إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

هل نحن بحاجة لحركة إصلاحية شاملة للفكر ألإسلامى ؟

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • هل نحن بحاجة لحركة إصلاحية شاملة للفكر ألإسلامى ؟

    قسمات الائتلاف والاختلاف بين اللوثرية المسيحية والإحياء الإسلامي

    بقلم جمال البنا ٢٧/٨/٢٠٠٨
    تساءل كثيرون.. لماذا لم تقم في العالم الإسلامي حركة إصلاحية شاملة كالتي قام بها مارتن لوثر في القرن السادس عشر في المسيحية، وأنقذها من أسر الكنيسة الكاثوليكية التي هيمنت علي العقيدة، وعلي الفكر، وعلي السياسة، وكانت عقبة في طريق التقدم؟.

    والحقيقة أن هذه الحركة موجودة، وأنها بدأت تحث الخط في السنوات الأخيرة وأخذت تشق طريقها، وكسبت مجموعة قد تكون محدودة في العدد، ولكنها ثمينة في القيمة، وإذا كان عامة الجمهور لم يتعرف عليها بعد، فذلك لأنها لا تحرص بوجه خاص علي اكتساب الأتباع، ولكن علي تبيين الحقيقة كاملة وبصورة صريحة قد لا يتقبلها الكثيرون.

    وفيما بين الدعوة اللوثرية ودعوة الإحياء نقاط ائتلاف ونقاط اختلاف.

    وأبرز نقاط الاختلاف أن الإسلام لا يقر وجود «كنيسة» إسلامية ولم يظهر قط «بابا» ولم تظهر مؤسسة تتولي التحليل والتحريم، كما لم يضطهد الإسلام دعاة الإصلاح والمفكرين والعلماء، بل إنهم كانوا رجال دين، فابن خلدون وابن رشد كانا من القضاة، وكانت الأوقاف التي أوقفها السلاطين وزوجاتهم هي التي تمول المدارس ودور العلم.

    أما المسيحية فقد حدث فيها نقيض ذلك، لأن اعتبار المسيح إلهًا أو أقنومًا من الأقانيم الإلهية جعل صحابته الذين أطلق عليهم القرآن «الحواريين» رسلاً، ومنحهم المسيح بعض معجزاته، بحيث أصبحوا يتكلمون بلغات الأقوام الآخرين، كما منحهم سلطاته أيضًا، فما يربطونه يكون مربوطاً عندالله وما يحلونه يكون محلولاً عند الله.

    وأعطي هذا صفة شرعية للكنيسة، وأعطي رجالها سلطة التحريم والتحليل، وجاء وقت اضطر فيه الإمبراطور هنري الرابع أن يذهب إلي البابا في مصيفه في كانوسا سنة ١٠٧٧، وأن يقف علي بابه ثلاثة أيام قبل أن يسمح له البابا بالدخول، ويرفع عنه التحريم الذي أصدره عليه فأفقده الصفة الشرعية للحكم علي شعبه.

    وأساءت الكنيسة الكاثوليكية استخدام سلطتها الكبيرة، والسلطة بطبيعتها مفسدة، وفي الفترة التي سبقت مارتن لوثر كانت قد أعلنت حربًا شعواء علي المفكرين وعارضت فكرة أن الأرض تدور حول الشمس، وأكدت أن الشمس هي التي تدور حول الأرض، وأن القول غير ذلك زندقة وكفر، كما كانت قد أحرقت العشرات من المفكرين المسيحيين الذين أرادوا إصلاح أوضاع الكنيسة، ولم تحاول الكنيسة أن تصلح من أوضاعها، بل مضت في خطة الاستغلال فأصدرت صكوك الغفران التي كان يمكن للمذنبين أن يشتروها لكي تغفر لهم خطاياهم.

    كان مارتن لوثر في وضع قوي، رغم أنه كان يتحدي سلطة رهيبة، ولكن السوس كان قد نخر فيها، واستطاع لوثر أن يظفر بحماية بعض الملوك، وهكذا انتصر انتصارًا مدويا.

    وكان أبرز ما جاءت به اللوثرية:

    (١) الكتاب المقدس وحده Sola ******************ural أصبح هذا التعبير شعارًا للكنائس البروتستانتية حتي يومنا هذا، وأصبح الكتاب المقدس فقط هو المصدر الوحيد للإيمان البروتستانتي، كما رفضت الكنيسة اللوثرية التقليد وسلطة الكنيسة.

