تحمل في جنباتها الموت والدمار.." الزنانة".. تعود إلى أجواء غزة وتنذر بقرب انتهاء "التهدئة"
شهدت أجواء قطاع غزة في الأيام القليلة الماضية، تحليقا مكثفا لطائرات الاستطلاع الصهيونية، بعد انقطاع دام نحو أربعة أشهر، هي عمر سريان "التهدئة" المعلنة في القطاع منذ 19/6 الماضي، والتي تم تحديد سقفها الزمني بستة أشهر، قابلة للتمديد، بناء على الوساطة المصرية بين الفصائل الفلسطينية ودولة الاحتلال.
ويخشى الفلسطينيون في القطاع المحاصر من أن تكون الطلعات المتكررة لطائرات الاستطلاع تلك والتي تعرف باسم "الزنانة" تمهيدا لفترة ما بعد التهدئة والتي تنتهي بعد نحو شهرين من الآن، حيث من المتوقع أن يشهد القطاع بعدها تصعيدا صهيونيا غير مسبوق خاصة في حال عدم الانتهاء من ملف الجندي الصهيوني الأسير لدى المقاومة الفلسطينية، "جلعاد شاليط"، وذلك في الوقت الذي دعت فيه العديد من فصائل المقاومة لا سيما حركة الجهاد الإسلامي إلى إعادة النظر في قضية التهدئة باعتبارها لم تحقق المصلحة الفلسطينية، وإنما شكّلت دافعا لدولة الاحتلال للاستفراد بالضفة الغربية المحتلة، إلى جانب مواصلة الحصار المفروض على قطاع غزة.
جمع معلومات:
من جانبه، قال رأفت حمدونة المتخصص في الشؤون الصهيونية، إن التحليق المكثف لطائرات الاستطلاع في الآونة الأخيرة تخطى كونه وسيلة صهيونية لجمع المعلومات عن طريق الطائرات بدون طيار".
واعتبر حمدونة أن الشيء الجديد في أمر تحليق الطائرات في هذه الآونة بالذات هو أن دولة الاحتلال تحاول الضغط على الفصائل الاسرة للجندي شاليط عندما ظهر هناك نوع من الفشل في مفاوضات جلعاد شاليط والتي يمسك بملفها الوسيط المصري.
وأوضح حمدونة أن الكيان الصهيوني يحاول توجيه رسالة إلى الفصائل مفادها بأنها ستقوم بالتدخل بقوة السلاح أو تنفيذ اغتيالات في صفوف القيادات الفلسطينية في حال استمر الجمود في ملف "شاليط".
وأعرب المختص في الشؤون الصهيونية عن اعتقاده بعدم وجود علاقة بين تحليق طائرات الاستطلاع المكثف والخشية من أعمال عسكرية قد تقدم عليها فصائل المقاومة، وان كان هدفها الأساسي الرصد وجمع المعلومات، لافتاً إلى أن هدفها هذه المرة يتخطى ذلك ويكمن في الضغط على المقاومة لتمديد التهدئة مقابل تهدئة فيما لا يحقق الجانب الفلسطيني أي مكاسب.
مخاوف المواطنين:
وأعرب عدد من المواطنين عن خوفهم الشديد من عودة " الزنانة" إلى التحليق لما يرتبط في أذهانهم من جرائم كثيرة ارتكبها "الكيان" من خلالها، خاصة في عمليات الاغتيالات واستهداف المدنيين فهم يشعرون كل لحظة بان هناك أهدافا مدنية سوف يتم استهدافها وان جريمة جديدة سوف تقع في أية لحظة، هذا بالإضافة إلى التشويش على المحطات الفضائية.
