مسرحية الانتخابات الأمريكية .. والأرجل الغليظة // بقلم // أسد الجهاد2
بسم الله الرحمن الرحيم
كتيبة الجهاد الإعلامي
تقدم

[ مسرحية الانتخابات الأمريكية .. والأرجل الغليظة ]
بقلم الأخ الفاضل / أسد الجهاد2 - حفظه الله -
الحمد لله ناصر المؤمنين ومذل الكافرين ..
الذي جعل الجنة قراراً للمؤمنين والنار مثوىً للكافرين ..
والصلاة والسلام على المبعوث بالسيف رحمة للعالمين ..
وعلى آله وصحبه والتابعين ..
- لا أحب الخوض في شؤون أمريكا لأن الحديث عن هؤلاء القوم يصيبني بالغثيان ..
ولكن من أجل كشف مسرحيتهم الهزيلة المسماة انتخابات الرئاسة والتي ينبهر بها الكثيرون كتبتُ هذا الموضوع ، وأسأل الله تعالى أن يدمر أمريكا ويشتت شملها ويجعل أمرها في سفال ..
سياسة أمريكا على مر عقود من الزمن أنها تبحث عن أضعف الأنظمة الحاكمة لتوقد الحروب ضدها ، لتسرق خيراتها وتفتك بأهلها ، ولتُخيف غيرها ، ونشطت بإعلامها " الهوليودي " الكاذب الذي سخّرته وتفوّقت به لتسيطر على العالم ، وليس ذلك من قوتها وإنما لضعف خصومها ..
فاستمدّت أمريكا قوتها وتعاظمت بإشعالها تلك الحروب ، فسيطرت على الأنظمة الضعيفة واستعبدت حكامها وجعلتهم مطايا لتعذيب شعوبهم وسرقة خيراتهم تنفيذاً لأوامرهم ، وربطت الأنظمة الأكثر قوة من تلك الضعيفة بمعاهدات واتفاقيات من أجل أن تستمر في سيطرتها على العالم ، وكان صنّاع تلك الحروب ومُشعلوها هم كبار رجال الأعمال المتغطرسون في أمريكا ورؤساء المؤسسات والمصانع " الثقيلة والعسكرية والبنكية والنفطية " ، وهؤلاء هم الرؤساء " الحقيقيون " لأمريكا .. وهم الذين يمتلكون وسائل الإعلام الخاصة والعامة ..
وأعطي مثالاً واحداً على استغلالها للإعلام في خداع شعبها وكيف أنهم قد يلعبون بالشعب الأمريكي البهيمي ويستغلون رغباته المتوحّشة لتسيير سياساتهم ، ففي استطلاع للرأي أُجري بُعَيد أحداث سبتمبر المباركة أظهر ما نسبته 3% فقط من الشعب الأمريكي كان يظن بأن للنظام العراقي يداً في أحداث سبتمبر ، وحينما أراد مسئولو الإدارة الأمريكية احتلال العراق استعملوا إعلامهم فتغيّرت الصورة لدى الرأي العام الأمريكي وأظهر استطلاع للرأي أجرته دار " نايت رايدر " للنشر أن 44% من الأمريكيين ( مقتنعون ) بأن غالبية مرتكبي أحداث سبتمبر أو بعضهم عراقيون !!
فرجال الأعمال الكبار – وبعضهم من اليهود - هم الذين يختارون الرئيس ليصل إلى البيت " الأسود " وليس ما يظهره " الهوليوديون " بأن الشعب الأمريكي البهيمي هو من يختار رئيسه بانتخابات نزيهة ، " هوليودية " طبعاً !!
ورجال الأعمال هؤلاء وهم كبار المسؤولين هم الذين يضعون للرئيس شروطهم المسبقة ويتعهّد الرئيس بتحقيقها لهم !! فإن لم يلتزم بشروطهم فسوف يتم الاستغناء عنه فوراً ، كما حصل مع جون كينيدي ونيكسون ونائب الرئيس سبيرو أجينو !!
وأستطيع أن أشبّه ما يحدث في مسرحية الانتخابات الأمريكية بهذا المثال : هناك كبار رجال الأعمال وهم في مثالي ( الأرجل الغليظة ) وهم يمثّلون ( مُخرج المسرحية ) ، وهناك ( دوّاستان ) – إن صحّت التسمية - لدراجة هوائية ( ولا أريد أن أكتب اسم الدواسات بلهجتي فلربما لا أحد يقولها غير أهل بلدي ) ، وهاتان الدوّاستان هما الحزبان الحاكمان في أمريكا ، الجمهوري والديمقراطي ، ولكي تسير الدراجة حسب ما تريده الأرجل الغليظة ( كبار المسؤولين التجار ) لتصل بالدراجة إلى مرادها ، فعلى تلك الأرجل الغليظة أن تدوس حيناً على الحزب الديمقراطي فينخفض أما الحزب الجمهوري فيرتفع تبعاً لانخفاض الديمقراطي ( وتكون عنده الرئاسة ) ، ثم تدوس الأرجل الغليظة – بعد بضع سنين - على الحزب الجمهوري ليرتفع الحزب الديمقراطي ( وتكون عنده الرئاسة ) !! فتسير الدراجة حسب ما تريده الأرجل الغليظة تماماً بتبادل الأدوار بينهما في رئاسة أمريكا ، وتصل الأرجل الغليظة إلى كنوزها وأرباحها ..
هذه – باختصار - هي الحقيقة التي تخفيها " هوليوود " وعرّتها لهم قاعدة الجهاد !!
