إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مراسلات بين الأسير الشهيد د. الشقاقى وبين الأسرى فى السجون الصهيونية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مراسلات بين الأسير الشهيد د. الشقاقى وبين الأسرى فى السجون الصهيونية

    فتحي إبراهيم عبد العزيز الشقاقي (أبو إبراهيم)

    مؤسس والأمين العام الأول لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين

    من قرية " زرنوقة " بالقرب من يافا في فلسطين المحتلة عام 1948. شردت عائلة الشهيد المعلم من القرية بعد تأسيس الكيان الصهيوني عام 1948 وهاجرت إلى قطاع عزة حيث استقرت في مدينة رفح، وأسرة الشهيد المعلم الشقاقي هي أسرة فقيرة حيث يعمل الأب عاملاً.

    ولد الشهيد المعلم فتحي الشقاقي في مخيم رفح للاجئين عام 1951، وفقد أمه وهو في الخامسة عشرة من عمره، وكان أكبر إخوته، درس في جامعة بيرزيت بالضفة الغربية وتخرج من دائرة الرياضيات وعمل لاحقاً في سلك التدريس بالقدس في المدرسة النظامية ثم جامعة الزقازيق، وعاد إلى الأراضي المحتلة ليعمل طبيباً في مشفى المطلع بالقدس وبعد ذلك عمل طبيباً في قطاع غزة.

    كان الشهيد المعلم فتحي الشقاقي قبل العام 1967 ذا ميول ناصرية، ولكن هزيمة العام 1967، أثرت تأثيراً بارزاً على توجهات الشهيد المعلم، حيث قام بالانخراط في سنة 1968 بالحركة الإسلامية إلا أنه اختلف مع الإخوان المسلمين، وبرز هذا الخلاف بعد سفر الشهيد لدراسة الطب في مصر عام 1974 م .

    اعتقل الشهيد المعلم في مصر في 1979 بسبب تأليفه لكتابه «الخميني، الحل الإسلامي والبديل»، ثم أعيد اعتقاله في 20/7/1979 بسجن القلعة على خلفية نشاطه السياسي والإسلامي لمدة أربعة أشهر. غادر الشهيد المعلم مصر إلى فلسطين في 1/11/1981 سراً بعد أن كان مطلوباً لقوى الأمن المصرية.

    قاد بعدها الشهيد المعلم حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين وسجن في غزة عام 1983 لمدة 11 شهراً، ثم أعيد اعتقاله مرة أخرى عام 1986 وحكم عليه بالسجن الفعلي لمدة 4 سنوات و5 سنوات مع وقف التنفيذ: لارتباطه بأنشطة عسكرية والتحريض ضد الاحتلال الصهيوني ونقل أسلحة إلى القطاع" وقبل انقضاء فترة سجنه قامت السلطات العسكرية الإسرائيلية بإبعاد الشهيد المعلم من السجن مباشرة إلى خارج فلسطين بتاريخ 1 أغسطس (آب) 1988 بعد اندلاع الانتفاضة الفلسطينية.

    تنقل بعدها الشهيد المعلم فتحي الشقاقي بين العواصم العربية والإسلامية لمواصلة جهاده ضد الاحتلال الصهيوني إلى أن اغتالته أجهزة الموساد الصهيوني في مالطا يوم الخميس26/10/1995 وهو في طريق عودته من ليبيا إلى دمشق بعد جهود قام بها لدى العقيد القذافي بخصوص الأوضاع المأساوية للشعب الفلسطيني على الحدود المصرية.

    وقد صدرت في القاهرة عن مركز يافا للدراسات موسوعة بأعمال الشهيد المعلم الدكتور فتحي الشقاقي السياسية والفكرية والثقافية تعكس شخصية الشهيد المعلم فتحي الشقاقي وآرائه ومواقفه.

    الأخ الدكتور فتحي الشقاقى { أبو إبراهيم }: المؤسس لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين

    س1 / هل لك أن تعطينا لمحة عن نشأة الحركة و أسباب نشوئها ؟

    ج1 : الحمد لله رب العالمين و الصلاة والسلام على أشرف المرسلين و على اّله وصحبه أجمعين , إن حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين رؤية العمل الإسلامي رؤية جديدة شاملة في ساعة العمل الإسلامي عامة و الفلسطيني خاصة فكانت الحقيقة على السؤال الفلسطيني سنـ1967ـة فهي قوة تجديد ديني و فكري و سياسي و إطار ثوري و جهادي , فلقد قامت حركة الجهاد في ظروف صعبة ومع ذلك قد تكون هي الحركة الفلسطينية الوحيدة التي نشأت في مثل هذه الظروف وهذا الوقت ,

    ثم استمرت في الحياة بل وأكدت حضورها كقوة هامة وفاعلة في الشارع الفلسطيني ولا يمكن لأحد أن يدلنا على اسم قوة فلسطينية جديدة حقيقية منذ عام 1970 غير الجهاد الإسلامي في فلسطين , وأؤكد بأنها ليست ظاهرة عابرة أو شلة أو مجموعة يمكن شقها أو بيضة يمكن كسرها وليست انشقاقا عن الإخوان المسلمين وان كان البعض عاش تجربة الإخوان , فحركة الجهاد أكثر انسجاما فكريا وسياسيا عن أي حركة وطنية أو إسلامية فلسطينية وغير فلسطينية ,

    والحركة تبلورت منذ عام 1980 إلى 1981 م ولهذا دلالته الهامة والتي تكمن في الرؤية والمنهج الذي حملته الحركة وبشرت به في غياب حركة إسلامية ثورية تحمل الهم باستنارة , ذلك الهم الفلسطيني كهم مركزي في غياب حركة وطنية تعطي الإسلام دوره الأيدلوجي حي الباعث إضافة إلى الرؤية والمنهج كان هناك الرجال من الكوادر المخلصة المتحمسة التي تسلحت بالوعي والطهارة والتي شقت طريقها بثبات وإصرار وسط حرب شرسة في ظروف صعبة , فلم تكن مسألة الإمكان مطروحة كقوة في البداية بل نهضنا تحت شعار الواجب في مواجهة الإمكان فكان علينا أن نقوم بواجبنا مهما ضعفت الإمكانيات المادية كما أؤكد أن مصلحة الإسلام العليا هي هدفنا وغايتنا تكمن في مرضاة الله عز وجل .

