غزة - تقرير معا - في غزة طبقتان اجتماعيتان، طبقة الأغنياء تحصد الحطب لطهو الغذاء وطبقة الفقراء يطهون طعامهم على ملابس أطفالهم البالية، هنا في غزة فقط ستضطر إلى أن تخرج بعض ملابسك وملابس أطفالك لتطهو طعامك، ولن تشعر بالحرج من عيونهم فإجابتك ستكون :" وماذا سأفعل فلا غاز ولا كهرباء ولا حطب حتى أن البعض يبتاعه بمبلغ وقدره".
ونظراً لأن غزة تعيش زمن العصور الوسطى في ظل نفاد الوقود والغاز وغياب الكهرباء يوميا منذ اسبوعين فإن المواطنين عادوا بأنفسهم إلى تلك العصور وبدءوا باستحضار ما كاد أن ينسى " الطهو على النيران"، وهي المهارة التي يمتاز بها اهل غزة التغلب على الصعاب بالقليل من الأفكار، حتى ان الكثير من مطاعم غزة التي لا تستطيع التوقف عن العمل بدأت بالطهو على النيران، كما هو بنك الطعام الوحيد في فلسطين فقد عاد للطريقة القديمة ويطهو الطعام ليبعه مجانا للفقراء والمسنين.
"معا" ذهبت الى هنا، في أصعب مكان يمكن ان تحط به قدماك، شيء ما يقال له منزل، في غزة عام الفان وثمانية، أم محمد السيد أم لعشرة ابناء تقطن "شبه منزل" في بير النعجة غربي مخيم جباليا، أحضرت بنطال وبلوزتين وبدأت بطهو الغذاء وخبز ما لديها من دقيق أحالته بعناء إلى عجين يؤكل.
وجدنا فتاتها أفنان ذات الخمس أعوام تؤدي واجبها المنزلي بجانب البصل والأحذية "أعزكم الله" كما ان اشقاءها الثمانية ينامون في ذات المكان، ولأن والدتهم انشغلت بالمهمة الجديدة اشعال النيران للطعام فهي قد تنسى ان تكنس المنزل وتخيط ما بلي من الثياب التي وجدناها على صغارها.
ام اسامة التي لم تفارق الابتسامة وجهها قالت:" اعتقد ان هناك من عرف اننا غرقنا في يومين أمطرت بها الدنيا ودخلت المياه إلى غرفنا الكسيحة ولكن لم ينقذنا أحد ومؤخرا صرفوا لنا نصف حبشة مثلجة يعني على قاعدة " إغرق وخذ نصف حبشة" تقول مازحة".
إن نصف الحبشة لديهم فعلت الأعاجيب وهم عشرة اطفال ووالدهم وزوجته جفّ ريقهم بانتظار نُضج ما تطهوه النيران.
أكثر منا تخشاه أم اسامة السيد ان يبقى حالها كما هو على مدار اعوام طوال فزوجها الذي استلم وظيفة جديدة ويعمل خادما مدنيا فيها لم تمر عليه ايام سمان بل كلها على حد قول زوجته عجاف، حتى انها اضطرت لبيع ما تبقى من مصاغها وابتياع قطعة ارض في أرض حكومية والبناء عليها بما تيسر من معونات ومساعدات.
أما اقرب ما تخشاه هذه الزوجة ومثلها آلاف النساء في غزة- فهو ان يأتي عيد الأضحى وتضطر الى الخبز على النيران فهي جميلة وتريد أن تهتم بمظهرها في يوم عيد على الأقل وهو من حقها كامرأة وزوجة وليس عدلا بالمطلق ان تطهو الطعام على النار في يوم عيد.
على بعد غير يسير من منزلها عشرات المنازل المماثلة ويختلف بعضها عن بعض في القليل من الأثاث المنزلي ودهان الجدران واحيانا بعضهم استطاع ان يبني منزله بالاسمنت وينشئ الطوابق العليا رغم معرفته أنه في أرض حكومية ولكن لا حيلة لهم سوى ذلك.
هنا في غزة يبتسم الحظ مرتان، الأولى عندما تكون ممن تبقى لديهم بعض الغاز في أنبوبة المنزل في ظل حصار اسرائيلي مشدد، والثانية عندما تكون من الأغنياء حيث يمكنك أن تبتاع الحطب لتؤذي زوجتك التي ستضطر لإشعال النيران، وتكون بلا حظ عندما تكون فقيرا ترسل أطفالك إلى الشوارع ليجمعوا ما رماه الآخرون من الأوراق ومخلفات الكرتون لتحرقها بجانب النايلون والملابس البالية لتنجز مهام الطبخ اليومية هذا إن وجدت الطعام.
