في عيون من عرفوه ..
* زوجة الشهيد فتحي الشقاقي :
لقد استشهد واستشهاده شرف أكرمه الله به وأكرمنا به .. إنه شرف الشهادة التي لا ينالها كل من يحرص عليها ولكن الله يختص بها من يشاء من عباده.. والدكتور الشقاقي كان يقوم بواجبه تجاه أهله الفلسطينيين المطرودين من ليبيا ونسأل الله أن يتغمده في جناته ويجمعه مع الأنبياء والصديقين وحسن أولئك رفيقا ..
* الدكتور رمضان شلح الأمين العام لحركة الجهاد قال:
"لم يكن الشقاقي قائداً عادياً، كان بما له من هيبة وسحر وجاذبية خاصة واحداً من صُناع التاريخ في مرحلة غاب عنها التاريخيون، ولم يبق سوى الباعة المتجولون للمبادئ والشهداء والتاريخ، كانت هيبته تجعل الكتابة إليه نزيفاً، فكيف بالكتابة عنه، عرفته قبل عشرين عاماً، وحين وقعت في أسره أدركت أنني ولدت من جديد، لقد كان بذرة الوعي والثورة في حقل النهوض الإسلامي الكبير".
- يقول عنه رمضان شلح بعد اغتياله :
كان أصلب من الفولاذ، وأمضى من السيف، وأرقّ من النسمة. كان بسيطًا إلى حد الذهول، مركبًا إلى حد المعجزة! كان ممتلئًا إيمانًا، ووعيًا، وعشقًا، وثورة من قمة رأسه حتى أخمص قدميه. عاش بيننا لكنه لم يكن لنا، لم نلتقط السر المنسكب إليه من النبع الصافي 'وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي'، 'وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي'، لكن روحه المشتعلة التقطت الإشارة فغادرنا مسرعًا ملبيًا 'وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى'.
* الشيخ حسن نصرالله / الأمين العام لحزب الله :
بوركت حركة يستشهد أمينها العام ، وإن حركة يستشهد أمينها العام لن تهزم.. ولن تنكسر.. ولن تتراجع.. ولن تعود إلى الخلف ، وستظل الحركة التي تحمل نهجك ، وتحمل رأسك، وتحمل روحك، تتقدم وتتقدم إلى القدس.. إلى فلسطين.. كل فلسطين ..
* الشيخ نافذ عزام/ أحد قادة حركة الجهاد الإسلامي :
كان الشقاقي يعرف أن الدنيا جيفة، وأن الموت يتربصه في كل لحظة وساعة، وكان يحمل هموم المسلمين والإسلام والفلسطينيين، وكان يعرف أنه يسير عكس التيار، وإن الاستشهاد هو مصيره ..
* الشيخ عبد الله الشامي/أحد قادة حركة الجهاد الإسلامي :
إن الدكتور فتحي الشقاقي كان يمثل على امتداد عالمنا الإسلامي جيلاً إسلامياً طلائعيا لا يؤمن بالهيمنة الإسرائيلية الأمريكية ..
* الكاتب والمفكر المصري د.رفعت سيد أحمد :
كان فراق الدكتور فتحي الشقاقي مؤثرا ومؤلما على المستوى الشخصي وعلى المستوى العام .. كنت آخر من التقاه وآخر من ودّعه وآخر من حمل وصيته ليوصلها إلى زملائه في حركة الجهاد الإسلامي" ..
في الأسبوع الأخير الذي قضاه في ليبيا ليحل قضية المبعدين .. التقينا في الفندق الكبير هناك .. وبقينا أسبوعا كاملا نلتقي ولا نفترق إلا للنوم .. وعندما أراد أن يغادر ليبيا أوصاني أن أبقى في غرفته للتمويه .. وكان خلال هذا الأسبوع يروي لنا رؤيته وذكرياته في مصر وفلسطين .. وكنا نمضي وقتا طويلا على شاطئ طرابلس .. حيث كان يحب ليبيا في وقت الخريف" ..
وصلني نبأ استشهاد الدكتور في اليوم التالي.. كان هذا الخبر مؤلما جدا.. وبقيت في ليبيا فترة أطول .. بانتظار عودة جثمان "أبو إبراهيم" إلى ليبيا لنصلي عليه ثم يغادر إلى دمشق ليدفن في مخيم اليرموك ..
