إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الحلقة الثانية :: سلسلة الوفاء للشهداء الشهيد القائد هانى عابد ابا معاذ

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الحلقة الثانية :: سلسلة الوفاء للشهداء الشهيد القائد هانى عابد ابا معاذ

    الشهيد القائد // هـــــاني عـــــابد أبا معاذ



    الميلاد والنشأة

    في مخيم جباليا الثورة.. وفي أحضان الفقراء ولد الشهيد هاني عابد في العام 1962، في أسرة فلسطينية بسيطة تعشق تراب فلسطين وتلتزم بتعاليم الدين، كان هاني أكبر الأولاد من الذكور حيث كان له ثلاثة إخوة وست أخوات.

    عرف شهيدنا الإسلام مبكراً.. يصلي في المساجد منذ نعومة أظفاره.. يعلن دوماً حبه للإسلام وفلسطين.. دائم التعبد والصيام.. متفوقاً في دراسته.

    هكذا نشأ شهيدنا ودم الثوار يسرى في عروقه.. كيف لا وهو يشهد منذ صغره جنود الاحتلال يقتحمون كل لحظة حياة الفلسطينيين.. شاهدهم وهم يدخلون القطاع وهو مازال صغيراً في الخامسة من عمره.. وشاهدهم مرة أخرى يقتحمون بيته ويعتقلون والده في العام 1971م، ليسجن سبعة أشهر.. كل هذه الصور لم تغب يوماً عن مخيلة شهيدنا وعززتها أيام الاحتلال.. كان يتذكر دوماً تلك الساعات الباكرة التي يخرج فيها بصحبة والدته لزيارة والده في السجون الاسرائيلية لتزيده الأيام وعياً مع الثورة.. كان يعود من الزيارة كما يعود الثائر من ميدان النصر منتصراً.. كان يحمل الحجارة ويضرب بها جنود الاحتلال الذين يبحثون عنه ويهددونه بإطلاق النار على رأسه إن فعلها مرة أخرى، ولكنه كان يعود وكأنه يتمنى الشهادة حتى وهو صغير.

    تزوج الشهيد في العام 1988 وله ولدان وثلاث بنات، كانت آخرهن "قسم" التي خرجت إلى الدنيا بعد استشهاد والدها.


    يتبع
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد الجهادي; الساعة 02-09-2008, 05:15 AM.

  • #2
    الشهيد وفلسطين

    التحق شهيدنا البطل بالجامعة الإسلامية بغزة في العام 1980م، وهناك بدأت مرحلة جديدة من حياته.. تعرف هناك على نمط مغاير من الثوار.. فمن بين جميع الطلاب.. كانت هناك مجموعة أصغر حجماً ولكنها تميزت عن باقي التجمعات.. اقترب منها شهيدنا.. سمع كلاماً لم يسمعه من قبل.. عرف أن فلسطين والإسلام توأمان لا ينفصلان وأن مرحلة جديدة سوف يحمل فيها أبناء الإسلام راية الدفاع عن فلسطين آتية لا محالة.

    كانت هذه بدايته مع الجهاد الإسلامي.. ليلتقي بعدها بالمعلم الفارس فتحي الشقاقي رحمه الله ولينضم إلى تلك المسيرة المظفرة بإذن الله التي بدأت من بضع أفراد في الجامعات المصرية.. لتمتد نحو فلسطين ولتزهر مشروع ثورة لا تنتهي..

    بدأ الشهيد نشاطاته الطلابية التي استمرت إلى أن تخرج من الجامعة في العام 1984م، من كلية العلوم قسم الكيمياء وليواصل بعدها دراسة الماجستير من جامعة النجاح بنابلس وذلك في العام 1988.


    الاعتقال

    كانت محطته الأولى في الاعتقال سنة 1991م، على أيدي قوات الاحتلال الإسرائيلي بتهمة إيواء أحد أقربائه وليحكم عليه بستة أشهر ويرحل إلى معتقل النقب الصحراوي، وليخرج شهيدنا من القيد ليواصل رحلة عطائه الدائم لهذه الأرض الطيبة وليتولى مسؤولية الجماعة الإسلامية ــ الإطار النقابي الطلابي للجهاد الإسلامي ــ حيث كان الشهيد مؤمناً بأهمية دور الطلاب في الصراع الدائر على أرض فلسطين.

    ومع تأسيس صحيفة الاستقلال يتولى الشهيد إدارتها العامة ويشارك في تأسيسها ليتواصل مع رحلة الوعي والثورة التي بدأها.

    المطاردة

    قبل عملية إعادة الانتشار التي قامت بها القوات الإسرائيلية في قطاع غزة بأسبوع واحد تحاصر هذه القوات منزل الشهيد في حي الغفري بغزة وتحاول اعتقال الشهيد الذي كان حريصاً على عدم الوقوع في أيديهم مرة أخرى حيث كان يخرج كل مساء ويختفي بعيداً عن عيونهم.. وليصبح الشهيد أبو معاذ مطلوباً لهذه القوات.

    أول معتقل سياسي

    في أعقاب قيام أعضاء الجناح العسكري للجهاد الإسلامي بتنفيذ عملية عسكرية شمالي قطاع غزة قتل خلالها ثلاثة من الجنود الإسرائيليين، قامت إسرائيل باتهام الشهيد بالمسؤولية عن العملية والتخطيط لها وليتعرض بعدها لمحنة القيد على أيدي السلطة الفلسطينية وليكون أول معتقل سياسي لهذه السلطة.

    الشهادة

    في الثاني من تشرين الثاني 1994 وفي أحد الأيام المشمسة يخرج شهيدنا كأجمل ما يكون الشهداء متوجهاً إلى كلية العلوم والتكنولوجيا حيث يعمل محاضراً هناك، ويمضي يومه يعلم تلامذته الكيمياء.

    وفي الساعة الثالثة عصراً يخرج مرة أخرى ليعود إلى مكتبه في الصحيفة حيث كان الشهيد دائم العمل من أجل نشر الوعي بين أبناء شعبه.. وما أن يدير شهيدنا مقود سيارته حتى تنفجر به وليصاب إصابات خطيرة وينقل إلى مستشفى ناصر بمدينة خان يونس ليلقى الله شهيداً في زمن السلام المزعوم.. ومع إعلان نبأ الاستشهاد.. تحول قطاع غزة إلى عواصف ورياح وكأنما السماء تعلن غضبها من هذه الجريمة البشعة.

    ردود الفعل

    تقول والدته إنها منذ الصباح شعرت بانقباض في قلبها وشعرت أن هناك أمراً يخفيه القدر لها، وأخذت ترقب هاني وهو خارج من البيت وتدعو الله أن يحفظه.. وما أن جاءت ساعة المساء حتى سمعت نعيه من مآذن المساجد، فبكت قليلاً ثم صمتت لأنها أدركت أن هذا هو قدر الله عز وجل.

    أما زوجته فكانت دائمة الترديد لكلمة "الحمد لله.. الحمد لله".

    أما شقيقه عماد فيقول: سمعنا في البداية أن حادث طريق وقع للشهيد، ولكن ما أن وصلنا المستشفى حتى وجدنا المئات على بوابة المستشفى حيث حضر الشباب من أرجاء القطاع للاطمئنان على أبي معاذ ولكن روحه صعدت إلى الله عز وجل، وعدت إلى البيت وأنا أخشى أن أواجه أمي وزوجته بالخبر، ولكن الحمد الله وجدتهما صابرتين وراضيتين بقضاء الله وقدره.

    رد مباشر

    أما أخوة الشهيد في حركة الجهاد الإسلامي فلم يتأخر ردهم كثيراً.. فمع حفل التأبين الذي أقيم للشهيد بعد أيام قليلة ينطلق أحد تلامذته الشهيد هشام حمد في عملية استشهادية ليفجر نفسه ويقتل أربعة ضباط من قوات الاحتلال انتقاماً لدم هاني ولتعلن الحركة أن هذه العملية هي حلقة من حلقات الانتقام للشهيد، وبعدها بأشهر قليلة يفجر أيضاً الشهيد خالد الخطيب سيارته في حافلة عسكرية ويقتل عشرة جنود ويصيب عشرات، وبعدها الملحمة الكبرى بيت ليد والتي نفذها البطلان صلاح شاكر وأنور سكر وليقتل فيها عشرات الجنود.

    وهكذا أزهر دم الشهيد عشرات الشهداء وخرجت غزة بأكملها تودع الشهيد في حزن كبير وتمتد المسيرة من بيته في غزة حتى مقبرة الشهداء في جباليا سيراً على الأقدام رغم شدة الأمطار التي هطلت في ذلك اليوم.

    وهكذا رحل هاني نحو وعد الله بالجنة بعد أن حصل على الشهادة.

    تعليق


    • #3
      كلمة الشقاقي في حفل تأبين الشهيد هاني عابد

      بسم الله الرحمن الرحيم

      الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه

      السادة الضيوف، الاخوة المناضلون والمجاهدون، ابناء هذا المخيم الصامد

      بين يدي شهداء فلسطين وشهداء الامة العربية والاسلامية نقف اليوم. بين يدي الشهيد القائد هاني عابد وتلميذه الشهيد هشام حمد نقف لنؤكد أن الشهيد لا يذهب الى الموت، بل يذهب الى الاشتباك المستمر، لا ينهي الانفجار أو الرصاصة دوره في المقاومة، كل ما يحدث ان الروح القلقة الخوافة تتحرر من كل القلق والخوف، من أي شيء وعلى أي شيء وتبدأ في نقر الارواح الميتة والنائمة والمتقاعسة لتوقظها وتحررها وتطلقها لتصطف في المعركة. الشهداء يُعيدون تشكيل الحياة بزخم اكبر وبابداع أعظم لتبقى الشهادة هي المعادل الموضوعي للحياة، فلا حياة ولا تاريخ لنا بدون الشهداء، لا ماضي ولا مجد ولا عبرة، هم الذين يصنعون لنا المستقبل وليس المرجفون و المعاهدون على الصمت والنكوص، وتجارة الاوطان وبيع بيت المقدس.

