بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغـــفره ، ونعــوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له وأشــهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محـــــمد عبده ورسوله .
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُــواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُـوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} (( آل عمران : 102))
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُــــم مِّن نَّفْــسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُــمَا رِجَــالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُــونَ بِهِ وَالأَرْحَـــامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً }(( النساء : 1))
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُــوا قَــــوْلاً سَدِيـــداً {70} يُصْلِـحْ لَكُـــمْ أَعْمَالَكُـــمْ وَيَغْفِــرْ لَكُــمْ ذُنُوبَكُمْ
وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَـدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً{71} ((الأحزاب: 70-71 )) .
أما بعــد فهــــذا اعتقـــــادنا اعتقـــاد الفـرقة النــــاجية المنصورة إلى قيام السـاعة أهل الســــنة والجمــــاعة .
وهو الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسـله والبـعـــث بعد الموت والإيمان بالقدر، خيره وشره .
وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلــم، فالســنة تفسر القران، وتبينه ، وتدل عليه ، وتعبر عنه .
ومن أصول أهل السنة والجماعة :
* أن الدين والإيمان : قول ، وعمل .
قول: القلب واللسان .
وعمل: القلب ، واللسان ، والجوارح .
وأن الإيمان : يزيـــد بالطـاعة ، وينقـص بالمعصــية .
وهم مع ذلك ، لا يكفـــرون أهـــــل القــــــبلة بمطـــــلق المعاصي والكبائر كـمــا يفعله الخـوارج ، بل الأخـوة الإيمانية ثابتة مع المعــاصي ، كمــا قـــال سبــحانه : {فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِـــنْ أَخِــيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَـاعٌ بِالْمَعْرُوفِ}
(( البقرة : 178 )) .
وقال تعالى:{وَإِن طَائِفَتَــــانِ مِـــنَ الْمُؤْمِنِــــينَ اقْتَتَــلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَــتْ إِحْـــدَاهُمــَا عَلَى الْأُخْـــرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَــإِن فَـاءتْ فَأَصْلِحُـــوا بَيْنَهُـــمَا بِالْعَــــدْلِ وَأَقْسِطُــــوا إِنَّ اللَّهَ يُحِـبُّ الْمُقْسِطِينَ{9} إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْــوَةٌ فَأَصْلِحُـــوا بَـيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ{10}(الحجرات : 9 - 10)
* سلامة قلوبهـم وألسنتـــهم لأصحـــاب رســـول الله صلى الله عليه وسلم .
كما وصفهم الله به في قوله تعالى:{وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَــا وَلِإِخْـــوَانِنَا الَّذِيــــنَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَـانِ وَلَا تَجْعَـــلْ فِي قُلُـوبِنَا غِــــلّاً لِّلَّذِيــــنَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} (( الحشر : 10 )) .
وطـــاعـــةُ النــبي صــــلى الله علـــــيه وسلم في قـــولــه :
" لا تسبـــوا أصحـــــابي فو الـــذي نفســـي بيــده لــــو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهباً ما بلغ مد أحـــدهم ولا نصيفه "
* ويقبلون ما جاء به الكتاب أو السنة أو الإجماع من فضائلهم ومراتبهم .
* ويفضلون من أنفــق من قبل الفتــح – وهو صــلح الحديبية – وقاتل علي من أنفـــق من بـعــد وقــاتـل .
* ويقدمون المهاجرين علي الأنصار .
* ويؤمنـــــون بـــأن الله قـــال لأهــــل بدر – وكــــانــوا ثلاثمائة وبضعة عشـــر – " اعملوا مـا شئتـــم فقـد غفرت لكم " .
وبأنه لا يدخل النار أحد بايــع تحت الشجـرة ، كـما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلـــم ،بل لقــــد رضــي الله عنهم ورضــــوا عــنه وكـــــانوا أكـــــثر مــن ألــف وأربعمائة ويشهدون بالجنة لمن شهد له رســـول الله صلى الله عليه وسلم كالعشرة ، وكثابت بن قيس بن شماس ، وغيرهم من الصحابة .
