قبل ثلاث سنوات اتخذ الرئيس أبو مازن قرارا حازما بوقف إطلاق الصواريخ من غزة، تماما لنفس الأسباب و المبررات التي قبلت بها حماس التهدئة مع الاحتلال و تسعى إلى تثبيتها و فرضها على الجميع اليوم. أهم هذه الأسباب بالطبع هو تخفيف المعاناة عن أبناء الشعب الفلسطيني الذين يعانون الحصار و العدوان منذ سنوات. الرئيس عباس اصدر أوامره في حينه لقوات الأمن الوطني بالانتشار على طول المناطق الحدودية في شمال القطاع في محاولة لتنفيذ القرار و بالتالي تعزيز هيبة السلطة.
حماس التي كانت ترفض الالتزام بقرارات السلطة مبررة ذلك بان المقاومة يجب إن تتواصل دون النظر إلى الثمن الذي يدفعه الشعب الفلسطيني، و أن سلاح المقاومة يجب أن لا يمس وطالما الاحتلال موجود المقاومة يجب أن تتواصل دون توقف. هاجمت السلطة ورجالها بعنف، تصفهم بالعملاء أحيانا، و بجيش لحد أحيانا أخرى، و يبحثون عن مصالحهم المتقاطعة مع مصالح الاحتلال في أحيانا كثيرة، وعلية بذلوا كل جهد ممكن من اجل إفشال أي جهد من الممكن أن يقود إلى وقف العدوان و تخفيف المعاناة كما تسعى هي نفسها اليوم لتحقيقه أو على الأقل تبرير موافقتها على الهدنة مع الاحتلال.
ولكسر قرار الرئيس و إحراجه و إظهار السلطة على أنها ضعيفة و غير قادرة على تنفيذ قراراتها خرجت مجموعاتها لإطلاق الصواريخ التي كانت في الغالب تتم على مقربة من مواقع الأمن الوطني.
احد هذه المواقع كان مسئول عنها الرائد أبو حلوب الذي كانت لدية أوامر واضحة و مشددة بمنع إطلاق الصواريخ ، حيث اصطدم مع مجموعات حماس، حاول منعهم هو و جنوده، كان هناك إطلاق نار متبادل، كان جرحى من الطرفين و انتهى الحدث إلى هذا الحد دون أن يكون هناك ضحايا في الأرواح بحمد الله.
في اليوم التالي كان أبو حلوب جالس أمام بيته في بلدة بيت لاهيا عندما اقتربت منة سيارتان محملتان بالمسلحين الملثمين الذين حاولوا اختطافه بقوة السلاح، قاومهم بما يملك من قوة بدنية، و بعد أن فشلوا في التغلب علية، اثنين من المسلحين افرغا مخازن أسلحتهم الرشاشة بكل ما فيها من رصاص في النصف السفلي من جسده و فروا هاربين. نقل أبو حلوب للمستشفي يعاني من إصابات خطيرة في كلتا ساقية حيث و واحدة منهن قد تهشمت عظامها تماما. حماس بطبيعة الحال لم تعترف بهذا العمل البربري و الإجرامي و لكن في غزة كما هو معروف لا توجد جرائم غير معروف مرتكبيها، هذا من ناحية، و من ناحية أخرى لم يكن هناك ادني شك بأن إطلاق النار على أبو حلوب و محاولة اختطافه لها علاقة بالحدث السابق مع عناصر حماس إثناء قيامة بواجبة الوظيفي و الوطني. و من ناحية ثالثة أبو حلوب لم يكن له أعداء، لم يكن له أو لعائلته مشكلة مع احد، يتمتع بسمعة طيبة و تاريخ نضالي مشرف حيث اعتقل في الانتفاضة الأولى عندما كان عمرة ستة عشر عاما. لم بكن " دحلاني" أو " انقلابي" أو " وقائي" لا سمح الله، لقد كان بريء من كل هذه التهم حيث كان يعمل في الأمن الوطني الذي كان قائدة نصر يوسف.
منذ تلك الحادثة و الرائد أبو حلوب يمضي وقته متنقلا بين المستشفيات أو في هيئة الشؤون المدنية أو وزارة الصحة على أمل الحصول على تصريح أو تنسيق لأجراء المزيد من العمليات الجراحية التي قد تخفف من جراحة و آلامه . ولكن جراح أبو حلوب المعنوية أكثر وجعا من عشرات رصاصات الإخوة و رفاق الدرب التي مزقت ساقية و مزقت روحة .
