قبل عام ويومين اتخذ الرئيس الفلسطيني قرارا بتعيين متحدثين رسميين باسم حركة فتح دون أن يتنبأ أحد يومها أن ثلاثة ألسن جديدة ووجوه شابة قليلة ستقلب المعادلة الإعلامية لصالح حركة فتح في اقل من ستة شهور.
ثلاثة شبان في منتصف الثلاثينيات هم جمال نزال وماهر مقداد وعبد الحكيم عوض عوضوا فتح عن انحياز الفضائيات العربية الرئيسية لخط حماس.
فتح تقاوم وتتحدث عن السلام بينما حماس تهادن منذ ثلاث سنوات وتتحدث عن المقاومة! هذه هي حصيلة الصورة التي يرسمها الإعلام لكل من فتح صاحبة النصيب الأكبر في سياسة الاغتيالات الإسرائيلية والعدد الأكبر من السجناء (7150) أسير ينتمون لحركة فتح. أثناء الأحداث الدامية بين الأخوة أطلقت النار على ناطقين اثنين لحركة فتح في غزة هما ماهر مقداد وعبد الحكيم عوض.
ولكن معظم بيانت الشجب والإستنكار التي خطتها حماس كانت من نصيب جمال نزال والملقب في دوائر حماس 'بالقطاعه' أو 'الكلاموليتر' ! لا أحد يثير حساسية حماس أكثر من هذا الشاب وغيره من ناطقي فتح في غزة. ويتساءل الكثيرون: ما الذي يثير حفيظة حماس في كلام جمال نزال الذي لا شتائم فيه ولا تجريح؟ إذا قارنت 'نزال حماس' ب'نزال فتح' عرفت الفارق بين خطاب حماس وخطاب فتح.
هناك نظريات عدة في سياق المقارنة بين الخطابين. ناطقو فتح جددوا لغة فتح ونقلوا كلمات فتح من موقع الدفاع إلى موقع المبادرة والهجوم الملتزم. خطاب حماس دار حول نفسه ودار... ثم استراح ودار ثم عاد ودار: مفردات حماس التي تلاشت بعد مكة هي 'الإنقلابيون.. المهرولون.. المتصهينون..المفرطون...إلخ!'.
مقداد جاء لفتح بوجه أحبته الشاشة واستضافه أهل فلسطين عبر شاشاتهم على كل موائد الظهيرة والمساء..توفيق ابو خوصه ينال حظه من هجوم حماس البلاغي ولكنه يرد على حماس بكفاءة وبلغة لا تجريح فيها ولا شتم. ع
بد الكريم عوض برز في المؤتمرات الصحافيه كصوت لا يرتجف لحركة فتح. لكن جمال نزال تخصص في المناظرات التلفزيونية وهناك يشعر أنه في غرفته الخاصه.
طائفة من متحدثي حماس الرسميين من مشير المصري إلى أحمد بحر وفوزي برهوم إلى إبراهيم حمامي ومتعاطف ناصري هو عبد الغني المغربي وقفوا حيارى أمام سطوة حججه المدعمة بالهدوء.
نزال كسب لفتح في الإتجاه المعاكس ثلاث معارك كانت الخسارة فيها شبه مؤكدة.
فيصل القاسم استضافه ثلاث مرات وقال عقب مقابلته الأولى ضد مأمون أسعد بيوض التميمي عام 2004: كلام نزال له شكل الحرير ولكنه نووي التأثير!
عوض ومقداد أخترعا لفظا ابتلع الكثير من الأفاعي التي سلطتها حماس على صورة فتح.
'التيار الدموي بحماس' كلمة اخترعها مقداد وأبو خوصة وعوض ووضعوا تحت إطارها أسماء الضحايا الكثيرين لحركة فتح الذين سقطوا أثناء فترة الأحداث المؤسفة.
نزال أصدر سلسلة من التقارير المفصلة على مقاس الحقيقة. وبنهاية عام 2006 قال نزال أن أبرز أحداث عام 2006 هو فساد حكومة حماس التي دفعت رواتب كاملة ل 8700 موظف حمساوي في زمن الحصار وأنشأت جيشا مدفوع الأجر تدفا بخشب السفينة الفلسطينية العاطبة.
أول امس قال نزال ان حماس تطلق الصواريخ وتختطف أناسا من فتح كلما ظهر لها أن مفاوضات إعادة بناء المنظمة تبتعد عن تلبية مطالبها. وأضاف أن حماس تستخدم الصواريخ 'كمسامير في سلم نزولها عن شجرة اتفاق مكة' كلما هبط سقف مطالبها بخصوص المنظمة بضغط من فتح.