    س2 : ما هي الأهداف التي تسعى حركة الجهاد الإسلامي لتحقيقها ؟

    ج : تسعى حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين إلى تحرير كامل التراب الفلسطيني و تعبئة الجماهير الفلسطينية و إعدادها إعداداً جهادياً شاملاً لتأهيلها للقيام بواجبها الجهادي في فلسطين , كما و تسعى إلى استنهاض و حشد جماهير الأمة العربية و الإسلامية و حثها على القيام بدورها التاريخي في مواجهة العدو الصهيوني و تعمل لأجل توحيد الجهود عربياً و إسلاميا باتجاه فلسطين و في نفس الوقت تدعوا إلى الإسلام بعقيدته و شريعته و آدابه و إحياء رسالته الحضارية للأمة والإنسانية و تعمل لأجل ظهوره و انتصاره و وحدة الأمة و تجاوز واقع التجزئة و التفسخ و قد جاءت هذه الأهداف ضمن إدراكنا للترابط و الجدل المتنامي بين مواجهة الصهيونية و الاستعمار و بين نهضة الأمة , و لا يمكن أن تحقق مشروعاً إسلاميا نهضوياً و إن لم تكن مسألة تحرير فلسطين في نواة هذا المشروع و ساحة معركته الأساسية .

    س3 : لكن ما هي قوة الجهاد الرئيسية ؟ و كذلك تركيبتها التنظيمية المحتلة في الأساس أم في سوريا ولبنان ؟

    ج: قوة حركة الجهاد الإسلامي الرئيسية في فكرها و إخلاص رجالها و جهدهم المتواصل لتجسيد هذا الفكر , ولي اعتقاد و يقين أن حركة الجهاد من أولى الحركات التي لم تستنفذ أغراضها بل و تمتلك طاقة كامنة هائلة قادرة على إحداث تغييرات مهمة على مستوى فلسطين و المنطقة كلما أتيح لها من الإمكانيات ما يسمح لها بتفجير جزء من هذه الطاقة الكامنة، وبالنسبة للتركيب التنظيمي ورغم مساحة الشتات الواسعة والظروف الاستثنائية التي تعيشها الحركة ،

    فإن للحركة مؤتمر عام ينتخب مجلس الشورى العام وهذا بدوره يختار الأمين العام ، فإني انتخبت أمينا عاما للحركة منذ البداية ولكن لم يتم الإعلان عن ذلك إلا بعد اجتماع سري لمجلس الشورى عقدناه في طهران شهر 8/1991م ، والمؤتمر العام يقر لوائح وأنظمة وقوانين الحركة وخط التحرك السياسي أوجه النشاطات الأخرى ،

    ومجلس الشورى يباشر تطبيق وتنفيذ هذه الأنظمة وسياسات و يتعاون معه في ذلك لجان ومجالس شورى محلية في أماكن تواجد الحركة ، ومرتبطة بمجلس الشورى العام والأمين العام وهناك أجهزة تنفيذية في مجالات العمل المختلفة عسكرية وسياسية وعلاقات خارجية وتعبئة وتنظيم ومالية ، أما وجودنا الأساسي فهو داخل فلسطين المحتلة ولم نتواجد في لبنان إلا بعد إبعادي من فلسطين مع بعض الإخوة عام 1988م ، أما وجودنا في سوريا فهو محدود جدا وعابر وليس له طابع رسمي و أقل من تواجدنا في أماكن أخرى خارج فلسطين.

    س4 : فلسطين قضية مركزية ، لماذا؟

    ج: إن هذا المفهوم يعطي للصراع مع إسرائيل تلك الخصوصية في فكر الحركة الاسلامية المعاصرة ، وهذه الخصوصية أو المركزية ، لن تعني بحال التقليل من أهمية أهداف ومهمات أخرى للحركة الإسلامية وانتصار الثورة الاسلامية العالمية ، على العكس تماما فالتعامل مع القضية بهذا المنظور هو الذي سيدفعنا إلى تحقيق الأهداف

    إن علاقة تبادلية جدلية واضحة وأكيدة هي التي تربط بين القضية الفلسطينية وتلك الأهداف والمهمات ، فالحركة الاسلامية مطالبة اليوم أن تعطي لفلسطين خصوصيتها المنسية وأن تؤكد على مركزيتها في النظرية والتطبيق في فكرها وممارستها ، وهي في ذلك لا تنسى لحظة أنها اسلامية ربانية تجعل من مرضاة الله عز وجل غايتها القصوى وتجعل من إحداث البعث الاسلامي في كل الأرض غايتها الدنيا ،

    كما تجعل هدفها البعيد تجاوز أزمة التحدي الغربي الحديث وحل المشكلات التي يواجهها المسلمون حلا يتفق مع عقيدة الاسلام وشريعته ، أما هدفها القريب فيبقى إعادة النظام السياسي الاسلامي إلى الوجود بإقامة دولة الاسلام ، والحركة الاسلامية في تأكيدها على هذه الخصوصية والمركزية ليست محكومة بمزاج إقليمي أو مجرد مصلحة اجتماعية أو وطنية ،

    وإنما هي محكومة باسباب قرآنية وتاريخية وواقعية شاملة و أبعد من أي حدود جغرافية - أسباب تفرض على هذه الحركة أن تكون محورا لنشاطها السياسي اليومي باعتبارها ذروة التماس بين منهج الاسلام ومنهج الغرب وباتجاه تحقيق الغايات والأهداف السالفة -.

    س5 : حركة الجهاد الاسلامي وجدت في طريقها الكثير من العوائق والعقبات فهل لك أن تطينا لمحة عن ذلك ؟

    ج: منذ بداية الانتفاضة ومعركة الشجاعية الباسلة بدأ العدو يزج خيرة أبناء الحركة في السجون والمعتقلات ، فقد كان موقف العدو قمعيا منذ البداية فيما يخص الحركة فهي ليست طرفا يمكن الحوار معه بأي حال من الأحوال وليست طفا يمكن أن يستغله العدو مباشرة أو غير مباشرة في الصراع الفلسطيني الداخلي ، فلقد شكلت الحركة ومنذ البداية نقيضا كاملا لمشروع العدو وكان اعتقال سنة 1983م في صفوف الحركة أول اعتقال جماعي في الضفة والقطاع من سنة 1967م ،

    ورغم ان الحركة كانت في طور البناء والتشكيل فلم يكونوا يتحدثون عنها إلا بلغة الاجتثاث ولقد جاءت بعض قرارات الإبعاد في هذا السياق ولقد ضمت السجون ولا زالت منذ مطلع الإنتفاضة طليعة من أبناء الحركة التي أراد العدو عزلها عن الشعب والشارع في هذه السنين التاريخية الحاسمة ،

    وللأسف فقد نجح العدو فعلا في ذلك إلى حد بعيد ، كما وأن الإمكانيات المادية غير متوفرة قياسيا بالتنظيمات الأخرى ، فاعتمادنا على الدعم الشعبي هو الأساس فلو كنا نملك "عشر" إمكانيات التنظيمات لصنعنا المعجزة في فلسطين ، هذا بالإضافة إلى الحصار الإقليمي والدولي فهو على أشده ، فالآردن مثلا والتي هي مجال حيوي لأي تنظيم فلسطيني فنحن محرومون من التواجد فيه ومطاردون ولا تمر فترة دون اعتقال بعض اخواننا وحتى الأموال فهم يصادرونها إذا عثروا عليها في بعض الأحيان ،