و الآن بعد مرور ثلاثة أعوام من هدنة أبو مازن، و بعد مرور أسبوع على هدنة حماس من حق أبناء الشعب الفلسطيني أن يسال و في مقدمتهم الرائد أبو حلوب، هل هدنة فتح و الرئيس عباس كانت في حينه حرام شرعا ، و شكلت حماية للاحتلال و قهر للمقاومة، و بالتالي عدم الانصياع لها و خرقها كان واجب شرعي و وطني و أخلاقي استوجب الضرب بالرصاص لكل من حاول فرضها؟ و هل هدنة حماس اليوم هي شرعية ووطنية و تهدف إلى تخفيف المعانة عن الشعب الفلسطيني وتجنيبه المزيد من الويلات و عدم إعطاء مبرر للاحتلال للاستمرار بعدوانه ضد شعبنا الذي ينزف دما منذ سنوات؟
من يستمع اليوم إلى قيادات حماس و ناطقيها الإعلاميين و يقرءا صفحاتهم الالكترونية يستمع تماما لنفس المنطق الذي كانت السلطة تستخدمه في محاولة لإقناعهم أو إلزامهم به. يقولون إن التهدئة تسعى إلى فتح المعابر و فك الحصار، و التهدئة تهدف إلى تخفيف المعانة عن الشعب الفلسطيني، وكذلك تهدف إلى تفويت الفرصة على العدو لعدم إعطائه مبرر أو غطاء لمواصلة عدوانه على شعبنا. المتحدثون يقولون أن الرد على أي خروق إسرائيلية يجب أن يكون بتوافق وطني و لا يحق لأي فصيل أن يتصرف بشكل منفرد و المعابر يجب أن تكون خارج دائرة الصراع مع العدو لكي لا تغلق، كما حدث مؤخرا في معبر الشجاعية الذي هاجمة مسلحون و تسببوا في إيقاف دخول المحروقات التي تصل إلى غزة بشكل محدود أصلا. و الأهم من كل ذلك يقولون أن من يخترق التهدئة و يستمر في قتال العدو هو هدفه التخريب على الشعب الفلسطيني، بمعنى آخر سيعتبر عملة الجهادي هو بمثابة عمل تخريبي.
هذا تماما ما كانت تقوله السلطة و تقوله فتح خلال السنوات الماضية و نفس متحدثي حماس اليوم كانوا يرفضون هذا المنطق على اعتباره عمل خياني و يأتي من منطلق التواطؤ و التآمر مع الاحتلال. و الكثير من جلسات الحوار التي كانت تهدف إلى إقناع حماس بالموقف الجماعي كانت تفشل لان هذه القيادات كانت تصر على الاحتفاظ بحقها بالرد دون الرجوع إلى احد، تماما كما يحاولوا إقناع الجهاد الإسلامي اليوم الذي لم ينتظر موافقة احد عندما أطلق الصواريخ مخترقا التهدئة ردا على اغتيال إسرائيل لكوادره في نابلس.
حماس لا تستطيع أن تكون على حق في الحالتين، إما أن يكون موقفها خاطئ في حينه عندما كانت تتمرد على قرارات السلطة من خلال عدم التزامها و مهاجمتها للمعابر و اتهامها لقوات السلطة بأنهم عملاء وحماة للاحتلال، وعدم مراعاتها لعذابات الناس و مصالح الشعب و بالتالي يكون موقفها خاطئ اليوم عندما تتبنى نفس النهج و تستخدم نفس المبررات و تمارس نفس الاجرءات التي كانت تمارسها السلطة؟ و إما أن تكون قوات الأمن الوطني التي كانت تسعى لتثبيت التهدئة في حينه قوات وطنية تؤدي واجب وطني و بالتالي قوات حماس التي تمارس نفس الشيء اليوم قوات وطنية أيضا؟ حماس لا تستطيع أن تكون على حق في الحالتين. إما أن تكون على حق اليوم و على باطل أمس و إما أن تكون على باطل اليوم و على حق بالأمس.