      الشهداء ينزرعون في الارض، يورقون ويثمرون وتخضر بهم حياتنا ويبنون لامتهم التاريخ والمجد.

      والمعاهدون المرجفون يحرصون على الحياة، على أي حياة، وينغمسون في نهمهم وذواتهم التي تماهت مع العدو ولحقت به إلى جحر الضب، ليخلفوا لامتهم خزياً وعاراً وسلاماً مدنساً مفخخاً كسلام غزة.

      لقد قاتل شعبنا الفلسطيني لاكثر من سبعين عاماً بلا توقف، وواجه أخطر التحديات في حياة الامة العربية والاسلامية على امتداد تاريخها الطويل، تحدى التحالف الغربي الصهيوني الحديث. وعلى مدى هذا التاريخ كانت فلسطين مركز الصراع الكوني والقضية المركزية لكل عربي وكل مسلم، لم يكن هذا خياراً عاطفياً رومانسياً، بل وجعاً يومياً يعيشه العربي والمسلم، المقهور أمام جبروت الاستعمار الغربي والاختراق الصهيوني والدولة المستبدة.

      كانت مركزية فلسطين وبالتالي مركزية الغزو إنطلاقا من فلسطين واقعاً يراه الإنسان في تلوث الهواء وشح المياه وطوابير الخبز، يراه في الجهل والمرض، كما يراه في الكرامة الممتهنة وفي الاذلال اليومي. كانت هذه المعذبة» الثاكل فلسطين تحمل في داخلها من الحزن والألم والصدقية والبوصلة الواعية والعدالة والقدسية ما يكفي لتفجير بؤس هذا العالم واعادة صياغته من جديد. ولذا عندما إنطلقت الثورة الفلسطينية المعاصرة قبل ثلاثين عاماً بدت حينها كوردة تطلع على الدنيا من الجرح والوجع لتعد ابن المخيم بالوطن والانسان بعالم جديد.

      ثلاثون عاماً من الثورة والعنفوان وعناوين الصحف لنستيقظ اليوم على سلام مفخخ في بلدية ومحمية وجيتو غزة.

      ثلاثون عاماً ماذا خبأت لينكشف هذا المقدس العظيم من تاريخنا ووجداننا ورؤانا أمام هذا المدنس الذي نراه بشعاً وقبيحاً في غزة وأريحا، الاتفاق الضيق والشريط الضيق.

      ثلاثون عاماً، ماذا خبأت ليتحول كل هذا المقدس إلى كل هذا المدنس، هل ستقولون الحقيقة للناس، كل الحقيقة أم أن المدنس سيغطي مساحاتٍ أوسع وأوسع على الارض وفي النفوس، هل ستخبرونهم عن عمى الايديولوجيات وصممها وتحجرها وعزلتها عن روح الشعب وموروثه على مدى الثلاثين عاماً.

      هل ستخبرونهم كيف بدأ التفريط حجراً حجراً وخطوةً خطوةً من الاسلامي الى القومي ومن القومي الى الوطني قبل أن يجري مسخ الوطني الى القطري الضيق المستقل، كم هم الذين يذكرون الآن ان الميثاق الوطني الفلسطيني كان اسمه الميثاق القومي الفلسطيني وأنه جرى تغيير الاسم عام 1968 م مع بعض المواد لابراز الشخصية الوطنية الفلسطينية على حساب الشخصية القومية وسابقاً على حساب الشخصية الاسلامية، هل سنخبر الناس كيف جرى التحول من فلسطين الكاملة من بحرها الى نهرها الى الدولة الديمقراطية الى دولة ثنائية القومية لشعبين الى دولتين لشعبين الى حكم ذاتي على جزر صغيرة معزولة من الوطن المقدس، ومن البرنامج المرحلي المعروف بالنقاط العشر الذي بدأ يتحدث بشكل مبهم عن حق العودةî وتقرير المصيرî، و كافة الوسائلî و سلطة الشعب الوطنيةî و كل جزءî. تلك هي الالفاظ المبهمة التي حملت وخبأت الارهاصات الاولى للاعتراف بالكيان الصهيوني من البرنامج المرحلي الذي كوفئنا عليه في نفس العام 1974م، بالقرار العربي في الرباط اعتبار م.ت.ف هي الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني، بعد ان فقدت المنظمة خطوطها مع الجماهير العربية والاسلامية ومواقعها الرافضة للقرار الدولي ليصبح اعتمادها الرئيسي في نضالها السياسي على معادلات القوة العربية والدولية.

      من البرنامج المرحلي الى مشروع فاس، الى ما سميَّ برنامج الاجماع الوطني في مجلس الجزائر في تشرين ثاني 1988 م حيث كان الاعتراف الصريح والعلني بالكيان الصهيوني.

      وهنا تم تحويل الانتفاضة العملاقة التي شكلت عنواناً جاداً وحقيقياً لمشروع نهضة وتحرير على مساحة فلسطين وامتداد المنطقة، تحويلها باتجاه قرار الامم المتحدة 242 ولتصبح من بعد ذلك مشروعاً للاستثمار العاجل والسريع، انتفاضته تحريك وورقة مساومة جديدة، لنرى انفسنا اخيراً ووجهاً لوجه أمام أبشع وليد أو ثمرة في تاريخنا، صفقة الاذعان في أوسلو.

      من سيتحمل كل هذه المسؤولية، من سيقول للناس أنه توفر للثورة الفلسطينية وعلى مدى اكثر من ربع قرن من الغطاء والدعم السياسي الدولي والاقليمي، الاسلامي والعربي، الرسمي والشعبي ما لم يتوفر لثورة في العالم، حتى خشيها الاباطرة وتقرب منها الامراء والحكام. وأنه قُدم اليها من الجغرافيا لتمتد عليها ما لم يقدم لثورة في العالم قبل أن تتراجع وتنحصر في جيتو لايكاد يبين اسمه غزة. وأنه قدم اليها من الامكانات والاموال اضعاف ما امتلكته أي ثورة في التاريخ البشري. فمن افسد كل هذه الطاقة، من بدد كل هذه الامكانيات بفضل من تحول كل هذا المقدس العظيم إلى كل هذا المدنس الذي يزكم الانوف. هل سيعترف كل منا بنصيبه وبدوره، لا تحيلوا على الخارج ولا تتحججوا بميزان القوى رغم أنه واقع. فالارادة الحية، الماضية، الواعية أقوى من الخارج وقادرة على الصمود في مواجهة أي طغيان لموازين القوى.

      قبل اكثر من عامين التقينا، عشر فصائل فلسطينية، استشعرنا اكثر فاكثر الخطر قبل مدريد بقليل، كانت لحظة اشراق حقيقية وكانت تطوراً هاماً في الحركة الفلسطينية السياسية، أعطينا للناس الامل، اسقط الشعب الفلسطيني طموحاته علينا كفصائل عشر وكتحالف قبل أن يكتشف أن طموحاته اكبر من التحالف.. لماذا؟

      لأن فصائلنا واعذروني أكل عليها الدهر وشرب، لا اقول انتهت وادفنوها بل اقول أنها بحاجة الى التجديد والتثوير واعادة البناء بعيداً عن الفهلوة والاستبداد. لأن فصائلنا، كل منها يظن أنه ينطبق على القضية، مصلحة القضية من مصلحته وليس العكس، ولذا ينغمس في الذات ويغلب الخاص على العام. لأن فصائلنا رغم أنها متحالفة إلاّ أنها تقرأ عن بعضها في الصحف وتسمع عن بعضها في الاذاعات والاشاعات فتكبر أزمة الثقة ويظن كل طرف أن الآخر فك ارتباطه بالتحالف ورهن نفسه بالمشروع المعادي او المشروع المتفق على اسقاطه. هل اقول للناس إننا اذا إجتمعنا فإننا نتعاتب اكثر مما نبني. أؤكد أن المسألة ليست ايديولوجيه كما قد يتبادر للذهن لأننا كنا على وعي تام بهذه المسألة عند اللقاء الاول، قفزنا عليها حين أكدنا عمليا أن فلسطين هي الايديولوجيا المشتركة، إن المسألة سياسية وتنظيمية وذاتية.

