تويت
يعتبر الطب الشرعي جزء لا يتجزأ من العملية القانوينة ،يطلق عليه الأطباء الابن اليتيم في العلوم الطبية الذي لا يجد من يرعاه في السلك الطبي والصحي ،ومن هنا جاءت فكرة عقد دورة الطب الشرعي والسموم لأول مرة في قطاع غزة لتضم مفخرة شباب فلسطين ومن يعول عليهم لنيل حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة ،ممن سيحملون عبء القضية الفلسطينية العادلة ليصلوا بها بر الأمان . تخرجت الكوكبة الأولى من طلبة الحقوق بجامعة الأزهرالتي أتمت بنجاح دورة "الطب الشرعي والسموم" التي نظمها مركز النور للدراسات والتدريب بالتعاون مع نقابة المهنيين الفنية وإدارة موقع عيون القانون في جامعة الأزهر،وذلك بمقر نقابة الصيادلة بمدينة غزة ،حيث استمرت الدورة شهر كامل،وضمت العديد من طلبة الحقوق بجامعة الأزهر،جرى ذلك بحضور أ.د جواد وادي رئيس جامعة الأزهر بغزة ود. ذهني الوحيدي نقيب أطباء فلسطين ، ،د.زياد شعت ،د.محمود الوالي نقيب الصيادلة،وكل من أ.د سالم الكرد عميد كلية الحقوق ،أ.دعبد الناصر أبو شهلا عميد كلية العلوم الطبية التطبيقية،د.عطا جودة نقيب أطباء الأسنان ،عميد كلية د.حيدر عبد الشافي لطب الفم و الأسنان بجامعة الأزهر بغزة ،د. سعيد غربية نقيب الأطباء البيطريين،أ.ناهض أبو عاصي نقيب المهن الطبية سابقاً،وعدد من أعضاء الهيئات الإدارية في النقابات الطبية ،والاكادميين القانونيين والأطباء ولفيف من طلبة الحقوق . أكد الدكتور أمجد الشنطي المحاضر في الدورة أن الأهداف المرجوة من عقدها تتمثل في صقل رجل القانون خاصة في بداية تجربته المهنية ،وتحميله الكثير من القضايا التي تحتاج الى دراسة ومناقشة معمقة ودورات ومؤتمرات اخرى يشارك فيها نخب من جميع الشرائح الفلسطينية من السلطة السياسية والتشريعية والقضائية والصحية والأكاديمية وخبرات مختلفة لتصوغ قانون فلسطيني يخدم الانسان والمجتمع الفلسطيني يضمن الامن والامان ،والتأكيد على مدى أهمية هذا المجال من العلوم الطبية في تحقيق العدل, معتبرا "أن هذه هي الرسالة التي تطمح لها كل الأمم وخير دليل على ذلك أنها كانت جوهر الرسالات السماوية جميعا". وانتهز الشنطي المناسبة لكي يرسل عدة رسائل هامة لكل أطياف الشعب الفلسطيني بقياداته وفصائله المختلفة, بضرورة التوحد وإنهاء حالة الانقسام لصالح الشعب الفلسطيني ،داعيا ًإلى ضرورة تقديم الخدمات اللازمة لتطوير الطب الشرعي ورعايته من قبل القائمين في المجال الصحي, وذلك بتشكيل هيئة خاصة بالطب الشرعي وتزويدها بالإمكانيات والمعدات والتقنيات والدعم المالي. وشدد الشنطي على ضرورة مراجعة القانون الفلسطيني ودراسته بشكل جاد وذلك من اجل الخروج بقانون واضح ودقيق يشمل كل القضايا التي تواجهنا, لافتا إلى الحاجة الملحة لإعادة صياغة المنهج العلمي لطلبة الحقوق بما يتناسب مع احتياجات المجتمع الفلسطيني ومصادر تشريعاته مثل القران والسنة, وبما يتماشى مع القفزات السريعة في مختلف العلوم. من جانبه أوضح د. حمدونة في كلمة المهن الطبية أن هذه الدورة تأتي ضمن الخطة المركزية للجنة العلمية والثقافية للمهن الطبية بالتنسيق مع مركز الدراسات والتدريب وإدارة موقع عيون القانون، مشيراً إلي أن هناك العديد من الدورات في نفس المجال ستقام في الأيام القادمة . بدوره ألقى ياسر أبو مرق كلمة باسم موقع عيون القانون التابع لكلية الحقوق في جامعة الأزهر, أكد فيها أن الهدف من إنشاء الموقع هو العمل الدءوب من اجل الارتقاء بمستوى طلبة الحقوق, ومواكبة التطور الحضاري الذي تشهده