إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

نقاط على حروف المشهد الجهادي العالمي 2 د. أكرم حجازي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • نقاط على حروف المشهد الجهادي العالمي 2 د. أكرم حجازي

    نقاط على حروف المشهد الجهادي العالمي 2 د. أكرم حجازي


    نقاط على حروف المشهد الجهادي العالمي



    د. أكرم حجازي

    12/10/2008

    المأزق والحل في بلاد الأفغان

    (2)







    لو لم يكن ثمة انهيار في أسواق المال العالمية ابتداء من الولايات المتحدة الأمريكية وحتى أفقر دولة في العالم لاحتلت الباكستان وأفغانستان صدارة النشرات الإخبارية في وسائل الإعلام الدولية بلا منافس. ومع ذلك فقد ألقت الحروب الأمريكية في العراق وأفغانستان بظلالها على خلفيات الأزمة المالية الأمريكية والتي تسببت بخسائر معلنة بما يوازي حجم الإنفاق العسكري الأمريكي في البلدين والبالغ أزيد من 3.5 تريليون دولار. هكذا حضر العراق، كساحة حرب مدمرة للاقتصاد الأمريكي، مع أنه لا يشكل، في الوقت الراهن على الأقل، حجم الفزع الذي تثيره حالة الساحة الأفغانية. فهل الوضع في أفغانستان حرج إلى الدرجة التي تجعل من مسألة التفاوض مع طالبان، ولو على المستوى الإعلامي، مجاورة لأعتى الأزمات العالمية؟

    أولا: انحسار الخيار العسكري الأمريكي

    غداة هجمات الحادي عشر من سبتمبر توعد الرئيس الأمريكي جورج بوش تحديدا طالبان والقاعدة بالعقاب الشديد: سنخرجهم من جحورهم، سنطاردهم، سنعتقلهم أو نقتلهم، وسنقضي على القاعدة وطالبان ... . هذه بعض العبارات التي تفوه بها وهو يحشد قواته للهجوم على أفغانستان. وبعد مرور ثلاثة أعوام أو أقل على احتلال البلاد وتدميرها وقتل الآلاف من سكانها ومجاهديها، وبعد حصار تورا بورا سئل الرئيس عن مصير بن لادن فأجاب: لا أعرف - I don't know - لكننا في النهاية سنلقي القبض عليه أو ربما يكون قتل. وبعد ثلاث سنوات أخرى قال: الوضع صعب وعصيب. أما اليوم فــ: نحن مستعدون للتفاوض مع طالبان!

    هكذا إذن، استنفذت الولايات المتحدة وحلف الناتو الخيار العسكري بالكامل، وباتت القوات المتحالفة على شفا الانهيار بين لحظة وأخرى. فالعسكريون حسموا أمرهم. والخلاف بين الناتو والأمريكيين وصل إلى نقطة اللاعودة. فعلى امتداد السنة الجارية، على الأقل، نشطت الولايات المتحدة دبلوماسيا وألحت على الدول الأوروبية حتى جف لعابها لإقناعها بزيادة عدد القوات الأطلسية في أفغانستان ولكن دون جدوى، فقد أخفق حلف الناتو في الاتفاق على إرسال إمدادات عسكرية تصل إلى 15 ألف جندي إضافي لمواجهة تصاعد هجمات طالبان، فيما رفضت الدول الأخرى المزيد من التورط في الحرب الدائرة في أفغانستان.

    ويمكن ملاحقة حقيقة الوضع العسكري في أفغانستان عبر تصريحات القادة الميدانيين والمسؤولين الأوروبيين. ففي 2/6/2008، وعشية استقالته، اعترف قائد قوات الناتو في أفغانستان الجنرال دان ماكنيل في مقابلة مع مجلة دير شبيجل الألمانية أن: منظمة الناتو لديها 47 ألف جندي الآن، في حين أننا نحتاج إلى وجود 400 ألف جندي أفغاني لمواجهة طالبان. وفي مقابلة لاحقة له مع صحيفة الـ واشنطن بوست الأمريكية (15/6/2008) أقر بأن التصدي لهجمات حركة طالبان الأفغانية بات أمرًا عسيرًا، خاصة بعدما زادت هجمات مقاتلي الحركة بمعدل 50% .

