إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

عملية الخليل البطولية (زقاق الموت) النقلة النوعية والتحول الإستراتيجي في عمل المقاومة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عملية الخليل البطولية (زقاق الموت) النقلة النوعية والتحول الإستراتيجي في عمل المقاومة

    الحديث عن الشهداء صعب هؤلاء جذر الأمة وملح الأرض، وملامح فلسطين فكيف نبدأ الحديث عن هذه الأشلاء المباركة والفتات المقدس.. لا يمكن أن نجد استهلالاً أفضل من قول ربنا: ﴿ وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ لا يمكن أن نجد استهلالاً أفضل ولا ظلاً أورف من هذا للحديث عن الشهداء وللحديث عن هذه النسمة الطيبة المباركة التي يُطيَّبُ مسكُها وجع قلوبنا ويحجر الدموع في مآقيها.

    لا أجد إلا أن أقف منحنياً خاشعاً أمام جلال دمك احتراماً وحباً وإعجاباً وأنت الصغير سناً، الكبير نفساً ومقاماً وعطاءً في مقابل الذي تحدثوا عن الثورة ألفاظاً بأعلى أصواتهم وبملء أشداقهم ولم نجدهم في مواقف الرجال إلا سراباً، فلا مغفرة يا سيدي، ولا عُذر لهم


    أبطال سرايا القدس كمنوا وقتلوا كل من دخل أرض المعركة بسهولة
    الكمين الذي هز جيش الاحتلال وأسفر عن مقتل 14 جندياً بضمنهم قائد اللواء
    تفاصيل مذهلة أحاطت بالكمين الفدائي الذي نفذته سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في وادي النصاري بمدينة الخليل في العاشر من رمضان من العام الماضي، وجاءت هذه التفاصيل في تحقيق أجراه جيش الاحتلال وسمح بنشره. ونشرت صحيفة يديعوت أحرونوت نتائج هذا التحقيق كاملاً وتوصيات بتسريح 3 من الضباط لمسؤوليتهم عن إحداث فراغ قيادي،ونشر ما يسمى قائد المنطقة الوسطي، موشيه كابيلانسكي نتائج التحقيق العسكري في عملية زقاق الموت في الخليل العام الماضي والتي أسفرت عن مقتل 14 جندياً صهونياً وإصابة قرابة 18 جندياً ومستوطناً من مستوطنة كريات أربع، وقرر كابيلانسكي تسريح 3 من الضباط من أصحاب الرتب العسكرية المتوسطة وتسجيل ملاحظات في السجلات الشخصية لضباط آخرين امتنعوا عن تسلم القيادة في اللحظات الحاسمة للمعركة لخوفهم من مواجهة 3 من رجال الجهاد الإسلامي على حد قول الصحيفة.


    تفاصيل المعركة:
    وفيما يلى تفصيل دقيق للمعركة كما رواه ضابط صهيوني كبير في المنطقة الوسطي:عند الساعة 6.55 مساء انتهت مهمة حراسة المصلين اليهود الذين عادوا من الحرم الإبراهيمي إلى مستوطنة كريات أربع. وبعد إغلاق بوابة المستوطنة تلقت الوحدة العسكرية أوامر بمغادرة المكان. وضمت هذه الوحدة ستة جنود من لواء "ناحال" قاموا بأعمال الدورية سيراً على الأقدام، إضافة إلى جنديين آخرين من "ناحال" قاما بمهمة الرصد، وسيارة عسكرية تابعة لحرس الحدود.

    وعندما كانت الدورية الراجلة في طريقها إلى خارج الزقاق، تعرضت إلى النيران، ولدى سماعهم دوي الرصاص وصل جنود حرس الحدود الثلاثة بسيارتهم إلى الزقاق، فتعرضوا إلى النيران. واضطروا إلى التراجع دون أن يتمكنوا من مغادرة السيارة لإنقاذ الجرحى، وفي الوقت ذاته فتح أحد المسلحين الثلاثة النيران على المصلين الذين عادوا إلى المستوطنة.

    وردَّ محاربان من كتيبة الاستنفار على نيران المسلح فقُتل المسلح الفلسطيني، واستدعيا قوات استنفار أخرى . وفي هذه الأثناء جرى تبادل النيران في موقعين منفصلين..وأصدر قائد الدورية المصاب أوامره إلى الجنديين المرابطين على السطح بترك نقطة الرصد والنزول من هناك بعد تعرضهم إلى النيران واتضح أنه أخطأ في ذلك إذ كان من المفروض الإبقاء على الجنديين في نقطة الرصد كي يقدما التغطية للقوات المحاربة في الزقاق وتوفير صورة عما يحدث للقوات الجديدة التي ستصل إلى الزقاق لمعالجة رفاقة لكنه لم يشُخص موقعهم، فتعرض إلى نيران المسلحين الفلسطينيين وقتل.

    في هذه الأثناء كان قائد كتيبة حرس الحدود ، الضابط سميح سويدان ، ينتظر في سيارة القيادة على "طريق المصلين " المجاور للزقاق ولما سمع دوي الرصاص أمر سائق سيارته بالتقدم نحو الزقاق، ووصل إلى موقع المواجهة وقام بالاستدارة في المكان وفتح أبواب سيارة الجيب "ويسود التقدير بأنه كان ينوي تحميل الجنود المصابين " وبعد لحظات صمت سويدان ولم يسمع صوته عبر جهاز الاتصال فقد أصابه أحد المسلحين وقتله هو وسائقه وبقيت سيارة الجيب عالقة داخل الزقاق فيما كانت أضواؤها مشتعلة وتخطف أبصار من حاولوا دخول الزقاق.




    السابعة مساءً .. 5 قتلى والنيران مستمرة:
    بعد مرور أربع دقائق على بدء الحدث كانت الساعة تقارب الساعة السابعة مساءً فيما كان أربعة قتلى إسرائيليين في الزقاق وبعد فترة وجيزة توفي أحد الجنود الجرحى ووصل عدد القتلى إلى خمسة. قائد كتيبة حرس الحدود " ضابط العمليات الذي أوصى بإقصائه " تواجد في تلك الساعة في الحرم الإبراهيمي وسمع دوي الرصاص ، فوصل إلى الزقاق وتبادل إطلاق النيران مع المسلحين طوال عدة دقائق إلى أن أصيب رجل الاتصالات المرافق له بجروح بالغة عندها غادر الضابط الزقاق ونقل الجريح إلى سيارة إسعاف ثم توجه نحو باب الخروج من المستوطنة حيث كان المسلح الأخر يواصل إطلاق النيران وقدر الضابط بأن هذا هو الحدث المركزي وأن هناك محاولة لاقتحام المستوطنة بعد عدة دقائق توفي رجل الاتصالات متأثراً بجراحة ووصل عدد القتلى إلى خمسة.


    7.15" .. 7 قتلى وإصابة اللواء فاينبرغ:
    عند الساعة 7:15 سمع اللواء فاينبرغ دوي الرصاص من مقر القيادة في جبل منواح المحاذي للخليل فتوجه إلى موقع الحدث وحاول الوصول عبر الطريق القصيرة ، لكن الشارع كان مغلقاً بالتلال الترابية التي أقامها الجيش الإسرائيلي ، فسافر فاينبرغ عبر طريق تلتف حول كريات أربع ووصل إلى المكان الذي استعدت فيه القوات الأخرى.

    في هذه الأثناء توقفت النيران في الزقاق ، وكمَن المسلحان الفلسطينيان للقوات الأخرى المتوقع وصولها حاول فاينبرغ استيضاح التفاصيل ، لكنه لم يتبق أي أحد ممن دخلوا الزقاق كي يروي له ما يحدث هناك ، وكان بعض الجنود لا يزالون محاصرين داخل الزقاق.

    وقرر اللواء فاينبرغ قيادة سيارات جيب إلى الزقاق وبما أنه لم تطلق النيران في تلك اللحظة فقد قرر النزول من السيارة نحو سيارة الجيب العالقة داخل الزقاق والجنود المصابين ، لكن رصاصة واحدة اطلقت من مكان مظلم في الزقاق أصابته في صدره وأُبلغ رجل الاتصالات من المرافق لفاينبرغ بأنه أصيب فقام رجل الاتصالات بإخراجه من الزقاق وبدأت الطواقم الطبية باخراجه من الزقاق وبدأت الطواقم الطبية بمعالجه فاينبرغ لكنه توفي بعد عدة دقائق ، وبذلك ارتفع عدد القتلى إلى سبعة أشخاص.

    "7:30" إصابة أحد المسلحين ، سقوط 13جندياً إسرائيلياً
    عند الساعة السابعة والنصف مساء كان ضابط الأمن في مستوطنة كريات أربع يتسحاق بوينش ومعه قوة من كتيبة الاستنفار يتبادلون النيران في منطقة بوابة المستوطنة مع المسلح الآخر . وتوقفت النيران لأن المسلح أصيب كما يبدو لكن أحداً لم يهجم عليه ووصول بلاغ حول أصابة العقيد درور فاينبرغ في الزقاق فجمع بوينتش قوة الاستنفار وتوجهوا نحو الزقاق ..وصل بوينتش والمرافقون له إلى الزقاق قرابة الساعة 7:450 دقيقة وبدا التقدم تحت حماية سيارة عسكرية مصفحة سافرت إلى جانبه، وشاهد بوينتش سيارة الجيب المصابة فأطلق النار على أضوائها كي تسود الظلمة المكان وتقدم على رأس كتيبة الاستنفار فشخص أحد المسلحين الفلسطينيين وصرخ "إنه إلى يميننا" وبدأ بإطلاق النيران عليه فرد المسلح على النيران وفي تلك اللحظة وصل المسلح الآخر من جهة اليسار وانضم إلى المعركة وقام المسلحان برشق القوة الإسرائيلية بالقنابل فقتل بوينش ومقاتلان أخران من كتيبة الاستنفار إضافة إلى جنديين من حرس الحدود وبذلك وصل عدد القتلى الإسرائيليين إلى 13 قتيلاً كان تسعة منهم داخل الزقاق واثنان في الخارج حيث نقل الجرحى..

    وحاول ضابط الأمن في الحي اليهودي في الخليل الياهوليبمان تنظيم قوة جديدة لاقتحام الزقاق وبعد فترة معينة قرر الدخول إلى الزقاق لوحده بسيارته المصفحة وجذبه إلى الزقاق لوحده، بسيارته المصفحة وجذب نيران رجال الجهاد الإسلامي إليه وتمكن من التعرف على مصادر النيران ثم استدار إلى الخلف وخرج من الزقاق لإطلاع القيادة وتنظيم قوة أخرى لاجتياح الزقاق.

    "7:50" قادة الجيش يصلون إلى المكان، النيران توقفت
    عند الساعة7:50 دقيقة بعدد 55 دقيقة من بدء المعركة وبعد نصف ساعة من سقوط قائد لواء الخليل، وصل بعض ضباط الوحدات العسكرية الإسرائيلية إلى المكان وكان من بينهم نائب قائد كتيبة "ناحال" ونائب قائد كتيبة المدرعات وقادة كتائب الاحتياط ودخل هؤلاء إلى الزقاق على متن مصفحات فاصطدموا بالنيران وتراجعوا إلى الخارج وعند الساعة 8:20 دقيقة توقف المسلحان عن إطلاق النيران وأُنقذ المصابين.

    وفي هذه الاثناء وصلا قادمين من منزليهما نائب قائد اللواء المقدم رازي كلينسكي وقائد كتيبة "ناحل" المقدم عران كما وصل قادة من كتيبة لافيه من بينهم قائد الكتيبة المقدم يهودا ونائبه العريف سليم من مواقعهم في منطقة جنوب الخليل وفي هذه الأثناء لم يتواجد جرحى داخل الزقاق وعمل الضابط بين الساعة 8:20 – 9:30 دقيقة على اعداد خطة حربية. كما وصل إلى المكان قائد كتيبة يهودا العميد عاموس بن إبراهام وقائد لواء "ناحال" والعقيد نوعام تيفون وتسلم بن ابراهام القيادة ولأول مرة منذ بدء الحادث عاد الجيش ليسيطر على الأحداث.

    "9:30" البحث عن المسلحين ومقتل ضابط أخر
    وقام نائب قائد كتيبة "لافية" بادخال مصفحتين إلى مقابلة للزقاق لترابطا هناك وتوفران التغطية للقوات وخلال دخول المصفحات، شخص نائب قائد كتيبة "ناحال"أحد المسلحين فحاول اطلاق النيران عليه من داخل المصفحة ، لكنه لم ينجح وعندما أطل من المصفحة أطلق عليه المسلح النيران وأصابه بجروح بالغة وتوفي الضابط خلال محاولة انقاذه وبذلك ارتفع عدد القتلى إلى 14. وتقدم قائد كتيبة "لافيه" المقدم عران، وقائد كتيبة "ناحال" المقدم عران وقائد كتيبة "لافيه". ويظهر في الصور التي التقطتها أجهزة الرصد وهو يرشق القنابل ويطلق النيران على المسلحين وبعد معركة قصيرة هُزم المسَلحَين فهاجمهما الجنود وقتلوهما. وعند الساعة 11:00 انتهت العملية.
    لو أن المرجلة بتربية الشنب... لكان الصرصور أرجلكم

  • #2
    (فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى)

    بيان صادر عن سرايا القدس

    "سرايا القدس تقهر الجيش الذي يدعي أنه لا يقهر"



    تعلن "سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين مسؤوليتها عن العملية البطولية ضد قطعان المستوطنين وجنود الاحتلال في منطقة وادي النصارى بالقرب من مستوطنة "كريات أربع" بالخليل مساء اليوم.



    وقد اعترف العدو حتى الآن بمقتل أكثر من أحد عشر جندياً ومستوطناً بينهم قائد لواء الجيش الصهيوني بالخليل العميد "درور فاينبرغ"، وإصابة عشرات آخرين. وما زالت المعركة مستمرة بين مجاهدينا الأبطال وقوات الاحتلال حتى ساعة إعداد هذا البيان.



    إن سرايا القدس" إذ تعلن مسؤوليتها عن هذه العملية البطولية النوعية التي تأتي مع اقتراب الذكرى السنوية الثامنة لمذبحة الحرم الإبراهيمي، لتؤكد أنها تأتي في سلسلة عملياتها للرد على جريمة اغتيال الشهيد القائد إياد صوالحة بجنين والجرائم الصهيونية بحق أهلنا وشعبنا في جنين ونابلس وغزة وكل مدننا وقرانا ومخيماتنا.



    جهادنــا مسـتمر وعملياتـنا متواصلة، ومزيد من العمليات والاستشهاديين قادمون بـإذن الله

    ﴿وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون﴾.

    سرايا القدس
    الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين
    10 رمضان 1423هـ الموافق 15 تشرين ثاني 2002



    بيان نهائي





    (فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى)

    بيان صادر عن سرايا القدس

    "سرايا القدس" تؤكد مسؤوليتها عن عملية الخليل وتعلن أسماء الاستشهاديين الأبطال



    بكل ثقة وفخر واعتزاز، تزف "سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين إلى جماهير شعبنا وأمتنا، الاستشهاديين الأبطال منفذي عملية الخليل البطولية من مجموعة الشهيد البطل حاتم شويكي وهــم:



    1. الشهيد البطل/ أكرم عبد المحسن الهانيني (20عاما)ً – الخليل

    2. الشهيد البطل/ ولاء هاشم داود سرور (21 عاماً) - الخليل

    3. الشهيد البطل/ محمد عبد المعطي المحتسب (22عاماً) – الخليل




    إن "سرايا القدس" وحركة الجهاد التي عودت جماهير أمتنا على مصداقيتها الممهورة بالدم والعمليات البطولية من "بيت ليد" إلى "ديزنغوف" إلى "حيفا" و"مجدو" و"كركور" لتؤكد على الحقائق التالية:

    أولاً: أن "سرايا القدس" تؤكد مسؤوليتها الكاملة عن العملية وأنها لم تتم بمشاركة أي طرف أو فصيل، ولم ينسق معنا أحد بهذا الخصوص، وأن العقل والمنطق لايقبل من أحد الادعاء بأن الصدفة هي التي جمعت بين المجاهدين في هذا الكمين المزدوج النوعي، الذي أذهل العدو وأفقده صوابه سواء بالفعل أو بالنتائج.

    ثانياً: إن كل الوقائع الميدانية لسير المعركة وطبيعتها والمشاركين فيها، تثبت أن هذه العملية هي عملية استشهادية، ولايمكن لأي مجاهد يدخل هكذا معركة أن يفلت، أو أن يكتب له النجاح إذا كان يفكر في الانسحاب ولم يكن استشهادياً كما هو حال الاستشهاديين الثلاثة الذين سقط أحدهم، كما ذكرت صحيفة " يديعوت احرنوت" اليوم، بجوار سيارة "الجيب" التي تحدثت عنها بيان الاخوة في حماس.

    ثالثاً: إننا في "سرايا القدس" نستغرب كيف أن من يخوض معركة بهذا الحجم وينسحب سالماً تحت غطاء أمني، نستغرب كيف لا يستطيع أن يبلغ خبراً عن العملية طيلة يومين تحدث فيها القاصي والداني وإعلام واستخبارات العدو عن تنفيذ "سرايا القدس" واستشهاد مقاتليها الأبطال.

