مركز اليقين الإعلامي/ انفجارات سوريا، لعبة استخبارية أم حادث عرضي ..
بسم الله الرحمن الرحيم
مــركــز الــيــقــيــن الإعـلامـــي
انفجارات سوريا، لعبة استخبارية، أم حادث عرضي استغله النظام النصيري؟
حدث انفجار بدمشق بتاريخ 27/9/2009 في تمام الساعة السابعة وخمس وثلاثين دقيقة صباحاً بمنطقة القزاز الواقعة على مفترق عدة طرق رئيسية والمكتظة بالسكان المحليين, والقريبة نسبياً من أحد مراكز أمن النظام السوري الموالي للحكومة الشيعية في إيران، وقد أدى هذا الانفجار إلى حدوث أضرار مادية متوسطة لسكان الحي من أصحاب الدخل المتوسط وأضرار جسدية طالت العشرات.
وعلى غير المعتاد في وسائل الإعلام السورية المُسيطَر عليها بقوة من قبل الحكومة, فقد تناقلت وكالة الأنباء الرسمية السورية الخبر بعد ساعتين من حدوثه, وأعلنت أنه عمل إرهابي, واستبقت تقرير المحققين فحددت وزن المتفجرات في سابقة غريبة من نوعها !!
فما الذي حدث بالضبط؟، ومن وراء التفجير؟ ومن المستفيد الرئيسي منه في ظل عدم تبنّ له من أي جهة معينة ؟
ابحث عن المستفيد تجد الجاني
اعتادت الصحف الرسمية العربية والإسلامية بعد أي تفجير أن تخرج تدين العمل بشدة وتتوعد الإرهاب ( السلفي ) بأنه إلى انقضاء، وتقوم في المقابل مادحة للنظام ومُعاهدة له على الوقوف في صفه في هذه المحنة العصيبة، حتى قبل أن يتم التحقيق أو يستبين أحد في الأمر، ولم تُشكــِّل الصحف الرسمية السورية استثناءً عن هذه القاعدة، متضامنة مع ما أسمته بـ "حامي الحمى.. ورافعي الهمم.. وأصحاب الممانعة العالمية في وجه اليهود, وأن الله أرسلهم للعالمين جنود".
كما لوحظ في المصادر الإخبارية العالمية تعاطف شديد مع نظام دمشق, وتنديد واستنكار فاق توقعات النظام الذي كان حتى الأمس القريب "أكبر عائق للتوصل للأمان في منطقة الشرق الأوسط" كما كانت تصفه المصادر الرسمية الغربية، وازدادت مكاسب النظام السوري بعد العملية بأن رَفعت العملية أسهمه وازداد انفتاح الغرب له بعد أن كان مستعصٍ عليه، فسجلت التصريحات الرسمية وقوف كوندليزا رايس معه بشكل غريب, كما قابلت وزير خارجيته بعد ممانعة طويلة!
روايات الصحف الرسمية المتضاربة تفضح كذب النظام بأنها عملية إرهابية
إلا أن المتابع لتقارير الصحف الرسمية يُلاحظ تضارباً غريباً في تفاصيل الحادث، فقد قال غسان الشاغوري: "كنت واقفاً بانتظار سرفيس وحينها أتت سيارة مسرعة وصعدت على الرصيف وانفجرت ولم أر بعدها شيئاً" , في حين يصف وبشكل مناقض تماماً شرطي المرور عماد حبيب حيث كان واقًفا على الإشارة فإذا بـ "إحدى السيارات تباطأت فاقتربتُ لأرى الموضوع ثم سمعت الانفجار وصرت أنا والدراجة على الأرض" , أما توفيق صالح الذي يعمل في أحد المحال المقابلة لمكان الانفجار فيقول " سمعت صوت فرامل وما إن هرعت لمشاهدة ما حصل حتى حصل الانفجار وصعدت سحابة كبيرة من الغبار والدخان استمرت بضع دقائق".
في حين أن المهندس حسين أحمد الكفري أحد سكان المنطقة فيصف حقيقة الحادث بأنه "سيارة بيك أب محملة بمواد بناء (رمل) توقفت فجأة على الرصيف المقابل ثم اصطدمت بها سيارة سياحية كانت تسير خلفها ليحصل الانفجار مباشرة".
فلمَ تم تجاهل هذه الشهادة التي تصف الانفجار أن سببه حادث مرور عادي ؟
وقد أفاد أحد شهود العيان لجهاد برس أنه حاول أن يبحث عن حفرة ولو صغيرة أحدثها انفجار بقوة 200 كغ من المتفجرات ... فتفاجأ بأنه لم يجد شيئاً، كما تفاجأ بأن مكان التفجير المزعوم بعيد جداً من مركز أمني ( فرع الدوريات التابع للأمن العسكري ) بمسافة لا تقل عن 200 متر، وأنه لو كان هناك تفجير سيستهدف المركز الأمني لاضطر أصحابه للتوجه إليه من طريق ثانية لأنه لا يمكن الوصول إليه إلا من هذا الطريق الأخر عكس مكان الانفجار.
