إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

حركة فتح تضع العاصفة قبل الحصان..

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حركة فتح تضع العاصفة قبل الحصان..

    تطورات متسارعة ومتلاصقة عديدة تشهدها حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" في الفترة الأخيرة وربما ليس من الإنصاف من شيء القول أن فتح تشهد حراكا قويا هذه الأيام لأن هذه الحركة الرائدة في العمل الوطني الفلسطيني لم تخل يوما من الحراك والسجال الداخلي سواء في لحظات الصعود والازدهار أو في لحظات الهبوط والانكسار غير أن ما تشهده من حراك هذه المرة يبدو مختلفا لجهة أنه يرتبط مباشرة بالأسئلة الصعبة التي أثارها غياب ورحيل القائد المؤسس الرئيس الشهيد ياسر عرفات الذي أعطت حركة فتح ربما بالحس التاريخي والغريزي بعد رحيله الأولوية لترتيب البيت الفلسطيني الواسع على اعتبار أن فتح حتى في لحظات ضعفها لا تتخلى عن مسؤولياتها في قيادة المشروع الوطني والشعب الفلسطيني، هذا التوجه عبر عن نفسه في حوارات القاهرة من مارس آذار من العام 2005 التي توجت بإعلان القاهرة الذي وضع خارطة طريق للمشروع الوطني تضمنت التهدئة والهدنة مع إسرائيل وإجراء الانتخابات التشريعية والبلدية وإعادة بناء منظمة التحرير، ونفس التوجه ارتكز أو استند على مسلمة أو فرضية خاطئة مضمونها أن فتح ستنتصر حتما في الانتخابات التشريعية وستستمر منفردة في قيادة المشروع الوطني بينما ترتيب البيت الفتحاوي الداخلي يمكن تأجيله الى ما بعد ترتيب البيت الفلسطيني بشكل عام واتضاح ملامح التسوية النهائية أو المحاولات الهادفة للتوصل عبر التفاوض إلى حل نهائي للصراع في فلسطين المحتلة.

    فتح لم تنتصر في الانتخابات التشريعية زلزال النزعة ترك آثار هائلة على الحركة كان أهم تجلياتها تبلور تيارين رئيسين فيها وأحدهما يتحدث عن أولوية ترتيب البيت الداخلي واستخلاص العبر من النزعة والعمل بجد لإعادة بناء التنظيم والتوجه بعزم نحو عقد المؤتمر العام للحركة الذي لم يلتئم منذ 17 عاما مع دعم حكومة حماس الأولى أو على الأقل معارضتها بشكل سلمي هادئ ومسؤول ووطني، التيار الآخر الأكثر سطوة رأى أن الأولوية هي لإخراج حماس من السلطة ولو بالتواطؤ مع الحصار الدولي أو حتى بالقوى المسلحة بينما ترتيب البيت الفتحاوي الداخلي يأتي في أولوية متأخرة قياساً على أولوية قيادة فتح نفسها وبأي وضع كانت للمشروع الوطني الفلسطيني.

    واضح طبعاً إن التيار الثاني هو الذي فرض رؤيته مكرسا شعار لا صوت يعلو فوق صوت المعركة أي معركة إسقاط حماس وإزاحتها من السلطة.

    توقيع اتفاق مكة ومن ثم تشكيل حكومة الوحدة الوطنية ، ورغم أن تم عملياً من قبل رموز التيار الثاني من حركة فتح، تيار الصادم مع حماس ، إلا أنه يعبر ويترجم معظم أفكار التيار الغالب في حركة فتح والذي تمن وسعى للتفاهم مع حماس والإنكباب في نفس الوقت على ترتيب البيت الداخلي ، والأهم من ذلك أن اتفاق مكة وضمن ايجابياته ومزاياه الكثيرة أدى الى عودة النقاش وحتى السجال داخل حركة فتح تجاه الخيارات التنظيمة والسياسية والوطنية وهي الأجواء التي سادت بعد هزيمة الحركة المدوية في الانتخابات التشريعية الأخيرة.