    رابعاً: إن الاتصالات التي جرت من قبل الأخوة في حماس تمت مع المستوى السياسي وعرض الأخوة اصدار بيان مشترك بعد مرور يومين على العملية فاعتذر الاخوة في القيادة السياسية عن ذلك لأن المعلومات المتوفرة لديهم من "سرايا القدس" لم تتحدث عن عملية مشتركة، وإن كنا دوماً حريصين على القيام بعمل مشترك لكن هذا للأسف لم يحدث، ونأمل أن يحدث في المستقبل بإذن الله.

    خامساً: إننا نؤكد حرصنا على وحدة الدم والجهاد والمقاومة، وإن كل ما يهمنا هو استمرار الجهاد ضد العدو، وكنا نتمنى أن لانضطر لكل هذا الحديث حرصاً على العلاقة الأخوية الطيبة مع إخواننا وأشقائنا في حماس لكنها أمانة دماء الشهداء التي لانستطيع التفريط بها، وإذا قيل أن "السيف أصدق أنباء من الكتب" فإن دماء الاستشهاديين أبلغ من كل كلام.

    سادساً: إننا نؤكد مجدداً لقادة العدو أن هذه العملية البطولية تأتي في سياق ردنا على جريمة اغتيال القائد إياد صوالحة، والجرائم بحق شعبنا.. ونقول للعدو لقد توقعتم "سرايا القدس" في الشمال ففاجأتكم في الجنوب في خليل الرحمن، فانتظروا مجاهدينا واستشهاديينا في أي لحظة وفي أي مكان.

    رحم الله الشهداء الأبرار، وتقبلهم في هذا الشهر الكريم شهر الانتصارات. ولتستمر مسيرة الدم والشهداء إلى الأمام مظفرة بإذن الله.

    ﴿وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون﴾



    سرايا القدس

    الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين

    13 رمضان 1423هـ
    لو أن المرجلة بتربية الشنب... لكان الصرصور أرجلكم

    تعليق


    • #3
      من كلمات ابن التوحيد في ذكري العملية السنة الماضية


      تستمر قوافل الشهداء على تراب الوطن.. ويعود الرجال الرجال يصولون ويجولون في ساحات الجهاد.. ويثيرون النقع في كل مكان، من اجل رفع راية لا اله الله خفاقة عالية... ويتقدمون الصفوف حين ينادي المنادي للجهاد بكل شجاعة وقوة، لا يخافون في الله لومة لائم... فها هم يتقدمون مشرعين صدورهم نحو الشهادة... يستقبلونها بكل فرح وسرور.. ليجعلوا من أجسادهم جسراً لمواكب الشهداء، ووقوداً دافعاً للمجاهدين الذين يحملون اللواء من بعدهم، ويسيرون على نهجهم... ونارا ملتهبة للانتقام من أعداء الله و أعداء الدين والإنسانية.. والذين تلطخت أياديهم الغادرة بدماء أطفال وشباب وشيوخ ونساء فلسطين.

      فهذه الملايين من الحروف، والآلاف من أوراق الطباعة تتسابق لترسم حروف أسمائهم وتضحياتهم، و تتهيأ لتصطف بترتيب دقيق لتصنع فصلا جديدا من الحكاية.. الحكاية التي كان الشهداء قد سطروها من عرق ودم.. ليمتزجا بتراب الوطن.. و ليزهرا عزة وكرامة... ولتتجدد فيها التضحية، و العطاء المتدفق بروح مؤمنة بحتمية الانتصار، لمن يخط الطريق في الليل البهيم نحو الفجر الذي لا بد أن يشرِق على أمة تعشق النور... طائرين نحو العلياء بجناحي النصر والشهادة كطائر السنونو الذي يبشر بالربيع..
      التعديل الأخير تم بواسطة بشير الدبش; الساعة 08-09-2008, 08:47 PM.

      تعليق


      • #4
        واليوم موعدنا مع شهداء وقادة سرايا القدس بمدينة الخليل.. والذين أشرفوا ونفذا عملية "زقاق الموت" النوعية:-

        الإستشهادي "ذياب المحتسب"



        المولد والنشأة

        ولد الشهيد البطل ذياب المحتسب في حارة العقابه قرب الحرم الإبراهيمي في مدينة خليل الرحمن بتاريخ 15/11/1980، لعائلة كريمة مجاهدة.

        تلقى الشهيد تعليمه حتى الصف الخامس في مدرسة سيدنا إبراهيم الخليل في منطقة عيصى في الخليل، وبسبب الأوضاع الصعبة التي كانت تمر بها العائلة، أنهى بها الدراسة وبدأ يعمل في صناعة الأحذية.

        صفاته وأخلاقه

        كان شهيدنا شاب خلوق وقد نشأ في طاعة الله، يحب عمل الخير للجميع، وقد تدرب على رفع الأثقال و لعبة الكاراتيه وكان يهوى الصيد على الخرطوش وكان قناصاً بارعًا، كما عرف ذياب بتعصبه وعشقه للحركة وفكرها وكان من اشد المتحمسين لفكرة الجهاد فقام بين زملائة يبث ضرورة الجهاد والعمل الدءوب من اجل الوصول إلى التحرير وأبعاد العدو عن كامل أرضنا...

        مشواره الجهادي

        لقد اتسعت المساحة التي يتحرك عليها دياب، واتسعت معها أبعاد مأساة الشعب في مداركه ووجدانه وأصبح يقارن بين ما يجب وبين ما هو كائن...ولم يجد أمامه طريقا إلا الجهاد وسبيله، فالتحق بسرايا القدس في حركة الجهاد الإسلامي...تدرب وعمل جاهدا ليحقق ما يصبو إليه هدف الدفاع عن وطنه وشعبه، ومع اندلاع انتفاضة الأقصى المباركة برز نشاط الشهيد في صفوف المقاومة، ولقد تعرض للاعتقال السياسي في سجون الأمن الوقائي في الخليل وأمضى في السجن ما يقارب الثلاثة اشهر، ولكنه عاد وهرب من السجن مع آخرين من المعتقلين:"ولقد كان الشهيد من اشد المتعصبين لفكرة الجهاد المستمر ومقاومة الأفكار الداعية للتطبيع والسلام مع العدو الصهيوني، كان يردد انه من العار التنازل عن شبر من أرضنا، ولا بد من بذل الغالي والنفيس من اجل الجهاد". قال احد أصدقائه المقربين.

        موعد مع الشهادة

        المكان.. حارة وادي النصارى، والزمان... انه ليل العاشر من رمضان الخامس عشر من تشرين الثاني من العام 2002م، وحين كانت دماء شهداء مجزرة الحرم الإبراهيمي تنادي بأسماء مجاهدي سرايا القدس أكرم وولاء وذياب... الذين كانوا يسمعون النداء، فيلبون ويتقدمون نحو هدفهم خطوة إثر خطوة فيتعالى وجيب النداء في قلوبهم وتشتد أيديهم على البنادق وتهزم عيونهم وجه الليل، حاملين أمانة الجهاد في سبيل الله وفي سبيل الوطن التي كتبوها في وصاياهم، وعهد الثأر لدماء الشهداء والجرحى الذين تحصدهم آلة الحرب الصهيونية يومياً نساءً وأطفالاً وشيوخاً على امتداد الثرى الفلسطيني، وفي قلوبهم وعد الانتقام لدم الشهيد إياد صوالحة قائد سرايا القدس في جنين الذي استشهد بعد أن خاض معركة بطولية مع قوات الاحتلال من فرقة (لواء غولاني) في جنين في السادس من رمضان العاشر من تشرين الثاني من العام 2002م. فهم الأبطال الذين أذاقوا العدو الصهيوني مرارة الموت، وليجتازوا أصعب الحواجز والتحصينات الصهيونية نحو المستوطنات اليهودية الجاثمة على ارض الخليل، وليشتبكون بما يملكون من أسلحة متواضعة مع قوات الاحتلال المدججة بشتى أنواع الأسلحة الفتاكة، ويواصلون إطلاق النار فيقتلون أربعة عشر صهيونيا منهم وعلى رأسهم قائد المنطقة هناك، تلك العملية التي زلزلت أركان الجيش الصهيوني وقضت مضاجعه.

        ولقد نال الشهيد ذياب المحتسب شرف الاستشهاد في سبيل الله وعلى ارض الرباط، في هذه العملية الجريئة النوعية في نفس تاريخ يوم ميلاده. وارتقى إلى العلا برفقة سيد المجاهدين صلى الله عليه وسلم ، ليرقبنا من عل ، ويستبشر بالقادمين من بعده في ركاب الحياة ، الذين يقبضون على الزناد ، ويرتقون بفكرهم ، ويسمون بأرواحهم ، وتعانق أحلامهم الأفق من اجل هذا الدين العظيم.

        تعليق


        • #5
          الإستشهادي البطل "أكرم الهنيني"



          المولد والنشأة

          في مدينة خليل الرحمن وفي الثالث والعشرون من سبتمبر من العام 1982 كان ميلاد ذلك النور الذي أضاء عتمة الأمة الإسلامية في لحظات عتمتها المطبقة، الشهيد المغوار أكرم الهنيني، الذي ينحدر لعائلة مؤمنة ومجاهدة، حيث نشأ وترعرع على موائد القرآن وفي كنف المساجد.

          درس المرحلة الابتدائية في مدرسة إبراهيم أبو دية والمرحلة الإعدادية في مدرسة ابن رشد والمرحلة الثانوية في مدرسة الحسين بن علي الثانوية، وكانت علاماته طيلة مدة دراسته ما بين 90- 97 %، ثم التحق الشهيد في كلية الهندسة بجامعة البوليتكنك لمدة سنة وشهرين.

          أخلاقه وصفاته

          تقول والدة الشهيد بأنه كان يتصف بالجمال الجسماني والخُلقي، تقياُ، مواظباً على الصلاة والصيام وقراءة القران، يتحلى بعقلية نيرة وآراء سديدة ولا يخرج من البيت إلاّ للضرورة، وقد كان باراً بوالديه، دائما مطيعا لهما، و محبا لصلاة الجماعة، من رواد المساجد الذين ارتبطوا ارتباطا وثيقا بها، ولم يهمل يوما واجباته الدراسية، لذلك كان متفوقا فيها، كما كان هو ورفاقه جميعهم يسيرون على درب الجهاد والاستشهاد.

          و لقد عشق الشهيد أكرم كل الأزقة و الحارات القديمة التي كان يلعب فيها مع أصدقائه الصغار، الذين كانوا يتجمعون حول الكبار ليسمعوا تاريخ خليل الرحمن الحافل بالوقائع و البطولات، فيزدادوا عشقا لها، وليسمعوا أهوال النكبة ومهزلة الجيوش! وبطولات الذين قاتلوا حتى الموت فيتحفزوا للغد الآتي.

          مشواره الجهادي

          عندما كان أكرم يترجل الطريق الطويلة إلى المدرسة العمرية في القدس القديمة، وعلى امتداد الطريق، كان يعيش بداخله جدلا مثيرا وهو يرى الجدار الفاصل، و الأسلاك الشائكة التي تفصل شطري المدينة بين الفلسطينيين والصهاينة"، فكان لذلك أثرا كبيرا في حياته، حينها أيقن أن لا حياة مع الاحتلال وعذاباته، وأيقن بان الشهادة هي بوابة العبور إلى الحياة الكريمة، فيقول والده: إن الدور النضالي لأكرم أخذ يتسع بعد الأسابيع والأشهر الأولى من الاجتياح الصهيوني للضفة الغربية وخاصة انه بدأ يربط الشكل الرئيس للجهاد بالنضالات الجماهيرية والسياسية الأخرى ضد سياسة الاحتلال و الاستيلاء على الأراضي، والاستعمار وتغيير المناهج. وبدأ نشاط فصائل المقاومة يتسع ويتطور وينجح بإلحاق الخسائر البشرية والمادية في صفوف قوات الاحتلال الصهيوني.

          انخرط الشهيد في صفوف إخوانه شباب الجماعة الإسلامية في جامعة الاستشهاد يين ( البوليتكنك)، ونشط في الفعاليات المناهضة للاحتلال وإجراءاته القمعية بحق أبناء المدينة وأبناء الوطن، وخطط وشارك في التجهيز لعدد من العمليات الاستشهادية التي قضت سرايا القدس بها مضاجع العدو في عمق عمقه.

          موعد مع الشهادة

          أحب الشهيد أكرم حركة الجهاد الإسلامي وعشقها...وأحب السرايا واخلص لها...ودفع ضريبة حبه من دمه، حين أيقن أن العدو لا يعرف إلا لغة الدم ولغة الحراب، وآمن بان الحقوق لا يمكن أن تسترد، وان فجر الأمة ليس له من بزوغ، وان جراحات الثكالى لا يمكن أن تضمد، وآهات الأيتام لا يمكن أن تذوب، وان قيود الأسرى لا يمكن أن تنكسر، إلا بتضحية أبناء هذه الأمة الشرفاء، وبضرب العدو في عمقه، وعدم إتاحة الفرصة له بان يحلم بالأمن ما دام يتبجح بظلمه وجبروته وعدوانه على ارض فلسطين ومقدساتها، حيث خطط الشهيد وجهز ليكون احد قادة عملية وادي النصارى التي زلزلت الأرض من تحت أقدام اليهود وقادتهم، والتي نفذها مع اثنين من رفاق دربه وإخوته على الشهادة الشهيد ولاء الدين سرور، والشهيد ذياب المحتسب في العاشر من رمضان ( 15/11/2002م)، والتي قتل فيها 14 صهيونيا، وعلى رأسهم قائد الإرهاب الصهيوني في منطقة الخليل في جيش الاحتلال، والتي اثبت فيها المجاهدين مدى فشل هؤلاء الدخلاء في الحلم بتحقيق الأمن على ارض ليست لهم، وذلك لصعوبة التحصينات التي أحاطت بالمنطقة التي نفذت فيها العملية، إلا أن المجاهدين الأبطال استطاعوا بفضل الله من اجتيازها وخوض هذه المعركة الباسلة النوعية بامتياز.

          وبذلك ترتقي كوكبة جديدة من كواكب الشهداء، ولتستلم منها اللواء كوكبة أخرى آمنت بنهجها، وسارت على دربها، و لكي تكمل الدرب نحو فجر الأمة الجديد الساطع، والقادم من عيونهم ومن صوت دوي تفجيراتهم وأزيز رصاصهم المبارك.

          تعليق


          • #6
            الإستشهادي البطل "ولاء سرور"



            لم تكن صفات الشهيد ولاء الدين هاشم السرور، لتختلف عن صفات أخويه الذين شاركاه معركة وادي النصاري، فالصفات الجهادية لازمت ثلاثتهم.

            حتى اسمه يعكس النهج الذي اختاره الشهيد، وهو الولاء إلى الله تعالى، من خلال الإلتزام الديني الذي تميز به، وكذلك ولاءه لحركته "الجهاد الإسلامي" التي عشقها، ليخرج من سرايا القدس مجاهدا حقيقا، خاض معركة بطولية، لم تكن لتحقق النجاح الذي حققته لولا إصرار الأبطال الثلاثة على دحر الاحتلال الصهيوني من فلسطين لتكون عملية وادي النصارى البطولية معركة من معارك السرايا في طريق تحرير الأرض الفلسطينية.

            ولد المجاهد في السادس من شباط للعام 1983م، وترتيبه الثالث بين إخوته وهم ستة أشقاء وشقيقتان، ولد عصراً في سنة الثلوج المميزة فسنتها أنعم الله علينا بما يقارب العشر ثلجات، التحق الشهيد مبكراً بروضة الجامعة ومن ثم بمدرسة الصديق الأساسية ثم الأمير محمد فمدرسة الحسين الثانوية، أنهى الثانوية العامة الفرع العلمي بنجاح وتقديره 85% على الرغم أن شهاداته المدرسية لا تقل عن الامتياز وشهادات التقدير والتفوق ، ومن ثم التحق بجامعة البوليتكنيك – كلية الهندسة تخصص " أتمته صناعية" ، وفي الثانوية بالمدرسة كانت درجته في مبحث التربية الإسلامية كاملة..

            والدة الشهيد ولاء الدين اثناء حديثنا لم تتوقف عن البكاء...ذلك ان سنين الغياب لولاء لم تفقدها حسرته:"" منذ كان طفلاً صغيراً كان مميزاً خجولاً ومؤدباً متواضعا ومتميزا، كان من شباب المساجد وملتزماً من صغره ويغض النظر عمّا حرم الله، مداوماً على صلاته وقراءة القران وحنوناً، كان من هواة سماع الأشرطة الإسلامية والمحاضرات و الأناشيد الإسلامية وقد سجّل شريط للذكرى من أجلي وقام بإهداء صوتي لي في بدايته وفي نهايته".