على الوجع دائما ومن يصرخ اولا يخسر أولا في مباراة الكلام. حماس لا تجيد الشعر ولكنها تبارز وتطعن.
البردويل وصف نزال بأنه 'خادم لإسرائيل'!! وحماس اتهمته اليوم بأنه مؤسس إمبراطورية الكذب'. نزال يرفض التعليق.
ولكن بالعودة إلى فهارس المواقع الإعلامية الرائدة تجد سلسلة من التقارير المدعمة بالوثائق والأرقام والتواريخ اصدرها نزال وشكلت في حينه مستودعا للحجج والبراهين للصحافيين والسياسيين. نزال لم يخترع تلك التقارير ولكنه نقب عنها ونسقها وراجعها وأصدرها في الوقت المناسب. 'الفكرة المناسبة في القالب المناسب في الوقت الصحيح' هي العملة الصعبة في بورصة الكلام.
تحت هذا المفهوم جاء تعقيب لنزال على تكثيف إسرائيل لسياسة الإغتيالت بحق الذراع العسكرية لحركة فتح في جنين ونابلس وقباطيا اثناء جولة الرئيس في أوروبا بنهاية نيسان فقال محذرا: 'إسرائيل تريد استدراج ردود فعل فلسطينية في توقيت يناسبها لتعطيل رسالة الرئيس في أوروبا'.
فتح فهمت الرسالة فردت في حدود 67 وحماس وقعت في الفخ مجددا فردت بإطلاق الصواريخ أثناء مؤتمر صحافي كان الرئيس عباس يوضح خلاله للطليان أهمية البند الثالث من وثيقة الوفاق الوطني ونصه 'حق الشعب الفلسطيني في المقاومة وتركيز المقاومة في الأراضي المحتلة عام 67 '.
الرئيس أراد القول أن هذا البند مؤشر على تركيز الفلسطينيين على الإستقلال وإقلاعهم عن فكرة تدمير إسرائيل التي تكلف الفلسطيني معاشه وكرامته- كل شهر.
بعد سلسلة الإغتيالت التي استهدفت قادة ميدانيين لحركة فتح في الشمال جاء الشاب الذي تسميه حماس 'إمبراطور الأكاذيب' محذرا من الأهداف الإسرائيلية وراء إضعاف فتح في الضفة قائلا أنها بذلك (أي إسرائيل) 'تفتح الباب لنشوء قوى على غرار القوة التنفيذية في الضفة لعلم إسرائيل بأن حضور فتح في الضفة منع انتشار الإقتتال إذ عملت فتح بمبدا العفو عند المقدرة'.
كلام مثير للحساسة بالفعل. ولكنه حق! ايمن طه خرج يوم توقيف الكرافانات بالبي سيفينات و قذائف الياسين إلى احدي الفضائيات وقال 'لقد وجدنا اسلحة بعيدة المدي لم نري مثلها من'. قبل ثم فوجئ هو نفسه بأن كلامه غير صحيح. أيمن طه يصف جمال نزال بأنه أمبراطور الأكاذيب!! مهما يكن من أمر طه والبردويل فقد تمكن د. جمال نزال وماهر مقداد عبد الحكيم عوض من قلب المعادلة.
وأخرجوا الخطاب الفتحاوي إلى عهد جديد اساسه المقاومة كطريق للإستقلال والإستقلال كهدف للمقاومة. 'البندقية وغصن الزيتون' شعار فتح القديم يكتسي بريقا جديدا بفريق ناطقين ناجحين تم تعيينهم يوم الأول من أيار يوم عيد العمال. لقد تحقق الكثير ولكن هناك الكثير من العمل.
وعقبال عيد جديد في أمبراطورية فلسطينية صغيرة ولكنها حرة مستقلة وبعيدة عما اسماه جمال نزال ب'خطاب الخناجر السبعة' الذي تبنته حماس وعماده مفردات سامه: ك 'الإنقلابيون والمتصهينون والمفرطون والمرجفون والكفار والمهرولون والمتخاذلون' . وقبل أسبوعين قال نزال أن حماس أغلقت التشريعي بالشمع الأخضر نظرا لأنها تعطل انعقاده منذ شهور. فليأت المواطن بنفسه إلى التشريعي.
لن يرى شمعا اخضر ولكنه لن يرى من نواب حماس ما يكفي لتحقيق النصاب الكافي لعقد الجلسات! فحماس تخشى عقد التشريعي لأنها تخشى سن القوانين الجديده. اكثر من سنة مضت على الانتخابات التشريعية. لم يستن التشريعي حتى اليوم أي قوانين على الإطلاق. ومنذ انتخاب حماس في عام 2006 فازت فتح في أكثر من عشرين واقعة أنتخابية ونحن بانتظار المزيد. المكتب الإعلامي لحركة فتح.
