موسى : الوساطة المصرية الحالية بين الفلسطينيين هي
الملتقي المقدسي : حذر عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية الدول العربية من خطورة المرحلة القادمة عليها، لدرجة أنه استخدم تعبير نكون أو لا نكون. جاء ذلك في لقاءٍ جمع موسى مع عدد من الصحافيين والكتاب والسياسيين أول من أمس برعاية هشام ناظر سفير المملكة العربية السعودية في مصر. ويأتي اللقاء ضمن سلسلة لقاءات يستضيفها السفير كل يوم أربعاء في منزله بالقاهرة، ويحضرها عدد كبير من المسؤولين والشخصيات العامة ذات التوجهات السياسية المختلفة والاختصاصات العلمية المتنوعة.
واستعرض موسى الاخطار المحدقة بالعرب في المرحلة الراهنة وفي مقدمتها النزاع العربي ـ الإسرائيلي والقضية الفلسطينية التي تشهد تأزماً حالياً، والوضع في العراق، والاشكاليات التي تفرضها الاتفاقية الأمنية المزمع توقيعها مع أمريكا، والموضوع النووي، والأخطار القائمة في البحر الأحمر والقرن الأفريقي ولبنان وشمال أفريقيا، مشدداً على الأثر الكبير الذي تخلفه محاولات اثارة الصراع بين الشيعة والسنة.
ولخص موسى الأجندة الواجب اتباعها للخروج من الأزمات الحالية في اتجاهين، أولهما: العمل على إصلاح وتطوير المنطقة وهو الهدف المتفق عليه، والذي تم اتخاذ قرارات عدة في خصوصه خلال القمم العربية سيما في مجالات التنمية الاقتصادية والسياسية وحقوق الإنسان، مشيراً الى الحاح الجامعة على أن تفي الدول العربية بالتزاماتها في هذا الشأن، لافتاً الى أن تقارير من أحدى عشرة دولة قد وصلت الجامعة في هذا الصدد.
أما الاتجاه الثاني فيتعلق، حسب تقدير موسى بالمشاكل الجديدة الخاصة بالصراع بين الحضارات أو الصدام بين الغرب والإسلام، مشيراً الى الحوارات الجارية مع الأوروبيين في هذا الخصوص على أمل تدارك المشكلة، معللاً هذا التوجه بقوله' لأنه لو اتسع فسيسبب لنا مشاكل كثيرة قد تصل إلى حد الغزو'.
وشدد موسى على خطورة الانهيار المالي الذي حدث في أمريكا وامتد الى النظام العالمي بأسره على الدول النامية بما فيها الدول العربية ما لم تتم إحاطة هذه المشكلة ومحاصرتها، ناصحاً بوضع خطة استراتيجية مستقبلية تشمل السنوات القادمة حتى سنة 2020 وتتحرك بناء عليها الدول العربية، لافتاً الى أنه سيتم عقد اجتماع يوم 29 من الشهر الحالي لمحافظي البنوك المركزية لمناقشة الأزمة المالية، كما ستعقد قمة اقتصادية للغرض نفسه.
وقال موسى ردا على بعض الأسئلة حول القضية الفلسطينية: 'الوضع يزداد صعوبة، لأننا تلقينا من مصادر متعددة منها الامم المتحدة أن إسرائيل تقيم 129 مستوطنة جديدة، وهذا معناه، أنه لا دولة فلسطينية، ... وعلينا أن نتساءل، إن كانت سراباً أو جزرة يلوحون بها لنا حتى ننشغل بها إلى أن يتم تنفيذ المخطط ونجد أنفسنا وقد وصلنا إلى موقف، لا تكون فيه دولة، وهذا ما نبحثه الآن'.
وتابع: 'ان المبادرة الوحيدة هي مبادرة السلام العربية، بينما لا توجد مبادرة إسرائيلية وقد سمعنا مؤخرا عن وجود أفكار فقط، وقد سألت الرئيس أبو مازن ان كانت هناك أفكار إسرائيلية فقال: لا، وانما هناك جلسة تحدث فيها رئيس الوزراء السابق وسمعنا فيها أفكارا، ولما قلت لهم، نكتبها، قالوا: لا، نحن نتكلم فقط، وهاهو أولمرت ترك الوزارة، وحتى الرئيس بوش، سوف تنتهي ولايته في شهر ديسمبر ولم يحدث شيء من وعده إنشاء الدولة، وستأتي إدارة جديدة تقول: سوف ندرس'.
وأشاد موسى بالورقة التي قدمها الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون على اعتبار أنها الأفضل حتى الآن، معرباً عن أسفه أن كلينتون وضع ورقته قبل انتهاء ولايته بشهور قليلة.
وأجاب موسى على سؤال حول الوساطة المصرية بين الفلسطينيين، فقال: الوساطة المصرية الحالية ستكون الأخيرة، ولن يكون مقبولا تحول عملية السلام من محادثات سلام فلسطينية ـ إسرائيلية، إلى محادثات سلام فلسطينية ـ فلسطينية.
وبالنسبة لسورية، قال موسى ان هناك تطورا بعد الوساطة تركية التي أدت الى محادثات غير مباشرة وان لم يكن هناك وعد إسرائيلي بالانسحاب الكامل من الجولان.
وفي الشأن اللبناني قال موسى: رغم كل الصعوبات حدث تحرك جيد للأمام تمثل في انتخاب رئيس للجمهورية، وتبادل السفراء بين سورية ولبنان وإصلاح ذات البين في أوساط الطوائف والقوى السياسية، لكن الوضع لا يزال مخيفا لأن الأوضاع في لبنان تنعكس عليها كل مشاكل المنطقة، فإذا قامت حرب فيه فستؤدي إلى مشاكل في كل المنطقة.
وبالنسبة للأوضاع في العراق، قال موسى: 'اننا في عام 2005 نجحنا في جمع كل القوى ووافقوا على الحل العربي، ولكن أحدا لم يتقيد به، لأن الحل العربي وقتها كان مرفوضا، وأما الآن فيبدو أن هناك ترحيبا به، وعودة السفراء العرب إلى العراق جزء من هذا الحل، والوضع الأمني أفضل الآن، أما العلاقة بين السنة والشيعة فقد بدأت تعود إلى طبيعتها'.
ولفت موسى الى جهود الجامعة فيما يتعلق بمشكلة دارفور قبل أن يأتي المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية أوكامبو في شهر تموز/يوليو الماضي بتقريره الذي اعتبره موسى 'خطيراً لأنه يتهم رئيس دولة باتهام في غاية الخطور'.
وقال موسى: ذهبت للسودان وقابلت الرئيس البشير وأعضاء الحكومة، وتفاهمت معهم وتوصلنا لاتفاق مكتوب على تعيين مدع عام لأحداث دارفور وتعديل القوانين الجنائية وتشكيل محاكم بشرط حضور ممثلين للأمم المتحدة، وعرضنا الاتفاق على الاتحاد الافريقي والأمم المتحدة، ونحن لا نتحرك إلا باتفاق مع الاثنين، كما طلبنا تهدئة الأوضاع مع تشاد، وتشكيل لجنة عربية، افريقية لجمع المتمردين مع الحكومة.
ونفى موسى الاتهامات الموجهة من جانب بعض الفصائل المتمردة للجامعة العربية بأنها منحازة للسودان، قائلاً: هذا غير صحيح، واعتقد أن التعاون لو استمر بين الجامعة والأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي لأمكن التوصل الى حل لمشكلة دارفور.
تعليق