* ويقرون بما تواتر به النقـــــل عن أمير المؤمنــين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وغيره من أن خــير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكـــر ثم عمــــر ويثلثون بعثـمان ويربعــون بعلــي – رضي الله عنهــم – كـما دلت عليه الآثار .
* ويحــــبون أهــل بيــت رسـول الله صلــــى الله علــــيه وسلم ويتولونهــم .
* ويحفظون فيـهم وصـــية رسول الله ، حيــــث قـــال يوم غدير خم : " أذكركم الله في أهل بيتي "
ويتولون أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أمهات المؤمنين يؤمنون بأنهن أزواجه في الآخرة ، خصوصاً خديجة رضي الله عنها أم أكثر أولاده وأول من آمن به وعاضده علي أمره ، وكان لها منه المنزلة العالية ، والصديقة بنت الصديق – رضي الله عنها – التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم: "فضل عائشة علي النساء كفضل الثريد علي سائر الطعام" .
* ويتبــرءون مــــن : طريقــة " الروافــض " الــــــذين يبغضون الصحابة ويسبونهم وطريقـة " النواصب" الذين يؤذون " أهل البيت " بقول أو عمل .
* ويمسكون عما شجر بين الصحابة ،وأنّ ما حدث بينهم من شجار كانوا فيه متأولين والمتأول مجتهد والمجتهد قد يصيب وقد يخطأ فمن أصاب منهم فله أجران مع الشكر ، ومن أخطأ فله أجر مع العذر ونقول في الدماء التي حدثت بينهم كما قال عمر بن عبد العزيز : هذه دماء قد كفّ الله عنها أيدينا
فلا نلطخ بها ألسنتنا .
ومن أصول أهل السنة :
التصديق بكرامـــات الأوليـــاء ، ثم من طــريقة أهـــل السنة والجماعة :
• إتباع آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم ظاهراً وباطناً .
• وإتباع سبيل السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار .
• إتباع وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال " عليكم بسنتي وسنه الخلفاء الراشدين المهديين من بعدى تمسكوا بها ، وعضوا عليها بالنواجد ، وإياكم ومحدثات الأمور فان كل بدعه ضلاله ".
• ويعلمون أن أصدق الكلام كلام الله ، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم .
• ويؤثرون كلام الله علي غيره من كلام أصناف الناس .
• ويقدمون هدي محمد صلى الله عليه وسلم على هدي كل أحد ، ولهذا سموا أهل الكتاب والسنة .
وسموا أهل الجماعة ، لأن الجماعة هي الاجتماع وضده الفرقة .
ثم هم مع هذه الأصول :
• يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر علي ما توجبه الشريعة .
• ويرون إقامة الحج ، والجهاد ، والجمع ، والأعياد مع الأمراء ، أبراراً كانوا ، أو فجاراً .
• ويحافظون علي الجماعات .
• ويدينون بالنصيحة للأمة .
• ويعتقدون معني قوله صلى الله علي وسلم " المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً " .
وشبك بين أصابعه صلى الله عليه وسلم .
وقوله صلى الله عليه وسلم " مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم؛ كمثل الجسد ، إذا اشتكى منه عضو ؛ تداعي له سائر الجسد بالحمى والسهر "
• ويأمرون بالصبر على البلاء والشكر عند الرخاء والرضى بمرِ القضاء .
• ويدعون إلى مكارم الأخلاق ، ومحاسن الأعمال .
• ويعتقدون بمعــني قولـه صلــى الله علــيه وسلم : " أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقاً "
• ويندبون إلى أن تصل من قطعك ، وتعطي من حرمك ، وتعفو عمن ظلمك .
• ويأمــــرون ببر الوالــدين ، وصلة الأرحــام وحسن الجوار ، والإحسان إلى اليتامى ، والمساكين وابن السبيل، والرفق بالمملوك .
• وينهون عن : الفخر ، والخيلاء ، والبغي ، والاستطالة علي الخلق بحق أو بغير حق .
• ويأمرون بمعالي الأخلاق .
• وينهون عن سِفسافُها .
• وطريقتهم هي دين الإسلام الذي بعث الله به محمد صلى الله عليه وسلم.