    ولا زال لنا إخوة معتقلون في بلدان أخرى مثل مصر وللأسف فقد رفضت السلطات المصرية الإفراج عنهم ، إلا إذا وقعنا اتفاق معهم بعدم استخدام الأراضي المصرية للعمل ضد الصهاينة وأيضا في الجزائر تم اعتقال إخوة لنا بحجة دعم جبهة الإنقاذ وما زال لنا إخوة معتقلون في اليمن وليبيا وسوريا وحتى فلسطين ، فنحن نتحرك في ظروف صعبة ولكننا مصممون على الاستمرار ، كما وأننا نعتبر هدفنا خارج فلسطين دعم جهاد إخواننا داخل فلسطين بشكل أساسي .

    س6 : ماذا يعني لديك مفهوم الحركة أو التنظيم السياسي ؟

    ج: إن الحركة القوية تعني : 1. بقاء قوة الأيدلوجيا والفكرة 2. سلامة الخط السياسي 3. قوة البناء التنظيمي والإتصال الفاعل . وإذا خسرت الحركة أيا من هذه الجوانب فقدت معنى الحركة ، فلا بد من أيدلوجيا حية وباعثة ونحن والحمد لله نملك هذه الأيدلوجيا ضمن رؤية ومنهج متجدد ، وبالنسبة للخط السياسي فلا زلت أفتخر أن الحركة حافظت على خط سياسي صحيح وسليم وجعلت من المبادئ والقيم ميزانا لها ،

    وكذلك من ثوابتنا التاريخية وحقوقنا المقدسة ، إضافة إلى حسن وعينا التاريخي والسياسي فلم يكن هناك تعارض ، بين التكتيك والاستراتيجية ، وأما قوة البناء فالحمد لله جيد ونظرا لانفصال القيادة في الخارج فقد تضطرب أحيانا الأمور في الاتصال وإن شاء الله سيكون أحسن .

    س7 : هل أرسيتم قواعد الحركة في مواقع الشتات الفلسطيني ؟

    ج: لقد شهدت الأعوام الأخيرة نشاطا مستمرا ويوميا ونحمد الله أننا أرسينا قواعد لحركة الجهاد الإسلامي في الخارج بمؤسسات و أجهزة تنظيم يشمل كافة مواقع الشتات الفلسطيني .

    س8 : هناك بعض أسماء للجهاد الاسلامي تابعة لفلسطين فماذا تقول في ذلك ؟

    ج: الحقيقة التي أنقلها لكم بدقة هي أنه لايوجد سوى حركة الجهاد الاسلامي في فلسطين ، وغير ذلك من المحاولات لا ترقى إلى أي مستوى مطلوب ، وهذا أمر ليس بالغريب فلا يوجد إلا حركة جهاد واحدة وهي التي عرفها الناس والتصقوا بها واُبعِد كوادرها وقادتها والتي تتواجد الآن على امتداد العالم الإسلامي إضافة إلى دول غربية بل وموجودة حيثما تواجد الفلسطينيون .

    س9 : ماذا حول نشاطكم الإعلامي ؟

    ج: حول الإعلام فنحن منذ 9/1989م نصدر نشرة أسبوعية باسم المجاهد (( صوت المجاهدين في فلسطين )) وتصدر شهريا بدلا من (( الإسلام وفلسطين )) التي توقفت ومجلة أخر اسمها الأمة (( صوت الأمة إلى فلسطين وصوت فلسطين إلى الأمة )) دوليا ، ونصدر مجلة هامة جدا واسمها (( قراءات سياسية )) تصدر عن مركز دراسات الإسلام والعالم في أمريكا ، ونصدر جلة بلغة إنجليزية ، بالإضافة إلى المطبوعات الأخرى داخل الأرض المحتلة ، وهي عديدة وكان آخرها جريدة الإستقلال ويُتاح لنا بث ساعة أو ساعتين في إذاعة وصت المستضعفين في بعض الأحيان .

    س10 : هل تولوا للعمل أهمية خارج فلسطين عن فلسطين ؟

    ج: إن شعاري الذي أؤمن به وأردده ويعرفه إخواني عن هو (( لو كان العمل داخل فلسطين يأخذ كل وقتي لما أعطيت للعمل خارج فلسطين - على أهميته - دقيقة واحدة ولو كان القتال والعمل المسلح داخل فلسطين يأخذ كل وقتي لما أعطيت للعمل السياسي - على أهميته - دقيقة واحدة وإنه لو لم يبقى في العمر إلا دقيقة واحدة لما فكرت فيها إلا بقتال العدو )) ولكن مشيئة الله أن لكلٍ متسع .

    س11 : ماذا حول النشاط النسوي داخل حركة الجهاد ؟

    ج : إننا نأمل بتطويره لكي يكون للمرأة في حركة الجهاد الإسلامي دورا بارزا ، فهذا يتفق تماما مع منهجنا الثوري ورؤيتنا الإسلامية التي تحترم المرأة التي تقدم دورا هاما ، وربما حددته النشأة ، ولأن انشغالنا بامور نضالية وهموم عديدة جعلت القيادة تغفل عن هذا الجانب الهام ونحن نأسف لذلك ، ونأمل أن تنهض المرأة وتشق طريقها وستجد كل رعاية وكل دعم ، كما وسوف نستجيب لأي طلب لتطوير هذا الجانب والنهوض به .

    س12 : ما هي طبيعة علاقتكم مع إيران ؟

    ج : إن حركتنا إسلامية مستقلة مبادئها وقراراتها ، وخطها السياسي وقياداتها وشخصياتها السياسية ، وكل هذا يتحدد ضمن آلية داخلية ليس لها علاقة بأي عامل خارجي مطلقا ، وتعتبر إيران دولة إسلامية صديقة وحليفة ونحدد موقفنا معها بناء على اعتبارين أساسيين هما : 1. الموقف من الإسلام كحكم وشريعة وعن الوحدة الإسلامية بعيدا عن الطرح الإقليمي أو العرقي 2. موقف إيران من القضية الفلسطينية ، وهكذا بقدر إيجابية الموقف الإيراني من هاتين المسألتين بقدر مكانة هذه الصداقة وهذا التحالف ودائما يؤكد السيد خامنئي على استقلال تخطيطنا وقرارنا ، ونقول بأن علاقتنا معهم أخوية وجادة وجيدة جدا .