* المفكر الإسلامي السوري الدكتور محمد سعيد البوطي قال:
"لقد علّم رجاله من خلال يقينه الراسخ أن الشهادة في سبيل الله أسمى متعة يمكن أن يتذوقها إنسان، وأطرب نشوة يمكن أن تطوف بالرؤوس غير أنها مخبوءة داخل لفافة وهم الآلام وافتراق الأخطار".
* المفكر الإسلامي المصري محمد عمارة قال:
"فلسطين شهيدة الأمة ومن هنا يتميز الشهداء في سبيلها في ساعة الشهادة والاستشهاد، و للشقاقي مكانه متميزة بين الشهداء، تنبع من الفكر الذي آمن به ومن القضية التي استشهد في سبيلها، وهي قضية خالدة وفكرة استراتيجية، باب الشهادة في سبيلهما مفتوح للذين أكرمهم ويكرمهم الله بالسير على هذا الدرب".
* الشيخ راشد الغنوشي من تونس يقول عن الشقاقي:
'عرفته صُلبًا، عنيدًا، متواضعًا، مثقفًا، متعمقًا في الأدب والفلسفة، أشدّ ما أعجبني فيه هذا المزيج من التكوين الذي جمع إلى شخصه المجاهد الذي يقضُّ مضاجع جنرالات الجيش الذي لا يُقهر، وشخصية المخطط الرصين الذي يغوص كما يؤكد عارفوه في كل جزئيات عمله بحثًا وتمحيصًا يتحمل مسؤولية كاملة.. جمع إلى ذلك شخصية المثقف الإسلامي المعاصر الواقعي المعتدل.. وهو مزيج نادر بين النماذج الجهادية التي حملت راية الجهاد في عصرنا؛ إذ حملته على خلفية ثقافية بدوية تتجافى وكل ما في العصر من منتج حضاري كالقبول بالاختلاف، والتعددية، والحوار مع الآخر، بدل تكفيره واعتزاله'.
* أما الكاتبة والمفكرة 'صافيناز كاظم' فقالت عنه:
'لم يكن له صوت صاخب ولا جمل رنانة، وكان هادئا في الحديث، وتميز بالمرح الجيَّاش الذي يولِّد طاقة الاستمرار حتى لا تكل النفس، أعجبته كلمة علي بن أبي طالب –رضي الله عنه- عندما نصحوه باتخاذ احتياطات ضد المتربصين به، فتحرر منذ البداية من كل خوف؛ ليتحرك خفيفًا طائرًا بجناحين: الشعر والأمل في الشهادة'.
* أما 'فضل سرور' الصحفي فيقول :
'فدائي ومجاهد من نوع متميز فدائي داخل الانتماء الذي طاله، وفدائي في النمط الذي انتهجه. في الأولى استطاع بعد أن كان درعًا لتلقي السهام أن يحول السهام؛ لترمى حيث يجب أن ترمى، وفي الثانية استطاع أن يؤسس لما بعد الفرد'.
* أبو عبد الله أحد تلاميذ د. فتحي الشقاقي
عشت معه ثمانية شهور متكاملة في السجن، فكان نعم الأب والصديق والمجاهد والشيخ والخطيب والداعية .. أفنى حياته من أجل أن يعلم الناس الخير .. فتعلمت منه حب المطالعة والمعرفة .. دفعنا للقراءة دوماً .. فكان شاعراً من أروع الشعراء ومفكراً من أقوى المفكرين في العالم وإنساناً رقيقاً شفافاً مرهفاً في شخصه .. لكن يد الغدر الصهيونية أخذته من عالمنا"
* عامر خليل أحد رفاق د. فتحي الشقاقي
كان المعلم د. فتحي الشقاقي شخصية فريدة من نوعها جمعت كل ما يمكن أن يتمنى الإنسان رؤيته في قائد مثله .. وهو في الأصل أديب وشاعر .. إذا قرأت له تشعر بعذوبة ودلالة كتاباته .. وقد يتصور البعض أن هدفه إذا التقيت معه هو التنظير عليك لتحمل فكرة الإسلام والجهاد عن فلسطين فقط .. إلا أنه يجهد في صياغة الشخص الذي يتعامل معه من جميع الجوانب ..