    وأكد التقرير الذي أعده المفكر الإستراتيجي الشهير أنطوني كوردسمان في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية (23/9/2008) بعنوان: خسارة الحرب الأفغانية – الباكستانية؟ الخطر الصاعد أن: هزيمة الناتو وأمريكا في أفغانستان آتية بالتأكيد، كما حدث مع الاتحاد السوفيتي في ثمانينات القرن الماضي والإمبراطورية البريطانية في القرن 19، وهو ذات التوقع الذي أشار إليه ريتشارد تايلور في صحيفة الغارديان (7/11/2007) من أن: حلف شمال الأطلسي الذي تأسس لمواجهة الجيش السوفييتي بعظمته وأقماره الاصطناعية يواجه خطر الاندثار في صحارى أفغانستان وجبالها. وأشار تقرير كوردسمان إلى أن الوضع الذي كان يتدهور في السنوات الخمس الماضية في أفغانستان وصل اليوم إلى: مرحلة الأزمة. وكشف عن أن الطالبان المنطلقين مجددا: حولوا العديد من مناطق أفغانستان إلى مناطق محظورة على هذه القوات. وحتى وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس ورئيس هيئة أركان الجيوش المشتركة الأدميرال مايكل مولن اعترفا بأن: الوضع أصبح أكثر فتكاً بالنسبة لقوات الناتو والقوات الأمريكية.

    هكذا باتت الطريق ممهدة أمام الاستخبارات الأمريكية بوكالاتها الستة عشر لتصدر تقريرها (9/10/ 2008) الذي سيكشف النقاب عنه بعد الانتخابات الأمريكية والمسمى بـ: التقييم الاستخباري الوطني. وفيه اعتراف صريح بأن: أفغانستان تنزلق نحو الهاوية. ومن المنتظر أن يثير التقييم الكثير من الاتهامات كونه حظي بجماع كافة وكالات الأمن الأمريكية.

    ورغم كثافة التصريحات المتشائمة تظل تصريحات قائد القوات البريطانية الجنرال كارلتون سميث لصحيفة الصاندي تايمز (5/10/2008) قاصمة لاستراتيجيات الناتو وخاصة للسياسات الأمريكية في البلاد منذ احتلالها، ليس لأنها أقرت باستحالة النصر العسكري ودعت إلى التفاوض مع طالبان؛ بل لأنها وضعت حدا للحماقة الأمريكية التي تصر على الخيار العسكري رغم علمها باستحالة نجاحه أو تحقيقه أي تقدم في ظل الموازين القائمة سواء على المستوى العسكري حيث تعاني القوات من نقص شديد أو على المستوى السياسي حيث ترفض دول الناتو والدول الأخرى إرسال المزيد من القوات بما يكفي لمواجهة طالبان أو على مستوى حكومة كرزاي الغارقة في الفساد والتمتع بنعم الاحتلال غير آبهة بما يجري من حولها والمصير الذي يمكن أن تؤول إليه هي والقوات الحامية لها. والأهم من كل هذا أن التصريحات جاءت لتفجر المسكوت عنه وتؤكد صحة ما ورد في المذكرة السرية التي سربها دبلوماسي فرنسي وجاء فيها أن السفير البريطاني في كابول شيرارد كولز أسر له بأن الخطة المتبعة في أفغانستان ستؤول إلى الإخفاق التام. بل أن مراسل محطة BBC في كابول وصف تصريحات الجنرال البريطاني بأنها تتطابق مع مواقف القيادة العسكرية والأوساط الدبلوماسية البريطانية في أفغانستان رغم عدم التصريح عن ذلك علانية.

    ثانيا: حقيقة المفاوضات وأهدافها

    هكذا إذن! فقد تكشفت الأمور وباتت التصريحات والتقارير تلاحق بعضها، وقريبا ستلعن بعضها خاصة وأن طالبان نجحت في عزل كابول وبدا أنها تقترب من الوفاء بوعدها القاضي بتحديد العام 2010 موعدا لتحرير البلاد وطرد القوات الأجنبية منها، ولا شك أنها الآن في أوج مجدها لاسيما وأنها بالكاد تبتعد عن كابول بضعة كيلومترات يمكن قطعها بحدود الخمسة عشر دقيقة فقط، ومثل هذه المسافة كافية استراتيجيا لاعتبار العاصمة ساقطة عسكريا بعد أن تحولت إلى مجرد سجن للقوات الحكومية والأجنبية. ولم يعد ثمة سبب لتبرير التفاوض مع طالبان سوى الشعور بالهزيمة الساحقة. فما هي قصة المفاوضات المقترحة؟

    من الطبيعي أن فشل الخيار العسكري سيؤدي إلى استعمال آخر ورقة ممكنة مع الخصم. وقد صدرت تصريحات وتسريبات كثيرة وبعضها على استحياء لفتح قنوات للتفاوض مع طالبان منذ أكثر من عامين. لكن لم يثبت صحة أي من التسريبات على وجود نية لدى طالبان في التفاوض. وفي الماضي كانت الولايات المتحدة تفرض حظرا على مشاركة الملا محمد عمر في أي مفاوضات قادمة، أما الآن فقد تغير الوضع، وبات الملا عمر موضع ترحيب وحماية. أما الدعوة الحالية التي أطلقها الرئيس الأفغاني حامد كرزاي فتأتي بعد يومين عما كشفت عنه صحيفة الأوبزرفر البريطانية (28/9/2008) من وجود مفاوضات بين وفد من طالبان والحكومة الأفغانية بوساطة سعودية للبحث في إنهاء الحرب الأفغانية. ثم توالت التصريحات المؤيدة لبدء حوار مع طالبان حتى وصلت إلى الأمم المتحدة ووزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس. لكن من هي القوى الأفغانية المعنية؟ وما هو الهدف من المفاوضات المقترحة؟

