إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

لماذا أهل التخصص يا دكتور أيمن

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لماذا أهل التخصص يا دكتور أيمن


    لماذا أهل التخصص يا دكتور أيمن

    الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى ..




    كلما سمعت صوتك وأنت تستنفر الشباب للخروج ، أحسست أنك تخاطبني بالذات .
    لماذا يا شيخ ؟
    هل تعرفني ؟
    أتراك سمعت عن حالتي وما بي من تردد فتود أن تعينني على نفسي ؟
    أتراك سمعت عن ما تحدثني به نفسي ، وما تزخرفه لي من شبهات القعود ؟
    ربما أوصل الخبر إليك أحد من أسررت لهم بما جرى بيني وبينها من خصام ، فأتيت أنت لتعينني عليها وتأكد لي أن ما دلك عليه فؤادك هو الصحيح وليس أحاديث نفسك .
    لطالما قالت لي أنك لست من أهل القتال و لا تجيده ، وأنك من أهل العلم والتخصص فلا يصح أن تكون نهاية ربع قرن من الدراسة كبسة زر تنقلك إلى العالم الآخر دون أن تثمر في الأولى .
    وأخبرتني أن تخصصك العلمي ليس له مجال تطبيقي في ساحات الجهاد ، و الأفضل أن تتابع التعلم كي تفيد أمتك أكثر وأنت بين المكتبات والندوات والمؤتمرات لا في غبراء الجهاد حيث لن ينتبه لعلمك أحد ، ولن يستفيد من خبرتك أحد .
    فاقعد لتستفيد منك الأمة خير من أن تخرج فلا تفيد أحداً .
    فتأتي أنت في كل لقاء وكل خطاب لتقرع أذني بكلامك الذي لا تفتر عنه ، بأن توصي كل شباب الأمة باللحاق بساحات الجهاد وخاصة أهل التخصص .
    فهل تقصدني وأمثالي ممن أصبح تخصصهم قيداً جديداً يربطهم بالدنيا و يقعدهم عن الجهاد بالإضافة إلى سلسلة قيود الدنيا من أهل ومال و حب للحياة .
    نعم يا شيخ فقد أصبح التعلم والشهادات من أكثر موانع الخروج إلى الجهاد ، فترى الطبيب إذا ما أخذ الشهادة سارع لفتح عيادته التي يتكسب منها ، وقد كان أثناء دراسته يعد السنوات كي ينهي الدراسة ويلتحق بساحات الوغى يطبب المجاهدين ، وأهاليهم .
    بل كثيراً ما حدثته نفسه بترك الدراسة و الخروج بما لديه من علم قليل في تخصصه ، وكل عضو في جسده يصرخ : إنها لحياة طويلة أن أبقى حتى أنهي الدراسة ، فيصبّره إخوانه بأنه إن خرج بعد إنهاء دراسته فسيكون ولا شك أكثر نفعاً للمجاهدين ، ويصبرونه بان يخبروه بمدى الحاجة الشديدة للأطباء بين صفوف المجاهدين ، حتى تدفعهم تلك الحاجة لنقل الجرحى أحياناً إلى بلدان مجاورة لتطبيبهم على ما في ذلك من خطورة على حياتهم بسبب التعب ، وكثيراً ما يعتقل كثير منهم ليدخلوا بجراحهم إلى المعتقلات .
    ثم ينهي الدراسة ويلف على معصميه قيود الحياة لا يريد عنها انفكاكاً ويصبح كل همه أن يملك عيادة في مكان محترم وأن يتحصل على سيارة تليق به كدكتور ، و يصبر نفسه عن ذكريات الجهاد بما يقدمه من مساعدات للفقراء فتزيده النفس غروراً : هذا لك أعظم من جهاد الثغور .
    وينسى أن هؤلاء الفقراء على أهمية مساعدتهم وعظم ثوابه لن يعدموا العلاج وإن صعب عليهم فهناك المشافي الحكومية والجمعيات الخيرية والمحسنون وهناك زملاؤه الأطباء ممن لا تحدثهم نفوسهم بالجهاد ولكنهم يتصدقون على الفقراء .
    أما في ساحات الجهاد فأين يا ترى تريد من المجاهد الجريح أن يذهب بجراحه ؟