• وفيهم الصديقون والشهداء و الصالحون ومنهم أعلام الهدى ومصابيح الدجى .
• وفيهم: الأبدال .
• ومنهم : أئمة الدين ؛ الذين أجمع المسلمون علي هدايتهم ودرايتهم .
• وهم الطائفة المنصورة : الذين قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم: " لا تزال طائفة من أمتي علي الحق ظاهرين ؛لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم ، حتى تقوم الساعة " .
فنسأل الله العظيم أن يجعلنا منهم وأن لا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا وأن يهب لنا من لدنه رحمة ،إنه هو الوهاب والله أعلم .
وصلى الله علي محمد وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا ً .
"العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى"
ملاحظــة :
ولأهمية شرح عقيدتنا عقيدة أهل السنة والجماعة يُرجَع إلى كتاب (( شرح العقيدة الواسطية )) لشيخ الإسلام ابن تيمية ، وكتاب (( الياقوت والمرجان في عقيدة أهل الإيمان)) - جمع وترتيب الدكتور عبد اللطيف بن خالد آل موسى .
ومن أولويات منهجنا :
أولا ً : السعي لإقامة شرع الله عز وجل في أرضه .
ثانيا ً : الذب عن النبي صلى الله عليه وسلم .
ثالثا ً : العمل علي توحيد مجاهدين الأمة .
رابعاً : فكاك أسرى المسلمين .
وبما أننا عاهدنا الله سبحانه وتعالى بأن نحبر له طريق جهادنا تحبيراً ، سعينا إلى :
أولاً: إقامة شرع الله في أرضه:
فنسأل الله عز وجل أن يجمع شمل الأمة على كلمة التوحيد التي يُرأب بها الصدع ، وتُحقن بها الدماء ، وتحت لوائها يُجاهَدُ الأعداء ، ويُعَزُ المؤمنون ويُذل الكافرون وتؤمن السُبل وتقام الحدود و أحكام
الجنايات .
قال صلى الله عليه وسلم :"من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله " متفق عليه .
ثانياً : الذب عن النبي صلى الله عليه وسلم :
ذلك أن اليهود والنصارى لعنهم الله تعالى لم يتجرؤوا علي الإساءة للنبي صلى الله عليهم مثلما تجرؤوا عليه في هذه السنوات ، وهنا نذكر الحديث الذي رواه أنس ابن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم أحد لما رهقوه* وهو في سبعه من الأنصار ورَجُلين من قريش: " مَن يَرُدهُم عنا وهو رفيقي في الجنة؟! ، فقام رجل من الأنصار فقاتل حتى قُتِلَ ثم قال مثل ذلك فقام آخر فقاتل حتى قُتِلَ ، فلم يزل كذلك حتى قتل السبعة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مــا أنصــفنا أصحــابنا "
* أي غشوه وقربوا منه . " قاله النووي في شرح مسلم 12:147"
( أخرجه مسلم 1415 ، وأبو يعلي في مسنده 3319 ، وابن حبان في صحيحه 4698) .
ونحن نقول يا ربنا بلغ نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أننا نريد رفقته في الجنة ، وليعلم اليهود والنصارى أن أتباع النبي صلى الله عليه وسلم سيفتدونه بأغلى ما يملكون من نفس ومال وأهل وولد .
ثالثاً : العمل علي توحيد مجاهدين الأمة :
وذلك لاستيفاء شروط النصر والتمكين حيث أن الله عز وجل قال : {وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ}
(( الأنفال 46 ))
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله " ليس أوجب بعد الإيمان بالله من دفع العدو الصائل "وقال الفقهاء ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب .
ولذا فإننا نقول لإخواننا المجاهدين في أكناف بيت المقدس من حماس والجهاد وباقي الجماعات والمجموعات المجاهدة التي تجاهد لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى والذين يقاتلون حتى يُعبِّدوا الناس لرب العالمين .
نقول لهم :
إن نحورنا دون نحوركم وصدورنا دون صدوركم فوالله ستجدوننا ردءاً لكم في هذا الطريق ونِعم الأخوة المساندين لكم بإذن الله تعالى.