    لسنا نعلم بالضبط الوقت الذي بدأت فيه المفاوضات في السعودية. لكن الأوبزرفر ومصادر أخرى تقول أنها تجري منذ صيف العام الجاري، ومن بين المفاوضين كشف النقاب عن أسماء كل من الملا عبد السلام ضعيف سفير طالبان في الباكستان إبان الغزو الأمريكي، ووكيل أحمد متوكل وزير خارجية طالبان السابق، وعن الجانب الحكومي والي كرزاي شقيق الرئيس الأفغاني، وكذا نواز شريف رئيس الحكومة الباكستانية الأسبق الذي جرى استدعائه كوسيط بفعل خبرته السابقة في طالبان والشأن الأفغاني. وربما ثمة أسماء أخرى لم يعلن عنها ممن تصفهم الدوائر الغربية بـ المعتدلين، فطالبان حركة سياسية كبيرة ولا شك أن فيها توجهات ليس من المستبعد أن تميل إلى التفاوض فضلا عن مطالبتها به مع تحفظنا على الأسماء الواردة كونها لم ترد بشكل رسمي. لكن الأمر الحاسم أن كرزاي نفسه الذي طالب بوساطة سعودية للمصالحة مع طالبان أعلن أن المفاوضات لم تبدأ بعد. وهذا يعني أن القوى الغربية هي من يقف خلف الحديث عن وجود مفاوضات.

    ومن جهته فقد دعا حاكم المحافظة الشمالية الغربية من باكستان إلى ضرورة البدء في التفاوض مع الملا محمد عمر، وفي مقابلة أجرتها معه صحيفة ديلي تليجراف البريطانية في منطقة بيشاور قال عويس غني: على الولايات المتحدة أن تدرك حتمية أن تتفاوض مع الملا عمر وقلب الدين حكمتيار والملا جلال الدين حقاني. ومن الواضح أنه ثمة حاجة ملحة للتفاوض مع طالبان، لكن هذه الدعوة تؤكد فشل المفاوضات الجارية مع قوى ليست تمتلك القرار إن كانت موجودة أصلا. ربما تكون بعض القوى أو الأفراد قد اجتدوا أو حاولوا جس النبض أو حتى تطفلوا لكنها قوى، على الأرجح، غير مخولة بالتفاوض. بل أن حركة طالبان أصدرت بيانا على عجل (2008/09/28) نفت فيه صحة الأنباء عن جود مفاوضات، وجاء فيه أن: أي مسؤول في الإمارة الإسلامية غير شامل في مفاوضات مع أمريكا وإدارتها العميلة. بعض مسؤولي الإمارة الإسلامية السابقين الذين يعدون بأصابع اليد الموجدون تحت إقامة جبرية في كابل، أو المستسلمين، هؤلاء الآن لا يمثلون الإمارة الإسلامية وأضاف بأن: هذا النوع من الأفواه محاولة فاشلة من قبل العدو لإيجاد القلق وعدم الثقة بين المجاهدين وشعب أفغانستان وشعوب العالم، واعتبر أن: المفاوضات التي فيها مصلحة الإسلام وأفغانستان؛ لا تكون خافية أبداً عن أعين الشعب مؤكدا على أن: مبارزتنا ستستمر إن شاء الله حتى إخراج القوات الأجنبية ومجيء نظام إسلامي مستقل.

    ومن جهته قطع الملا محمد عمر كل شك بيقين حين سد الطريق وأعلن صراحة أنه مستعد لتأمين انسحاب القوات الأجنبية من بلاده. أما لماذا تحدث عن الانسحاب وليس التفاوض فلأن هدف المفاوضات عند الغرب ليس الانسحاب بقدر ما هو مجرد فخ للإيقاع بالقوى الجهادية في محاولة لكسب الوقت بحثا عن استراتيجية جديدة من شأنها تخفيف حدة هجمات طالبان بداية والتمهيد للانتصار عليها. في كل الأحوال ثمة امر ما يدور في الخفاء لم تتضح معالمه بعد.