            وتؤكد والدته على أنه كان لها نجل آخر مطارد من قبل العدو الصهيوني وهو أحمد، وفي هذه الفترة تؤكد الوالدة على أن ولاء كان الصدر الحنون والعقل الكبير الذي تلجأ له والدته لتتحدث وتفكر في وضع ابنها المجاهد البطل (احمد)، ودائماً يتحدث معها عن الشهادة وفضلها والقدر ورحمة الله واختياره ونعمته ومن نعم الله عليه وعلى والدته انه وكما تعتقد والدته هاجر إلى الله ورحل وجاهد في سبيل إعلاء كلمة "لا اله إلا الله محمد رسول الله".

            سبقه إلى الجنة...

            وتتابع والدته: " لقد رحل ولاء الدين وقد اطمأن علي وكان يتحدث معي عن الشهادة وفضلها وعلم رأي وصبري المتوقع لاستشهاد (احمد) وأنا لا أعلم أنه يريد أن يسبق أحمد إلى جنات الفردوس بإذن الله".

            وتؤكد والدته انه كان يشبه عمر بن الخطاب:" كنت دائما أقول له"أنت كما ورد لنا عن سيدنا عمر رضي الله عنه، أنت تشبهه وإنشاء الله تكون مثله مميز في بنية جسمه وطوله وقوة شخصيته وحكمته، كان من أصدقائه العديد من الشهداء رحمهم الله وتقبلهم.

            وفي خلال فترة مطاردة( احمد) كانت والدته تكثر له ولإخوته من تلاوة آخر آيات من سورة آل عمران لتقوية صبرهم على الآتي وطمأنتهم بنصر الله وجزاءه ومن الآية ( فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عاملٍ منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض، فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم وأوذوا في سبيلي وقاتلوا وقتلوا لأكفرن عنهم سيئاتهم و لأدخلنهم جناتٍ تجري من تحتها الأنهار ثواباً من عند الله، والله عنده حسن الثواب ).

            من الاعتكاف إلى ساحة المعركة

            وعن طريقة خروجه لتنفيذ عمليته البطولية تقول الوالدة: لقد قال لي عندما أراد الخروج من البيت " أنا ذاهب للاعتكاف" وقد وافقت على ذلك لأني اعلم أنه ملتزم ويتقرب دائماً إلى الله قدر المستطاع والمسبحة لا تفارق يده والقران والذكر".

            وقد طلبت منه والدته أن يجتهد بالدعاء وخاصة لأحمد وكما كان هو يقول من أول السنة الدراسية الأخيرة ادعي لي بامتياز وتدعو له لسعادته أن يبقى متميزاً ويتفوق تفوقاً باهراً وكما تعتقد هي همه الدراسة بعد رضى الله ، وكان يقول لها" ادعي لي أن ينولني الله اللي في بالي" فتقول له "الله ينولك اللي في بالك اذا كان فيما يرضي الله أضعافا مضاعفة"، ودون أن تعلم او تسال المهم في رضى الله .

            في السادس من رمضان اتصلت قريبة لها وقالت لها أن خالته أتت في المنام وقالت لابنتها وسألتها عن الوالدة وبشرتها أن فرج الله قريب قريب ، وسمع ولاء الدين الرؤيا وقالت له والدته أختي تبشرني إذن احمد سوف يستشهد في رمضان ، ولد في رمضان وسيرحل إلى دار الخلود في رمضان بإذن الله واستبشر ولاء الدين وتهلهل وجهه فهو يعلم لمن الرؤيا، وأمه توقعت انه لأحمد وقبل استشهاده بأسبوع رأت والدته فيما يرى النائم ، رأت نفسها في مسجد وصوت يقول لها (شهي) ، فتهيأت نفسيا لتلقي خبر استشهاد الغالي (احمد) وقبل رمضان بأيام قالت لولاء الدين وأنا صغيرة رأيت نفسي أجاهد في المعركة مع الأنبياء فضحك وقال لها بفرح إذن سيكون لك ابن استشهادي.

            وتتابع الوالدة قائلة : "في يوم خروجه للاعتكاف رتب مكتبته وكتبه وحاجياته ، ووزع العديد من الأقلام والهدايا على أخوته وكانت حركة ملفته إذ انه قال يوجد عندي زجاجة العطر أعطوها لزياد وكانت غالية عليه وهي هديه من أصدقاءه لنجاحه".

            وتضيف والدته: لقد علمنا فيما بعد انه صلى يوم الجمعة صلاة العصر مع شقيقه احمد الذي علمنا انه كان قد نظمه ودعاه للجهاد في سرايا القدس لرفع راية " لا إله الا الله محمد رسول الله" وعلمنا ذلك من احمد عندما اتصل على البيت يوم الأحد يوم زفاف ولاء الدين للحور العين باذن الله في جنان الفردوس الاعلى ، فأحمد رحمة الله عليه جند ولاء الدين في سرايا القدس وكذلك اكرم الهنيني رفيق ولاء الدين وارسلهما في معركة وادي النصارى الشهيرة البطولية والشهيد دياب المحتسب وابدعوا فيها واخلصوا لله وصدقوا الله فصدقهم من فضله و رحمته.

            حقد صهيوني متواصل

            وفي يوم واد النصارى حضر الجيش لبيت العائلة واعتقل والد الشهيدين وشقيقهما الأكبر زياد وهو معتقل في سجن عوفر منذ سنة وثمانية اشهر ولم يحاكم حتى الآن والأصغر بهاء معتقل إداري منذ سبعة اشهر في سجن النقب ، وقد سأل الجيش عن ولاء الدين واجبنا كما نعلم انه معتكف في احد مساجد الخليل ، وصدقاً لا نعلم أين هو أو أين احمد ، وفي يوم الأحد علمنا وسعدنا باستشهاد ولاء الدين ، وقالت له والدته وهو في الثلاجة مبارك يا حج مثل احمد ، وصدقا تقول والدته أنها لو زوجت عشر ابناء لن تكون سعيدة مثل يوم زفاف ولاء الدين وامتيازه وانتصاره ونيله الشهادة الصادقة بإذن الله وكم كان جميلا يومها مثل حياته او اكثر بكثير وقد شاهد كثيرا من الناس نورا يسطع ويشع من القبر الذي وارى جثمان ولاء الدين ورفاقه .. الله يرضى عليه وعلى من معه .

            وبعد 18 يوم شاهدت امرأة مسلمه صالحة في منامها رؤيا تشرح الصدر وتطمئن لها القلوب بشرى من الله تعالى فيما يلي ببعض الرؤيا فقد شاهدت ولاء الدين ورفاقه في المنام وقالت لهم أين انتم لم تركتم أمهاتكم وذهبتم ، فمسكها شخص من الخلف وقال لها لا لا تقولي ذلك واتاها ولاء الدين وقال لها يا خالتي نحن من جند محمد عليه الصلاة والسلام وأنا سعيد جدا ويا ليتني أعود وأقاتل واقتل في سبيل الله وانا وسيدنا محمد كهاتين الإصبعين قريب من المصطفى عليه الصلاة والسلام".

            وأشرقت الشمس وطل عليها يوم جديد قبل ان تحضر وتتعرف على أهله وتروي لهم الرؤيا جاء خبر استشهاد شقيقه (احمد) في يوم وقفة العيد وكان ذلك استبشاراُ بقدوم احمد وسامي ، وأشرقت الشمس معها بشرى جديدة كان التاسع عشر من رمضان يوم استشهاد المجاهد القائد احمد سرور ، فكم تمنى احمد الشهادة وفي تلك الليلة رأت والدته في منامها كل القمر في السماء يضحك ويتلألأ فرحا وسعادة كالقمر يروح ويغدو في الآفاق بأحلى صورة وكان ذلك والله اعلم استقبالاً واستبشارا بقدوم احمد وسامي بجوار ولاء الدين.

            وإيمان شقيقة ولاء الدين تقول اكتبي يا ماما كيف كان احمد وولاء الدين يحبانا ويساعدانا ويعلمانا ويقران لنا القصص الإسلامية والأشرطة الإسلامية وطيور الجنة ، وما لذ وطاب وطلبنا... وأقول لها ولأختها وأخواته إن احمد وولاء الدين والحمد لله اختارهما الله وهما يستحقان اختياره وسعا لها كثيراً كلما طلب من والدته الدعاء لهما بالشهادة كانت تقول لهم: إن شاء الله إذا كانت خالصة لوجه الله تعالى ربنا ينولكما إياها .. فهنيئاً لهما الشهادة ولسامي وأكرم ودياب ولشهداء فلسطين.

            تعليق


            • #7
              ايضاً من كلمات اخينا ابن التوحيد قبل سنة في ذكري العملية



              قادة سرايا القدس الذين أشرفوا علي التخطيط لعملية زقاق الموت النوعية




              وحدهم الشهداء يعلون..يرتحلون إلى السماء.. يمضون إلى قسمات الوجوه.. يرتسمون على أسارير العائدين... وحدهم يشهدون نهاية المعركة.. لأنهم أحياء عند ربهم يرزقون.. وتظل فلسطين تودع قوافل الشهداء الذين يقومون بالواجب في معركة تحريرها.. ولأنهم هم وقود معركة الجهاد ضد الظلم والقهر.. فإنهم يمتلكون ضمير الشعب الحارس للحق والأرض... والذي يجود بدمه ويقدم روحه.. وهو القوة القادرة على إعادة الاشراقة للوطن.



              نعم إنهم الشهداء...الصاعدون من الظلام المزعوم... ليؤكدوا للعالم كله بان الدم وحده هو قانون المرحلة... فكان الموعد مع التاريخ...وكانت الشجاعة على أبواب الخليل هي الملتقى.. فانفجرت فكانت وستظل ثورة كل الأحرار... وليست مشروعا للاستثمار والمتاجرة..وحدهم الشهداء... الذين صاغوا الشعار الصادق... الذي عنوانه أن الرصاص هو البداية... والشهيد هو البداية.... والجهاد هو البداية.... والتمرد واجب لا ينتهي.
              التعديل الأخير تم بواسطة بشير الدبش; الساعة 08-09-2008, 08:48 PM.

              تعليق


              • #8
                الشهيد القائد "محمد سدر"



                المولد والنشأة

                • ولد الشهيد المغوار محمد أيوب سدر في الرابع عشر من يناير لعام 1978 في مدينة الخليل لأسرة كريمة محصنة بالإيمان بالله، ولقد شب منذ نعومة أظافره على حب الوطن والالتزام بتعاليم الدين الإسلامي.

                • درس الشهيد المرحلة الابتدائية في مدرسة الأيوبية، ثم التحق بمدرسة الراشدين ثم بالمدرسة الصناعية التابعة لليتيم العربي في القدس، حيث كان متفوقا ومتميزا في دراسته، ثم التحق الشهيد بجامعة الاستشهاد يين ( البوليتكنك ) وتخصص في الخراطة والتسوية، وفي السنة الخامسة والأخيرة تعرض للمطاردة من قبل قوات الاحتلال الصهيوني، ذلك ما كان عائقا أمامه لإكمال دراسته.

                • له من الإخوة 6 واثنتان من الأخوات

                صفاته وأخلاقه

                كان الشهيد منذ صغره شديد التدين كريما متسامحا زاهدا في الدنيا، ولم تثقل كاهله أعبائها ولم تغره زينتها، كان حريصا على طاعة الله وعلى أداء صلواته في المسجد، كما عرف الشهيد بدماثة خلقه وروحه النضالية العالية وتفانيه في خدمة الوطن والقضية مقدما إلى ميادين الجهاد حاملا مصحفه ورشاشه، حيث كان أهلا لحملها لما كان في صدره من الصدق والخشوع، وفي جسده من القوة والشموخ، فكان دائم الدعاء والتضرع إلى الله طالبا الشهادة وسكن الحياة الأبدية.

                جهاده

                انطلاقا من إيمانه العميق بان الجهاد والمقاومة تحتفظ بمكان الصدارة في هذه المسيرة المباركة، مسيرة الانتفاضة ضد الظلم والقهر، المقاومة التي وضعت العدو الصهيوني وأعوانه في مأزق تاريخي، لكي يتخبطون كالذي يتخبطه الشيطان من المس، تقدم شهيدنا الصفوف رافعا راية الإسلام العظيم عالية خفاقة ليقول لأبناء القردة والخنازير بأنهم إن أرادوا الأمن والسلام فما عليهم سوى الرحيل من كل شيء هو فلسطيني مسلم، والا لن يروا منا إلا الرصاص والموت، ولن تكون الأرض سوى لهيبا يشتعل تحت أقدام الغزاة المحتلين.

                انخرط الشهيد جنرال الخليل محمد سدر في صفوف إخوانه المجاهدين في حركة الجهاد الإسلامي وسار على نهج المعلم القائد د. فتحي الشقاقي، نهج الوعي والإيمان والثورة، فكان الشهيد القائد يتربع على رأس قيادة العمل الميداني في سرايا القدس في مدينة خليل الرحمن، ومن المخططين لعدد من العمليات النوعية التي قض بها مضاجع الغزاة المحتلين في عمقهم، والتي كانت من بينها عملية الخليل (زقاق الموت ) والتي نفذتها سرايا القدس في منطقة وادي النصارى، والتي سقط فيها اثنا عشر قتيلا عسكريا صهيونيا و على رأسهم القائد العسكري الصهيوني في الخليل، بالإضافة إلى عملية مستوطنة عثنائيل التي قتل فيها 4 جنود صهاينة، وعملية خارصينا التي قتل فيها 3 جنود، كما نسب إليه العدو الصهيوني مسئوليته عن العديد من العمليات الفدائية التي قام بإعدادها وإعداد الاستشهاد يين الذين نفذوها.

                كما عرف الشهيد لدى الدولة العبرية بأنه مهندس سرايا القدس في مدينة الخليل، وقائدها العسكري، ذلك الأمر الذي جعلهم يسخرون إمكانياتهم واستخباراتهم من اجل القبض عليه حيا أو ميتا، لكنه استعصي بفضل الله عليهم وبقي شامخا قابضا على زناده الذي لم يستطيعوا تجريده منه إلا بعد أن استشهد.

                استشهاده

                صدق الله فصدقه الله، ففي يوم 14/8/2003، وفي يوم أصبحت فيه لغة الرصاص عيبا يجب أن يحارب بل ويخون كل من ينادي بالحلم الذي أصبح الآن في سبات، كان وعده مع الله حاضرا، وعد الله الذي وعد الله به المجاهدين المخلصين، بان لهم الجنة، وكان للقائد محمد سدر أن حقق له الله مراده في الشهادة التي كانت حلمه و حلم كل المجاهدين الأبطال، فطار محمد سدر في سماء الوطن بجناحين جناح النصر وجناح الشهادة، في عملية تصفية جبانة نفذتها قوى الطغاة الجبابرة بمساعدة أيدي الغدر والخيانة من أولئك العملاء المتعاونين على الوطن، بعد أن حاصرته قوات الجيش الصهيوني، حيث دار اشتباك عنيف بينه وبينهم، ولم يتمكنوا من الدخول إلى البيت الذي تحصن فيه، فنادوه عبر مكبرات الصوت للاستسلام فرفض، ولم يأبه بكل محولاتهم للنيل منه ورفض الاستسلام، ولم يستطيعوا نزع سلاحه من يديه، إلى أن باءت كل محولاتهم بالفشل، حتى لجأوا إلى المرحلة الأخيرة من العملية بقصف المنزل الذي تحصن فيه بالصواريخ، وفجروا المنزل فوق رأسه ليرتقي إلى العلا شهيد ا.


                لكي لا ننسى

                كما كل الشهداء نحاول أن نرثيهم بكلماتنا المكبلة بالخجل، ونحاول أن نقترب من وجههم الساطع بالأمل والثورة، ذلك لأنهم ذهبوا إلى حيث أرادوا وتمنوا، وبقينا نحن في دنيانا الحقيرة نرتكب الآثام ونصارع قسوة اللحظة ونحتار، ولقد اختار محمد الطريق الأقرب إلى الله بعد أن قرر الانحياز، وأصر أن يبقي هامات أبناء شعبه عالية في الزمن الذي طأطأت فيه الهامات، و أن يبقي العزائم وثابة في زمن تهاوت فيه العزائم، فقتلوه، يحسبون أنهم بقتله يستطيعون أن يميتوه فينا، ونسوا أن الشهداء هم المنارة التي تضيء لنا الطريق من جديد، وهم البوصلة الوحيدة التي توجهنا نحو الانتصار المحتوم، فنم قرير العين يا محمد، فخلفك اسود في السرايا عاهدوا الله أن يسقوا الأعداء كؤوس المنايا، فهنيئا لك الشهادة يا أمير الفدائيين.

                تعليق


                • #9
                  الشهيد القائد "أحمد أبو دوش"



                  المولد والنشأة

                  الشهيد احمد فوزي عبد اللطيف أبو دوش والمولود شهيدا في قرية دورا احد قرى مدينة خليل الرحمن في اليوم الثامن والعشرون من فبراير للعام 1978 الميلادي، حيث نشأ الشهيد قي منزل والديه وتربى على تعاليم الدين الإسلامي وعلى حب الله وطاعته.

                  تلقى الشهيد تعليمه الأساسي والإعدادي في مدرسة صلاح الدين في دورا، لكنه لم يكمل دراسته بسبب انشغاله منذ أن كان فتى صغيرا في فعاليات الانتفاضة الأولى.