وللتفصيل أكثر أقول : يتم تبادل أدوار الرئاسة لتنفيذ أكبر قدر من الأرباح بين الحزب الجمهوري والحزب الديمقراطي وهذه هي السياسة الأفضل لخداع الناس !! فيَشن الحزب الجمهوري الحروب فيعقد الاتفاقيات الحربية التي تتحكم بالدول ويبيع الأسلحة ويسرق النفط ويحتكر الأموال في بنوكه ويشغّلها كيفما يشاء وغيرها من فوائد كثيرة ، ويأتي بعده الحزب الديمقراطي فيعقد الاتفاقيات الأمنية ويستعبد الدول بفرض الديمقراطية وإقامة المفاوضات و "العولمة الاقتصادية " بل يشن الحروب لدواعي " التدخل لأغراض إنسانية " و " حماية حقوق الإنسان " وغيرها من ترهات ، فيبيع الأسلحة ويسرق النفط ويحتكر الأموال ويقيم المعاهدات والمفاوضات ، فيتغيّر الدور بينهما والنتيجة واحدة لتجار الحروب ..
فيتبادلون الأدوار والسياسة واحدة ، ولكن يتعاملون بالعصا والجزرة أو كما نسميها نحن بالســـيف والذهب ، فولاية الجمهوري تكون في الظاهر كالعصا وولاية الديمقراطي في الظاهر تكون كالجزرة ، وكل ما في الأمر أن التداول بينها هو للعب الأدوار بحيث ينفذ كل طرف مهمته واختصاصه ثم يوكل تكملتها للآخر – بالرفع والخفض - مع بقاء السياسات على حالها ( حسب ما يريده مُخرج المسرحية ) ..
فلا يظن أحد أن الحزب الجمهوري يعمل مخالفاً للحزب الديمقراطي أو مصادماً له ، أو أن أحدهما أفضل من الآخر للمسلمين أو للسلام العالمي أو حتى لشؤون أمريكا الداخلية والخارجية ! بل هما وجهان لعملة واحدة شريرة يريدان أن يسيطروا على العالم بتبادل الأدوار بينهما ، وهم بإعلامهم " الهوليودي " يريدون أن يوهموا العالم بأن الحزب الجمهوري يشن الحروب بمعزل عن الديمقراطي وأن الحزب الديمقراطي عنده خطط حكيمة وعقلانية ويعملها بمعزل عن الجمهوري !!
تقول صحيفة لوس أنجلس تايمز الأمريكية في 1-9-2002 : " إن فكر المحافظين الجدد بدأ يتشكّل في سبعينيات القرن الماضي على مبدأين أساسيين : 1 / رفض انعزالية الديمقراطيين ( التي يئست من نشر الديمقراطية والقيم الأمريكية على المستوى الدولي ) ، 2 / ورفض واقعية الجمهوريين ( التي تنظر إلى العلاقات الدولية بالأساس كصراع قوى ومصالح ، ولا تهتم كثيراً بالرؤى الأخلاقية مثل نشر الديمقراطية وحقوق الإنسان في العالم ) .. " .
وهنا نستطيع أن نخرج بتصوّر بسيط ، أنهم قد بدؤوا – بسبب تبعات هزيمتهم أمام تنظيم القاعدة - يعترفون ببعض كذباتهم ومسرحياتهم ، كما نقلتُ من تلك الصحيفة بأن الرئيس الحاكم من أي من الحزبين يعمل أصلاً بتوافق مع الآخر وليس بتضاد ..
وكما صرّح باراك أوباما بأنه لن يستثني الحزب الجمهوري من العمل مع الديمقراطي من أجل أمريكا ومن أجل الأمن القومي ، ونحن نعلم ذلك ولكنهم بحاجة في هذه المرحلة من أن يكشفوا عن هذه الحقيقة - والتي أخفوها لسنين - حتى يحافظوا على بلدهم من التصدع الذي نتوقّعه قريباً ..
بل إن ( الديمقراطي ) كلينتون قد قام في فترة رئاسته بحروب – في الصومال وكوسوفو والبوسنة وغيرها – وقام بضربات - في السودان وأفغانستان والعراق مراراً وغيرها - مجموعها يفوق ما قام به جيمي كارتر وورونالد ريغان وبوش الأب مجتمعين !!
ولقد أصدر كلينتون – الديمقراطي - في عام 1998 قانوناً باسم " تحرير العراق " وبدأه بخطوات بدعم المعارضة عسكرياً ومالياً من أجل إضعاف نظام صدام حسين ، وكان هذا القانون أحد الأسس التي انطلقت فيها إدارة بوش الأصغر لاحتلال العراق ، وكان بمثابة تهيئة للحرب القادمة ..
فمن الخطأ أن يقال بأن أحد الحزبين أفضل من الآخر ومعلوم أنهم يعملون على ( دراجة واحدة ) فوقها ( أرجل غليظة ) تسيّرها وتبدل انخفاض وارتفاع ( الدوّاسات ) فيها !!
إن الحزبين يعملان سوياً من أجل السيطرة على العالم ، ومن المحال أن تخسر أمريكا الحرب ضد قاعدة الجهاد والحزب الديمقراطي يقف متفرّجاً على الجمهوري أو غير مساهم معه في الحرب !! إنها حرب تهدد كيانهم !! وهم لم يدّخروا وسعاً في الاجتماع والاتفاق على محاربتنا ، وأعضاء الكونجرس خليط من الحزبين ، وهم جميعهم مشتركون في الهزيمة الساحقة التي أصابتهم بفضل الله عز وجل ثم بفضل قاعدة الجهاد ومن سار على نهجها في عصرنا الحاضر ..
إنهم يبحثون عن مبررات الهزيمة ليهربوا من المعركة ، وهذه المسرحية جيدة بنظرهم وفاشلة بنظرنا ..
ومن الجيد – بالنسبة إليهم – أن يبرروا هروبهم أمام العالم بأنهم هربوا من جحيم العراق وأفغانستان وجزيرة العرب بسبب تغيّر الحزب الحاكم في أمريكا وتغيّر السياسة العامة الأمريكية معه ! والحقيقة هي أن هذا هو أحد أهداف تبادل الأدوار بينهما ..