    س13 : هناك من يدعي بأن حركة الجهاد الإسلامي حركة أصولية متطرفة ، فما ردكم على هذا الإدعاء ؟

    ج : إن تعبيري الأصولية والتطرف يحملان حكما مسبقا بالإدانة وهما مصطلحان سلبيان في مدلولهما السياسي والإعلامي ، الأصولية هنا لا تعني العودة إلى الأصل لكن الرؤية المنغلقة على ذاتها والمتعالية على الواقع المحكومة بالعداء المطلق تجاه الآخرين والتي تشد المجتمع إلى التخلف والنكوص والظلامية ويتنكر للتسامح وعلاقات التساكن الاجتماعي ويعني اللجوء إلى العنف بسبب الرغبة المجانية في العنف ، وبسبب العجز عن المواجهة والخوف من العلنية ، إن التطرف هنا لا يعني الجذرية وينكر الثورة بل يمجد الإرهاب ويحمل مدلولات مكبوتة وعصابية .

    إن حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين تعبر عن رؤية حضارية ، داخل الحركة الإسلايمة ، ترى أن الإسلام كان وما زال مجد الأمة وجوهر هويتها ومحرك تاريخها ، نحن حركة سياسية إسلامية فلسطينية ، نعتقد أن تحرير فلسطين هو السياق العملي في مشروع النهضة الإسلامية ، حيث أن الصهيونية تعبير مركب عن حرب طويلة و مستمرة قرن من الزمان ضد أمتنا ،

    شنها الغرب وأمريكا لمسخ الأمة ومصادر ثرواتها وأراضيها وتحويلها بشرا وجغرافيا إلى مادة خام لاستخدام آلة الإستكبار العالمي بالإضافة إلى كونها الصهيوينة تعبيرا عن التقاء مصالح الإستكبار العالمي مع مصالح بعض اليهود من المتطرفين ومن أصحاب رؤوس الأموال ومن محترفي السياسة في إنشاء كيان سياسي لهؤلاء اليهود بحيث يؤدي إلى وظيفة متقدمة للمشروع الإستعماري سياسيا وعسكريا ،

    ويطمع إلى التوسيع على حساب الأمة العربية والإسلامية ، ولكن هذا ليس حلا للمسألة اليهودية ، بل هو حل على حساب اليهود وضد إنسانيتهم ، ونحن لسنا ضد اليهود ولا ضد اليهودية ، ولكن نرفض أن تتمظهر اليهودية وهي الدين السماوي على شكل ممارسة سياسية عنصرية ، وضد البشرية وضد سياق التاريخ ، وواجبنا أن نجاهد هذا لتشويه الذي صنعه الإستعمار حين حول اليهود إلى كتائب غزو لقهر المنطقة ، هل هذه أصولية ؟؟ وهل هذا تطرف ؟؟ إذا كانت الأصولية والتطرف هي الدفاع عن الوطن وعن كرامة الإنسان وعن حقه في الإحتفاظ بعقيدته وعن حقه في الإبداع للإنسانية ويضيف إلى رصيدها وينبثق من عقيدتها وإيمانها فهذا ما لا يمكن أن يرفضه أحد ،

    ولكن الذين يرفعون تهمة الأصولية والتطرف سلاحا يواجهون به الرافضين للخنوع والعجز والخوف على رأسهم أمريكا وإسرائيل ، يمارسون الأصولية والتطرف في أسوأ أشكالها ضد شعوب العالم المستضعفة عبر القهر السياسي و الإذلال الإقتصادي وأشكال نهب والتدخل السافر والمهين في مقدرات الشعوب ، وعمليا المسخ الثقافي والتشويه الإجتماعي والهيمنة الإعلامية ولا حاجة لإيراد الأمثلة وتفصيل العناوين ، وربما كانت بعض أشكال التطرف لدى المقهورين رد فعل مقبول وفي سياق منطقي وطبيعي ضد ذلك التطرف الأمريكي الصهيوني .

    س14- هل يوجد حوار جاد بينكم وبين حماس حول وحدة الحركة الإسلامية في فلسطين ؟

    ج : إن وحدة الحركة الإسلامية واجب شرعي وطريق للإنتصار ، ومن هنا فعلينا التمسك بها والدعوة إليها وعلى أسس ثابتة وواضحة ، منذ العام 1989م بدأت اللقاءات مع حماس في الخارج حيث كان اللقاء في إبريل نيسان 1991م في الخرطوم ، وكان هاما وجاء لقاء طهران أكتوبر / تشرين 1991م وتم الإتفاق على لجنة تحضيرية بشأن الداخل والخارج ولكن الأمور كانت تسير ببطء شديد ، وكانت اللقاءات أخوية ودية ، وفي العام 1992م تم التوصل على أن يضع كل طرف مشروع للوحدة فطرحوا برنامج اتفاق للدمج التدريجي بين مؤسسا تلاحركتين ،

    وإجراء انتخابات مستقلة ، ومن ناحيتنا طرحنا برنامج التنسيق المتصاعد ويقسم إلى ثلاث مراحل من التنسيق والتعاون ، وفترة كل مرحلة من أربعة إلى ستة شهور وكلما ننجز مرحلة ننتقل إلى أخرى حتى نصل إلى المرحلة الثالثة والتي هي أكبر من جبهة وتشمل دمج بعض المؤسسات على الأقل وفي النهاية تم التوصل إلى ميثاق الأخوة والتعاون وهو ينص على التالي :
    التعديل الأخير تم بواسطة نبض السرايا; الساعة 30-08-2008, 10:42 AM.
    وداعا ... أحبتي

  • #2
    [frame="1 80"]بسم الله الرحمن الرحيم

    ((ميثاق الأخوة والتعاون ))

    " واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا "

    * إيمانا منا بوحدة الأمة الإسلامية ووحدة الشعب الفلسطيني وإدراكا لخطورة التحدي الذي يواجهه شعبنا في هذه المرحلة العصيبة ضد قوات البغي والإحتلال لتحرير كامل أرضه ولنيل استقلاله التام ، تداركت حركة المقاومة الاسلامية حماس ، وححركة الجهاد الإسلامي في فلسطين ، الوضع الفلسطيني ، ورأت أن أول خطوة على طريق النصر و التحرير هي : وضع ميثاق للأخوة والتعاون واللقاء على هدف مواصلة الجهاد حتى النصر أو التحرير وقد وجدت الحركتان أن عمق المعاناة االتي يتجرعها شعبنا المجاهد نتيجة لسياسات العدو القمعية ،

    ولجوء بعض القوى الفلسطينية لاستخدام العنف في رض رؤيتها ومواقفها السياسية أو فرض المنازعات أو الخلافات ، من جهة أخرى تدعونا إلى يقظة وحركة شعبية لقطع الطريق على العدو ومروجي الفتن والمنازعات بين أبناء الشعب الواحد في المضي في مخططاتهم لإغراق شعبنا في الخلافات ، وإلهائه عن معتركه السياسي في مواجهة الإحتلال الصهيوني الغاشم وإننا في حماس والجهاد الاسلامي ما نصبوا إليه -

    لا لأسلوب العنف في حسم الخلافات السياسية بين أبناء شعبنا وندعوا إلى التعاون " وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان " - نعلن ميثاق الإخوة والتعاون بين حركة حماس والجهاد الإسلامي ويقوم على الأسس التالية :

    1.وحدة الشعب الفلسطيني - ولوحدة الأمة الإسلامية قيمة مقدسة نؤمن بها - غاية نسعى للوصول إليها .

