فلسطين اليوم : عوض أبو دقة
مع دخول انتفاضة الأقصى عامها التاسع على التوالي، وفي ظل المتغيرات التي طرأت خلال سنيها الثماني المنصرمة على الساحة الفلسطينية، والتي كان أبرزها سيطرة "حماس" بالقوة العسكرية على غزة في الرابع عشر من حزيران من العام 2007، وما أعقب ذلك وصولاً إلى التهدئة التي أبرمتها حركة "حماس" مع إسرائيل بوساطةٍ مصرية بصفتها المسيطر على دفة الأمور في قطاع غزة، وفي ظل عدم الالتزام الإسرائيلي الملحوظ باستحقاقات التهدئة، برزت مؤخراً تصريحاتٌ إعلامية متتابعة تتوعد بعدم الالتزام بهذا الاتفاق من قبل فصائل المقاومة الفلسطينية، كان بينها موقفٌ لافتٌ لكتائب شهداء الأقصى، الذراع العسكرية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتـح".
فقد أمهلت الكتائب في بيانٍ لها بتخليها عن الالتزام باتفاق التهدئة المبرم مع إسرائيل إذا استمر الوضع في غزة على نفس النحو حتى نهاية شهر أيلول/ سبتمبر المنصرم، حيث قالت :"لم تحقق التهدئة أي انجاز وطني، إلا راحة العدو والحفاظ على أمنه في الضفة وقطاع غزة"، مضيفةً:" أعطينا الضوء الأخضر لخلايانا المسلحة للبدء في إنهاء التهدئة إن لم يكن هناك مواقف حقيقية من فتح المعابر وخاصةً معبر رفح وإدخال كافة المواد الغذائية والبنائية لقطاع غزة ووقف الجدار والاستيطان في الضفة ووقف أعمال التهويد للقدس".
وفي ظل ما سبق التقينا قيادات لتشكيلات مختلفة تعمل ضمن إطار كتائب الأقصى بغزة، حيث سألناهم عن طبيعة عملهم بغزة خاصةً في ظل سيطرة "حماس"، وعن الخطوات التي سيتبعونها لاسيما بعد انقضاء المهلة التي حددوها لاستئناف هجماتهم.
"أبو خليل" المسؤول العسكري البارز في كتائب شهداء الأقصى –القيادة المشتركة- جنوب قطاع غزة، أكد وجود صعوبات تعتري عملهم في ظل حكم "حماس"، لكنه شدد على أنهم سيبقون صامدين في وجه تلك الصعوبات لمواصلة طريقهم ورسالتهم التي أنشئوا من أجلها حتى لو كان ذلك بلا سلاح.
وأشار أبو خليل إلى أن "شرطة الحكومة المقالة بغزة صادرت سلاحهم لتمنعهم من واجبهم المقدس في الدفاع عن أرضهم تحت حجج وذرائع واهية"، متسائلاً بتعجب: "هل هذه هي رسالة حكومة المقاومة يا هنية؟!".
وأضاف:" والله إننا وصلنا إلى حال مضحك و غريب، بالأمس كنا رفاقاً في السلاح وننفذ عمليات مشتركة كعملية "أسدود" وعمليات صد الاجتياحات إلخ ...، واليوم يصادر سلاحنا لأنه يشكل خطراً على المشروع الوطني!!".
بدوره، أكد أبو يوسف مقداد القيادي الأبرز لكتائب شهداء الأقصى –جيش البراق- أن مجموعات تشكيله العسكري تمارس عملها بغزة كالمعتاد، لكن بسرية تامة.
وأشار مقداد إلى أن "عناصره لا يمارسون عملهم بالشكل المعروف، أي لا يتجولون كبعض الفصائل وكما اعتادوا في السابق بالسلاح".
وحول موقفهم من التهدئة المعلنة في غزة، قال القيادي مقداد:" التهدئة لا تخدم مصالح الشعب الفلسطيني ولدينا تحفظات عليها حتى منذ بدايتها"، مشيراً إلى أن التزام تشكيله بها جاء التزاماً بالإجماع الوطني وحرصاً على مصالح شعبنا.
وبيّن أن الكتائب طالبت القوى الوطنية والإسلامية عبر تصريحاتٍ صحفية مؤخراً بإعادة النظر في هذا الاتفاق المجحف بحق القضية.
ورداً على سؤالنا له عن البيان الذي حدد نهاية أيلول/ سبتمبر المنصرم كآخر موعد للتخلي عن الالتزام بالتهدئة إن استمر الاحتلال الإسرائيلي بسياسة التسويف حيال الالتزام باستحقاقات التهدئة، شدد القيادي في شهداء الأقصى-جيش البراق- على أن هذا الموقف لا ينسحب مركزياً عليهم، مؤكداً أن الرد على خروقات الاحتلال المتواصلة بالنسبة لهم سيكون في الوقت والمكان المناسبين وضمن الإجماع الفصائلي الموحد.