    السجال والحراك والحيوية المستجدة في صفوف حركة فتح خلال الشهرين الماضيين عبر عن نفسه في سلسلة من التطورات والأحداث والمواقف يمكن إيجاز أبرزها دلالاته اختزالا للواقع الفتحاوي على النحو التالي:

    - بداية آذار مارس الماضي قام الرئيس محمود عباس القائد العام لحركة فتح بتعيين قيادة جديدة للحركة – لجنة الساحة- في الضفة الغربية يترأسها حسين الشيخ ، وقيادة مماثلة في قطاع غزة يترأسها النائب ماجد أبو شمالة ، التعيينات فهمت على أنها تعزيز لنفوذ القائد الفتحاوي ومستشار مجلس الأمن القومي محمود دحلان على حساب خصومه ومنافسيه في غزة _- احمد ملس – أو في الضفة – مروان البرغوتي- وحتى على حساب الحرس القديم أو بقاياه للدقة حسب، بات العديد منهم خارج الصورة وخارج التأثير الفتحاوي .

    - رداً على قرار الرئيس محمود عباس قام حوالي 200 من كوادر وقيادات حركة فتح في الضفة الغربية ،المقربين من مروان البرغوتي بعقد مؤتمر تنظيمي وجماهيري في مدينة رام أكدوا خلاله على رفض قرارات الرئيس محمود عباس ودعوا إلى ضرورة التحضير الجدي لعقد المؤتمر العام للحركة بوصفه الجهة المناسبة والمخولة لحسم كل الخلافات والتباينات الفتحاوية سواء السياسية أو التنظيمية .

    - مؤتمر مماثل عقد في غزة أواسط نيسان ابريل الحالي تحت شعار "رسالتنا" اشرف على عقده القيادي الفتحاوي البارز أحمد ملس"أبو ماهر" حيث تم التأكيد أيضا على رفض قرارات الرئيس محمود عباس ودعوته في نفس الوقت إلى إعادة النظر فيها مع التشدد بضرورة إعادة فتح إلى جذورها ، أحمد ملس خاطب المؤتمر قائلا إن هناك أشخاصا راق لهم العمل في الظلمة تعمل على احتكار القرارات الفتحاوية سيقابلون برغبة حقيقية بالمصالحة مع الحركة.

    - تم الكشف عن قرار اتخذه محمد دحلان بإعادة تشكيل الجناح العسكري للحركة تحت نفس الاسم الذي طبع تاريخياً العمل العسكري للحركة – العاصفة- يتم عبره دمج أو توحيد الكتائب العسكرية للحركة ضمن جسم تنظيمي واحد رغم أن التحركات على الأرض والتسريبات الصحفية المختلفة تتحدث عن تأسيس جهاز جديد يكاد يتماهى مع الحرس الرئاسي ويعتمد بشكل رئيس على الدعم الخارجي العربي والدولي الأمر الذي رفضه العديد من الأجنحة التابعة لكتائب شهداء الأقصى وعبرت عن موقفها علانية في مؤتمر "رسالتنا".

    - تحت وطأة المعارضة الداخلية الشديدة واحتدام السجال السياسي والتنظيمي حول قراراته الخاصة بتشكيل لجان لقيادة العمل الفتحاوي في الضفة والقطاع قرر الرئيس محمود عباس تكليف رئيس الوزراء السابق احمد قريع بالإشراف على إعادة بناء حركة فتح وتعيينه مفوضاً للتعبئة والتنظيم في الحركة وهو المنصب الذي كان يتقلده هاني الحسن قبل أن تتم إزاحته برقة ولطف وعلى الطريقة العربية الرسمية التقليدية عبر تعيينه في منصب المستشار الخاص للرئيس محمود عباس الذي يعني أنه أضحى في الحقيقة بلا عمل أو تكليف واضح المعالم سواء داخل حركة فتح أو السلطة الفلسطينية بشكل عام.