                  أخلاقه و صفاته

                  تقول والدة الشهيد (( أم محمد أبو دوش)): لقد كان احمد رجلا شهما كريما وشجاعا ذو مروءة عالية، وكان يكره النميمة والمغتابين، وكان دائم الاستماع إلى القرآن الكريم ويحب الأشرطة الإسلامية والدينية وكان يكثر الخطى إلى المساجد وخاصة مسجد دورا الكبير وكان محبا للجميع. وتضيف والدته أن احمد كان أحب أولادي إلى والده، حيث كانت محبته لأحمد لا توازيها محبة لأي من أبنائه الثمانية ولا بناته الخمسة، كما وأشارت إلى أن أحمد كان ثائرا صغيرا تدرج بالعمل منذ طفولته وحتى الرجولة، وكانت له صولات وجولات مع جنود الاحتلال، وتقول أيضا إن قوات الاحتلال كانت تبحث عن أحمد في الليل والنهار وتروي، منذ أن كان فتى في الثانية عشرة من عمره، ولقد منعه أشقاؤه ووالده من إلقاء الحجارة وفي خوفا على حياته، وفي إحدى المرات ضربوه على يديه حتى تورمت يداه، ولكنه عاد بعدها وألقى الحجارة على اليهود، ولم يثنه الضرب ولا غيره عن هذا الطريق، بل زاد إصرارا وعنادا على مواصلته.


                  رحلة عطاء توج بالشهادة

                  ثار الشهيد احمد أبو دوش على ارض خليل الرحمن وشارك بعنفوان طال عنان السماء في جميع أشكال الانتفاضة السلمية والعسكرية، حيث يقول والده بأنه تدرج في العمل الجهادي من الحجر إلى الرشاش وصال وجال في حارات الخليل منذ صغره بدون أي انتماء سياسي.


                  ومع انطلاق شرارة انتفاضة الأقصى المباركة انخرط الشهيد في صفوف المقاومة ضد الاحتلال وممارساته العدوانية بحق الوطن والمقدسات، وبدأ الشهيد بالاختفاء عن الأنظار مع اشتعال فتيل العمليات العسكرية التي نفذتها المقاومة الفلسطينية في المستوطنات الإسرائيلية، وكان يأتي إلى البيت في ساعات النهار ويختفي في ساعات الليل.


                  ولقد اختفى الشهيد عن الأنظار كليا بعد أن نفذت سرايا القدس عملية فدائية في مستوطنة ((عثنائيل)) المقامة على أراضي السموع، والتي قتل فيها خمسة صهاينة وأصيب ثمانية آخرون بجروح، والتي برز اسم الشهيد على أثرها كأحد الأعضاء البارزين في الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، واحد المطلوبين على قائمة الاحتلال حيث عمل ضمن خلية محمد سدر، وكانت سلطات الاحتلال تداهم منزلهم بين الحين والآخر وتقوم بأعمال عربدة وتكسير في كل مرة بحجة البحث عن احمد، ثم هدم منزل عائلته والذي كان يأوي 6 عائلات بعد عملية عتنائيل مباشرة.


                  واستنادا إلى المعلومات التي نقلت عن المقربين منه في العمل الجهادي والذي قال بان الشهيد كان يصنع عبوات تفجيرية وأحزمة ناسفة، وقد كان ينوي القيام بعملية استشهادية انتقاما لأرواح الشهداء الذين قامت قوات الحرب الصهيونية باغتيالهم، إلا أنه استشهد قبل تنفيذها.


                  البطل يترجل

                  تقول الوالدة الصابرة أم محمد أنها تحدثت مع الشهيد آخر مرة قبل شهرين من استشهاده، وقالت له:سلم نفسك حتى نسلم وتسلم، ولكنه قال لها توقعي لي الشهادة وحتى لو حاول جنود الاحتلال اعتقالي لن اسمح لهم بذلك حتى ولو فجرت نفسي.


                  وظل الشهيد مطاردا لقوات الاحتلال التي عجزت عن النيل منه على مر شهور عدة، وفي اليوم السادس عشر من يوليو من العام 2003 كان الشهيد يختبئ في أحد المنازل في حي ((سنجر)) في بلدة دورا قضاء الخليل، وعندما حاصر الجنود المنزل اكتشف احمد الأمر فقام بالهرب من المنزل لأنه كان لا يحب أن يؤذى أهل المنزل بسببه، ولكن المنطقة كانت مدججة بالجنود فقاموا بإطلاق وابل كثيف من نيران أسلحتهم على رأسه مما أدى إلى استشهاده على الفور، وبحسب ما رواه والده:فإن جنود الاحتلال أطلقوا النار على ساقيه ثم سحبوه وأطلقوا النار على رأسه وقد جاءت الرصاصة في المكان الذي تمنى الشهيد بنفسه أن تأتي الرصاصة فيه.


                  ولقد ترك الشهيد وصية كان قد كتبها قبل استشهاده ولكنه لم يكملها، ومن بعض ما جاء فيها:" إتباعا لأوامر الله ورسوله وإيماني العميق بهذا الطريق الذي فرض على كل مسلم ومسلمة وطمعا في مرضاة الله وحبا في جناته، من أجل الإسلام والأقصى وفلسطين، ومن أجل اليتامى والأرامل ومن أجل المستضعفين في كل العالم، سرنا في هذا الطريق وأشهرت سلاحي في وجه هذا المحتل الغاصب للأقصى وفلسطين، أشهرت سلاحي في وجه حياة الذل والاستكبار".


                  وفي حديثه للمجاهدين في فصائل المقاومة يقول الشهيد: "إخواني في كل الفصائل الفلسطينية، أيها الأحبة أناشدكم من أعماق قلبي، وأرجو منكم أن تكونوا يدا واحدة وتضعوا الخلافات جانبا وتتفقوا فيما اتفقنا عليه وليعذر بعضنا بعضا في ما اختلفنا عليه، ابتعدوا عن كل الحزازيات وضعوا بين أعينكم همَّا اسمه الأقصى والإسلام وفلسطين، وامرأة رملت، وطفل قتل أبيه، وبيت هدم على رؤوس أصحابه".

                  تعليق


                  • #10
                    الشهيد القائد "ذياب الشويكي"





                    المولد والنشأة

                    في الثالث من مارس لعام 1977 كان ميلاد الفارس المقدام ذياب، حيث ولد في مدينة الخليل لعائلة كريمة، وتربى الشهيد تربية حسنة في رحاب المساجد، حيث غمر الإيمان قلبه، وتغلغل القرآن في صدره، فكان الشهيد يحفظ 17 جزء من القرآن الكريم.

                    تلقى شهيدنا البطل تعليمه في مدرسة الشرعية للبنبن، ثم أنهى فيها دراسته الثانوية ثم التحق بجامعة الخليل التي درس فيها لمدة عام ونصف في قسم الشريعة الإسلامية لكنه لم يكمل تعليمه فيها بسبب مطاردته من قبل قوات الاحتلال الصهيوني.


                    توفي والده وهو في الرابعة عشرة من عمره، وبذلك كانت الظروف المعيشية التي عاشها الشهيد قاسية ومتدنية، حيث عاش الشهيد طفولته مكافحا من اجل تحصيل رزقه وعائلته لكي يستطيع تغطية مصاريف دراسته بسبب عدم وجود أي معيل للعائلة غيره.


                    له من الإخوة 6 ومن الأخوات 7متزوج من اثنتين، حيث رزق بطفله الوحيد يوسف من زوجته الأولى نسرين صلاح وهو يبلغ من العمر الآن 3 سنوات، و اسماه يوسف تيمنا برفيق دربه على الشهادة الشهيد يوسف بشارات. أما زوجته الثانية فهي تقبع الآن في السجون الصهيونية باتهامها أنها تنوي القيام بعملية استشهادية انتقاما لزوجها.

                    صفاته

                    كان الشهيد هادئ الطباع وخجولا، دائم الاطمئنان والإيمان بالله وواثق دوما بنصره، وكان الشهيد شديد الفطنة والذكاء، وأحب الخير لكل الناس ولم يتوانى عن فعل الخيرات في لحظة من لحظات حياته، كان رجل إصلاح ويهتم بهموم من حوله.

                    جهاده

                    استجاب ذياب لصرخات الشهداء و رؤاهم، واختار الجهاد والمقاومة، خياراً مقدساً وملاذاً للقضية والشعب والأمة، من مناخ البؤس والإحباط الذي حاول البعض تسويقه طيلة عقود مضت، والمنارة التي استهدى بها عندما داهمته الأخطار، وانتشر الضباب الذي يحجب الرؤى، فمضى الشهيد حالما وواثقا بنصر الله متمنيا إحدى الحسنيين، وفي الوقت الذي لم نرى فيه إلا السقوط المدوي، والتعري الواضح، وفي الوقت الذي أصبحت كل أشكال وأصناف الوطنية والإسلامية "تَطرُّف" و" إرهاب"، وفي الزمن الذي انقلبت فيه المفاهيم بحيث أصبح الظالم مظلوماً، والإرهابي الحقيقي داعية للسلام وحقوق الإنسان..حمل ذياب لواء العزة والكرامة لواء حركة الجهاد الإسلامي، وعمل في صفوفها، وخطط للعديد من العمليات الفدائية التي ضربت العدو الصهيوني في عمق عمقه، والتي كانت من بينها عملية وادي النصارى، وعملية التلة الفرنسية التي نفذها ابن عمه الشهيد حاتم الشويكي بعد أن دربه ذياب وجهزه بما يلزم لتنفيذها، بالإضافة إلى عملية بيت شيمش التي نفذها الاستشهاديان علي الحلاحلة ونبيل النتشة، أضف إلى ذلك عملية عتنائيل التي نفذها الشهداء احمد الفقيه ومحمد شاهين وماجد أبو دوش، حتى أصبح على قائمة المطلوبين التي أعدها الإرهابي شارون باعتباره القائد الميداني في سرايا القدس في خليل الرحمن.

                    تعرض الشهيد للاعتقال عدة مرات، حيث تم اعتقاله مرتين من قبل القوات الإسرائيلية، وقضى 14 شهر في السجن في أول مرة، وفي المرة الثانية قضى 6 اشهر، كما اعتقل لدى السلطة الفلسطينية، وأمضى في المرة الأولى عاما ونصف وفي المرة الثانية ستة شهور في حملة الاعتقالات السياسية التي اعتمدتها السلطة الفلسطينية ضد المجاهدين من أبناء الشعب الفلسطيني. ولكن الشهيد كان يخرج كل مرة من سجنه وكله إصرارا على مواصلة الطريق حتى دحر الاحتلال.كما تعرض الشهيد لعدة محاولات اغتيال كان ينجو منها بأعجوبة بفضل الله.

                    مدة طويلة قضاها الشهيد في صفوف المقاومة مطاردا في الجبال، لم يسلم فيها أهل بيته من الإجراءات القمعية التعسفية الصهيونية، حتى أهل زوجته لم يسلموا من القمع وهدم وحرق منزلهم عدة مرات بحجة اختباء ذياب فيه، وكل ذنبهم أنهم زوجوه ابنتهم، وتعرض منزلهم للمراقبة 24 ساعة / 24 تحسبا لقدوم ذياب عليه، وازدادت محاصرة المنزل ومراقبته بعد أن ولد طفله الوحيد يوسف الذي حرم من رؤيته عند ولادته في المستشفى بسبب محاصرة الجنود للمستشفى التي تواجد فيها الطفل وأمه. كما اعتقل والد زوجته على يد قوات الاحتلال بحجة حمايته له ومنع من الخروج من الخليل حتى عام 2010.

                    موعد مع الشهادة

                    تضم الدنيا كل أصناف البشر..هناك شرفاء.. هناك عملاء... وهناك شهداء.. وهناك مهرولون.. وهناك ثوار.. وهناك مجرمون.. وهناك مجاهدون لوجه الله خرجوا في سبيله، ففي يوم الخامس والعشرين من أيلول للعام 2003 كان الموعد مع ذياب وزوجته وابنه للقائهم في الجبال حيث كان مطاردا، ولكن قبل أن يصل يوسف وأمه إلى والده وصل إليه الرصاص الأخرس في وطن ملطخ بالجواسيس وبالخطايا، بعد أن حاصرته قوة عسكرية كبيرة من جنود الاحتلال مدعومة بالدبابات والتعزيزات العسكرية، وبغطاء مروحي من الطائرات، متخذة من شقيقه عمار درعا بشريا لكي يصل إلى ذياب ويوصل رسالة الأعداء له التي طالبوه عبرها للاستسلام، فرفض وقاوم حتى آخر نبضة في قلبه، ولم ترعبه الطائرات ولا مكبرات الصوت التي نادته بالاستسلام، وجرى اشتباك مسلح بين الطرفين، ثم قامت الطائرات بقصف المكان بالصواريخ الحاقدة فاستشهد على الفور ذياب ورفيقه عبد الرحيم التلاحمة وأصيب عمار الشويكي إصابة خطيرة نقل على أثرها إلى المستشفى لتلقي العلاج، ليرتقي ذياب ورفيقه شهداء يوزعوا دمهم الطاهر على جداول فلسطين، وليستلم الراية منهم فرسان الغد الجديد الواعد بالنصر المحتوم القادم من عيونهم ومن أفواه بنادقهم، فهنيئا لكم أيها الأبطال، وسلام عليكم في الخالدين، وسلام على رفاقكم المجاهدين، في الخليل وحرمها، وفي جنين ومخيمها، وفي غزة وبحرها، ونابلس وقلعتها، وبيت لحم وكنيستها.

                    تعليق


                    • #11
                      الشهيد القائد "عبد الرحيم التلاحمة"



                      المولد والنشأة

                      في قرية دورا إلى الجنوب الغربي لمدينة خليل الرحمن، وفي خربة البرج احد عدد من الخرب في دورا كان مولد الشهيد المغوار عبد الرحيم التلاحمة في الواحد والعشرون من يونيو للعام 1973، حيث نشأ الشهيد في عائلة عرفت بالشهامة والبطولة النادرة، ولا يصدها عن استرداد حقها إلا الموت.

                      درس الشهيد ( أبو القسام ) حتى الصف السادس الابتدائي، ثم آثر ترك الدراسة ليتوجه للعمل منذ صغره، من اجل تحصيل لقمة عيش عائلته في ظروف صعبة فرضها الاحتلال على قرى المدينة.

                      تميز الشهيد بشجاعته وحبه للتنقل في الجبال وبين التلال منذ صغره حيث الهواء الطلق والطبيعة الريفية الخلابة، كما اعتاد منذ أن كان طفلا على صيد الأفاعي ( الكوبرى ) و اصطياد الغزلان وحيوانات الغرير كما احتفظ الشهيد ببعض أفاعي" الكوبرى" في منزله بعد أن قام بتحنيطها.


                      متزوج وله من الأبناء اثنين القسام والبتول.


                      أخلاقه وصفاته

                      تميز الشهيد بالرجولة النادرة، والشجاعة والجرأة منذ صغره، وكان لا يسكت عن الحق مهما كلفه ذلك من ثمن، وكان مرتبطا بشكل كبير بالمساجد منذ نعومة أظافره، وعرف بولعه الشديد بمشاركة أبناء شعبه في فعاليات الانتفاضة بكل أشكالها منذ صغره، كما آمن بوحدة الصف وطبقها عمليا، ولم يفرق طيلة أيام حياته بين ابن حماس و ابن الجهاد الإسلامي و لا ابن فتح ما دام عدوهم واحد.

                      مشواره الجهادي

                      منذ اشتعال فتيل انتفاضة الأقصى المباركة كان للشهيد التلاحمة شرف المشاركة في العديد من فعالياتها التي لطالما أذهلت العدو وحرمته الأمن والأمان، كما تأثر الشهيد تأثرا شديدا بالدكتور القائد رمضان شلح والشيخ احمد ياسين، وذلك ما كان يدفعه إلى الاستمرار والاندفاع نحو الجهاد والمقاومة.

                      (رامبو السرايا )

                      وعندما اشتدت ضربات سرايا القدس الجناح العسكري للجهاد الإسلامي في الخليل، وبعد مقتل أكثر من 12 صهيوني من بينهم قائد المنطقة الجنوبية ( درور فايبنرغ ) واقتحام مستوطنة عثنائيل جنوب الخليل ومقتل خمسة صهاينة فيها، برز اسم عبد الرحيم التلاحمة كواحدا من ابرز المخططين لها مع الشهيدين محمد سدر ودياب الشويكي والمعتقل نور جابر ( أبو النور )، حيث أطلق عليه مخابرات العدو في أعقابها لقب ( رامبو سرايا الخليل ) وكثفت من نشاطاتها بل وسخرت إمكانياتها من اجل اعتقاله أو اغتياله، ولكنه كان ينجو بفضل من الله من المحاولات العديدة التي حاولت من خلالها التمكن والنيل منه، و والتي كان من بينها محاولة في عمارة القواسمة التي استشهد فيها الشهيدين القساميين أحمد بدر وعز الدين مسك، حيث غادر العمارة قبل مجيء جنود الاحتلال إليها، وأخرى كانت عملية انفجار سيارة مفخخة في حي واد الهرية حيث فخخت السيارة ليستقلها عبد الرحيم، إلا أنها انفجرت قبل أن يصلها، ونجا بفضل الله. كما أن هناك محاولة أخرى تمت عندما كان الشهيد برفقة محمد سدر وتعرض فيها الاثنان لمحاولة اغتيال إلا أن الله انجاهما، كما تعرض الشهيد لمحاولة اغتيال أخرى عندما كان برفقة الشهيد ماجد أبو دوش عندما حاصرتهم قوة صهيونية تمكن خلالها التلاحمة من الانسحاب، بينما ارتقى رفيق دربه أبو دوش شهيدا.