      ولذا ورغم كل ما سبق فإنني أؤكد أن هذا التحالف لم يستنفد اغراضه وأنه واجب وضرورة لابد أن تستمر، ولابد أن نبذل كل الجهد للحفاظ عليه وتطويره فليس من مخرج إلاّ ويقوم أولاً على الوحدة الوطنية وليس من وحدة وطنية إلا ويكون تحالفنا نواة لها. إن على الجماهير أن تستمر في نقدها الحقيقي والجاد والعادل فهذا حق طبيعي ومشروع لها، إن نقد الجماهير لادائنا أمر ضروري يستحق كل نظر وتأمل واحترام ولكني على ثقة بأن جماهير شعبنا تدرك أن موقفنا، موقف التحالف هو موقف عادل وصحيح، فقط لنكن على مستوى هذا الموقف بالاداء القوي المتميز، إن المشروع الآخر يترنح رغم الدعم الدولي والاقليمي على مدار الساعة، قد لا يسقط بضربة واحدة، ولكن تراكم النضال والضربات في اطار برنامج قوي متميز واداء فعال سيجعله وكأنه لم يكن. فالذين يظنون أن قدر شعبنا أن يلهث وراء بني اسرائيل من مدريد الى اوسلو الى طابا الى القاهرة الى ايرز علهم يهبوننا بعضاً أو نقيراً من حقوقنا، بعضاً من الحرية، بعضاً من الاستقلال، واهمون اشد الوهم، فما يدور ليس سوى خدعة كبرى وعملية تمويه خطيرة ومدمرة، ليمر بنو اسرائيل الى كل العواصم محققين هيمنتهم الكبرى على المنطقة اقتصادياً وسياسياً وامنياً وثقافياً أيضاً، إنهم يجلسون مع بعض الفلسطينيين طاولات التفاوض ليشغلوهم بالشؤون البلدية والانتخابات الناقصة، ونقل صلاحيات خالية من أي مضمون للسيادة ثم يتركونهم للتصارع حول السراب الذي يظنه البعض ماءً بعد سنين من الظمأ، يتقاتلون، يزجون البعض في القيد، يتفاسدون والسيد الاسرائيلي راضٍ بما يجري تحت قدميه ولسان حاله يقول هذه هي الانتفاضة أخيراً يا أهل الانتفاضة، سبع سنواتٍ وأنتم تستعصون على الضرب والآن تصبحون حفنة من غبار ببركة الحل السحري غزة»اريحا. اليوم نترك غزة ونأكلها في نفس الوقت، نحتفظ بها لأنفسنا ونبيعها للعالم في نفس الوقت. هذا لسان حالهم فيما ايديهم واقدامهم تطال جاكرتا والمغرب وعُمان وعمان وقطر والبحرين، كل الخليج وقائمة من العواصم لا تنتهي، إن هذا هو أول معاني غزة»اريحا التي لم تكن مجرد جغرافيا، إنها طقس هزيمة يحاولون فرضه على الشعب الفلسطيني وانتفاضته العملاقة التي اذهلت العالم، طقس هزيمة يُفرض على كل المنطقة فالحكم الذاتي كما ترون ليس لهذا الشريط الضيق المحدود من فلسطين فقط، وانما لكل المنطقة، المنطقة كلها باستثناء الراسخون في ثباتهم وعبر بوابة غزة»اريحا تدخل الى عصر الحكم الذاتي فكيف يخدع فريق غزة»اريحا الشعب بالدخول الى عصر الاستقلال. هذا الاتفاق المشؤوم مسقوف بعدم الاستقلال، أي نوع من الاستقلال؟ فهو مكبل بالنص الصهيوني والارادة الصهيونية وميزان القوى الصهيوني، هذا الاتفاق لأجل جرجرة الأمة الى شرق اوسطهم الجديد، الى مؤتمرات كالدار البيضاء حيث لا عروبة ولا إسلام، بل شرق اوسط وشمال افريقيا، نعم هكذا وفوراً أصبح اسم الوطن العربي الشرق الاوسط وشمال افريقيا يتجاوز العلاقات القائمة على صراع الحضارات والايديولوجيا والقوميات والسياسة لتصبح علاقات البائع بالمشتري فقط. فإن كان الانتاج القومي للعدو الصهيوني، حيث السكان اليهود أقل من عُشر سكان مصر هو أضعاف الانتاج القومي لمصر. واكبر من الانتاج القومي لجميع دول الطوق العربي، فأي خللٍ جديد سيدخل على توازن القوى عندما تصبح العلاقة علاقة بائع ومشتري. أي استقلال حظيَّ به الاردن مثلاً بعد المعاهدة الاردنية» الصهيونية، إنه يُلحق تماماً اقتصاديا وأمنيا بالعدو. وفي نفس اليوم الذي كان الملك يعبر جسر الشيخ حسين الى شاطئ طبريه كان مجاهدون فلسطينيون اردنيون يُسلَّمون على جسر اللنبي الى أجهزة الأمن الصهيونية ويطلب من آخرين مغادرة الاردن. لقد صنعت تداعيات غزة»اريحا في عام واحد ما لم تصنعه تداعيات قرن باكمله. ورغم ذلك فإن ارادة المقاومة والجهاد في داخل شعبنا لا تنكسر. ان أفراداً قلائل من المجاهدين يؤكدون كل يوم قدرتهم على هزيمة العدو واذلاله فكيف يمكن للاحتلال أن يستمر وللعدو أن يخترق ويهيمن اذا ما اتسعت مساحات الجهاد. إن الذي يخطف جندياً صهيونياً وينقله من تل ابيب الى القدس قادرٌ على خطف العشرات والمئات، إنه يرمز الى امكانية خطف الجيش الاسطورة، إن الذي يقتل ويجرح بضربة واحدة العشرات من العدو قادرٌ على قتل المئات والآلاف، إن امكانية هزيمة العدو ولو بنسبة محدودة كما يتأكد كل يوم تؤكد امكانية هزيمته وبنسبة اكبر على طريق هزيمته الحاسمة، إن الذين زرعوا علم المقاومة الاسلامية في قلب الموقع الصهيوني في الدبشة بجنوب لبنان، في عملية شهداء فلسطين قبل أيام يرمزون الى قدرة المقاومة وقدرة الاسلام وقدرة الأمة على تحرير كل المواقع التي احتلها العدو.

      ايها الاخوة

      إن فعالية القوى الاسلامية الناهضة، فعالية حماس والجهاد الاسلامي في فلسطين ضد العدو الصهيوني ليست بسبب الامكان المادي كما قد يتبادر للبعض بل إننا ننطلق أحياناً من الجوع ومن الصفر، إن قوة حماس والجهاد ومشروعهم الحقيقي في اطلاق الطاقة الكامنة داخل كل فرد وداخل الشعب ضد ضغط الأمر الواقع وضد ضغط موازين القوى.

      إن مشروعنا يكمن في اقامة التوازن والتزاوج بين العقيدة الدينية والموروث الديني والالتزام الديني وبين الواجب الوطني الذي يصبح فوراً واجباً مقدساً، ولذا نرفض الاحتلال ونرفض الجبروت والطغيان الدولي ولا ننحني أمام موازين القوى وندرك أن صمودنا وثباتنا في مواجهتها شرط لازم لاجل تغييرها.

      إن تجربة الحركة الاسلامية في فلسطين ليست تجربة خاصة أو معزولة انها جزء لا يتجزأ من تجربة الشعب الفلسطيني ومشروعه الوطني ولذا تمد حماس والجهاد الاسلامي ومعنا حزب الله في لبنان ايديهما الى كل القوى الوطنية المخلصة وكل الشرفاء من الشعب والامة اولئك الذين حملوا السلاح قبلنا ولا زالوا ثابتين على سلاحهم ومواقفهم، بلا نفي ولا اقصاء ولا أحد بديلٌ عن أحد، بل اخوة درب ورفاق سلاح وموقف حتى اسقاط اتفاق الاذعان وتصعيد النضال والجهاد حتى التحرير الكامل.

      ولنكن على يقين أن ما يحدث في المنطقة اليوم طارئ، استثنائي، غير أصيل ولا يمكن ان نبني عليه لنرى مستقبلنا، في حين تبقى عناصر القوة في الامة ثابتة مستعصية على الافناء، وحين تنهض ستتغير الصورة بالتأكيد، هذا التفرد الأمريكي لايمكن أن يستمر حتى لو بدت امريكا اليوم كاخطبوط في الارض. فأي تعثر لها في أي مكان من العالم سيؤثر فيها بالتأكيد بل هي معرضة للعجز في عقر دارها أمام تعقيدات اجتماعية وعرقية واقتصادية لن تسمح لها بالتفرد الى ما لا نهاية، وعليها أن تدرك أن اوهام القوة والغطرسة لاتصنع سلاماً غاب عنه الحق والعدل، وان مستقبل فلسطين سيبقى معلقاً بسيوفنا وليس بالارادة الامريكية» الصهيونية، ليس باتفاقات عرفات أو معاهدات الملك الاردني او دعوات الملك المغربي رئيس لجنة القدسî الذي بشرنا قبل ايام قليلة بضياع القدس ويكفي المسلمين الصلاة في المسجد الأقصى كما دل تصريحه، إن فلسطين آية من الكتاب ولذا لن تضيع كما يتوهم المهزومون والمرجفون والمعاهدون على بيعها، إنها آية مباركة من الكتاب من نسيها فقد نسىَّ الكتاب، ومن نسي الكتاب فقد القدرة على الوعي والرؤيا.

      ووحدهم الشهداء، وحدهم المناضلون والمجاهدون الثابتون على سلاحهم ومواقفهم يملكون الوعي والرؤيا ويدركون ان عنوان المرحلة هو الشهادة وليس السلطة، ان عنوان المرحلة هو الدم وليس أمن العدو. يحفظون قول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم والذي نفسي بيده، وددتُ ان أقتل في سبيل الله ثم أحيا، ثم أقتل ثم أحيا، ثم أقتل ثم أحيا، ثم أقتلî.

      في مهرجان الشهادة هذا، في عرس الشهيد هاني عابد وشهيد الأمس تلميذه هشام حمد وكل شهداء الجهاد والمقاومة والأمة من عز الدين القسام الى عباس الموسوي الى كل شهداء فلسطين.

      نؤكد اننا مع وحدة الشعب كل الشعب، مع وطن الشعب كل وطنه لاننازع أحداً منصباً او كرسياً او مصلحة، ننازعهم حقنا في استمرار جهادنا في بيت المقدس واكناف بيت المقدس جهادنا الذي لا توقفه السيارات المفخخة ولا الاعتقالات العشوائية والمداهمات الوحشية كالتي تدور في غزة منذ مساء اول أمس استجابة للأوامر الصهيونية.

      جهادنا الذي لا يوقفه عدل عادل ولا جور جائر

      والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

      تعليق


      • #4
        في ذكرى اغتيال الشهيد هاني عابد : الصهاينة يلوّحون باغتيال أمين عام الجهاد الإسلامي رمضان شلّح

        بيت لحم – خاص :

        في هذه الأيام التي (تسرّب) فيها حكومة الاحتلال أنباء عن وضع الدكتور عبد الله شلح أمين عام الجهاد الإسلامي على لائحة الاغتيال ، و كأنه لم يكن موجوداً أصلاً على تلك القائمة ، تمر ذكرى أول اغتيال نفّذته حكومة الاحتلال بعد اتفاق أوسلو و الذي ذهب ضحيته الشهيد هاني عابد .

