إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

في دكري استشهاد سيد قطب

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • في دكري استشهاد سيد قطب

    خواطر إلي سيد في ذكرى إستشهاده




    بقلم / الحاجة أمينة قطب - رحمها الله -










    إليك أخي هذه الخاطرات تجول بنفسي مع الذكريات


    فاهمس والليل يحيي الشجون ويوقظ كل هموم الحياة


    ويوقد جمرا علاه الرماد ويبعث ما عز من أمنيات


    فاهتف، يا ليتنا نلتقي كما كان بالأمس قبل الأفول


    لأحكي اليك شجوني وهمي فما عاد من غاب بعد الرحيل!




    ---------------




    أخي إنه لحديث يطول وفيه الأسى وعميق الشجون


    رأيت تبدل خط الحداة بما نالهم من عناء السنين


    فمالوا إلى هدنة المستكين ومدوا الجسور مع المجرمين


    رأوا أن ذلك عين الصواب ومادونه عقبات الطريق


    بتلك المشورة مال السفين تأرجح في سيره كالغريق


    وفي لجة اليّم تيه يطول وظلمة ليل طويل عميق


    حزنت لما قد أصاب المسير وما يملك القلب غير الدعاء


    بأن ينقذ الله تلك السفين ويحمي ربانها من بلاء


    وأن يحذروا من ضلال المسير ومما يدبر طي الخفاء


    ترى هل يعودون أم أنهم يظنون ذلك خط النجاح؟


    وفي وهمهم أن مد الجسور سيمضي بآمالهم للفلاح


    وينسون أن طريق الكفاح به الصدق والفوز رغم الجراح




    ----------------




    ولكنني رغم هذي الهموم ورغم التأرجح وسط العباب


    ورغم الطغاة وما يمكرون وما عندهم من صنوف العذاب


    فإن المعالم تبدي الطريق وتكشف ماحوله من ضباب


    وألمح أضواء فجر جديد يزلزل أركان جمع الضلال


    وتوقظ أضواؤه النائمين وتنقذ أرواحهم من كلال


    وتورق أغصان نبت جديد يعم البطاح ندي الظلال


    فنم هانئاً يا شقيقي الحبيب فلن يملك الظلم وقف المسير


    فرغم العناء سيمضي الجميع بدرب الكفاح الطويل العسير


    فعزم الاباة يزيح الطغاة بعون الله العلي القدير






    ------------
    (الشعوب اداة التغيير)
    د.فتحي الشقاقي

  • #2
    يا الله كلمات جميلة


    انا ابن حماس وما هتفت لغيرها ولجيشها المقدام صانع ثورتي

    تعليق


    • #3


      رحم الله تعالى سيد الفكر الإسلامي الإصيل ، المجاهد الشهيد بإذن الله\\\سيد قطب
      وفي ذكرى رحيله واستشهاده نجدد العهد والوفاء لروحه العطرة ولدمه الطاهر...وكل الخزي للآيدي الآثمة في الحكومة المصرية التي أرادت النيل منه وحاكت له الكيد والمؤامرات وقامت بإعدامه.

      يَا شَهِيدًا رَفَعَ اللَّهُ بِهِ جَبْهَةَ الْحَقِّ عَلَى طُولِ المَدَى
      سَوْفَ تَبْقَى فِي الْحَنَايَا عَلَمًا حَادِيًا لِلرَّكْبِ رَمْزًا لِلْفِدَى
      مَا نَسِينَا أَنْتَ قَدْ عَلَّمْتَنَا نص ابَسْمَةَ الْمُؤْمِنِ فِي وَجْهِ الرَّدّى
      غَالَكَ الْحِقْدُ بِلَيْلٍ حَالِكٍ كُنْتَ فِيهِ الْبَدْرَ يَهْدِي لِلْهُدَى
      نَسِيَ الْفُجَّارُ فِي نَشْوَتِهِمْ أَنَّ نُورَ الْحَقِّ لَا لَنْ يُخْمَدَا



      أجل والله لن يخمدا لن يخمدا
      التعديل الأخير تم بواسطة بنت الشقاقي; الساعة 02-09-2008, 04:18 AM.

      أبتاهُ فَقْدُكَ مُوْجِعٌ ، أعياني
      وأقضَّ جَفْني ، والأسَى يَغْشَاني
      واذاق قلبي من كؤوس مرارة
      في بحر حزن من بكاي رماني !

      تعليق


      • #4
        نستذكر اليوم مقولته التي قالها بكل عز وفخر عندما سمع الحكم عليه بالإعدام ،،، حيث قال: "الحمد لله. لقد عملت خمسة عشر عاما لنيل الشهادة"

        الله أكبر ولله الحمد

        كنت رجلا ورحلت عن الدنيا رجلا

        أبتاهُ فَقْدُكَ مُوْجِعٌ ، أعياني
        وأقضَّ جَفْني ، والأسَى يَغْشَاني
        واذاق قلبي من كؤوس مرارة
        في بحر حزن من بكاي رماني !

        تعليق


        • #5
          سيد قطب.. المولد والنشأة

          الشهيد "سيد قطب"






          هو "سيد قطب إبراهيم" ولد في 9/10/1906م في قرية (موشة) التابعة لمحافظة أسيوط في صعيد مصر.

          ودخل المدرسة الابتدائية في القرية عام 1912م، حيث تخرج فيها عام 1918م، وانقطع عن الدراسة عامين بسبب ثورة 1919م.
          وفي عام 1920 سافر إلى القاهرة للدراسة والتحق بمدرسة المعالمين الأولية عام 1922 ثم التحق بمدرسة "تجهيزية دار العلوم" عام 1925م، وبعدها "تحويلية دار العلوم" عام 1929 حيث تخرج فيها عام 1933م حاملاً شهادة الليسانس في الآداب.
          عين بعد تخرجه مدرسًا في وزارة المعارض بمدرسة الداودية ثم مفتشًا للتعليم الابتدائي.
          وفي عام 1948 أوفدته وزارة المعارف إلى أمريكا للاطلاع على مناهج التعليم ونظمه وبقي يها حوالي سنتين حيث عاد إلى مصر في 20/8/1950م وعُين في مكتب وزير المعارف بوظيفة مراقب مساعد للبحوث الفنية واستمر حتى 18/10/1992م حيث قدم استقالته.
          بعد ذلك انضم "سيد قطب" إلى جماعة الإخوان المسلمين، وأصبح مفكر الجماعة الذي يعتد برأيه، بالرغم من أنه لم يتبوء منصبًا قياديًا.
          اعتقل سيد قطب لأول مرة مطلع عام 1954م وبقي لمدة شهرين، ثم اعتقل بعد مسرحية حادث المنشية يوم 26/10/1954، حيث قدم للمحاكمة يوم 22/11/1954م، وكانت المحكمة برئاسة "جمال سالم" وعضوية "أنور السادات" و"حسين الشافعي" وحكم عليه بخمسة عشر عامًا، ثم توسط الرئيس العراقي "عبد السلام عارف" فأفرج عنه بعفو صحي عام 1964م.
          ثم اعتقل عام 1965م بتهمة تدبير مؤامرة لاغتيال "جمال عبد الناصر" وبدأ التحقيق معه في السجن الحربي في 19/12/1965م واستمر 3 أيام وأصدرت المحكمة حكم الإعدام على سيد قطب يوم 21/8/1966م.
          وقد وصلت برقيات عديدة من أنحاء العالم العربي والإسلامي تطالب "عبد الناصر" بعدم تنفيذ حكم الإعدام في "سيد قطب".
          ولكن تم تنفيذ الحكم قبل بزوغ فجر يوم الاثنين 29/8/1966م الموافق 13جمادى أولى عام1386هـ.

          أبتاهُ فَقْدُكَ مُوْجِعٌ ، أعياني
          وأقضَّ جَفْني ، والأسَى يَغْشَاني
          واذاق قلبي من كؤوس مرارة
          في بحر حزن من بكاي رماني !

          تعليق


          • #6
            أبيات من أشعاره:::::


            أترى أحيــا بروح لا تحــس وفؤاد ليس يدري ما الشعور؟
            أكتم الأنفاس إن جالت بحــس ثم أبقى صخرة بين الصخور؟
            إن نفسي ليس ترضى: أي نفس تقبل العيش كسكان القـبور؟






            تبغون الاستقلال؟ تلك طريقة ولقد أخذتم بالطريق فيمـــموا
            وهو الجهاد حـــمية جشامة ما إن تخاف من الردى أو تحجم
            إن الخلود لم يطـيق ميــسر فليمض طلاب الخلود ويقدموا
            وطن يقسم للدخــيل هديــة فلا يحجم بعد ذلك محــجم؟

            أبتاهُ فَقْدُكَ مُوْجِعٌ ، أعياني
            وأقضَّ جَفْني ، والأسَى يَغْشَاني
            واذاق قلبي من كؤوس مرارة
            في بحر حزن من بكاي رماني !

            تعليق


            • #7
              من أروع ما قــــــــــاله قصيدة أخي :::::::::::::

              أخي أنت حر وراء السدود أخي أنت حر بتلك القيود
              إذا كنت بالله مستعصمًا فماذا يضيرك كيد العبيد
              ***
              أخي ستبيد جيوش الظلام ويشرق في الكون فجر جديد
              فأطلق لروحك إشراقها ترى الفجر يرمقنا من بعــيد
              ***
              أخي قد أصابك سهم ذليل وغدرًا رماك ذراع كليل
              ستبتر يومًا فصبر جميل ولم يدم بعد عرين الأسود
              ***
              أخي قد سرت من يديك الدماء أبت أن تشل بقيد الإماء
              سترفع قربانها... للسماء مخضبة بوسام الخلود
              ***
              أخي هل تراك سئمت الكفاح وألقيت عن كاهليك السلاح
              فمن للضحايا يواسي... الجراح ويرفع رايتها من جديد
              ***
              أخي هل سمعت أنين التراب تدك حصاه جيوش الخراب
              تمزق أحشاءه بالحراب وتصفعه وهو صلب عنـيد
              ***
              أخي إنني اليوم صلب المراس أدك صخور الجبال الرواس
              غدًا سأشيح بفأس الخلاص رؤوس الأفاعي إلى أن تبيد
              ***
              أخي إن نمت نلق أحبابنا فروضات ربي أعدت لنا
              وأطيارها رفرفت حولنا فطوبى لنا في ديار الخلود
              ***
              أخي إنني ما سئمت الكفاح ولا أنا ألقيت عني السلاح
              وإن طوقتني جيوش الظلام فإني على ثقة ... بالصباح
              ***
              وإني على ثقة من طريقي إلى الله رب السنا والشروق
              فإن عافني السوق أو عقني فإني أمين لعهدي الوثيق
              ***
              أخي أخذوك على إثرنا وفوج على إثر فوج جديد
              فإن أنا مت فإني شهيد وأنت ستمضي بنصر جديد
              ***
              قد اختارنا الله في دعوته وإنا سنمضي على سنته
              فمنا الذين قضوا نحبهم ومنا الحفيظ على ذمته
              ***
              أخي فامض لا تلتفت للوراء طريقك قد خضبته الدماء
              ولا تلتفت هاهنا أو هناك ولا تتطلع لغير السماء
              ***
              فلسنا بطير مهيض الجناح ولن نستذل ولن نستباح
              وإني لأسمع صوت الدماء قويًا ينادي الكفاح الكفاح
              ***
              سأثار لكن لرب ودين وأمضي على سنتي في يقين
              فإما إلى النصر فوق الأنام وإما إلى الله في الخالدين

              أبتاهُ فَقْدُكَ مُوْجِعٌ ، أعياني
              وأقضَّ جَفْني ، والأسَى يَغْشَاني
              واذاق قلبي من كؤوس مرارة
              في بحر حزن من بكاي رماني !