                      وأمضى الشهيد فترة طويلة مطاردا بين الجبال، وتقول زوجته انه روى لها رؤية كان قد رآها وهو قائما في ليلة القدر في شهر رمضان، وكان مضمون هذه الرؤية انه شاهد نورا ينبثق من السماء ويغطي المنطقة التي كان يتعبد فيها واعتقد حينها أنها ليلة القدر وقد وجه وجهه للسماء ودعا الله بقلب سليم أن يرزقه الشهادة وتضيف أنه أخبرها بهذا الحدث وقال لها أنه سوف يستشهد في أي لحظة، وما عليها إلا أن تصبر وتحتسبه شهيدا، وذلك ما جعلها تستقبل نبأ استشهاده صابرة وشاكرة لربها أن نال زوجها أمنيته بالشهادة في سبيله.


                      استشهاده

                      في الخامس والعشرين من أيلول للعام 2003 كان الشهيد برفقة رفيق دربه الشهيد ذياب الشويكي في مغارات جبال منطقة تسمى عيصى جنوب غرب الخليل، فقامت قوات الاحتلال بمحاصرة الحي، كما حاصرت ضمنها المنطقة التي كان يختبئ فيها الشهيدان وأخذت تنادي عليهما بمكبرات الصوت التي دعتهم من خلالها للاستسلام، ثم دفعت بشقيق الشهيد الشويكي المدعو عمار الشويكي للدخول إليهما، وأثناء نقاش دار بين الشهيدين التلاحمة و الشويكي وعمار قامت قوات الاحتلال بقصف المكان حيث استشهد تلاحمة و الشويكي وأصيب عمار بإصابة خطيرة وتم اعتقاله على الفور.

                      وكان صاحب الانتقام للشهيدين هو الشهيد محمود حمدان الذي دخل مستوطنة نغوهت بعد يوم واحد وقتل صهيونيين وأصاب خمسة بجروح.

                      تعليق


                      • #12
                        الصحف الخليجية: عملية الخليل نقلة نوعية بالغة الأهمية والدلالات في تاريخ عمليات المقاومة الفلسطينية



                        دبي ـ ا. ف. ب: اعربت صحف خليجية أمس الاحد عن استغرابها من ردود الفعل المستنكرة في أوروبا والولايات المتحدة وعن الامم المتحدة للهجوم الذي نفذته حركة الجهاد الإسلامي في الخليل بالضفة الغربية والذي قالت انه يدشن تكتيكا جديدا يتمثل في استهداف المستوطنين والجنود الإسرائيليين في الاراضي المحتلة.



                        ففي السعودية اكدت صحيفة الجزيرة ان عملية الخليل لا يمكن تصنيفها في باب العمليات التي تستهدف المدنيين فمن بين القتلى الـ 12 فيها هناك تسعة مسلحين.



                        وقتل في الهجوم مساء الجمعة تسعة عسكريين إسرائيليين وثلاثة مستوطنين هم من الحراس الامنيين لمستوطنة كريات اربع المحاذية للمدينة.



                        وفي الامارات انتقدت صحيفة الخليج موقف الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان الذي بادر بادانة العملية رغم علمه أكثر من غيره ان مدينة الخليل تخضع للاحتلال.



                        واعربت البيان عن اسفها ازاء اطلاق اصوات اوروبية ومعها صوت الامم المتحدة للنيل من حق الفلسطينيين في الدفاع عن أنفسهم على حين حذرت الاتحاد من عواقب الرد الإسرائيلي الرامي إلى انهاء الوجود الفلسطيني في مدينة الخليل من أجل تأمين جيب استيطاني صغير يقطنه نحو 500 مستوطن ظلوا شوكة في خاصرة المدينة التي يعيش فيها أكثر من 180 ألف فلسطيني، بحسب الصحيفة.



                        وقالت صحيفة الوطن القطرية ان عملية الخليل ستبقى علامة فارقة في تاريخ المقاومة الفلسطينية واشارة لها مغزاها على مسيرة النضال التي بدأت تأخذ أبعاداً جديدة لن يكون في مقدور الإسرائيليين تجاهلها، وذلك بالنظر إلى استهدافها المستوطنين والجنود الإسرائيليين في الاراضي المحتلة.



                        ودعت الصحيفة رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون إلى استخلاص العبر الملائمة من العملية.



                        وكتبت الراية القطرية من جهتها ان تلك العملية البطولية شكلت سابقة في تاريخ الانتفاضة الفلسطينية ذلك انها نفذت في منطقة تحت السيطرة الامنية الإسرائيلية واستهدفت عسكريين محتلين. وأضافت أنها سجلت بذلك مشروعيتها في كل دساتير المقاومة.



                        اما صحيفة الشرق القطرية فقد اعتبرت الهجوم نقلة نوعية بالغة الاهمية والدلالات في تاريخ عمليات المقاومة الفلسطينية.



                        "الجهاد" تعلن مسؤوليتها عن العملية المتقنة .. وشارون يحتج إلى مجلس الأمن

                        استشهاديان يحوّلان معسكراً للاحتلال إلى جحيم: 12 قتيلاً إسرائيلياً بينهم قائد لواء الخليل

                        نفذت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين أمس، واحدة من أنجح وأدق عمليات المقاومة للاحتلال الإسرائيلي، منذ بدء الانتفاضة في أيلول العام 2000، عندما تمكن مناضلان من الحركة من زعزعة أركان الاحتلال والاستيطان في مدينة الخليل المحتلة وبالتحديد في موقع عسكري يخضع للسيطرة الأمنية الإسرائيلية المباشرة. وأعلنت إسرائيل عن مقتل اثني عشر من جنودها ومستوطنيها بينهم قائد لواء الخليل العميد درور فاينبرغ، في المعركة التي خاضها بطلان استشهاديان ودامت حوالى خمس ساعات، وانتهت باستشهادهما عند منتصف ليلة أمس.



                        واستطاع الاستشهاديان أن يصنعا «جحيما»، حسب الوصف الإسرائيلي عندما نفذا واحدة من أشد العمليات الفلسطينية دقة وحسن تخطيط. وتمكنا من شن هجوم فاجأ الإسرائيليين على نطاق واسع ودفعهم خلال ساعات للحديث عن «حرب حقيقية» تخيلوا فيها النيران «من كل الاتجاهات». وتحدثت المعلومات الإسرائيلية عن استخدام المجاهدين لأسلحة مختلفة، من الرشاشات والقنابل اليدوية إلى استخدام المتفجرات والصواريخ المضادة للدروع.



                        غير أن ما أذهل الإسرائيليين هو ان العملية وقعت في المنطقة الأشد حراسة داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، في ما يسمونه ب«الحي اليهودي» في الخليل، وعلى مقربة من حي الشيخ وحي أبو سنينة الخاضعين أيضا للسيطرة الأمنية الإسرائيلية. وثمة في حكومة شارون من كان يرى على الدوام في النمط الإسرائيلي المعمول به في هذه المنطقة نموذجا لما يجب ان يكون عليه التعامل عموما مع باقي المناطق الفلسطينية.



                        الكمين:

                        أجمعت التعليقات والمصادر الإسرائيلية على ان الكمين كان مدبرا بشكل بالغ الدقة. وقد اختار المهاجمون البدء أولا بإطلاق النار على مسيرة اعتيادية استفزازية لمجموعة من مستوطني «كريات أربع» باتجاه الحرم الإبراهيمي. وفي العادة ترافق هذه المجموعة قوة كبيرة من الجيش وحرس الحدود. ولأن هذه المسيرة تجري تحت حراسة مشددة جرى الاعتبار ان البدء بها يتيح للمجاهدين تضليل القوات الإسرائيلية واستهدافها في موضع آخر. واختير لذلك معسكر الجيش الواقع على الطريق المؤدية من الخليل إلى مستوطنة «كريات أربع». ومعروف ان القوات الإسرائيلية تندفع حال وصول البلاغ عن عملية إلى إرسال تعزيزات لتطويق المنطقة المستهدفة.



                        وهكذا كان الهدف الرئيسي من العملية قوة الإسناد، التي انطلقت من معسكر الجيش قبل ان تكون متأهبة، وفي الموضع الذي لم تكن تتوقعه. واستهدف الهجوم وحدة القيادة من اللحظة الأولى.



                        وبعد ان فتحت النار باتجاه مجموعة المستوطنين وحراسهم ابتدأ الاشتباك الأولي الذي سرعان ما تمدد نحو الاشتباك الجوهري مع قوة الإسناد. واستهدف المجاهدون قوة الإسناد بالقنابل اليدوية والرشاشات إضافة إلى رصاص القناصات. ووصفت المصادر العسكرية الإسرائيلية الكمين الذي نصب لقوة الإسناد بأنه «جحيم» حقيقي. وفي هذا «الجحيم» وقعت أغلب إصابات الجنود وفي مقدمتهم مقتل قائد لواء الخليل، العميد درور فاينبرغ.



                        وحسب المعلومات الإسرائيلية استغل المجاهدون التضاريس بشكل جيد كما أحسنوا استغلال القوة النارية. وأظهروا إضافة إلى الدقة في التخطيط جرأة كبيرة في التنفيذ. إذ أفادت المعلومات الأولية بأن كل الاشتباكات جرت من مواقع قريبة اعتمد فيها المجاهدون ليس فقط على إطلاق النار والقنابل وحسب، وإنما على الهجوم كذلك.



                        وفي لحظة من لحظات المعركة اعترف ناطق عسكري إسرائيلي باحتلال المجاهدين موقعا عسكريا إسرائيليا قبل أن تبدأ الطائرات والدبابات الإسرائيلية باستخدام قذائفها لحسم المعركة التي استمرت بشكل متحرك في البداية ما لا يقل عن ساعتين من الزمن قبل أن تنحسر نحو التحول إلى معركة قلاع إثر تخندق المجاهدين في عدد من البيوت.



                        وقد وصف أحد الجرحى لإذاعة الجيش الإسرائيلي ما جرى بقوله «فجأة رأينا النيران من كل الاتجاهات. نيران من اليمين ومن اليسار. ومن كل حدب وصوب. لم أعرف إلى أين أتجه. استلقيت أرضا. ثمة مصابون هنا بجروح بليغة. إنهم ينفذون مجزرة. وهم يعرفون بالضبط كل ما نفعله».



                        وبدأ الاشتباك في الساعة السابعة والنصف ليلاً، وحتى منتصف الليل كانت وسائل الإعلام الإسرائيلية تعلن عن استمرار الاشتباك.



                        أما المراسل العسكري للتلفزيون الإسرائيلي فوصف الكمين بأنه «مخطط بدقة لتنفيذه على المحور الرئيسي بين كريات أربع والحرم الإبراهيمي». واضطر قائد المنطقة الوسطى الجنرال موشيه كابلينسكي إلى الوصول إلى المنطقة وتولى سوية مع قائد الفرقة قيادة القوات الإسرائيلية العاملة في مدينة الخليل.



                        مفاجأة الجهاد في الخليل

                        ترى مصادر إسرائيلية ان العملية شكلت مفاجأة كبيرة للجيش وأجهزة الأمن الإسرائيلية التي كانت تعتقد أن مدينة الخليل هي مركز لحركتي فتح وحماس. وان هذه الأجهزة لم تكن تعلم بوجود مثل هذه القدرة لحركة الجهاد في مدينة كالخليل، خاصة ان المنطقة التي وقع الاشتباك فيها هي منطقة خضعت على الدوام للسيطرة الإسرائيلية.



                        واعتبر معلقون إسرائيليون ان حركة الجهاد انتهجت هنا خطا تكتيكيا مباغتا. فمقابل الضغط الذي تعرضت له في منطقة جنين ومخيمها، وهي المنطقة التي تعتبر معقلها الأساسي، قامت بالإعداد لعملية بالغة الدقة «غير متوقعة ومفاجئة جدا» في مدينة كالخليل. وفي معرض تبرير ما وقع أشار هؤلاء المعلقون إلى ان الشاباك يوجه في هذه المنطقة أنظاره نحو قوى أخرى.



                        وأعرب مصدر مسؤول في حركة الجهاد الإسلامي ل«السفير» عن تقديره بأن هدف العملية هو التوضيح للإسرائيليين بقدرة الحركة على الرد. وقال إن العملية وقعت ضمن القواعد المقبولة فلسطينيا، فهي موجهة ضد الجيش والمستوطنين وفي المناطق المحتلة عام 1967. وعدا ذلك فإن هذه عملية ثأرية «لقد قتلوا لنا قائد لواء في جنين هو الشهيد إياد صوالحة، وقتلنا لهم قائد لواء الخليل درور فاينبرغ».



                        وقد أصدرت حركة الجهاد بيانا أعلنت فيه مسؤوليتها عن هذه العملية «التي تأتي مع اقتراب الذكرى السنوية الثامنة لمذبحة الحرم الإبراهيمي، لتؤكد انها تأتي في سلسلة عملياتها للرد على جريمة اغتيال الشهيد القائد إياد صوالحة في جنين والجرائم الصهيونية بحق أهلنا وشعبنا في جنين ونابلس وغزة وكل مدننا وقرانا ومخيماتنا».



                        الإصابات

                        تضاربت التقارير الإسرائيلية حول عدد القتلى والجرحى في هذه العملية. وفي الوقت الذي اعلنت فيه القيادة الإسرائيلية رسمياً عن مقتل اثني عشر إسرائيلياً معظمهم من الجنود، وبينهم قائد لواء الخليل العميد درور فاينبرغ، ذكرت مصادر إسرائيلية أخرى ان عدد القتلى بلغ اربعة عشر. ولكن التقارير تناقضت بشكل حاد في كل ما يتصل بعدد الجرحى. اذ أجمل التقرير الرسمي الإسرائيلي عدد الجرحى في منتصف الليل بخمسة عشر جريحاً. ولكن التقارير الإعلامية في قناتي التلفزيون تحدثت في البداية عن أكثر من ثلاثين جريحاً. وفي لحظة معينة أشار المراسل العسكري للقناة الثانية إلى ان عدد الإصابات يبلغ حوالى مئة إصابة. وأكدت مواقع إسرائيلية على شبكة الانترنت ان عدد المصابين بلغ 52 إصابة.



                        الموقف الإسرائيلي

                        حتى وقت متأخر من ليلة أمس كانت القيادة الإسرائيلية في حيرة من أمرها بسبب ظروف العملية ونتائجها. فقد وقعت العملية في منطقة تخضع كلياً للسيطرة الامنية الإسرائيلية. وهي تعتبر منطقة «معقمة» من وجهة النظر الامنية الإسرائيلية. كما انها استهدفت قوات عسكرية وميليشيا مسلحة قوامها من المستوطنين.



                        ووضعت هذه العملية حكومة اليمين الإسرائيلي في موقع بالغ الارتباك، إذ يتواجد اليوم في هذه الحكومة سياسيون ينادون بانتهاج سياسة الشدة ضد الفلسطينيين، ويرون ان النموذج الذي يطمحون اليه هو ذلك القائم في منطقة (2h) (الخليل 2) الخاضعة كلياً للسيطرة الامنية الإسرائيلية. فكيف سيكون موقفهم وما الذي سيطالبون بفعله الآن؟.



                        ويشير المراسلون العسكريون لوسائل الاعلام الإسرائيلية إلى ان حكومة شارون لن تستطيع قبل جلستها يوم الاحد اتخاذ أي قرار حازم، بسبب عدم وضوح صورة ما جرى حتى الآن، وبسبب الرغبة في معالجة الآثار المباشرة لعملية الخليل. وهي لم تعقد اجتماعاً للمجلس الوزاري المصغر.



                        ولكن قيادة الجيش الإسرائيلي عملت حتى منتصف الليل على محاولة استيضاح الموقف. وقد أبلغ قائد المنطقة الوسطى الصحافيين انه حال اتضاح الصورة سيقوم بإطلاعهم على آخر التطورات.



                        وقد عمل بنيامين نتنياهو على المساهمة بدوره في «صد الهجوم» فطلب من السفير الإسرائيلي لدى الامم المتحدة يهودا لانكري تقديم احتجاج رسمي إلى مجلس الامن الدولي ومطالبته باتخاذ موقف يدين هذه العملية التي وصفها بأنها «مذبحة السبت».



                        وطوال الوقت كان رئيس الحكومة ارييل شارون ووزير دفاعه شاؤول موفاز يتلقيان التقارير حول مجريات العملية.



                        غير أن القوات الإسرائيلية، وفي إطار التدابير التي اتخذتها عمدت إلى فرض نظام حظر التجول على المدينة وقامت بعمليات تمشيط واسعة فيها بحثاً عمن تعتقد أنهم قدموا العون لمنفذي العملية.