    2. نحن وجميع القوى والفصائل نلتقي على قاعدة الأخوة في الدين والوطن .

    3. القاعدة التي تحكم علاقتنا التعاون فيما نتفق عليه ، وأن يعذر بعضنا بعضا فيما نختلف فيه ، ولكل حق في التعبير عن رأيه وموقفه السياسي بدون الإخلال بأي من الثوابت الإسلامية تجاه فلسطين .

    4. لا يجوز بحال من الأحوال استخدام العنف أو القتل في فض الخلافات أو إنهاء النزاعات أو فرض الرأي والتوجيهات .

    5. تدعيم الحوار والنقاش بين مختلف القوى الفلسطينية كأسلوب حضاري ناجح في تقريب الآراء .

    6. مواصلة الإنتفاضة المباركة وإسنادها بكل السبل الممكنة والمضي في طريق الجهاد والكفاح حتى النصر والتحرير .

    7. إنشاء لجنة تنسيق مشتركة في الداخل والخارج للتنسيق بين حركتينا في المستجدات والأحداث التي تطرأ أو التي يمكن من خلالها دعم فعاليات ونشاطات ، كل طرف للطرف الآخر ،

    وإننا في حماس والجهاد الإسلامي ندعوا كوادرنا وأنصارنا بتكريس هذا الميثاق نصا وروحا في التعامل فيما بينهم لنؤكد على توجيه الدعوة إلى كافة أبناء شعبنا وجميع قواه الفاعلة إلى المشاركة في التوقيع على هذا الميثاق صيانة لوحدتنا الشعبية ودفعا لمسيرة شعبنا الكفاحية ، وإننا إذ نوقع على هذا الإتفاق نتعاهد على أن تكون الوحدة خيارنا الأول الذي نسعى إليه - جاهدين سائلين المولى عز و جل أن يوفقنا لذلك فالعدو والمعركة واحدة ولا بد أن تكون الصفوف واحدة والله الموفق .... انتهى ...حركة حماس وحركة الجهاد الإسلامي .

    وإننا في حركة الجهاد الإسلامي نمد أيدينا للأخوة في حركة حماس وحريصين على التفاهم والتعاون والتنسيق معهم وأعتقد ان هذا أصبح ضرورة ملحة اليوم وأكثر من أي وقت مضى .

    س15- كيف يجب أن يكون التنسيق الفلسطيني مع الدول العربية والإسلامية ودول العالم ؟

    ج : باختصار يجب أن يكون هناك جبهة واسعة تضم كل القوى التي تدرك الخطر الصهيوني على الأمة ، فالمعركة معركة الجميع وعلينا أن نسعى إلى توسيع الدائرة التي نتحرك فيها وأن نمد جسورا ونبني علاقات تخدم قضيتنا ومصالحنا المشتركة .

    س16- على أي أساس طرحتم مسألة توحيد كل القوى وبشكل خاص قوى الشعب الفلسطيني ؟

    ج : إنني أؤكد على هذا الطرح فبات علينا أن نتخلص من أوهام السلام ، فهذا الوطن العزيز والمقدس والصغير " فلسطين " لا يتسع لأكثر من شعب واحد وعلينا أن نختار من سيكون ؟؟.. ومن هان فنحن ننطلق لتوحيد كل قوى الأمة وقوى الشعب الفلسطيني بشكل خاص بمختلف اتجاهاته الفكرية والسياسية على أساس :

    1. أنه بدون حسم مسألة الصراع على فلسطين فكل محاولات الأمة للنهوض والإستقلال ستُجهض أو تحاصر أو تدفع الأمة تكاليفها مضاعفة في التضحيات والزمن على سواء .

    2. الصراع مع التحالف الغربي الصهيوني صراع يمس كينونة الأمة ووجودها وهويتها وحقها التاريخي في وطنها وبلادها وقرارها المستقل .

    3. في حين يمكن أن نختلف حول الطريق " طريق إدارة الصراع على المستوى التكتيكي " فلا بد من إجماع حول أهداف وقضايا الأمة الإستراتيجية الكبرى مثل فلسطين .

    4. ونحن ننطلق لإنجاز مثل هذا المشروع هناك مطلب من القوى الوطنية والقومية والإسلامية أن تعلن التزامها بأن الصراع من الخارج له الأولوية المطلقة وإن الإختلافات الداخلية السياسية والأيدلوجية حينها أن تحل بالحوار بعيدا عن العنف ..

    كما يجب أن ينتهي هذا التناقض الوهم بين العروبة والإسلام - نمضي معا عربيون معادون للإمبريالية والغرب وإسلاميون مجاهدون على طريق الجهاد والنضال والمقاومة - كما أن القوى الوطنية مطالبة بالإعتراف بدور الإسلام التاريخي والمعاصر والمستقبلي كعقيدة وخط حياة لمعظم جماهير أمتنا بعد أن بدا أنه القوة الرئيسية التي ما زالت واقفة ومرشحة لمواصلة الصراع مع الغرب و مشروعه في الهيمنة والسيطرة ، وأن هذه القوة هي المرشحة لقيادة تحالف المستضعفين والمظلومين في العالم أجمع خلال العقود القادمة من أجل عدالة أكثر .

    س17- هل من لمحة حول انخراطكم في صيغة الفصائل العشرة ؟

    ج : في البداية إننا نؤكد على ضرورة حشد كافة القوى الفلسطينية كخط وطني طالما أننا لا نستطيع في مثل هذه الظروف استنهاض الأمة ووحدتها على الأساس الإسلامي - هذا هو هدفنا الإستراتيجي الثابت - وإننا لم نعارض فكر التعاون مع أي طرف وطني بهدف ضرب العدو سياسيا وعسكريا ، وصيغة الفصائل العشرة والحمد لله لم تدخل ببرنامج على أساس يخالف أي مبدأ أو ثابت من ثوابت من ثوابتنا ، فالتفاهم في الفصائل العشرة وباختصار شديد تم على أساسين :

    1. تصعيد الإنتفاضة المباركة .

    2. مواجهة خطة الحكم الذاتي .

