من معركة الشجاعية إلى استشهاد الدكتور المعلم فتحي الشقاقي... جهاد عظيم وتاريخ مشرف
بقلم : الأستاذ ممتاز مرتجى
الجزء الأول
تمر عينا ذكرى معركة الشجاعية وذكرى استشهاد الدكتور المعلم فتحي الشقاقي رضوان الله عليه في كل عام لتؤكد من جديد أن خيار المقاومة هو الأساس, وان مشروع الدكتور المعلم فتحي الشقاقى هو الأكثر صمودا وقدرة على البقاء, وان حركة الجهاد الإسلامي حركة متميزة في الساحة الفلسطينية والعربية والإسلامية, وأنها ليست رقما أو إضافة غير ذات معنى..تأتي هذه الذكرى والتي شاءت الأقدار الإلهية أن تكون في نفس الشهر الذي رحل عنا فيه مؤسس هذه الحركة وفارسها الدكتور المعلم فتحي الشقاقي في السادس والعشرين من أكتوبر عام 1995 وليكون الفارق بين دماء شهداء معركة الشجاعية ودماء قائدهم الشقاقي حوالي ثمانية أعوام فقط-لتؤكد أن حركة الجهاد الإسلامي هي قدر الله في الأرض وأنها حركة تسير بعناية الله ورعايته فلا يمكن سحقها أو إضعافها أو احتوائها أو حسمها لهذه القوة أو تلك أو هذا الطرف أو ذاك.
لقد كتب الدكتور المعلم الكثير عن معركة الشجاعية التي لا ينبغي أن تمر ذكراها مر الكرام لسبب بسيط هو أنها ليست عملية عادية وإنما هي شرارة انتفاضة جبارة وانطلاقة لحركة أصبحت رقما صعبا في الساحة الفلسطينية والعربية والدولية ولقد كان الدكتور فتحي يربط في كتاباته بين معركة الشجاعية البطولية وبين كل عمل جهادي في أي مكان ومن ضمن ما كتبه:
من طلقات الشجاعية إلى احتراق كاهانا.... مسيرة الأمة نحو نهضتها وتحرير قدسها
من طلقات أبطال معركة الشجاعية قبل ثلاثة أعوام إلى طلقات سعيد نصير التي أسقطت الإرهابي مائير كاهانا، تبرز دلالات وإشارات هي غاية في الأهمية والوضوح تقول إنه مهما بلغ ضجيج بني إسرائيل وإفسادهم فإن هذا الضجيج وهذا الإفساد وهذا العلو قد وصل مرحلة أخرى. لقد وصل القمة في نكبة 1967 ـ وحرب 1982. وإن ما يجري الآن في الانحدار من تلك القمة نحو السقوط هو تعطيل لتقدمه وعلوه وإفساده.
ويعود الدكتور فتحي ليربط بين أول اعتقالات للحركة في قطاع غزة عام 1983 على قضية "مجلة الطليعة الإسلامية" والتي كان هو على راسها وحكم عليه باحدى عشر شهرا-ولأنه وحسب تعبيره (في البدء كانت الكلمة دوماً) وبين عمليات الجهاد الإسلامي مابين عام 84-87 فيقول:
"في صيف 1983م اعتقلت السلطات الصهيونية خمسة وعشرين مجاهداً من نشطاء حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الناشئة والوليدة آنذاك، وكان ذلك هو الاعتقال الأول لأي تجمع أو مجموعة إسلامية في الضفة الغربية وقطاع غزة منذ الاحتلال الصهيوني لهما عام 1967م، فلم يكن أيَّ من التجمعات الإسلامية في فلسطين قد قرر المواجهة بعد، وكان هذا سبباً كافياً لبروز حركة الجهاد الإسلامي حلا للإشكالية القائمة بين الذين يحملون الإسلام ولا يتوجهون لتحرير فلسطين والذين يتحدثون عن تحرير فلسطين دون أن يحملوا الإسلام!!".
ويتحدث عما كان يقوله ضباط المخابرات الإسرائيليين له ولإخوانه في التحقيق فيقول:
«أنتم أسوأ من منظمة التحرير الفلسطينية (لاحظ هنا أن المخابرات الإسرائيلية تقارن بين النواة الأولى لحركة الجهاد الإسلامي وبين منظمة التحرير الفلسطينية التي اعتمدت في البداية الكفاح المسلح ثم توجهت بعد لذلك لخيار التسوية السياسية, لأنه لم يكن يومها طرف إسلامي آخر أو جهة ما تدعو في أفكارها إلى اعتماد الجهاد والكفاح المسلح كوسيلة للتحرير من منطلق فكري إسلامي وكان الدكتور فتحي وإخوانه هم الوحيدون في الساحة الفلسطينية الذين يدعون لذلك) ، هل تعرفون لماذا؟! لأنكم تجمعون بين العروبة والإسلام، بين الوطنية والإسلام، ولذا ليس من سبيل للقتال معكم سوى اجتثاثكم من جذوركم... هذا الصراخ الذي كنا نسمعه مراراً وتكراراً في أقبية التحقيق كان هو العنوان والشعار الذي عمل تحته الجلادون من رجال أمن العدو لمواجهة حركة الجهاد الإسلامي».