                        السفير اللبنانية

                        16/11/2002

                        تعليق


                        • #13
                          صحيفة تشرين: تدعو الصهاينة لاستخلاص الدروس والعبر من عملية الخليل...



                          دعت صحيفة تشرين السورية الكيان الصهيوني إلى استخلاص الدروس والعبر من عملية الخليل التي أدت إلى هلاك وجرح العشرات من الصهاينة.



                          وقالت تشرين أن هذه العملية أكدت قدرة المقاومة الفلسطينية على الرد الناجع وابتكار وسائل نضالية لا تخطر على بال قادة الصهاينة الذين أطلقوا العنان مؤخرا لسلسلة من أعمال الاجتياح وتدمير المنازل والمنشآت المدنية وسط غياب رد الفعل العربي.



                          وبحسب الصحيفة فإن عملية الخليل جاءت لتضع كل المتطرفين في مأزق ولتقنع من لم يقتنع بعد انه يستحيل توفير الأمن والطمأنينة للصهاينة دون انسحابهم الكامل من الأراضي العربية المحتلة وإقرارهم بالحقوق الفلسطينية.



                          وأضافت أن أعمال شارون أو موفاز لن تزيد الأوضاع إلا تعقيداً وتفجيراً، فالشعب الفلسطيني مصمم على استعادة حقوقه كاملة وبناء دولته المستقلة في وطنه وإزالة الاحتلال لأراضيه وهو شعب مستعد لأقصى حالات التضحية والفداء ولن يزيده القمع الصهيوني إلا تصميماً على الكفاح.



                          كما أكدت تشرين انه لن يكون للأسلحة التي دأب الرئيس الأمريكي جورج بوش على تزويد الصهاينة بها من نتيجة إلا توسيع دائرة العنف مع العلم ان هذه الأسلحة عاجزة عن تحطيم المقاومة الفلسطينية.



                          المصدر: تشرين السورية

                          18/11/2002





                          أصوات القتلة والإرهابيين...



                          السفاح والإرهابي ـ «الصاعد سياسياً» ـ شاؤول موفاز وزير الدفاع في الكيان الصهيوني استأنف نشاطه الإرهابي والدموي الذي حرم منه منذ استقالته من منصبه السابق كرئيس للأركان. لقد عاد إلى حرفته الأصلية وهي التلذذ بقتل وسفك دماء الأبرياء من الفلسطينيين وراح يعلن على الملأ انه سيضرب الفلسطينيين في كل مكان وقد أراد بذلك أن يؤكد لسيده السفاح الأكبر شارون أنه الرجل المناسب في المكان المناسب!.



                          المؤلم والمفجع أن السفاح موفاز كان على اتصال هاتفي بوزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد ووزير الخارجية الأميركي كولن باول وأطلعهما على إصداره الأوامر للجيش «الإسرائيلي» بإعادة السيطرة على الخليل بالقوة ومؤكدا حق الكيان الصهيوني بما اسماه بالدفاع عن نفسه!!.. فماذا كان الرد الأميركي!!.



                          إنه الصمت.. والسكوت الأميركي هو علامة الرضا على أفعال وجرائم السفاحين الذين يحكمون الدولة الصهيونية النازية فصحيفة يديعوت آحرونوت «الإسرائيلية» نقلت عن مصادر سياسية إسرائيلية قولها أنه لا تمارس الآن أية ضغوط من قبل الولايات المتحدة على إسرائيل بهدف الامتناع عن الأعمال العسكرية في المناطق الفلسطينية المحتلة.



                          لقد بدأت قوات الاحتلال الإسرائيلية عملياتها الإرهابية الوحشية ضد المدنيين الفلسطينيين بمباركة أميركية، صحيح أنها غير معلنة، ولكنها مباركة ضمنية ما دامت لا توجد ضغوط على «إسرائيل» حتى ولو تحت مسمى «ضبط النفس».. تلك الكلمة المألوفة التي تطلقها واشنطن بين الحين والآخر وهي لا تسمن ولا تغنى من جوع!!.



                          إن الأشقاء في فلسطين المغتصبة يواجهون الآن حملة إبادة جديدة. منازل في المخيمات الفلسطينية في نابلس يجرى هدمها على سكانها. والخليل تتعرض لأقذر عملية قمع إسرائيلية. وأصوات حكام الدولة العبرية تدعو إلى طرد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ويتبنى الدعوة المتطرف «العائد» بنيامين نتانياهو وزير خارجية شارون. بل وهناك من يطالبون الآن بتفكيك السلطة الفلسطينية وعلى رأسهم الإرهابي البذيء «عوزي لاندو» وزير الأمن العام الذي قال بكل وقاحة: «يجب تدمير المنازل في مدينة الخليل التي يتحصن بها الفلسطينيون وطالب بتعزيز الوجود اليهودي بالمدينة التي يوجد بها الآن 500 يهودي وسط قرابة الـ 140 ألف عربي.



                          ان حكومة شارون.. حكومة إرهابية ولسنا في حاجة إلى أدلة على ذلك سوى الإشارة إلى عناصرها البارزة من أمثال موفاز ولاندو، ونتانياهو وشارانسكي وغيرهم من الرموز العنصرية المتطرفة التي تعتمد على رأي عام إسرائيلي قوي يبارك كل خطوات شارون وحكومته كما تشير استطلاعات الرأي العام الإسرائيلي.



                          إن أشقاءنا في فلسطين المغتصبة يتألمون ولكنهم يحبسون آلامهم ونحن للأسف نلتزم الصمت على جرائم بني إسرائيل الذين لن يترددوا في ظل الهوان العربي في شن حملة طرد وإبادة تحت أسماعنا وأبصارنا وبالتالي يبتلعون كل فلسطين!.

                          صحيفة: البيان الإماراتية

                          19/11/2002



                          زقاق الموت في الخليل:

                          "شبكاتنا الدفاعية تتفكك"



                          "الصدمة"، "الإهانة"، "معركة زقاق الموت"، "الحادث الأصعب"، "معركة حرب عصابات نموذجية"، "سلسلة إخفاقات"... كلمات وتعابير زخر بها الإعلام الإسرائيلي على مدى الأيام الماضية اثر العملية الجهادية الناجحة والنوعية في الخليل. ولا عجب في ذلك، فما حصل كان معركة نموذجية وباعتراف العدو، أعادت تذكير الإسرائيليين بضربات حزب الله المتقنة في لبنان.



                          عملية الخليل، أو "معركة زقاق الموت" كما اسماها بعض المعلقين الأمنيين الإسرائيليين، شكلت صدمة للمؤسسة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية، إن لناحية النوع والأسلوب والدقة في التنفيذ، أو لناحية التوقيت وانعكاساته على الاستحقاقات المختلفة في الداخل الصهيوني أو الفلسطيني. ويمكن في المحاور التالية رصد مجمل القراءة الإسرائيلية للعملية ودلالاتها:



                          1- تعترف الأجهزة الأمنية الإسرائيلية وعلى رأسها "جهاز الأمن العام" (الشاباك)، وهو المعني الأساس في رصد ومتابعة الحركات الجهادية الفلسطينية، أن حركة الجهاد الإسلامي تعتبر من أكثر التنظيمات تماسكاً، وبالتالي من الصعب المس موضعيا بعناصرها التنفيذيين، إذ ان خلايا الجهاد هي خلايا صغيرة مقلصة وسرية تعمل على نحو مستقل دون ترابط أو معرفة في ما بينها، ما يصعب على الأجهزة الأمنية الإسرائيلية خرقها. كما ان لأعضاء الجهاد ميزة الحافزية العالية للقتال والقدرة على استغلال الفرص وإبداع طرق جديدة للعمل.



                          وكانت بنية الجهاد وصعوبة خرقها استخبارياً مدار تعليق عدد من المحللين العسكريين الإسرائيليين، إذ يعترف هؤلاء بأن "الجهاد الإسلامي" يُظهر في الآونة الأخيرة مهنية عالية، خاصة لجهة اختيار الهدف وتوقيت التنفيذ ودراسة الظروف المحيطة. وقد أعيد تأكيد ذلك مؤخرا في استهداف العسكريين في عملية "كركور" (14 قتيلا إسرائيليا) وفي عملية مفرق مجيدو (17 قتيلا) إضافة إلى العملية الأخيرة في الخليل التي أدت إلى مقتل 12 جنديا إسرائيلياً من بينهم قائد منطقة جنوب الضفة الغربية، نائب قائد سرية الناحال، قائد الوحدة الأمنية في كريات أربع إضافة إلى تسعة جنود آخرين.

                          2- تشكل عملية الخليل ـ إضافة إلى مثيلاتها في الآونة الأخيرة ـ دليلاًً وتأكيداًً جديداًً على فشل سياسة المواجهة الإسرائيلية مع الفلسطينيين التي تمثلت تحديداً في حملات عسكرية وأمنية أطلق عليها تسميات مختلفة ("السور الواقي"، "الطريق الحازم"، "ربما هذه المرة" و"دواليب الزخم")، وهي حملات شنها جيش الإحتلال أملا في تحقيق نصر ميداني ينهي وجود رجالات الانتفاضة ويحفر (كما يقول ويتمنى الإسرائيليون) الهزيمة في عقول الفلسطينيين.



                          ويرى المراقبون الأمنيون الإسرائيليون أن عملية الخليل تحديدا، أثبتت زيف آخر ما تدعيه المؤسسة السياسية والأمنية الإسرائيلية الموجهة من قبل اليمين الإسرائيلي. فإثر فشل حملات التصفية والاعتقال والحصار والاحتلال المباشر، تدعي أطراف اليمين الإسرائيلي أن اريئيل شارون أعطى أهمية بالغة للمحافظة على "حكومة الوحدة القومية"، ما سمح لحزب "العمل" بوضع العراقيل أمامه، ولم يمكن من إطلاق يد الحكومة للعمل الميداني الناجع تجاه الفلسطينيين. وتأتي عملية الخليل لتثبت انه ومع أن الحكومة الحالية هي حكومة يمين مطلقة يرأسها شارون وتضم ثنائي بنيامين نتنياهو(الخارجية) وشاؤول موفاز(الحرب) ورئيس أركان كـ "يعالون"، فإنها لن تستطيع سوى الوقوف مكتوفة الأيدي وستنحصر خياراتها في إعادة اجترار الأساليب القديمة التي ثبت عدم قدرتها - بالرغم مما فيها من دموية ووحشية - على وقف العمل المقاوم أو "حفر الهزيمة" لدى الفلسطينيين، بل انها وبشهادة المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تعطي حافزا إضافيا وتساهم في تعزيز خيار المقاومة.



                          3- عملية الخليل أعادت تصويب الأمور وإفشال خطط بعض الجهات المشبوهة في الالتفاف على خيار المقاومة بعد فشل العدو نفسه في مواجهتها والالتفاف عليها بمساع مختلفة، نفذها هو مباشرة أو عمد البعض إلى تنفيذها عنه بالوكالة. فالعملية تقول إن روح الهزيمة (وربما العمالة) تنحصر في مروجيها ولم تنسحب على جمهور الفلسطينيين وحملة خيار المقاومة والتحرير.

                          وللوقوف على مدى الإحباط والحيرة وفقدان الخيار لدى الإسرائيليين، لا بد من إيراد ما كتبه "اليكس فيشمان" المعلق العسكري لدى صحيفة "يديعوت أحرونوت" والأكثر قرباً من المؤسسة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية، إذ يقول: «..مفترق الموت في الخليل كان مرصوفاً بالأخطاء وانتهى بثمن باهظ.. من الممكن أن يكون لدينا مشكلة في الوعي، ومن الممكن جداً أن يكون من الصعب علينا استيعاب حقيقة أن الطرف الآخر يعرف كيف يبدي صرامة وعزيمة في القتال، وليس فقط انه يرسل انتحاريين أو يلقي بعبوة ناسفة.. والظاهرة المقلقة في هذه القصة هي نمط عمل يتبلور لدى العدو (المقاومين) الذي يحوّل حياتنا إلى حياة صعبة. في الآونة الأخيرة ينفذ المخربون المزيد من "العمليات الفدائية"، يأخذ المخرب بندقية والكثير من الذخيرة دون حاجة إلى تخطيط ووسائل نقل معقدة، يصل إلى منطقة مكتظة بالسكان اليهود ويطلق النار إلى أن ينتهي الرصاص، أو إلى أن يموت. وأسلوب العمل هذا يستصعب على رجال الاستخبارات تشخيصه لأنه لا يوجد هنا قاعدة لوجستية مساعدة. ثمة فلسطيني مع بندقية يقرر قتل يهود لوحده أو مع صديق، وبين التخطيط والتنفيذ يكون هناك وقت قصير وبدون شركاء في السر.. عندما يبدي العدو مبادرة ويعمل بعزيمة وتصميم ومهنية فإن شبكتنا الدفاعية تتفكك».

                          المصدر: صحيفة الانتقاد

                          22/11/2002

                          يحيى دبوق





                          معركة الخليل نقطة تحوّل أحدثتها سرايا القدس...



                          وصف ما جرى في الخليل يوم الجمعة 15 الجاري بأنه عملية هو تقليل من النقلة العسكرية النوعية التي مزجت بين عدّة أساليب، ومفاهيم عسكرية، تمّ تطويرها ميدانياً، ومع استفحال العدوانية (الإسرائيلية)، وممارستها لأشنع وأحط أساليب القتل، والتدمير.



                          ما جرى في الخليل كان معركة بكل معنى الكلمة، فالمجاهدون الفلسطينيون نصبوا كميناً لقوّات العدو، وأوقعوا جيش الاحتلال في الكمين المدروس جيداً، واشتبكوا مع جيش الاحتلال بعد عملية استدراج متقنة، وأوقعوا في صفوف تلك القوات خسائر غير مسبوقة منذ بدأت انتفاضة الأقصى، توّجت بقتل الحاكم العسكري لمنطقة الخليل، الذي هرع على رأس وحدات من الجيش المدجّج بكل أنواع الأسلحة للدفاع عن مستوطنين يستبيحون حياة أهل الخليل، ويحوّلونها إلى جحيم.



                          لو شاء المجاهدون الفلسطينيون، من حركة الجهاد الإسلامي، قتل عشرات المستوطنين لنجحوا في ذلك، فهم كما نقلت الأنباء، ودللت الوقائع كانوا في مرمى النيران الفلسطينية، ولكن المجاهدين البواسل، بنصبهم ذلك الكمين أرادوا استدراج وحدات من جيش العدو، لمباغتتها، وإلحاق أفدح الخسائر في صفوفها، عقاباً لها على وحشيتها، وتلقينها درساً دموياً، وإفهامها بالقوة بأن احتلالها لن يدوم، وأن (تفوقها) بالسلاح لن يمنحها القدرة على مواصلة جرائمها بأمان، ودون خسائر.



                          في معركة الخليل مزج المقاتلون الفلسطينيون بين الخبرات المتراكمة في نصب الكمائن لعدوهم ـ وهي خبرات توارثوها عن آبائهم في ثوراتهم ضد الانتداب الإنكليزي، ولا سيّما في الثورة الكبرى، وفي حرب 48، حيث برع القائد الشهيد عبد القادر الحسيني ورجاله في نصب الكمائن على طريق القدس ـ يافا ـ وعبد الرحيم الحاج محمد في شمال فلسطين، تحديداً منطقتي طولكرم وجنين، وفي جبال الخليل حيث القائد عبد الحليم الشلف ورجاله ـ وروح العمليات الاستشهادية التي أبدعها الفلسطينيون في ثورتهم المعاصرة، وتحديداً منذ عملية (الخالصة). يعتمد جيش الاحتلال على هجمات كثيفة، وبقوّات ضخمة، بقصد دب الذعر في نفوس الفلسطينيين، وإلحاق أكبر الخسائر في صفوفهم، في حين يقبع جنوده داخل الدبابات.



                          لقد وقعت معركة الخليل، في مدينة الخليل المحتلة عام 67، والتي استفحل الاستيطان داخلها، وحولها، محروساً بجيش الاحتلال، حتى أن كل مستوطن يحرسه 15 جندياً بشكل دائم!.. وفي مستوطنة (كريات أربع) التي التهمت أراضي الخليل يقيم أشرس اليهود الصهاينة، وأكثرهم مجرمون عاديون، ورجال عصابات، يهربون إليها، ويقيمون فيها بعيداً عن الملاحقة، وهم متعصبون، وقتلة ويغطون وحشيتهم بإمعان في العنصرية والعدوانية.



                          لا أحد يستطيع أن يستنكر، ويشجب هذه المعركة المشرّفة، الجسورة، لأنها وقعت مع جيش الاحتلال، وعلى أرض يفترض أنها أرض الدولة الفلسطينية، ولم تستهدف (المدنيين) المدججين بالسلاح، والذين يقترفون كل الجرائم بحق أهلنا يومياً.