    - القيادة الفتحاوي البارز في الضفة الغربية والأستاذ الجامعي عبد الرحمن الترك رأى في حديث مع المركز الفلسطيني للإعلام نشر أوائل نيسان الحالي أن التيارات الرئيسة داخل حركة فتح تندرج ضمن 3 اتجاهات كبرى ، الاتجاه الأول هو الاتجاه الأمريكي الصهيوني الذي يرتبط بهدف تخريب حركة فتح من الدخل وهو الاتجاه الأكثر نفوذا والاتجاه الثاني هو المستوى الرسمي الذي يعبر عن حركة ياسر عرفات ويمثله الرئيس محمود عباس واللجنة المركزية لحركة فتح وهو اتجاه يريد المحافظة على ارث الحركة والعلاقات العربية والإسلامية والدولية بما لا يسجل عليهم أنهم باعوا الحركة وفلسطين للشيطان الأمريكي والاتجاه الثالث هو تيار المناضلين والشهداء الذين دفعوا الثمن باهظاً وهو تيار المهمشين لأنه تيار الفقراء والمعدمين الذين لا يملكون أموالا لتشكيل لوبي يتصدى للتيار الأمريكي داخل الحركة حسب تعبير الدكتور الترك الذي يشير إلى أن هذا التيار كان مسروراً جداً باتفاق مكة لأنه يرى أن ما جرى في الانتخابات التشريعية الفلسطينية الأخيرة التي أنجزت فوز حركة حماس هو تعبير ديمقراطي كان يجب أن تعطى له الفرصة للعمل.

    - القيادي احمد ملس وفي حديث مع صحفية القدس العربي 7 نيسان 2007 قال أن هناك أطرا في الحركة وجودها لا يساهم في وحدة التنظيم بل تعمل على إرباكه كما أن حركة فتح تتبنى بشكل رسمي المقاومة ولا يوجد جهة رسمية في الحركة تبنت المقاومة وتدافع عنها.

    - المستشار السابق لمجلس الأمن القومي والقيادي الفتحاوي جبريل الرجوب وفي حديث للقدس العربي أيضا 17 نيسان 2007 اعتبر أن حركة فتح في مأزق لان قيادة التضحية والعطاء تركت من قبل أصحاب الامتيازات والمصالح الشخصية التي تحاول الاستئثار بشرعية الحركة وتاريخها علما أن المعركة الآن ليست بين جيل قديم وجديد بل بين نخب تصر على أن الحركة مشروع تضحية ومجموعة نزلت عن جبل احد وتبحث عن امتيازات ومكاسب.

    - التطورات والأحداث والمعطيات السابقة وإذا ما تم تجميعها ووضعها في السياق الفتحاوي الخاص والسياق الوطني الفلسطيني العام تدفعنا باتجاه الاستنتاجات والاستخلاصات الأساسية التالية:

    1- يحاول الرئيس محمود عباس بوصفه القائد العام لحركة فتح محاكاة النهج التنظيمي للزعيم الراحل ياسر عرفات عبر تشكيل مظلة أو خيمة لمعظم التيارات والاتجاهات داخل الحركة الأمر الذي اتضح في تعيين لجان الساحة، في الضفة وغزة وفي تحويل محمد دحلان إلى الذراع الأمنية لفتح والسلطة الفلسطينية بشكل عام كما في القرار المناقض فعين احمد قريع مفوض للتعبئة والتنظيم ومشرف على إعادة بناء التنظيم وان نهج عباس لا يحصد نجاحا كبيرا في ظل عدم وجود خطوط مفتوحة مع التيار المحسوب أو المقتنع بنهج المقاومة ويمثله احمد ملس ومروان البرغوتي وعدم الاستعداد في أي حال من الأحوال لدعم الرئيس محمود عباس بتقديم غطاء رسمي للمقاومة وللأجنحة المسلحة الفتحاوية في ظل اقتناعه التام بالتسوية والمفاوضات كخيار وحيد ومناسب لاسترجاع الحقوق الفلسطينية

    2- الرئيس محمود عباس يبدو غير مقتنع بجدوى عقد المؤتمر العام لحركة فتح الذي قد يؤدي برأيه إلى تعميق الانقسامات والخلاقات وربما حتى حدوث انشقاقات كبيرة داخل الجسم القتحاوي عوضا عن اقتناع أبو مازن بالنهج التقليدي القائل إن الأولوية يجب أن تعطى لمحاولة حل الصراع مع إسرائيل وإقامة الدولة الفلسطينية ومن ثم يتم النظر في ملف فتح وإعادة بنائها ولكن على أرضية أكثر تماسكاً وصلابة ، وبعدما تكون العديد من الخلافات والتباينات قد حلت من تلقاء نفسها عبر التوصل لحل ما مع إسرائيل.