«أنتم تحصدون والله يزرع فأين حصادكم من زرع الله».
بقلم : الأستاذ ممتاز مرتجى
الجزء الأول
تمر عينا ذكرى معركة الشجاعية وذكرى استشهاد الدكتور المعلم فتحي الشقاقي رضوان الله عليه في كل عام لتؤكد من جديد أن خيار المقاومة هو الأساس, وان مشروع الدكتور المعلم فتحي الشقاقى هو الأكثر صمودا وقدرة على البقاء, وان حركة الجهاد الإسلامي حركة متميزة في الساحة الفلسطينية والعربية والإسلامية, وأنها ليست رقما أو إضافة غير ذات معنى..تأتي هذه الذكرى والتي شاءت الأقدار الإلهية أن تكون في نفس الشهر الذي رحل عنا فيه مؤسس هذه الحركة وفارسها الدكتور المعلم فتحي الشقاقي في السادس والعشرين من أكتوبر عام 1995 وليكون الفارق بين دماء شهداء معركة الشجاعية ودماء قائدهم الشقاقي حوالي ثمانية أعوام فقط-لتؤكد أن حركة الجهاد الإسلامي هي قدر الله في الأرض وأنها حركة تسير بعناية الله ورعايته فلا يمكن سحقها أو إضعافها أو احتوائها أو حسمها لهذه القوة أو تلك أو هذا الطرف أو ذاك.
لقد كتب الدكتور المعلم الكثير عن معركة الشجاعية التي لا ينبغي أن تمر ذكراها مر الكرام لسبب بسيط هو أنها ليست عملية عادية وإنما هي شرارة انتفاضة جبارة وانطلاقة لحركة أصبحت رقما صعبا في الساحة الفلسطينية والعربية والدولية ولقد كان الدكتور فتحي يربط في كتاباته بين معركة الشجاعية البطولية وبين كل عمل جهادي في أي مكان ومن ضمن ما كتبه:
من طلقات الشجاعية إلى احتراق كاهانا.... مسيرة الأمة نحو نهضتها وتحرير قدسها
من طلقات أبطال معركة الشجاعية قبل ثلاثة أعوام إلى طلقات سعيد نصير التي أسقطت الإرهابي مائير كاهانا، تبرز دلالات وإشارات هي غاية في الأهمية والوضوح تقول إنه مهما بلغ ضجيج بني إسرائيل وإفسادهم فإن هذا الضجيج وهذا الإفساد وهذا العلو قد وصل مرحلة أخرى. لقد وصل القمة في نكبة 1967 ـ وحرب 1982. وإن ما يجري الآن في الانحدار من تلك القمة نحو السقوط هو تعطيل لتقدمه وعلوه وإفساده.
ويعود الدكتور فتحي ليربط بين أول اعتقالات للحركة في قطاع غزة عام 1983 على قضية "مجلة الطليعة الإسلامية" والتي كان هو على راسها وحكم عليه باحدى عشر شهرا-ولأنه وحسب تعبيره (في البدء كانت الكلمة دوماً) وبين عمليات الجهاد الإسلامي مابين عام 84-87 فيقول:
"في صيف 1983م اعتقلت السلطات الصهيونية خمسة وعشرين مجاهداً من نشطاء حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الناشئة والوليدة آنذاك، وكان ذلك هو الاعتقال الأول لأي تجمع أو مجموعة إسلامية في الضفة الغربية وقطاع غزة منذ الاحتلال الصهيوني لهما عام 1967م، فلم يكن أيَّ من التجمعات الإسلامية في فلسطين قد قرر المواجهة بعد، وكان هذا سبباً كافياً لبروز حركة الجهاد الإسلامي حلا للإشكالية القائمة بين الذين يحملون الإسلام ولا يتوجهون لتحرير فلسطين والذين يتحدثون عن تحرير فلسطين دون أن يحملوا الإسلام!!".
ويتحدث عما كان يقوله ضباط المخابرات الإسرائيليين له ولإخوانه في التحقيق فيقول:
«أنتم أسوأ من منظمة التحرير الفلسطينية (لاحظ هنا أن المخابرات الإسرائيلية تقارن بين النواة الأولى لحركة الجهاد الإسلامي وبين منظمة التحرير الفلسطينية التي اعتمدت في البداية الكفاح المسلح ثم توجهت بعد لذلك لخيار التسوية السياسية, لأنه لم يكن يومها طرف إسلامي آخر أو جهة ما تدعو في أفكارها إلى اعتماد الجهاد والكفاح المسلح كوسيلة للتحرير من منطلق فكري إسلامي وكان الدكتور فتحي وإخوانه هم الوحيدون في الساحة الفلسطينية الذين يدعون لذلك) ، هل تعرفون لماذا؟! لأنكم تجمعون بين العروبة والإسلام، بين الوطنية والإسلام، ولذا ليس من سبيل للقتال معكم سوى اجتثاثكم من جذوركم... هذا الصراخ الذي كنا نسمعه مراراً وتكراراً في أقبية التحقيق كان هو العنوان والشعار الذي عمل تحته الجلادون من رجال أمن العدو لمواجهة حركة الجهاد الإسلامي».
«أنتم تحصدون والله يزرع فأين حصادكم من زرع الله».