    (٢) لا يوجد كهنوت خاص، لكن الكل كهنة، فكلنا ملوك وكهنة والجميع لهم السلطة في الكنيسة، والكاهن في مفهوم الكتاب المقدس معناه المؤمن أو المعمد.

    (٣) ليس رجال الدين وحدهم الذين لهم حق تفسير الكتاب المقدس، فالله الذي جعل حمارًا يتكلم لكي يوبخ نبيا، يستطيع أن يتكلم علي فم إنسان لكي يوبخ البابا.

    (٤) أنكر لوثر صلاحية كل أسرار الكنيسة ما عدا سر الإفخارستيا والمعمودية، وبعض الكنائس البروتستانتية لا تؤمن بسر التناول، ولكنها تؤمن بشركة المسيح وكسر الخبز وتذكار عمل المسيح لهذا السر.

    (٥) هاجم لوثر الرهبنة (علي الرغم من أنه كان راهبًا) ووصف حياة الرهبنة بأنها نوع من التدريب في مستشفي للأمراض العقلية، وأن الرهبنة تسوق الشباب والشابات إلي الجنون بمطالبها الشاذة للفقر والعفة والطاعة.

    (المرجع: كتاب «كيف نفهم الأصولية البروتستانتية» ترجمة نشأت جعفر، ص ١٥٥).

    وتتميز الكالفنية التي أسسها جون كالفين بأنها تعطي العمل مدلولاً عباديا، وتري أن النجاح الاقتصادي هو علامة من علامات رضا الله، علي نقيض الرأي المسيحي الذي دعا إليه المسيح، مما جعل بعض المفكرين يري أن البروتستانتية كانت عاملاً من عوامل نهضة الرأسمالية.

    هذا ما حدث بالنسبة للوثرية؟ فماذا حدث لدعوة الإحياء؟

    قلنا إن الإسلام لا يعترف بكنيسة، ولا برجال دين، ولا بمؤسسة تملك التحريم والتحليل، ولكن ـ ضرورات التخصص ـ مع توسع الدولة الإسلامية وتعدد احتياجاتها، وأنها كدولة إسلامية كانت في حاجة لسند إسلامي من القرآن أو السُـنة، نقول إن هذه التطورات أدت لظهور علماء دين يتخصصون في دراسة الإسلام ويستنبطون الأحكام منه، ومع أنهم علماء دين وليسوا رجال دين، فإنهم ما إن ظهروا حتي كونوا فيما بينهم «المؤسسة الدينية» التي ادعت أنها هي التي تتحدث باسم الإسلام، وهكذا ظهر بالفعل ما يشبه «الكنيسة» في الإسلام.

    مع أن هذه المجموعة التي توصلت إلي تكوين المؤسسة الدينية.. لم يكن لديها سلطات كسلطات الكنيسة، ولم يتطرق إليها الفساد، فإن مجرد تكوينها أدي لظهور الصفة المؤسساتية الاحتكارية، وما يصطحبها من مآخذ، خاصة أن الدين نفسه فيه قدر من طبيعة الاستحواذ، وكانت سوءة المؤسسة الدينية الإسلامية هي قيامها علي فكر السلف، بحيث أصبح تفكيرها سلفيا، أي ما وضعه الأئمة من ألف عام،

    وكان هذا يخالف القرآن الذي ندد بالذين يتبعون آثارهم «وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَينَا عَلَيهِ آبَاءَنَا»، ورأي في ذلك نوعًا من الشرك، وكان الخطر في الدعوة السلفية أنها ماضوية، وتدعو الناس لأن يعيشوا في الماضي، وبهذا كانت عقبة في سبيل التقدم الذي يفرض أن ينظر إلي الأمام لا إلي الخلف، فضلاً عن معارضتها الأصل القرآني وإحلال آراء الفقهاء محله، كما أنها اعتمدت في تفسير القرآن، أو قل حكمت تفسير القرآن في القرآن نفسه، وأصبحت معاني القرآن هي ما قرره كبار المفسرين كالطبري والقرطبي وابن كثير.. إلخ، وبهذا استبعد القرآن تمامًا في استلهام أحكامه، وفي استلهام معانيه.

