إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الذكرى الـ73 لاستشهاد الشيخ المجاهد عز الدين القسام

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الذكرى الـ73 لاستشهاد الشيخ المجاهد عز الدين القسام

    الذكرى الـ73 لاستشهاد الشيخ المجاهد عز الدين القسام
    أحمد القسام: جدي كان ثائراً أممياً ضد الاستعمار آخر تحديث:السبت ,22/11/2008



    صادفنا يوم الاربعاء الماضي التاسع عشر من نوفمبر/ تشرين الثاني الحالي الذكرى ال73 لاستشهاد المجاهد الشيخ عز الدين القسام، أحد قادة مجاهدي الثورة الفلسطينية في الثلاثينات من القرن الماضي، ضد العصابات الصهيونية التي كانت تهيئ لإقامة الكيان العنصري على أرض فلسطين، بدعم من الانتداب البريطاني.



    وقد سقط الشهيد القسام الذي كان قاتل الاستعمار الفرنسي في سوريا، والايطالي في ليبيا في معركة مع العصابات الصهيونية في احراش بلدة يعبد قرب جنين.



    وبهذه المناسبة التقت “الخليج” أحمد القسام (42 عاماً) أحد احفاد الشهيد القسام للحديث حول المناسبة داعياً إلى أهمية أرشفة وتوثيق النموذج القيادي للقيادات الفلسطينية والعربية على حد السواء، باعتباره ضرورة ملحة للحفاظ على تاريخ هذه القيادات ومنعا للتشويه والتحريف، مشددا في الوقت ذاته على اهمية تسليط الضوء على الرسائل الكفاحية والجهادية التي كان يؤمن بها الشهيد الشيخ عز الدين القسام ويعمل على تعميمها بالممارسة العملية من خلال الفعل المقاوم للاستعمار والاحتلال.



    ووجه احمد القسام دعوة لكل الاطراف الفلسطينية المتصارعة وقال “استغل هذه المناسبة بالدعوة الصادقة للجميع: ان عودوا إلى رشدكم ووعيكم لتتحاوروا وتتوحدوا والابتعاد عن الاحتكام إلى لغة السلاح والتخوين”.



    وتابع “العدو حولكم والمؤامرات تلف وتعصف بكم فكونوا عند حسن ظن شعبكم بكم ولا تدعوا الاجيال القادمة مالكة هذا الوطن تتحسر عليكم فإن التاريخ لا يرحم”.



    واضاف: “بعد مرور ثلاثة وسبعين عاما على استشهاد القسام لابد من القول إن حالنا لا يسر الصديق ولا يقبل به أي انسان وطني، فالانقسام على أشده بينما الاحتلال يواصل نهش بقية الارض متجها نحو الاقصى المبارك”. وتالياً الحوار:



    ماذا تمثل هذه الذكرى بالنسبة لكم كأحد احفاد الشيخ المجاهد عزالدين القسام؟



    - تكمن أهمية هذه الذكرى بانها محاولة لاستعادة جزء من التاريخ وبسطه في هذا الواقع ومقارنة الفترة التي كان فيها الشعب الفلسطيني يمر بأزمات مع الوقت الحالي، وتعتبر هذه الذكرى مؤشراً على استمرارية الثورة وانها لم تنته وتؤكد على تعاقب الاجيال واصرار الشعب الفلسطيني الذي بدأ ثورته قبل حوالي 100 عام، والتي تعتبر اطول ثورة في التاريخ، من اجل استعادة حقوقه، وانه لا يوجد شيء يثنيه عن تحقيق ذلك أي عقب أو أي صعوبة أو مؤامرة.



    باعتبارك احد احفاد هذا الشيخ المجاهد، هل لك أن تحدثنا عن حياته وعائلته والجوانب الانسانية في حياته؟



    - المعلومات المتوفرة لدي حصلت عليها من خلال تناقلها عبر عائلتي والجدة زوجة الشهيد عزالدين القسام أمينة نعنوع، والتي تربطها علاقة قرابة كابنة خال جدي عزالدين القسام، اضافة إلى معلومات من والدي وعماتي، وهي معلومات متوارثة حيث لا يوجد شيء مكتوب عن ذلك الوقت، نتيجة لقلة الامكانيات والمعاناة والتشرد والرحيل الدائم له، حيث ان أغلب المعلومات هي معلومات شفوية.