    3- لا يجب أن نستخلص تناقضا ما بين تشخيص عبد الرحمن الترك وجبريل الرجوب حول الواقع الفتحاوي الحالي لان الأمر فعلاً لم يعد انقساماً بين أجيال أحدهما قديم وآخر جديد، الانقسام يبدو سياسيا وتنظيميا بامتياز حول الإمساك بالقرار الفتحاوي والخيارات السياسية التي يجب إتباعها سواء في الاتجاه الخارجي تجاه إسرائيل اساساً او الاتجاه الداخل أداء وعمل المؤسسات الفلسطينية الرسمية بتجلياتها المختلفة، سياسياً وأمنيا واقتصاديا وما يسمى الحرس القديم بات في حالة ضعف شديد ومعظم رموزه اصحوا خارج دائرة الحدث والتأثير ومن تبقى منهم وخصوصاً في الداخل تحلقوا حول الرئيس محمود عباس على أمل الاحتفاظ بموقعهم ونفوذهم التنظيمي او على الأقل العمل على منع انهيار التنظيم أو الإرث الفتحاوي حسب تعبير الدكتور الترك.

    4- نحن كذلك امام محاولة لوضع العربة امام الحصان وبالأحرى العاصفة قبل الحصان فقرار توحيد الأجنحة العسكرية عبر جسم تنظيمي موحد هو العاصفة يبدو غريباً ومتناقضاً فالذي بين المقاومة فالذي يقف خلف القرار يتبنى يقتنع او يعني المقاومة كنهج خيار في مواكهة إسرائيل ناهيك من ان توحيد الأجنحة العسكرية المختلفة يعتبر من أن يكون نتاجاً طبيعياً وتلقائياً لتوحيد الجسم السياسي او الإرادة السياسية وكما قال احمد ملس للقدس العربي " في حال توافقت فتح على برنامج موحد ستكون بين الوحدة بين الخلايا العسكرية أسهل وأيسر" على أن وسائل الإعلام العسكرية تصف الجسم العسكري الجديد بأنه القوة التنظيمية الفتحاوية التي ستواجه القوة التنظيمية التابعة لحركة حماس.

    5- أخيراً يمكن الاستنتاج أن السجال الفتحاوي سيأخذ منحى تصادميا على المدى المنظور ببساطة لأنه يعبر بشكل أو بآخر عن الخلاف او التنافس على الجهة او الشخصية التي ستخأأأخذ على عاتقها تسمية المرشح للانتخابات الرئاسية الفلسطينية المقررة في كانون ثاني يناير 2009 في ظل تأكيد الرئيس محمود عباس المتواصل على أنه لن يرشح نفسه لدورة ثانية رئاسية، يمكن توقع أن تلك الانتخابات ستمثل محطة ونقطة مفصلية في مسيرة وتاريخ حركة فتح إما باتجاه التوحد والانسجام والاتفاق على برنامج موحد ومرشح رئاسي موحد أو تكريس الانقسام والتباين عبر برنامجين انتخابيين ومرشحين رئاسيين وهو الأمر الذي كاد يحدث قبل الانتخابات التشريعية الماضية وتم تلافيه وتحاشيه فقط عبر حلول وسط تستند على القبلية أو الحس العشائري الفتحاوي الأمر الذي من غير الممكن حدوثه في المرة القادمة.

  • #2
    نسأل الله أن ينتصر التيار الذي يخاف الله
    نسأل الله أن ينصر حلس أبو ماهر

    تعليق


    • #3
      الى الاما ايتها الحركة العملاقة واحب ان اضيف ايضا
      ان حركة فتح تغيرت كتيرا كما دكرت في السابق نحن
      والحمد الله عدد القطرات المطر الدي انجح حماس في هدة الانتخابات لانه لو لم تنجح لما تفرغت فتح لنفسها وفي النهاية وباختصار شديد اقول
      عسى ان تكرهوا شيئا وهوا خيرا لكم

      تعليق


      • #4
        اللهم عليك بلمفسدون فى الارض

        تعليق

        يعمل...
        X