    على الصعيد الغربي، فإذا تتبعنا تصريحات القوى الأطلسية والأوروبية فمن الممكن تبين خفايا الدعوة إلى المفاوضات. ففي وقت سابق ناشد الصحفي البريطاني سايمون جنكينز في مقالة له في صحيفة صنداي تايمز الدول الغربية الكف عن قتل المنتمين لحركة طالبان لأنهم: يمثلون الأمل المرتجى في هزيمة تنظيم القاعدة. وحتى رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا فيون عبر عن نفس الموقف: علينا أن ندرس طرقا تجعلنا نفرق بين الجهاديين الدوليين وبين من يتصرفون بوازع وطني أو بدوافع قبلية. ولا شك أن فك الارتباط بين طالبان والقاعدة هو واحد من أسمى الأماني، وهي ذات الاستراتيجية التي اتبعتها الولايات المتحد في العراق عملا بتوصيات مؤسسة راند التي رأت أن الجماعات الجهادية ليست متماثلة عقديا وبالتالي يمكن زرع الخلاف بينها واختراقها وهو ما حصل فعلا.

    وثمة الكثير ممن يرى جدوى في تطبيق الاستراتيجيا ذاتها في أفغانستان إما عبر إنشاء صحوات جديدة أو عبر التفاوض. فمن جهته رأى قائد القوات الأمريكية السابق في العراق الجنرال ديفيد بتريوس (1/10/2008): إن المفاوضات مع بعض أعضاء طالبان قد تقدم وسيلة لخفض العنف في أجزاء من أفغانستان، ومن الواضح أنه غير متأكد من ذلك. أما البريطانيون فيعتقدون بأن: أي مباحثات لا يمكنها أن تجرى إلا مع عناصر طالبان الذين يعربون عن استعدادهم للتخلي عن العنف أو مع من قد تخلوا عنه بالفعل. ومن جهتها عبرت الخارجية الفرنسية عن ذات المضمون مشيرة إلى أنها تؤيد: التفاوض مع الطرف القومي في طالبان فقط واستبعاد الطرف الجهادي. أما وزير الدفاع الأمريكي، خلال اجتماع لوزراء دفاع حلف شمال الأطلسي، فكان أكثر وضوحا حول مستقبل المفاوضات مبديا استعداد بلاده للمصالحة مع طالبان بشرط: أن تجري وفق شروط الحكومة، وأن تخضع خلالها طالبان لسيادة الدولة.

    إذن الهدف من التفاوض هو خفض العنف بحسب الجنرال بتريوس أو إنهاء التمرد بحسب الجنرال البريطاني كارلتون سميث أو هزيمة القاعدة بحسب القرنسيين أو الخضوع لسيادة الدولة بالنسبة لوزير الدفاع الأمريكي. لكنه بالنسبة لطالبان هو انسحاب ونظام إسلامي مستقل، فما هو بالنسبة للقاعدة؟

    يتبع ...
    التعديل الأخير تم بواسطة ايوب الفلسطيني; الساعة 13-10-2008, 12:14 PM.

  • #2


    نقاط على حروف المشهد الجهادي العالمي 3 د. أكرم حجازي

    نقاط على حروف المشهد الجهادي العالمي
    د. أكرم حجازي
    13/10/2008
    القاعدة في قلب الحدث
    ( والأخيرة3)

    لا ريب أن الرعب يجتاح الغرب بصورة غير مسبوقة بفعل التقدم العسكري الثابت الذي تحرزه طالبان على الأرض. والمعادلة بسيطة الفهم وليست معقدة. فالقوات الأمريكية تحتل المنطقة، والناتو موجود، وقوات حليفة أخرى من خارج الناتو وأوروبا ما زالت موجودة، وأجهزة الأمن والمخابرات الجرارة موجودة، والدول الإقليمية تقدم كل ما تمتلكه من إمكانيات لدعم القوى الأجنبية. باختصار؛ فما من قوة احتلال في التاريخ الإنساني حظيت بكل هذا الدعم والتأييد كالذي حظيت به الولايات المتحدة الأمريكية، فما الذي يحول بينها وبين تحقيق نصر حاسم بات أشبه بالحلم بعد تصريحات القادة العسكريين والسياسيين والأمنيين؟ وما الذي يمكن أن تفعله كل هذه القوى ولم تفعله بعد؟ وهل بقي من أهداف لم يتم قصفها وقد غدت أفراح الأفغان أهدافا عسكرية جهارا نهارا!؟ وإذا كانت القوى الغربية التي ترى في التفاوض الوسيلة الأنجع للخروج من المأزق الأفغاني قد قدمت مبرراتها لهذه الخطوة؛ فما هي الصورة التي أغفلها الغرب على الجانب الآخر؟ بمعنى آخر: ما هي التداعيات التي يمكن أن تترتب على هزيمة الناتو في أفغانستان؟ أو ما هو مصدر الرعب الغربي؟