وإنني أقولها للجميع : إنهم منهزمون مدحورون هاربون من المعركة التي يخوضونها ضد الإسلام وطليعته المجاهدة في قاعدة الجهاد ومن سار على نهجها في هذا العصر ، سواءً كان القادم ديمقراطياً أو حتى لو ظل جمهورياً ، فإنهم مدحورون وهاربون ولن يبقوا قواتهم بإذن الله ، وإن ظلّت الرئاسة عند الجمهوريين فسيهربون أيضاً ، وسيكون تبرير هروبهم بأن الرئيس الجديد سيتفادى أخطاء من سبقه ، وجعل الرئيس ديمقراطياً سيعطيهم مبرراً أقوى للهروب من المعركة ..
ومخططهم للهروب ودلالاته والخطة الجديدة لحرب دولة العراق الإسلامية في الوقت الذي سيهربون فيه ، له موضع آخر سأبيّنه بإذن الله تعالى في وقت لاحق ، أسأل الله التوفيق والسداد ..
وبإلقاء نظرة على المتحكّمين الحقيقيين في أمريكا وبالتركيز على بعض التجار المتنفذين في حكومتهم الديكتاتورية المستعينة بإعلامها للخروج من حقيقة استبدادهم وسرقتهم وطغيانهم ، وللظهور بمظهر البشر !! أقول :
استمرّت أمريكا في إشعال الحروب تنفيذاً لمطالب أولئك " الرهط " من مجرمي التجار لجني أكبر قدر من الأرباح بتشغيل مؤسساتهم " الثقيلة والعسكرية والبنكية والنفطية " ، حتى أصبح إنفاق أمريكا العسكري يصل إلى 75 % من مجموع الإنفاق العسكري العالمي !! ومخصصاتها للإنفاق العسكري يفوق كل مخصصات إنفاق الأنشطة الحكومية الأمريكية الباقية مجتمعةً ، بما فيها من صحة وتعليم وبنى تحتية وغيرها !! وكل ذلك من أجل إنعاش اقتصاد أولئك الرهط الحاكمون الحقيقيون لأمريكا ، ثم تعود الفائدة تبعاً لذلك على شعبهم البهيمي كنتيجة طبيعية لانتعاش الاقتصاد ..
فليس مستغرباً ملاحظة أن اقتصاد أمريكا ينتعش في فترات حروبها !! كفترة الحرب العالمية الأولى والحرب الكورية وحرب فيتنام ومشروع حرب النجوم والحرب العراقية الإيرانية - ومن النكت الساخرة التي كان الدبلوماسيون الأمريكيون يتبادلونها هي : " الشيء الوحيد السيئ في الحرب الإيرانية العراقية أنها سوف تنتهي في يوم من الأيام " !! - وحرب تحرير الكويت - والاستيطان في جزيرة العرب – وبداية حرب أفغانستان ..
يقول ديفيد ميلر : " في كل مرة نخوض فيها حروباً ينتعش فيها اقتصادنا " !!
وهذا صحيح ، إلا في حالة واحدة فلن ينتعش اقتصادهم فيها حينما حاربوا أهل الحق والصدق أهل الإسلام وطليعته المجاهدة ، كما فعلوا ذلك ضد قاعدة الجهاد المباركة فإن اقتصادهم قد انهار بغير رجعة بعكس كل حروبهم السابقة ، والحمد لله الرب الواحد الأحد ..
وهذه المرّة لن يجدوا مبررات لإنفاقهم الأرقام الفلكية في الحرب ضد قاعدة الجهاد المباركة ودولتهم تعاني من انهيار مالي واقتصادي ، وعليه فإن هروبهم من المعركة في العراق وأفغانستان أمر مسلّم به - بالنسبة إليّ على الأقل - ..
إضافةً إلى أن الفَرق هذه المرّة أن قاعدة الجهاد هي من ابتدأت هذه الحرب وهي التي تسيّر فصولها كيفما تشاء ..
بانتهاء الحرب الباردة والتي كلّفت أمريكا ما يقارب 16 ترليون دولار !! بما يعادل قيمة الدولار اليوم ، كانت تجني في تلك الحرب الأرباح المضاعفة من ورائها وتضمن استمرار صدارتها للعالم ..
وبانتهاء الحرب الباردة ضد السوفييت فقد خسرت أمريكا دوافع التقدّم ، وأصبح البحث عن عدو استراتيجي هاجساً أمريكياً منذ أول لحظة سقط فيها السوفييت بطريقة مفاجئة وغير متوقّعة – كما أراه يحدث الآن بسقوط أمريكا وإخفاء إعلامها الهوليودي هذه الحقيقة الرائعة - ، وأضحى من الصعب تبرير بقاء حلف الناتو بعد انهيار الروس !! وأمسى تبرير تخصيص النسبة الأكبر من إيرادات الدولة لبرامج التسليح أكثر صعوبة !! والأهم هو كيف يمكن إقناع دافع الضرائب الأمريكي بذلك !! وما هو مبرر استمرار التحالفات وبناء القواعد العسكرية في ظل غياب العدو !! وأين هو العدو الإستراتيجي الذي من أجله تعمل كل ذلك !! لتحقق أرباح كبار المجرمين في الإدارة الأمريكية !!؟
ظهر فراغ سياسي وإيديولوجي في أمريكا بسقوط الشيوعية – وهذا ما سيحدث عن قريب بإذن الله بسقوط أمريكا والتي خططت له القاعدة لملئ الفراغ فيه – وأدى ذلك إلى منافسة بين المثقّفين ورجال السياسة والتجار لتحديد رؤية للمستقبل ، وبسبب اختلاف الرؤى بينهم !! كان لزاماً على أمريكا – بشكل أشمل - لكي لا تنجر إلى تصدّعات في تحالفاتها الدولية مع القوى الكبرى ، ولاستمرار سيطرتها على الأنظمة العميلة لها ولكي لا تصل إلى تفكك ولاياتها حينما يتفرّغ شعبها إلى فساد المتحكمين بهم ، والأهم من كل ذلك من أجل أن تبقى الفئة الحاكمة في أمريكا وهم كبار المسئولين ورجال الأعمال يدرّون أرباحاً مضاعفة ..