وفي تعقيبها على ما سبق، لم تنف الشرطة التابعة لحكومة هنية المقالة، اتهامات قيادات شهداء الأقصى حول مصادرة سلاح من تشكيلات تابعة لها بل أكدت أنها صادرت سلاحاً من مجموعات تابعة للكتائب "لمشاركتهم في أعمال تخل بالأمن والنظام العام"، على حد قولها.
وطبقاً لما ذكره إسلام شهوان الناطق الرسمي باسم الشرطة فإن "الشرطة، الحكومة وحركة "حماس" دعمت تشكيلات وأوساط عسكرية محسوبة على حركة "فتح"، فيما فرضت غطاءً على أخرى".
ولفت شهوان إلى أن "سلاح المقاومة لا يتم مصادرته إطلاقاً"، مبيّناً أن "ما يجري مصادرته هو السلاح الذي يشارك في النزاعات العائلية وأعمال العنف والشغب".
ومن بين تلك التشكيلات التي حظيت بدعمهم كما أشار آنفاً ذكر كتائب الشهيد أحمد أبو الريش –مجموعات الشهيد القائد عمرو أبو ستة-، كتائب شهداء الأقصى-مجموعات الشهيد أيمن جودة- وكتائب المجاهدين.
وحول بيان الأقصى الذي تطرقنا إليه فيما سبق، اعتبر شهوان ذلك البيان تفريغاً انفعالياً لحالة غير قائمة فعلياً، مؤكداً أن هناك التزاماً بالتهدئة من أصحاب العمل الحقيقي والجاد في كتائب الأقصى.
ومما سبق يبدو أن الخيوط تكشفت لدى القارئ حول ظاهرة كتائب شهداء الأقصى في قطاع غزة ، ليبقى التساؤل مشرعاً: هل سنسمع قريباً عن عملية أو إطلاق صواريخ انطلاقاً من غزة تتبناها كتائب الأقصى التي تعمل في ظروف معقدة كما أكد مسؤولوها وقادتها، وبالتالي تنفذ وعيدها الذي أطلقته أم أن هذا الوعيد لن يتعدى كونه تفريغاً انفعالياً لحالةٍ غير قائمة كما ترى "حماس" وحكومتها.
مع دخول انتفاضة الأقصى عامها التاسع على التوالي، وفي ظل المتغيرات التي طرأت خلال سنيها الثماني المنصرمة على الساحة الفلسطينية، والتي كان أبرزها سيطرة "حماس" بالقوة العسكرية على غزة في الرابع عشر من حزيران من العام 2007، وما أعقب ذلك وصولاً إلى التهدئة التي أبرمتها حركة "حماس" مع إسرائيل بوساطةٍ مصرية بصفتها المسيطر على دفة الأمور في قطاع غزة، وفي ظل عدم الالتزام الإسرائيلي الملحوظ باستحقاقات التهدئة، برزت مؤخراً تصريحاتٌ إعلامية متتابعة تتوعد بعدم الالتزام بهذا الاتفاق من قبل فصائل المقاومة الفلسطينية، كان بينها موقفٌ لافتٌ لكتائب شهداء الأقصى، الذراع العسكرية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتـح".
فقد أمهلت الكتائب في بيانٍ لها بتخليها عن الالتزام باتفاق التهدئة المبرم مع إسرائيل إذا استمر الوضع في غزة على نفس النحو حتى نهاية شهر أيلول/ سبتمبر المنصرم، حيث قالت :"لم تحقق التهدئة أي انجاز وطني، إلا راحة العدو والحفاظ على أمنه في الضفة وقطاع غزة"، مضيفةً:" أعطينا الضوء الأخضر لخلايانا المسلحة للبدء في إنهاء التهدئة إن لم يكن هناك مواقف حقيقية من فتح المعابر وخاصةً معبر رفح وإدخال كافة المواد الغذائية والبنائية لقطاع غزة ووقف الجدار والاستيطان في الضفة ووقف أعمال التهويد للقدس".
وفي ظل ما سبق التقينا قيادات لتشكيلات مختلفة تعمل ضمن إطار كتائب الأقصى بغزة، حيث سألناهم عن طبيعة عملهم بغزة خاصةً في ظل سيطرة "حماس"، وعن الخطوات التي سيتبعونها لاسيما بعد انقضاء المهلة التي حددوها لاستئناف هجماتهم.