    أولا: مخاوف الناتو والمهمات المستحيلة

    لا شك أن المحاولات المحمومة لاختراق طالبان سياسيا مسألة بالغة الخطورة إذا ما وضعت في سياق الحرب على المشروع الجهادي العالمي الذي تتبناه السلفية الجهادية وتقوده القاعدة. لكن من المهم ملاحظة أن طالبان ذاتها ليست واقعة خارج التيار الجهادي العالمي حتى يمكن القول بإمكانية تحقيق اختراق في صفوفها أو وسط الساحة الجهادية حيث تشكل طالبان واحدة من أدواتها الضاربة إلى جانب القاعدة وطالبان الباكستانية والقوى الإسلامية الأخرى المحلية أو القادمة من شتى أنحاء العالم. لذا ثمة تصور لدى الغرب والأمريكيين تحديدا أن المشكلة في بلاد الأفغان تكمن في القاعدة صاحبة المشروع وليس في طالبان.
    في مستوى الفكر السلفي الجهادي فالمشكلة تقع في صلب المرجعية المعتمدة كموجه لاستراتيجيات السلفية الجهادية في إقامة الحاكمية. ولما تكون المرجعية هي القرآن والسنة النبوية فهذا يعني أن خيارات التفاوض مع هكذا جماعات، لا تروم مغنما دنيويا، لا تتعدى الصفر بأي حال من الأحوال. ولما يقال لهم بأنكم وحدكم في الميدان، وأنكم تحاربون العالم، وأن العالم يتداعى عليكم يجيبون: لا يضرهم من خالفهم. وإذا قارنا بين الضربات الأمنية التي تلقتها جماعات إسلامية في بلدانها بتلك التي تلقتها القاعدة في أفغانستان خلال الغزو الأمريكي لانقرضت عن وجه الأرض. وكي تستقيم المقارنة، واقعيا، فلا ضير من استحضار المجزرة التي تعرض لها المقاتلون الأجانب والقاعدة في قلعة جاجي الأفغانية، أو حجم التعذيب الذي واجهه ولما يزل معتقلو غوانتانامو، أو الحصار القاتل في صقيع جبال تورا بورا، ومع ذلك فلم يغيروا أو يبدلوا. وهذا يعني، فضلا عن صعوبة الخيار العسكري في التعامل مع الجهاديين، سقوط كافة محاولات الاختراق ذات الطابع السياسي الوطني أو تلك التي تستند إلى عقائد وأيديولوجيات دنيوية كوسائط في التفاهم مع السلفيين بهدف الالتقاء معهم في منتصف الطريق. وفي السياق فمن العبث التفكير في إحداث شقاقات تنظيمية داخل القاعدة مثلا من خلال الإيحاء بأن المصريين يسيطرون على التنظيم أو أن المصريين انقرضوا أو أن الليبيين تقاسموا كعكة التنظيم مع أقرانهم وهكذا. فمن يدعو لتطبيق الحاكمية لا يضره أن يتولاه عبد حبشي.
    والحقيقة أن الغربيين لم يعولوا كثيرا على مثل هذه المحاولات الإعلامية التي استهدفت صرف العامة عن القاعدة بحجة أنها مصرية أو وهابية أو ليبية أو تنظيم وافد كما حصل في العراق. لكنهم يحاولون جاهدين تطويع طالبان بوصفها حنفية ماتريدية المذهب، بخلاف الحنبلية، معتقدين أن ليونة الحنفية يمكن أن تغري طالبان في الانحياز إلى الصف الوطني والتخلي عن لغة الجهاد العالمي. في هذا الإطار بالضبط تأتي محاولات التفاوض معها.
    في مستوى استلهام التجربة العراقية، فكثيرا ما جرى الحديث عن إنشاء تحالفات قبلية مناهضة لطالبان والقاعدة، وبموجب ذلك عقدت الحكومة الباكستانية بعض الاتفاقات مع زعماء قبليين وشنت فعلا حملات تطهير لبعض المناطق في مناطق وزيرستان لكنها فشلت في تحقيق الغرض منها، وها هم يحاولون إحياءها ثانية. لكن مسألة بعث مشروع صحوات في أفغانستان أو الحزام البشتوني مماثلة لتلك التي أنشئت في العراق تبدو محاولة فاشلة بامتياز. فالأفغان تميزوا تاريخيا بأنهم شعب موحد وذو شكيمة. والأهم يكمن في اختلاف طوبوغرافيا الأرض في البلدين جذريا. فقد ظل موطن الجهاد الأفغاني عبر التاريخ واقعا في الجبال معطلا بذلك استغلال فاعلية السكان المحليين في اختراق الصفوف، وهذا المعطى هو الذي مكن القاعدة وطالبان من الاحتماء والعودة إلى الساحة من جديد. أما في العراق حيث الصحاري الشاسعة وعدم فاعلية المنطقة الشمالية فقد أرغم المشروع الجهادي على الاحتماء بالحواضر حيث الكثافة السكانية العالية مستفيدا من تمايز الوضع الطائفي في البلاد. فالسنة هم الذين احتضنوا الجماعات الجهادية لمواجهة القوات الأمريكية والمليشيات الشيعية معا، ولما اخترقت الحواضن ضعف المشروع الجهادي. هذا الأمر، وعلى هذه الصورة، غير متاح في أفغانستان حيث يمكن الاحتماء بالجبال طول الوقت كحاضنة وملاذات آمنة.
    أما واقع الحال ومستقبله فهو أسوأ بالنسبة للناتو والولايات المتحدة. فإذا ما استمرت طالبان والقاعدة في اندفاعاتهما باتجاه العاصمة وسقطت كابول فهذا يعني كارثة مصيرية أكثر منها هزيمة ساحقة. ولا ضير من التذكير والإشارة إلى أن الجهاد الأفغاني الأول الذي استهدف طرد السوفيات كانت باكستان، آنذاك، داعمة له كقاعدة آمنة، أما اليوم فهي مستهدفة. وانتصار طالبان يعني بشكل مباشر سقوط الحزام القبلي البشتوني برمته بيد المجاهدين. وهذا قد يسمح بضمه إلى كيان سياسي جديد يمتد في مرحلته الأولى حتى بيشاور. ولا شك أن هذه النتيجة هي التي تبعث على الفزع لدى الأمريكيين ناهيك عن الدول السبع المحيطة بأفغانستان وأولها الباكستان.
    وهنا بالضبط يمكن طرح السؤال المدهش الذي انتظر طويلا قبل أن تبلوره الأحداث: إذا ما انتصرت طالبان؛ فهل سيقتصر الأمر على العودة إلى صيغة الإمارة قبل الاحتلال الأمريكي؟ أم أن الأمر سيتعداه إلى البحث عن صيغة كيان سياسي إسلامي أوسع نطاقا؟
    بالتأكيد نحن لا نتحدث عن نظام خلافة؛ فهذه مسألة أبعد قدرا من أن تكون موضع بحث في الوقت الحالي، لكننا نتحدث عن كيان سياسي قد لا تتسع له الإمارة إذا ما تجاوزت فعاليات المشروع الجهادي حدود أفغانستان. فالمسألة هنا قد تتعلق بكيان عليه أن يتسع لمشروع جهادي عابر للحدود والقارات، فبأية صفة تمثيلية يكون الكيان الجديد راعيا له؟
    هكذا يمكننا أن نتفهم في الصميم سر الفزع الغربي وهو يتزاحم على المنابر والفضائيات بحثا عن حوار مع طالبان التي قد تتحول نتائج فعالياتها الجهادية، في لحظة ما، إلى كرة ثلج متدحرجة يصعب وقفها. ذلك أن طالبان لم تبدأ مسيرتها كحركة جهادية، ولم تكن تجيد القتال لولا أنها تلقت الدعم من باكستان لوضع حد للصراع الدامي بين الجماعات والأحزاب الأفغانية بعد سقوط كابول وإعدام الرئيس نجيب الله. أما طالبان ما بعد 11 سبتمبر فقد تمرست في أعتى صنوف القتال وخبرت فنونه خاصة وهي في حضن القاعدة ذات التوجه العقدي الحاسم وصاحبة الذراع الطويلة في حرب العصابات والقوى العظمى، وبالتالي فهي واقعة حكما في قلب المشروع الجهادي العالمي.