ونقول لإخواننا المجاهدين في أفغانستان والشيشان والعراق وكشمير والصومال والفلبين وفي كل مكان يجاهدون فيه في سبيل الله ، جزآكم الله خيرا ًعن الإسلام والمسلمين وسدد خطاكم وسدد رميكم وثبت أقدامكم، فوالله لن تُؤتوا من قبلنا ، ونحن نعلم أننا بإذن الله لن نؤتي من قبلكم ، فإن الذي يفرحكم يفرحنا والذي يحزنكم يحزننا ، فنسأل الله أن يجمعنا معكم لإعلاء كلمته ولنصره دينه .
رابعاً : فكاك أسري المسلمين :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " وهو يأمر أمته بقوله: " فكوا العاني " أي الأسير .
وقال الإمام مالك رحمه الله : " واجب علي الناس أن يفدوا الأساري بجميع أموالهم وهذا لا خلاف فيه ،لقوله عليه السلام "فكوا العاني " .
وقد قال علماء المسلمين : لو أنفقت الدولة خزينتها علي فداء أسري المسلمين من الكفار ما كان هذا كثير .
فجميع أسري المسلمين في كل الأرض أمانة في أعناقنا ، والله الذي رفع السماء بغير عمد نراها وجعل في الأرض رواسي لن يقر لنا قرار ولن يهدأ لنا بال حتى يعودوا إلي أهليهم سالمين مرفوعي الرأس بإذن الله تعالى .
** أما بالنسبة لمصادرنا المالية التي نجاهد بها أعداء الله ، فهي من حل مال المسلمين الموحدين ننفقها في سبيل الله ، فإن قلَّت قاتلنا بما تيسر من عدة وعتاد ،وربطنا على بطوننا الحجر والحجرين ونواصل جهادنا في سبيل الله كما فعل نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم في غزوتي الأحزاب وتبوك ، قال تعالى : {انْفِرُواْ خِفَافاً وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ}(( التوبة 41 )) .
وقـــال تعـالــى:{وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ} ((الأنفال 60 )) .
والحمد لله رب العالمين
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغـــفره ، ونعــوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له وأشــهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محـــــمد عبده ورسوله .
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُــواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُـوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} (( آل عمران : 102))
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُــــم مِّن نَّفْــسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُــمَا رِجَــالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُــونَ بِهِ وَالأَرْحَـــامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً }(( النساء : 1))
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُــوا قَــــوْلاً سَدِيـــداً {70} يُصْلِـحْ لَكُـــمْ أَعْمَالَكُـــمْ وَيَغْفِــرْ لَكُــمْ ذُنُوبَكُمْ
وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَـدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً{71} ((الأحزاب: 70-71 )) .
أما بعــد فهــــذا اعتقـــــادنا اعتقـــاد الفـرقة النــــاجية المنصورة إلى قيام السـاعة أهل الســــنة والجمــــاعة .
وهو الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسـله والبـعـــث بعد الموت والإيمان بالقدر، خيره وشره .
وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلــم، فالســنة تفسر القران، وتبينه ، وتدل عليه ، وتعبر عنه .
ومن أصول أهل السنة والجماعة :
* أن الدين والإيمان : قول ، وعمل .
قول: القلب واللسان .
وعمل: القلب ، واللسان ، والجوارح .
وأن الإيمان : يزيـــد بالطـاعة ، وينقـص بالمعصــية .
وهم مع ذلك ، لا يكفـــرون أهـــــل القــــــبلة بمطـــــلق المعاصي والكبائر كـمــا يفعله الخـوارج ، بل الأخـوة الإيمانية ثابتة مع المعــاصي ، كمــا قـــال سبــحانه : {فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِـــنْ أَخِــيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَـاعٌ بِالْمَعْرُوفِ}
(( البقرة : 178 )) .