        ففي الساعة الثالثة من عصر يوم 2/11/1994 خرج هاني عابد أحد مسئولي الجهاد الإسلامي ، الذي كان يدير مكتب أبرار للصحافة بغزة ، ذو العلاقة بحركة الجهاد الإسلامي و يعمل محاضراً في كلية العلوم و التكنولوجيا بخانيونس ، من الكلية بعد انتهاء عمله و ركب سيارته من نوع (بيجو 104) و عندما أدار محرّكها انفجرت السيارة و سقط هاني عابد شهيداً ، و الذي اتهمته حكومة الاحتلال بتدبير عملية عسكرية استهدفت جنديين قرب حاجز بيت حانون (آيرز) في العشرين من أيار 1993 . و وصفته صحيفة هآرتس الصهيونية بعد اغتياله أنه رئيس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة .

        و فور اغتياله ، اتهمت الفصائل الفلسطينية حكومة الاحتلال بتدبير الاغتيال ، و في صيف 1997 قال الوزير في السلطة الفلسطينية فريح أبو مدين أثناء ردّه على منتقدين للسلطة في اجتماع مفتوح في قاعة الاتحاد النسائي العربي في مدينة بيت لحم ، إنه أعطى مسدسه الشخصي للشهيد عابد و حذّره من الاغتيال ، و ربما عنى بذلك أن السلطة كانت لديها معلومات حول المستهدفين من قبل حكومة الاحتلال .

        و عابد ، المولود في عام 1960م في غزة لأسرة فلسطينية بسيطة و متدينة ، واحد من جيل فلسطيني خطا خطواته الأولى مع الاحتلال الصهيوني لباقي الأراضي الفلسطينية عام 1967م ، و كان مقدّراً لهاني أن يشهد اعتقال والده عام 1971م على يد الاحتلال بتهمة مقاومة الاحتلال ، و سيتذكر فيما بعد دائماً الزيارات التي كان يقوم بها مع والدته لوالده في السجن .

        و في عام 1980م التحق بالجامعة الإسلامية بغزة ، و هناك اقترب من مجموعة طلابية صغيرة في ذاك الوقت ، بخلاف الأطر الطلابية الوطنية و القومية و اليسارية المتعددة ، كان اتجاهها إسلامياً .

        و حسب سيرة شبه رسمية ، فإن عابد خلال اقترابه من هذه المجموعة عرف أن فلسطين و الإسلام توأمان لا ينفصلان ، و أن مرحلة جديدة سوف يحمل فيها أبناء الإسلام راية الدفاع عن فلسطين آتية لا محالة .

        و في تلك الأثناء التقى مع الدكتور فتحي الشقاقي ، الذي أسّس حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين ، تلك الحركة التي كان مقدراً لها أن تلعب دوراً بارزاً بجانب فصائل الحركة الوطنية الفلسطينية الأخرى .

        و بعد تخرجه في الجامعة عام 1984م من كلية العلوم قسم الكيمياء ، أكمل دراسته للماجستير في جامعة النجاح الوطنية عام 1988م ، و كان التيار الإسلامي في الحركة الطلابية في تلك الجامعة يتعاظم دوره .

        و اعتقل عابد لأول مرة عام 1991م ، و أمضى ستة أشهر في معتقل النقب الصحراوي ، و بعد خروجه تولى مسؤولية الجماعة الإسلامية ، و هي الإطار الطلابي السياسي العلني لحركة الجهاد الإسلامي في الجامعات الفلسطينية ، و فيما بعد أصبح مسؤولاً إعلامياً في حركة الجهاد الإسلامي من خلال تأسيسه لجريدة الاستقلال في قطاع غزة و لمكتب أبرار للصحافة .

        و بعد قيام السلطة الفلسطينية أصبح هاني عابد أول معتقل سياسي لدى السلطة ، بعد قيام مجموعة عسكرية تابعة للجهاد الإسلامي بتنفيذ عملية عسكرية شمال قطاع غزة أسفرت عن مقتل ثلاثة من جنود الاحتلال ، و اتهام حكومة الاحتلال لهاني عابد بالتخطيط للعملية .

        و كان هذا الاعتقال مرحلة هامة في حياته و في مسيرة الحركة الوطنية الفلسطينية ، و كانت بداية لخلافات من نوع جديد بين فرقاء الحركة الوطنية و الإسلامية الفلسطينية ، فالسلطة الفلسطينية كانت محكومة باتفاقيات و رؤى ، و تحاول فرض تصوّرها للعلاقة مع الكيان الصهيوني على الآخرين ، في حين كانت فصائل أخرى و من بينها الجهاد الإسلامي التي ينتمي إليها عابد ، ترى أن من حقّها الاستمرار في النضال و القيام بعمليات ضد الاحتلال ، الذي أعاد تموضع قواته في الأراضي الفلسطينية بعد اتفاق أوسلو الذي أفرز السلطة الفلسطينية ، و لم ينسحب منها .

        و شكّل الاعتقال ما يشبه (الصدمة) لأوساط في الرأي العام الفلسطيني لم يكن بمقدورها هضم مسألة أن تقوم السلطة الفلسطينية باعتقال أحد (لأسباب وطنية) . و يمكن استشفاف ذلك من البيان الذي أصدرته حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين في اليوم التالي للاعتقال ، في (القدس 27/5/1994م) . و تميّز البيان بقسوة نسبية تجاه السلطة (لقد أقدمت أجهزة الأمن الفلسطينية في غزة و التي يترأسها المدعو أمين الهندي على اعتقال الأخ هاني عابد ، أحد الشخصيات و الفعاليات الإسلامية البارزة و المعروفة في مدينة غزة ، حيث اختطفته من مقرّ عمله ، و أودعته سجن غزة المركزي و هكذا تفتتح أجهزة القمع الصهيونية التي يفترض أنها غادرت غزة قبل أقل من أسبوعين و لكن يبدو أنها تركت وكلاءها و مندوبيها لإكمال الدور الصهيوني و لأجل الحفاظ على أمن الكيان الصهيوني) .

        و يمضي البيان غاضباً مستهجناً رابطاً بين سلطة الاحتلال و السلطة الفلسطينية الجديدة (ليعلم أمين الهندي و غيره من الزبانية الجدد أنهم برغم مديح و ثناء إسحاق رابين لهم بأنهم يقومون بدورهم على أكمل وجه ، فإنهم ارتكبوا عملاً خطيراً و غبياً عندما اختطفوا الأخ هاني عابد ، فالذين قاوموا الاحتلال و الإرهاب الصهيوني ببسالة شهدها و شهد لها العالم لن ينكسروا أمام أي إرهاب جديد) .

        و رأت مصادر في الجهاد الإسلامي في حينه أن اعتقال هاني عابد بمثابة (رهينة سياسية حتى نوقف عملياتنا الجهادية) كما قال الأمين العام للحركة الشهيد فتحي الشقاقي في تصريح نشرته صحيفة الحياة اللندنية (5/6/1994م) .

        و أشار الشقاقي في تصريحه ذاك إلى أنه أجرى اتصالات غير مباشرة مع الرئيس عرفات و قيادة منظمة التحرير لإطلاق سراح هاني عابد ، و أنه أبلغ تلك القيادة و عرفات بشكل غير مباشر أيضاً أن أي اعتقال (لإخواننا سيصعّد من العمل العسكري ضد الاحتلال كي نبرهن لهم بأنه لا يمكن ابتزازنا عن طريق اعتقال أحد إخواننا في الحركة ، و أنه طالما بقي عابد معتقلاً فسنصعّد العمل العسكري و لن يكون استمرار إيقاف عابد سبباً لإيقاف العمل العسكري) .

        و بهذه المناسبة اعتبر الشقاقي أن العمليات التي نفّذها الجناح العسكري للجهاد المعروف باسم (قسم) ، كشفت أن (الانسحاب الصهيوني من غزة لم يكن حقيقياً ، و السيادة الصهيونية لا زالت موجودة و أن مرجعية الإدارة الفلسطينية هي "إسرائيل") .

        و خرج هاني عابد ، أول معتقل سياسي فلسطيني لدى السلطة الفلسطينية من السجن ، و في حين كانت سلطات الاحتلال فشلت باعتقاله قبل إعادة تموضع قوات الاحتلال في قطاع غزة بنحو أسبوع ، بعد أن حاصرت منزله في حي الغفري بمدينة غزة ، و لكنه كان قرّر عدم تسليم نفسه لهم ، فإنها نجحت باغتياله بعد أن أنهى عمله في كلية العلوم و التكنولوجيا ، و ركب سيارته متوجّهاً لعمله الإعلامي ، و ما إن أدار المحرك حتى انفجرت به السيارة و خرّ شهيداً ، ليكون أول شهيد يتم اغتياله في المرحلة التي أطلق عليها مرحلة "السلام" ، مثلما كان أول معتقل سياسي فيها .

        و رغم أن حكومة الاحتلال التزمت الصمت حول حادث الاغتيال ، لكن هناك لدى متّهمي الاحتلال بتدبير الاغتيال مبرّرات لاتهامهم خصوصاً و أن الاغتيال جاء بعد تهديدات أطلقها إسحاق رابين ، رئيس وزراء الكيان وقتذاك ، باتخاذ إجراءات ضد نشطاء حماس و الجهاد الإسلامي بعد عملية "تل أبيب" الاستشهادية في حينه ، على نحو ذكر بما فعله بن غوريون في الخمسينات و غولدا مائير في السبعينات .

        و بتاريخ 23/10/1994 أكدت صحيفة (الأوبزيرفر) البريطانية أن رابين أعطى أوامره بملاحقة قادة فلسطينيين . و في مقال افتتاحي بعد اغتيال عابد كتبت صحيفة هآرتس بعنوان (الثواب و العقاب) مذكّرة بسلسلة الاغتيالات التي نفّذتها حكومات الاحتلال بعد عملية ميونخ .

        و اعترفت هآرتس أن عمليات الانتقام الصهيونية قد تخطيء هدفها أحياناً (و هو أمر مؤسف) حسب الصحيفة و لكنها قالت بوضوح و هي تتخلّى عن رصانتها (النسبية بالنسبة للصحف العبرية الأخرى) : (إذا كان هاني عابد قد تورّط في عمليات قتل فإنه لا يستحق اعتذاراً ، بل لقي العقاب الذي يستحقه) .