    ثانيا: وحدة المشروع الجهادي

    هذا التوسع باتجاه باكستان شكل الحزام القبلي البشتوني فيه جسر عبور متين قادته سلسلة من جماعات تطبيق الشريعة التي ائتلفت فيما بينها بصيغة حركة طالبان الباكستانية بزعامة بيعة الله محسود الذي يحظى بدعم قبلي واسع النطاق في مناطق باجور ووزيرستان ووادي سوات شمالا. أما باكستان ذاتها فلم تكن بعيدة عن الرغبة في تطبيق الشريعة رغم وجود القوى الإسلامية الحليفة للحكومة والقرينة لتيارات الجهاد الإسلامي، لذا فإن كل ما حصل خلال السنوات الثلاثة الماضية هو محاولات حثيثة لتحقيق ربط محكم بين باكستان وأفغانستان.
    وهكذا فلم يكن شريط السحاب المدهش إمام بحق عن جهاد الشيخ عبد الرشيد غازي ووالده شريطا عاديا أو مألوفا. فنحن مقتنعون بضرورة التوقف دائما عند أشرطة الجهاديين وتبيُّن حقيقة محتوياتها كونها المصدر الوحيد للاطلاع على الموقف ومتابعة الأحداث في الإطار الجهادي العالمي. فهو شريط ذو سيناريو بالغ البراعة. ولن يخطئ من رأى فيه رسالة نقد شديدة للعلماء دون الاكتراث بالمادة التاريخية فيه، ولن يخطئ من رأى فيه مادة تاريخية مذهلة بعيدا عن النماذج الفذة لبعض العلماء، ولن ينقص من قيمته شيء من رآه كمادة سياسية، أما من رآه مادة تحريضية على الجهاد غير مسبوقة المحتوى والعرض فهو محق تماما، ومن أطبق صمتا وهو يشاهد الشريط فلأنه تعجب من قوة التساؤلات والحجج العقلية والفقهية التي وردت على ألسنة العامة والخاصة من الناس حول الحاكمية والجهاد. وكيفما قلبنا الشريط فهو مميز على كل مستوى وفي كل محتوى. لكن هل قدمته السحاب، فقط، لنيل الثناء والإعجاب؟
    لا شك أن الشريط أصدرته السحاب، لكننا لسنا على يقين بأنها هي من أنتجه كما هو حال الأشرطة السابقة خاصة وأنه بدا موجها بالدرجة الأساس للشعب الباكستاني قبل غيره ليقول كلمة حق فيما يجري ببلاده. فإنْ كانت السحاب هي من أنتجه فهذا يؤشر على اتساع قاعدة الجهاد العالمي حتى في عمق الباكستانيين، وإذا كان المنتج جهة باكستانية فمن المؤكد أن الحكومة في ورطة على مستوى باكستان وليس على مستوى الحزام البشتوني فحسب.
    أما فكرة الشريط المركزية فتنطلق من النظام الرأسمالي، وبالنسبة إليه فإن: كل ما فعلته الرأسمالية أنها حبستنا في دائرة الهموم الفردية، وحالت بين الناس وعبادة ربهم وصيانة دينهم. ولعل المفارقة التي يركز عليها مثيرة حقا. فالباكستان تأسست، منذ ستين عاما، كدولة إسلامية ليعيش فيها المسلمون بعيدا عن العقائد الوثنية للسيخ والهندوس. وهي بالتالي ليست دولة مثيلة لدول سايكس – بيكو التي تأسست على أطلال الخلافة والنظام الإسلامي، لذا فالسؤال يتكرر، في الشريط، بأكثر من صيغة: لماذا لم يقم الإسلام في الباكستان حتى اليوم؟ ولماذا يتعرض المسلمون للإهانة والقتل؟ ولماذا يجري محاربة الإسلام والمسلمين انطلاقا من باكستان؟ ولماذا يعمم فيها العري والفجور بينما المجاهدون يهانون؟ ولماذا تهدم فيها حصون الإسلام من مدارس ومساجد؟. بطبيعة الحال يجيب الشريط على هذه الأسئلة متهما النخبة السياسية الحاكمة التي اتبعت نظاما علمانيا سطره البريطانيون صراحة ولا هدف له إلا محاربة الإسلام.