وبالعودة لمن قضوا في هذا الانفجار فهم : 11 سوريًا , 5 عراقيين , 1 لبناني , 1 إيراني . فإنه لا يوجد أي شخصية معروفة للجميع بأهميتها بين القتلى.
وأمام هذه المعطيات يرجح المتابعون أنه يقيناً لا يوجد هدف جهادي مقصود من العملية!!
ما الذي حصل إذاً ؟
بالعودة إلى معاينة مكان التفجير, وشهادات الناس المنشورة بالصحف الرسمية, يتبين لنا أنه كانت هناك أعمال صيانة للطريق تحدث قبل مكان الحادث بعدة مئات من الأمتار, مما أحدث إرباكاً في انسياب العربات على الطريق الرئيسي الدولي المسمى بالمحلق الجنوبي, وهذا الإرباك يكون شديداً جداً في الأيام التي تسبق عيد الفطر, وسبق أن حدث قبل الحادث عدة حوادث سير بسيطة ومتوسطة بين العربات في نفس المكان بالتحديد بسبب أعمال الصيانة الجارية ورعونة السائقين ووجود مفارق الطرق المتشعبة في نفس المكان ( قزاز , سيدي مقداد , السيدة زينب , طريق المطار ).
وبالعودة لشهادات الموجودين, يتجلى بوضوح بأن هناك حادث سير حدث بين عربة ذات حجم متوسط, وبين سيارة سياحية سوداء تحمل بداخلها مواد متفجرة تعادل شدة انفجارها قوة أسطوانتين من الغاز مجتمعتين , مما أدى إلى اشتعال النار في السيارة السوداء ومن ثم انفجارها .
والغريب أن النظام السوري - الواثق من روايته باستهداف الانفجار للسكان المدنيين - كان قد منع وسائل الإعلام من الاقتراب من مكان الحادث أو تصويره! و تم السماح بذلك للتلفزيون الرسمي فقط, مما يثير الكثير من التساؤلات ويؤكد وجود ما يريد النظام إخفاءه , كما نشر النظام تعميماً يمنع سكان المنطقة من الإدلاء بأي معلومات متعلقة بالحادث ولأي جهة كانت مالم تكن أمنية رسمية, ومن يفعل سيكون تحت طائلة العقوبة .
إلا أن أهم الأسئلة تبقى تطرح نفسها وبشدة:
لماذا اختفت العربة الصادمة والمصدومة ؟
ولمن تعود ملكية العربة السوداء المتفجرة ؟
وما الذي كانت تنقله بداخلها حتى انفجرت ؟
إلى أين كانت هذه العربة تنقل هذه المواد المتفجرة ؟
هل كانت العربة تعمل على الغاز بطريقة غير شرعية وحدث بها خلل أدى إلى حدوث الانفجار عند الاصطدام؟
كيف استطاع النظام النصيري بتحديد وزن المتفجرات الكبير بسرعة ؟
وأين الحفرة التي أحدثها تفجير بقوة 200 كغ ؟
ولماذا تم إطلاق حملة اعتقالات بحق الطائفة السنية وبالأخص أصحاب المنهج السلفي بعد التفجير بساعات فقط بلغت حتى ساعات نشر هذا التقرير سبعين معتقلاً من طلبة العلم الشرعيين والذين أفاد شهود عيان لجهاد برس أنهم تعرضوا للتنكيل والضرب أمام المارة ؟
وما علاقة الحادث والتضخيم الإعلامي له بالحشود التي تم جمعها على الحدود اللبنانية والتصعيد الذي بدأ يظهر جلياً ضد أهلنا في طرابلس؟
هل يريد النظام النصيري التدخل لمساعدة الجيش الصليبي الماروني في لبنان في استعداداته المكثفة لبدأ معركة ضد أصحاب المنهج الإسلامي القويم في طرابلس؟
هل تقصد النظام النصيري استغلال الحادث الذي وقع بشكل خاطئ وعفوي في هذا المكان وأسقط هذا العدد من القتلى , ليقوم بالإسراع في تنفيذ قانون محاربة الإرهاب, الذي أقرته أفرع الأمن سرًا وبدأت بتنفيذه ببطء وبشكل غير معلن ؟
ولو كانت العملية حقيقية، أفليست المكاسب التي حصل عليها النظام من تأييد عالمي له وتعاطف بسبب هذا الحادث تعطي انطباعاً بأن النظام هو من فعل الحادث وقدم قربانًا سبعة عشر ضحية لاعلاقة لهم بالسياسة كما فعل في مسرحية تفجير السفارة الأمريكية منذ أعوام مضت ؟؟
كل هذه أسئلة مشروعة أمام أنظمة حاكمة اشتهرت بتلفيق دعاوى تفجير ضد جماعات إسلامية لأجل بدأ حملة التصفية العامة والشاملة, لكن من يمانع الظلم الذي تمارسه الأنظمة الحاكمة في المنطقة العربية، وما جرائم الجيش والحكومة الجزائرية بحق أهلنا المسلمين فيها وتلفيق التهم للجماعات الجهادية عن زماننا ببعيد.
تعليق