ما هو الفرق بين مقاتل من القسام مرابط الآن على المفترقات تنفيذا لقرارات قيادته بالحفاظ على التهدئة، أي بكلمات أخرى منع المقاومين من ممارسة عملهم و بين ضابط وجندي الأمن الوطني الذي كان يقوم بنفس الدور؟ أذا كان موقف حماس في السابق على حق و نابع من تمسكها بخيار المقاومة الغير قابل للمهادنة مع الاحتلال فهذا يعني أن موقفها اليوم هو انزلاق عن مربع المقاومة كما انزلقت السلطة. و .إذا كان ما تقوم به حماس وقواتها اليوم هو عمل وطني يجب أن تعترف على الأقل بأن موقفها في حينه كان خاطئ و أن اتهاماتها كانت باطلة و أن تشكيكها في وطنية الناس كان ظلما يستوجب الاعتذار. و أول من يستحق الاعتذار و رد الاعتبار هو رائد أبو حلوب ؟
حماس التي كانت ترفض الالتزام بقرارات السلطة مبررة ذلك بان المقاومة يجب إن تتواصل دون النظر إلى الثمن الذي يدفعه الشعب الفلسطيني، و أن سلاح المقاومة يجب أن لا يمس وطالما الاحتلال موجود المقاومة يجب أن تتواصل دون توقف. هاجمت السلطة ورجالها بعنف، تصفهم بالعملاء أحيانا، و بجيش لحد أحيانا أخرى، و يبحثون عن مصالحهم المتقاطعة مع مصالح الاحتلال في أحيانا كثيرة، وعلية بذلوا كل جهد ممكن من اجل إفشال أي جهد من الممكن أن يقود إلى وقف العدوان و تخفيف المعاناة كما تسعى هي نفسها اليوم لتحقيقه أو على الأقل تبرير موافقتها على الهدنة مع الاحتلال.
ولكسر قرار الرئيس و إحراجه و إظهار السلطة على أنها ضعيفة و غير قادرة على تنفيذ قراراتها خرجت مجموعاتها لإطلاق الصواريخ التي كانت في الغالب تتم على مقربة من مواقع الأمن الوطني.
احد هذه المواقع كان مسئول عنها الرائد أبو حلوب الذي كانت لدية أوامر واضحة و مشددة بمنع إطلاق الصواريخ ، حيث اصطدم مع مجموعات حماس، حاول منعهم هو و جنوده، كان هناك إطلاق نار متبادل، كان جرحى من الطرفين و انتهى الحدث إلى هذا الحد دون أن يكون هناك ضحايا في الأرواح بحمد الله.
في اليوم التالي كان أبو حلوب جالس أمام بيته في بلدة بيت لاهيا عندما اقتربت منة سيارتان محملتان بالمسلحين الملثمين الذين حاولوا اختطافه بقوة السلاح، قاومهم بما يملك من قوة بدنية، و بعد أن فشلوا في التغلب علية، اثنين من المسلحين افرغا مخازن أسلحتهم الرشاشة بكل ما فيها من رصاص في النصف السفلي من جسده و فروا هاربين. نقل أبو حلوب للمستشفي يعاني من إصابات خطيرة في كلتا ساقية حيث و واحدة منهن قد تهشمت عظامها تماما. حماس بطبيعة الحال لم تعترف بهذا العمل البربري و الإجرامي و لكن في غزة كما هو معروف لا توجد جرائم غير معروف مرتكبيها، هذا من ناحية، و من ناحية أخرى لم يكن هناك ادني شك بأن إطلاق النار على أبو حلوب و محاولة اختطافه لها علاقة بالحدث السابق مع عناصر حماس إثناء قيامة بواجبة الوظيفي و الوطني. و من ناحية ثالثة أبو حلوب لم يكن له أعداء، لم يكن له أو لعائلته مشكلة مع احد، يتمتع بسمعة طيبة و تاريخ نضالي مشرف حيث اعتقل في الانتفاضة الأولى عندما كان عمرة ستة عشر عاما. لم بكن " دحلاني" أو " انقلابي" أو " وقائي" لا سمح الله، لقد كان بريء من كل هذه التهم حيث كان يعمل في الأمن الوطني الذي كان قائدة نصر يوسف.
منذ تلك الحادثة و الرائد أبو حلوب يمضي وقته متنقلا بين المستشفيات أو في هيئة الشؤون المدنية أو وزارة الصحة على أمل الحصول على تصريح أو تنسيق لأجراء المزيد من العمليات الجراحية التي قد تخفف من جراحة و آلامه . ولكن جراح أبو حلوب المعنوية أكثر وجعا من عشرات رصاصات الإخوة و رفاق الدرب التي مزقت ساقية و مزقت روحة .