    وفي كل يوم تصر المؤسسة الدينية (الأزهر) أنها هي وحدها التي تمثل الإسلام، وأن أي واحد آخر ليس له هذا، وهي تبذل كل قواها لتعويق دعاة الإصلاح والتجديد، ولادعاء أن ذلك يخالف صحيح الدين، وبهذا لم تكتف بدورها السلبي والعقيم في فهم الإسلام، بل أضافت إليه محاربة جهود المصلحين، وأشبهت بذلك الكنيسة الكاثوليكية.

    وهنا تلتقي دعوة الإحياء بدعوة لوثر، لأن لوثر دعا إلي الرجوع إلي الإنجيل، والإحياء تدعو للعودة إلي القرآن، ولوثر يستبعد أقوال الكهنة، ودعوة الإحياء تستبعد أقوال السلف، ولكن دعوة الإحياء لم تتجه هذا الاتجاه تقليدًا للوثر، لأن لوثر نفسه في الأخذ باتجاهاته كان متأثرًا بالإسلام ودعوته إلي استبعاد الكهنة واستبعاد البابوات والأولياء والقديسين.. إلخ، كما تثبت ذلك البحوث المعمقة.

    ولهذا نجد أن نقاط الائتلاف بين اللوثرية والإحياء هي أن دعوة الإحياء:

    (١) تريد العودة إلي القرآن مجردًا، وعدم الالتزام بتفسيرات المفسرين وما وضعوه من أفانين، وما يسمونه علوم القرآن من نسخ وأسباب نزول.. إلخ.

    (٢) رفض قيام مؤسسة دينية، ولكن يمكن أن توجد جامعة أو أكثر لدراسة الإسلام، دون الادعاء أنها هي وحدها التي تمثل الإسلام ويحق لها الحديث باسمه.

    (٣) ضبط السُـنة بضوابط القرآن، لأن السُـنة كانت هي الباب الذي دخل منه الوضع والكيد للإسلام، ولأن الاعتماد في صحة الحديث علي السند ليس هو السبيل الأمثل، والسبيل الأمثل هو اتفاق المتن مع القرآن.

    (٤) فتح باب الاجتهاد أمام كل من يري في نفسه القدرة وعدم حصره في المؤسسة الدينية، وعدم وضع شروط مسبقة، لأن المهم هو المقولة لا القائل، فليتحدث كل من يريد، فإذا كان حديثه حقاً فهو كسب، وإذا كان باطلاً فسيظهر بطلانه وينتهي تلقائيا «إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً».

    (٥) إبراز أهمية العمل في الحياة الدنيا وفي الآخرة، واعتبار التنمية كمعركة جهادية تشترك فيها الجماهير لاستنقاذ المجتمع من تخلفه الاقتصادي.

    وهناك فرق لا يعلمه الكثيرون عن صاحبي الدعوتين، فلوثر كان أصله راهبًا، رغم أنه يدعو لاستبعاد الرهبان، ورزق حماية الملوك الذين لولاهم لنالته محرقة البابا، فلم تكن له ميول شعبية، ولم تتسم دعوته بسمة عدالة، بل إنها كانت كما رأي بعض المفكرين محضنًا للرأسمالية، وعندما وقعت ثورة الفلاحين سنة ١٥٥٥ ضد النبلاء والملوك في ألمانيا وقف لوثر في صف الملوك والنبلاء وأيد استئصال الثورة، واستخدام القسوة في الحكم علي زعمائها،

    كما أن «كالفن» كان متعصبًا، وفرض علي جنيف عندما حكمها إرهابًا دينيا، وأمر بإحراق أحد المصلحين لمعارضته، في حين أن رائد دعوة الإحياء نصير، بل داع، للحركة العمالية والنسائية، ويؤمن في مجالات العلاقات الاجتماعية، كعلاقة الحاكم بالمحكوم، الغني بالفقير، والرجل بالمرأة، بأن الفيصل والحكم هو العدل، أما في مجال الفكر المجرد فلا قيد علي الحرية فيه، ومن ثم فإن التعصب ينتفي تمامًا من دعوة الإحياء.

