المشاركة الأصلية بواسطة أبو طه
بسم الله الرحمن الرحيم
يا أهل التوحيد في فلسطين احذروا «فتح» و«حماس» حذركم من يهود
الحمد لله ربّ العالمين وكفى، والصلاة والسلام على الحبيب المصطفى محمد بن عبد الله نبيّ المرحمة ونبيّ الملحمة وعلى آله وصحبه والتابعين؛ وبعد:
لا وقت للمقدمات فالوقت يمضي مسرعاً ولا بد من التحرّك العاجل، فإنّ عاماً مضى من حكم حماس لقطاع غزّة أكّد على الخطر الذي يلحق بالدعوة إلى الله، ويهدد أمن الناس وبالأخص الموحّدين، ويضرّ بمقاصد الشريعة التي هي حفظ الدّين، والنفس، والعقل، والعرض والمال.
فمنذ أن صارت الأمور إلى قيادة حماس السياسة بعد ما سمّته الحسم العسكري (وهو مصطلح علماني) في 14/6/2007 وبسطت سيطرتها الكاملة على قطاع غزة؛ سارعت قياداتها إلى التأكيد أنّها لن تقيم إمارة إسلامية وهم صادقون في قولهم هذا فصدّقوهم.
وتثير أقوالهم وأعمالهم الطمأنينة لأهل الشرك والكفر، والقلق والتخوّف لدى أهل التوحيد والإيمان فقد جاء على لسان عزيز الدويك رئيس "المجلس التشريعي الفلسطيني": «الحكومة الفلسطينية تحت قيادة حماس لن تجبر الفلسطينيين على تبني مبادئ الشريعة الإسلامية في حياتهم اليومية، ولن تعمل على إغلاق دور العرض السينمائي، والمطاعم التي تقدم مشروبات روحية» صحيفة القدس الفلسطينية، 24/2/2006، العدد 13116، الصفحة الأولى.
وإذا قيل أن هذا الرجل يمثّل مجلساً ينازع الله سبحانه وتعالى التشريع؛ فالحقّ أنّ هذا هو منهج "حماس" في هذا الزمان فحامد البيتاوي رئيس "رابطة علماء فلسطين" يقول: «نحن لن نطبق الشريعة الإسلامية، ولكننا سنعمل قدر الإمكان على الالتزام بمبادئ الإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة» صحيفة الغدّ الأردنية، 20/2/2006، http://www.alghad.jo/index.php?news=74896.
أما إسماعيل هنية "رئيس الوزراء" فقال في لقاء مع وفد من "لجنة الأورومتوسطية لحقوق الإنسان" في مكتبه بغزة: «نحن لا نسعى إلى إقامة كيان مستقل في قطاع غزة، ولا كما يسمونها إمارة إسلامية، بل إننا نؤكد على وحدة الجغرافيا الفلسطينية ووحدة الشعب الفلسطيني».
وأضاف هنية في ذات اللقاء: «أؤكد على التزام الحكومة بسيادة القانون وسلطة القضاء، وحقوق الإنسان، وترسيخ العدالة والمساواة».الشرقية أون لاين، 25/7/2007،
http://sharkiaonline.com/detail.asp?...TEGORIES_ID=10
أهل التوحيد الخالص يبطلون الضلالات
وبالطبع لن يبطل هذه الضلالات والانحرافات إلا أهل التوحيد الذين باتوا يعرفون بالسلفية الجهادية، وامتدت محبتهم في قلوب الناس لما يمثّلونه من استقامة على النهج القويم وتلازم بين العلم والعمل، وقولهم الحقّ لا يخافون في الله لومة لائم، فلا يستقيم الإسلام وضده في قلب مؤمن، ولا تلتقي في نفس موحّد الشورى الإسلامية مع الديمقراطية الأمريكية.
ولعل من الأخطاء التي وقع فيها المجاهدون السنّيون في قطاع غزّة أنّهم توزّعوا بين مجموعات متعددة، وينفذون العمليات الجهادية دون أن يعلنوا عنها حسب اجتهادهم فيتبناها غيرهم، وهذا يستدعي التحرك العاجل الفوري لتوحيد الصّف وترك الخلاف جانباً والالتقاء تحت راية التوحيد فإن التأخّر يعني القضاء على الجميع.
واعلموا أنّ حماس كما الإخوان المسلمين لا يقدسون شيئاً في حياتهم مثلما يقدّسون القوّة وليس أدلّ على ذلك من استنادهم في كل مبررات التراجع والخنوع والانحراف عن النهج القويم إلى قوّة الخصم وجبروته وتسلّطه، وأكثر كلمة تسمعها من قادتهم لا نستطيع.