    وهنا احاول اعطاء لمحة عن تاريخ هذا القائد المجاهد، الذي ولد في مدينة جبلة الساحلية في سوريا، عام 1883 للميلاد واسمه الكامل عزالدين عبد القادر مصطفى القسام، حيث كان له عدد من الاخوة ابرزهم شقيقه فخري القسام الذي كان يصغره بسنة واحدة.



    كم كان عدد افراد عائلته؟



    - حسب معلوماتي كان عدد افراد عائلته 7 اشقاء و3 بنات، حيث كان والده يعمل في غالب الوقت في اعمال الحدادة كما انه كان يملك كتّابا داخل منزله لتعليم الدين والقراءة والكتابة والحساب والمبادئ العلمية الاساسية، وتلقى مع شقيقه فخري تعليمهما الأول وعندما اصبحا في السابعة عشرة من العمر قررا السفر معا للدراسة في الأزهر ووافق والداهمها على سفرهما إلى مصر رغم ان هذا الامر كان صعبا ان لم يكن غريبا، حيث سافرا بحرا إلى مصر والتحقا بالأزهر الشريف وحدث ذلك بين 1900 و،1901 حيث بقيا هناك قرابة ستة اعوام، وتعلما ودرسا مختلف العلوم الدينية ويقال انه كان من مدرسيهما الشيخ محمد عبده وجمال الدين الافغاني.



    وبعد انتهاء الدراسة عادا إلى سوريا، حيث تولى الشيخ عزالدين مكان والده في دار الكتاب إضافة إلى تسلمه الإمامة والخطابة في مسجد المنصوري الموجود في البلدة القديمة من مدينة جبلة السورية، وتميز القسام في ذلك الوقت بحسن الخطابة كونه كان خريجا أزهريا ويملك الكثير من المعلومات في الفقه والسنة والحديث النبوي، الامر الذي ساهم في التفاف الكثير من الناس حوله حتى إن خطبة الجمعة كان يستمع إليها حشد كبير داخل المسجد.



    واستمرت الامور بهذا الشكل، إلى حين اعلنت ايطاليا حصارها البحري لليبيا، حيث عمد القسام الذي يملك الفكر الإسلامي الاممي إلى قيادة مظاهرات شعبية في مدينة جبلة ضد هذا الاحتلال والحصار والعدوان وكانوا يرددون من خلفه شعارات “يا رحيم يا رحمن غرق اسطول الطليان”.



    ماذا فعل بعد بدء الاحتلال الايطالي لليبيا؟



    - بعد وقوع ليبيا تحت الاحتلال الايطالي، ادرك القسام ان القول والهتاف لا يجدي فعمد إلى جمع متطوعين للسفر إلى ليبيا والقتال ضد الطليان مع الشهيد عمر المختار، ويقال انه جمع قرابة 350 مقاتلا متطوعا وسافروا بحرا من اجل الوصول إلى ليبيا إلا ان الاتراك منعوه من مواصلة السفر إلى هناك، ما دفعهم للعودة إلى سوريا ومدينة جبلة وعمل على استغلال جزء من التبرعات التي جمعها لبناء مدرسة حيث لايزال يطلق عليها مدرسة عزالدين القسام في مدينة جبلة، في حين حمل باقي الاموال وسافر سرا إلى ليبيا برفقة ابن عمه عبد المالك القسام الذي روى هذه القصة اكثر من مرة حيث توفي عام 1983.



    وهناك التقى قائد الثورة الليبية عمر المختار وسلمه الاموال وتعاهد معه على الثورة والجهاد ضد الاستعمار في الوطن العربي ايا كان، ومن ثم عاد إلى سوريا ليعيش حياته الطبيعة وقد تكون هناك معلومات لا نعرفها كون العديد من المعلومات غير موثقة، لكن قصة سفره إلى ليبيا موثقة في دراسات المجاهدين العرب الليبيين وعلى لسان احد المجاهدين الذين كانوا برفقة الشهيد عمر المختار.



    ماذا فعل في سوريا بعد عودته من ليبيا؟



    - بقي في سوريا حتى بدأ الاحتلال الفرنسي لسوريا، حيث شكل اول ثورة مسلحة ضد الاستعمار الفرنسي في منطقة الساحل السوري، وكان معه الكثرون من اتباعه الذين يحضرون معه الدروس والخطب الدينية، وقاوم هذا الاستعمار إلا ان الاستعمار الفرنسي عمل على التصدي لهذه الثورة بكل عنف وشراسة وارهاب وكانوا اذا اسروا احد المجاهدين يقومون بحرقه حيا امعانا بالارهاب والقمع حتى يؤثروا في نفسية بقية المجاهدين إلا ان ذلك لم ينفع واستمرت الثورة، ثم حاولوا استرضاءه وخداعه بأن عرضوا عليه منصبي الافتاء والقضاء في سوريا، لكنه رفض، ما دفعهم لتشكيل محكمة عسكرية له واصدروا حكماً غيابياً بالاعدام إلا انه واصل الثورة ولجأ إلى جبال الساحل السوري وتحديدا في منطقتي “الحفة والصلنفة” لكثرة وجود الكهوف فيهما.



