http://www.saraya.ps/view.php?id=14226
خاص الاعلام الحربي::
http://www.saraya.ps/view.php?id=14226
"أبا اسلام " تأتي ذكراك العطرة ومازلت تعيش في قلوبنا وعقولنا وحياتنا تبث فينا روح الإيمان والجهاد والصبر والإرادة والتحدي ونحن على دربك نحمل راية الجهاد ماضون حتى ننتصر..
فأم حسام اصرت ان تتقدم الصفوف لتقود نساء جنين في موكب تشييع فلذة كبدها الشهيد حسام لطفي عبد الله جرادات قائد سرايا القدس في الضفة الغربية, وهي تشجع بناتها على الصبر ورباطة الجاش واطلاق الزغاريد وعدم البكاء والعويل فاليوم عرس حسام تقول الذي رفض طوال عمره الزواج واصر على ان يهب حياته لفلسطين ومسيرة الشهداء فكانت فلسطين عروسه الاحب لقلبه ومهرها دمه وشهادته التي نفخر بها فلا نبكي القائد ولا نحزن على الشجاع ولا نستقبل المعزين فبيتنا مفتوح لتقبل المهنئين بالشهادة التي تمناها وحباها الله بها فدعائي لله في كل خطوة في لحظات الوداع الاخيرة لحسام ان يتقبله شهيدا , فقد عاش زاهدا مجاهدا مخلصا واستشهد بطلا رافضا الخنوع والاستسلام.
لحظات عصيبة:
وعاشت ام حسام على مدار ايام الاسبوع المنصرم لحظات عصيبة عقب اصابته برصاص الوحدات الخاصة في مخيم جنين وتقول كانت اصعب اللحظات واقساها خاصة ورغم ان حسام في الاونة الاخيرة كان لا يتوقف عن الحديث عن الشهادة وحثي على الصمود والصبر والتماسك والقول في لحظة يمكن ان ياتي خبري فلا تبكي يا امي بل كوني فخورة وقوية لاننا جميعا مشاريع شهادة, ولكن خبر اصابته شكل لي صاعقة كبيرة فهو اكبر ابنائي, واحبهم لقلبي, وما احزنني اكثر معاناته خلال رحلة الاصابة, ثم استشهاده في عمان وعرقلة الاحتلال ادخال جثمانه وكنت اخشى ان يتمسك الاحتلال بموقفه ويمنعنا من تنفيذ وصيته في دفن جثمانه في مقبرة شهداء معركة مخيم جنين ولكن رغم ممارساته التعسفية فان حسام عاد الينا وان كان شهيدا وزففناه لمثواه الاخير بين رفاقه الذين سبقوه, واتذكر انه كلما كان يسقط شهيد يبكي ويحزن لانه لم ياتي دوره وكان يدعوا الله ان يرزقه بالشهادة.
اليوم الذي انتظرته طويلا:
ورفضت ام حسام في اللحظات الاخيرة من وداع بكرها حسام تقبل التعازي وزينت جدران منزله الكائن في حي المحطة في جنين والقريب من المخيم برايات الجهاد الاسلامي واعلام فلسطين وصور الشهيد حسام وقالت ارجوكم من يحب حسام لا يبكي عليه ومن يحترم ذكرى حسام لا يعزيني زغردوا وغنوا فاليوم زفاف حسام الذي طالما انتظرته ولن احزن لرحيله فقد تمنى الشهادة والشهيد لا يعزى به ولا نحزن عليه بل نشمخ به فكيف اذا كان مجاهدا ومقاتلا وبطلا مثل حسام واضافت اللهم اني صابرة محتسبة مؤمنة فتقبل شهادة ابني حسام.
