى عيسى حويل وعيناه تحدقان في الصورة التي زين واجهة غرفته فيها منذ سنوات انها صورة ولديه التوام الشهيد نجيب والاسير النائب جمال حويل الذي شكل رحيله والده صدمة كبيرة له لان الاحتلال حرمه من مشاهدته منذ اعتقاله قبل ستة سنوات .
وفي جنبات منزل عائلة حويل في مخيم جنين طغت مشاعر الحزن والاسى كما يقول الاستاذ عبد الله الابن الاكبر لان والدي الذي اقعده المرض مؤخرا لم يتوقف عن التحديق بتلك الصورة ولسانه يطلب جمال ويتضرع لله ان يصبره ويفرج كربه وسجنه ليحظى بعناقة مرة اخيرة قبل ان يرحل عن هذه الدنيا ولكن شاءت الارادة الالهية ان يلفظ انفاسه الاخيرة بينما حتى اخر رمشة عين في حياته تتجه نحو صورة ولديه التوام .
رفض الاحتلال
وفور اعلان وفاة الوالد الذي كان يحلم بالعودة لمسقط راسه قرية زرعين في فلسطين المحتلة عام 1948 وبعناق نجله الاسير بدأت الجهود الاخيرة لتحقيق امنية الوالد , ولكن كافة الجهود التي بذلتها مؤسسة مانديلا لرعاية شؤون الاسرى والمعتقلين فشلت في الحصول على موافقة السلطات الاسرائيلية للسماح للنائب الاسير جمال حويل بالقاء نظرة الوداع الاخيرة على والده الحاج مصطفى عيسى حويل والذي توفي جراء رحلة الالم والمعاناة الطويلة التي عاشها لسنوات طويلة اثر استشهاد نجله نجيب قائد مجموعات الفهد الاسود وبسبب اعتقال نجله جمال الذي حرمه الاحتلال عناقه على مدار السنوات الثمانية الماضية .وافادت المحامية بثينة دقماق رئيسة مؤسسة مانديلا انها بذلت جهود مكثفة بالتعاون مع عدة مؤسسات ليحظى النائب في المجلس التشريعي عن حركة فتح جمال القابع في سجن النقب بلحظات لالقاء نظرة الوداع على والده الذي لم يتمكن من زيارته منذ اعتقاله سوى مرة واحدة ولكن الاشد مرارة انه لم يجتمع شمله به على مدار السنوات الماضية بسبب الملاحقة ثم الاعتقال ولكن قوات الاحتلال التي رفضت منح والد جمال تصريحا لرؤيته حيا رفضت اصدار تصريح لجمال لرؤية والده ميتا كجزء من سياسة العقاب التي فرضتها على عائلة حويل منذ اعتقال جمال في معركة مخيم جنين مؤكدة ان هذه الاجراءات المنافية لكافة الاعراف والقوانين تفاقم ماسي ذوي الاسرى التي تدفع الثمن الاقسى كما حدث مع الوالد مصطفى الذي اغمض عينيه وامنيته الوحيدة ان يشاهد جمال قبل رحيله علما ان سلطات الاحتلال رفضت الافراج عنه وشطبت اسمه من جميع عمليات التبادل والافراج الاخيرة رغم مطالبة السلطة الوطنية به وادراج اسمه ضمن قوائم الاسرى الذين طالبت بالافراج عنهم .
الالام واحلام ......
فحتى اللحظة الاخيرة من حياته لم يتوقف الوالد حويل الذي تجاوز العقد السابع عن التحديق بصورة ولديه التوام الشهيد نجيب والاسير جمال التي تزين واجهة منزله في مخيم جنين كما يقول نجله الاكبر عبد الله وبكل رمشة عين وبكلمة كان يدعو لجمال خاصة منذ اصابته بالمرض قبل ستة شهور فقد كان تاثير غياب جمال واعتقاله اكبر من شدة المرض وهو مما فاقم من وضعه الصحي وزاد احزانه مع العلم ان والدتي الحاجة فتحية كانت ايضا مريضة وهي تعيش حالة صحية بسبب جلطة جعلتها عاجزة عن الحركة ورغم ذلك حرمها الاحتلال مع والدي من زيارة جمال ويضيف كان والدي يخشى دوما ان يغادر الدنيا قبل ان يفرح قلبه بتحرير جمال والفرح بزفافه لانه خطب وهو مطارد قبل اعتقاله ولكن والدي صمم على ان يجهز لجمال بيتا واشرف طوال السنوات الماضية على بناءه وتجهيزه ليتواكب تحريره مع زواجه الذي طالما خطط وحلم به والدنا وحتى في مرضه كان يصر على استكمال انجاز البيت ليدخله ويعيش فيه مع جمال الذي كان يحظى بمكانه خاصة لدى الوالدين وخلال رحلة التنقل لعلاج والدي بين مستشفيات الوطن وعمان وبعد عودتنا لمنزلنا ورغم مرض والدي الشديد كان لا يتحدث الا عن جمال ولا يهدا الا عندما يسمع صوته عبر الهاتف فيصحو وينام وهو يدعوا له مع والدتي بالفرج والعودة وكسر القيد ولطالما انتظر عودته بعدما اكد له المسؤولين الفلسطينين ان السلطة طالبت به ولكن اسرائيل كانت ترفض اطلاق سراحه بسبب بطولاته في معركة مخيم جنين .