وقال تعالى:{وَإِن طَائِفَتَــــانِ مِـــنَ الْمُؤْمِنِــــينَ اقْتَتَــلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَــتْ إِحْـــدَاهُمــَا عَلَى الْأُخْـــرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَــإِن فَـاءتْ فَأَصْلِحُـــوا بَيْنَهُـــمَا بِالْعَــــدْلِ وَأَقْسِطُــــوا إِنَّ اللَّهَ يُحِـبُّ الْمُقْسِطِينَ{9} إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْــوَةٌ فَأَصْلِحُـــوا بَـيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ{10}(الحجرات : 9 - 10)
* سلامة قلوبهـم وألسنتـــهم لأصحـــاب رســـول الله صلى الله عليه وسلم .
كما وصفهم الله به في قوله تعالى:{وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَــا وَلِإِخْـــوَانِنَا الَّذِيــــنَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَـانِ وَلَا تَجْعَـــلْ فِي قُلُـوبِنَا غِــــلّاً لِّلَّذِيــــنَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} (( الحشر : 10 )) .
وطـــاعـــةُ النــبي صــــلى الله علـــــيه وسلم في قـــولــه :
" لا تسبـــوا أصحـــــابي فو الـــذي نفســـي بيــده لــــو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهباً ما بلغ مد أحـــدهم ولا نصيفه "
* ويقبلون ما جاء به الكتاب أو السنة أو الإجماع من فضائلهم ومراتبهم .
* ويفضلون من أنفــق من قبل الفتــح – وهو صــلح الحديبية – وقاتل علي من أنفـــق من بـعــد وقــاتـل .
* ويقدمون المهاجرين علي الأنصار .
* ويؤمنـــــون بـــأن الله قـــال لأهــــل بدر – وكــــانــوا ثلاثمائة وبضعة عشـــر – " اعملوا مـا شئتـــم فقـد غفرت لكم " .
وبأنه لا يدخل النار أحد بايــع تحت الشجـرة ، كـما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلـــم ،بل لقــــد رضــي الله عنهم ورضــــوا عــنه وكـــــانوا أكـــــثر مــن ألــف وأربعمائة ويشهدون بالجنة لمن شهد له رســـول الله صلى الله عليه وسلم كالعشرة ، وكثابت بن قيس بن شماس ، وغيرهم من الصحابة .
* ويقرون بما تواتر به النقـــــل عن أمير المؤمنــين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وغيره من أن خــير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكـــر ثم عمــــر ويثلثون بعثـمان ويربعــون بعلــي – رضي الله عنهــم – كـما دلت عليه الآثار .
* ويحــــبون أهــل بيــت رسـول الله صلــــى الله علــــيه وسلم ويتولونهــم .
* ويحفظون فيـهم وصـــية رسول الله ، حيــــث قـــال يوم غدير خم : " أذكركم الله في أهل بيتي "
ويتولون أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أمهات المؤمنين يؤمنون بأنهن أزواجه في الآخرة ، خصوصاً خديجة رضي الله عنها أم أكثر أولاده وأول من آمن به وعاضده علي أمره ، وكان لها منه المنزلة العالية ، والصديقة بنت الصديق – رضي الله عنها – التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم: "فضل عائشة علي النساء كفضل الثريد علي سائر الطعام" .
* ويتبــرءون مــــن : طريقــة " الروافــض " الــــــذين يبغضون الصحابة ويسبونهم وطريقـة " النواصب" الذين يؤذون " أهل البيت " بقول أو عمل .
* ويمسكون عما شجر بين الصحابة ،وأنّ ما حدث بينهم من شجار كانوا فيه متأولين والمتأول مجتهد والمجتهد قد يصيب وقد يخطأ فمن أصاب منهم فله أجران مع الشكر ، ومن أخطأ فله أجر مع العذر ونقول في الدماء التي حدثت بينهم كما قال عمر بن عبد العزيز : هذه دماء قد كفّ الله عنها أيدينا
فلا نلطخ بها ألسنتنا .
ومن أصول أهل السنة :
التصديق بكرامـــات الأوليـــاء ، ثم من طــريقة أهـــل السنة والجماعة :
• إتباع آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم ظاهراً وباطناً .
• وإتباع سبيل السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار .
• إتباع وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال " عليكم بسنتي وسنه الخلفاء الراشدين المهديين من بعدى تمسكوا بها ، وعضوا عليها بالنواجد ، وإياكم ومحدثات الأمور فان كل بدعه ضلاله ".