    لا شك أن قسما واسعا من السكان، ناهيك عن سكان الحزام البشتوني وطالبان باكستان، ظل على قناعته التاريخية بأن دولة باكستان وجدت من أجل إقامة الإسلام لا من أجل الاستقلال الوطني أو إقامة العلمانية أو حماية المصالح الغربية وغيرها. أما نموذج هذا القسم من السكان فكانت أفضل تجلياته في طلبة وطالبات المسجد الأحمر الذين أظهروا تحديا غير مسبوق في مواجهة السلطة أسفر عن مذبحة جماعية بحق المئات منهم.
    لا شك أيضا أن شريط السحاب إمام بحق لا يمكن فصله عن أشرطة الفرقان عن الدولة أو شريطها عن كتائب كردستان، ولا عن شريط حركة الشباب المجاهدين في الصومال. فكلها شرائط تزامن ظهورها وهي تعرض لعناصر القوة والإعداد. أما الجديد فيظهر في التدريب الذي يجري في المعسكرات. وهذا يؤشر بجلاء على الانتقال من مرحلة الخفاء إلى مرحلة العلن، بما يوحي أن حركة الشباب المجاهدين بالذات باتت تتمتع بملامح تمكين واضحة في بعض المناطق بصورة تسمح لها بإقامة معسكرات تدريب علنية وحتى بناء مطارات دولية كما حدث في ولاية جوبا جنوب البلاد. بل أن الإعداد عند الحركة اتخذ صيغة لا سلام بلا إسلام في شريطين متتاليين حملا تقريبا نفس الاسم دون أن تغفل الحركة عن التمثل بعبارة الزرقاوي الشهيرة بخصوص فلسطين. لذا فهم (الشباب) يكثفون من تدريباتهم ويحثون على النفير، ويهددون بسرايا الجهاد العالمي التي ستغزو العالم. هذه هي فكرة الجهاد الصومالي حيث لم يعد ثمة مجال للقاء في منتصف الطريق مع القوى السياسية ذات التوجهات السلمية في حل الأزمة الصومالية.
    أما الملاحظة الثانية في الأشرطة ذات التدريبات العسكرية أنها تضمنت مشاهد تدريب مماثلة لبعضها سواء في الصومال أو في العراق. وهذا يعني وجود تنسيق في نقل الخبرات من العراق تحديدا إلى الصومال. وهو ما أقرت به حركة الشباب في شريط سابق: لا سلام بلا إسلام فيما يتصل بالتصنيع المحلي وتطوير بعض الأسلحة والاستعمال الواضح للعبوات المزروعة، علما أن خبرات القاعدة في العراق قد انتقلت بصورة تامة إلى أفغانستان حيث تجلت مظاهرها، فضلا عن اعترافات عسكريي الناتو، بالعمليات الاستشهادية التي لم تكن مألوفة في أفغانستان أو عبر العبوات الناسفة كالتي ظهرت في شريط السحاب عن الذكرى السابعة لهجمات سبتمبر.
    ومع أن قاعدة الجهاد في المغرب الإسلامي أصدرت ثلاثة أشرطة متتالية خلال شهر رمضان إلا أن محتوياتها تركزت على الشعور بالمرارة والعتاب والخيبة والتخذيل تجاه ما تعتبره حملات تشويه محمومة ضدها من قبل الإعلام الحكومي أو من قبل بعض الجماعات الإسلامية. ومع أنها جهدت في تفنيد الاتهامات التي تصفها بقتل المدنيين محتجة على خصومها أن يأتوا بالدليل على اتهاماتهم. بل أنها احتجت على خصومها مشيرة إلى أنها لو كانت كما يظنون لكان أسهل عليها أن تهاجم المدنيين في الأسواق مباشرة على أن تتكبد عناء الخروج إلى الجبال وتجشم المشاق في مقاتلة النظام السياسي، وسؤالها المرير: كيف نقتل المدنيين وما خرجنا إلا في سبيل الله؟. وكحركة الشباب فقد كان لفلسطين حضورا في شريط التهنئة بالعيد حيث جعلت من قبة الصخرة للمسجد الأقصى خلفية للصورة مذكرة بأنها ستكون على موعد مع الأهل في أرض الإسراء والمعراج.