              تعليق


              • #8
                قصيدة :::::::الحـرية

                تيمـت كل فؤاد في هـواها
                واستوت من كل نفس في حشاها

                مُزجـت بالروح في تكوينها
                فهي لا ترضى بها شيئًا سـواها

                فُتن الطـفلُ بها في مهـده
                وغرام الشيخ فيـها قد تنـاهى

                سـبَّح العصفورُ شدواً باسمها
                ورآهـا فتنـةً لمَّـا رآهــا

                هـي روحـانية في سـحرها
                مُزجت بالروح فازداد سنـاها

                صـوروها وتـولوا وصـفها
                ويْحَكُم يا قوم شوَّهتم حـلاها

                إنها فـي النفس أبهى صورةً
                فدعوها حيث شاءت تتبـاهى

                هـي معني غـير محدود فلا
                تحصروها في حدود تتناهى

                اتـركوها تسبح الروح بها
                إنكم لن تدركوا يومًا مـداها

                ليس في الألفاظ أو بين الدنى
                مفصح عنها كما نحن نـراها

                هي ماذا؟ هي معنى قد سـما
                هي روح يبعث الموتى شذاها

                هي وحي يلهم النفس فتسمو
                عن خسيسات الأماني وخناها

                أرأيت الطـير يشـدو فرحًا
                منشدًا عذب الأمـاني منتقاها

                هو لما ذاق منهـا كأسـها
                أسـكرته فتغنى فـي لمـاها

                أم رأيت الطـفل إذ تكبحـه
                تظلم الدنيا ويغشاه دجــاها

                هو لا يرجو سـواها متعـة
                وهو إذ يبكي على شيء بكاها

                هـي روح الحسن في عليائه
                صورة أخـرى له أنت تراها

                جـاهد الأحرار فـي ميدانها
                ثم ماتوا بفخار فـي حمـاها

                لـو يضحوا في هواها غالياً
                كل ما عزَّ رخيص فـي هواها

                أبتاهُ فَقْدُكَ مُوْجِعٌ ، أعياني
                وأقضَّ جَفْني ، والأسَى يَغْشَاني
                واذاق قلبي من كؤوس مرارة
                في بحر حزن من بكاي رماني !

                تعليق


                • #9






                  1966 - إعدام سيد قطب أحد أعلام الإخوان المسلمين





                  سيد قطب (9 أكتوبر/ تشرين أول 1906 - 29 أغسطس/ آب 1966). كاتب وأديب ومنظر إسلامي ،يعتبر من أكثر الشخصيات تأثيراً على الحركات الإسلامية التي وجدت في بداية الخمسينيات من القرن الماضي، وهو من حركة الاخوان المسلمين، له العديد من المؤلفات والكتابات حول الحضارة الإسلامية، والفكر الإسلامي .



                  حياته العملية

                  بدأ سيد قطب متأثرا بحزب الوفد وخصوصاً بكاتبه عباس محمود العقاد وكتاباته الشيقة فقد تأثر كثيرا باعتقادات العقاد وكان من أشد المدافعين عنه إلا أن نظرته إلى الجيل الذي يسبقه قد تغيرت، وصار ينحى باللائمة عليه في تردي الأوضاع وبدأ بإنشاء منهج حسب ما يعتقده هو. وفي عام 1933، أنهى سيد دراسته من دار العلوم وعُيّن موظفاً بـ 6 جنيهات في الشهر . وفي بداية أربعينيات القرن العشرين، عمل سيد كمفتش للتعليم وزاد شغف سيد بالأدب العربي وقام على تأليف "كتب وشخصيات" و "النقد العربي - أصولة ومناهجه". ثم تحول سيد إلى الكتابة الإسلامية، فكتب "التصوير الفني في القران" الذي لاقى استحساناً واسعاً بين الأدباء وأهل العلم.


                  الدراسة في أمريكا

                  حصل سيد على بعثة للولايات المتحدة في عام 1948 لدراسة التربية وأصول المناهج وفي عام 1951، وكان سيد يكتب المقالات المختلفة عن الحياة في أمريكا وينشرها في الجرائد المصرية، ومنها مقال بعنوان "أمريكا التي رأيت" يقول فيه " شعب يبلغ في عالم العلم والعمل قمة النمو والارتقاء، بينما هو في عالم الشعور والسلوك بدائي لم يفارق مدارج البشرية الأولى، بل أقل من بدائي في بعض نواحي الشعور والسلوك"، ويذكر أيضاً الكثير من الحقائق التي عايشها عن الحياة الأمريكية في مختلف تفاصيلها. ويذكر أنه أيضاً تعرف على حركة الأخوان المسلمين ومؤسسها حسن البنا هناك، إذ انه عندما تم اغتيال حسن البنا، أخذ الأمريكيون بالابتهاج والفرح مما أثر في نفسية سيد قطب وأراد ان يتعرف على هذه الحركة عندما يعود إلى بلده.[1]

                  وجد سيد قطب ضالته في الدراسات الاجتماعية والقرآنية التي اتجه إليها بعد فترة الضياع الفكري والصراع النفسي بين التيارات الثقافية الغربية، ويصف قطب هذه الحالة بأنها اعترت معظم أبناء الوطن نتيجة للغزو الأوروبي المطلق. ولكن المرور بها مكنه من رفض النظريات الاجتماعية الغربية، بل إنه رفض أن يستمد التصور الإسلامي المتكامل عن الألوهية والكون والحياة والإنسان من ابن سينا وابن رشد والفارابي وغيرهم لأن فلسفتهم – في رأيه – ظلال للفلسفة الإغريقية. [2]


                  الرجوع إلى الوطن وانضمامه إلى حركة الإخوان المسلمين


                  في 23 اغسطس 1952، عاد سيد من الولايات المتحدة إلى مصر للعمل في مكتب وزير المعارف. وقامت الوزارة على نقله أكثر من مرة، الأمر الذي لم يرق لسيد فقدم استقالته من الوزارة في تاريخ 18 أكتوبر 1952. وبعد أن وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها، ازدادت الأحوال المعيشية والسياسية سوءاً ولعبت حركة الإخوان المسلمين دوراً بارزاً في عجلة الإصلاح والتوعية. واستقطبت حركة الإخوان المثقفين وكان لسيد قطب مشروع إسلامي يعتقد فيه بأنه " لا بد وأن توجد طليعة إسلامية تقود البشرية إلى الخلاص " ، ولذلك كانت بداية العلاقة بين سيد قطب والأخوان المسلمين هو كتاب "العدالة الاجتماعية في الإسلام" وفي الطبعة الاولى كتب في الإهداء : "الفتية الذين ألمحهم في خيالي قادمين يردون هذا الدين جديدًا كما بدأ.. يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويُقتلون"، وفهم الإخوان المسلمون أن هذا الإهداء يعنيهم هم، فأصبحوا يهتمون بأمره ويعتبرونه صديقاً لهم، إلى أن انضم فيما بعد إلى الحركة وأصبح مسؤولاً للقسم الدعوي فيها.


                  المعتقل


                  توطّدت علاقة سيد بالإخوان المسلمين وساهم في تشكيل الهيئة التأسيسية لجماعة الإخوان. وكان سيد المدني الوحيد الذي كان يحضر اجتماعات مجلس الثورة التي قام بها الضباط الأحرار بقيادة جمال عبد الناصر[بحاجة لمصدر]، ولكنه سرعان ما اختلف معهم على منهجية تسيير الأمور، مما اضطره إلى الانفصال عنهم. وفي عام 1954 حصلت عملية اغتيال فاشلة لـجمال عبد الناصر في منطقة المنشية، واتهم الإخوان بأنهم هم الذين يقفون ورائها، وتم اعتقال الكثيرين منهم وكان سيد أحدهم، حيث تم الزج به بالسجن لمدة 15 عاماً معانياً شتى أصناف التعذيب في السجن.[بحاجة لمصدر] وقد تدخل الرئيس العراقي الأسبق المشير عبد السلام عارف لدى الرئيس عبد الناصر للإفراج عنه في مايو 1964. إلا أنه ما لبث ان اعتقل ثانيةً بعد حوالي ثمانية أشهر بتهمة التحريض على حرق معامل حلوان لإسقاط الحكومة كما حدث في حريق القاهرة.

                  عمل سيد خلال فترة بقائه في السجن على إكمال أهم كتبه: التفسير الشهير "في ظلال القرآن" وكتابه "معالم في الطريق" و "المستقبل لهذا الدين".



                  إعدامه

                  وفي 30 يوليو 1965، ألقت الشرطة المصرية القبض على شقيق سيد "محمد قطب" وقام سيد بإرسال رسالة احتجاج للمباحث العامة في تاريخ 9 أغسطس 1965. أدت تلك الرسالة إلى إلقاء القبض على سيد والكثير من أعضاء جماعة الاخوان المسلمين وحُكم عليه بالإعدام مع 7 آخرين وتم تنفيذ الحكم في فجر الاثنين 29 اغسطس 1966، وتم الإعدام في مكان عام.

                  ولقد روى عن سيد قطب ان رسول الله صلى الله عليه وسلم " اتاه في المنام ليلة اعدامه وكان يمتطى فرسا ابيض ونزل الرسول الكريم من عليه وصافح الشيخ سيد وقال له هنيئا لك الشهاده"[بحاجة لمصدر]


                  مؤلفاته

                  المؤلفات الأدبية

                  طفل من القرية (سيرة ذاتية).
                  أشواك (رواية).
                  المدينة المسحورة (قصة أسطورية).
                  النقد الأدبي – أصوله ومناهجه.
                  التصوير الفني في القرآن.
                  مشاهد القيامة في القرآن.

                  المؤلفات الإسلامية

                  معالم في الطريق.
                  المستقبل لهذا الدين.
                  هذا الدين.
                  في ظلال القرآن (تفسير).
                  العدالة الاجتماعية.
                  تصورات إسلامية (مجموعة مقالات في كتاب).


                  مقالات

                  كيف وقعت مراكش تحت الحماية الفرنسية؟
                  قيمة الفضيلة بين الفرد والجماعة.
                  الدلالة النفسية للألفاظ والتراكيب العربية.
                  هل نحن متحضرون؟
                  وظيفة الفن والصحافة.
                  شيلوك فلسطين أو قضية فلسطين.
                  أين أنت يا مصطفى كامل؟
                  فلنعتمد على أنفسنا.
                  ضريبة الذل.
                  أين الطريق؟.

                  قصائد


                  الصبح يتنفس (قصيدة)

                  حدثيني (قصيدة).

                  هم الحياة (قصيدة).

                  هتاف الروح (قصيدة).

                  تسبيح (قصيدة).

                  أخي أنت حر بتلك القيود

                  وتشير بعض المصادر إلى أن لسيد أكثر من 400 مقالة موزعة على عدد السنين التي كان يكتب فيها، بالإضافة إلى الكثير من القصائد والأشعار التي كانت تمثل رؤيته للحياة. بالإضافة إلى ذلك فأن بعض الأجزاء من كتب سيد قد ضاعت نظراً لأنه كان يكتب على كل ما يتوفر لديه من ورق، ومن ضمن ذلك أوراق الإدعاء في المحكمة، بالإضافة إلى أن معظم كتبه أصبحت ممنوعة في مصر في عهد عبد الناصر
                  موضوع عن قصص الجواسيس العرب واحدات مهمة ارجو المتابعة
                  22:2

                  تعليق


                  • #10

                    من أقواله


                    ( و كم من عالم دين رأيناه يعلم حقيقة دين الله ثم يزيغ عنها ، و يعلن غيرها ، و يستخدم علمه في التحريفات المقصودة ، و الفتاوى المطلوبة لسلطان الأرض الزائل ، يحاول أن يثبت بها هذا السلطان المعتدي على سلطان الله و حرماته في الأرض جميعاً ، لقد رأينا من هؤلاء من يعلم و يقول: " إن التشريع حق من حقوق الله ؛ من ادعاه فقد ادعى الألوهية ، و من ادعى الألوهية فقد كفر ، و من أقر له بهذا الحق و تابعه عليه فقد كفر أيضاً "، و مع ذلك - مع علمه بهذه الحقيقة التي يعلمها من الدين بالضرورة - فإنه يدعو للطواغيت الذين يدّعون حق التشريع ، و يدّعون الألوهية بادعاء هذا الحق ، ممن حكم عليهم هو بالكفر ، و يسميهم " المسلمين " ، و يسمي ما يزاولونه إسلاما لا إسلام بعده ) [الظلال: ج19/ص1397]


                    من الصعب علي أن أتصور كيف يمكن أن نصل إلى غاية نبيلة باستخدام وسيلة خسيسة !؟ إن الغاية النبيلة لا تحيى إلا في قلب النبيل : فكيف يمكن لذلك القلب أن يطيق استخدام وسيلة خسيسة ؛ بل كيف يهتدي إلى استخدام هذه الوسيلة حين نخوض إلى الشط الممرع بركة من الوحل لابد أن نصل إلى شط الملوثين .. أن أوحال الطريق ستترك آثارها على أقدامنا وعلى مواضع هذه الأقدام كذلك الحال حين نستخدم وسيلة خسيسة : إن الدنس سيعلق بأرواحنا ، ويسترك آثاره في هذه الأرواح ، وفي الغاية التي وصلنا إليها !.
                    إن الوسيلة في حساب الروح جزء من الغاية . ففي عالم الروح لا توجد هذه الفوارق والتقسيمات ! الشعور الإنساني وحده إذا حس غاية نبيلة فلن يطيق استخدام وسيلة خسيسة .. بل لن يهتدي إلى استخدامها بطبيعته ! (( الغاية تبرر الوسيلة !؟ )) : تلك هي حكمة الغرب الكبرى !! لأن الغرب يحيا بذهنه وفي الذهن يمكن أن توجد التقسيمات والفوارق بين الوسائل والغايات !.