        و ربطت معظم الصحف الصهيونية التي خصصت مساحات واسعة لتغطية حادث اغتيال عابد ، بين تهديدات رابين و حادث الاغتيال . و هو ما يؤكّد مسؤولية الاحتلال عن اغتيال عابد بعملية إعدام غير قضائي كما تسمّي ذلك منظمات حقوق الإنسان . و أن الكيان الصهيوني مستمر به حتى أثناء (العملية السلمية) و هو ما أكّده الواقع بعد ذلك .

        و بعد حادث الاغتيال ، قال الدكتور الشقاقي إن الموساد الصهيوني وضع هاني عابد على رأس قائمة التصفيات بناء على قرار رابين ، و تنفيذاً لتهديداته ضد حماس و الجهاد الإسلامي .

        و أضاف الشقاقي في حديث لصحيفة العرب (10/11/1994م) أن قادة الكيان يدّعون أن (هاني عابد مسؤول عسكري في الجهاد الإسلامي ، و كان مسؤولاً عن مقتل عددٍ من الجنود الصهاينة ، و نحن نؤكّد أن هاني كان من نشطاء الجهاد الإسلامي بالفعل ، و لكنه كان سياسياً ، إضافة لكونه أستاذاً جامعياً و صحافياً ، و عندما فشلوا في معرفة القادة العسكريين قاموا بتصفية هدف سياسي سهل) .

        و ردّاً على سؤالٍ للصحيفة إذا كانت حركة الجهاد تتهم السلطة الفلسطينية بالتعاون في قتل هاني عابد ، أجاب الدكتور الشقاقي (لا نتهم السلطة بمحاولة القتل ، و لكن السلطة تغضّ النظر عن عملاء الموساد الذين يحملون ضمانات بعدم التعرّض لهم ، بل إن عملاء الموساد يخترقون هذه السلطة بقوة و في مستويات عديدة و هامة و من المفروض أن تتحمل السلطة مسؤولية حماية المواطنين أو تعلن عن عجزها لتقوم القوى المجاهدة بهذه المسؤولية) .

        و مثلما يحدث عادة ، فإن الصهاينة ينسون أنهم لا يستطيعون وحدهم رسم معادلة (الثواب و العقاب) حسب تعبير صحيفة هآرتس العبرية ، فبعد أيام قليلة من اغتيال عابد ، و في حين كان أصدقاؤه و مناصرو القوى الوطنية و الإسلامية يحضرون حفلاً لتأبينه في غزة (11/11/1994م) ، انطلق أحد تلامذة الشهيد عابد و اسمه هشام حمد ، راكباً دراجته الهوائية متمنطقا بالمتفجرات في عملية استشهادية ، مقتحماً تجمعاً عسكرياً قرب مستوطنة نتساريم ، ففجّر نفسه فيها ، انتقاماً لهاني عابد ، فقتل خمسة من جنود الاحتلال ، و أصاب عشرة آخرين ، حسب مصادر صهيونية .

        و أعلنت حركة الجهاد أن تلك العملية هي واحدة من سلسلة عمليات جهادية انتقاماً لعابد ، و هو ما حدث بالفعل خلال الأشهر التالية ، في عمليات كان لها صدى كبير ، مثل العملية التي فجّر فيها الشهيد خالد الخطيب سيارة كان يقودها في حافلة عسكرية في مستوطنة كفار داروم أسفرت عن قتل عشرة جنود يوم (9/4/1995م) ، و العملية الكبرى في بيت ليد التي نفّذها الشهيدان : صلاح شاكر و أنور سكر ، و فيما بعد اعتبرت سلطات الاحتلال هذه العمليات و غيرها مبرّراً لقتل زعيم الجهاد الإسلامي فتحي الشقاقي .

        عندما استشهد هاني عابد ، كان أربعة من البنين و البنات ، و كانت زوجته حاملاً ، ولدت بعد استشهاده بنتاً ، أسموها (قسم) تماهياً مع اسم الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي ، و التي خرج منها استشهاديون كانوا مع غيرهم من الاستشهاديين ، أنبل ظاهرة في عصر الانحطاط العربي .

        تعليق


        • #5
          خضّب صفحات "الاستقلال" بدمائه... الشهيد هاني عابد.. قائد وأب وعقل فذ


          البكاء والعويل على استشهاده لم يكن موقفا عابر, فالفراغ الذي تركه كبيرا,فقد بدأ مشواره النضالي معتمدا على الرجوع لتعاليم الإسلام مارا بمقتضيات العصر أراد أن يؤسس أجيالا واعية وحاملة لهمها بالموازاة مع العمل التنظيمي الذي قاده في حركة الجهاد الإسلامي ..الشهيد هاني عابد مؤسس صحيفة الاستقلال وضع لنفسه نهجا سار عليه من خلفه ومع اقتراب ذكرى استشهاده الثالثة عشر نلقي الضوء على أبرز سماته وأعماله:_
          نبع من الحب..
          "أجمل سنين عمري بحلوها ومرها قضيتها معه...تعلمت فيها الكثير الكثير...وفعلت ما لم أتخيل بأي لحظة بأنني من الممكن أن أفعله أو أتقبله..",بهذه العبارات البسيطة الحاملة لأروع ما يمكن وصفه من احترام وحب بين زوجين استهلت أم معاذ زوجة الشهيد حديثها معنا لتبحر في بحاره وكأنها لا تريد التوقف للحظة فالقلب يفيض تقديرا وتعظيما لأبو الأبناء الخمسة ولاء ومعاذ ومحمود وأفنان وقسم التي حرم والدها من رؤيتها لولادتها بعيد استشهاده
          و قالت بابتسامة شاردة إلى ما قبل 13 عاما :"لا أدري كيف أصفه لك لا أجد عبارات تستطيع إيفاؤه قدره",متحدثة عن مدى حنانه وعطفه وإيمانه بقضيته ومقاومة الاحتلال,وعن عمله المتواصل على مدار ال24 ساعة حيث كان يقضي جل وقته في تأدية واجبه سواء على الصعيد العلمي بعد إتمامه لرسالة الماجستير والتحاقه في التدريس في كلية العلوم والتكنولوجيا في خانيونس, أو عمله السري النضالي والمقاوم بحيث لم يشعر أحد من بيته بعمله".
          وترجع أم معاذ للوراء معبرة عما اختلجها من مشاعر تجاه هذا القائد العظيم الذي كان يجمع بين حبه لعمله كما بيته وزوجته وأبناءه, فقد حرص على إعطاءهم حقهم محاولا لعدة مرات أن يخصص بعض الساعات لهم ولكن ازدياد المشاغل وشدة الانخراط فيها حال دون ذلك ,مسترقا بعض الأوقات للخروج بهم إلى نزهة قصيرة وتقول أم معاذ :"في أحد الأيام اصطحبني مع أولادي إلى احد محال بيع المرطبات كالبراد والبوظة ونزل من السيارة لشراء البوظة لنا فانتظرناه في السيارة وإذ به يعود بعد أكثر من ساعة وبيده ما وعدنا به, واتضح فيما بعد أنه أجرى اتصالا هاتفيا مع الدكتور فتحي الشقاقي سريا من خلال مكتب اتصالات ".
          واستطردت مبدية دهشتها من عقليته الفذة وسرعة بديهته وتفسيره المتعمق للأمور وقدرته على حل أكثر المشاكل استعصاء "بالرغم من صغر سنه إلا أنه كان كثيرا ما يجتمع مع ممن يسبقوه في العمر من قادة الجهاد الإسلامي الذين كانوا يستشيروه في العديد من الأمور التنظيمية".
          مشاغل كثيرة ولكن الدين أساس
          التزامه بدينه أبرز ما كان يميزه فاعتاد على الاقتداء بالسنة النبوية وإتباع تعاليم الإسلام وكان له أثر كبير على من حوله وتردف أم معاذ:"له دور كبير في التزامي وأتذكر عندما كنت أنخرط في أعمال المنزل وأنسى الصلاة كان يتابعني ويسألني عنها ويغضب بطرق مختلفة لذلك ",ومن شدة ذكاؤه أقدمت عائلته على تعيينه مختارا لها وهو في ال31 من عمره وألحت عليه ولكنه رفض بسبب انشغاله بالعمل التنظيمي والتدريس .
          كثرة الانشغال عن المنزل والأولاد وقضاء معظم الأوقات خارجه لم تخلق مشاكل بين الزوجين فتفهم زوجته لطبيعة عمله ومساندتها له حالت دون حدوث ما من شأنه أن يشوه العلاقة بينهما,مضيفة إلى ذلك حنانه وعطفه وتبسمه طوال الوقت فكان يجمع بين جدية العمل التنظيمي والتدريس في كلية العلوم والتكنولوجيا إلى جانب ثقافته الواسعة المدعمة بمكتبته الخاصة المزودة بعدد هائل من الكتب",ولم تنس أم معاذ إلحاحه على تخصيص يوم الجمعة لمناقشة الكتاب الذي قام بتوزيعه على أهله من أجل الاطلاع عليه "وتم ذلك يوم الجمعة الذي سبق استشهاده".
          وفي موقف يخصها شعرت بحبه لها وحرصه الشديد عليها بعد إصابتها بوعكة صحية سبقت استشهاده بثلاثة أيام حيث اصطحبها إلى عيادة احد الأطباء وأثناء عودتهما قال لها"ما الذي حل بك لا أريدك أن تكوني هزيلة ..فما الذي ستفعلينه إثر سماعك خبر استشهادي؟",لتنهمر في البكاء ألما وحسرة على فقدان الأب والزوج والأخ رفيق أجمل الأيام وأعذبها.
          نحو قدر مجهول
          صباح الأربعاء في الثاني من نوفمبر للعام 1994 تناول الشهيد هاني فطوره على غير المعتاد فلأول مرة يجلس براحته على المائدة ويتبادل الحديث مع زوجته وطفلته لفترة طويلة قياسا بالوقت الذي اعتاد فيه على تناول الإفطار واقفا وكأنه يدري أنها آخر وجبة له, ولكنه سرعان ما التفت إلى عقارب الساعة التي كانت تشير إلى السابعة والنصف مما يعني تأخره لمدة ربع ساعة عن موعد خروجه من المنزل, فأخذ بنفسه مهرولا إلى عربته, وللمرة الأولى تنسى زوجته توديعه من نافذة المنزل كما المعتاد .
          وعن يوم استشهاده تقول أم معاذ :"عندما خرج مسرعا يوم الحادث انقبض قلبي وضممت ابنتي إلى حضني وأجهشت في البكاء بالرغم بأنني لم أكن أدر بما حدث فكنت حزينة وأشعر بمرارة ", ولأول مرة تمطر السماء يومها وتشتد الزوابع والعواصف وكأن السماء تبكيه ,لافتة إلى أن شعورها بذلك دفعها للخروج برفقة أحد المقربين من زوجها للبحث عنه بعد تأخر عودته ,فما أن وصلت مقر الصحيفة علمت بأنه أصيب في ساقه من أحد العاملين الذي حاول إخفاء الخبر عليها .
          وعادت إلى المنزل والشعور ذاته لا زال يسيطر عليها ومع آذان العشاء نعى أحد المساجد الشهيد عبر مكبرات الصوت فعلم جميع من في المنزل بذلك الخبر وفي هذه اللحظة صرخت إحدى شقيقاته وإذ بأم معاذ تضربها على فمها وتقول :"ما تبكوا ..جيبوا الشموع وواضووها ",لا أدري من أين أتاني الصبر وكيف حدث ذلك".
          أماه أنا في الجنان
          الهم والحزن بدا على والدته ذات الوجه المتجعد, ففي كل مرة ألتقيها بفعل المصاهرة كانت تبكيه وكأن يوم استشهاده لم يمض عليه الكثير, واختنق صوتها من شدة البكاء فلا أدري ماذا أفعل هل أكمل اللقاء أم أتفرغ لمواساة هذه الأم الرءوم,وسرعان ما تلاشت دمعاتها عند حديثها عن تفوقه في الدراسة وحصوله على أعلى المعدلات والتزامه في الصلاة بالمسجد وهو في الخامسة من عمره, واستماعه لدروس الوعظ وتقول والدته :"كان يرافق خيرة الأصدقاء الملتزمين والمتفوقين وقد أثر على أخيه الذي يصغره فأصبح يتجه معه إلى المسجد ويؤدي عباداته .
          وبرضا من قلبها على فلذة كبدها وكبير أولادها واصلت الحديث عنه بعد وفاة والده وتحمله لمسئولية إدارة المنزل والحفاظ على أخوته ونجح في ذلك "وكثيرا ما كان يتحدث معي ويحرص على إرضائي بكافة الوسائل",وبعد ملاحظتنا لحالها فور الحديث عنه آثرنا إنهاء الحديث معها خوفا على سوء حالتها واختتمت كلامها داعية المولى عز وجل بأن يشفع له ويسكنه فسيح جنانه.
          رفيق الطفولة
          أما شقيقته الكبرى اعتماد والتي رافقته منذ صغره وحتى كبره ذكرت انه كان ملتزما منذ صغره وقالت:" كان في الحادية عشر عندما أوكل إليه أحد الشباب الملتزمين مهمة إعطاء درس ديني فيمن يكبروه ".
          وعن رد فعلها حينما سمعت نبا استشهاده أوضحت بأنها كانت تشعر بذلك فقد أخبرها قبل يومين بأنه سيستشهد خاصة بعد تهديد إسحاق رابين بعزمه على اغتيال قادة الجهاد الإسلامي وقالت "في ذلك اليوم خرجت مع أخي الذي يصغرني بعد تلقيه اتصالا هاتفيا حاول إخفاؤه عنا وعلمت من أخي انه أصيب فقلت له هاني لن يعود معنا ووصلنا للمستشفى وشعرت بشيء يقتلع قلبي عندما أبلغنا الطبيب بوفاته".
          وتحدثت عن أمر غريب حصل معها ليلة استشهاده حينما صعدت للأعلى لتخلد لحظات قليلة مع نفسها وتعيش مع حبيب قلبها وما أن وضعت رأسها على الحائط وإذ بنور يأتي إليها من النافذة ويتسع كلما اقترب وإذ بصورة الشهيد داخله يبتسم إليها وكأنه يرد الحديث إليها "ومع الرهبة والخوف هرولت إلى الأسفل حيث الأهل والناس لأقطع ما ألم أدر إن كان حلما أم علما.
          صورة الشهيد لم تغب عنا وكذلك أعماله, وفي هذا المقام مع اقتراب ذكرى استشهاده آثرنا الحديث عن أهم مواقفه مع المقربين منه رغم أن المساحة لا تتسع لذكر بعض اللمحات الخاصة بهذه الشخصية الفذة, فوداعا أيها القائد ولكنه وداع للجسد فما يزال في قلوب وأذهان الكثيرين ليحيي ما مات فينا من حب للوطن وإيثاره له.