    س18- ما هو تعقيبك على الاتفاقات التي تم توقيعها مع إسرائيل ؟

    ج : حقيقة إنني أتفحص التاريخ الإسلامي الطويل من الصفر إلى الصفر ولا أكاد أرى مثل هذه الجريمة البشعة والكارثة النكراء ، فالذين يحلمون بدولة مستقلة إلى جانب كل هذا أو مقابل كل هذا فليقرأوا الواقع والمعادلات و ليقرأوا الإتفاق من قبل ومن بعد - فنحن في الجهاد الإسلامي لسنا من أولئك المثقفين العلمانيين الذين عاشوا في الغرب ودعونا للتسوية

    - فمنذ اليوم الأول هؤلاء بصقوا على الإتفاق ، لأنه في الحقيقة ليس اتفاقا ، فالاتفاق بين طرفين كل يأخذ نصيبه زاد أو قل - أما هذا فأسوأ نسخة من برنامج حزب العمل - بل إنه لا يمثل الحد الأدنى من حقوق شعبنا المظلوم ، وأتوجه لهذا الشعب الصامد والصابر والمجاهد قائلا :(( يا أهلنا يا شعبنا هذا السلام المذل سيترككم حفنة للغبار فانهضوا واستيقظوا ولا تبتسموا و أمكم تُغتصب ، فالإغتصاب والإحتلال وإخفاء الشرعية وليعلم الجميع أن فلسطين ليست الأندلس والمسجد الأقصى ليس قصر الحمراء بغرناطة ، ففلسطن فس قلب القرآن ولا تموت لأن القرآن لا يموت )) .

    س19- ما هو موقفكم من الإنتخابات ؟

    ج : نحن نرفض هذا الإتفاق ونراه باطلا زائلا وفاسدا وإن كل مايترتب عليه فهو باطل أيضا ونحن كحركة إسلامية وطليعية نرفض أن نتبارى لاقتسام المناصب ، ونرفض أن نخدع شعبنا وأن نبيعه الأوهام ، و أعرف أن الكثير من الطيبين يفكرون أن الإنتخابات أمر واقع وأن مشاركة الإسلاميين فيها سيخفف من وطأة الكارثة وأن المجلس إذا دخله الإسلاميون والشرفاء الآخرون سيكون أفضل ،

    أقول لهؤلاء لا أفهم معنى أن يستمر الإنسان مسلما ووطنيا إن ارتضى بقلمه أو بلسانه أو بقلبه هذا الإتفاق ، فهذا الإتفاق لا يقدم لشعبنا أي حق من حقوقه أسوة بباقي الشعوب فعلى ماذا سنتناقش في الإنتخابات الموهومة ، إن الفلسطيني الذي يفكر في هذه المرحلة بمنطق الغنائم واهمٌ أشد الوهم ، فكل الأمر أننا نقدم لهم اعترافا لتكريس احتلالهم ويجعلهم يتقدمون باتجاه الوطن العربي والإسلامي بصورة سهلة ويصرون لبناء شرق أوسطهم جديد ، فلا نكون إلا جسرا لطموحاتهم وأحلامهم ولا نبقى إن بقينا إلا ضمن ارتباط الضعيف بالقوي والأقلية بأكثرية والتابع بالسيد والعامل بصاحب العمل والوكيل بالمهيمن وصاحب المشروع ،

    وكما رفضنا الإتفاق سنرفض الإنتخابات ولن يهز قناعاتنا أي إغراءات ، إن مستقبل فلسطين أهم مليون مرة من مجلس لا يسمن ولا يغني من جوع ، وإنني أنصح كل المترددين دعاة الواقعية ألا يقتربوا من هذه المحرقة ، هذا مع أن قناعتي من أن فريق الإتفاق سيعمد إلى إلغاء هذا البند من اتفاق إعلان المبادئ ، اما انتخابات البلديات أو غيرها فإننا نحدد موقفنا منها بناء على دلالتها السياسية ووظيفتها فكل هيئة أو مؤسسة تنبثق عن سلطة الحكم الذاتي ، وتحمل مدلولا سياسيا يقضي بالإعتراف بإسرائيل واحتلالها لأرضنا فنحن سنقاطعها ، أما البنى التحتية للمجتمع وكل المؤسسات التي ترتبط بالمفهوم السابق فسنتعامل معها بإيجابية كما تعملنا معها سابقا .

    س 20- ما هو البديل الذي تطرحوه في ظل معاناة الناس ؟

    ج : اسمح لي أن أتسائل : ما هو السبب المباشر في معاناة الناس؟؟... الاحتلال بالطبع ، فهل سيزول الإحتلال ؟؟.. العكس طبعا . فإسرائيل تريد أن تتخلص من أعباء وتكاليف الإحتلال على أن يستمر جوهر الإحتلال مرتين مضاعفا الآن وذلك عندما يستمر الإحتلال مقنعا أو غير مقنعٍ ، وعندما يلقي بالأحمال التي يحملها هو علينا ، فحديث رفع المعاناة عن شعبنا في ظل الإتفاق هو أكبر الأوهام التي يجري تسويقها ،

    والأخطر أننا نشتري هذه الأوهام بأغلى وأكبر ثمن ممكن أن يقدمه شعب في التاريخ ، أن نسلم لأعدائنا بالبقاء على كل الوطن المقدس - وعندما كان شعبنا ينهض على امتداد هذا القرن فمن المؤكد أنه لم يفكر بان يملأ بطنه - بل كان يتوق إلى الحرية والإستقلال والهوية والحفاظ على العقيدة والمقدسات ، فإن ضاع هذا كله عدا أهمية أن يملأ الإنسان بطنه ...

    حتى أوهام الرخاء هذه يكذبها واقع كل الشعوب التي ارتضت للذل ، إن هذا الوطن المقدس لنا وهذا البحر والنهر لنا وهذا الزيتون والبرتقال لنا - إن منطلق القرآن والتاريخ يؤكدان هذه الحقائق البسيطة - فلنتحرك باتجاه هذا المنطلق ولا نتصارع معه مهما خسرت الأمة من معارك فهي لم تخسر الحرب ، وتملك من مفردات القوة ما لو تجدد وأعيد نظمه أصبحنا قوة حقيقية يرهبها الغزاة .