                    إننا نحن إن (( نحتكر )) أفكارنا وعقائدنا ، ونغضب حين ينتحلها الآخرون لأنفسهم ، ونجتهد في توكيد نسبتها إلينا ، وعدوان الآخرين عليها ! إننا إنما نصنع ذلك كله ، حين لا يكون إيماننا بهذه الأفكار والعقائد كبيرا ، حين لا تكون منبثقة من أعماقنا كما لو كانت بغير إرادة منا حين لا تكون هي ذاتها أحب إلينا من ذواتنا !.
                    إن الفرح الصافي هو الثمرة الطبيعية لأن نرى أفكارنا وعقائدنا ملكا للآخرين ونحن بعد أحياء ، إن مجرد تصورنا لها أنها ستصبح – ولو بعد مفارقتنا لوجه هذه الأرض – زادا للآخرين وريا ، ليكفي أن تفيض قلوبا بالرضا والسعادة والاطمئنان !.

                    (( التجار )) وحدهم هم الذين يحرصون على (( العلامات التجارية )) لبضائعهم كي لا يستغلها الآخرون ويسلبوهم حقهم من الربح أما المفكرون وأصحاب العقائد فكل سعادتهم في أن يتقاسم الناس أفكارهم وعقائدهم ويؤمنوا بها إلى حد أن ينسبوها لأنفسهم لا إلى أصحابها الأولين !.

                    إنهم لا يعتقدون أنهم (( أصحاب )) هذه الأفكار والعقائد ، وإنما هم مجرد (( وسطاء )) في نقلها وترجمتها .. إنهم يحسون أن النبع الذي يستمدون منه ليس من خلقهم ، ولا من صنع أيديهم . وكل فرحهم المقدس ، إنما هو ثمرة اطمئنانهم إلى أنهم على اتصال بهذا النبع الأصيل !…


                    ولقد تتحول مصلحه الدعوة إلى صنم يتعبده أصحاب الدعوة وينسون معه منهج الدعوة الأصيل أن على أصحاب الدعوة أن يستقيموا على نهجها ويتحروا هذ النهج دون غلتفات إلى ما يعقبه هذ التحري من نتائج قد يلوح لهم أن فيها خطر على الدعوة وأصحابها فالخطر الوحيد الذي يجب أن يتقوه هو خطر الانحراف عن النهج لسبب من الاسباب سواء كان هذا الانحراف كثير او قليلا والله أعرف منهم بالمصلحة وهم ليسوا بها مكلفين إنما هم مكلفون بأمر واحد لا ينحرفوا عن المنهج وإلا يحيدوا عن الطريق

                    وليس في إسلامنا ما نخجل منه ، وما نضطر للدفاع عنه ، وليس فيه ما نتدسس به للناس تدسساً ، أو ما نتلعثم في الجهر به على حقيقته .. إن الهزيمة الروحية أمام الغرب وأمام الشرق وأمام أوضاع الجاهلية هنا وهناك هي التي تجعل بعض الناس .. المسلمين .. يتلمس للإسلام موافقات جزئية من النظم البشرية ، أو يتلمس من أعمال " الحضارة " الجاهلية ما يسند به أعمال الإسلام وقضاءه في بعض الأمور ... إنه إذا كان هناك من يحتاج للدفاع والتبرير والاعتذار فليس هو الذي يقدم الإسلام للناس . وإنما هو ذاك الذي يحيا في هذه الجاهلية المهلهلة المليئة بالمتناقضات وبالنقائض والعيوب ، ويريد أن يتلمس المبررات للجاهلية . وهؤلاء هم الذين يهاجمون الإسلام ويلجئون بعض محبيه الذين يجهلون حقيقته إلى الدفاع عنه ، كـأنه متهم مضطر للدفاع عن نفسه في قفص الاتـهام !" - من كتابه "معالم في الطريق

                    ثم هي الأسباب الظاهرة لإصلاح الجماعة البشرية كلها ، عن طريق قيادتها بأيدي المجاهدين الذين فرغت نفوسهم من كل أعراض الدنيا وكل زخارفها ، وهانت عليهم الحياة وهم يخوضون غمار الموت في سبيل الله ، ولم يعد في قلوبهم ما يشغلهم عن الله ، والتطلع إلى رضاه ، وحين تكون القيادة في مثل هذه الأيدي تصلح الأرض كلها ويصلح العباد ، ويصبح عزيزاً على هذه الأيدي أن تسلم في راية القيادة للكفر ، والضلال ، والفساد ، وهي قد اشترتها بالدماء والأرواح ، وكل عزيز ، وغال أرخصته لتتسلم هذه الراية لا لنفسها ولكن لله.

                    قليل هم الذين يحملون المبادىء وقليل من هذا القليل الذين ينفرون من الدنيا من اجل تبليغ هذه المبادىء وقليل من هذه الصفوة الذين يقدمون أرواحهم ودمائهم من اجل نصرة هذه المبادىء والقيم فهم قليل من قليل من قليل.

                    فما يخدع الطغاة شيء ما تخدعهم غفلة الجماهير ، وذلتها ، وطاعتها ، وانقيادها ، وما الطاغية إلا فرد لا يملك في الحقيقة قوة ، ولا سلطاناً ، وإنما همي الجماهير الغافلة الذلول ، تمطي له ظهرها فيركب ! وتمد لها أعناقها فيجر ، وتحني لها رؤوسها فيستعلي ! وتتنازل له عن حقها في العزة والكرامة فيطغى! والجماهير تفعل هذا مخدوعة من جهة ، وخائفة من جهة أخرى ، وهذا الخوف لا ينبعث إلا من الوهم ، فالطاغية - وهو فرد - لا يمكن أن يكون أقوى من الألوف والملايين ، لو أنها شعرت بإنسانيتها ، وكرامتها ، وعزتها ، وحريتها.

                    إن الدخول في الإسلام صفقة بين متبايعين.. .الله هو المشتري والمؤمن فيها هو البائع ، فهي بيعة مع الله ، لا يبقى بعدها للمؤمن شيء في نفسه ، ولا في ماله.. لتكون كلمة الله هي العليا ، وليكون الدين كله لله

                    سأله أحد إخوانه: لماذا كنت صريحا في المحكمة التي تمتلك رقبتك ؟ قال : "لأن التورية لا تجوز في العقيدة ، وليس للقائد أن بأخذ بالرخص". ولما سمع الحكم عليه بالإعدام قال: "الحمد لله. لقد عملت خمسة عشر عاما لنيل الشهادة"


                    يوم إعدامه


                    ويوم تنفيذ الإعدام، وبعد أن وضع على كرسي المشنقة عرضوا عليه أن يعتذر عن دعوته لتطبيق الشريعة ويتم إصدار عفو عنه، فقال: "لن أعتذر عن العمل مع الله". [3] ثم قال: "إن إصبع السبابة الذي يشهد لله بالوحدانية في الصلاة ليرفض أن يكتب حرفا واحدا يقر به حكم طاغية". فقالوا له إن لم تعتذر فاطلب الرحمة من الرئيس. فقال: "لماذا أسترحم؟ إن كنت محكوما بحق فأنا أرتضي حكم الحق ، وإن كنت محكوما بباطل ، فأنا أكبر من أن أسترحم الباطل"، ويروى أيضاً أن الذي قام بعملية تلقينه الشهادتين قبل الإعدام قال له: "تشهد"، فقال له سيد: "حتى أنت جئت تكمل المسرحية نحن يا أخي نعدم بسبب لا إله إلا الله ، وأنت تأكل الخبز بلا إله إلا الله". [3]


                    قيل عنه

                    يَا شَهِيدًا رَفَعَ اللَّهُ بِهِ جَبْهَةَ الْحَقِّ عَلَى طُولِ المَدَى
                    سَوْفَ تَبْقَى فِي الْحَنَايَا عَلَمًا حَادِيًا لِلرَّكْبِ رَمْزًا لِلْفِدَى
                    مَا نَسِينَا أَنْتَ قَدْ عَلَّمْتَنَا نص ابَسْمَةَ الْمُؤْمِنِ فِي وَجْهِ الرَّدّى
                    غَالَكَ الْحِقْدُ بِلَيْلٍ حَالِكٍ كُنْتَ فِيهِ الْبَدْرَ يَهْدِي لِلْهُدَى
                    نَسِيَ الْفُجَّارُ فِي نَشْوَتِهِمْ أَنَّ نُورَ الْحَقِّ لَا لَنْ يُخْمَدَا


                    [color=#CC0066]قال الشيخ أبو عبد الرحمن غنيم المصرى [/color](كان سيد قطب من أسياد الإخوان وأقطابهم) .
                    موضوع عن قصص الجواسيس العرب واحدات مهمة ارجو المتابعة
                    22:2

                    تعليق


                    • #11
                      عملاق الفكر الإسلامي الشهيد سيد قطب

                      بقلم: الدكتور عبد الله عزام

                      إن أصحاب الأقلام يستطيعون أن يصنعوا شيئا كثيرا ولكن بشرط واحد: أن يموتوا هم لتعيش أفكارهم.. أن يطعموا أفكارهم من لحومهم ودمائهم.. أن يقولوا ما يعتقدون أنه حق ، ويقدموا دماءهم فداء لكلمة الحق ، (إن أفكارنا وكلماتنا تظل جثثا هامدة ، حتى إذا متنا في سبيلها أو غذيناها بالدماء انتفضت حية وعاشت بين الأحياء)(1). 1- دراسات إسلامية (139).

                      (إن الدخول في الإسلام صفقة بين متبايعين.. .الله سبحانه هو المشتري والمؤمن فيها هو البائع ، فهي بيعة مع الله ، لا يبقى بعدها للمؤمن شيء في نفسه ، ولا في ماله.. لتكون كلمة الله هي العليا ، وليكون الدين كله لله)(1). 1- (في ظلال القرآن (11-1716) ط/الشروق.

                      أصله ونشأته:

                      ولد -رحمه الله- في قرية من قرى الصعيد اسمها (موشه) سنة (1906م) ، وهي تتبع محافظة أسيوط لأبوين كريمين متوسطي الحال ، يحملان سمت أهل الصعيد المصري من سمرة في البشرة ، وقسمات وجوههم تعكس بعض ما جبلت عليه فطرتهم من غيرة على العرض ، إلى الطيب المتأصل في أعماق نفوسهم ، والكرم الذي لا يفارقهم سواء في سني الجدب أو الخصب والنماء ، هذا فضلا عن العاطفة الفياضة الجياشة التي تربطهم بشدة بهذا الدين القويم ، ولقد ذكر الأستاذ سيد في مقدمة التصوير الفني في القرآن أن روح أمه المتدينة قد طبعته بطابعها ، وفي مقدمة مشاهد القيامة أنه قد تربى في مسارب نفسه الخوف من اليوم الآخر من خلال الكلمات والتصرفات التي كانت تنطلق من والده من خلال ممارسته أعماله اليومية ، والقيام بضرورياته من طعام وشراب وغيرها ، فتركت شخصية الوالدين بصماتها واضحة على قلبه.