    إلى المشافي الحكومية فينكشف لأعداءه لينقلوه من غرفه الإنعاش إلى غرفة التعذيب ؟
    أم إلى الدول المجاورة ليقطع الكيلومترات عابراً للحدود وهو يئن من جراحه وآلامه ؟
    ومع هذا تجد هذا الطبيب يصر على أنه جهادي ، ربما لأنه لا زال يدخل المنتديات الجهادية ليحشش على أخبار الانتصارات فينسي نفسه كل تفكير بالخروج .
    وتجد طالب العلم الشرعي يهم كل يوم أن يترك حلقات شيخه ومقاعد كليته ليلتحق بالجهاد ، فالعلم للعمل هكذا كان يحدث نفسه . .
    ولكنه ومع تتابع الأيام وازدياد تحصيله العلمي و ازدياد نشاطه الدعوي و تصدره للخطابة والتأليف ، تجد حمساه يذوي وآماله تذبل ، ويصبح الخروج أبعد ما يفكر فيه ، فهو ليس قاعداً عن العمل للإسلام فهو يدعوا ويؤلف و يرد على المنحرفين ، بل ويدافع عن المجاهدين ويدعوا لهم .
    فهو يجاهد دون أن يعفر قدميه بتراب الثغور .
    وتحدثه نفسه بما حققه من نجاحات في الدعوة ، ففلان اهتدى على يديه ، وكتابه الفلاني لقي الكثير من الإعجاب ، وقد نجح في لجم الكثير من المبتدعة وأهل الضلال في منطقته .
    فلمن يترك كل هذا ؟
    وتكاد نفسه أن تصل به أن يفكر أن الله حفظ الدين بشخصه ، وأنه مجدد الأمة في قرنها الحالي فيبدأ بعد السنوات الماضية ليفصل بين قرنه وقرن غيره من أهل العلم والدعوة ، فأولئك مجددون في القرن الماضي ، أما أنا فمجدد هذا القرن .
    وينسى ما كان يهم به أثناء دراسته من عزم على الخروج لنصره المجاهدين وشد عضدهم بما لديهم من علم ، و ساداً ثغرة عظيمة على المجاهدين فهو يعلم الحاجة الماسة لأهل العلم في ساحات الجهاد ، وأنهم في بعض المناطق أعز من الكبريت الأحمر ، وأن المجاهدين كثيراً ما يضطرون لنقل الفتوى إلى بلد آخر لقلة أهل العلم المختصين في ساحات الجهاد ، وكثيراً ما يضطر القادة الميدانيون للاجتهاد ما استطاعوا في نوازل تتطلب حسماً فورياً ولا تحتمل التأخير إلى حين الاتصال بأهل العلم في مناطق أخرى .
    وان أكثر الأخطاء التي وقع فيها المجاهدون سببها قلة أهل العلم فكان كثير من الشباب المتحمس يفتي بحسب علمه فتقع أخطاء عظام يتطلب إصلاحها جهداً كبيراً .
    وينسى طالب العلم هذا أم الجهاد هو الميدان التطبيقي الأساسي لعلمه الذي اكتسبه .
    فيبقى مجاهداً بالكلمة ، وأحياناً كثيرة تحت غطاء ( النيك نيم ) .
    وكثيراً ما رأينا من طلاب الهندسة من ينفق من وقته الشيء الكثير في قراءة كتب غير كتب الجامعة ، فإن كان من طلاب الهندسات الكهربائية والكهربائية وجدته يفكر في تطوير الصواريخ و الدارات الإلكترونية لتفجير العبوات الناسفة ، أو تطوير اتصالات المجاهدين .
    وإن كان من أهل الكيمياء وجدته عاكفاً على كتاب الكيمياء العضوية لا يفارقه حتى بت أشك في كل من يحمل هذا الكتاب أنه يريد تطوير خلطة متفجرات جديدة أو صناعة وقود جديد للصواريخ .
    وكثير من أولئك الطلاب أجرى تجارب بسيطة على الخلطات التي ركبوها والأجهزة الالكترونية التي صنعوها ، ولكن ماذا كان الختام .
    كان أن كلاً منهم تخرج من الكلية ليبحث عن وظيفة براتب عال ليقضي عمره في سجن الوظيفة ، ويبقى علمه الجهادي حبيس صدره هذا إن لم ينسه ابداً .