          تعليق


          • #6
            [align=center]اغتيال هاني عابد ومستقبل الجهاد
            ما هي ملابسات اغتيال الشهيد هاني عابد


            - هاني عابد استاذ جامعي، وكان مشرفاً على مركز ابرار الاعلامي في غزة، كما كان المدير العام لصحيفة الاستقلال التي بدأت في الصدور قبل اسابيع قليلة في الاراضي المحتلة.

            حاول الجيش الاسرائيلي اعتقال هاني قبل اسابيع من إعادة الانتشار في غزة، ولكنه فشل وعندما دخلت شرطة الحكم الذاتي الى غزة صدرت اليها الاوامر باعتقال هاني، الذي اعتقل بالفعل لمدة سبعة عشر يوماً، وافرج عنه تحت ضغط شعبي كبير، ويوم الحادث الاربعاء 2/11/1994 م، واثناء خروجه من كلية العلوم والتكنولوجيا في خانيونس؛ حيث يعمل مدرساً، وبعد أن ادار سيارته، دوى انفجار كبير اصابه بجروح بالغة، استشهد على اثرها.

            لمدة يومين على التوالي كانت عناوين الصحف الاسرائيلية الرئيسية تتكلم عن مقتل هاني عابد بزهو، وتربط مقتله بتهديدات رابين الى كل من حماس والجهاد الاسلامي. ثم صدر اكثر من تصريح اسرائيلي غير رسمي يقول أن مقتل هاني عابد احد كبار نشطاء الجهاد الاسلامي هو رسالة للارهاب.

            الموساد الاسرائيلي وضع هاني عابد على رأس قائمة التصفيات بناء على قرار رابين وتنفيذاً لتهديداته ضد حماس والجهاد الاسلامي.

            الاسرائيليون يقولون أن هاني مسؤول عسكري في الجهاد الاسلامي، وكان مسؤولاً عن مقتل عدد من الجنود الصهاينة. ونحن نؤكد ان هاني عابد كان من نشطاء الجهاد الاسلامي بالفعل، ولكنه كان سياسياً اضافة الى كونه استاذاً جامعياً وصحفياً، وعندما فشلوا في معرفة القادة العسكريين قاموا بتصفية هدف سياسي سهل.


            · هل تتهمون السلطة المحلية بالتعاون في قتله حيث تم اعتقال الشهيد في وقت سابق؟

            - لا نتهم السلطة بمحاولة القتل. ولكن السلطة تغض النظر عن عملاء الموساد الاسرائيلي الذين يحملون ضمانات بعدم التعرض لهم. بل ان عملاء الموساد يخترقون هذه السلطة بقوة وفي مستويات عديدة وهامة. من المفروض أن تتحمل السلطة مسؤولية حماية المواطنين او تعلن عن عجزها لتقوم القوى المجاهدة بهذه المسؤولية.


            · ما هي طبيعة علاقتكم مع السلطة الفلسطينية في غزة حالياً؟

            - نحن واياهم في موقعين مختلفين سياسياً بل متناقضين. لايوجد اي حوار او لقاء سياسي، ولكن من وقت لآخر تتم لقاءات من باب فض الاشتباك على الارض. نحن ضد اتفاق غزة» اريحا الذي يفرط بكافة حقوقنا بفلسطين وفي فلسطين، وسنستمر في العمل على اسقاط اتفاق الاذعان الجائر هذا.


            · أين وصلت الفصائل العشرة، هل انتهت مع الخلاف بين حماس والديمقراطية؟

            - الفصائل العشرة موجودة، ولكن دورها يتراجع بسبب قصور ذاتي من ناحية وضغوط متعددة وتطورات خطيرة دون القدرة على مواكبتها بشكل جماعي، ولكني اعتقد ان الفصائل العشرة التي تشكل تحالف القوى الفلسطينية، لم تستنفد اغراضها. ونحن نتداعى للقاء مركزي خلال أيام خاصة بعد استشهاد هاني عابد ونأمل ان نعيد الروح للتحالف.


            · كيف تنظرون إلى سلسلة الاعترافات والمعاهدات مع الدول العربية؟

            - ننظر اليها بخطورة شديدة ولكن هذه المعاهدات ستبقى بالنسبة لنا معاهدات الحكام مع أعداء الأمة وليس سلام الشعوب. هذه المعاهدات قائمة على خلل مذهل في موازين القوى، بالاضافة الى مشكلة في الوعي السياسي الرسمي، جعلت البعض يتعامل مع الأمر الواقع بعجز وخوف، دون أن يمتلك رؤية استراتيجية، ويتخلى عن الثوابت التي لا يمكن لأمة أن تتخلى عنها وتبقى محافظة على شرعية ومبررات وجودها، وبالتالي فإن هذه الثوابت موجودة وهذه الرؤية الاستراتيجية موجودة، وإن كان البعض قد تنكر لها، وهي أقوى من أن تمحوها معاهدة مهما كانت، بل تبقى منبع التصور السياسي للعقل الجماعي في الأمة، مما يعني امكان استهاضها والانقلاب على المعاهدات المفروضة والانطلاق من جديد أو استكمال المسيرة، وهذا ما نفعله في عملنا الجهادي.