• ويعلمون أن أصدق الكلام كلام الله ، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم .
• ويؤثرون كلام الله علي غيره من كلام أصناف الناس .
• ويقدمون هدي محمد صلى الله عليه وسلم على هدي كل أحد ، ولهذا سموا أهل الكتاب والسنة .
وسموا أهل الجماعة ، لأن الجماعة هي الاجتماع وضده الفرقة .
ثم هم مع هذه الأصول :
• يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر علي ما توجبه الشريعة .
• ويرون إقامة الحج ، والجهاد ، والجمع ، والأعياد مع الأمراء ، أبراراً كانوا ، أو فجاراً .
• ويحافظون علي الجماعات .
• ويدينون بالنصيحة للأمة .
• ويعتقدون معني قوله صلى الله علي وسلم " المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً " .
وشبك بين أصابعه صلى الله عليه وسلم .
وقوله صلى الله عليه وسلم " مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم؛ كمثل الجسد ، إذا اشتكى منه عضو ؛ تداعي له سائر الجسد بالحمى والسهر "
• ويأمرون بالصبر على البلاء والشكر عند الرخاء والرضى بمرِ القضاء .
• ويدعون إلى مكارم الأخلاق ، ومحاسن الأعمال .
• ويعتقدون بمعــني قولـه صلــى الله علــيه وسلم : " أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقاً "
• ويندبون إلى أن تصل من قطعك ، وتعطي من حرمك ، وتعفو عمن ظلمك .
• ويأمــــرون ببر الوالــدين ، وصلة الأرحــام وحسن الجوار ، والإحسان إلى اليتامى ، والمساكين وابن السبيل، والرفق بالمملوك .
• وينهون عن : الفخر ، والخيلاء ، والبغي ، والاستطالة علي الخلق بحق أو بغير حق .
• ويأمرون بمعالي الأخلاق .
• وينهون عن سِفسافُها .
• وطريقتهم هي دين الإسلام الذي بعث الله به محمد صلى الله عليه وسلم.
• وفيهم الصديقون والشهداء و الصالحون ومنهم أعلام الهدى ومصابيح الدجى .
• وفيهم: الأبدال .
• ومنهم : أئمة الدين ؛ الذين أجمع المسلمون علي هدايتهم ودرايتهم .
• وهم الطائفة المنصورة : الذين قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم: " لا تزال طائفة من أمتي علي الحق ظاهرين ؛لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم ، حتى تقوم الساعة " .
فنسأل الله العظيم أن يجعلنا منهم وأن لا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا وأن يهب لنا من لدنه رحمة ،إنه هو الوهاب والله أعلم .
وصلى الله علي محمد وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا ً .
"العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى"
ملاحظــة :
ولأهمية شرح عقيدتنا عقيدة أهل السنة والجماعة يُرجَع إلى كتاب (( شرح العقيدة الواسطية )) لشيخ الإسلام ابن تيمية ، وكتاب (( الياقوت والمرجان في عقيدة أهل الإيمان)) - جمع وترتيب الدكتور عبد اللطيف بن خالد آل موسى .
ومن أولويات منهجنا :
أولا ً : السعي لإقامة شرع الله عز وجل في أرضه .
ثانيا ً : الذب عن النبي صلى الله عليه وسلم .
ثالثا ً : العمل علي توحيد مجاهدين الأمة .
رابعاً : فكاك أسرى المسلمين .
وبما أننا عاهدنا الله سبحانه وتعالى بأن نحبر له طريق جهادنا تحبيراً ، سعينا إلى :
أولاً: إقامة شرع الله في أرضه:
فنسأل الله عز وجل أن يجمع شمل الأمة على كلمة التوحيد التي يُرأب بها الصدع ، وتُحقن بها الدماء ، وتحت لوائها يُجاهَدُ الأعداء ، ويُعَزُ المؤمنون ويُذل الكافرون وتؤمن السُبل وتقام الحدود و أحكام
الجنايات .
قال صلى الله عليه وسلم :"من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله " متفق عليه .