    س 21- و لكن ألا تعتقد بانكم ستسبحون ضد التيار ؟؟ كيف ستعملون على تحقيق هذا الهدف علما بأن العرب أجمعين فشلوا في ظل عالم المعسكرين والظروف الدولية الأفضل في تحقيق الحد الأدنى من أهدافهم ؟

    ج : تضطر أحيانا أن تسبح ضد التيار لتنقذ نفسك أو لتنقذ آخرين ، كل الأنبياء سبحوا ضد التيار لو في البداية على الأقل وهكذا فعل كل الثوار العظام والمبدعين ... السباحة ضد التيار أمرٌ لا شك صعب ولكنه ليس عيبا أو خطأ وفي أحيان كثيرة يكون عين الصواب ، نحن ندرك جيدا أن موازين القوى المادية ليست في مصلحتنا وبالتالي لن يكون في مقدورنا تحرير فلسطين لا غدا ولا بعد غد .. فهل هذا سبب للإستسلام وإضاعة الحقوق والقبول بالهزيمة وربما الفناء بحجة الأمر الواقع ..

    على العكس إن وجود موازين القوى على هذا الحال الظالم سبب جوهري أمام الإنسان للنضال من أجل تغييرها ، وبالنسبة لنا فهذا ليس مستحيلا إن لم يكن حتميا ، فالأمة أملك مفردات القوة من الأيدلوجيا الحية الباعثة إلى الجغرافيا والتاريخ الموحد إلى الإمكانات البشرية والمادية الهائلة إلى دلالات واستحقاقات المصير الواحد والأفق الواحد والمصلحة المشتركة ،

    صحيح ان هذه المفردات مبعثرة إلا أنها بانتظار منظم ينظمها فتتغير موازين القوى ن في حين يستمد العدو قوته من عناصر خارجية طارئة غير أصلية لا تملك إمكانية الإستمرار وضربها في أي محور أو موقع يمكن أن يشلها في بقية المحاور أو المواقع ، ألا تلاحظ أن أمريكيا والغرب والكيان الصهيوني ودول عربية وإقليمية ينفقون المليارات ويبذلون كل الجهد لخلق سلامهم الهش وتمرير مشاريعهم ،

    فيأتي مجاهد أو مجاهدان فردان فيركمان ذلك كله بعضه على بعض ويجعلانه هشيما ، إن توازن القوى المادية ليس في مصلحتنا اليوم ولكن هذا لا يمنعنا من تحقيق توازن الرعب مع العدو وهذا مغزى العمليات الإستشهادية التي تبرهن أن موازين القوى الظالمة ليست أبدية وأن شروطهم ليست قدر أمتنا وشعبنا وأننا نملك خيار القتال بديلا عن خيار الإستسلام ، وإن التغيير قادم بلا شك فهو قانون وسنة أبدية والأفضل أن يجدنا صابرين صامدين ثابتين في مواقفنا من أن يجدنا راكعين حاملين لصك الإستسلام أمام الكيان الصهيوني والحلف الأطلسي ، بل إن صمودنا وثباتنا هو الشرط الأول لإحداث و إتمام التغيير ،

    اليهود منذ ألفي عام يمنون أنفسهم باللقاء في القدس ( أورشليم ) دون أن يملكوا أي أمل أو أي قوة وحتى بعد أن بدأ مشروعهم الصهيوني الحديث مع نهاية القرن الماضي ومطلع القرن العشرين قد بدت نسبة نجاحهم معدومة ، اما نحن الذين نسبح ضد التيار حسب رأي البعض وعدميين لا نعرف طبيعة العصر ولا موازين القوى حسب أوهام الآخرين ، فقد بتنا نشكل تهديدا استراتيجيا للدولة العبرية كما قال رابين بعد عملية بيت ليد ، لقد اضطر العدو الأول منذ بداية الصراع أن يعترف بأن المقاومة الشعبية والعمليات الجهادية تشكل تهديدا استراتيجيا لوجوده ...

    إن هذا يعني أننا ندرك جيدا ما نفعله وسوف نواصله مع التيار أو ضد التيار ولكن ضمن المصلحة العليا لشعبنا وأمتنا ، أما فشل العرب في عالم القطبين فليس مرتبطا بعدد الأقطار والعلاقة بينهم ولكن بسبب طبيعة القوى الحاكمة المصبوغة لصالح الغرب ولصالح المشروع الصهيوني وعندما ننهي حالة التبعية القائمة ونؤكد على هويتنا الحضارية المستقلة فإن النجاح سيكون مسألة وقت - إن للهزيمة شروطها وللإنتصار شروطه - وعلينا إدراك ذلك موضوعيا وذاتيا في جميع الأحوال .

    س 22- إذن فما هو مستقبلكم وسط هذا التحدي ؟

    ج : رغم كل التحديات فقد بات واضحا أن الإسلام سينتصر بإذن الله إن آجلا أم عاجلا ... فما حدث هو غزوة برز مثلها في تاريخنا ثم نهضت الأمة حية وقوية وأمتنا فاعلة وشاهدة في التاريخ الإنساني ولا يمكن أن يقهرها الغزاة حتى لو احتلوا أرضها بعض الوقت ، ورغم الحصار الدولي والإقليمي الظالم فإن قدرنا أن نتواصل ،

    فهذه الروح التي سرت في شوارع الوطن وفي أوساط الشعب و في خلايا الدم وفي مطلع الثمانينات تحت اسم الجهاد الإسلامي ، هذه الروح لا يمكن أن تموت ، إن جبروت هذا العالم مذهل وخطير وأن آليته وتقنيته شيء عظيم ولكننا على يقين أن كل هذا أصغر منا وأصغر من اليد المؤمنة ، فالإرادة الحرة أقوى من هذا الجبروت وهذه الآلية وهذا الرعب وسنبقى كما بدأنا إرادتنا هي إرادة الشعب حرة بلا رعب ولا رهبة ، فعندما تنهزم الإرادة وتسقط الروح في الفخ وأسر الأسر ،

    فسينتهي كل شيء وسوف نثبت بصمود الإرادة وانتصارها وبتفاؤل الروح وتألقها حتى يمكننا مواجهة الجبروت والطغيان ، وسيبقى مبرر وجودنا الأخلاقي يحظى منا بالأولوية وسيكون مدخلنا إلى العالم وعنوان جهادنا وكافة مستويات علاقتنا ويلي ذلك المبرر وجودنا المنهجي القائم على فهمنا الثوري والموضوعي للإسلام وعلومه وتاريخه ومعركته ،

    وتبرز فلسطين في قلب هذا الفهم فقد توصلنا إلى مركزيتها عبر رؤية منهجية للإسلام والتاريخ والواقع ، ولذا سيبقى جهادنا في فلسطين هو مبرر وجودنا الأساسي تحت غطاء وعنوان مبرر الوجود الإخلاقي ولن نسمح بأي تناقض في حياتنا ومسيرتنا بين المبررين ، فهما في الحقيقة شيء واحد وإن هذا الإنسجام سيبقى ثوبنا ولن نخلعه مهما كان حجم التحديات والصعوبات ويقيننا أن هذا قدرنا وواجبنا الإلهي و أنه طريق الإنتصار ، فالعالم ينخره السوس وما علينا سوى أن تسلح بالإيمان بالله والغيب والوعي والإرادة الحرة ، وما تستطيع من قوة بالتأكيد أن تحد من طرقنا المليء بالعقبات والأخطار إضافة إلى التحديات و الصعوبات ،