ثلاثة شبان في منتصف الثلاثينيات هم جمال نزال وماهر مقداد وعبد الحكيم عوض عوضوا فتح عن انحياز الفضائيات العربية الرئيسية لخط حماس.
فتح تقاوم وتتحدث عن السلام بينما حماس تهادن منذ ثلاث سنوات وتتحدث عن المقاومة! هذه هي حصيلة الصورة التي يرسمها الإعلام لكل من فتح صاحبة النصيب الأكبر في سياسة الاغتيالات الإسرائيلية والعدد الأكبر من السجناء (7150) أسير ينتمون لحركة فتح. أثناء الأحداث الدامية بين الأخوة أطلقت النار على ناطقين اثنين لحركة فتح في غزة هما ماهر مقداد وعبد الحكيم عوض.
ولكن معظم بيانت الشجب والإستنكار التي خطتها حماس كانت من نصيب جمال نزال والملقب في دوائر حماس 'بالقطاعه' أو 'الكلاموليتر' ! لا أحد يثير حساسية حماس أكثر من هذا الشاب وغيره من ناطقي فتح في غزة. ويتساءل الكثيرون: ما الذي يثير حفيظة حماس في كلام جمال نزال الذي لا شتائم فيه ولا تجريح؟ إذا قارنت 'نزال حماس' ب'نزال فتح' عرفت الفارق بين خطاب حماس وخطاب فتح.
هناك نظريات عدة في سياق المقارنة بين الخطابين. ناطقو فتح جددوا لغة فتح ونقلوا كلمات فتح من موقع الدفاع إلى موقع المبادرة والهجوم الملتزم. خطاب حماس دار حول نفسه ودار... ثم استراح ودار ثم عاد ودار: مفردات حماس التي تلاشت بعد مكة هي 'الإنقلابيون.. المهرولون.. المتصهينون..المفرطون...إلخ!'.
مقداد جاء لفتح بوجه أحبته الشاشة واستضافه أهل فلسطين عبر شاشاتهم على كل موائد الظهيرة والمساء..توفيق ابو خوصه ينال حظه من هجوم حماس البلاغي ولكنه يرد على حماس بكفاءة وبلغة لا تجريح فيها ولا شتم. ع
بد الكريم عوض برز في المؤتمرات الصحافيه كصوت لا يرتجف لحركة فتح. لكن جمال نزال تخصص في المناظرات التلفزيونية وهناك يشعر أنه في غرفته الخاصه.
طائفة من متحدثي حماس الرسميين من مشير المصري إلى أحمد بحر وفوزي برهوم إلى إبراهيم حمامي ومتعاطف ناصري هو عبد الغني المغربي وقفوا حيارى أمام سطوة حججه المدعمة بالهدوء.
نزال كسب لفتح في الإتجاه المعاكس ثلاث معارك كانت الخسارة فيها شبه مؤكدة.
فيصل القاسم استضافه ثلاث مرات وقال عقب مقابلته الأولى ضد مأمون أسعد بيوض التميمي عام 2004: كلام نزال له شكل الحرير ولكنه نووي التأثير!
عوض ومقداد أخترعا لفظا ابتلع الكثير من الأفاعي التي سلطتها حماس على صورة فتح.
'التيار الدموي بحماس' كلمة اخترعها مقداد وأبو خوصة وعوض ووضعوا تحت إطارها أسماء الضحايا الكثيرين لحركة فتح الذين سقطوا أثناء فترة الأحداث المؤسفة.
نزال أصدر سلسلة من التقارير المفصلة على مقاس الحقيقة. وبنهاية عام 2006 قال نزال أن أبرز أحداث عام 2006 هو فساد حكومة حماس التي دفعت رواتب كاملة ل 8700 موظف حمساوي في زمن الحصار وأنشأت جيشا مدفوع الأجر تدفا بخشب السفينة الفلسطينية العاطبة.
أول امس قال نزال ان حماس تطلق الصواريخ وتختطف أناسا من فتح كلما ظهر لها أن مفاوضات إعادة بناء المنظمة تبتعد عن تلبية مطالبها. وأضاف أن حماس تستخدم الصواريخ 'كمسامير في سلم نزولها عن شجرة اتفاق مكة' كلما هبط سقف مطالبها بخصوص المنظمة بضغط من فتح.
على الوجع دائما ومن يصرخ اولا يخسر أولا في مباراة الكلام. حماس لا تجيد الشعر ولكنها تبارز وتطعن.