            · هل يعني توقيع المعاهدات بين الدول العربية واسرائيل انهاء حالة الحرب في الوجدان العربي والاسلامي وحضور اسرائيل في نسيج المنطقة بمعنى أن تصبح دولة اقليمية أم ستبقى دولة معادية؟

            - لقد كان الصهاينة يحلمون، منذ البدايات، أن يصبح الكيان جزءاً من النظام الاقليمي العربي، وقد حرصوا على نسج علاقات على أي مستوى متاح مع أي كان من العرب والمسلمين، لأن الوظيفة المناطة باسرائيل لا تكتمل إلا ضمن علاقات طبيعية في المنطقة. ولكن الوجدان الشعبي العربي والاسلامي هو الذي منع دخول اسرائيل الى الخارطة السياسية العربية، عندما منع أي نوع من الاتفاقات مع الصهاينة، حتى السادات نُبذ وحوصر وقوطعت مصر، بسبب موقف الشعوب العربية وليس الأنظمة الرسمية، . ولكن اتفاقية غزة اريحا فتحت الباب أمام المتربصين والمترددين، وبدأت اسرائيل تدخل فعلياً في النظام الاقليمي، وإذا استمرت الأمور على وتيرتها الحالية، لا سمح الله، فستصبح اسرائيل أحد المحاور الرئيسية لهذا النظام الاقليمي. أما الوجدان الشعبي فسيرفض الوجود الاسرائيلي، وسيبقى راغباً في الجهاد حريصاً على المقاومة، لسببين الأول نابع من المضمون العقائدي المتجذر في نفوس الناس ومن مجموعة القيم التي لا تتغير بتأثيرات اعلامية في زمن قصير، والثاني متعلق بالطموح الطبيعي في الحرية والتقدم والاستقلال وهي معان ما زالت الشعوب العربية والاسلامية تحاول الوصول اليها وهو ما لا يمكن إلا بالمواجهة مع اسرائيل، أي عبر الاصطدام مع هذا الجدار المصطنع أمام التاريخ.

            · ما هي حدود المقاومة بعد توقيع الاتفاقيات؟

            - حدود المقاومة سوف تتسع، فالعدو لم يعد في فلسطين وحدها، بل في كل المنطقة، والمواجهة لم تعد مع الحكام والجيوش بل مع الأمة وشعوبها وجهاً لوجه. إن أذعن الحكام فالشعوب ستبقى على ايمانها والعدو سيبقى على طبيعته العدوانية والتوسعية واحلامه في الهيمنة والغطرسة، ولذا فالصدام حتمي وستشهد المنطقة مزيد من الانفجارات والتغيرات الجذرية.

            المصدر : صحيفة العرب بتاريخ 10/11/1994م
            التعديل الأخير تم بواسطة محمد الجهادي; الساعة 02-09-2008, 05:49 AM.

            تعليق


            • #7
              رحمك الله يا شيخنا رحمك الله لقد فزت بها واصطفاك الله برفقة الصادقين الاطهار ... نسأل الله ان يتقبلك في الشهداء ولا نزكى على الله أحد ...


              ولناااااااااااااااا عودة

              تعليق


              • #8
                لو كتبت عندك سيدى ما كتبت لن اوفيك حقك ايها المعلم
                ابو معاذ لولاك ما اخترنا هذى الطريق
                والله من لم يعرف هانى عن قرب لا يمكن له بأى حال من الاحوال ان يتعرف على شخصية هانى من خلال الكتابات
                هانى انت مدرسة الجهاد والمقاومة
                ابو معاذ رجل من رجال العلم البارزين ومن الرجال ذوى الفكر الراجح والسليم
                ابو معاذ ينتمى الى بلدة سمسم ولذا اخترت اسمى وجعلته مقترنا بسمسم
                ابو معاذ تحية لك ايها الحبيب يا من عشق منزلنا وتربيت فيه
                يا من صلت وجلت بين رحا بيتنا واحببت اهلى فاحبوك
                ابو معاذ اشهد الله ان سيرتك تدرس فى بيتى لاخوانى الصغار لكى يعرفوا ويفتخروا بك ايها العنيد
                ابو معاذ لم تتبوأ منصبا كمنصبك هكذا ولكن بعلمك وعلمك ورسالتك القويمة وصلت لها وابدعت فاختارك الدكتور فتحى حلقة الوصل بين السياسى ةالقوى الاسلامية المجاهدة قسم
                ابو معاذ سامحنا ايها الحبيب فكلماتى تقف خجلة من عظمة شخص مثلك
                واقول ان من يريد ان يحمل هم ابو معاذ ويرسله للاخرين يجب عليه ان يعمل لها بكل ما اوتى من غير كلل ولا ملل وعليه مواصلة الطريق رغم الصعاب
                ابو معاذ رغم التقصير الواضح تجاهك اعلاميا واتجاه اهلك من تواصل الا اننى اقول والله على عهدك سائر باذن الله ولن احيد عن الطريق
                وباذن الله معاذ ابنك سيوصل المسير خلفك ولن يتخلى عن درب ابيه البطل

                تعليق


                • #9
                  أبو معاذ ............ هانى عابد
                  أنه السلام المفخخ يا سيدي.. هكذا قال عز الدين الفارس يا قائد الشهداء.. قتلوك سيدي هاني في يومهم الأسود.. كانوا يظنون أنهم بسلامهم المزيف سيصنعون الأمن والأمان.. لم يكونوا علي يقين أن أبناء "قسم" لهم بالمرصاد.. لم يتعلموا الدروس بأننا لا ننام علي دماء مجاهدينا.. فهم أبناء القردة والخنازير حاولوا يوهمون العالم بسلامهم.. لكن الاستشهاديين "علاء الكحلوت- هشام حمد" كانوا لهم بالمرصاد.. فحان لك النوم هنيئاً يا سيدي.. فرفاق سلاحك لا زالوا عالعهد ماضون.. لم تخدعهم اجتماعات السلام.. ولم تثنيهم طلقات الغدر.. ولم يغيرهم الزمن.. فسلاماً لروحك في عليين...
                  أبو معاذ على الدرب سنبقى ولن نحيد بأذن الله

                  تعليق


                  • #10
                    بارك الله فيك أخي محمد
                    رحم الله شهيدنا القائد هاني عابد

                    لي عودة باذن الله
                    القناعة كنز لا يفنى

                    تعليق


                    • #11
                      رحم الله تعالى شهيدنا الفارس \\ هاني عابد وأسكنه الله تعالى فسيح جناته
                      وإنا على دربه باقون بإذن الله ولن نحيد رغم أنف الصهاينة وأعوانهم الحاقدين.

                      لروحك منــا ألف ســـلام

                      أبتاهُ فَقْدُكَ مُوْجِعٌ ، أعياني
                      وأقضَّ جَفْني ، والأسَى يَغْشَاني
                      واذاق قلبي من كؤوس مرارة
                      في بحر حزن من بكاي رماني !

                      تعليق


                      • #12
                        رحم الله الشهيد القائد البطل :هانى عابد
                        الملتقى الجنة ان شاء الله


                        اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُــوٌّ تُحِـبُّ العفْــوَ فاعْــفُ ][ عنِّــي ][

                        تعليق


                        • #13
                          تتزايد مسيرة المجاهدين في فلسطين يوماً بعد يوم، ففي كل يوم تنضم إلى قافلة الشهداء رهط جديد، يجودون بدمائهم دفاعاً عن المقدسات.
                          نحن نرى الشهيد في صورة على صفحات جريدة أو لقطة في إحدى نشرات الأخبار المتلفزة، أيكون ذلك اختزال لتجربة غنية ومتوفرة، إنها تجربة الجهاد. كيف عاش هؤلاء المجاهدون؟ وكيف جاهدوا وضحوا بأرواحهم؟
                          أسئلة كثيرة خير من يجيب عنها أرامل المجاهدين، فهن رفيقات المسيرة، وزاد متجدد لقافة المجاهدين.
                          هاني عابد رحمة واحد من مجاهدي فلسطين الذين دوخوا اليهود حتى لاقى ربه عندما زرع اليهود عبوة نافسة في سيارته. تقول عنه زوجته:

                          هاني كان مميزا جدا بطيبة قلبه وعطائه الزاخر ، اجتاز جميع مراحل الدراسة بتفوق، فقد أنهى دراسته الجامعية بقسم العلوم تخصص كيمياء ثم أكمل دراسته بجامعة النجاح ماجستير في الكيمياء. ومن الناحية الأخلاقية كان متدينا جدا محبوبا من قبل أهله وجيرانه وأصدقائه من كل من عرفه، في حواراته مع الآخرين كان مقنعا جدا بهدوئه وقوة حجته ودماثة خلقه وثقافته الواسعة التي أفرزت مكتبة كبيرة تحتوي العديد من الكتب الدينية والثقافية والسياسية، ومن ناحية أخرى فقد كان مهتماً بالجانب الاجتماعي من خلال علاقاته المتشعبة مع مختلف الأوساط الشعبية إلى درجة أن وجهاء ومشايخ البلدة التي كان هاجر منها أهله قد رشحوه لمنصب مختار البلد مع أنه لم يتجاوز اثنين وثلاثين عاما إلا أنه رفض ذلك لضيق وقته.
                          ورغم كثرة مشاغله إلا أنه كان يخصص لأسرته الكثير من وقته، وكان عطوفاً معهم رحيما بهم، كان على علاقة خاصة وقوية مع ابنته الصغيرة أفنان التي كان عمرها سنة وأربعة أشهر عند وفاته . كانت تمشي وتميز صوت سيارة والدها إلا أنها إثر استشهاده لاقت معاناة كبيرة وتأخرت عن المشي ووجدت صعوبة في النطق .