وعندما دخلت مكتبته الضخمة لأول مرة ناولني رواية لكاتب روسي مشهور باسم المسيح يصلب من جديد .. ربما ساهمت بشكل كبير في فهمي فكرة الصراع وكيف ينتصر الخير .. وفي مواقف أخرى أراد أن يؤهلني إلى الإمامة .. فقدمني على من هم أحفظ وأعلم مني في الإسلام وكان يبني شخصيتي بشكل متكامل ..
في محاضراته وندواته كان يتدفق وينساب من فمه كل ما يمكن أن يتوقعه إنسان بالفقه والتاريخ والأدب والشعر .. استطاع في سنوات قليلة أن يجعل من فكره وأيدلوجيته فاعلاً أساسياً في حركة مقاومة الاحتلال والجهاد لزواله ..
* الدكتور عبد الستار قاسم / كاتب وأكاديمي فلسطيني :
كان الشهيد رحمه الله علماً من أعلام الفكر الإسلامي، ومن أبرز المجاهدين الفلسطينيين من أجل تحرير الديار المقدسة، وقد كان وفياً ومخلصاً ولديه الاستعداد لتقديم التضحيات ومواجهة كل الصعاب .
* الأخ جميل المجدلاوي/ قيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين :
عرفت الشهيد فتحي الشقاقي لفترة وجيزة من الوقت في الشتات، كانت كافية لأن أعرف فيه التواضع والتفاؤل والبحث عن القواسم المشتركة التي توجد انطلاقاً من إيمانه بالتعددية .
* الأخ حسين الشيخ/ أمين سر حركة فتح في الضفة الغربية :
الشقاقي مناضل فلسطيني ترك بصمات هامة في تاريخ الكفاح الفلسطيني وكان متمسك بفلسطين .
لقد كان لناقل هذه الشهادات علاقة ودّ ومحبة وصداقة لمدة عامين متتاليين مع الشهيد الدكتور الشقاقي، كانت النقطة المركزية لأي حوار نهاري أو مسائي في المنزل أو في السيارة هي القضية الفلسطينية وأهمية استنهاض الأمة في سبيل تحرير فلسطين من براثن الاحتلال، كيف لا وهو المهتم دائما بتوجيه السؤال اليومي ماذا قرأت اليوم، ماذا سمعت من أخبار عن فلسطين وانتفاضتها، إن الخبر الذي سمعته اليوم عند الساعة الثانية فجراً لم تكن معلومات دقيقة، وهكذا تمر الساعات والأيام لقاءات ومواعيد ومثابرة على سماع مواجز الأخبار ساعة بساعة، وفجأة يعرض عليك دراسة أو بحثاً ويقول هذا ما كتبته وأريد التعليق، لقد كان الدكتور فتحي أو عز الدين أو أبو إبراهيم يبدي حرصاً شديداً على مناقشة أي دراسة أو مقالة يرسلها لصحيفة أو مجلة أو حتى استشارة تأتيه من بعيد، ففي الليلة الأولى من أيام المبعدين الفلسطينيين إلى مرج الزهور أصر الدكتور فتحي على التوجه إلى مرج الزهور حتى ولو سيراً على الأقدام وباءت كل المحاولات في سبيل إقناعه لتأجيل الزيارة إلى النهار التالي بالفشل، وكان ما أراد وتوجه إلى مرج الزهور رغم بعض العوائق الميدانية ووصل إلى هناك وعانق الأخوة المبعدين وصافحهم فرداً فرداً واطمأن على صحتهم، لقد كانت الأيام السبعمائة وأكثر، حافلة بالعبر والعبرات، العبرات على فقد الشهداء، والعبر للتزود والاستمرار في نهج المقاومة والجهاد، وما محطة 26/10/1995 أمام فندق (الدبلوماسي) بحي سليمة بجزيرة مالطا عند الساعة الواحدة من ظهر يوم الخميس إلا المحطة الأخيرة من المحطات الجهادية في الحياة الدنيا للدكتور فتحي، حين كان عائداً من ليبيا إلى دمشق بعد إجرائه حواراً مع القيادة الليبية بشأن قضية عودة الفلسطينيين الذين طردتهم ليبيا باتجاه الحدود المصرية، ولتبدأ بعدها رحلة غربة الجسد الشاهد من مالطا بعد رفض عبور الجثمان حتى لأجواء بعض البلاد العربية، وصولاً لتدخل الرئيس الراحل حافظ الأسد، وينقل الشهيد فتحي الشقاقي بعدها إلى دمشق ليوارى الثرى في روضة شهداء فلسطين.