    ان ينصركم الله فلا غالب لكم

  • #2
    والحقيقة أن هذه الحركة موجودة، وأنها بدأت تحث الخط في السنوات الأخيرة وأخذت تشق طريقها، وكسبت مجموعة قد تكون محدودة في العدد،

    (٤) فتح باب الاجتهاد أمام كل من يري في نفسه القدرة وعدم حصره في المؤسسة الدينية، وعدم وضع شروط مسبقة، لأن المهم هو المقولة لا القائل، فليتحدث كل من يريد، فإذا كان حديثه حقاً فهو كسب، وإذا كان باطلاً فسيظهر بطلانه وينتهي تلقائيا «إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً».
    لمن تريد أن تفتح باب الاجتهاد (يا بنا9 على مصراعيه، هل تريد أن تفتحه لأمثالك غير المنضبطين بقواعد الإفتاء والاجتهاد، ولسنا ببعيد عن سلسلة الإفتاءات بل قل (الهراء) التي صدرت عنك مؤخرا والتي هي سخف لا ابداع ولا اجتهاد.

    تعليق


    • #3
      المشاركة الأصلية بواسطة أ. خالد سيف الدين مشاهدة المشاركة


      لمن تريد أن تفتح باب الاجتهاد (يا بنا9 على مصراعيه، هل تريد أن تفتحه لأمثالك غير المنضبطين بقواعد الإفتاء والاجتهاد، ولسنا ببعيد عن سلسلة الإفتاءات بل قل (الهراء) التي صدرت عنك مؤخرا والتي هي سخف لا ابداع ولا اجتهاد.
      مالك يا استاذنااا على الكاتب جمال البنااا

      ان ينصركم الله فلا غالب لكم

      تعليق


      • #4
        اخى ابو جابر بارك الله فيك على الموضوع ولكن لى لك نصيحة ارجو ا ان تأخذ او تنقل اخبار او مقالات من اناس يشهد لها الامة بالصلاح
        جمال البنا عليه شبهات كثيرة خاصة فى مسائل الافتاء
        (( ( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا
        وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا ) ))

        تعليق


        • #5
          أخ/ أبو جابر
          مالك يا استاذنااا على الكاتب جمال البنااا
          ليس بيني وبينه ثأر، إنما نحن نأسف على من يدعون أنهم علماء ويوظفون علمهم لأغراض دنيوية..
          أما سمعت بفتاوى (جمال البنا) التي لا يقبل بها عامة الناس، فما بالك بأهل العلم والاختصاص.
          إن مقالته هذه مدسومة بسموم فكرية.. ودعوته هذه ليست بريئة.

          تعليق


          • #6
            مشكلة جمال البنا أنه يريد أن يفتي على مزاجه مثل إباحة القبلة بين الشاب و البنت,بدون أن تحتج عليه مؤسسات و مرجعيات دينية و تندد بفتاويه, الخزعبلات التي انتقدها مارتن لوثر معروفة مثل صكوك الغفران حيث حاربها و أنكرها و أنكر قداسة البابا, لكن في الإسلام لا توجد قداسة لإنسان حي في عصرنا, ربما عند الشيعة يوجد الإمام المنتظر و هو مختف و له عصمته عند الشيعة , لكن عند غالب المسلمين فهذا منكر و غير مقبول, فبالتالي لا وجه للإحياء عند جمال البنا بالإحياء عند أوروبا في عصر مارتن لوثر,فالكنيسة كانت تحظر العلم و الثقافة إلا من خلال نص مكتوب و واحد و هو التوراة و الإنجيل و هو مكتوب باللغة اللاتينية, فكانت تحرم على الشعوب المسيحية تعلم و كتابة اللغات المحلية, بينما في مجتمعاتنا اللغة تطورت هي و علومها, و التفسير تطور هو و علومه, و لم يفرض أحد تفسيرات محددة حتى للقرآن, و في العصر الحديث ظهرت تفسرات عدة للقرآن, مثل الظلال و تفسير الإمام محمد أبو زهرة , و الصابوني و الشنقيطي و غيرهم,
            و المو ضوع يطول و نكتفي بهذا القدر
            التعديل الأخير تم بواسطة أبو علي باهر; الساعة 20-09-2008, 10:50 AM.

            تعليق

            يعمل...
            X