ويقول المواطن أيمن الشمالي : "إن طائرة الاستطلاع من أكثر الأشياء التي تنغص علينا حياتنا، حيث تشوش على أجهزة الاتصالات الفضائية حيث تنعدم الصورة بشكل كامل بسببها، إضافة إلى قلقنا الدائم نتيجة تحليقها المستمر لأنها تمثل خطراً كبيراً لكل ما يتحرك على الأرض، ففي أي لحظة ممكن أن ترتكب هذه الطائرات مجزرة أو جريمة بحق الفلسطينيين سواء كانوا مقاومين أو مدنيين.
أما الطفل يوسف البالغ من العمر تسع سنوات فيوضح أنه لا يستطيع مشاهدة برامج الأطفال وخاصة الكرتون والتي لا يتمكن من مشاهدتها بالمطلق بسبب تحليق الطائرات المكثف.
ويضيف أن الأطفال في قطاع غزة مظلومون فلا توجد آماكن للعب والترفيه، أو حدائق ومتنزهات كافية لهم، ويقول "متنفسنا الوحيد هو التلفزيون ومحطات الأطفال وأفلام الكرتون ولكن الآن لا يوجد لنا اى شيء للتسلية بعد التشويش الدائم من قبل الطائرات ".
تجربة المواطنين مع طائرات الاستطلاع قاسية ومؤلمة كونها عرفت بأنها تطلق صواريخ باتجاه الأهداف المدنية وأمعنت في قتل المواطنين والمقاومين من خلال صواريخها الدقيقة التي تعمل على تمزيق الأجساد إلى قطع صغيرة.
إنذار مبكّر:
من ناحيته، أكد الطبيب النفسي د. خالد دحلان من برنامج غزة للصحة النفسية، أن طائرات الاستطلاع هي احد وسائل العدوان التي تذكر المواطن الفلسطيني بقدوم خطر أو رصد لتحركاتهم وبالتالي تكون مصدرا لإثارة القلق والاضطراب والريبة.
وأوضح د. دحلان أن تلك الطائرات تحدث أيضاً نوعاًً من الشعور بالإحباط كأنها أداة عليا ومسيطرة تقوم برصد الحياة اليومية للمواطن الفلسطيني، قائلاً "لا أتصور أن هناك شعباً في العالم أو في التاريخ الحديث يتعرض للرصد والمتابعة مثل شعبنا الفلسطيني في غزة.
وأضاف الخبير النفسي أن طائرة الاستطلاع بمثابة إنذار مبكر الأمر الذي يولد الكثير من الاضطرابات النفسية لدى المواطن بشكل عام وقد تصل الأمور إلى اضطرابات في الأكل والنوم.
وأشار إلى أن الشريحة الأكثر تضرراً من شرائح الشعب الفلسطيني هم الأطفال وذلك على اعتبار أنهم أقل خبرة من الكبار وبالتالي يكون الطفل أقل تكيف مع الواقع من الكبير.
ودعا د.دحلان أولياء الأمور إلى عدم تغيير الحقائق أمام أطفالهم وذلك حتى نخفف من أعراض القلق والخوف والاضطرابات لديهم. وأضاف "علينا أن نحاول شرح حقيقة ما يجري لهم بقدر المستطاع فليس من السليم أن تقوم بتغير الحقائق".
وكانت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين قد دعت في أكثر من مناسبة إلى إعادة النظر في قضية التهدئة، وقال القيادي البارز أن التهدئة باتت تشكل خطراً على مسيرة وجهاد الشعب الفلسطيني، ولم تحقق له سوى مزيدا من الانقسامات، مشيراً في كلمته التي ألقاها خلال المهرجان الكبير الذي نظمته الحركة الجمعة الماضية بخانيونس في الذكرى الثالثة عشر لاستشهاد مؤسس الحركة د.فتحي الشقاقي، إلى أن "الشعب الفلسطيني لم يلمس أي أثر إيجابي لها، وأنه يجب إجراء تقييم شامل للتهدئة من كافة جوانبها".
وتظل حالة من القلق هي المسيطرة على الشارع الفلسطيني في غزة بعد أن ارتبط تحليق طائرات الاستطلاع بتنفيذ غارات أو اغتيالات لقيادات فلسطينية.