                      ويقال إن أصل الأستاذ سيد قطب هندي ، وأن حسينا -جده الرابع- قد هاجر من الهند إلى أرض الحرمين حيث البيت العتيق ومثوى المصطفى ص ، ثم هاجر إلى مصر واستقر في هذه القرية المصرية.

                      نشأته:

                      درج في مراحل الطفولة الأولى في قريته في أحضان والديه اللذين أرضعاه حب هذا الدين من خلال التدين الفطري الذي طبعت عليه هذه الأنفس ، ثم انتقل إلى القاهرة حيث يسكن خاله ، وواصل تعليمه ودخل دار العلوم ، وبرزت مواهبه الأدبية إبان دراسته ، وكان يكتب في عدة مجلات أدبية وسياسية منها (الرسالة) ، (اللواء الاشتراكية) ، ولقد كتب عنه أستاذه مهدي علام في تقديمه لرسالة (مهمة الشاعر في الحياة) التي ألقاها سيد قطب كمحاضرة في دار العلوم يقول: (لو لم يكن لي تلميذ سواه لكفاني ذلك سرورا وقناعة ، ويعجبني فيه جرأته الحازمة التي لم تسفه فتصبح تهورا ، ولم تذل فتغدو جبنا ، وتعجبني فيه عصبيته البصيرة ، وإنني أعد سيد قطب مفخرة من مفاخر دار العلوم.

                      وفي الأربعينات تولى رئاسة تحرير مجلة (الفكر الجديد) لصاحبها محمد حلمي المنياوي ، ولقد بدت في هذه المجلة نزعة سيد قطب العدائية للملك فاروق ، وقد كان مجاهرا في نقده اللاذع حتى دس إليه فاروق من يطلق عليه النار ، فأخطأه الرصاص ، ولقد صدر من المجلة ستة أعداد صودر عددان منها ثم اضطرت الحكومة لإغلاقها بعد ستة أعداد.

                      ولقد تتلمذ الأستاذ سيد قطب أدبيا على يد العقاد ، وكان يتردد على طه حسين ، وحمل لواء المعارضة للأستاذ الكبير مصطفى صادق الرافعي ، وكان هجومه على الرافعي عنيفا حتى أن الرافعي لم ينج منه بعد موته فلقد نقد الرافعي إثر موته نقدا لاذعا فقام علي الطنطاوي يدافع عن الرافعي فقابله الأستاذ سيد برد مقذع حاد.

                      ولقد كتب في أوائل الأربعينات كتابيه الشهيرين: التصوير الفني في القرآن ، وقد أهداه إلى أمه ، ومشاهد القيامة في القرآن وأهداه إلى روح أبيه ، وكم كانت دهشة القراء عندما وجدوا أن الكتابين يخلوان من البسملة ، إذ لم يكن سيد قد اتجه الوجهة الإسلامية بعد.

                      بعض ملامحه وصفاته الشخصية:

                      1- الصدق.

                      إن من أبرز الصفات في نفسية سيد قطب الصدق ، وهذه الصفة طبعت كتابته كلها بالوضوح ، مما جعل تعامله مع الساسة يكاد يكون مستحيلا ، ولقد كان هذا الخط بارزا في جاهليته وإسلامه ، ففي عهد فاروق كان الكتاب يعبون من سؤره ويخطبون وده بتذليل رخيص ويتزلفون حتى يستطيعوا الانكباب على أقدامه عل هم ينالوا من الحطام ، أما سيد قطب فلقد كان رغم فقره أبيا صادقا ، ففي زواج فاروق ، وفي أعياد ميلاده ترى المقالات التي تزحم بها الصحف بأقلام الكتاب إلا سيد فإنك تفتقد اسمه بين هذه القطعان.

                      وتلمح هذا الصدق من خلال عباراته ، فلقد كتب في مجلة مصر الفتاه الاشتراكية تحت عنوان كبير (رعاياك يا مولاي) وأظهر صورا من الترف الفاجر وفي المقابل صور من البؤس والفاقة.

                      ولقد طلبت الثورة عندما قامت سنة (1925م) من سيد قطب أن يكون لها مستشارا للشؤون الداخلية فلم يستطع العمل معهم سوى ثلاثة أشهر ثم تركهم لأن نفسه لا تقبل الالتواء والتلون.

                      ولقد عمق الإسلام هذه الصفة في مسارب نفسه ، فأضحى الصدق عنوانا لتعامله وكلامه ينبض بكل كلمة من كلماته وتنم عنها كل عبارة من عباراته ويبدو لك هذا جليا من خلال الطبعة الثانية من الظلال ومن خلال فصول المعالم.

                      كان يقول لأحد تلامذته واسمه سيد أيضا ، تعال يا سيد نراجع معا فصلا من فصول هذا الكتاب ، وأنا أظن أن أبواب السجن ستفتح له ولنا من جديد وقد تنصب لنا أعواد المشانق... فيرجوه تلامذته ألا يطبع المعالم حفاظا على حياته فيرفض بإباء قائلا : لا بد أن يتم البلاغ.

                      وقد سأله تلاميذه لماذا كنت صريحا كل الصراحة في المحكمة التي تملك عنقك? فقال: لأن التورية لا تجوز في العقيدة ، ولأنه ليس للقائد أن يأخذ بالرخص ، ويبدو أن هذه الصفة هي الطابع المميز لأل قطب جميعا ، فلقد قالت حميدة شقيقته: كان بإمكاني أن أعفى من سجن السنوات العشر لولا أني أبيت أن أكتم عقيدتي ورفضت إلا أن أصارح الطواغيت بكفرهم.

                      يقول في فصل (نقلة بعيدة (معالم في الطريق 206): (لن نتدسس إلى الناس بالإسلام تدسسا ولن نربت على شهواتهم ، وتصوراتهم المنحرفة ، سنكون معهم صرحاء غاية الصراحة ، هذه الجاهلية التي فيها خبث ، والله يريد أن يطيبكم).

                      2- الشجاعة والرجولة.

                      ولقد كان خلق الرجولة بارزا في تصرفاته سواء في جاهليته أو إسلامه فلم يسف ولم يسقط ولم يهو في مهاوي الرذيلة ، ولم يغرق في مستنقعات الوحل والجنس ، وأنت تقرأ له في حبه في جاهليته قصة (أشواك) فتلمح من خلال الإهداء رجولته ، يقول في الإهداء:(إلى التي خاضت معي في الأشواك ، فدميت ودميت ، وشقيت وشقيت ، ثم سارت في طريق وسرت في طريق جريحين بعد المعركة ، لا نفسها إلى قرار ، ولا نفسي إلى استقرار).

                      لا تجد فيه نتن الفاحشة ، وإنما تلمح شخصية معتدلة تعبر عن تجربة بشرية بكلمات أدبية ، دون تميع ولا انحراف ولا إسفاف ولا تهافت.

                      وخلق الرجال وجده الإسلام خامة طيبة في أعماق الأستاذ سيد فنماها ووجهها فأتت بالأعاجيب من فوق القمة التي أرتفع إليها ، يقول في مقدمة الظلال: (وعشت في ظلال القرآن أنظر من علو إلى الجاهلية التي تموج في الأرض ، وإلى اهتمامات أهلها الهزيلة الصغيرة ، أنظر إلى تعاجب أهل الجاهلية بما لديهم من معرفة الأطفال وتصورات الأطفال ، واهتمامات الأطفال ، كما ينظر الكبير إلى عبث الأطفال ، ومحاولات الأطفال ، ولغة الأطفال ، وأعجب ، ما بال هذا الناس ، ما بالهم يرتكسون في الحمأة الوبيئة).

                      ومن هنا داس دنيا الحكام وآثر العيش وراء قضبان الزنزانة ، وكان يقول:(إن إصبع السبابة الذي يشهد لله بالوحدانية في الصلاة ليرفض أن يكتب حرفا واحدا يقر به حكم طاغية) ، رغم أن وزارة المعارف تعرض عليه في السجن.

                      ويقول: (لماذا أسترحم? إن كنت محكوما بحق فأنا أرتضي حكم الحق ، وإن كنت محكوما بباطل ، فأنا أكبر من أن أسترحم الباطل ، بينما حبل المشنقة يلوح أمام ناظريه.

                      وبعد صدور حكم الإعدام وفي يوم الأحد (28-08-1966 م) وقبل تنفيذ حكم الإعدام جاء قرار موقع من الطاغوت الهالك -عبد الناصرـ: (ينفذ حكم الإعدام بكل من: سيد قطب ، محمد يوسف هواش، عبد الفتاح إسماعيل ، ومع الكتاب إشارة إلى محاولة استدراج سيد قطب إلى اعتذار يخفف به حكم الإعدام عنه ، فجاء حمزة البسيوني مدير السجن الحربي إلى حميدة قطب وأطلعها على القرار ، ثم أردف قائلا : لدينا فرصة واحدة لإنقاذ الأستاذ ، وهي اعتذاره ، وأنا أتعهد بإخراجه بعد ستة أشهر ، قالت حميدة: فجئت أخي فذكرت له ذلك ، فقال: لن أعتذر عن العمل مع الله.

                      وفي شهر آب سنة (1965م) وهو نفس الشهر الذي اعتقل فيه أرسل إليه المباحث واحدا فتسور الدار ودخل ليفتش فأمسكه وأنبه وأدبه ، وقال: (إن للبيوت حرمات ألا تعرف أدب الدخول؟ ثم كتب كتابا وأرسله إلى مدير المباحث وقال: (أرسل إلي بشرا ولا ترسل كلابا ) ثم ذهب إلى قسم المباحث ، وقال: (جئتكم حتى تعتقلوني).

                      3- كرمه وسخاؤه.

                      وهذه صفة تقترن مع الشجاعة غالبا ، فحيثما وجدت صفاء النفس وسخاءها وجدت الجرأة والشجاعة ، فالنفس الأبية التي تجود بروحها يرخص عليها المال ومتاع الحياة ، ولقد كان سيد ينفق كل ما يأتيه ولا يدخر شيئا ، وكان لكثير من نزلاء ليمان طرة في أمواله شيء معلوم ، حتى من المجرمين ، ومن السجانيين ، ولقد كان يشفق على حالة السجانيين الأسرية ، وضيق ذات يدهم فيرثي لحالهم ويخفف من كربهم وضنكهم وبأسائهم.

                      ولقد ملك مضائه وسخائه هذا قلوب عارفيه ، وأصبح بكرمه الآسر هو المدير الفعلي لسجن ليمان طره ، حتى كان الحلواني - مدير السجن - يقول: إن المدير الفعلي للسجن هو سيد قطب ، وأقرأ إن شئت رسالته الصغيرة (أفراح الروح): (وكيف كان يفجر ينابيع فطرة الخير في قلوب المجرمين ، وفي هذه الرسالة زاد كبير للعاملين من الدعاة.

                      ولذا فقد مضى إلى ربه وهو لا يملك مترا واحدا فوق هذه الغبراء (فهو بصدقه وفي العهود ، وبكرمه أسر القلوب ، وبتواضعه ألف بين الجنود ، وبشجاعته وصلابته قاد الجموع).

                      4- تواضعه.

                      وهذا سمت الصالحين (تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين) ، وبالقدر الذي كان يستعلي به على الطغاة كان يتواضع ويتطامن للمؤمنين من تلامذته ، فترى أحدهم يشير عليه أن يحذف فقرة من مسودة التفسير أو يصحح عبارة فيستجيب.

                      5- حبه ووفاؤه وعاطفته الفياضة.

                      وأما عاطفته الجياشة فلقد أفاضت من روحه على أسرته جميعا ، وتراه لهذا الوفاء لا يتزوج قبل محنته ليرعى الأسرة التي أصبح راعيها بعد أبيه ، يقول الأستاذ محمد قطب عن أخيه سيد: (هو أبي وأخي وأستاذي وصديقي).

                      كان سنة (1953م) في ضيافة المؤتمر الإسلامي في القدس ، وقد كان الإخوان آنذاك يشرفون عليه ، يقول فضيلة المراقب العام للإخوان في الأردن -الأستاذ محمد خليفةـ: كان الأستاذ سيد يطلب مني أن أطلب القاهرة -هذا من عمان- فأقول له: هل طرأت لك حاجة? فيقول: لا ، وإنما هو الشوق لسماع صوت الوالد المرشد العام الهضيبي ولو من خلال الهاتف.