ثانياً : الذب عن النبي صلى الله عليه وسلم :
ذلك أن اليهود والنصارى لعنهم الله تعالى لم يتجرؤوا علي الإساءة للنبي صلى الله عليهم مثلما تجرؤوا عليه في هذه السنوات ، وهنا نذكر الحديث الذي رواه أنس ابن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم أحد لما رهقوه* وهو في سبعه من الأنصار ورَجُلين من قريش: " مَن يَرُدهُم عنا وهو رفيقي في الجنة؟! ، فقام رجل من الأنصار فقاتل حتى قُتِلَ ثم قال مثل ذلك فقام آخر فقاتل حتى قُتِلَ ، فلم يزل كذلك حتى قتل السبعة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مــا أنصــفنا أصحــابنا "
* أي غشوه وقربوا منه . " قاله النووي في شرح مسلم 12:147"
( أخرجه مسلم 1415 ، وأبو يعلي في مسنده 3319 ، وابن حبان في صحيحه 4698) .
ونحن نقول يا ربنا بلغ نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أننا نريد رفقته في الجنة ، وليعلم اليهود والنصارى أن أتباع النبي صلى الله عليه وسلم سيفتدونه بأغلى ما يملكون من نفس ومال وأهل وولد .
ثالثاً : العمل علي توحيد مجاهدين الأمة :
وذلك لاستيفاء شروط النصر والتمكين حيث أن الله عز وجل قال : {وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ}
(( الأنفال 46 ))
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله " ليس أوجب بعد الإيمان بالله من دفع العدو الصائل "وقال الفقهاء ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب .
ولذا فإننا نقول لإخواننا المجاهدين في أكناف بيت المقدس من حماس والجهاد وباقي الجماعات والمجموعات المجاهدة التي تجاهد لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى والذين يقاتلون حتى يُعبِّدوا الناس لرب العالمين .
نقول لهم :
إن نحورنا دون نحوركم وصدورنا دون صدوركم فوالله ستجدوننا ردءاً لكم في هذا الطريق ونِعم الأخوة المساندين لكم بإذن الله تعالى.
ونقول لإخواننا المجاهدين في أفغانستان والشيشان والعراق وكشمير والصومال والفلبين وفي كل مكان يجاهدون فيه في سبيل الله ، جزآكم الله خيرا ًعن الإسلام والمسلمين وسدد خطاكم وسدد رميكم وثبت أقدامكم، فوالله لن تُؤتوا من قبلنا ، ونحن نعلم أننا بإذن الله لن نؤتي من قبلكم ، فإن الذي يفرحكم يفرحنا والذي يحزنكم يحزننا ، فنسأل الله أن يجمعنا معكم لإعلاء كلمته ولنصره دينه .
رابعاً : فكاك أسري المسلمين :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " وهو يأمر أمته بقوله: " فكوا العاني " أي الأسير .
وقال الإمام مالك رحمه الله : " واجب علي الناس أن يفدوا الأساري بجميع أموالهم وهذا لا خلاف فيه ،لقوله عليه السلام "فكوا العاني " .
وقد قال علماء المسلمين : لو أنفقت الدولة خزينتها علي فداء أسري المسلمين من الكفار ما كان هذا كثير .
فجميع أسري المسلمين في كل الأرض أمانة في أعناقنا ، والله الذي رفع السماء بغير عمد نراها وجعل في الأرض رواسي لن يقر لنا قرار ولن يهدأ لنا بال حتى يعودوا إلي أهليهم سالمين مرفوعي الرأس بإذن الله تعالى .
** أما بالنسبة لمصادرنا المالية التي نجاهد بها أعداء الله ، فهي من حل مال المسلمين الموحدين ننفقها في سبيل الله ، فإن قلَّت قاتلنا بما تيسر من عدة وعتاد ،وربطنا على بطوننا الحجر والحجرين ونواصل جهادنا في سبيل الله كما فعل نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم في غزوتي الأحزاب وتبوك ، قال تعالى : {انْفِرُواْ خِفَافاً وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ}(( التوبة 41 )) .
وقـــال تعـالــى:{وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ} ((الأنفال 60 )) .
والحمد لله رب العالمين
تعليق