* زوجة الشهيد فتحي الشقاقي :
لقد استشهد واستشهاده شرف أكرمه الله به وأكرمنا به .. إنه شرف الشهادة التي لا ينالها كل من يحرص عليها ولكن الله يختص بها من يشاء من عباده.. والدكتور الشقاقي كان يقوم بواجبه تجاه أهله الفلسطينيين المطرودين من ليبيا ونسأل الله أن يتغمده في جناته ويجمعه مع الأنبياء والصديقين وحسن أولئك رفيقا ..
* الدكتور رمضان شلح الأمين العام لحركة الجهاد قال:
"لم يكن الشقاقي قائداً عادياً، كان بما له من هيبة وسحر وجاذبية خاصة واحداً من صُناع التاريخ في مرحلة غاب عنها التاريخيون، ولم يبق سوى الباعة المتجولون للمبادئ والشهداء والتاريخ، كانت هيبته تجعل الكتابة إليه نزيفاً، فكيف بالكتابة عنه، عرفته قبل عشرين عاماً، وحين وقعت في أسره أدركت أنني ولدت من جديد، لقد كان بذرة الوعي والثورة في حقل النهوض الإسلامي الكبير".
- يقول عنه رمضان شلح بعد اغتياله :
كان أصلب من الفولاذ، وأمضى من السيف، وأرقّ من النسمة. كان بسيطًا إلى حد الذهول، مركبًا إلى حد المعجزة! كان ممتلئًا إيمانًا، ووعيًا، وعشقًا، وثورة من قمة رأسه حتى أخمص قدميه. عاش بيننا لكنه لم يكن لنا، لم نلتقط السر المنسكب إليه من النبع الصافي 'وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي'، 'وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي'، لكن روحه المشتعلة التقطت الإشارة فغادرنا مسرعًا ملبيًا 'وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى'.
* الشيخ حسن نصرالله / الأمين العام لحزب الله :
بوركت حركة يستشهد أمينها العام ، وإن حركة يستشهد أمينها العام لن تهزم.. ولن تنكسر.. ولن تتراجع.. ولن تعود إلى الخلف ، وستظل الحركة التي تحمل نهجك ، وتحمل رأسك، وتحمل روحك، تتقدم وتتقدم إلى القدس.. إلى فلسطين.. كل فلسطين ..
* الشيخ نافذ عزام/ أحد قادة حركة الجهاد الإسلامي :
كان الشقاقي يعرف أن الدنيا جيفة، وأن الموت يتربصه في كل لحظة وساعة، وكان يحمل هموم المسلمين والإسلام والفلسطينيين، وكان يعرف أنه يسير عكس التيار، وإن الاستشهاد هو مصيره ..
* الشيخ عبد الله الشامي/أحد قادة حركة الجهاد الإسلامي :
إن الدكتور فتحي الشقاقي كان يمثل على امتداد عالمنا الإسلامي جيلاً إسلامياً طلائعيا لا يؤمن بالهيمنة الإسرائيلية الأمريكية ..
* الكاتب والمفكر المصري د.رفعت سيد أحمد :
كان فراق الدكتور فتحي الشقاقي مؤثرا ومؤلما على المستوى الشخصي وعلى المستوى العام .. كنت آخر من التقاه وآخر من ودّعه وآخر من حمل وصيته ليوصلها إلى زملائه في حركة الجهاد الإسلامي" ..
في الأسبوع الأخير الذي قضاه في ليبيا ليحل قضية المبعدين .. التقينا في الفندق الكبير هناك .. وبقينا أسبوعا كاملا نلتقي ولا نفترق إلا للنوم .. وعندما أراد أن يغادر ليبيا أوصاني أن أبقى في غرفته للتمويه .. وكان خلال هذا الأسبوع يروي لنا رؤيته وذكرياته في مصر وفلسطين .. وكنا نمضي وقتا طويلا على شاطئ طرابلس .. حيث كان يحب ليبيا في وقت الخريف" ..
وصلني نبأ استشهاد الدكتور في اليوم التالي.. كان هذا الخبر مؤلما جدا.. وبقيت في ليبيا فترة أطول .. بانتظار عودة جثمان "أبو إبراهيم" إلى ليبيا لنصلي عليه ثم يغادر إلى دمشق ليدفن في مخيم اليرموك ..