شهدت أجواء قطاع غزة في الأيام القليلة الماضية، تحليقا مكثفا لطائرات الاستطلاع الصهيونية، بعد انقطاع دام نحو أربعة أشهر، هي عمر سريان "التهدئة" المعلنة في القطاع منذ 19/6 الماضي، والتي تم تحديد سقفها الزمني بستة أشهر، قابلة للتمديد، بناء على الوساطة المصرية بين الفصائل الفلسطينية ودولة الاحتلال.
ويخشى الفلسطينيون في القطاع المحاصر من أن تكون الطلعات المتكررة لطائرات الاستطلاع تلك والتي تعرف باسم "الزنانة" تمهيدا لفترة ما بعد التهدئة والتي تنتهي بعد نحو شهرين من الآن، حيث من المتوقع أن يشهد القطاع بعدها تصعيدا صهيونيا غير مسبوق خاصة في حال عدم الانتهاء من ملف الجندي الصهيوني الأسير لدى المقاومة الفلسطينية، "جلعاد شاليط"، وذلك في الوقت الذي دعت فيه العديد من فصائل المقاومة لا سيما حركة الجهاد الإسلامي إلى إعادة النظر في قضية التهدئة باعتبارها لم تحقق المصلحة الفلسطينية، وإنما شكّلت دافعا لدولة الاحتلال للاستفراد بالضفة الغربية المحتلة، إلى جانب مواصلة الحصار المفروض على قطاع غزة.
جمع معلومات:
من جانبه، قال رأفت حمدونة المتخصص في الشؤون الصهيونية، إن التحليق المكثف لطائرات الاستطلاع في الآونة الأخيرة تخطى كونه وسيلة صهيونية لجمع المعلومات عن طريق الطائرات بدون طيار".
واعتبر حمدونة أن الشيء الجديد في أمر تحليق الطائرات في هذه الآونة بالذات هو أن دولة الاحتلال تحاول الضغط على الفصائل الاسرة للجندي شاليط عندما ظهر هناك نوع من الفشل في مفاوضات جلعاد شاليط والتي يمسك بملفها الوسيط المصري.
وأوضح حمدونة أن الكيان الصهيوني يحاول توجيه رسالة إلى الفصائل مفادها بأنها ستقوم بالتدخل بقوة السلاح أو تنفيذ اغتيالات في صفوف القيادات الفلسطينية في حال استمر الجمود في ملف "شاليط".
وأعرب المختص في الشؤون الصهيونية عن اعتقاده بعدم وجود علاقة بين تحليق طائرات الاستطلاع المكثف والخشية من أعمال عسكرية قد تقدم عليها فصائل المقاومة، وان كان هدفها الأساسي الرصد وجمع المعلومات، لافتاً إلى أن هدفها هذه المرة يتخطى ذلك ويكمن في الضغط على المقاومة لتمديد التهدئة مقابل تهدئة فيما لا يحقق الجانب الفلسطيني أي مكاسب.
مخاوف المواطنين:
وأعرب عدد من المواطنين عن خوفهم الشديد من عودة " الزنانة" إلى التحليق لما يرتبط في أذهانهم من جرائم كثيرة ارتكبها "الكيان" من خلالها، خاصة في عمليات الاغتيالات واستهداف المدنيين فهم يشعرون كل لحظة بان هناك أهدافا مدنية سوف يتم استهدافها وان جريمة جديدة سوف تقع في أية لحظة، هذا بالإضافة إلى التشويش على المحطات الفضائية.
ويقول المواطن أيمن الشمالي : "إن طائرة الاستطلاع من أكثر الأشياء التي تنغص علينا حياتنا، حيث تشوش على أجهزة الاتصالات الفضائية حيث تنعدم الصورة بشكل كامل بسببها، إضافة إلى قلقنا الدائم نتيجة تحليقها المستمر لأنها تمثل خطراً كبيراً لكل ما يتحرك على الأرض، ففي أي لحظة ممكن أن ترتكب هذه الطائرات مجزرة أو جريمة بحق الفلسطينيين سواء كانوا مقاومين أو مدنيين.