    وتابع مشوار الثورة، لكن بعد ان تم تضييق الخناق عليه وفرض الحصار والملاحقات وقلة الامدادات من سلاح وذخيرة واموال اختفى لفترة عام تقريباً في تلك المنطقة وبقي هناك حتى دخل الفرنسيون دمشق حيث وقعت بعدها معركة ميسلون التي شارك فيها القسام إلى جانب يوسف العظمة الذي استشهد فيها.



    ومع هذه المعاناة آثر القسام عدم البقاء مختبئا وقرر السفر إلى فلسطين أرض المقدسات لمتابعة مشواره الثوري حيث ذهب إلى مدينة طرطوس الساحلية وانتقل منها إلى جزيرة ارواد المقابلة لها وابحر بأحد مراكب الصيد متجها إلى حيفا في بداية عام 1921.



    لكن من المعروف أن شخصاً ينتقل إلى بلد آخر سيكون من الصعب عليه أن يتعايش مع الوضع الجديد خاصة في ظل عدم وجود معارف له؟



    - في بداية الأمر وصل إلى حيفا ورغم انه سافر من بلد إلى بلد إلا انه لم يكن في غربة باعتبار ان له الكثير من الزملاء والاصدقاء الذين درسوا معه في الازهر الشريف وقسم منهم كان يعيش في حيفا، حيث توجه إلى أحد معارفه، وكان قد سبقه صيته إلى هناك، إذ ان حيفا كانت آنذاك ميناء لكل المنطقة، وكان الكثير من العمال والتجار يذهبون إلى حيفا من كل بلاد الشام، حيث استأجر منزلا في حيفا في حي (الحليصة)، وتم تعيينه مأوذنا شرعيا ثم بدأ جمع تبرعات لبناء مسجد واطلق عليه اسم “مسجد الاستقلال” وبالتالي عين خطيباً وإماماً لهذا المسجد، وبدأ من خلال المنبر بالتحريض والتحشيد ضد الاحتلال والاستعمار الفرنسي والبريطاني والايطالي، وبدأ بشكل مواز تشكيل جمعية الشبان المسلمين ويعد العدة للثورة ضد الاستعمار البريطاني والعصابات الصهيونية مستفيدا بالطبع من تجربته في العمل ضد الاستعمار الفرنسي في سوريا.



    وجراء ذلك اعتقله الانجليز اكثر من مرة بسبب خطاباته التي كانوا ينظرون اليها بأنها تحريضية، ما دفعه للاستعانة بأكثر من شخص للتعرف إلى المحيط والعائلات والاماكن، وكان على رأسهم الشهيد فرحان السعدي، ورشيد الحاج ابراهيم الذي كان من اعيان مدينة حيفا في ذلك الوقت، وكان للقسام دور كبير في هبة البراق عام ،1929 وانتفاضة عام ،1933 ورغم كل التضييق والحصار والرقابة والعملاء ومكر الانجليز واليهود وخبرتهم إلا انهم لم يستطيعوا اكتشاف امر الثورة، حتى قام باعلانها بنفسه من على منبر “جامع الاستقلال” لانه ادرك انه لابد من ان تعلم الجماهير والشعب بأن هناك مقاومة مع تزايد الهجرة والاستيطان، وهو اعلنها في الشهر الحادي عشر من عام 1935 حيث شهر مسدسه الشخصي قائلا للمصلين: “لا يمكن ان نسترجع الاوطان إلا بمثل هذا”، وانهى الخطبة وغادر وتوجه إلى الجبال والتلال في فلسطين برفقة المجاهدين واخذ يحرض ويخطط لاستمرار الثورة، وبالطبع فإن الانجليز والعملاء واليهود لم يسكتوا على ذلك وأخذوا يلاحقونه حتى حاصروه في منطقة نزلة الشيخ زيد قرب بلدة يعبد وذلك في صبيحة 19/11/،1935 وقيل انهم احضروا المئات من الجنود وطائرة حربية للاستكشاف حيث كانت هذه المرة الاولى التي تم فيها استخدام الطائرات الحربية، وبقي يخوض المعركة من الصباح وحتى العصر ما أدى إلى استشهاده رغم انه كان له وحسب الرواة اكثر من منفذ للهروب إلا انه آثر الاستشهاد على الفرار، وحرص على ترديد عبارة “هذا جهاد نصر أو استشهاد”.