                      وكثيرا ما كان يردد كلمة الوالد المرشد في التحقيق وفي المحكمة ، ولم يقتصر وفاء الأستاذ سيد على صلته بالبشر بل تعداه إلى علاقته بكل ما حوله حتى للحيوانات ، فلقد أ ل ف نزلاء ليمان طرة قطا أعور تتقزز الأبدان لرؤيته ، كان يأوي بالقرب من الأستاذ سيد قطب يخصص له قسما من طعامه وكان يقول: (ليس من الوفاء أن نجافيه ونضيعه في هرمه بعد طول صحبته لنا) وهو بوفائه يعيد إلى ذاكرتنا سيرة الرعيل الأول كأبي هريرة ويفتح أمام ناظرينا صورة زيد بن الدثنة وهو يقول: (والله لا أحب أن أكون سالما في أهلي ويصاب محمد صلى الله عليه وسلم شوكة في قدمه) وذلك وهو يرد على أبي سفيان عندما سأله: أتحب أن محمدا مكانك نعلقه على خشبة الصلب والإعدام ، فقال أبو سفيان: "ما رأيت مثل حب أصحاب محمد محمدا ).

                      أقول: هذه النماذج التي أقفرت الأرض منها إلا القليل القليل والتي عقمت الدنيا أن تلد أمثالها ، عاد جنود البنا يجددون سيرة هذا النفر الكريم ، هؤلاء أحيوا الأمل في قلوب مئات الملايين وأثبتوا للدنيا أن الإسلام لا زال قادرا على صناعة الرجال.

                      يقول الأستاذ سيد قطب لشقيقته حميدة: (إن رأيت الوالد المرشد -وهذا قبل إعدامه بيوم- فبلغيه عني السلام وقولي له: لقد تحمل سيد أقصى ما يتحمله البشر حتى لا تمس بأدنى سوء.

                      سيرة سيد قطب الحركية:

                      دخل الأستاذ سيد دعوة الإخوان المسلمين سنة (1951م) وكان يعبر عن هذا بأعمق تعبير قائلا : ولدت سنة (1951م) ، وقد جاء سيد على قدر ، ولكل أجل كتاب فلم يحفل سيد بالدعوة في بداية الأمر ولم يكن يعني نفسه للقاء بقائدها البنا الذي ضم الأفذاذ من أبناء مصر تحت جناحيه وبين صفوفه ، فكانت دعوته صفوة أبناء مصر.

                      وقد ابتدأ سيد قطب يتجه نحو الكتابة عن الإسلام العام ، ولم يكن سيد بعد قد أدرك بعد أعماق هذا الدين ، ولم يسبر أغواره بمسبار ، وكتب كتاب العدالة الاجتماعية مستعرضا نظام الحكم والمال ، وتركه مع إهداء جميل: (إلى الذين كنت المحهم بعين الخيال قادمين فرأيتهم بواقع الحياة قائمين يجاهدون بأموالهم وأنفسهم في مستقبل قريب جد قريب) ، ثم عهد إلى أخيه محمد في مصر لطباعته ، وطبعه الأستاذ محمد مع هذا الإهداء على حين كانت الحكومة قد نكلت بالإخوان وأودعتهم المعتقلات تمهيد ا لاغتيال الإمام الشهيد البنا ، وظنت الحكومة أن سيد قطب هو أحد أعضاء الإخوان وأن الكتاب مهدي إلى شباب الإخوان ، فصادرت الحكومة الكتاب ولم تسمح بنشره إلا برفع الإهداء ، فرفع الإهداء.

                      ويحدث الأستاذ سيد عن نفسه وهو في طريقه إلى أمريكا مبعوثا من وزارة المعارف المصرية التي يستلم وزارتها طه حسين -أستاذه- ، فأرسل الأستاذ سيد للإطلاع على المناهج الأمريكية ، يقول الأستاذ سيد: (كنا ستة نفر من المنتسبين إلى الإسلام على ظهر سفينة مصرية تمخر بنا عباب المحيط الأطلسي إلى نيويورك(1) 1- في ظلال القرآن عند تفسير آية (وما كان هذا القرآن أن يفترى من دون الله) (يونس: 37) ، أنظر طبعة الشروق (11-1786). فهو يعتبر نفسه آنذاك منتسبا إلى الإسلام).

                      ويشاء الله عز وجل أن يهديه سواء السبيل وأن يريه آياته ليجعله جنديا مخلصا في صف الدعوة الإسلامية ، وتحدث معه حادثتان تضطرانه للدخول تحت جناح الدعوة.

                      أما الحادثة الأولى: فقد حصلت في (13) شباط (1949م) يقول فيها أنه كان مستلقيا فوق سريره في إحدى مستشفيات أمريكا ، فيرى معالم الزينة وأنوار الكهرباء الملونة وألوان الموسيقى الغربية والرقصات ، ما هذا العيد الذي أنتم فيه؟ فقالوا: اليوم قتل عدو النصرانية في الشرق ، اليوم قتل حسن البنا ، وقد كانت هذه الحادثة كفيلة أن تهزه من أعماقه ، حسن البنا!! يحتفل بمقتله في داخل أمريكا ، إذن لا بد أن يكون الرجل مخلصا وأن تكون دعوته خطيرة حقا ، ترجف لسماعها أوصال الغرب هلعا واضطرابا .

                      وأما الحادثة الثانية: فقد حصلت في بيت مدير المخابرات البريطاني في أمريكا ، إذ كانت السفارات الغربية تتسابق في رمي شباكها لاصطياد الطلاب الشرقيين وإيقاعهم بحبائلها ليكرسوا في محافلها المختلفة ، ويقسموا العهد على خدمتها وإنذار الحياة خالصة لخدمتها ، وأي صيد أثمن من الكاتب المعروف سيد؟ فدعاه مدير المخابرات البريطاني إلى بيته ، يقول الأستاذ سيد: (واستدعى انتباهي أمران: الأول: إن هذا البريطاني يسمى أبناءه بأسماء المسلمين ، محمد وعلي وأحمد... ، والثاني وجدت لديه كتاب العدالة الاجتماعية ، وهو يعمل في ترجمته ، وهي النسخة الثانية في أمريكا إذ الأولى لدى وصلتني من أخي محمد قطب).

                      وبدأ الحديث عن أحوال الشرق وما ينتظره من مستقبل وأحداث ، ويعرج على مصر ليستفيض في الحديث عنها وتأخذ جماعة الإخوان المسلمين القسط الوافر من الحديث ، ويعرض علي تقارير مفصلة عن نشاط الجماعة وعن تحركات البنا وخطبه منذ أن كانت الجماعة ستة في الإسماعيلية حتى سنة (1949م) ، تفصيلات تؤكد أنهم قد سخروا أجهزة وأموال تتبع نشاط الإخوان وحركاتهم وسكناتهم ورصدوا لذلك أموالا ورجالا خوفا من هذا الغول البشع -الإسلام- وعقب البريطاني قائلا : (إذا قدر ونجحت حركة الإخوان في استلام حكم مصر فلن تتقدم مصر أبدا ، وسيحولون بعقليتهم المتخلفة بين الحضارة الغربية ، وستقف عقلياتهم المتحجرة دون تطور الشعب والأرض ، ثم قال: ونحن نأمل من الشباب المتعلمين أمثالك ألا يمكنوا هؤلاء من الوصول إلى سدة الحكم).

                      يقول سيد: قلت في نفسي (الآن حصحص الحق) ، وأيقنت أن هذه الجماعة على الحق المبين ، ولم يبق لي عذر عند الله إن لم أتبعها ، فهذه أمريكا ترقص على جمجمة البنا وهذه بريطانيا تسخر أجهزتها وأقلام مخابراتها -حتى داخل أمريكا- لمحاربة الإخوان.

                      يقول سيد: فصممت في قرارة نفسي أن أدخل الإخوان وأنا لم أخرج بعد من بيت مدير المخابرات البريطاني.

                      وكانت يد الله تعد لتهيئة الأجواء حتى يدخل سيد قطب دعوة الإخوان ، فهناك في مصر وزع كتاب العدالة الاجتماعية والإخوان مودعون لدى معتقلات الطور وغيرها تحاربهم زبانية فاروق ، وإهداء الكتاب يوحي أنه مهدى إلى الإخوان ، فظنه الإخوان منهم وأن الإهداء موجه إليهم ، فأقبلوا على العدالة يتداولونها ويقرؤونها.

                      وهنا في أمريكا الحادثة تلو الحادثة تقنع سيدا بصدق دعوة الله.ويترامى إلى مسامع الإخوان تاريخ مقدم سيد إلى مصر ، فتعد الدعوة كوكبة من شباب جماعة القاهرة لاستقباله في ميناء الإسكندرية مثل عبد العزيز سيسي رحمه الله.

                      فيعجب الأستاذ سيد بتربية الإخوان وأدبهم ألجم وخلقهم الرفيع ، وبمجرد أن وطأت قدماه أرض مصر اتصل بالأستاذ الهضيبي المرشد وعرض عليه أن يقبله جنديا في صف دعوة الإسلام ، فيرحب به الأستاذ الهضيبي ، ويبدأ الأستاذ سيد منذ تلك اللحظة جهاده المنظم المركز ، وقد كان صادقا منذ اللحظة الأولى ، وتعبيرا عن جده في الأمر قدم استقالته إلى وزارة المعارف وأعلن مفاصلته لطه حسين.

                      وقد سلمه الأستاذ الهضيبي بعد فترة رئاسة تحرير جريدة الإخوان المسلمون ، وكتب بها مقالات صدرت فيما بعد في كتاب أسماه -دراسات إسلامية- ثم قامت الثورة سنة (1925م) ، وكان للإخوان اليد الطولي في إنجاح الصورة وتهدئة الأوضاع ، إن الذي أجبر الملك فاروق على التوقيع على وثيقة التنازل هو الضابط عبد المنعم عبد الرؤوف أحد أفراد الدعوة المخلصين في قصر المنتزه في الإسكندرية ، ووزع الإخوان عشرة آلاف مسلح في القاهرة وحدها لحماية الثورة ، ولقد كتب فاروق في مذكراته: (إن الإخوان المسلمين هم الذين قلبوا عرشي) (وما كان ضباط الثورة إلا العوبة بأيديهم ، ولقد أراد الإخوان المسلمون ضربي في عرض البحر لولا أني أمرت ربان السفينة تغير اتجاهها)(1). 1- أنظر فاروق بين القمة والحضيض.

                      أقول بعد الثورة طلب مجلس الثورة من الأستاذ سيد أن يكون مستشارهم للشؤون الداخلية فقبل ، ولكن لم يستطع العمل معهم اكثر من ثلاثة أشهر ، وثلاثة أشهر أخرى على مضض وبفتور ثم تركهم لأن طبيعته لا تقبل الالتواء والتثني.
                      موضوع عن قصص الجواسيس العرب واحدات مهمة ارجو المتابعة
                      22:2

                      تعليق


                      • #12


                        سجنه الطويل:

                        لقد بدأت سلسلة المحن تتوالى على الدعوة وعلى كبار رجالاتها ، والحق أن سيدا من بين النفر القليل الذين أعطوا الدعوة أوقاتهم وحياته ودماءهم وأموالهم ، ولم يروا من إقبال الدنيا على الدعوة شيئا ، فقد أقبل عليها ودنياها في إدبار ، ورحم الله خباب بن الارت إذ يقول: (هاجرنا مع رسول الله ص في سبيل الله نبتغي وجه الله ، فوجب أجرنا على الله.. فمنا من مضى ، ولم يأكل من أجره في دنياه شيئا منهم مصعب بن عمير ، قتل يوم أحد فلم يوجد له شيء يكفن فيه)(1). 1- رجال حول الرسول ص(47).

                        وفي سنة (1954م) وبعد تمثيل فصول مسرحية الرصاصات على الطاغوت عبد الناصر في منشية البكري في الإسكندرية ، بدأت اعتقالات الإخوان وغيبت السجون المظلمة وراء جدرانها آلاف الشباب ، ولم يكن سيد لينجو إذ كان رئيسا لقسم نشر الدعوة آنذاك ، وكان من المفروض أن يكون سابع السبعة الذين علقوا على الأعواد شنقا ( وهم الشهداء:عبد القادر عودة ، محمد فرغلي ، يوسف طلعت ، إبراهيم الطيب ، هنداوي دوير ، محمود عبد اللطيف).