فلسطين ليست وقفا للمسلمين
أمّا الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي أوقف فلسطين المباركة على أجيال المسلمين؛ فيردّ عليه محمود الزهار خلال مسيرات لرفض مؤتمر أنابوليس قائلاً: «فلسطين كل فلسطين من البحر إلى النهر من الحدود السورية اللبنانية في الشمال إلى الحدود المصرية هي أرض ملك للمسلمين والمسيحيين من الشعب الفلسطيني ولا يملك رئيس ولا دولة ولا أمة ولا جيل ولا الأمم المتحدة لو ضربت بعشرة أمثالها أن تتنازل عن شبر من أرضها». المركز الفلسطيني للإعلام، 27/11/2007م.
وأمام هذا التهاون مع شريعة الله والله أمر أن نأخذ الكتاب بقوة؛ يصرّ القوم على أخذ الديمقراطية بقوة
فقد قال إسماعيل هنية في لقائه باللجنة الأورو-متوسطية: ويمتد هذا الالتزام إلى الحدود السياسية وحدود الأمان واحترام التعددية السياسية وترسيخ النهج الديمقراطي ربما كل هذه المعايير لم تظهر لأن الوقت قصير، لكن نحن ملتزمين بترسيخها مع الأيام والأسابيع» الشرقية أون لاين، 25/7/2007،
http://sharkiaonline.com/detail.asp?...TEGORIES_ID=10.
طبعا ترسيخ النهج الديمقراطي يمرّ عبر التخلّص من العاملين لأي نهج آخر، ولا يقصدون بذلك الشيعة والشيوعية فهؤلاء من فصائل المقاومة الفلسطينية، ولكنّ المقصودون هم المؤثرون الفاعلون الدعاة إلى الله، وهذا ما نراه يحدث في جميع أنحاء العالم، وهذا أيضاً ما يحدث في قطاع غزة.
خديعة وحرب على أهل السنّة
والحرب ليست بهذا الوضوح فالقوم يعملون على تشويه صورة الموحّدين ورميهم باتهامات باطلة؛ حتى أنّ سلفيّة السلطان لم تسلم من أذى "حماس" وكتائبها؛ فقد جاء الخبر أنه يوم السبت 17/5/2008، بأنّ المئات من عناصر شرطة حماس والقسّاميين حاصروا مسجد الإمام الألباني في مدينة جباليا شمال قطاع غزة واعتدوا على إمام المسجد الشيخ عبد الحليم عوض ومدير جمعية الكتاب والسنة الشيخ أشرف وادي ومؤذن المسجد البالغ من العمر (70 عاما )، وضربوا من كان بداخله، وروّعوا روّاده الآمنين، وهدموا سور المسجد.
هؤلاء سلفيون لا ينافسونهم في قتال اليهود فما بالنا بالذين ينافسونهم، ويرفعون لواء التوحيد، ويعلم الناس صدقهم وسعيهم لتحرير البلاد والعباد وإقامة الشريعة؛ أولئك يضرّون مساعي "حماس" للتهدئة مع دولة اليهود الذي بالطبع لن يلزم أهل التوحيد كونهم لم يستشاروا في الأمر، ولا يرون جدوى لوقف القتال مع اليهود فضلاً عن كون "حماس" تعتبر المرتد محمود عبّاس ولي أمرها.
ولا يظنّ ظانّ أن التقارب بين "فتح" و "حماس" سيضرّ أمراً أكثر من عقيدة الموحدين بالله ومن السعي لإقامة الشريعة الإسلامية، والاتفاق بين الطرفين ستكون عواقبه وخيمة على المسلمين في فلسطين، وعلى البذرة الطيبة التي بدأت تنمو ألا وهي «السلفية الجهادية».
وإن كنت أقيس الأمر من جهة مغايرة إلى حدّ ما؛ فعلى ما يبدو أنّ محمود عبّاس يرفض أعداء الأمة تشغيله لحسابهم حتى يثبت قدرته في السيطرة على الضّفة وغزّة، وعلى هذا الأساس أعلن عن مساعي الحوار والاتفاق مع "حماس"، واستناداً إلى الاتفاق سيعود بجنوده ومعاونيه إلى قطاع غزة.
وفي تقديري أنّ أن العدو بعد عودة عبّاس لغزّة سيدخل الديار ويركّز حملته على السلفيين الجهاديين وخاصة المنتمين إلى "كتائب القسام" ليمهّد الطريق لأمرين:
1. مزيد من التنازلات والتراجعات من قيادة حركة حماس السياسية.
2. تهدئة وفقا للشروط التي يضعها اليهود.
فقد بلغني أن "كتائب القسام" بعد الانحراف الجليّ للقيادة السياسة عن نهج التوحيد انقسمت إلى ثلاثة أقسام أحدها: سلفي والآخر: إخواني والثالث: نفعي، فأما السلفيون فهؤلاء لم يتركوا "القسام" لعدم وجود راية واحدة واضحة، ولقلة المال والسلاح بأيدي المجاهدين السلفيين، وأما الإخوانيون فهؤلاء لقلة علمهم _علّمنا وإياهم الله_ يظنّون أنّ حماس لا تزال متأوّلة معذورة على خلاف الحقيقة، وأما النفعيون فهؤلاء التحقوا بالقسام قبيل وصول حماس للحكم وليس يهمّهم سوى المظاهر ويفرّون من مواضع الرباط وليسوا أكثر من غثاء.