                          هذه المعركة هي بداية تحوّل لأنها تدشّن مرحلة ضرب جيش الاحتلال داخل المدن، والقرى، والمخيمات الفلسطينية، في معارك معّد لها جيداً، استطلاعاً، وتحديد أرض المعركة، وحجم خسائر فادحة في صفوف جيش الاحتلال، وفقاً للمفهوم الكلاسيكي لحرب العصابات، مع إضافة فلسطينية ناجمة عن تعقيد الأوضاع الفلسطينية، وهي الجاهزية للاستشهاد، ما دام العدو يخسر كثيراً من جنوده وضبّاطه في المعركة، وما دام جنرالا ته، الذين يصدرون أوامر الاغتيالات، وتدمير البيوت، واقتلاع أشجار الزيتون.. سيقتلون في الميدان!



                          هذه المعركة جاءت في وقتها، وهي دليل جديد آخر على عظمة شعبنا الفلسطيني، وما يختزنه من إرادة، وحب للحرية، واستعداد للتضحية، وعدم الشعور باليأس، أو العجز بسبب حالة الهوان العربي، والنفاق الدولي، والانحياز الأمريكي الإجرامي.

                          المصدر: القدس العربي

                          رشاد أبو شاور

                          18/11/2002

                          تعليق


                          • #14
                            الحكم العليل على عملية الخليل...



                            أوجز السيد رمضان عبد الله شلح الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي القضية برمتها بسؤال استنكاري وجهه إلى السيد كوفي عنان وكل الذين أدانوا العملية الأخيرة في الخليل: بالله عليكم أعطونا مفهومكم للمقاومة حتى نلتزم به ونتجنب تنديدكم الدائم بكل عمل ضد الإسرائيليين!!.



                            فعلاً لم يبق إلا طرح مثل هذا السؤال على كل هؤلاء الذين استنكروا عملية الجمعة الماضية مع أنها أولا لم تجر داخل إسرائيل وثانيا لم يسقط فيها مدنيون، فعنان أعرب عن ألمه الشديد لما حدث والاتحاد الأوروبي استنكره بــ أشد العبارات وباريس اعتبرته غير مبرر فيما رأته موسكو عملا إجراميا جديدا للإرهابيين سيزيد من تدهور الوضع أما وزير الخارجية الأمريكي كولن باول فزاد عن الإدانة الشديدة لـ الاعتداء القبيح تزييفا مفضوحا للحقائق حين وصف أكثر من مرة القتلي بـ المصلين اليهود مشددا على أنهم سقطوا وهم عائدون من الصلاة، وعلي منواله نسج نظيره البريطاني جاك سترو الذي شعر بالرعب عندما أبلغ نبأ الهجوم على إسرائيليين عائدين من الصلاة وذلك في منحي تعسفي يريد أن يضفي بعدا دينيا دراميا على حدث لا يحتمل مثل هذا النفاق الفاجر وهذا الكذب الذي فضحه الجيش الإسرائيلي نفسه وبعظمة لسان الناطق باسمه حين أقر بأن القتلى هم تسعة من الضبـاط والجنود وثلاثة من العناصـر المسلحة التابعة لأمن مستوطنة كريات أربع.



                            إذن، الذين سقطوا لم يكونوا مساكين يأكلون في مطعم آمن وسط تل أبيب ولا هم يتسوقون في مجمع تجاري ولا يلعبون بأمان الله في حديقة حيوانات ولا هم من النساء والأطفال الأبرياء المارين على الأرصفة. لقد كانوا باختصار جنودا ببزتهم العسكرية وآخرين مسلحين في جهاز أمني لمستوطنات الكل يطالب بإزالتها لأنها باختصار غير شرعية بمنطق القرارات الدولية قبل منطق التاريخ والعدل، وهم فوق هذا وذاك موجودون على أرض محتلة أيضا بمنطق القرارات الدولية قبل منطق التاريخ والعدل... وهذه القرارات نفسها هي من تقر لكل شعوب الدنيا الواقعة تحت الاحتلال بشيء اسمه مقاومة مشروعة. إذن أين المشكل؟!!!.



                            الألعن مما سبق أن حتى هؤلاء الذين أدانوا عن جهل أو جهالة لم يكلفوا أنفسهم، حتى ذراً للرماد في العيون وحرصاً على توازن ظاهري، عناء التنديد أيضا بهدم قوات الاحتلال لبيوت في الخليل نفسها ليست لأهالي من قاموا بالعملية البطولية بل لأهالي مطلوبين بعضهم لم تره أمه أو أبوه منذ أكثر من عام ومع ذلك أخذوهم بجريرة لم يرتكبوها... كما لم يشر أحد منهم إلى خطورة العقاب الجماعي الممارس على مدينة بكاملها تعد أكثر من مئتي ألف سـاكن من أجل أربعمائة مستوطن من أحط وأحقر الأصناف التي عرفتها فلسطين على مر التاريخ وهم لجبنهم المتأصل لا يقضي منهم الليل في المدينة إلا عشرات قليلة.



                            لقد أحسنت السلطة الفلسطينية صنعا حين لزمت الصمت ولم تندد بالعملية كما تفعل مع عمليات أخري داخل أراضي عام (1948)، فهذه السلطة ورغم كل ظروفها القاسية وحجم الضغوط الإقليمية والدولية المسلطة عليها لم تصب بعمى الألوان الذي يريده لها كثيرون.. كما أنها لم تسقط في جب المنطق السقيم الذي يريد أن يمارس نوعاً من الابتزاز الغبي بربط أشياء لا رابط بينها بالمرة على غرار ما قاله خافير سولانا من أنه يشعر بالأسف لكون هذا الهجوم نفذ في حين تبذل جهود لوضع حد للعنف بين الإسرائيليين والفلسطينيين معتبراً هذا النوع من العمليات لا يؤدي إلا إلى نسف قضية الفلسطينيين وكأنه بذلك يوحي أن فرجا قريبا كان على الأبواب إلا أن الفلسطينيين نسفوه وبالتالي فهم المسؤولون، ضمنا، عما لحق بهم وما سيلحق.



                            كل هذه الأحكام العليلة الخرقاء ينسف للأسف ما يريد كثير من السياسيين والمحللين إقناع الناس به من أهمية الرأي العام الدولي وضرورة التأثير فيه وكسبه... فإذا كان رموز هذا المجتمع وقادته على هذا القدر من الحيف الصارخ عن تحيز مسبق أو حسابات خاصة فكيف يمكن التقدم على درب الحوار والمفاوضات والإيمان بشيء يمكن وصفه بتسوية سلمية متوازنة يصوغها أقوياء هذا العالم بمنظور يسمي الشرعية الدولية؟!! خاصة وأنه في نفس ليلة عملية الخليل بالضبط وربما في نفس الساعة أغارت طائرات أمريكية على جنوب العراق وقتلت سبعة من المدنيين، الحقيقيين، وجرحت آخرين ولم يتحرك أي واحد من جوقة المنددين الدوليين ولو بكلمة بسيطة لجبر الخواطر.

                            محمد كريشان

                            المصدر: صحيفة القدس العربي

                            20/11/2002



                            عملية الخليل أبعاداً وكشفاً لحقائق...



                            تركت عملية الخليل في (15) تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري، آثاراً بالغة على مستويات عدة، وهي من العمليات التي تخط نهجاً، ويكون لها ما بعدها.



                            فقد الجأت قادة الدولة العبرية الذين أسقط بيدهم إلى كذبة قصيرة العمر، إذ أعلنوا بأن ضحاياها من «المصلين» فيما استهدفت، عن عمد وتخطيط عسكريين يمتشقون سلاحهم، وقد أودت باثني عشر قتيلاً وعشرين جريحاً. ثم اضطروا إلى الاعتراف بالحقيقة فوصفتها الصحافة الإسرائيلية بالشجاعة، والظاهرة الجديدة، وامتدحت خطتها وما اتسمت به من ذكاء ودقة. فاعتبرت ضربة لهيبة الجيش ومعنوياته وثقته بنفسه. بل ربما جعلت كثيرين من الجنود وأهاليهم يرون الوجود في الضفة والقطاع جحيماً.



                            لقد جاءت هذه العملية الفذة رسالة ساخنة لحكومة شارون ـ موفاز ـ نتانياهو، والتي تُعتبر أشد تطرفاً من سابقتها، فكأنها تقول لهم «اركبوا أعلى ما في خيلكم» إنه التحدي لكل ما قدم به الجيش الإسرائيلي من اجتياحات واغتيالات واعتقالات وهدم بيوت وتجريف طرقات وعقوبات جماعية، قائلاً: «لا جدوى من كل هذا، فها هو ذا يخرج من وسط ما فعلتم ما لم يخرج مثله من قبل. فهذا نهج لا تنفع معه جدر ولا أسوار ولا تقطيع مناطق وأحياء. فالهدف حيث ينتشر الجند وميليشيا المستوطنات ويتحرك الاحتلال».



                            وإذا كانت هذه العملية تمت في الخليل فأثرها في المجتمع والاقتصاد وراء الخط الأخضر سيكون بالغاً بدوره. لأن سقوط 12 قتيلاً و20 جريحاً على يد ثلاثة شبان (20،21،21، سنة)، أي كانوا في الحادية عشرة أو الثانية عشرة من أعمارهم عندما وقع اتفاق أوسلو، وطغى حديث الوهم عن السلام، و«جيل السلام»، وأين؟ فوق أرض تحت الاحتلال من دون ذكر ما اغتصب منها وما حل بشعبها، ويُراد له أن يُنسى.



                            لقد أصبح ذاك الحديث وهماً حين أسقط من حسابه ما تمتلكه الدولة العبرية من قوة عسكرية ودعم دولي، خصوصاً، أميركي، وما تحمله من أيديولوجية وتتطلع إليه من أهداف مما يجعلها تذهب إلى أقصى الغلو في المفاوضات وفرض الشروط وأسقط من حسابه في المقابل أيضاً ذلك الشعب المظلوم، لأربعة أو خمسة أجيال والذي يملك مخزوناً من الوعي والإسلام والوطنية والعروبة وتجارب المقاومة، ويستند إلى عمق عربي وإسلامي وقضية إنسانية عادلة. ومن ثم لا يمكن أن يفرض عليه سلام يكرس ما حل به من مظالم وبأرضه من اغتصاب واحتلال.



                            وبهذا جاءت هذه العملية لتعيد الصورة إلى حقيقتها: قوات احتلال وميليشيا مستوطنات واستخدام أعلى درجات البطش لإخضاع الشعب الفلسطيني، وشعب لا يركع، فيقاوم مجترحاً مآثر وبطولات. وللأسف ما زال من يُحلون تصوراتهم وأمانيهم مكان الواقع القاسي الذي لا يرحم، ويرفضون مواجهة الحقيقة كما هي، والواقع كما هو، انطلاقاً من فهم الطرف الصهيوني، وما هو عليه وما يفكر فيه وما يمارسه وما يريد تحقيقه. وفي المقابل الشعب الفلسطيني وما يريده وقد صمم على إنجازه ولم يعد يقبل في الوقت الحاضر عن دحر الاحتلال وتفكيك المستوطنات واستنقاذ القدس بديلاً. أما حكم ميزان القوى العسكرية، وهو ما قام عليه رهان من حسبوا الشعب الفلسطيني مهزوماً لا محالة، فقد غلب عليه حكم صراع الإرادات وبرزت فيه عناصر القوة التي يمتلكها الشعب ولا تدخل في حسابات القوة العسكرية المجردة.



                            أما على المستوى الدولي الممالئ للدولة العبرية فلعملية الخليل أثرها كذلك. فعندما تنبري التصريحات الرسمية الأميركية والغربية ومعها تصريح لأمين عام الأمم المتحدة كوفي أنان حيث يدين العملية «الموجهة إلى مصلين» واعتبارها «إرهابية»، فما الذي سيقولونه بعد أن اعترفت الصحافة الإسرائيلية بحقيقة العملية التي استهدفت قوات الاحتلال وميليشيا المستوطنين غير الشرعيين دولياً، وتمت والسلاح بأيديهم؟ أفلا يتوجب أن يخجلوا من أنفسهم لتهافتهم على الإدانة قبل أن يتحققوا مما حدث، ولتناقضهم مع أنفسهم حين يعترفون أن ثمة احتلالاً واستيطاناً غير شرعيين.



                            ثم ينكرون على الشعب الفلسطيني حقه في المقاومة، ويعتبرون مقاومته إرهاباً لما يسمونها عمليات «انتحارية» بحجة قتل المدنيين. فهم لا يريدون أية مقاومة للاحتلال الذي ما زال قائماً. وهكذا أزيح الستر عن موقف كان لا بد من أن ينكشف.



                            هذا ويمكن أن يسجل لعملية الخليل تعزيزها لمعنويات العرب والمسلمين في ظروف اشتدت عليهم فيها وطأة الخطر من عدوان أميركي على العراق، وزادت آلامهم مما يرون من تدمير فلسطين، وتفاقم انزعاجهم من عدم ارتفاع الموقف العربي والإسلامي إلى مستوى التحديات المتمثلة بغطرسة أميركية وصهيونية تجرح كبرياء العرب كل يوم، فعملية الخليل شفت صدور قوم يألمون، ورفعت من معنويات يهاجمها الإحباط.



                            أما المستوى الرابع، والأهم، فأثر عملية الخليل في الشعب الفلسطيني نفسه. فهذه العملية جاءت لتكريس أسلوب الهجوم التكتيكي على جيش العدو الموزع هنا وهناك حيث يتم اختيار المكان والزمان المناسبين لتحقيق انتصار جزئي، يمكنه، إذا ما تراكم، التحول إلى انتصار كبير. فهذا الجيش قوي إذا تحرك خلف جدر دباباته أو من خلال طائراته ومروحياته (الأميركية). وإذا هاجم فاعتماده على كثافة النيران والقوة التدميرية. ولكنه ضعيف حين يُستفرد بقواته وتقع في المفاجأة، مادام مضطراً إلى أن يكون جيش احتلال فيمشي على الأرض وهو يظن أنه آمن. فهذا النمط من العمليات يربكه أشد الإرباك ويثير أعصابه حتى الهستيريا. ومن هنا ندرك لماذا جاء الرد بكل هذا التصعيد الذي فاق رد فعله إزاء عملية استشهادية. الأمر الذي نجد تفسيره، بصورة خاصة، في توقيتها بعد الاجتياحات وإعادة الاحتلال للضفة والتهيئة لاقتحام قطاع غزة. أي في ظروف روج فيها البعض، عندنا، بأن الشعب الفلسطيني هُزم، وهو ما لم تقله صحيفة إسرائيلية واحدة. وراحوا يطالبون بضرورة أخذ موقف نقدي جذري وتصحيح الأخطاء (الانتفاضة والمقاومة يُعتبر أنهما من الأخطاء). كأن المعركة انتهت برفع الرايات البيضاء. وهذا كله أعطى عملية الخليل أبعاداً إضافية.



                            فالحرب مستمرة والشعب الفلسطيني ما زال في الميدان. وقد اتخذ قراراً استراتيجياً، بما يشبه الإجماع وبملء إرادته، وبعد تفكر وتجريب وصبر كريم دام لسنوات. ثم بعد أن تأكد أن بالإمكان كسب هذه الجولة من جولات الصراع التاريخي. فالشعوب تأخذ هي أيضاً قرارات استراتيجية مثلها مثل هيئات الأركان والقيادات العليا. ومن يشك في أن هذه هي إرادة الشعب بأكمله، وبكل قواه الحية الأساسية، لن يستطيع أن يفسر استمرارية المواجهات تحت أشد الظروف قساوة. ولن يدرك كيف طلعت عليه عملية الخليل من حيث لم يحتسب.



                            وبعد هذا كله، فليس هنالك من موقف يحترم نفسه لا يدعم الشعب الفلسطيني في انتفاضته مقاومته وصموده، لمن أراد أن يضرب على المسمار وليس على الحافر.



                            الكاتب: الأستاذ منير شفيق

                            المصدر: صحيفة الحياة اللندنية

                            24/11/2002

                            الدلالات الهامة لعملية الخليل

                            وللعجز الإسرائيلي عن هزيمة المقاومة...



                            تحمل العملية المحكمة التي نفذتها مجموعة المقاتلين (الشهداء) الثلاثة من حركة الجهاد الإسلامي في قلب مدينة الخليل قبل أسبوعين دلالات ودروسا لكلا طرفي الصراع. من ناحية، أثبتت العملية، التي سبقها تخطيط بارع ورصد دقيق لساحة المواجهة، أن القوى الفلسطينية المقاومة قادرة على الارتفاع بمستوى الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي إلى مستويات جديدة.



                            فقد ساد الاعتقاد منذ فترة، حتى في الأوساط العربية والإسلامية، أن قوى المقاومة الفلسطينية قد اعتمدت مهاجمة المدنيين الإسرائيليين من خلال عمليات تفجير استشهادية لأن هذا النمط من العمليات سهل التخطيط والتنفيذ، وقد أصبح من الصعب على الفلسطينيين مواجهة آلة الحرب الإسرائيلية ذاتها، إما بسبب القوة الإسرائيلية الطاغية أو لأن الجانب الفلسطيني يفتقد خبرة حرب المدن وحرب العصابات، أو لكلا السببين.