كان لزاماً عليهم أن يخوضوا حروباً جديدة ضد أضعف الأعداء حسب تصوّرهم ..
فبانتهاء عقيدة الأمن القومي المبنية على العداء للشيوعية تحوّل الرأي العام الأمريكي نحو المسائل الداخلية ، وهذا الأمر مقلق لكبار المسئولين رجال الأعمال ، وكتبت الساحرة كوندوليزا رايس قبيل تولّيها لمنصب مستشارة الرئيس الأمريكي لشؤون الأمن القومي وهو المنصب الذي سبق تولّيها لوزارة الخارجية الحالي تقول : " إن الولايات المتحدة تجد صعوبة فائقة في تحديد ( مصلحتها القومية ) في غياب القوة السوفييتية " !!
نعم .. فالمتحكمّون في أمريكا واقتصادها – بشكل أدقّ - يجدون صعوبة في تحديد مصلحة وأرباح شركاتهم بفقدان العدو الاستراتيجي !!
وحينما أمر الشيخ أسامة بن لادن حفظه الله وسدده بتنفيذ الضربات كان هذا الأمر مباغتاً ورهيباً أدهش الخبراء العسكريين في العالم !! بأنه ضربهم قبل أن يضربوه ، فأصبح هو المسيّر لمراحل الحرب حسب مخططه هو ، وليس مخططهم !!
يقول حميد غل رئيس الاستخبارات الباكستاني السابق : " لقد بلغنا أن القاعدة قد علمت بأن أمريكا ستضرب أفغانستان ، وقد باغتتها هي وضربتها ، فإن كان هذا صحيحاً فإنه يعتبر إنجازاً هائلاً في المقاييس الحربية " !!
فاستخدمت أمريكا أحداث سبتمبر المباركة لتخوض أكبر حرب عالمية ، ولكن الفارق أنها ضد أفراد !! والعجيب أن هؤلاء الأفراد قد انتصروا عليها !! بنصرة الله وتأييده لهم ، ولله الحمد كله ..
وبهذه الحرب أراد كبار مجرمي أمريكا أن يحققوا مصالحهم بعد غياب العدو الاستراتيجي ليطلقوا سياسة خارجية عدوانية ظالمة تصب في مصلحة الحزبين الجمهوري والديمقراطي اللذين يعملان سوياً ، ولها أجندة أوسع من مجرد الحرب ضد الإرهاب ، فزعموا بأن الخطر يهدد العالم بأسره وأن المجاهدين سيضربون كل مكان في العالم !! بل وهددوا بأن من لم يكن مع سياسة أمريكا فهو يعتبر ضدها !!
أرادوا التحكّم في كل أرجاء العالم وروّجوا لنظرية " النظام العالمي الجديد " ، وحسبوا أنه نهاية التاريخ بسيطرتهم للأبد !! وظنوا بأنهم سيبقون ما بقيت الحياة !!
خابوا وخسئوا ..
إن أمريكا فيما سبق قد جنّدت معها دول كثيرة ومنها عربية من أجل حرب الجيش العراقي المحتل للكويت ، ولكنها لم ترتق إلى أحلام المتحكّمين في أمريكا من كبار الساسة التجار ، فجاءت الحرب على الإرهاب واصطفّت معها كل دول العالم وأمدتها بما تريده وبغير تلكّؤ وأصبحت أمريكا مسيطرة على العالم كله ، ولكن قاعدة الجهاد المباركة قد أفسدت عليهم كل ذلك " الحلم " بل وجعلتهم في الحضيض مهزومين مدحورين بفضل الله وحده ..
إن ضربات سبتمبر لم تكن السبب لاحتلال أفغانستان ، فالتخطيط لاحتلالها كان معداً له وقد علِم المراقبون به ، وإنما كانت الضربات معجلةً لاحتلالها ، وإلا ما هو الرابط بين احتلال العراق وأحداث سبتمبر والحرب ضد الإرهاب !! إلا أنهم يبحثون عن حروب جديدة يربحون من ورائها ..
فاستغل الأمريكان الحدث لزيادة مكاسبهم على أكبر نطاق يتصوّرونه ! وبلغوا بقوّتهم وتجبّرهم لأن يهددوا بأن يبطشوا بكل الدول التي لا تقف معهم وتطيعهم في حرب الإرهاب ، والهدف الرئيس - والغير معلن - أن ينعشوا اقتصادهم وشركاتهم ، وكان الحدث في نفس الوقت مبرراً لإلهاء شعوبهم بالمعركة البعيدة لإشغالهم عن حقيقة تفاصيل طغيانهم وشركاتهم الخاصة !!
ولكن المجاهدين وطليعتهم في قاعدة الجهاد قد أفشلوا خططهم ( كلها ) بفضل الله عز وجل .. وما زلنا في بداية الحرب ، فالآن بدأ القتال !!
يقول نعوم تشومسكي : " إن هذه هي المرّة الأولى منذ حرب عام 1812م التي يتم الهجوم فيها ضد الأراضي القومية ( الأمريكية ) "أو التعرّض حتى لمجرد التهديد " !!"
نعم ، فإنهم التسعة عشر بطلاً ، إنهم جند أسامة ، إنهم طليعة الأمة ومجاهدوها من مخططين ومنفذين ومموّلين وقياديين ومنفذين !!