المسيرة التعلمية نتيجة للتطور التكنولوجي الذي يشهده العالم. مضيفاً" أننا من خلال الموقع نسعى إلى كسر الجمود الموجود بين الطلبةوإدارة الكلية والتواصل مع الهيئة التدريسية في الكليةنحن بهدف تنمية الكلية القانونية من خلال طرح المواضيع الهامة المتعلقة بالقانون ومناقشتها مما يخلق جواً من التفاعل الجميل والعصف الذهني بين الطلبة بعضهم ببعض". وفي الختام شكر أبو مرق القائمين على هذا الحفل وبارك لجميع الطلبة الخريجين من هذه الدورة , متمنيا لهم حياة علمية مميزة . وأوصى القائمون على الدورة القادة وأصحاب القرار والأكاديميين والنقابيين والساسة والشباب بالتخطيط السليم و بناء هيئة خاصة للطب الشرعي بجميع مكوناتها البشرية والمعدات والمباني والتجهيزات والتقنيات والدعم المالي نظراً لحاجة الطب الشرعي لرعاية شاملة من قبل القائمين في المجال الصحي بجميع قطاعاته دون استثناء ،ضرورة مراجعة القانون الفلسطيني ودراسته دراسة جادة من قبل المشرع الفلسطيني ،وهذا يلزم تكاتف اهل القانون والشرعية والهيئات الاكاديمية والمجتمعية والحقوقية والاطباء الخ في سبيل الخروج بقانون واضح دقيق شامل يلم بكل القضايا التي تواجهنا في حياتنا،إعادة صياغة المنهج العلمي لطلبة الحقوق وما يتناسب مع احتياجات المجتمع الفلسطيني ومكوناته ومصادر تشريعاته مثل القرآن والسنة وكذلك بما يتماشى مع القفزات السريعة في مختلف العلوم، ضرورة تعاون وتكاتف جميع الهيئات والمؤسسات الفلسطينية الرسمية والأهلية في عقد مؤتمرات لمناقشة الكثير من القضايا التي تمس حياتنا اليومية وتنظيمها،ضرورة الاهتمام بالجيل الصاعد من الشباب الفلسطيني وضرورة تطويره بعد التخرج من الجامعات وتأهليهم للمعترك العملي والمهني في بداية حياتهم العملية عن طريق عقد مثل هذه الدورات التي تزودهم بثقافة متنوعة تخدمهم ومهنتهم في الارتقاء بمجتمعهم والوصل بهم لشاطئ الامان. ومن الجدير ذكره أن قيمة مثل هذه الدورات المهنية تتجلى في عدة أمور من أهمها ثلاث قضايا أولها تتمثل في بناءالإنسان الفلسطيني المتعلم على أسس علمية ومهنية ذات جودة وكفاءة عالية تساعده في أداء مهنته والرقي بها على أسس واضحة وبخبرات متنوعة ،وتكون له سلاح قوي يجتاز به العقبات والمعيقات التي تحاك من قبل العدو بجميع الاشكال،أما القضية الثانية فتكمن في تنوع الخبرات التي تشملها دورة الطب الشرعي ،ففيها مجموعة من العلوم المختلفة من علوم طبية كالتشريح ،علم الأنسجة ،الكيمياء ،البيولوجي الجزئية ،وغيرها من العلوم الطبية السريرية كطب العظام والأسنان ،النساء والولادة ،الجراحة،الباطنة،طب الأطفال،والعلوم الطبية المساندة من تحاليل طبية ،الطب الدوائي،علم السموم وغيرها من العلوم الأخرى مثل علم الأسلحة،علوم القانون،الأدلة الجنائية،مسرح الجريمة،والخ من العلوم ولا يتوقف التنوع فقط في العلوم، ولكن بأصحاب الخبرات التي تلتقي في هذه الدورات من مهنيين وأطباء وصيادلة وحقوقيين وسياسيين ونقابيين،وما يشكله هذا التجمع من تبادل خبرات وثقافات وما لها من انعاكاسات على الآداء في الحياة المهنية والاجتماعية والسياسية وغيرها من قضايا الحياة،أما القضية الثالثة فتتمثل في اكتشاف الكثير من الاشكاليات والعواقب التي تواجه رجل القانون عند النزول للحياة العملية ،وبداية الاحتكاك العملي والمهني ،وما تم التوصل إليه من أن هذه الاشكاليات والعقبات يمكن تجاوزها وتخطيها والتغلب عليها بتكاتف جميع المؤسسات.
موقع جامعة الأزهر : المصدر
موقع جامعة الأزهر : المصدر
تعليق