                        إلا أن إرادة الله أخرت شهادته ليكتب الظلال والمعالم ، وخصائص التصور الإسلامي ، فلقد أصيب سيد قطب من جراء التعذيب الشديد بنزيف في الرئة مما اضطرهم إلى نقله إلى المستشفى ونفذ الإعدام وهو في المستشفى ، وثارت ثائرة الشعوب المسلمة وعبرت عن سخطها بتظاهرات احتشدت أمام السفارات في الدول العربية والإسلامية ، وأحرقت بعض الأماكن وانهال سيل البرقيات الساخطة من المسلمين في كل مكان ، تكيل اللعنات وتنذر بالثبور والويل للقتلة ومصاصي الدماء.

                        وصدر وعد من القصر الجمهوري ألا يحدث إعدام فيما بعد ، وجاءت محاكمة سيد قطب في الحلقة الثانية ، وكانت المحاكمة مفتوحة ويرأس محكمة الشعب فيها جمال سالم وحوله عضوان حسين الشافعي وأنور السادات ، ولقد أبدى سيد قطب جرأة نادرة أمام ما يسمون بالقضاة ، فلقد خلع قميصه أمام المحكمة وقال بسخرية: انظروا يا قضاة العدالة!! ثم قال نحن نريد أن نسأل ، آينا أحق بالمحاكمة والسجن نحن أم انتم? إن لدينا وثائق أنكم عملاء للمخابرات الأمريكية ، وبدأ يسرد الوقائع والوثائق التي تصمهم بالخزي وتسمهم بالصلات المشبوهة بكافري -السفير الأمريكي آنذاك- مما اضطر جمال سالم أن يرفع الجلسة ويغلق المحاكمة.

                        وصدر الحكم عليه بالأشغال الشاقة المؤبدة ، ، وبعد فترة ولأسباب صحية خ فف الحكم إلى خمسة عشر عاما .

                        وأودع سيد قطب ليمان طره (السجن الذي يضم المئات من شباب الإخوان) ، ولقد شهد بأم عينيه مذبحة الإخوان في ليمان طره عندما فتحت الحكومة الرشاشات على الإخوان حيث قتل من عنبر واحد ، واحد وعشرون من شباب الإخوان والتصقت لحومهم بالحائط ، ومن شاء الإستزادة فليقرأ كتاب (أقسمت أن أروي لروكس معكرون).

                        كان سيد قطب مصابا بالتهاب في الشعب الهوائية ، فوضع في مصحة السجن (مستشفى صغير للسجن مع المصابين بالأمراض الصدرية كالس ل من المجرمين المسجونيين ، واستأذن من إدارة السجن أن يضع حواجز من القماش بينه وبين المرضى فأذن له ، فوضع حواجز من القماش المقوى فأصبح كأنه في غرفة مستقلة ، وألحق به داخل الحواجز القماشية محمد يوسف هواش ، وكانت هذه جريمة لهواش استحق عليها الإعدام سنة (1966م).

                        وبقي الأستاذ سيد صابرا محتسبا في سجنه يربي إخوانه من حوله بالصدق ويفيض عليهم من روحه المشرقة ، ويضمهم في حنايا قلبه الكبير ، وكان يرد على الذين يحاولونه المهادنة والإستسلام: (إن في صبرنا صبرا للكثيرين) وهي نفس كلمة الإمام أحمد بن حنبل.

                        وساءت حالته الصحية في السجن وأصيب بالذبحة الصدرية ، وأصبح جسده الناحل يحمل في طياته قائمة من الأمراض ، وهو م صر على البقاء في السجن وكانت الذبحة تصيبه مرتين في الأسبوع (الذبحة تشبه الجلطة).

                        وقدم الأطباء المشرفون على صحته تقارير لعبد الناصر ونصحوه قائلين: إن كان يهمك ألا يموت هذا الرجل في السجن فأخرجه لأنه معرض للموت في كل لحظة ، وماطل عبد الناصر ، ولقد تدخل المرحوم أحمد أوبلو -رئيس وزراء نيجيريا- الشمالية الذي أسلم على يديه ستمائة ألف مسلم- لإخراجه من السجن أثناء مروره بالقاهرة قبل قتله بفترة وجيزة فكذبوا على أحمد أوبلو متظاهرين بإخراجه فنقلوه إلى مستشفى القطر العيني(جامعة القاهرة) ، وكانت حالته الصحية تستدعي هذا النقل ، لأن مصحة السجن لم تعد بعلاجاتها وأدواتها البسيطة لم تعد تكفي لعلاج أمراضه.

                        ومكث في القصر العيني ستة أشهر وأعيد إلى مصحة ليمان طرة ، وفي نيسان سنة (1946م) أقيمت الإحتفالات بمناسبة الإنتهاء من المرحلة الأولى للسد العالي ، واستضافت مصر خريتشوف لمشاهدة الإحتفالات ، وأخرج الشيوعيون من السجون تحية لخريتشوف ، وكان عبد السلام عارف من بين الذين د عوا للمشاركة في الإحتفال ، وتلقى عبد السلام عارف برقية من مفتي العراق الشيخ أمجد الزهاوي يقول فيها: (من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها ، فاشفع بسيد) فتوسط عبد السلام لإخراجه فأخرج الأستاذ سيد من السجن في سنة (1964م) ، ولقد عرض عليه عبد السلام أن يصحبه إلى العراق ويكون مستشاره ، ولكن الأستاذ سيد استماحه عذرا ، متعللا بصحته التي تشرف على الرحيل وتؤذن بالوداع ، ولكن السبب الحقيقي وراء اعتذاره هو الذي وضحه قائلا :(إننا بإسنادنا ولو بالآراء لوضع جاهلي ، فإننا نحكم بالإعدام على كل كتاباتنا ضد الطواغيت ، وتصبح كلمتنا حبرا على أوراق).

                        والحقيقة أن عبد الناصر ما وافق على إخراجه إلا بعد تيقنه أن سيد قطب قد استهلك وأضحى حطام إنسان ليس لديه طاقة على حركة أو تجميع.

                        ولكن الروح هي التي تعمل ، فلقد كان الأستاذ سيد قد أعد مسودات المعالم وبدأ بمراجعتها ، ثم دفع بها إلى المطبعة ، وخرج المعالم لتنفذ الطبعة الأولى التي أصدرتها مكتبه وهبة في وقت جد قصير ، مما أدهش المخابرات المصرية ، وتحرك الشيوعيون الذين قرأوا كلمات المعالم كلمة كلمة ، وأيقنوا أن هذا سيعصف بتنظيمهم الذي تقوى في فترة غياب الشباب المسلم في غياهب السجون ، واجج الشيوعيون نار الحقد والبغضاء التي ما هدأ أوارها لحظة في قلب عبد الناصر.

                        جاء أحد الناس إلى الأستاذ محمد قطب وأخبره بأن الشيوعيين جاد ون في محاولة قتلك وقتل أخيك سيد قطب.

                        ويرى الأستاذ سيد في منامه أفعى حمراء تلتف حول عنقه فحدث بها جلساءه فقالوا أضغاث أحلام ، فقال: ولكني أظنها المشنقة التي يمسك بها الشيوعيون.

                        وحاولت الحكومة أولا أن تقضي على الظاهرين من الدعاة باغتيالات فردية ، وابتدأت المحاولة بالحاجة المجاهدة (زينب الغزالي) إذ داهمت سيارة كبيرة للمخابرات أو بإيعاز منها سيارتها وكسرت رجلها ، ومكثت على إثرها عاما كاملا في المستشفى ، وانتشر الخبر بأن المخابرات جاده في قتل سيد قطب ، وزينب الغزالي ، ومحمد قطب ، ومحمد هواش فنكلت المخابرات عن خطتها ، وأقبل صيف (1956م) الذي يحمل بين جوانحه ما تخبؤه الأقدار للدعوة الإسلامية ، من اعتقال وتشريد وإعدام بتنفيذ المخططات التي ترسم بروتوكولاتها في الكرملين والقصر الأبيض لتنفذ من خلال المخالب في المشرق.

                        واعتقل سيد قطب في (26/آب/1965م) وأودع السجن الحربي بعد أن انتقل من سجن إلى سجن وانتهى به المقام في الحربي ، وفي أوائل اعتقاله ألقي في زنزانة مظلمة بين أربعة كلاب بوليسية وظيفتها إرهاب السجناء بالإضافة إلى انتهاش لحومهم ، وتقطيعها فور تلقيها أية إشارة من الكلاب البشرية.

                        وأسندت تهمة الخيانة العظمى له بترأس تنظيم إرهابي يدعو إلى قلب نظام الحكم بالقوة ، وهذه حقيقة وكلمة حق أريد بها باطل ، فصاحب الحق يدعو لانتصار دينه وتطبيق الإسلام في كل مجالات الحياة ، ولا يهادن ولا يداهن ولايتنازل عن هذا الحق الذي يطالب به.

                        نعم لقد عهد إليه فضيلة المرشد بقيادة تنظيم سنة (1962م) وأطاع الأمر إذ أنه يعرف معنى الطاعة في الإسلام ، وأن طاعة الأمير فريضة في الأعناق ، ومعصيته إثم يستحق صاحبه العقاب ، فقبل وأشرف على تربية أفراده بكتاباته وهو في داخل السجن ، ثم أشرف بنفسه ووهب التنظيم حياته ، وروحه ، ووقته ، وفكره ، هذا التنظيم الذي يشير إليه في مقدمة المعالم بأنه طليعة البعث الإسلامي ، وهو يعتقد تماما أن صلاح البشرية وسعادتها وراحتها متوقفة على نجاح الحركة الإسلامية كما يقول في مقدمة الظلال ص(15) -دار الشروق : (وانتهيت من فترة الحياة في ظلال القرآن إلى يقين جازم حازم... أنه لا صلاح لهذه الأرض ، ولا راحة لهذه البشرية ، ولا طمأنينة لهذا الإنسان ولا رفعة ، ولا بركة ، ولا طهارة ، ولا تناسق مع سنن الكون وفطرة الحياة إلا بالرجوع إلى الله ، والرجوع إلى الله -كما يتجلى في ظلال القرآن- له صورة واحدة ، وطريق واحد... واحد لا سواه... إنه العودة بالحياة كلها إلى هذا الكتاب).

                        لقد كان وهو يستجيب لأمر المرشد بالإشراف على التنظيم ممن قال الله فيهم:

                        (الذين استجابوا لله وللرسول من بعد ما أصابهم القرح ، للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم)

                        (آل عمران: 172)


                        وبقي التحقيق والتعذيب مستمرا عاما كاملا من آب سنة (1965م) حتى آب سنة (1966م) ، وإن كان القضاة سلفا قد ارتشفوا دمه ، وقد كان الجلادون حريصين ألا يموت سيد قطب ليبقى معذبا. فكانوا يربطونه بالكرسي ويقولون: (نحن نعلم أنك إذا عذبت ستموت ، ونحن لا نريد أن تموت فتستريح).

                        ولقد بدأ الأستاذ سيد عملاقا إبان التحقيق والمحاكمات ، فكثيرا ما كان يسخر من الضباط الخائنين الذين انقلبوا بين عشية وضحاها قضاة يحكمون في الدماء والأعراض.. كالدجوي الذي ترأس المحكمة ، وقد كان ممن وقع في الأسر سنة (1956م) ، وقد كان يهاجم مصر من خلال اذاعة إسرائيل ، وقد كان سيد بأسلوبه اللاذع الساخر يقابل الذئاب البشرية التي تمسك بخناق المسلمين ، وتتربع على عرش مصر ، وتحكم بالحديد والنار ، وتجتث بما في أيديها من وسائل بقايا الخلق والقيم من المجتمع ، وتحارب بأقلامها وأجهزتها كل فضيلة آدمية ، أو مبدأ رباني ، أو أرضي ،

                        واستطاع سيد بصبره وترفعه وبصيرته أن يبين سخافة هؤلاء الأمساخ والتف حوله الفئة المؤمنة التي استطاعت بطاعتها واحترامها له أن تقتل الجلادين غما وحقدا وغيظا ، قال أحد المحققين للحاجة زينب الغزالي -حفظها الله-: (إن سيد قطب كذب عليك وقال عنك..) فقالت: حاشا لله أن يكذب سيد.