    وإن شُكلت حركات الإسلام في مشاعل مضيئة فإن استمرار الجهاد تحت راية الإسلام في فلسطين يبقى نقطة الإستقطاب المركزية والأساسية لكل الأمة وسنحافظ إن شاء الله على هذه الجذوة ونصاعتها واستمرارها ، فصمودنا هو الأمل الأكبر اليوم لمنع انهيار المنطقة أما انهيارنا وتراجعنا سيكون إيذانا بتحولات وانهيارات خطيرة لا يحمد عقباها ، وسنعاني منها نحن وشعوب الإسلام ، و أؤكد بأن المعركة لم تنتهي بل تتسع ساحاتها والشعوب هناك على بوابات العواصم تنتظر بالمرصاد وعلى المجاهدين الصادقين في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس أن يشحذوا هممهم و أسلحتهم فالمعركة تبدأ الآن وخاب ظن من أفلس .

    س 23- طالب ارئيل شارون من زعماء الليكود بترحيل كل من هل صلة بأسرة الشقاقي من فلسطين ردا على الهجمات الإستشهادية للجهاد الاسلامى، ما هو تعليقك على ذلك ؟

    ج : الشعب الفلسطيني هو الذي يحارب الإحتلال وليست هذه العائلة أو تلك ، وأنا ابن الشعب الفلسطيني وابن فلسطين قبل كل شيء ، أرض فلسطين بالنسبة إلي فرض صلاة لا أساوم عليه تحت أي ظرف من الظروف ، وأعتقد أن الإسرائيليين الذين صارعتهم وصارعوني مرارا في غرف التحقيق والتعذيب يدركون جيدا أنه لا يغريني أي ترغيب ولا يخيفني أي ترهيب ،

    وأنا أدعوا ارئيل شارون وقبله رابين لقراءة جلسة المحكمة العسكرية الإستشارية التي نظرت في قضية إبعادي في عام 1988م لقد قلت هلم في قاعة المحكمة :" لا أدري بأي صفة أخاطبكم ( هيئة المحلفين ) إن كنتم ممثلين للشعب اليهودي فكيف تتكلومن عن عذابات اليهود في التاريخ واضطهادهم ثم تأتون اليوم لتمارسون التعذيب الإضطهاد ضد شعب آخر ، وإن كنتم تمثلون الحركة الصهيوينة فحتى آخر قطرة من دمي سأقاتلكم طالما أن الحركة الصهيونية تحل مشاكل اليهود على حساب شعبنا ، وإن كنتم تمثلون دولة إسرائيل فلا أراكم مؤهلين للنظر في قضية إبعادي من وطني ما أبعدتم والدي من قريته قبل أربعين عام ".

    س24- أين تبدو آخر خطوة في السلام؟

    ج : يبدو في القدس مصرع سلامهم المدنس القائم على أوهام القوة المتغطرسة ، إنها كاشفة العورات ، فأنت لا تستطيع أن تسقط فرض الصلاة ولا فرض الصيام متظاهرا بالواقعية تحت ما تسميه ضغط موازين القوى وطبيعة العصر ، نفس الشيء ينطبق على القدس لأنها فرض يومى وواجب يومي كالصلاة والصيام ، إنها ذروة سنام الاسلام في هذه اللحظة - في هذه السنة - بل منذ مطلع هذا القرن وحتى ندخل المسجد الأقصى ظافرين متبرين علوهم وشرورهم وطغيانهم ،

    في القدس يلتقي مطلقان : مطلق يقوم على حقائق التاريخ وهو المطلق العربي الإسلامي في مواجهة مطلق يقوم على الوهم والخرافة و هو المطلق اليهودي الصهيوني ، والمطلق لا ينكسر ولا ينهز إلا عندما يعلن الفرد كفره وخيانته وسقوطه ، لذا تبقى القدس كاشفة العورات ومقتل سلامهم المدنس ، السلام الذي يريدون به إدخال الجمل العربي في ثقب الإبرة الصهيونية وهذا ما تسعى إليه أمريكا منذ وقت .

    س 25- وفي الخاتمة هل من كلمة أخيرة ؟

    ج : في الخاتمة أقول لأبناء شعبنا ، أن معاناة الإنتفاضة كانت أشرف وأكرم بل أخف من معاناة الإستقلال الموهوم ، ومعاناة الجهاد أكرم وأعظم من معاناة الإستسلام ، وأدعو كل العاملين إسلاميين وعرب وكل الشرفاء أن يشكلوا أوسع تحالف للقضاء على هذه الجرثومة المسماة إسرائيل ، وأقول للقائمين على الإتفاق أن الإتفاقات التي جرت من وراء ظهر شعبنا ضد حقه ومصالحه وأحلامه وطموحه ، لن تلزمنا بشيء ،

    وأقول للصهاينة لا سلاحكم النووي ولا اتفاقات الإذلال مع المتساقطين يمكن أن تجلب لكم أمنا وسلاما ، فالقدس عاصمتنا الأبدية ومركز الوطن الإسلامي ومهوى الفؤاد لكل عربي ومسلم ، وأقول للعالم أجمع بأننا لسنا إرهابيين بل نملك للبشرية في قلوبنا حبا يكفي لتحويل الأرض واحة عدل وسلام ، وأقول لأبناء الجهاد الإسلامي أن هذا زمانكم لتبرهنوا على صدق أفكاركم وأطروحاتكم التي فجرت العمل المجاهد في فلسطين وفجرت الانتفاضة المباركة ،

    إنهم لن يحصدوا إلا العار فهل يريد أحد منا أن يتقاسم معهم هذه الغنيمة النتنة ، فلقد خرجت حركتكم المجاهدة من مؤامرة تلو المؤامرة ومن ضربة تلو الضربة ، لنقف اليوم بقوة وصلابة في مواجهة هذا المسخ وهذا العار التاريخي ، فلقد حاولوا إلغاء دورنا لأنهم لا يدركون أننا من قدر الأمة التي لا تنكسر ، فلقد كبرنا تحت النار وتحت التحديات ولا زلنا ، فلن نتراجع لحظة ورغم قلة الإمكانات ، سيتمر الواجب رائدنا وغدا سوف تشهدون كيف تعلو راياتكم لأنكم ما ساومتم و لا تراجعتم

    المصدر: نداء القدس + وكالات[/frame]
    وداعا ... أحبتي

    تعليق


    • #3
      الرجاء تثبيت الموضوع للاهمية
      وداعا ... أحبتي

      تعليق

      يعمل...
      X