والملفت أنّ مسألة الحوار مع الفتحاويين استراتيجية لدى حماس، وليست دعوة محمود عباس للحوار بدايتها، فقد قال أسامة حمدان ممثل حركة حماس في لبنان أن اللقاء بين حركتي فتح وحماس في دكار عاصمة السنغال جرى الترتيب له بوساطة الرئيسي السنغالي عبد الله واد قبل خطاب محمود عباس الذي دعا فيه إلى الحوار مع حركة حماس ورحبت به الحركة. الأحد 8/6/2008، برنامج هذا الصباح، قناة الجزيرة الفضائية.
عجباً لأمرهم إن كانوا إسلاميين؛ يحاورون أهل الردّة في حين أنّهم يحاربون أهل التوحيد بشكل منظم. قال "جيش الإسلام" «فقد أعدوا خطة محكمة ماكرة ليقوضوا بها هذا الدين ، ويشوهوا صورة المنهج السليم ، وقد فعلوا ذلك عبر تشكيل مجموعات مشبوهة تقوم بتفجير وحرق بعض المحال للمسلمين ، وتتعالى أصوات النشاز لتتهم " جيش الإسلام" بكل ما هب ودب في " غزة " , كلما قُتل أحد الناس أو فُجر دكان ألصقوا التهمة برجاله ، ليتخذوا ذلك ذريعة لمحاربة أهل الإسلام ، واعتقالهم وتعذيبهم وملاحقتهم والتجسس عليهم ثم مساومتهم في مراكز التحقيق والتعذيب ليكونوا جواسيس على إخوانهم». بيان توضيح بخصوص ما يشاع عن جيش الإسلام باستهداف المحلات التجارية وغيرها، مركز صدى الجهاد للإعلام، 2/6/2008.
هذا السعار الذي أصاب قادة حماس المبدّلين للشريعة اشتدّ مع الفشل الذريع الذي مُنيت به سياساتهم هم والإخوان المسلمون في تركيا والعراق وأفغانستان وبلدان شتى في التغيير من خلال خطة العدو، فالحركة العالمية في تركيا غير قادرة على حماية شعيرة واحدة من شعائر الإسلام وأظهرها الحجاب الشرعيّ، وفي العراق أوصلتهم عبقريتهم إلى قيادة جنود العدو لاقتحام البيوت على نسائنا وأطفالنا في الموصل وقتلوا من المسلمين وأسروا وجرحوا وانتهكوا الحرمات، وفي أفغانستان كانوا عبارة عن ديكور لتجميل صورة اللويا جرغا وحماية عملاء بوش، وفي فلسطين وقفوا حماة للقانون الفلسطيني الذي وضعه أسلافهم نواب حركة فتح بمباركة من حلفائهم اليهود الذي جاءوا بهم للحكم.
فاحذروا يا أهل التوحيد..
يا أحبابي في غزّة احذروا أن يؤتى أهل التوحيد من قبلكم فأنتم على ثغر عظيم، وتقفون في الأرض المقدسة واعلموا أن "حماس"، كانت عمّا قليل رأس الحربة لأهل السنّة في فلسطين فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم فخذوا العبرة وامتثلوا لأمر الله.
قال الله سبحانه وتعالى: { وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَد تَّعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ } (5) سورة الصف.
وكونوا على يقين أنّ ما جرى للإخوان المسلمين في جميع أنحاء العالم هو سنّة الله في الاستبدال بعد أن نكصوا على أعقابهم وتركوا الجهاد والدعوة إلى الله وباتوا أبواقا لبضاعة الغرب الفاسدة، فلا نسمع منهم إلا إنكارا على المجاهدين جهادهم، ودعوة للديمقراطية من دون الشورى الإسلامية.
قال الله عز وجل: { إِلاَّ تَنفِرُواْ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } (39) سورة التوبة.
وأتساءل أين أهل التوحيد في الضفة الغربية، وباقي فلسطين، لماذا لا نسمع لهم حسيساً؟! وأين هم من الجهاد في سبيل الله وقتال أعداء الله ونصرة المستضعفين وإقامة الشريعة والدين؟!.
قوموا أيها الموحّدون في فلسطين قومة واحدة، وهبّوا هبّة واحدة، وانصروا دينكم واقهروا عدوكم وحطموا المؤامرات، واكشفوا زيف الشعارات، وارفعوا لواء الشريعة، وأبطلوا الديمقراطية وما شاكلها من العقائد المخالفة لدين الله ومن وجوه الشرك بالله.
كتبه أبو طه المقداد
تم نشره مسبقا
يوم الأربعاء 7 جمادى الثانية 1429هـ
الموافق 11 حزيران 2008
تعليق