البردويل وصف نزال بأنه 'خادم لإسرائيل'!! وحماس اتهمته اليوم بأنه مؤسس إمبراطورية الكذب'. نزال يرفض التعليق.
ولكن بالعودة إلى فهارس المواقع الإعلامية الرائدة تجد سلسلة من التقارير المدعمة بالوثائق والأرقام والتواريخ اصدرها نزال وشكلت في حينه مستودعا للحجج والبراهين للصحافيين والسياسيين. نزال لم يخترع تلك التقارير ولكنه نقب عنها ونسقها وراجعها وأصدرها في الوقت المناسب. 'الفكرة المناسبة في القالب المناسب في الوقت الصحيح' هي العملة الصعبة في بورصة الكلام.
تحت هذا المفهوم جاء تعقيب لنزال على تكثيف إسرائيل لسياسة الإغتيالت بحق الذراع العسكرية لحركة فتح في جنين ونابلس وقباطيا اثناء جولة الرئيس في أوروبا بنهاية نيسان فقال محذرا: 'إسرائيل تريد استدراج ردود فعل فلسطينية في توقيت يناسبها لتعطيل رسالة الرئيس في أوروبا'.
فتح فهمت الرسالة فردت في حدود 67 وحماس وقعت في الفخ مجددا فردت بإطلاق الصواريخ أثناء مؤتمر صحافي كان الرئيس عباس يوضح خلاله للطليان أهمية البند الثالث من وثيقة الوفاق الوطني ونصه 'حق الشعب الفلسطيني في المقاومة وتركيز المقاومة في الأراضي المحتلة عام 67 '.
الرئيس أراد القول أن هذا البند مؤشر على تركيز الفلسطينيين على الإستقلال وإقلاعهم عن فكرة تدمير إسرائيل التي تكلف الفلسطيني معاشه وكرامته- كل شهر.
بعد سلسلة الإغتيالت التي استهدفت قادة ميدانيين لحركة فتح في الشمال جاء الشاب الذي تسميه حماس 'إمبراطور الأكاذيب' محذرا من الأهداف الإسرائيلية وراء إضعاف فتح في الضفة قائلا أنها بذلك (أي إسرائيل) 'تفتح الباب لنشوء قوى على غرار القوة التنفيذية في الضفة لعلم إسرائيل بأن حضور فتح في الضفة منع انتشار الإقتتال إذ عملت فتح بمبدا العفو عند المقدرة'.
كلام مثير للحساسة بالفعل. ولكنه حق! ايمن طه خرج يوم توقيف الكرافانات بالبي سيفينات و قذائف الياسين إلى احدي الفضائيات وقال 'لقد وجدنا اسلحة بعيدة المدي لم نري مثلها من'. قبل ثم فوجئ هو نفسه بأن كلامه غير صحيح. أيمن طه يصف جمال نزال بأنه أمبراطور الأكاذيب!! مهما يكن من أمر طه والبردويل فقد تمكن د. جمال نزال وماهر مقداد عبد الحكيم عوض من قلب المعادلة.
وأخرجوا الخطاب الفتحاوي إلى عهد جديد اساسه المقاومة كطريق للإستقلال والإستقلال كهدف للمقاومة. 'البندقية وغصن الزيتون' شعار فتح القديم يكتسي بريقا جديدا بفريق ناطقين ناجحين تم تعيينهم يوم الأول من أيار يوم عيد العمال. لقد تحقق الكثير ولكن هناك الكثير من العمل.
وعقبال عيد جديد في أمبراطورية فلسطينية صغيرة ولكنها حرة مستقلة وبعيدة عما اسماه جمال نزال ب'خطاب الخناجر السبعة' الذي تبنته حماس وعماده مفردات سامه: ك 'الإنقلابيون والمتصهينون والمفرطون والمرجفون والكفار والمهرولون والمتخاذلون' . وقبل أسبوعين قال نزال أن حماس أغلقت التشريعي بالشمع الأخضر نظرا لأنها تعطل انعقاده منذ شهور. فليأت المواطن بنفسه إلى التشريعي.
لن يرى شمعا اخضر ولكنه لن يرى من نواب حماس ما يكفي لتحقيق النصاب الكافي لعقد الجلسات! فحماس تخشى عقد التشريعي لأنها تخشى سن القوانين الجديده. اكثر من سنة مضت على الانتخابات التشريعية. لم يستن التشريعي حتى اليوم أي قوانين على الإطلاق. ومنذ انتخاب حماس في عام 2006 فازت فتح في أكثر من عشرين واقعة أنتخابية ونحن بانتظار المزيد. المكتب الإعلامي لحركة فتح.
تعليق