يتبع..............
بسم الله الرحمن الرحيم
كتيبة الجهاد الإعلامي
تقدم

[ مسرحية الانتخابات الأمريكية .. والأرجل الغليظة ]
بقلم الأخ الفاضل / أسد الجهاد2 - حفظه الله -
الحمد لله ناصر المؤمنين ومذل الكافرين ..
الذي جعل الجنة قراراً للمؤمنين والنار مثوىً للكافرين ..
والصلاة والسلام على المبعوث بالسيف رحمة للعالمين ..
وعلى آله وصحبه والتابعين ..
- لا أحب الخوض في شؤون أمريكا لأن الحديث عن هؤلاء القوم يصيبني بالغثيان ..
ولكن من أجل كشف مسرحيتهم الهزيلة المسماة انتخابات الرئاسة والتي ينبهر بها الكثيرون كتبتُ هذا الموضوع ، وأسأل الله تعالى أن يدمر أمريكا ويشتت شملها ويجعل أمرها في سفال ..
سياسة أمريكا على مر عقود من الزمن أنها تبحث عن أضعف الأنظمة الحاكمة لتوقد الحروب ضدها ، لتسرق خيراتها وتفتك بأهلها ، ولتُخيف غيرها ، ونشطت بإعلامها " الهوليودي " الكاذب الذي سخّرته وتفوّقت به لتسيطر على العالم ، وليس ذلك من قوتها وإنما لضعف خصومها ..
فاستمدّت أمريكا قوتها وتعاظمت بإشعالها تلك الحروب ، فسيطرت على الأنظمة الضعيفة واستعبدت حكامها وجعلتهم مطايا لتعذيب شعوبهم وسرقة خيراتهم تنفيذاً لأوامرهم ، وربطت الأنظمة الأكثر قوة من تلك الضعيفة بمعاهدات واتفاقيات من أجل أن تستمر في سيطرتها على العالم ، وكان صنّاع تلك الحروب ومُشعلوها هم كبار رجال الأعمال المتغطرسون في أمريكا ورؤساء المؤسسات والمصانع " الثقيلة والعسكرية والبنكية والنفطية " ، وهؤلاء هم الرؤساء " الحقيقيون " لأمريكا .. وهم الذين يمتلكون وسائل الإعلام الخاصة والعامة ..
وأعطي مثالاً واحداً على استغلالها للإعلام في خداع شعبها وكيف أنهم قد يلعبون بالشعب الأمريكي البهيمي ويستغلون رغباته المتوحّشة لتسيير سياساتهم ، ففي استطلاع للرأي أُجري بُعَيد أحداث سبتمبر المباركة أظهر ما نسبته 3% فقط من الشعب الأمريكي كان يظن بأن للنظام العراقي يداً في أحداث سبتمبر ، وحينما أراد مسئولو الإدارة الأمريكية احتلال العراق استعملوا إعلامهم فتغيّرت الصورة لدى الرأي العام الأمريكي وأظهر استطلاع للرأي أجرته دار " نايت رايدر " للنشر أن 44% من الأمريكيين ( مقتنعون ) بأن غالبية مرتكبي أحداث سبتمبر أو بعضهم عراقيون !!
فرجال الأعمال الكبار – وبعضهم من اليهود - هم الذين يختارون الرئيس ليصل إلى البيت " الأسود " وليس ما يظهره " الهوليوديون " بأن الشعب الأمريكي البهيمي هو من يختار رئيسه بانتخابات نزيهة ، " هوليودية " طبعاً !!
ورجال الأعمال هؤلاء وهم كبار المسؤولين هم الذين يضعون للرئيس شروطهم المسبقة ويتعهّد الرئيس بتحقيقها لهم !! فإن لم يلتزم بشروطهم فسوف يتم الاستغناء عنه فوراً ، كما حصل مع جون كينيدي ونيكسون ونائب الرئيس سبيرو أجينو !!
وأستطيع أن أشبّه ما يحدث في مسرحية الانتخابات الأمريكية بهذا المثال : هناك كبار رجال الأعمال وهم في مثالي ( الأرجل الغليظة ) وهم يمثّلون ( مُخرج المسرحية ) ، وهناك ( دوّاستان ) – إن صحّت التسمية - لدراجة هوائية ( ولا أريد أن أكتب اسم الدواسات بلهجتي فلربما لا أحد يقولها غير أهل بلدي ) ، وهاتان الدوّاستان هما الحزبان الحاكمان في أمريكا ، الجمهوري والديمقراطي ، ولكي تسير الدراجة حسب ما تريده الأرجل الغليظة ( كبار المسؤولين التجار ) لتصل بالدراجة إلى مرادها ، فعلى تلك الأرجل الغليظة أن تدوس حيناً على الحزب الديمقراطي فينخفض أما الحزب الجمهوري فيرتفع تبعاً لانخفاض الديمقراطي ( وتكون عنده الرئاسة ) ، ثم تدوس الأرجل الغليظة – بعد بضع سنين - على الحزب الجمهوري ليرتفع الحزب الديمقراطي ( وتكون عنده الرئاسة ) !! فتسير الدراجة حسب ما تريده الأرجل الغليظة تماماً بتبادل الأدوار بينهما في رئاسة أمريكا ، وتصل الأرجل الغليظة إلى كنوزها وأرباحها ..
هذه – باختصار - هي الحقيقة التي تخفيها " هوليوود " وعرّتها لهم قاعدة الجهاد !!