* المفكر الإسلامي السوري الدكتور محمد سعيد البوطي قال:
"لقد علّم رجاله من خلال يقينه الراسخ أن الشهادة في سبيل الله أسمى متعة يمكن أن يتذوقها إنسان، وأطرب نشوة يمكن أن تطوف بالرؤوس غير أنها مخبوءة داخل لفافة وهم الآلام وافتراق الأخطار".
* المفكر الإسلامي المصري محمد عمارة قال:
"فلسطين شهيدة الأمة ومن هنا يتميز الشهداء في سبيلها في ساعة الشهادة والاستشهاد، و للشقاقي مكانه متميزة بين الشهداء، تنبع من الفكر الذي آمن به ومن القضية التي استشهد في سبيلها، وهي قضية خالدة وفكرة استراتيجية، باب الشهادة في سبيلهما مفتوح للذين أكرمهم ويكرمهم الله بالسير على هذا الدرب".
* الشيخ راشد الغنوشي من تونس يقول عن الشقاقي:
'عرفته صُلبًا، عنيدًا، متواضعًا، مثقفًا، متعمقًا في الأدب والفلسفة، أشدّ ما أعجبني فيه هذا المزيج من التكوين الذي جمع إلى شخصه المجاهد الذي يقضُّ مضاجع جنرالات الجيش الذي لا يُقهر، وشخصية المخطط الرصين الذي يغوص كما يؤكد عارفوه في كل جزئيات عمله بحثًا وتمحيصًا يتحمل مسؤولية كاملة.. جمع إلى ذلك شخصية المثقف الإسلامي المعاصر الواقعي المعتدل.. وهو مزيج نادر بين النماذج الجهادية التي حملت راية الجهاد في عصرنا؛ إذ حملته على خلفية ثقافية بدوية تتجافى وكل ما في العصر من منتج حضاري كالقبول بالاختلاف، والتعددية، والحوار مع الآخر، بدل تكفيره واعتزاله'.
* أما الكاتبة والمفكرة 'صافيناز كاظم' فقالت عنه:
'لم يكن له صوت صاخب ولا جمل رنانة، وكان هادئا في الحديث، وتميز بالمرح الجيَّاش الذي يولِّد طاقة الاستمرار حتى لا تكل النفس، أعجبته كلمة علي بن أبي طالب –رضي الله عنه- عندما نصحوه باتخاذ احتياطات ضد المتربصين به، فتحرر منذ البداية من كل خوف؛ ليتحرك خفيفًا طائرًا بجناحين: الشعر والأمل في الشهادة'.
* أما 'فضل سرور' الصحفي فيقول :
'فدائي ومجاهد من نوع متميز فدائي داخل الانتماء الذي طاله، وفدائي في النمط الذي انتهجه. في الأولى استطاع بعد أن كان درعًا لتلقي السهام أن يحول السهام؛ لترمى حيث يجب أن ترمى، وفي الثانية استطاع أن يؤسس لما بعد الفرد'.
* أبو عبد الله أحد تلاميذ د. فتحي الشقاقي
عشت معه ثمانية شهور متكاملة في السجن، فكان نعم الأب والصديق والمجاهد والشيخ والخطيب والداعية .. أفنى حياته من أجل أن يعلم الناس الخير .. فتعلمت منه حب المطالعة والمعرفة .. دفعنا للقراءة دوماً .. فكان شاعراً من أروع الشعراء ومفكراً من أقوى المفكرين في العالم وإنساناً رقيقاً شفافاً مرهفاً في شخصه .. لكن يد الغدر الصهيونية أخذته من عالمنا"
* عامر خليل أحد رفاق د. فتحي الشقاقي
كان المعلم د. فتحي الشقاقي شخصية فريدة من نوعها جمعت كل ما يمكن أن يتمنى الإنسان رؤيته في قائد مثله .. وهو في الأصل أديب وشاعر .. إذا قرأت له تشعر بعذوبة ودلالة كتاباته .. وقد يتصور البعض أن هدفه إذا التقيت معه هو التنظير عليك لتحمل فكرة الإسلام والجهاد عن فلسطين فقط .. إلا أنه يجهد في صياغة الشخص الذي يتعامل معه من جميع الجوانب ..