"أبو خليل" المسؤول العسكري البارز في كتائب شهداء الأقصى –القيادة المشتركة- جنوب قطاع غزة، أكد وجود صعوبات تعتري عملهم في ظل حكم "حماس"، لكنه شدد على أنهم سيبقون صامدين في وجه تلك الصعوبات لمواصلة طريقهم ورسالتهم التي أنشئوا من أجلها حتى لو كان ذلك بلا سلاح.
وأشار أبو خليل إلى أن "شرطة الحكومة المقالة بغزة صادرت سلاحهم لتمنعهم من واجبهم المقدس في الدفاع عن أرضهم تحت حجج وذرائع واهية"، متسائلاً بتعجب: "هل هذه هي رسالة حكومة المقاومة يا هنية؟!".
وأضاف:" والله إننا وصلنا إلى حال مضحك و غريب، بالأمس كنا رفاقاً في السلاح وننفذ عمليات مشتركة كعملية "أسدود" وعمليات صد الاجتياحات إلخ ...، واليوم يصادر سلاحنا لأنه يشكل خطراً على المشروع الوطني!!".
بدوره، أكد أبو يوسف مقداد القيادي الأبرز لكتائب شهداء الأقصى –جيش البراق- أن مجموعات تشكيله العسكري تمارس عملها بغزة كالمعتاد، لكن بسرية تامة.
وأشار مقداد إلى أن "عناصره لا يمارسون عملهم بالشكل المعروف، أي لا يتجولون كبعض الفصائل وكما اعتادوا في السابق بالسلاح".
وحول موقفهم من التهدئة المعلنة في غزة، قال القيادي مقداد:" التهدئة لا تخدم مصالح الشعب الفلسطيني ولدينا تحفظات عليها حتى منذ بدايتها"، مشيراً إلى أن التزام تشكيله بها جاء التزاماً بالإجماع الوطني وحرصاً على مصالح شعبنا.
وبيّن أن الكتائب طالبت القوى الوطنية والإسلامية عبر تصريحاتٍ صحفية مؤخراً بإعادة النظر في هذا الاتفاق المجحف بحق القضية.
ورداً على سؤالنا له عن البيان الذي حدد نهاية أيلول/ سبتمبر المنصرم كآخر موعد للتخلي عن الالتزام بالتهدئة إن استمر الاحتلال الإسرائيلي بسياسة التسويف حيال الالتزام باستحقاقات التهدئة، شدد القيادي في شهداء الأقصى-جيش البراق- على أن هذا الموقف لا ينسحب مركزياً عليهم، مؤكداً أن الرد على خروقات الاحتلال المتواصلة بالنسبة لهم سيكون في الوقت والمكان المناسبين وضمن الإجماع الفصائلي الموحد.
وفي تعقيبها على ما سبق، لم تنف الشرطة التابعة لحكومة هنية المقالة، اتهامات قيادات شهداء الأقصى حول مصادرة سلاح من تشكيلات تابعة لها بل أكدت أنها صادرت سلاحاً من مجموعات تابعة للكتائب "لمشاركتهم في أعمال تخل بالأمن والنظام العام"، على حد قولها.
وطبقاً لما ذكره إسلام شهوان الناطق الرسمي باسم الشرطة فإن "الشرطة، الحكومة وحركة "حماس" دعمت تشكيلات وأوساط عسكرية محسوبة على حركة "فتح"، فيما فرضت غطاءً على أخرى".
ولفت شهوان إلى أن "سلاح المقاومة لا يتم مصادرته إطلاقاً"، مبيّناً أن "ما يجري مصادرته هو السلاح الذي يشارك في النزاعات العائلية وأعمال العنف والشغب".
ومن بين تلك التشكيلات التي حظيت بدعمهم كما أشار آنفاً ذكر كتائب الشهيد أحمد أبو الريش –مجموعات الشهيد القائد عمرو أبو ستة-، كتائب شهداء الأقصى-مجموعات الشهيد أيمن جودة- وكتائب المجاهدين.
وحول بيان الأقصى الذي تطرقنا إليه فيما سبق، اعتبر شهوان ذلك البيان تفريغاً انفعالياً لحالة غير قائمة فعلياً، مؤكداً أن هناك التزاماً بالتهدئة من أصحاب العمل الحقيقي والجاد في كتائب الأقصى.
ومما سبق يبدو أن الخيوط تكشفت لدى القارئ حول ظاهرة كتائب شهداء الأقصى في قطاع غزة ، ليبقى التساؤل مشرعاً: هل سنسمع قريباً عن عملية أو إطلاق صواريخ انطلاقاً من غزة تتبناها كتائب الأقصى التي تعمل في ظروف معقدة كما أكد مسؤولوها وقادتها، وبالتالي تنفذ وعيدها الذي أطلقته أم أن هذا الوعيد لن يتعدى كونه تفريغاً انفعالياً لحالةٍ غير قائمة كما ترى "حماس" وحكومتها.
تعليق