                        وقالوا لشاب مؤمن: هل اتصلت بسيد قطب؟ فأنكر وأصر على إنكاره رغم التعذيب ، فقالوا له: ولكن سيد قطب يقول: انك قد اتصلت به ، فقال الشاب: إن كان قالها فقد صدق!! وهي نفس الكلمة التي قالها الصديق أبو بكر بصدد الإسراء والمعراج.

                        ولقد اهتز كيان الطاغوت عند رؤية هذه الفئات ، وصعقوا إذ أنهم ظنوا أن قد قضى على الإسلام والجماعة المسلمة ، وإذا بهم يفاجئون بنماذج أنقى ، وبفئات أصلب عودا وأشد في دين الله مما رأوا من ذي قبل ، وهم في هذه المرة من الشباب المتعلم المثقف بل معظمهم من الكليات العلمية ، والعملية كالطب والهندسة والعلوم والذرة ولهول الصدمة كانت ضرباتهم جنونية ، ولقد استشهد تحت التعذيب مائتان وثمانون شابا من هذه النماذج وكانت النازلة شديدة الوقع على الطاغوت ، وكاد يجن حقا ، وبدأ يصرخ في وجوه المخابرات صرخات محمومه جنونية (إزاي يسرقوا مني جيل الثورة ، قباني (بائع قطن وهو الشهيد عبد الفتاح إسماعيل) ، وامرأة يعني (زينب الغزالي) ، وأضطرب كيانه وساءت صحته ، وخارت قواه العقلية والعصبية مما اضطره أن يذهب إلى روسيا حيث الحم امات الساخنة والجلسات الكهربائية ، وبعد أن أمسك بأنفاسه في روسيا أعلن من فوق قبر لينين: (لقد اكتشفنا مؤامرة للإخوان المسلمين ، ولئن عفونا المرة الأولى ، فلن نعفو المرة الثانية) وأعطيت الأوامرالشديدة فكان التعذيب الرهيب الذي استمر قرابة عام أثناء التحقيق ، وهنالك علاوات الإجرام ، ويحضرني قصة كتبها أحمد رائف في البوابة السوداء يقول فيها: (مات أحدنا لشدة التعذيب في الزنزانة وعندما فتح السجان باب الزنزانة صباحا قلنا: يا أفندم مات واحد فقال السجان: (يا أولاد الكلب بسى واحد مات ، حانودي وشنا فين من المسئول).

                        تقول الحاجة زينب الغزالي: لقد ضربوني ستة آلاف وخمسمائة سوط وكانت غرف التعذيب ثلاثين غرفة تختلف أدوات التعذيب في كل واحدة عن الأخرى ، وكان لا بد أن يصدر حكم الإعدام على الأستاذ سيد ، وعلى تلميذه محمد يوسف هواش وعلى الشيخ عبدالفتاح إسماعيل ، قال سيد عند صدور الحكم: (الحمد لله لقد جاهدت مدة خمسة عشر عاما حتى نلت هذه الشهادة) ، وقال الشيخ عبد الفتاح: (فزت ورب الكعبة).

                        ولقد ملك كل واحد منهما بصبره العجيب القلوب ، حتى قلوب جلاديه ، فلقد كان ضباط الحربي يقولون للشيخ عبد الفتاح: والله ان هذه البلد لا تستحقك ، فأنت درة ضائعة في مصر.

                        جاءت الأرحام من آل قطب لزيارة سيد بعد صدور حكم الإعدام ، فطوقهم بذراعيه وقال: (لقد دعوت الله عزوجل أن ينفذ الحكم لتكون الشهادة ، دعوت الله أن يجعل هذه العائلة كلها شهداء ، هل قبلتم؟ قالوا: قبلنا ، ونفذ حكم الإعدام في سحر ليلة الإثنين (92) آب (6691م) ، وفاضت هذه الروح الكبيرة إلى بارئها بعد أن أدت دورها ، وقد تبدو هذه النتيجة في حساب الأرض أسيفة أليمة ، وقد يعد ها البشر هزيمة مريرة ، لكن كما يقول هو في فصل (هذا هو الطريق): وهو يتحدث عن أصحاب الأخدود ص(532) من معالم في الطريق: (إن النصر في أرفع صوره هو انتصار الروح على المادة ، وانتصار العقيدة على الألم ، وانتصار الإيمان على الفتنة... وفي هذا الحادث انتصرت الفئة المؤمنة انتصارا يشرف الجنس البشري كله.. إن الناس جميعا يموتون ، وتختلف الأسباب ، ولكن الناس جميعا لا ينتصرون هذا الإنتصار ولا يرتفعون هذا الإرتفاع ، ولا يتحررون هذه التحرر ، ولا ينطلقون هذا الإنطلاق إلى هذه الآفاق ، إنما هو اختيار الله وتكريمه لفئة كريمة من عباده ، لتشارك الناس في الموت ، وتنفرد دون الناس في المجد في الملأ الأعلى ، وفي دنيا الناس أيضا ، إذا نحن وضعنا في الحساب نظرة الأجيال بعد الأجيال ، لقد كان في استطاعة المؤمنين أن ينجوا بحياتهم في مقابل الهزيمة لإيمانهم ، ولكن كم كانوا يخسرون هم أنفسهم ، وكم كانت البشرية كلها تخسر؟ كم كانوا يخسرون وهم يقتلون هذا المعنى الكبير؟ معنى زهادة الحياة بلا عقيدة ، وبشاعتها بلا حرية ، وانحطاطها حين يسيطر الطغاة على الأرواح بعد سيطرتهم على الأجساد).

                        ولقد صدق الله فصدقه ، إذ كان يتمنى الشهادة صادقا -والله أعلم- فرزقه الله إياها: تقرأ له مقالا كتبه سنة (1952م) في كتابه دراسات إسلامية ص (138) ، فكأنك تلمح من خلاله أنه يخط بالهام من الله نهايته إذ يقول: (إنه ليست كل كلمة تبلغ إلى قلوب الآخرين فتحركها ، وتجمعها ، وتدفعها ، إنها الكلمات التي تقطر دماء لأنها تقتات قلب إنسان حي. كل كلمة عاشت قد اقتاتت قلب انسان ، أما الكلمات التي ولدت في الأفواه ، وقذفت بها الألسنة ، ولم تتصل بذلك النبع الإلهي الحي ، فقد ولدت ميته ، ولم تدفع بالبشرية شبرا واحدا إلى الإمام ، إن أحدا لن يتبناها لأنها ولدت ميته ، والناس لا يتبنون الأموات ، ويكتب عند آية:

                        (إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة ، يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن ، ومن أوفى بعهده من الله ، فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم)

                        (التوبة: 111)



                        (إن الدخول في الإسلام صفقة بين متابيعين.. الله سبحانه هو المشتري والمؤمن فيها هو البائع ، فهي بيعة مع الله لايبقى بعدها للمؤمن من شيء في نفسه ، ولا في ماله يحتجزه دون الله -سبحانه- ودون الجهاد في سبيله ، لتكون كلمة الله هي العليا ، وليكون الدين كله لله...

                        إن الجهاد في سبيل الله بيعة معقودة بعنق كل مؤمن... كل مؤمن على الإطلاق منذ كانت الرسل ، ومنذ كان دين الله.. إنها السنة الجارية التي لا تستقيم الحياة بدونها ولا تصلح الحياة بتركها ، بعونك اللهم فإن العقد رهيب.. وهؤلاء الذين يزعمون أنفسهم (مسلمين) في مشارق الأرض ومغاربها ، قاعدون ، لا يجاهدون لتقرير الوهية الله في الأرض ، وطرد الطواغيت الغاصبة لحقوق الربوبية وخصائصها في حياة العباد ، ولا يقتلون ولا ي قتلون ، ولا يجاهدون جهادا ما دون القتل والقتال)(1). 1- في ظلال القرآن (11-1716) -ط/الشروق.

                        ميزات سيد قطب:

                        لقد تميزت كتابات سيد قطب بمميزات كثيرة أفردتها من بين الكتابات المعاصرة وجعلتها فذ ة مشرقة ، وعلى رأس هذه المميزات التي: ميزته وميزت كتاباته:

                        1- نفاذ البصيرة وعمق النظر:

                        وذلك راجع أولا وقبل كل شئ إلى الإخلاص الذي تلمحه من خلال عباراته -كما نحسبه والله حسيبه ولا نزكي على الله أحدا - ، والإخلاص يورث الفراسة اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله (1). 1- أخرجه البخاري في التاريخ و الترمذي عن أبي سعيد الخدري وهو في ضعيف الجامع الصغير برقم (127).

                        وأما عمق النظر فهذا يدركه كل من قرأ (المستقبل لهذا الدين) الذي صدر في الوقت الذي خيم فيه الظلام على المنطقة ، ولم تعد ترى فيها بصيصا من نور في هذا الليل البهيم ، وكثيرا ما كان يردد: (ستهب في المرحلة القادمة على المنطقة رياح من الإسلام الأمريكي!?) وقد كان!.

                        ولقد رأيت هذه الملامح على تفكير أخيه الأستاذ محمد قطب -حفظه الله- ، فكثيرا ما كان يحدث بأمور يتوقعها كنت أحسبها أيامها ضربا من الخيال أو إغراقا في الأوهام ، ثم رأيتها واضحة جلية في واقع الأرض..

                        2- سعة الأفق:

                        وهذا راجع إلى عاملين:

                        أولهما: الإطلاع على المخطط العالمي لضرب الإسلام.

                        ثانيهما: سعة ثقافته واطلاعه على الثقافة الإنسانية.


                        أما اطلاعه على المخطط العالمي لضرب الإسلام ممثلا بالحركة الإسلامية ، فلقد كان مبعوثا لوزارة المعارف المصرية إلى أمريكا في الوقت الذي لم يكن يعرف فيه حقيقة الإسلام بعد ، ولم يلتزم بعد بتعاليمه ، فيقول عن نفسه وهو في طريقه إلى أمريكا: (كنت أحد ستة نفر من المنتسبين للإسلام في باخرة تشق عباب الأطلسي ميممة شطر أمريكا) وفي أمريكا جرت له حادثتان كانتا سببا لدخوله في الحركة الإسلامية (كما حدثني بذلك أحد أرحامه):

                        أولهما: -كما يحدث هو- كنت في (13) شباط (1949م) مستلقيا على أحد أسرة مستشفى في أمريكا فرأيت رقصا صاخبا وموسيقى وأنوارا ورأيت الإبتسامات تعلو الوجوه ، والفرح يغمر المستشفى فقلت: أي عيد هذا الذي تحتفلون به قالوا: اليوم قتل عدو النصرانية في الشرق ، اليوم قتل حسن البنا.

                        قال: فهزتني هذه الكلمة من أعماقي.

                        ثانيهما: إن السفارات العالمية كانت تتسابق على اصطياد الشباب المسلم ، وسيد كصحفي معروف كان أحد هؤلاء الذين تدور حولهم العيون ليكون صيدا سهلا وفريسة مستساغة لصائده ، فدعاه مدير الإستخبارات في السفارة البريطانية في واشنطن إلى بيته.

                        قال سيد: فعندما دخلت بيته كم أذهلني مفاجأة أني رأيت عنده كتاب (العدالة الاجتماعية) ، ولم يكن قد وصل أمريكا إلا نسخة واحدة أرسلها لي أخي محمد ، إذ أنه قد أشرف على طباعة الكتاب في غيابي ، وبدأ الحديث عن الشرق ومصر وتوقعات المراقبين بأن الوريث للحكم الملكي القائم هو أحد اثنين: إما الشيوعيون وإما الإخوان المسلمون ، والمرجح أنهم الإخوان ، ثم بدأ يفتح لي ملفا خاصا بالإخوان فيه من التفصيلات والجزئيات مما يدق على أبناء مصر أنفسهم حتى المختصين ، ثم قال: إذا وصلت جماعة الإخوان إلى الحكم فإنها ستحرم مصر من ثمار الحضارة الغربية ، ثم قال أخيرا : نحن نهيب بأمثالك من المثقفين أن يحولوا بين الإخوان وبين الوصول إلى الحكم ، لأن وصولهم هو نهاية مصر المؤسفة الأليمة!? قال سيد: وفي بيت مدير الإستخبارات البريطاني في واشنطن قررت أن أدخل جماعة الإخوان فور عودتي ، لأنه لا يمكن لجماعة تكيد لها الدوائر العالمية هذا الكيد أو تخطط ضدها هذا التخطيط إلا أن تكون الجماعة على الحق.

