
خاص ـ نداء القدس
ودعت رمضان أليم واستقبلت عيد حزين، عيون تنزف دموعا وقلب من صنوف الهم ألوان ..ماذا عسانى أن أقول ففي القلب مشاعر تعجز عن نقلها السطور، ماذا أقول واليوم يقبل العيد والأحزان ملتهبة في صدري وصدر كل محبي شهيدنا القائد المهندس حسن شقورة..
من أين أفرح يا عيد والحبيب يفارقني آخذا معه كل جميل "قلبي وعقلي وروحي" آآآآآآآآآآه آه، من أين والمسجد الأقصى محطم وفؤاد القدس ولهان ينادي من لنصرتي وتحريري من دنس المحتل الصهيوني يهب.
أصبحت في يوم عيدي والسؤال على فمي يئن وفي الأحشاء نيـــــــــران ، فأمسكت قلمي لأخط عبارات من لا زمان ولا مكان.. من قلب الحرمان أفتقدك يا حسن الجوار. فأين الأحبة لا غيـــــــــــــــم ولا مطر ولا رياض ولا أغصان؟ أين وشعبي في صراع وانقسام ووطني في نكبة وأحبابنا في غربة؟
كم أشعر بغربة لم أعهدها من قبل.. إنه ألم الانفصال عن توأم الروح والقلب والعقل. آه من عدو صهيوني دنيء حرمني من فرحة أيامي برفقة الحبيب حسن، واغتال أحلامي وطموحاتي وأمنياتي.
افتقدك يا حسن في هذا العيد المبارك وأفتقد كل جميل غمرتني به.. افتقد سحر الابتسامة الذي يعجز عن وصفه الشعور .. وخفة الظل التي لا تخفى عن عين المؤمن وروحه، وترانيم ضحكاتك وهمساتك ومرحك، أفتقد تصميم بطاقة معايدة العيد التي حرصت دائما في كل مناسبة أن تصممها لي.
ويفتقدك والديك اللذين كنت بارا بهما، وإخوانك وأصدقائك ومحبيك وزملائك في صحيفة الاستقلال وإذاعة القدس والكثير الكثير، والأطفال الذين كنت تعطف عليهم وتشتري لهم الألعاب وتمسح على رؤؤسهم وتكفكف دمعهم، كما يفتقدك أهل زوجتك اللذين عشقتهم وعشقوك وحرصت دائما على زيارتهم ليلة العيد ويومه وإدخال الفرحة في قلبهم.
لست أنا أفتقدك فحسب بل حاسوبك الذي لم تجلس عليه في ليلة العيد وصباحه تصمم وتتابع المواقع الالكترونية التي كنت تشرف عليها، حيث كانت عيناك تنام ولكن قلبك لا ينام عن حبك لفلسطين.. للمسجد الأقصى .. للأسرى خلف القضبان والأسلاك الشائكة في سجون الاحتلال.. وأنين الجرحى وأهات الثكلى والمحرومين وأمهات الشهداء، واللاجئين الذي هجروا من أراضيهم واغتصاب العدو الصهيوني لأرضك ووطنك وعدوانه المتواصل بحق شعبك في الضفة والقطاع ليل نهار..
في هذا العيد المبارك استذكر موقف طريف لحسن عندما كان يعود من زيارة أقاربه فيناديني ثم يعطيني بعض الحلوى والشوكولاتة التي أخبأها لي لأنه كان لا يحب أن يأكل شيئا بدوني.
وفي الختام لا يسعني إلا أن أقول لك يا حسن.. سلام لروحك الطيبة.. وسلام لابتسامتك الرقيقة.. سلام للمسك الذي ما زال فائح بيننا لا يفارق كل مكان أحببته وعشقته، وسلام لوفائك وإخلاصك لزوجتك حتى بعد استشهادك.
وعهد علي أن أوفي بوعدك يا حسن وسأواصل مسيرتك الجهادية والإعلامية ودفاعك عن الحقيقة بكل ما أملك كما علمتني.. وان من غدر بك سيأتي اليوم الذين فيه سيحاسبون فيه عاجلا أم أجلا..
وأملي في الله كبير بأنه سيجمعني بك يا حبيب الروح في جنان الفردوس الأعلى ونقضي فرحة عيدنا معا.
*أمل الحجار زوجة الشهيد المهندس حسن شقورة ومراسلة الموقع من غزة
تعليق