للفقر أوجه عديدة في غزة وهو بعد ثمان أعوام من تعطل سبعين الف عامل عن عملهم داخل الاراضي المحتلة والآلاف الآخرين بانضمامهم إلى صفوف البطالة في ظل الحصار المشدد فإن فئات كبيرة من المجتمع الفلسطيني الغزي بدأت تشكو حالة العوز والفقر ولا تتورع عن ارتياد المؤسسات الخيرية وشباك الأنروا وبنك الطعام علها تأخذ نصيبا من وجبة يومية.
ونظراً لأن غزة تعيش زمن العصور الوسطى في ظل نفاد الوقود والغاز وغياب الكهرباء يوميا منذ اسبوعين فإن المواطنين عادوا بأنفسهم إلى تلك العصور وبدءوا باستحضار ما كاد أن ينسى " الطهو على النيران"، وهي المهارة التي يمتاز بها اهل غزة التغلب على الصعاب بالقليل من الأفكار، حتى ان الكثير من مطاعم غزة التي لا تستطيع التوقف عن العمل بدأت بالطهو على النيران، كما هو بنك الطعام الوحيد في فلسطين فقد عاد للطريقة القديمة ويطهو الطعام ليبعه مجانا للفقراء والمسنين.
"معا" ذهبت الى هنا، في أصعب مكان يمكن ان تحط به قدماك، شيء ما يقال له منزل، في غزة عام الفان وثمانية، أم محمد السيد أم لعشرة ابناء تقطن "شبه منزل" في بير النعجة غربي مخيم جباليا، أحضرت بنطال وبلوزتين وبدأت بطهو الغذاء وخبز ما لديها من دقيق أحالته بعناء إلى عجين يؤكل.
وجدنا فتاتها أفنان ذات الخمس أعوام تؤدي واجبها المنزلي بجانب البصل والأحذية "أعزكم الله" كما ان اشقاءها الثمانية ينامون في ذات المكان، ولأن والدتهم انشغلت بالمهمة الجديدة اشعال النيران للطعام فهي قد تنسى ان تكنس المنزل وتخيط ما بلي من الثياب التي وجدناها على صغارها.
ام اسامة التي لم تفارق الابتسامة وجهها قالت:" اعتقد ان هناك من عرف اننا غرقنا في يومين أمطرت بها الدنيا ودخلت المياه إلى غرفنا الكسيحة ولكن لم ينقذنا أحد ومؤخرا صرفوا لنا نصف حبشة مثلجة يعني على قاعدة " إغرق وخذ نصف حبشة" تقول مازحة".
إن نصف الحبشة لديهم فعلت الأعاجيب وهم عشرة اطفال ووالدهم وزوجته جفّ ريقهم بانتظار نُضج ما تطهوه النيران.
أكثر منا تخشاه أم اسامة السيد ان يبقى حالها كما هو على مدار اعوام طوال فزوجها الذي استلم وظيفة جديدة ويعمل خادما مدنيا فيها لم تمر عليه ايام سمان بل كلها على حد قول زوجته عجاف، حتى انها اضطرت لبيع ما تبقى من مصاغها وابتياع قطعة ارض في أرض حكومية والبناء عليها بما تيسر من معونات ومساعدات.
أما اقرب ما تخشاه هذه الزوجة ومثلها آلاف النساء في غزة- فهو ان يأتي عيد الأضحى وتضطر الى الخبز على النيران فهي جميلة وتريد أن تهتم بمظهرها في يوم عيد على الأقل وهو من حقها كامرأة وزوجة وليس عدلا بالمطلق ان تطهو الطعام على النار في يوم عيد.
على بعد غير يسير من منزلها عشرات المنازل المماثلة ويختلف بعضها عن بعض في القليل من الأثاث المنزلي ودهان الجدران واحيانا بعضهم استطاع ان يبني منزله بالاسمنت وينشئ الطوابق العليا رغم معرفته أنه في أرض حكومية ولكن لا حيلة لهم سوى ذلك.
هنا في غزة يبتسم الحظ مرتان، الأولى عندما تكون ممن تبقى لديهم بعض الغاز في أنبوبة المنزل في ظل حصار اسرائيلي مشدد، والثانية عندما تكون من الأغنياء حيث يمكنك أن تبتاع الحطب لتؤذي زوجتك التي ستضطر لإشعال النيران، وتكون بلا حظ عندما تكون فقيرا ترسل أطفالك إلى الشوارع ليجمعوا ما رماه الآخرون من الأوراق ومخلفات الكرتون لتحرقها بجانب النايلون والملابس البالية لتنجز مهام الطبخ اليومية هذا إن وجدت الطعام.
للفقر أوجه عديدة في غزة وهو بعد ثمان أعوام من تعطل سبعين الف عامل عن عملهم داخل الاراضي المحتلة والآلاف الآخرين بانضمامهم إلى صفوف البطالة في ظل الحصار المشدد فإن فئات كبيرة من المجتمع الفلسطيني الغزي بدأت تشكو حالة العوز والفقر ولا تتورع عن ارتياد المؤسسات الخيرية وشباك الأنروا وبنك الطعام علها تأخذ نصيبا من وجبة يومية.
تعليق