وعندما دخلت مكتبته الضخمة لأول مرة ناولني رواية لكاتب روسي مشهور باسم المسيح يصلب من جديد .. ربما ساهمت بشكل كبير في فهمي فكرة الصراع وكيف ينتصر الخير .. وفي مواقف أخرى أراد أن يؤهلني إلى الإمامة .. فقدمني على من هم أحفظ وأعلم مني في الإسلام وكان يبني شخصيتي بشكل متكامل ..
في محاضراته وندواته كان يتدفق وينساب من فمه كل ما يمكن أن يتوقعه إنسان بالفقه والتاريخ والأدب والشعر .. استطاع في سنوات قليلة أن يجعل من فكره وأيدلوجيته فاعلاً أساسياً في حركة مقاومة الاحتلال والجهاد لزواله ..
* الدكتور عبد الستار قاسم / كاتب وأكاديمي فلسطيني :
كان الشهيد رحمه الله علماً من أعلام الفكر الإسلامي، ومن أبرز المجاهدين الفلسطينيين من أجل تحرير الديار المقدسة، وقد كان وفياً ومخلصاً ولديه الاستعداد لتقديم التضحيات ومواجهة كل الصعاب .
* الأخ جميل المجدلاوي/ قيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين :
عرفت الشهيد فتحي الشقاقي لفترة وجيزة من الوقت في الشتات، كانت كافية لأن أعرف فيه التواضع والتفاؤل والبحث عن القواسم المشتركة التي توجد انطلاقاً من إيمانه بالتعددية .
* الأخ حسين الشيخ/ أمين سر حركة فتح في الضفة الغربية :
الشقاقي مناضل فلسطيني ترك بصمات هامة في تاريخ الكفاح الفلسطيني وكان متمسك بفلسطين .
لقد كان لناقل هذه الشهادات علاقة ودّ ومحبة وصداقة لمدة عامين متتاليين مع الشهيد الدكتور الشقاقي، كانت النقطة المركزية لأي حوار نهاري أو مسائي في المنزل أو في السيارة هي القضية الفلسطينية وأهمية استنهاض الأمة في سبيل تحرير فلسطين من براثن الاحتلال، كيف لا وهو المهتم دائما بتوجيه السؤال اليومي ماذا قرأت اليوم، ماذا سمعت من أخبار عن فلسطين وانتفاضتها، إن الخبر الذي سمعته اليوم عند الساعة الثانية فجراً لم تكن معلومات دقيقة، وهكذا تمر الساعات والأيام لقاءات ومواعيد ومثابرة على سماع مواجز الأخبار ساعة بساعة، وفجأة يعرض عليك دراسة أو بحثاً ويقول هذا ما كتبته وأريد التعليق، لقد كان الدكتور فتحي أو عز الدين أو أبو إبراهيم يبدي حرصاً شديداً على مناقشة أي دراسة أو مقالة يرسلها لصحيفة أو مجلة أو حتى استشارة تأتيه من بعيد، ففي الليلة الأولى من أيام المبعدين الفلسطينيين إلى مرج الزهور أصر الدكتور فتحي على التوجه إلى مرج الزهور حتى ولو سيراً على الأقدام وباءت كل المحاولات في سبيل إقناعه لتأجيل الزيارة إلى النهار التالي بالفشل، وكان ما أراد وتوجه إلى مرج الزهور رغم بعض العوائق الميدانية ووصل إلى هناك وعانق الأخوة المبعدين وصافحهم فرداً فرداً واطمأن على صحتهم، لقد كانت الأيام السبعمائة وأكثر، حافلة بالعبر والعبرات، العبرات على فقد الشهداء، والعبر للتزود والاستمرار في نهج المقاومة والجهاد، وما محطة 26/10/1995 أمام فندق (الدبلوماسي) بحي سليمة بجزيرة مالطا عند الساعة الواحدة من ظهر يوم الخميس إلا المحطة الأخيرة من المحطات الجهادية في الحياة الدنيا للدكتور فتحي، حين كان عائداً من ليبيا إلى دمشق بعد إجرائه حواراً مع القيادة الليبية بشأن قضية عودة الفلسطينيين الذين طردتهم ليبيا باتجاه الحدود المصرية، ولتبدأ بعدها رحلة غربة الجسد الشاهد من مالطا بعد رفض عبور الجثمان حتى لأجواء بعض البلاد العربية، وصولاً لتدخل الرئيس الراحل حافظ الأسد، وينقل الشهيد فتحي الشقاقي بعدها إلى دمشق ليوارى الثرى في روضة شهداء فلسطين.
تعليق