    أعذروني إخواني أهل التخصص فربما أثقلت عليكم في الكلام واللوم ، ولكن والله أن أكثر اللوم لنفسي لأني لست بخير منكم ولا بأجرأ منكم ولو كنت كذلك لكنت الآن في جيش ابي عمر أو كتائب أبي يزيد أو عصابات أبي مصعب أو جنود غيرهم من قادة الجهاد .
    وما كتبت ما كتبت إلا لأذكر نفسي وإخواني بالواجب المضاعف علينا نحن أهل التخصصات العلمية .
    فربما عزم أحدنا على الخروج ولكن تأخر عنه الأمر بمشيئة الله تعالى ، فهل يبقى هذا الأخذ قاعداً لا يفعل شيئاً أثناء هذه الفترة أم عليه ان يأخذ بواجب الإعداد ريثما يخرج .
    واحياناً يكون الانتظار طويلاً ، فتمل النفس ويركن الإنسان إلى الدنيا حتى يصعب عليه الانفكاك عنها .
    لذا سأحاول وضع بعض النقاط التي تعين الأخ المجاهد في فترة قعوده على العمل ريثما يأن الله له بالخروج .
    أولاً : كل منا يعرف الجوانب التي يمكنه أن يركز عليها من تخصصه والتي تنفع المجاهدين ، ولن أجرد العلوم كلها فكل منا أدرى بتخصصه .
    فيجب ان يطور نفسه في هذا العلم طالما هو في مرحلة الترقب للخروج ، وهو إن شاء الله من باب الإعداد ، وبسلوك هذا المسلك قد يقينا الله من تحذيره في الآية ( ولو أرادوا الخروج لأعدوا له ) .
    ثانياً : أن يسعى جهده لنقل ما عنده من علم إلى المجاهدين حتى ولو كان بعيداً عنهم ، ومن شاء ذلك فلن يعدم الوسيلة .
    ثالثاً : أن يتقي الله ويجدد نية الخروج في قلبه كل يوم ويتعاهد نفسه من الوقوع في سجن الدنيا .
    رابعاً : أن لا يسمع أبداً لكلام المخذّلين الذي يحاولون أن يثبطوا الشباب بزعمهم أن نهضة الأمة تتطلب تأمين عدد كبير من أهل التخصص ، وهذا محض كذب وافتراء فمشكلة الأمة ليست في قلة العلماء ، ولكنها في تسلط الطغاة الذي جمدوا هؤلاء العلماء ، ثم إن قضية تحصيل العلماء ليست بتلك المهمة الصعبة التي تحتاج إلى تجميد الشباب لأجلها فأي دولة إسلامية فتية تستطيع في عقد من الزمان تأمين كوادر من العلماء في كافة التخصصات ، فجامعات العالم مفتوحة ، ومن يدفع يتعلم .
    خامساً : ضرورة الاتصال بين أهل التخصصات المختلفة من أجل تبادل المعرفة وتكوين المجموعات البحثية في قضايا محددة ،سواء كانت تقنية أو شرعية أو إعلامية أو إدارية أو غير ذلك .
    سادساً : بالنسبة للعلوم التي لا تحتاج ظروف خاصة لتدريسها ( مخابر متطورة ، أجهزة عالية التكاليف .. ) فإنه ينبغي أن يقوم كل صاحب تخصص بتدريس تخصصه لأكبر قدر يمكنه من الإخوات عن طريق دورات يعطيها هو لهم ، سواء كانت لأهل المنطقة الواحدة وهو الأفضل ، أو عن طريق دورات الانترنت ( تعليم افتراضي ) ولكم في كلية الحسبة خير مثال .
    وغاية ذلك نشر هذه العلوم التخصصية على أكبر مدى ، وكسر حواجز التعليم التقليدية التي منعت الكثير من الشباب على إتمام تعليمهم ، وكذلك ضمان عدم ضياع العلم في هذا التخصص بغياب الأخ صاحب التخصص سواء بسبب الأسر أو القتل أو الخروج إلى ساحة جهاد أخرى .
    ولا يستصعب أحد من الإخوة الأمر وليقارن الوضع مع الواقع .
    فالمعاهد الفنية للكهرباء والميكانيك والالكترون والمساحة كلها يدرس فيه مهندسون كثير منهم حديث التخرج ولا يشترط فيها وجود أهل الدكتوراه .
    فليفكر كل أخ جامعي بان يخرج عدداً من الفنيين في كافة الاختصاصات الهندسية والاقتصادية والإدارية والطبية وغير ذلك .
    سابعاً : التأليف وهو جانب مهم حيث يمكن لكل أخ صاحب اختصاص أن يؤلف كتاباً أو يجمعه من مراجع الدراسية أو حتى ينسخ كتباً مفيدة في التخصص ويرفها على الانترنت كي يستفيد منها الإخوة في أماكن اخرى ربما يكون الحصول فيها على الكتب المتخصصة أمراً نادراً ، حيث نعلم أن كثيراً من المجاهدين في مناطق نائية ويدخلون الانترنت عبر الموبايل او الأقمار الصناعية ، وتحصيلهم لمثل هذه الكتب قد يمكنهم من تطوير عملهم كثيراً .
    وأقترح ان يضيف الإخوة المحتسبون ما يرونه أيضاً مهام يمكن للقاعد القيام بها لحين أن يفرج الله عليه وينفر إلى أرض الجهاد

    عبد العزيز الدليمي
    11 شوال 1428

  • #2
    اللهم صلى وسلم على سيدنا محمد

    تعليق

    يعمل...
    X