                        لقد دخل سيد جماعة الإخوان ، وقد عرف بنفسه الكيد الهائل ضد الإسلام والكراهية العميقة التي لايمكن للغرب أن يخفيها.

                        - وأما سعة ثقافته: فيقول عن نفسه (1): 1- معالم في الطريق للشهيد ص(143). (إن الذي يكتب هذا الكلام إنسان عاش يقرأ أربعين سنة كاملة ، كان عمله الأول فيها هو القراءة والإطلاع في معظم حقول المعرفة الإنسانية... ما هو من تخصصه وما هو من هواياته.. ثم عاد إلى مصادر عقيدته وتصوره: فإذا هو يجد كل ما قرأه ضئيلا ضئيلا إلى جانب ذلك الرصيد الضخم -وما كان يمكن أن يكون إلا كذلك- وما هو بنادم على ما قضى فيه أربعين سنة من عمره ، فإنما عرف الجاهلية على حقيقتها.. وعلى انحرافها وضآلتها وقزامتها وعلى جعجعتها وانتفاشها وعلم غرورها وادعاءها وعلم علم اليقين أنه لا يمكن أن يجمع المسلم بين هذين المصدرين في التلقي).

                        3- الجــديـــة:

                        لقد كان سيد جادا في جاهليته وإسلامه فلم يكن يهادن ولا يداهن ، لقد كان واضحا كالشمس في رابعة النهار مستقيما كحد السيف ، ومن هنا أخرج مجلة كان صاحب الإمتياز فيها الميناوي ، فخرج منها ثلاثة أعداد كلها صودرت ثم أغلقت ، ولقد أرسل الملك من يغتاله ولكن الله نجاه من اليد الأثيمة..

                        لقد كان دائما يردد: (أنا لا أستطيع أن أعيش بنصف قلب نصفه لله ونصفه للدنيا) (1). 1- نقلا عن الثقات.

                        وكان يقول: إن اصبع السبابة التي تشهد لله بالوحدانية في الصلاة لترفض أن تكتب حرفا واحدا تقر به حكم طاغية ، حدثت شقيقته حميدة أثر خروجها من السجن -وأنا أسمع- قالت: جاءني مدير السجن الحربي حمزة البسيوني يوم (28) أغسطس (1966م) وأطلعني على قرار الإعدام الموقع من عبد الناصر بإعدام سيد قطب ثم قال: إن إعدام الأستاذ سيد خسارة للعالم الإسلامي والعالم أجمع وأمامنا فرصة أخيرة لإنقاذ الأستاذ من حبل المشنقة ، وهي أن يعتذر على التلفاز فيخفف عنه حكم الإعدام ثم يخرج بعد ستة أشهر من السجن بعفو صحي ، هيا فاذهبي إليه لعلنا ننقذه.

                        قالت حميدة: فتوجهت إليه لأبلغه الخبر فقلت له: إنهم يقولون إن اعتذرت فسيعفون عنك.

                        فربت سيد على كتفي قائلا : عن أي شئ أعتذر يا حميدة!! عن العمل مع الله?! والله لو عملت مع أي جهة غير الله لاعتذرت ، ولكني لن أعتذر عن العمل مع الله.

                        ثم قال: اطمئني يا حميدة إن كان العمر قد انتهى فسينفذ حكم الإعدام ، وإن لم يكن العمر قد انتهى فلن ينفذ حكم الإعدام ولن يغني الإعتذار شيئا في تقديم الأجل أو تأخيره.

                        أية طمأنينة ، وأية ثقة هذه التي يتمتع بها هذا القلب الكبير.. أية راحة وأية سكينة هذه التي يسكبها الله على الفؤاد وعلى النفس المؤمنة. ، ومن علامة جد يته: أنه استقال من وزارة المعارف في اللحظة التي قرر فيها دخول الحركة الإسلامية.

                        4- الإحتياط والورع والهيبة أمام النصوص القرآنية:

                        ويبدو هذا من خلال تفسيره لكتاب الله فيقول -في ظلال القرآن- عند آية:

                        (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين)

                        (البقرة: 238)


                        (أشهد أني وقفت أمام هذه الآية ستة أشهر لا أنتقل إلى ما بعدها ، كيف جاءت آية الصلاة بين آيات الطلاق ، وكنت آمل أن يفتح الله علي في هذه الفترة ولكن لم يفتح الله علي ، فإن فتح الله على أحد من القراء فليتفضل إلي مشكورا ).


                        ويقول في مقدمة سورة الرعد (1): 1- تفسير الظلال (4-2038). (كثيرا ما أقف أمام النصوص القرآنية وقفة المتهيب أن أمسها بأسلوبي البشري القاصر المتحرج أن أشوبها بأسلوبي البشري الفاني ، ولكن ماذا أصنع ونحن في جيل لا بد أن يقدم له القرآن مع الكثير من الإيضاح.

                        ومع هذا كله يصيبني رهبة ورعشة كلما تصديت للترجمة عن هذا القرآن).



                        5- التركيز على العقيدة وشرح لا إله إلا الله:

                        لقد هال الأستاذ سيد قطب وقوف الجموع الهائلة من المسلمين واجمة ازاء تصفية الحركة الإسلامية جسديا سنة 1954 ، فلقد كانت هذه الجموع تسد الطرقات على أبواب دار الإخوان في (الحلمية) تنتظر خطاب الأستاذ البنا مساء كل ثلاثاء وتنتظره حتى الثانية عشرة ليلا وهي تكبر وتهتف ، ما بالها الآن بكماء عمياء صماء؟ بل إن قسما ليس بالقليل من هؤلاء تبرع بإيذاء الإخوان في داخل السجون بالتجسس عليهم ونقل أخبارهم.

                        لقد وقف طويلا أمام هذه الظاهرة وأخيرا وضع إصبعه على موطن الداء وهو أن هذه الجموع لم تفهم (لا إله إلا الله).


                        حدثني أحد الإخوة قال: إن مراسم الإعدام تقضي أن يكون أحد العلماء حاضرا تنفيذ الإعدام ليلقن المحكوم عليه الشهادتين! فعندما كان سيد يمشي خطاه الأخيرة نحو حبل المشنقة اقترب منه الشيخ قائلا : (قل لا إله إلا الله) فقال سيد: حتى أنت جئت تكمل المسرحية نحن يا أخي نعدم بسبب لا إله إلا الله ، وأنت تأكل الخبز بلا إله إلا الله.

                        وبعد هذا كله (بنو أسد تعزرني على الإسلام) كلمة سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قالها عندما جاء وفد إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه يشكون سعدا حتى قالوا: إنه لا يحسن الصلاة! يروي البخاري عن قيس قال: سمعت سعدا رضي الله عنه يقول: إني لأول العرب رمى بسهم في سبيل الله ، وكنا نغزو مع النبي -ص- ومالنا طعام إلا ورق الشجر ، حتى أن أحدنا ليضع كما يضع البعير أو الشاة ماله خلط ، ثم أصبحت بنو أسد (تعزرني على الإسلام) لقد خبت إذا وضل عملي).

                        وما أشبه اليوم بالبارحة ، إن بعض الناس بدأوا يشككون في عقيدة سيد قطب ، حتى إنه ترامى إلى مسامعي أن باحثا يؤلف كتابا سماه (تنقية الظلال من الضلال!) ولقد بالغ بعض القوم حتى قالوا أن سيدا يقول (بوحدة الوجود) وكأنهم لم يقرأوا مئات المرات في الظلال التفريق بين الخالق والمخلوق.

                        والذين يتابعون تغير المجتمعات وطبيعة التفكير لدى الجيل المسلم يدركون أكثر من غيرهم البصمات الواضحة التي تركتها كتابة سيد قطب وقلمه المبارك في تفكيرهم.

                        والحق أنني ما تأثرت بكاتب كتب في الفكر الإسلامي أكثر مما تأثرت بسيد قطب ، وأني لأشعر بفضل الله العظيم علي إذ شرح صدري وفتح قلبي لدراسة كتب سيد قطب ، فقد وجهني سيد قطب فكريا وابن تيمية عقديا وابن القيم روحيا والنووي فقهيا ، فهؤلاء أكثر أربعة أثروا في حياتي أثرا عميقا .

                        ولقد كان لاستشهاد سيد قطب أثر في إيقاظ العالم الإسلامي أكثر من حياته ، ففي السنة التي استشهد فيها طبع الظلال سبع طبعات بينما لم تتم الطبعة الثانية أثناء حياته ، ولقد صدق عندما قال: (إن كلماتنا ستبقى عرائس من الشموع حتى إذا متنا من أجلها انتفضت حية وعاشت بين الأحياء).

                        ولقد مضى سيد قطب إلى ربه رافع الرأس ناصع الجبين عالي الهامة ، وترك التراث الضخم من الفكر الإسلامي الذي تحيا به الأجيال ، بعد أن وضح معان غابت عن الأذهان طويلا ، وضح معاني ومصطلحات الطاغوت ، الجاهلية ، الحاكمية ، العبودية ، الألوهية ، ووضح بوقفته المشرفة معاني البراء والولاء ، والتوحيد والتوكل على الله والخشية منه والإلتجاء إليه.
                        موضوع عن قصص الجواسيس العرب واحدات مهمة ارجو المتابعة
                        22:2

                        تعليق


                        • #13
                          سَوْفَ تَبْقَى فِي الْحَنَايَا عَلَمًا حَادِيًا لِلرَّكْبِ رَمْزًا لِلْفِدَى

                          لقد بنى لنا الطريق لنسير على فكره فى عصر أضحى فى الحليم حائرا

                          رحمك الله ياسيد قطب واسكنك فسيح جنانه ونفع بك بعد مماتك وهدى شباب الأمه

                          الى رشدها وصوابها .. نالت منك طواغيت العصر .. وأصبحوا الأبطال وحماه الديار فى نظر الأخرين

                          .. حسبى الله ونعم الوكيل

                          فيمن لايعلى كلمه الله ويشرع دستور القران فى الأرض .................................................. .................


                          أموت فى النور ولا أعيش فى الظلام

                          تعليق


                          • #14
                            ولكنني رغم هذي الهموم ورغم التأرجح وسط العباب


                            ورغم الطغاة وما يمكرون وما عندهم من صنوف العذاب


                            فإن المعالم تبدي الطريق وتكشف ماحوله من ضباب

                            _____________________________________________

                            سيبقى اعدام الامام سيد قطب وصمة عار فى جبين دعاة القومية والوطنية الذين لم يجلبوا لأمتنا الا مزيداً من الهزائم ..

                            اللهَ الله فى علمك يا امام كيف تفسر كلام الخالق المنان برئة ثاقبة لا مثيل له وكأنك تجسد كلام الله للناس علّهم يعودوا لدينهم ..


                            ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
                            فعندما كان سيد يمشي خطاه الأخيرة نحو حبل المشنقة اقترب منه الشيخ قائلا : (قل لا إله إلا الله) فقال سيد: حتى أنت جئت تكمل المسرحية نحن يا أخي نعدم بسبب لا إله إلا الله ، وأنت تأكل الخبز بلا إله إلا الله
                            __________________________________________________ _____________

                            وللأسف يا شهيد الاسلام وصاحب الظلال الى الآن ونحنُ نرى هؤلاء الذين باعوا دينهم بدنيا غيرهم يطعنون ويشوهون مسيرة كلفت صاحبها السجن والقتل ..ممن باعوا أنفسهم بدنانير السعودية الذين يدّعون الاقتداء بالسلف وهم منهم براء ..

                            فلك سلام من أمة لا اله الا الله أبد الدهر ..كيف لا وأنتَ من وفقك الله لأحيائها فى صدور أناس ارتدوا للجهالية وللقومية بعد أن هداهم الله

                            هيك فلّ من عنّا اخر مرة حدا فكر يسحب سلاح المقاومة ! << يقول لبنانيون ..

                            تعليق

                            يعمل...
                            X