أما الطفل يوسف البالغ من العمر تسع سنوات فيوضح أنه لا يستطيع مشاهدة برامج الأطفال وخاصة الكرتون والتي لا يتمكن من مشاهدتها بالمطلق بسبب تحليق الطائرات المكثف.
ويضيف أن الأطفال في قطاع غزة مظلومون فلا توجد آماكن للعب والترفيه، أو حدائق ومتنزهات كافية لهم، ويقول "متنفسنا الوحيد هو التلفزيون ومحطات الأطفال وأفلام الكرتون ولكن الآن لا يوجد لنا اى شيء للتسلية بعد التشويش الدائم من قبل الطائرات ".
تجربة المواطنين مع طائرات الاستطلاع قاسية ومؤلمة كونها عرفت بأنها تطلق صواريخ باتجاه الأهداف المدنية وأمعنت في قتل المواطنين والمقاومين من خلال صواريخها الدقيقة التي تعمل على تمزيق الأجساد إلى قطع صغيرة.
إنذار مبكّر:
من ناحيته، أكد الطبيب النفسي د. خالد دحلان من برنامج غزة للصحة النفسية، أن طائرات الاستطلاع هي احد وسائل العدوان التي تذكر المواطن الفلسطيني بقدوم خطر أو رصد لتحركاتهم وبالتالي تكون مصدرا لإثارة القلق والاضطراب والريبة.
وأوضح د. دحلان أن تلك الطائرات تحدث أيضاً نوعاًً من الشعور بالإحباط كأنها أداة عليا ومسيطرة تقوم برصد الحياة اليومية للمواطن الفلسطيني، قائلاً "لا أتصور أن هناك شعباً في العالم أو في التاريخ الحديث يتعرض للرصد والمتابعة مثل شعبنا الفلسطيني في غزة.
وأضاف الخبير النفسي أن طائرة الاستطلاع بمثابة إنذار مبكر الأمر الذي يولد الكثير من الاضطرابات النفسية لدى المواطن بشكل عام وقد تصل الأمور إلى اضطرابات في الأكل والنوم.
وأشار إلى أن الشريحة الأكثر تضرراً من شرائح الشعب الفلسطيني هم الأطفال وذلك على اعتبار أنهم أقل خبرة من الكبار وبالتالي يكون الطفل أقل تكيف مع الواقع من الكبير.
ودعا د.دحلان أولياء الأمور إلى عدم تغيير الحقائق أمام أطفالهم وذلك حتى نخفف من أعراض القلق والخوف والاضطرابات لديهم. وأضاف "علينا أن نحاول شرح حقيقة ما يجري لهم بقدر المستطاع فليس من السليم أن تقوم بتغير الحقائق".
وكانت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين قد دعت في أكثر من مناسبة إلى إعادة النظر في قضية التهدئة، وقال القيادي البارز أن التهدئة باتت تشكل خطراً على مسيرة وجهاد الشعب الفلسطيني، ولم تحقق له سوى مزيدا من الانقسامات، مشيراً في كلمته التي ألقاها خلال المهرجان الكبير الذي نظمته الحركة الجمعة الماضية بخانيونس في الذكرى الثالثة عشر لاستشهاد مؤسس الحركة د.فتحي الشقاقي، إلى أن "الشعب الفلسطيني لم يلمس أي أثر إيجابي لها، وأنه يجب إجراء تقييم شامل للتهدئة من كافة جوانبها".
وتظل حالة من القلق هي المسيطرة على الشارع الفلسطيني في غزة بعد أن ارتبط تحليق طائرات الاستطلاع بتنفيذ غارات أو اغتيالات لقيادات فلسطينية.
تعليق