أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في شبكة حوار بوابة الاقصى، إذا كنت تمتلك عضوية لدينا مسبقا وتواجه مشكلة في تسجيل الدخول لها يرجى الإتصال بنا،إذا لم تكن تمتلك عضوية لدينا مسبقا يشرفنا أن تقوم بالتسجيل معنا
إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
ومما يحضرني في هذا المقام قصة أحد الأعراب كان له ثلاثة أولاد سوء يودون موته لكي يرثوه، وكان له جار فقير له بنيات، فأراد أن يحسن إليه، فأهدى إليه ناقة مدرارة هي أحسن ما كان عنده من النوق ففرح بها فرحاً عظيماً، ثمَّ إنَّ هذا الإعرابي خرج يوماً يبحث عن الماء هو وأولاده فوجد دحلاً من الدحول ـ وهي شقوق في الأرض توجد بها مياه جوفية يعرفها البدو وتمتد لمسافات عميقة في جوف الأرض ـ فدخل إحدى هذه الدحول وأمره أولاده أن ينتظروه، فضاع في هذا الدحل ولم يستطع الخروج فاستبطأه أولاده وانتظروه ثلاثة أيام فلم يخرج إليهم، فرجعوا فرحين بموت أبيهم، ثم إنَّهم تشاوروا وتذاكروا الناقة فقالوا إنَّ جارنا فلان لا يستحقها، فذهبوا إليه وأخذوها منه فأبي عليهم، قال: أبوكم أهداها لي وسوف أشكوكم إليه، فقالوا: إيه لا فائدة من شكواك، لقد مات أبونا، قال: ماذا تعني مات؟ قالوا: منذ أيام دخل أحد الدحول ولم يخرج، فحوقل الرجل واسترجع، وقال: خذوا الناقة بشرط أن تدلوني على مكانه. ففعلوا فقام وربط حبلاً في شجرة ثم دخل إلى الدحل فمرَّ بأماكن يحبو فيها وأماكن يزحف على بطنه وأماكن تغمره فيها المياه والطين حتى سمع أنيناً في الظلام، فتحسس حتى وقعت يده على صاحبه ووضع يده على أنفه فوجده يتنفس، فقام وجرَّه وغطى عينيه كي لا تصاب بالعمى في ضوء النهار بعد الظلام، حتى أخرجه، ثمَّ أخذه إلى بيته وطببه حتى شفي، وأخذ يقصّ على صاحبه حكايته. قال: لما دخلت ذلك الدحل أضعت طريقي فما عرفت كيف أخرج وبقيت أتخبَّط في الظلام حتى يئست فاستلقيت وأيقنت بالهلاك وأخذت أدعو الله أن يفرج كربتي. يقول: بعد أيام لم أعي إلا بإناء يمتد إليّ في الظلام فأخذته وشربت فإذا ماذا أجد؟ إذ به لبن كأحسن ما شربت في حياتي، وأخذ يأتيني كل يوم مرتين، واستمرّ يأتيني اسبوعاً ثم انقطع ولا أدري ما الذي قطعه، فقال جاره: الله أكبر، ولكني أدري ما الذي قطعه، قال: ماذا جرى؟ قال: هل تذكر تلك الناقة التي أهديتني إياها؟ قال: نعم، وما بها؟ قال: كنت أشرب من لبنها وأنتفع بثمنه إذا بعته، كان الله يسقيك في ظلمتك من صدقتك، حتى جاء أولادك وأخذوها مني فانقطعت عنك، ثمَّ ذكر له ما كان من أولاده فقام وذهب إلى بيته ففزع أولاده لما رأه. قالوا: الحمد لله على سلامتك يا أبانا، فقال: هكذا تفعلون بأبيكم ولكن لتعلموا أنَّ نصف مالي قد أعطيته لجاري شكراً لله على أن نجَّاني.
هل رأيتن يا معاشر الأخوات: صنائع المعروف تقي مصارع السوء، كما يروى ومعناه صحيح، فإنَّ صنع المعروف وتفريج الكروب والإحسان إلى الخلق كلّ ذلك يدفع البلايا عنكن وعن أولادكن وأزواجكن، وكذا الصدقة. ومما يروى "داووا مرضاكم بالصدقة" ومعناه أيضاً صحيح، فاجتهدن في صنائع المعروف والصدقات وأنواع البر تجدن أثرها في الدنيا قبل الآخرة (شريط قصص وعبر القطان).
فانفقن يا معاشر الأخوة والاخوات تجدن العوض كما ثبت في الحديث يقول الله تعالى: "أنفق أنفق عليك" وفي الحديث الآخر أنَّ الرسول عليه الصلاة والسلام قال: "ما من يوم يصبح الناس فيه إلا وملكان ينزلان يقول أحدهما: اللهم أعط ممسكاً تلفاً ويقول الآخر اللهم أعط منفقاً خلفاً" وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: "أنفق بلالاً: ولا تخش من ذي العرش إقلالاً" فذا العرش سبحانه وتعالى كريم يجازي على الخير خيراً، ولكن المسألة تحتاج إلى يقين بالله عزّ وجل.
تعليق