ووسط الدموع والاحزان قالت شقيقته ان والدها وبينما كانت حالته الصحية تتدهور ويشعر باقتراب انتهاء اجله لم يتوقف عن الحديث عن نجيب وجمال وشوقه للقاءهما وحزنه الشديد لعدم تمكنه من رؤية جمال وزيارته واضافت والدموع تخنق كلماتها لن انسى ابدا والدي وهو يقول لنا بلغوا جمال سلامي وحبي وشوقي له وارجوكم ان تطلبوا منه مسامحتي لانهم حرموني من زيارته .
عقاب جمال والاسرة
وبينما كانت العائلة وفي مقدمتها النائب جمال يحاولون التخفيف عن الوالد ورفع معنوياته شاءت الارادة الالهية ان يلفظ الوالد انفاسه الاخير مساء الاثنين وهو كما يقول نجله عبد الله حتى النفس الاخير والكلمة الاخيرة يردد اسم جمال ويدعو الله ان يفرج كربه ويوصي بان يكون بيت عزاءه في منزل جمال الذي شيده ولم يدخله ولم يفتح الا لتقبل العزاء بوفاته واضاف والاشد حزنا لنا جميعا ان قوات الاحتلال عاقبت اسرتنا واخي جمال بحرمانه من وداع ابي كما حرمته من وداع شقيقه التوام نجيب بعد اغتياله من القوات الخاصة في الانتفاضة الاولى عام 1991 فبعد ملاحقة قوات الاحتلال لنجيب لنشاطه الفاعل في الانتفاضة الاولى وتاسيسه وقيادته لمجموعات الفهد الاسود تمكنت من تصفيته واغتياله ولدى دفنه فرضت حظر التجول على المخيم وحرمتنا من وداعه او تنظيم مسيرة لتشييعه وجر ى دفنه وسط ح راسة عسكرية للانتقام منا فاي قانون او شريعة التي تمنح الاحتلال هذا الحق واي عقاب اشد مما نتعرض له والذي في اطاره تحرمنا قوات الاحتلال من زيارة اخي فجميع افراد اسرتي ترفض قوات الاحتلال منحهم تصاريح .
صفحات من حياة النائب الاسير
فالنائب جمال حويل احد ابرز قادة الشبيبة وفتح والذي اعتقل في اليوم الاخير من معركة مخيم جنين في 11-4-2002 تعرض كما يقول شقيقه لسلسلة من الاجراءات والعقوبات بسبب دوره كاحد قادة المعركة ولان اسرائيل اتهمته بتاسيس وقيادة كتائب شهداء الاقصى في فلسطين ولم تكتفي بالتحقيق القاسي الذي تعرض له ومحاكمته بالسجن لمدة سبع سنوات ونصف فقامت بنقله من العزل لاخر وذاق مر العذاب والمعاناة في كل السجون والاحتلال يصنفه على راس قائمة المعتقلين الذين يشكلون خطرا على الامن الاسرائيلي فشطب اسمه من خمسة عمليات اطلاق سراح للاسرى وتعرض للعزل والاشد مرارة حرم من الزيارات واضاف لم يكن هذه المرة الاولى التي يعتقل فيها جمال فبعد حصوله على الدرجة الاولى في امتحان الثانوية العامة في محافظة جنين عام 1991 واصل دراسته في الجامعة الاردنية وتخرج من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية ولدى عودته للوطن تعرض للاعتقال ثلاثة مرات بين اعوام 1988-1990
علما انه اعتقل مع شقيقي نجيب مرتين عام 1988 و1989 في الانتفاضة الاولى ورغم ذلك واصل جمال دراسته العليا وحصل من جامعة بيرزيت على ماجستير في العلوم السياسية وفي نفس الوقت واصل مسيرته النضالية فاسس وقاد منظمة الشبيبة الفتحاوية وساهم في تاسيس التجمع الوطتي لاسر الشهداء وكان الناطق بلسانه واضافة لدوره الاجتماعي والوطني والرياضي والاجتماعي شارك بفعالية في الانتفاضة الثانية حتى طاردته قوات الاحتلال واتهمته بتاسيس كتائب شهداء الاقصى واستمرت في ملاحقته ونصب الكمائن له وتهديد عائلته التي حرمت منه بسبب المداهمات حتى حوصر مع من تبقى من المقاومين في المخيم خلال معركة ومجزرة نيسان واعتقل بعدما جمال اطلق النداء الاخير لانقاذ المقاومين والذي في اثره تدخل الرئيس الشهيد ياسر عرفات وحسن نصر الامين العام لحزب الله وغيرهم من قادة الفصائل وممثلي المؤسسات الانسانية والدولية لانقاذ المحاصرين بعدما هددت اسرائيل التي هدمت مئات المنازل بتصفيتهم وقصفهم وهي كما يقول اهالي المخيم لا زالت تعاقب النائب الاسير جمال بسبب مواقفه تلك فعقب خروج المقاتلين وقف القائد العسكري الاسرائيلي لعملية الهجوم على المخيم امام جمال وادى له التحية اعترافا بدوره وبطولاته التي لم ينساها اهالي المخيم .