    ختاما

    لسنا نشك أن القاعدة بصدد تحضيرات حثيثة لمرحلة جهادية قادمة على المستوى العالمي ليست ملامحها معروفة بالضبط إلا أنها تتوجه بالنهاية لتصب في صلب القضية الفلسطينية. لكن مشروع التفاوض المقترح مع طالبان أثار حفيظتها كونه، في أسوأ الأحوال، يعيق ما تعتقد أنه تقدم في المشروع الجهادي. فقد ظهر حقيقة وكأن القاعدة على علم بمحاولات الاختراق السياسي مثلما أوحى بذلك شريط آدم يحيى غدن الملقب بعزام الأمريكي. ولعلها مفارقة عجيبة حقا أن الشريط المعنون بـ: لا َيُلْدَغُ المُؤْمِنُ مِنْ جُحْرٍ مَرَّتَيْنِ لم يتوقف عنده أحد لا من الأنصار ولا حتى من الإعلام مع أنه جاء ردا سريعا على مبادرة التفاوض. فعلى امتداد الشريط تحدث عزام عن محاولات محمومة يقوم بها الجيش الباكستاني والمخابرات الباكستانية باتجاه اختراق الطالبان سياسيا مذكرا بالدور الخبيث الذي لعبته باكستان بعد هزيمة الاتحاد السوفييتي فضلا عن دورها في الحرب على الجهاد والمجاهدين بعد هجمات سبتمبر و جرائم الجيش الباكستاني ضد السكان.
    إلى هنا يمكن القول أن حيوية دبت في المشروع الجهادي العالمي لا يمكن تجاهلها، لكنها نسبية، فهي قوية في أفغانستان والصومال بحيث تبدو على الساحتين علامات تمكين لا تخفى على مراقب، لكنها أضعف في مناطق أخرى أو أنها تعاني من الغموض تارة والتشويه تارة أخرى أو كليهما معا كما هو الحال في الجزائر والعراق. أما في الشيشان فالمشروع الجهادي، على ثباته وقوته، يظل مغيبا عن الإعلام وكأنه في كوكب آخر. وإذا ما ربطنا تطورات مشاهد الجهاد العالمي بالأزمة المالية التي تعصف بالعالم وتراجع الدور الأمريكي فسنعيش مرحلة انتقالية حاسمة جوهرها فعاليات الجهاد العالمي من جهة وتفاعلات الأزمة المالية، فإذا ما توالت انهيارات الأسواق المالية في العالم فبالتأكيد ستصب في صالح القاعدة وليس العكس بالضرورة صحيح. وفي الشهور القليلة القادمة فقط يمكن أن تتضح ملامح الوضع الدولي الجديد ووزن التيار الجهادي فيه. فلننتظر ونراقب.
    انتهى

    تعليق


    • #3
      بارك الله فيك اخى
      قال أبو زرعة رحمه الله:
      (( إذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه زنديق ، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم عندنا حق ، والقرآن حق ، وانما أدى الينا هذا القرآن والسنن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وانما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة ، والجرح بهم أولى ، وهم زنادقة ))
      22:2

      تعليق

      يعمل...
      X