و الآن بعد مرور ثلاثة أعوام من هدنة أبو مازن، و بعد مرور أسبوع على هدنة حماس من حق أبناء الشعب الفلسطيني أن يسال و في مقدمتهم الرائد أبو حلوب، هل هدنة فتح و الرئيس عباس كانت في حينه حرام شرعا ، و شكلت حماية للاحتلال و قهر للمقاومة، و بالتالي عدم الانصياع لها و خرقها كان واجب شرعي و وطني و أخلاقي استوجب الضرب بالرصاص لكل من حاول فرضها؟ و هل هدنة حماس اليوم هي شرعية ووطنية و تهدف إلى تخفيف المعانة عن الشعب الفلسطيني وتجنيبه المزيد من الويلات و عدم إعطاء مبرر للاحتلال للاستمرار بعدوانه ضد شعبنا الذي ينزف دما منذ سنوات؟
من يستمع اليوم إلى قيادات حماس و ناطقيها الإعلاميين و يقرءا صفحاتهم الالكترونية يستمع تماما لنفس المنطق الذي كانت السلطة تستخدمه في محاولة لإقناعهم أو إلزامهم به. يقولون إن التهدئة تسعى إلى فتح المعابر و فك الحصار، و التهدئة تهدف إلى تخفيف المعانة عن الشعب الفلسطيني، وكذلك تهدف إلى تفويت الفرصة على العدو لعدم إعطائه مبرر أو غطاء لمواصلة عدوانه على شعبنا. المتحدثون يقولون أن الرد على أي خروق إسرائيلية يجب أن يكون بتوافق وطني و لا يحق لأي فصيل أن يتصرف بشكل منفرد و المعابر يجب أن تكون خارج دائرة الصراع مع العدو لكي لا تغلق، كما حدث مؤخرا في معبر الشجاعية الذي هاجمة مسلحون و تسببوا في إيقاف دخول المحروقات التي تصل إلى غزة بشكل محدود أصلا. و الأهم من كل ذلك يقولون أن من يخترق التهدئة و يستمر في قتال العدو هو هدفه التخريب على الشعب الفلسطيني، بمعنى آخر سيعتبر عملة الجهادي هو بمثابة عمل تخريبي.
هذا تماما ما كانت تقوله السلطة و تقوله فتح خلال السنوات الماضية و نفس متحدثي حماس اليوم كانوا يرفضون هذا المنطق على اعتباره عمل خياني و يأتي من منطلق التواطؤ و التآمر مع الاحتلال. و الكثير من جلسات الحوار التي كانت تهدف إلى إقناع حماس بالموقف الجماعي كانت تفشل لان هذه القيادات كانت تصر على الاحتفاظ بحقها بالرد دون الرجوع إلى احد، تماما كما يحاولوا إقناع الجهاد الإسلامي اليوم الذي لم ينتظر موافقة احد عندما أطلق الصواريخ مخترقا التهدئة ردا على اغتيال إسرائيل لكوادره في نابلس.
حماس لا تستطيع أن تكون على حق في الحالتين، إما أن يكون موقفها خاطئ في حينه عندما كانت تتمرد على قرارات السلطة من خلال عدم التزامها و مهاجمتها للمعابر و اتهامها لقوات السلطة بأنهم عملاء وحماة للاحتلال، وعدم مراعاتها لعذابات الناس و مصالح الشعب و بالتالي يكون موقفها خاطئ اليوم عندما تتبنى نفس النهج و تستخدم نفس المبررات و تمارس نفس الاجرءات التي كانت تمارسها السلطة؟ و إما أن تكون قوات الأمن الوطني التي كانت تسعى لتثبيت التهدئة في حينه قوات وطنية تؤدي واجب وطني و بالتالي قوات حماس التي تمارس نفس الشيء اليوم قوات وطنية أيضا؟ حماس لا تستطيع أن تكون على حق في الحالتين. إما أن تكون على حق اليوم و على باطل أمس و إما أن تكون على باطل اليوم و على حق بالأمس.
ما هو الفرق بين مقاتل من القسام مرابط الآن على المفترقات تنفيذا لقرارات قيادته بالحفاظ على التهدئة، أي بكلمات أخرى منع المقاومين من ممارسة عملهم و بين ضابط وجندي الأمن الوطني الذي كان يقوم بنفس الدور؟ أذا كان موقف حماس في السابق على حق و نابع من تمسكها بخيار المقاومة الغير قابل للمهادنة مع الاحتلال فهذا يعني أن موقفها اليوم هو انزلاق عن مربع المقاومة كما انزلقت السلطة. و .إذا كان ما تقوم به حماس وقواتها اليوم هو عمل وطني يجب أن تعترف على الأقل بأن موقفها في حينه كان خاطئ و أن اتهاماتها كانت باطلة و أن تشكيكها في وطنية الناس كان ظلما يستوجب الاعتذار. و أول من يستحق الاعتذار و رد الاعتبار هو رائد أبو حلوب ؟
تعليق