                          أما ابنه معاذ فرغم مشاغباته وقلق أمه عليه إلا أن هاني كان دوما يطمئنها ويقول لها إن معاذ سيكون شيئا كبيرا بإذن الله.
                          سألنا أم معاذ عن مشاعرها بعدما تلقت خبر استشهاده فقالت : إن هاني كان دوما يذكر الشهادة ، ويكلمني عن الشهداء ومراتبهم وكان دوما يصبرني بقوله: " أريدك جمل المحامل " فكنت أشعر بأنه سوف يستشهد يوما، حتى إني كنت أتصوره وهو على النعش وبالصورة التي رايتها يوم تشييع جنازته إلا أني كنت أرغب دائما في إبعاد هذه الأفكار عن ذهني ولم أكن أفصح له بإحساسي هذا. وفي الفترة الأخيرة قبل استشهاده تقريبا بأسبوعين كنت كثيرة البكاء بدون سبب لم أعلم لماذا أبكي حيث إن الكل يسألني لماذا أبكي ؟ فلم أستطع الإجابة.

                          يوم انتقاله إلى الرفيق الأعلى كان اليوم الوحيد الذي تأخر فيه هاني عن موعد خروجه إذ جلس مع أولاده وأصر على زوجته أن تجلس معه كانت لزوجته إشارات خاصة تودعه بها " تلوح بيدها له " إلا أنها في هذا اليوم لم تشر بيدها لتودعه وقد أعطى أمه نقودا لشراء سمك وعاتبها لأنها لم تجلس للإفطار معه .
                          قالت زوجته: صليت المغرب وجلست أبكي بكاء كثيرا على الرغم من أنني لم أكن أعلم شيئا من هاني وكنت أقول قبل سماعي أي شيء " اللهم أجزني بمصيبتي خيرا واخلفني خيرا منها " .

                          وعند تلقي الخبر من خلال نداءات المساجد لم أجزع ولم أبك حتى أن أخته صرخت إلا أنني اسكتها بوضع يدي على فمها وكنت متضايقة من النساء اللواتي يبكين ، وكنت أحس أن هاني يتضايق من هذا وقد قضيت هذه الليلة بجوار هاني وهو شهيد ، ولم أكن أتصور أنني سأكون بعيدة عنه مع أنهم حاولوا منعي إلا أنني صممت على البقاء صابرة وقوية كما أرادني هاني ، فكنت أحتسبه عند الله شهيدا.

                          سألنا أم معاذ عن عدد المرات التي اعتقل فيها زوجها هاني فقالت : اعتقل هاني مرتين، مرة من قبل الاحتلال الإسرائيلي في عام 1992 في سجن النقب وقد حكم حينها ستة شهور ، أما المرة الثانية فقد اعتقل من قبل السلطة الفلسطينية عام 94 وهو يعتبر أول معتقل سياسي في عهد السلطة .

                          وحول قدرة الشهيد هاني على التوفيق بين عمله الجهادي وبين واجبه تجاه أهله وأطفاله قالت أم معاذ لم يشعر أبداً أنه مقصر معنا رغم أنه كان دائما يلوم نفسه ويقول لأسرته أود أن أقدم لكم كل ما تتمنونه. كانت لهاني طريقة خاصة في حياته لم تشعرنا بتقصير إذ كان يوفق بين العمل وبيننا فكنا نخرج للنزهة معه ومن خلال المكان الذي نذهب معه يقضي بعض أعماله حتى إنه أخذني أنا وأولاده أكثر من عشرين مرة إلى بيت المجاهد المرحوم محمود الخواجا، حيث كنا ننتظره خارج المنزل في السيارة ولم أكن أعلم أنه منزل الشهيد محمود الخواجا إلا بعد استشهاد محمود وذهابي لتقديم العزاء.
                          وفي نهاية حديثها قالت أم معاذ: يجب علينا مواصلة درب الجهاد ؛ فهذا قدرنا ومهما تغطرس العدو ومهما كانت قوته فلن يدوم ولن يكون الأقوى على الإطلاق ، ويجب أن يكون موقفنا صلبا، ويجب أن نواصل مسيرة هاني وجهاده مواصلة مسيرة الدم التي لا تنتهي .
                          التعديل الأخير تم بواسطة مغترب; الساعة 02-09-2008, 04:37 PM.
                          الأمة على موعد مع الدم ...دم يلون الأفق ...دم يلون الأرض ...دم يلون التاريخ ..دم يلون الدم ..ونهر الدم لا يتوقف ...دفاعا عن العقيدة ..دفاعا عن الأرض و الأفق و التاريخ ..دفاعا عن الحق و الحرية و العدل و الكرامة....

                          تعليق


                          • #14
                            يا سيد الشهداء يا رمز البطولة .. منك التحدي ومنا صرخة الألم الحزينة.. عشقناك سيدي يوم كنت حياً.. ويوم أصبحت شهيداً.. وسنلتقي بك يوم تبعث حياً بأذن الله.. أزهر دمك فينا عشقاً وتحديا.. وامتلأت الأرض بلون دمك القاني .. فأزهرت .. هشام، صلاح ، أنور خالد ، رامز ، عبد الله وأنور..ولن تتوقف مسيرة الشهداء.


                            انا الكلمات لتعجز عن وصف الرجال .........وليس هذا من نسج الخيال ولكن حين يكون الحديث عن الافذاف يكون للكلمات طعم اخر.........طعم ممزوج بالدم والشهادة .......دم يلون الاحداث ليعطيها البهجة والاستمرارية....... ان رحيل القادة ولاسيما امثال الهاني يعطي لقضيته التى امن بها واستشهد من اجلها يعطيها رونق اخر....يحملها من رفوف المكاتب الى خضم الحياة ......ان الهاني عاش من اجل فلسطين واستشهد في سبيل اعلاء لااله الا الله على اسوار بيت المقدس........

                            سيدي ان كلماتك سطرناها باحرف من ذهب .......وستبقي نبراسا لنا ينير لنا دربنا الى القدس........
                            نلجا دوما الى العظماء كي نلتهم من سيرتهم العطرة ....
                            ليس هذا بالخطامع انهم اموت في بعض الاحيان.......لكن البعض يموت ليحي الاخرون.....يموت البعض جسدا وتبقي روحهم منارة.....وانت سيدي ابا معاذ اعجزتنا من بعدك
                            الأمة على موعد مع الدم ...دم يلون الأفق ...دم يلون الأرض ...دم يلون التاريخ ..دم يلون الدم ..ونهر الدم لا يتوقف ...دفاعا عن العقيدة ..دفاعا عن الأرض و الأفق و التاريخ ..دفاعا عن الحق و الحرية و العدل و الكرامة....

                            تعليق


                            • #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة محمد الجهادي مشاهدة المشاركة



                              و بعد قيام السلطة الفلسطينية باعتقاله أصبح هاني عابد أول معتقل سياسي لدى السلطة
                              المشاركة الأصلية بواسطة محمد الجهادي مشاهدة المشاركة
                              ، و كانت بداية لخلافات من نوع جديد بين فرقاء الحركة الوطنية و الإسلامية الفلسطينية ، فالسلطة الفلسطينية كانت محكومة باتفاقيات و رؤى ، و تحاول فرض تصوّرها للعلاقة مع الكيان الصهيوني على الآخرين ، في حين كانت فصائل أخرى و من بينها الجهاد الإسلامي التي ينتمي إليها عابد ، ترى أن من حقّها الاستمرار في النضال و القيام بعمليات ضد الاحتلال ، الذي أعاد تموضع قواته في الأراضي الفلسطينية بعد اتفاق أوسلو الذي أفرز السلطة الفلسطينية ، و لم ينسحب منها .
                              المشاركة الأصلية بواسطة محمد الجهادي مشاهدة المشاركة

                              و رأت مصادر في الجهاد الإسلامي في حينه أن اعتقال هاني عابد بمثابة (رهينة سياسية حتى نوقف عملياتنا الجهادية) كما قال الأمين العام للحركة الشهيد فتحي الشقاقي في تصريح نشرته صحيفة الحياة اللندنية (5/6/1994م) .

                              .
                              هم القادة دائما الذين يمنحونا الرؤي وهم منارات على طريق الجهاد والاستشهاد وهم الذين قدموا ارواحهم رخيصة في سبيل الله وفي سبيل تنوير الجماهير وتوعيةالمجاهدين ....
                              ان حياتهم بكل تفاصيلها لهي احق ان تدرس وان تكتب بماء الذهب .....
                              ان ما دفعني لكتابة ذلك هو ما رايته في هذه المقالة والتى صورت الحالة التى نعيشها الان في الضفة الحبيية وما يعانيه المجاهدين من ملاحقة ومطاردة وتصفية على ايادي اعداء الله وزبانيتهم.....فلقد ابتلي بهم الرعين الاول من المجاهدين وها هو التاريخ يعيد نفسه وتابي الحقارة ان تفارق اهلها....
                              فالخزي والعار كان نصيبهم وسيذكرهم التاريخ في مزابله على مر العصور وهذا ما قراناه الان وبعد 14 عام على رحيلك والتاريخ لا يمكن ان يزوره المبطلون....اما انت سيدي فلسوف يذكرك التاريخ في صفحات من نور وستبقي روحك ترفرف حوالينا وستظل كلماتك نبراسا لنا ليس هذا فحسب بل اننا نتعلم من سيرتك الزكية وندرسها للاجيال اللاحقةوستبقي مضربا للامثال في الجهاد وحبك لفلسطين وسيبقي الشرف والتيه ملازما لك حتى بعد رحيل جسدك......

                              فهل رايتم المفارقة بين النموذجين
                              هم وحدهم الشهداء سيذكرهم الفخر والكرامة
                              والخزي والعار سيد من ارتضي الخيانة
                              التعديل الأخير تم بواسطة مغترب; الساعة 02-09-2008, 05:13 PM.
                              الأمة على موعد مع الدم ...دم يلون الأفق ...دم يلون الأرض ...دم يلون التاريخ ..دم يلون الدم ..ونهر الدم لا يتوقف ...دفاعا عن العقيدة ..دفاعا عن الأرض و الأفق و التاريخ ..دفاعا عن الحق و الحرية و العدل و الكرامة....

                              تعليق

                              يعمل...
                              X