    ماذا حل بزوجته واين كانت موجودة في ذلك الوقت؟



    - زوجته وابنه الوحيد محمد (ابي)، كانا موجودين في حيفا، وبقيا هناك حيث جرى احضار جثمانه برفقة شهيدين آخرين إلى حيفا وتم تنظيم جنازة كبيرة للشهداء ودفنوا في مقبرة اسمها “مقبرة القسام” في منطقة اسمها بلد الشيخ، وبقيت زوجته وابنه يعيشان حتى عام 1948 في حيفا، إلا انه بعد النكبة تعرضا لمضايقات كبيرة من المنظمات الصهيونية إلى حد انهما حاولا حرق المنزل، ما دفع زوجته وابنه الوحيد للرحيل والعودة إلى سوريا مسقط رأسه، واستطيع ان أقول إن القسام كان ثائراً عالمياً قاتل الاستعمار كله، حيث كانت ايطاليا حينها دولة عظمى وقاتل فرنسا، وقاتل بريطانيا العظمى، وكان بالاساس يعتمد كثيرا على شقيقه فخري القسام الذي كان يعتبر بالنسبة له حلقة الاتصال مع العالم الخارجي ويعهد اليه بجمع التبرعات والسلاح وتجنيد المتطوعين، إلى حد انه طلب منه السفر إلى سوريا وبيع المنزل من اجل شراء السلاح.



    انتقلت العائلة للعيش في جبلة هل تحدثنا كيف عاشت العائلة هناك؟



    - انتقلت جدتي وابي للعيش في سوريا حيث تزوج ابي وانجب سبعة أولاد وثلاث بنات؟ وانا ولدت في جبلة وابني عزالدين ولد في فلسطين والآن عمره 8 سنوات، وعائلتي كلها الآن تعيش في سوريا وانا الوحيد الذي عدت إلى ارض الوطن بعد تأسيس السلطة الفلسطينية عام 1993.



    بالنسبة لك كيف عشت كحفيد للشيخ عزالدين القسام؟



    - عشنا وكبرنا ووعينا ونحن على ارتباط وثيق بالقضية الفلسطينية والمدن الأولى التي كنا نسمع عنها هي حيفا وبلدة يعبد اضافة إلى القدس، وكانت القضية تمثل بالنسبة لنا كل شيء، لذا يجب علينا متابعة المشوار اسوة ببقية الشعب الفلسطيني.



    وفي العام 1981 كنت صغير السن نوعا ما لكنني التحقت بالثورة الفلسطينية، ثم سافرت لاكمال دراسة الهندسة في المانيا الديمقراطية، وعدت بعد الدراسة إلى العراق حيث عملت مع الشهيد ابو جهاد،ثم انتقلت بعد قيام السلطة الوطنية الفلسطينية إلى مدينة غزة وبقيت هناك حتى اتيح لي المجال للسفر إلى الضفة الغربية وكان اول شيء افكر فيه هو زيارة بلدة يعبد في جنين وزيارة قبر جدي في حيفا وفعلا تحقق هذا الحلم بالنسبة لي، وحرصت على ان اعيش واسكن حاليا في مدينة جنين كونها تحمل اسم جنين القسام واعتبر ان كل اهل جنين هم اهلي وعائلتي وحمولتي.



    هل تتواصل مع عائلتك في سوريا؟



    - بكل تأكيد أتواصل معهم على الدوام وأتحدث معهم عبر الهاتف وكانت لهفتهم وشوقهم كبيرة لزيارة قبر جدي والبلدة التي استشهد فيها كبيرا، إلى حد انهم لم يصدقوا في بداية الامر انني موجود في فلسطين وفي الوقت نفسه شعروا بسعادة كبيرة عندما علموا انني زرت قبر جدي، وانا الان اعيش في جنين وحرصت على تسمية ابني الذي ولد في جنين باسم جده “عزالدين”، اما ابني محمد فقد انجبته امه في سوريا، ولكن المفارقة هي انني من مواليد سوريا ومحل اقامتي مدينة غزة واعيش حاليا في جنين.

    التعديل الأخير تم بواسطة زلزال السرايا; الساعة 26-11-2008, 04:25 PM.
يعمل...
X