وللتفصيل أكثر أقول : يتم تبادل أدوار الرئاسة لتنفيذ أكبر قدر من الأرباح بين الحزب الجمهوري والحزب الديمقراطي وهذه هي السياسة الأفضل لخداع الناس !! فيَشن الحزب الجمهوري الحروب فيعقد الاتفاقيات الحربية التي تتحكم بالدول ويبيع الأسلحة ويسرق النفط ويحتكر الأموال في بنوكه ويشغّلها كيفما يشاء وغيرها من فوائد كثيرة ، ويأتي بعده الحزب الديمقراطي فيعقد الاتفاقيات الأمنية ويستعبد الدول بفرض الديمقراطية وإقامة المفاوضات و "العولمة الاقتصادية " بل يشن الحروب لدواعي " التدخل لأغراض إنسانية " و " حماية حقوق الإنسان " وغيرها من ترهات ، فيبيع الأسلحة ويسرق النفط ويحتكر الأموال ويقيم المعاهدات والمفاوضات ، فيتغيّر الدور بينهما والنتيجة واحدة لتجار الحروب ..
فيتبادلون الأدوار والسياسة واحدة ، ولكن يتعاملون بالعصا والجزرة أو كما نسميها نحن بالســـيف والذهب ، فولاية الجمهوري تكون في الظاهر كالعصا وولاية الديمقراطي في الظاهر تكون كالجزرة ، وكل ما في الأمر أن التداول بينها هو للعب الأدوار بحيث ينفذ كل طرف مهمته واختصاصه ثم يوكل تكملتها للآخر – بالرفع والخفض - مع بقاء السياسات على حالها ( حسب ما يريده مُخرج المسرحية ) ..
فلا يظن أحد أن الحزب الجمهوري يعمل مخالفاً للحزب الديمقراطي أو مصادماً له ، أو أن أحدهما أفضل من الآخر للمسلمين أو للسلام العالمي أو حتى لشؤون أمريكا الداخلية والخارجية ! بل هما وجهان لعملة واحدة شريرة يريدان أن يسيطروا على العالم بتبادل الأدوار بينهما ، وهم بإعلامهم " الهوليودي " يريدون أن يوهموا العالم بأن الحزب الجمهوري يشن الحروب بمعزل عن الديمقراطي وأن الحزب الديمقراطي عنده خطط حكيمة وعقلانية ويعملها بمعزل عن الجمهوري !!
تقول صحيفة لوس أنجلس تايمز الأمريكية في 1-9-2002 : " إن فكر المحافظين الجدد بدأ يتشكّل في سبعينيات القرن الماضي على مبدأين أساسيين : 1 / رفض انعزالية الديمقراطيين ( التي يئست من نشر الديمقراطية والقيم الأمريكية على المستوى الدولي ) ، 2 / ورفض واقعية الجمهوريين ( التي تنظر إلى العلاقات الدولية بالأساس كصراع قوى ومصالح ، ولا تهتم كثيراً بالرؤى الأخلاقية مثل نشر الديمقراطية وحقوق الإنسان في العالم ) .. " .
وهنا نستطيع أن نخرج بتصوّر بسيط ، أنهم قد بدؤوا – بسبب تبعات هزيمتهم أمام تنظيم القاعدة - يعترفون ببعض كذباتهم ومسرحياتهم ، كما نقلتُ من تلك الصحيفة بأن الرئيس الحاكم من أي من الحزبين يعمل أصلاً بتوافق مع الآخر وليس بتضاد ..
وكما صرّح باراك أوباما بأنه لن يستثني الحزب الجمهوري من العمل مع الديمقراطي من أجل أمريكا ومن أجل الأمن القومي ، ونحن نعلم ذلك ولكنهم بحاجة في هذه المرحلة من أن يكشفوا عن هذه الحقيقة - والتي أخفوها لسنين - حتى يحافظوا على بلدهم من التصدع الذي نتوقّعه قريباً ..
بل إن ( الديمقراطي ) كلينتون قد قام في فترة رئاسته بحروب – في الصومال وكوسوفو والبوسنة وغيرها – وقام بضربات - في السودان وأفغانستان والعراق مراراً وغيرها - مجموعها يفوق ما قام به جيمي كارتر وورونالد ريغان وبوش الأب مجتمعين !!
ولقد أصدر كلينتون – الديمقراطي - في عام 1998 قانوناً باسم " تحرير العراق " وبدأه بخطوات بدعم المعارضة عسكرياً ومالياً من أجل إضعاف نظام صدام حسين ، وكان هذا القانون أحد الأسس التي انطلقت فيها إدارة بوش الأصغر لاحتلال العراق ، وكان بمثابة تهيئة للحرب القادمة ..
فمن الخطأ أن يقال بأن أحد الحزبين أفضل من الآخر ومعلوم أنهم يعملون على ( دراجة واحدة ) فوقها ( أرجل غليظة ) تسيّرها وتبدل انخفاض وارتفاع ( الدوّاسات ) فيها !!
إن الحزبين يعملان سوياً من أجل السيطرة على العالم ، ومن المحال أن تخسر أمريكا الحرب ضد قاعدة الجهاد والحزب الديمقراطي يقف متفرّجاً على الجمهوري أو غير مساهم معه في الحرب !! إنها حرب تهدد كيانهم !! وهم لم يدّخروا وسعاً في الاجتماع والاتفاق على محاربتنا ، وأعضاء الكونجرس خليط من الحزبين ، وهم جميعهم مشتركون في الهزيمة الساحقة التي أصابتهم بفضل الله عز وجل ثم بفضل قاعدة الجهاد ومن سار على نهجها في عصرنا الحاضر ..
إنهم يبحثون عن مبررات الهزيمة ليهربوا من المعركة ، وهذه المسرحية جيدة بنظرهم وفاشلة بنظرنا ..
ومن الجيد – بالنسبة إليهم – أن يبرروا هروبهم أمام العالم بأنهم هربوا من جحيم العراق وأفغانستان وجزيرة العرب بسبب تغيّر الحزب الحاكم في أمريكا وتغيّر السياسة العامة الأمريكية معه ! والحقيقة هي أن هذا هو أحد أهداف تبادل الأدوار بينهما ..