                            عملية الخليل، التي جاءت بعد عامين كاملين من الاعتقالات الإسرائيلية واسعة النطاق في الجانب الفلسطيني، إلى جانب عمليات الاغتيال، التي طالت الآلاف من النشطين الفلسطينيين من كافة التوجهات والمستويات، تثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن الفلسطينيين، إن أرادوا، قادرون فعلاً على انتهاج استراتيجيات عمل مختلفة، وقادرون بشكل خاص على مواجهة الجيش الإسرائيلي وجها لوجه وإيقاع خسائر فادحة في صفوفه.



                            تحمل العملية من ناحية أخرى دلالات لا تقل أهمية بالنسبة لقوى المقاومة الفلسطينية واستراتيجيات عملها. فالسلطة الفلسطينية، التي تسارع عادة إلى التنديد بالعمليات التي تستهدف المدنيين الإسرائيليين، امتنعت هذه المرة عن إصدار بيان الشجب الروتيني، معتبرة أن العملية هي نشاط مقاوم شرعي تماماً. وجد هذا الموقف صداه في مقالات الصحف الإسرائيلية التي سخر كتابها ومعلقوها من ادعاءات الناطقين الرسميين للدولة العبرية بأن العملية كانت مجزرة سبت جديدة يرتكبها الفلسطينيون. لاحظ المعلقون الإسرائيليون، كما الرأي العام الإسرائيلي ككل، أن مجموعة مقاتلي الجهاد قد تفادت إيقاع إصابات في المستوطنين اليهود، رغم ان وجود المستوطنين في الخليل هو وجود غير شرعي وان مستوطني الخليل هم أسوأ أصناف المستوطنين على الإطلاق. حتى على المستوى الدولي، وبالرغم من التنديد السريع الذي أطلقه الأمين العام للأمم المتحدة بالعملية فقد سارع الناطقون باسمه في اليوم التالي، وبعد أن تكشفت تفاصيل الاشتباك، إلى تقديم سلسلة من الاعتذارات الملتوية التي أوحت بأن الأمين العام لم يكن يعرف حين أصدر تنديده بأن المهاجمين الفلسطينيين قد استهدفوا عناصر جيش الاحتلال فقط. ما يعنيه هذا الموقف للأمين العام أن الشعب الفلسطيني قد نجح بشكل واضح وقاطع في إجبار العالم على الاعتراف بحقه في مقاومة الاحتلال، وان العالم الذي ساوم طويلا على توصيف الاحتلال الإسرائيلي قد عاد أخيراً إلى رؤية الاحتلال باعتباره احتلالاً، وإلى الإقرار بان مقاومة هذا الاحتلال هي أمر مسوغ وشرعي.



                            بيد أن أهم دلالات العملية تتعلق بالإطار العام للصراع على فلسطين في هذه المرحلة من تاريخه الطويل. لقد مضى على انطلاق الانتفاضة الفلسطينية اليوم أكثر من عامين بقليل. طوال هذين العامين، بنت الدولة العبرية، ممثلة بحكومة باراك أو حكومة شارون، سياستها تجاه الشعب الفلسطيني على أساس أن هزيمة الانتفاضة هي الشرط الأولى لإحياء عملية التفاوض حول التوصل إلى حل سياسي ما للصراع.



                            طوال العامين الماضيين، استخدمت الدولة العبرية كل وسائل القمع الممكنة لتحقيق الانتصار على الفلسطينيين، بدءا من نشر القوة العسكرية الغاشمة للجيش الإسرائيلي ضد التظاهرات والإضرابات الشعبية في مراحل الانتفاضة الأولى، مرورا بما يسمى الاستهداف المحدود (أي الاغتيال غير القانوني) لقادة قوى المقاومة وكوادرها، إلى شن حملات الاعتقـال واسعة النطاق لكل من يعتقد بأن له علاقة ما بقوى المقاومة الفلسطينية. دمرت قوات الاحتلال خلال العامين الماضيين آلاف المنازل لشعب محدود الوسائل والإمكانات، مطلقة بذلك حركة تهجير داخلي واسعة، وقامت قوات الاحتلال، بالتعاون مع المستوطنين، بتدمير آلاف الدونمات من الحقول والأراضي الزراعية الفلسطينية. ثمة آلاف من الجرحى الفلسطينيين، أصيب بعضهم بعاهات دائمة، وأكثر من ثلاثة آلاف من الشهداء. وقد تسببت عمليات الاحتلال الطويلة للمدن والقرى والمخيمات في الضفة الغربية، وفرض أنظمة منع التجول لأيام متعاقبة والحصار العسكري على مناطق جغرافية واسعة، في تقويض الحياة التجارية، إيصال النشاط الاقتصادي إلى أدنى مستوياته منذ انفجار الانتفاضة الأولى، وإلى تقويض العملية التعليمية بكافة مستوياتها لشعب اعتبر التعليم دائما إحدى أهم وسائل بقائه.



                            هذه الحرب الشاملة على الحياة الفلسطينية لم تكسر إرادة المقاومة لدى الشعب الفلسطيني. على العكس، كلما تصاعدت مستويات القمع كلما وجد الفلسطينيون وسيلة ونمطا وطريقة أخرى للرد على الغزاة. كلما سقط شهيد برزت إعداد أخرى من مشاريع الشهادة، وكلما اعتقل عنصر فاعل برز العديد من العناصر الفاعلة الأخرى التي لا تنقصها الخبرة أو التصميم أو الإيمان بالحق. في أعقاب الهزيمة الإسرائيلية في لبنان وانسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوبه، علق رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق اسحق شامير (احد ابرز الصقور العنصريين من قادة الدولة العبرية) قائلا بأن حزب الله قد اثبت طوال سنوات الحرب في الجنوب أنه قادر على الارتفاع إلى مستوىي المواجهة.



                            اليوم، إن كان ثمة من صواب قد تبقي لدى قادة الدولة العبرية وحلفائهم الخلص في واشنطن وأوروبا الغربية فعليهم الاعتراف بأن الشعب الفلسطيني قد ارتفع أيضاًً إلى مستوى المواجهة، وان هزيمة الفلسطينيين وكسر إرادتهم هي وهم مستحيل التحقق. بعد أكثر من عامين على الانتفاضة لم يتبق أمام شارون في الحقيقة إلا خيارات محدودة إلى حد كبير. الخيار الأول هو المضي في إتمام الجدار الفاصل بين الضفة الغربية وفلسطين المحتلة منذ 1948 بكل ما يحمله هذا الخيار من دلالات سياسية على وجود حدود فعلية بين الضفة الغربية والدولة العبرية. هذا الخيار، حتى الآن على الأقل، قد فشل في إيقاف العمليات داخل الخط الأخضر ولن يكون له تأثير ما على المقاومة من نمط عملية الخليل. الخيار الثاني هو الاستباحة العسكرية الشاملة لقطاع غزة كما هو عليه الحال في الضفة الغربية منذ نهاية آذار (مارس). في هذه الحالة، ستواجه القوات الإسرائيلية معركة شرسة، جنين أخرى على نطاق أوسع بكثير ولفترة زمنية أطول. أن نجحت القوات الإسرائيلية في احتلال قطاع غزة في النهاية، أحد أكثر المناطق كثافة سكانية في العالم، فإن الصدام اليومي سيتواصل على كافة الأصعدة، وسيصبح على الدولة العبرية دفع تكاليف احتلالين بدلاً من احتلال واحد. الخيار الثالث هو طرد الرئيس الفلسطيني وتدمير سلطة الحكم الذاتي نهائياً، وهو الخيار الذي ينادي به قطاع واسع من اليمين الإسرائيلي ويداعب مخيلة رئيس الوزراء شارون بين وقت وآخر. هذا بالطبع خيار سياسي دراماتيكي، ستتردد أصداؤه في المنطقة والعالم، وسيعزز من توجه الرئيس الفلسطيني المطرود نحو مقاومة الاحتلال والانحياز لقوى المقاومة. ولكن هذا الخيار في النهاية سيضع الاحتلال الإسرائيلي وجها لوجه مع الشعب الفلسطيني وقوى المقاومة. حقيقة الأمر، أن وجود سلطة الحكم الذاتي قد لعب حتى الآن دورا كابحا للمقاومة، امنيا وسياسيا، ووضع سقفا لها، وإزالة السلطة لن تؤدي إلى كسر هذا السقف فحسب بل ستحرم الدولة العبرية للمرة الأولى منذ مطلع التسعينات من الطرف الفلسطيني الوحيد القادر فعلا على التوصل إلى تسوية سياسية ما للصراع معها.



                            الخيار الرابع، الذي يروج إسرائيلياً بين الوقت والآخر باعتباره الأداة التي ستوقع كسرا نهائيا لإرادة الشعب الفلسطيني ومقاومته، هو خيار التطهير العرقي، أي طرد مليون أو أكثر من فلسطينيي الضفة الغربية إلى الأردن. بذلك، تتصور بعض الدوائر الإسرائيلية سيصبح من السهل التحكم في امن الضفة الغربية، تعزيز المستوطنات اليهودية، كما ستؤدي الكارثة إلى تحطيم الروح المعنوية الفلسطينية مرة وإلى الأبد. مثل هذا السيناريو ليس أكثر من وهم آخر من أوهام العقل الجمعي الإسرائيلي. فضلاًً عن الأبعاد السياسية الهائلة لمثل هذه الخطوة في زمن أصبحت فيه لدى العالم حساسية بالغة تجاه عمليات التطهير العرقي، فإن دفع مليون فلسطيني جديد إلى الأردن ستكون له نتائج بالغة وطويلة المدى على الصراع العربي ـ الإسرائيلي. ستؤدي هذه الخطوة باختصار إلى انهيار النظام في الأردن، أو على الأقل إلى خلل بالغ في توازن القوة بين الحكم والقوى الشعبية في الأردن وفي المنطقة ككل. كما نهاية الستينات، سيتحول الأردن إلى قاعدة هائلة لحشد قوى المقاومة ذات الطابع الإسلامي الغالب، وإلى مركز جذب لعشرات الآلاف من الشبان العرب والمسلمين الراغبين في مواجهة الدولة العبرية. وليس من المستبعد في ظل هذا التحول أن تعود الجبهة اللبنانية إلى الاشتعال، ويصبح على الدولة العبرية أن تحارب على عدة جبهات في وقت واحد، من الضفة والقطاع إلى لبنان والأردن، ليس أنظمة وحكومات عرضة للضغوط الدولية بل قوى شعبية لا يحركها إلا دافع وضع نهاية لهذا الصراع مهما كانت التكاليف. مسلحة بخبرات العقدين الماضيين وواعية لدروس المقاومة الفلسطينية في الأردن ولبنان في نهاية الستينات والسبعينات، ومرتكزة إلى حالة غضب عربي وإسلامي متزايد، فإن المقاومة الفلسطينية للدولة العبرية ستتحول فعلا إلى مقاومة عربية ـ إسلامية واسعة ومختلفة الأبعاد. فهل هذا هو السيناريو الذي ترسمه واشنطن لمستقبل الشرق الأوسط؟.



                            د. بشير موسى نافع

                            المصدر: صحيفة القدس العربي

                            28/11/2002





                            ضربات "سرايا القدس" الأخيرة في الشمال والخليل والبحر

                            قوة الدلالة.. إلى آفاق الكفاح المسلح الفلسطيني




                            ماهر عبد الرحمن

                            سلسلة العمليات الاستشهادية والهجومية الخلاقة التي نفذتها "سرايا القدس"، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، ضد جيش الكيان الصهيوني في الشمال الفلسطيني والخليل وبحر غزة، لن ينحصر أثرها في ما أوقعته من خسائر كبيرة في العدو، ولا في الهزة والصدمة العنيفتين اللتين أحدثتهما هذه العمليات في جسد المؤسستين العسكرية والسياسية، فضلاً عن التجمع الاستيطاني الصهيوني، بجانب تهشيم جدران الأمن الصهيوني واحتياطاته الكثيفة.



                            إن أبرز ما يميز تلك العمليات ويمنحها بعداً نوعياً مستقبلياً، أنها تتصف بالتفرد والابتكارية والخلق على المستوى العسكري من حيث اختيار الهدف بحجمه وأهميته، والاتجاه نحو أهداف اعتبرها الصهاينة خارج الميدان وبعيداً عن خطر ضربات المقاومة، ومن حيث شكل إدارة المعركة، ومن حيث حجم هذه الضربات على المستوى الاستراتيجي وأثرها في تحديد المعطيات القادمة في المستوى العسكري من المواجهة.



                            في الخليل، فاجأ مجاهدو "سرايا القدس" جيش الاحتلال ومستوطنيه في صميم معقل الاستيطان المحاط بترسانة من الجنود والعتاد، في اللحظة التي كان الكيان الصهيوني يتوقع وتتوقع أجهزته الأمنية أن تقع العملية القادمة في الشمال الفلسطيني.



                            وفي غزة، شق مجاهدان استشهاديان عباب البحر للانفجار بالبواخر الحربية الصهيونية، في عملية باغتت كل التوقعات الصهيونية هدفاً وأسلوباً، ونقلت المواجهة إلى منطقة كان يعتبرها العدو مجاله العسكري النظيف الذي لا يمكن أن تتحرك فيه المقاومة، فضلاً عن أن تضرب قواته وتطالها وتوقع فيها الخسائر في هذا العمق.



                            إن الأهم في كل ذلك هو أن عمليات "سرايا القدس" الأخيرة في البر والبحر، تفتح وتؤشر في ذات الوقت إلى أفق جديد تتعدد فيه طرائق المجابهة وأساليب إيلام العدو على المدى البعيد.



                            لقد اعترفت الأوساط الصهيونية بأن عمليات السرايا الأخيرة تلهب الخيال، إذ تأتي في صورة غير متوقعة بجميع المقاييس وعلى جميع المستويات.. فاختيار الهدف ونوعه ـ كما في الخليل وبحر غزة ـ حقق العنصر الأبرز الضامن المسبق للنجاح والانتصار وهو عنصر المباغتة، إلى جانب أن حجم تلك العمليات وتخطيطها الدقيق والمحكم وملاحقتها لجنود الجيش الصهيوني في معاقلهم براً وبحراً، شكل كما يؤكد الصهاينة أنفسهم، نمطاً جديداً ونوعياً من العمل سوف يكون له أثره الحاسم على أرض المواجهة.



                            ويقود هذا التوصيف إلى مسألة جوهرية في السياق نفسه.. إذ من شأن العمليات الأخيرة لـ "سرايا القدس" أن تفتح في ساحة الكفاح المسلح الفلسطيني آفاق رؤية وتصور لطرائق متطورة وخلاقة في العمل العسكري بما يوسع دائرة الأهداف وينظم انتقاءها على أسس استراتيجية، وهذا يعني أنها بذلك تستشرف وتشق الطريق إلى المرحلة القادمة من الكفاح المسلح، وتحرض على اجتراح عوامل مستقبلية لهذه التجربة تجعل منها قادرة على التأثير والحضور في المراحل اللاحقة.



                            وقد اتصفت العمليات الأخيرة في الخليل وغزة بطبيعة متنوعة، إضافتها الأساسية في التجربة العسكرية للمقاومة الفلسطينية ضد العدو الصهيوني، أنها اتجاه نحو ملاحقة الجيش الصهيوني في أعتى معاقله بأسلوب الإغارة الاستشهادية. لقد وصف البعض معركة الخليل بأنها عملية إغارة من نمط "حرب العصابات".. بيد مجاهدي "سرايا القدس" في الخليل تجاوزوا هذا المفهوم وقدموا شكلاً فريداً، فلم يضربوا كي ينسحبوا بعد ذلك، بل خاضوا هجوماً استشهادياً حتى الطلقة الأخيرة، وحتى قطرة الدم الأخيرة.



                            لكن طبيعة الهدف ـ على أهمية أسلوب التنفيذ ـ تبقى العلامة الفارقة الأساسية التي ميزت عمليات "سرايا القدس" الأخيرة... الهدف بعمقه وحجمه والأثر الناتج عن استهدافه في الأوساط الصهيونية وحساباتها.



                            لا يعني ذلك أن مواقع الأهداف الأخرى التي وصلت إليها ضربات المقاومة لم تكن مهمة أو مؤثرة.. ويمكن لأي مقاومة أن تقتصر ـ عسكرياً ـ على أهداف بعينها وعلى أسلوب محدد من القتال، لكن من شأن ذلك أن يحدد قدراتها ويضيق من آفاق الابتكار ومزيد من إيلام العدو وزلزلة أركانه على نطاق أوسع.



                            إن بنى الكيان الصهيوني وقواعده التحتية هي جميعاً أهداف مازالت على نحو ما غائبة.. ولعل ذلك ما يستدعي النظر والتمعن.. والمبادرة.



                            المصدر: مجلة المجاهد

                            كانون أول 2002

                            تعليق


                            • #15
                              آه على تلك الليلة التي أعز الله بها كل مجاهد وموحد في فلسطين وكل مكان
                              نسأل الله ان تعود مثل تلك الليالي في هذا الشهر المبارك ورحم الله الشهداء وفك الله قيد الاسرى بإذن الله
                              ياآآآآآآآآرب نصرك

                              تعليق

                              يعمل...
                              X