احزان في الاسر ..
وبتاثر بالغ وحزن شديد استقبل النائب الاسير حويل في معتقله النقب نبأ وفاة والده الذي التحق بعمته المناضلة الحاجة جميلة بعد شهرين من وفاتها وكلاهما كانا الحضن الدافيء كما يقول لي ولكل المناضلين فابي كان رغم الالام والاحزن جراء استشهاد نجيب واعتقالاتي وخاصة الاخير دوما يشجعنا ويرفع معنوياتنا منه استمدينا قيم الانتماء ومعالم الحب لفلسطين والاستعداد للتضحية منه ادركت ابعاد القضية وعلى يديه تعلمت الارادة والاصرار في النضال من اجل العودة وخاصة لمسقط راسنا قرية زرعين ويضيف لا توجد كلمات تعبر عن رحيل الاب والمعلم والقدوة والسند والحضن الدافيء فقد عانى والدي في ملاحقتي من الاحتلال وخاصة خلال معركة المخيم ولكنه دوما كان يشجعنا ويرفع معنوياتنا وكذلك عمتي جميلة التي كانت اما لابطال الانتفاضة والمقاومة في الانتفاضتين وما يحزنني ان الاحتلال حرمني رؤيتهما طوال سنوات اعتقالي فذلك العقاب كان اشد قساوة من كل الالام السجن التي يمكن احتمالها ومواجهتها ولكن لن انسى للحظة ان ابي قضى عمره يحلم برؤيتي عريسا فشيد لي منزلا وجهز كل شيء لفرحي ولكن رحل قبل ان تكتمل الفرحة التي حرمنا الاحتلال منها في المرة الاولى باغتيال نجيب والثانية بمنعي حتى من وداع ابي الذي سيبقى حيا خالدا فينا ونحن نمضي على خطاه لنحقق حلمه الاجمل وعمتي التي كرست حياتها ايضا من اجل حرية فلسطين وشعبنا وعودتنا .
اصعب اللحظات
وعاشت عائلة حويل واهالي محافظة جنين لحظات من الحزن والالم في وداع الاب المناضل ابو عبد الله بعدما انتظروا بارقة امل بمشاركة جمال بتشييع الجثمان ولكنها سرعان ما انتهت كما يقول عبد الله بقرار تعسفي ظالم فالاحتلال رفض مما سبب لنا صدمة بالغة وحزن كبير ومضاعف على رحيل والدي وحرمان الاحتلال لنا من تحقيق امنيته الاخيرة في ان يشارك جمال في وداعه .
حزن والم في النقب
وامتدت مساحات الحزن لسجن النقب حيث عاش الاسرى مع رفيقهم النائب حويل لحظات حزنه والمه على رحيل والده فاقاموا بيوت التعازي واجتمعوا حوله لمؤازرته والتخفيف عنه بينما قال الابن الاسير النائب حويل ان حزنه لا تصفه كلمات جراء القهر والعذاب الذي يفرضه الاحتلال علينا في كل تفاصيل حياتنا على مراى ومسمع من عالم صامت متامر على ما يرتكب بحقنا من انتهاكات فاي كارثة او نكسة اعظم و اكبر من ان يحرم الاب وداع ابنه وان يموت الانسان في فلسطين وهو عاجز حتى عن تحقيق ابسط امنياته ؟!!!! .
تعليق