وإنني أقولها للجميع : إنهم منهزمون مدحورون هاربون من المعركة التي يخوضونها ضد الإسلام وطليعته المجاهدة في قاعدة الجهاد ومن سار على نهجها في هذا العصر ، سواءً كان القادم ديمقراطياً أو حتى لو ظل جمهورياً ، فإنهم مدحورون وهاربون ولن يبقوا قواتهم بإذن الله ، وإن ظلّت الرئاسة عند الجمهوريين فسيهربون أيضاً ، وسيكون تبرير هروبهم بأن الرئيس الجديد سيتفادى أخطاء من سبقه ، وجعل الرئيس ديمقراطياً سيعطيهم مبرراً أقوى للهروب من المعركة ..
ومخططهم للهروب ودلالاته والخطة الجديدة لحرب دولة العراق الإسلامية في الوقت الذي سيهربون فيه ، له موضع آخر سأبيّنه بإذن الله تعالى في وقت لاحق ، أسأل الله التوفيق والسداد ..
وبإلقاء نظرة على المتحكّمين الحقيقيين في أمريكا وبالتركيز على بعض التجار المتنفذين في حكومتهم الديكتاتورية المستعينة بإعلامها للخروج من حقيقة استبدادهم وسرقتهم وطغيانهم ، وللظهور بمظهر البشر !! أقول :
استمرّت أمريكا في إشعال الحروب تنفيذاً لمطالب أولئك " الرهط " من مجرمي التجار لجني أكبر قدر من الأرباح بتشغيل مؤسساتهم " الثقيلة والعسكرية والبنكية والنفطية " ، حتى أصبح إنفاق أمريكا العسكري يصل إلى 75 % من مجموع الإنفاق العسكري العالمي !! ومخصصاتها للإنفاق العسكري يفوق كل مخصصات إنفاق الأنشطة الحكومية الأمريكية الباقية مجتمعةً ، بما فيها من صحة وتعليم وبنى تحتية وغيرها !! وكل ذلك من أجل إنعاش اقتصاد أولئك الرهط الحاكمون الحقيقيون لأمريكا ، ثم تعود الفائدة تبعاً لذلك على شعبهم البهيمي كنتيجة طبيعية لانتعاش الاقتصاد ..
فليس مستغرباً ملاحظة أن اقتصاد أمريكا ينتعش في فترات حروبها !! كفترة الحرب العالمية الأولى والحرب الكورية وحرب فيتنام ومشروع حرب النجوم والحرب العراقية الإيرانية - ومن النكت الساخرة التي كان الدبلوماسيون الأمريكيون يتبادلونها هي : " الشيء الوحيد السيئ في الحرب الإيرانية العراقية أنها سوف تنتهي في يوم من الأيام " !! - وحرب تحرير الكويت - والاستيطان في جزيرة العرب – وبداية حرب أفغانستان ..
يقول ديفيد ميلر : " في كل مرة نخوض فيها حروباً ينتعش فيها اقتصادنا " !!
وهذا صحيح ، إلا في حالة واحدة فلن ينتعش اقتصادهم فيها حينما حاربوا أهل الحق والصدق أهل الإسلام وطليعته المجاهدة ، كما فعلوا ذلك ضد قاعدة الجهاد المباركة فإن اقتصادهم قد انهار بغير رجعة بعكس كل حروبهم السابقة ، والحمد لله الرب الواحد الأحد ..
وهذه المرّة لن يجدوا مبررات لإنفاقهم الأرقام الفلكية في الحرب ضد قاعدة الجهاد المباركة ودولتهم تعاني من انهيار مالي واقتصادي ، وعليه فإن هروبهم من المعركة في العراق وأفغانستان أمر مسلّم به - بالنسبة إليّ على الأقل - ..
إضافةً إلى أن الفَرق هذه المرّة أن قاعدة الجهاد هي من ابتدأت هذه الحرب وهي التي تسيّر فصولها كيفما تشاء ..
بانتهاء الحرب الباردة والتي كلّفت أمريكا ما يقارب 16 ترليون دولار !! بما يعادل قيمة الدولار اليوم ، كانت تجني في تلك الحرب الأرباح المضاعفة من ورائها وتضمن استمرار صدارتها للعالم ..
وبانتهاء الحرب الباردة ضد السوفييت فقد خسرت أمريكا دوافع التقدّم ، وأصبح البحث عن عدو استراتيجي هاجساً أمريكياً منذ أول لحظة سقط فيها السوفييت بطريقة مفاجئة وغير متوقّعة – كما أراه يحدث الآن بسقوط أمريكا وإخفاء إعلامها الهوليودي هذه الحقيقة الرائعة - ، وأضحى من الصعب تبرير بقاء حلف الناتو بعد انهيار الروس !! وأمسى تبرير تخصيص النسبة الأكبر من إيرادات الدولة لبرامج التسليح أكثر صعوبة !! والأهم هو كيف يمكن إقناع دافع الضرائب الأمريكي بذلك !! وما هو مبرر استمرار التحالفات وبناء القواعد العسكرية في ظل غياب العدو !! وأين هو العدو الإستراتيجي الذي من أجله تعمل كل ذلك !! لتحقق أرباح كبار المجرمين في الإدارة الأمريكية !!؟
ظهر فراغ سياسي وإيديولوجي في أمريكا بسقوط الشيوعية – وهذا ما سيحدث عن قريب بإذن الله بسقوط أمريكا والتي خططت له القاعدة لملئ الفراغ فيه – وأدى ذلك إلى منافسة بين المثقّفين ورجال السياسة والتجار لتحديد رؤية للمستقبل ، وبسبب اختلاف الرؤى بينهم !! كان لزاماً على أمريكا – بشكل أشمل - لكي لا تنجر إلى تصدّعات في تحالفاتها الدولية مع القوى الكبرى ، ولاستمرار سيطرتها على الأنظمة العميلة لها ولكي لا تصل إلى تفكك ولاياتها حينما يتفرّغ شعبها إلى فساد المتحكمين بهم ، والأهم من كل ذلك من أجل أن تبقى الفئة الحاكمة في أمريكا وهم كبار المسئولين ورجال الأعمال يدرّون أرباحاً مضاعفة ..
كان لزاماً عليهم أن يخوضوا حروباً جديدة ضد أضعف الأعداء حسب تصوّرهم ..
فبانتهاء عقيدة الأمن القومي المبنية على العداء للشيوعية تحوّل الرأي العام الأمريكي نحو المسائل الداخلية ، وهذا الأمر مقلق لكبار المسئولين رجال الأعمال ، وكتبت الساحرة كوندوليزا رايس قبيل تولّيها لمنصب مستشارة الرئيس الأمريكي لشؤون الأمن القومي وهو المنصب الذي سبق تولّيها لوزارة الخارجية الحالي تقول : " إن الولايات المتحدة تجد صعوبة فائقة في تحديد ( مصلحتها القومية ) في غياب القوة السوفييتية " !!
نعم .. فالمتحكمّون في أمريكا واقتصادها – بشكل أدقّ - يجدون صعوبة في تحديد مصلحة وأرباح شركاتهم بفقدان العدو الاستراتيجي !!
وحينما أمر الشيخ أسامة بن لادن حفظه الله وسدده بتنفيذ الضربات كان هذا الأمر مباغتاً ورهيباً أدهش الخبراء العسكريين في العالم !! بأنه ضربهم قبل أن يضربوه ، فأصبح هو المسيّر لمراحل الحرب حسب مخططه هو ، وليس مخططهم !!
يقول حميد غل رئيس الاستخبارات الباكستاني السابق : " لقد بلغنا أن القاعدة قد علمت بأن أمريكا ستضرب أفغانستان ، وقد باغتتها هي وضربتها ، فإن كان هذا صحيحاً فإنه يعتبر إنجازاً هائلاً في المقاييس الحربية " !!
فاستخدمت أمريكا أحداث سبتمبر المباركة لتخوض أكبر حرب عالمية ، ولكن الفارق أنها ضد أفراد !! والعجيب أن هؤلاء الأفراد قد انتصروا عليها !! بنصرة الله وتأييده لهم ، ولله الحمد كله ..
وبهذه الحرب أراد كبار مجرمي أمريكا أن يحققوا مصالحهم بعد غياب العدو الاستراتيجي ليطلقوا سياسة خارجية عدوانية ظالمة تصب في مصلحة الحزبين الجمهوري والديمقراطي اللذين يعملان سوياً ، ولها أجندة أوسع من مجرد الحرب ضد الإرهاب ، فزعموا بأن الخطر يهدد العالم بأسره وأن المجاهدين سيضربون كل مكان في العالم !! بل وهددوا بأن من لم يكن مع سياسة أمريكا فهو يعتبر ضدها !!
أرادوا التحكّم في كل أرجاء العالم وروّجوا لنظرية " النظام العالمي الجديد " ، وحسبوا أنه نهاية التاريخ بسيطرتهم للأبد !! وظنوا بأنهم سيبقون ما بقيت الحياة !!
خابوا وخسئوا ..
إن أمريكا فيما سبق قد جنّدت معها دول كثيرة ومنها عربية من أجل حرب الجيش العراقي المحتل للكويت ، ولكنها لم ترتق إلى أحلام المتحكّمين في أمريكا من كبار الساسة التجار ، فجاءت الحرب على الإرهاب واصطفّت معها كل دول العالم وأمدتها بما تريده وبغير تلكّؤ وأصبحت أمريكا مسيطرة على العالم كله ، ولكن قاعدة الجهاد المباركة قد أفسدت عليهم كل ذلك " الحلم " بل وجعلتهم في الحضيض مهزومين مدحورين بفضل الله وحده ..
إن ضربات سبتمبر لم تكن السبب لاحتلال أفغانستان ، فالتخطيط لاحتلالها كان معداً له وقد علِم المراقبون به ، وإنما كانت الضربات معجلةً لاحتلالها ، وإلا ما هو الرابط بين احتلال العراق وأحداث سبتمبر والحرب ضد الإرهاب !! إلا أنهم يبحثون عن حروب جديدة يربحون من ورائها ..
فاستغل الأمريكان الحدث لزيادة مكاسبهم على أكبر نطاق يتصوّرونه ! وبلغوا بقوّتهم وتجبّرهم لأن يهددوا بأن يبطشوا بكل الدول التي لا تقف معهم وتطيعهم في حرب الإرهاب ، والهدف الرئيس - والغير معلن - أن ينعشوا اقتصادهم وشركاتهم ، وكان الحدث في نفس الوقت مبرراً لإلهاء شعوبهم بالمعركة البعيدة لإشغالهم عن حقيقة تفاصيل طغيانهم وشركاتهم الخاصة !!
ولكن المجاهدين وطليعتهم في قاعدة الجهاد قد أفشلوا خططهم ( كلها ) بفضل الله عز وجل .. وما زلنا في بداية الحرب ، فالآن بدأ القتال !!
يقول نعوم تشومسكي : " إن هذه هي المرّة الأولى منذ حرب عام 1812م التي يتم الهجوم فيها ضد الأراضي القومية ( الأمريكية ) "أو التعرّض حتى لمجرد التهديد " !!"
نعم ، فإنهم التسعة عشر بطلاً ، إنهم جند أسامة ، إنهم طليعة الأمة ومجاهدوها من مخططين ومنفذين ومموّلين وقياديين ومنفذين !!
يتبع..............
تعليق