حسام في سطور:
وينحدر حسام جرادات من اسرة فلسطينية متواضعة انتقلت من بلدة السيلة الحارثية لتستقر في مدينة جنين حيث رزقت بحسام ونضال وعدد اخر من الشقيقات, وحسام كما تقول والدته كان الابن البكر الذي حظي بمكانة خاصة ومحبة كبيرة لي ولوالده الذي رحل في مقتبل العمر, فكان حسام سندي في رعاية وتربية اشقاءه وفي مرحلة مبكرة من العمر تفتح الحس الوطني لدى حسام بعدما ادرك حقيقة وجوهر القضية الفلسطينية فانخرط في العمل المقاوم بشكل سري وانتمى لاحدى الخلايا الفلسطينية التي عملت على مقاومة الاحتلال مما عرضه للاعتقال الاول في مقتبل العمر فلم ينال السجن من عزيمته وتنقل من سجن لاخر, وتعرض للاعتقال مرة تلو الاخرى دون ان يكل او يلين كان بطلا بكل معنى الكلمة وتضيف خلال انتفاضة الاقصى لم يتاخر حسام عن تلبية نداء الواجب وكان كتوم يعمل لوجه الله لم يحب المظاهر والتباهي, وكان يعمل مع المجموعات السرية للانتفاضة ويقول رفاقه انه كان يتقن تصنيع العبوات والذخيرة المحلية وبينما كان الاحتلال يتوغل في جنين, كان حسام وحيدا يعد العبوات ويزرعها ويفجرها في اليات الاحتلال.
مشاركة في معركة مخيم جنين:
وعندما شنت قوات الاحتلال هجومها في نيسان 2002 على مخيم جنين يقول رفاقه لم يتاخر حسام عن الالتحاق في صفوف المقاومة وانخرط في صفوفها وشارك في التصدي لقوات الاحتلال وقال احد المقاتلين ان حسام رحمه الله كان مقاتلا مخلصا وفذاً, لم يتقاعس لحظة عن الجهاد, امضى ايام وليالي طويلة في مقارعة المحتلين خاصة بالعبوات.
فدى المقاومين:
ويتحدث اهالي المخيم بفخر واعتزاز عن الحادثة التي فدى فيها حسام المطارد علاء الصباغ قائد كتائب شهداء الاقصى – قبل استشهاده - وزكريا الزبيدي عندما حاصرتهم قوات الاحتلال مع عدد من المقاومين في حي المحطة الذي يعيش فيه حسام وقال احد المقاومين لقد قدم حسام نموذجا في التضحية والفداء لا ينسى ابدا فعندما حاصرت قوات الاحتلال المقاومين وكادت تصل لهم, جعلهم يعتقلونه بينما افسح المجال امام المقاومين للنفاذ من قبضة الاحتلال فاقتيد للسجن وامضى فترة طويلة داخله.
الملاحقة:
قبل عام ونصف افرجت قوات الاحتلال عن حسام بعد قضاء محكوميته تقول والدته ولكن لم نكد نفرح بتحرره وعودته لاسرته حتى بدات قوات الاحتلال بملاحقته بدعوى انخراطه في صفوف سرايا القدس, وتكررت المداهمات, والتهديدات, ولم يعد يوم دون اقتحام منزلنا وتحطيم محتوياته وتهديدنا باقسى العقوبات وتصفية حسام ولكن هذه التهديدات لم ترهب حسام فكان يشجعنا ويحثنا على الصمود والصبر ويقول مهما مارس الاحتلال من ضغوط لن نتوقف عن المقاومة الجهاد خيارنا وجميعنا مشاريع شهادة وعندما كنت اقول له انا كبيرة يا ابني ولا احتمل هذا العذاب كان يقول انت عظيمة ككل ام فلسطينية وهذا قدرنا ان نجاهد لنتخلص من عذاب الاحتلال وظلمه لن يهدا لنا بال ما دام هناك احتلال وارهاب, فلم اكن املك سوى الدعاء له, والفخر ببطولاته ومواقفه.
الاستهداف:
اشتدت ملاحقة حسام تقول زوجته على مدار عام ونصف نجا خلالها من عدة محاولات اعتقال واغتيال كان اخرها الشهر الماضي عندما قصفوا المنزل الذي كان يقصده حسام قبل وصوله اليه بلحظات فاستشهد اثنين من مساعديه ورغم ذلك واصل حسام مسيرته الجهادية بشموخ وتحدي مجاهدا في سبيل الحلم حتى تمكنت وحدة صهيونية خاصة من الوصول اليه مساء الاربعاء 23-8 فاطلقت الاعيرة النارية عليه من سلاح كاتم للصوت واصابته بمقتل فقتلهم الله وانتقم منهم وان لعنتي ستبقى تلاحق المحتلين وعملائهم ليل نهار.
العهد والقسم بشموخ واباء تتحدث ام حسام عن سيرة ابنها بينما يتدافع الاهالي للتضامن معها وقالت ان خسارتنا كبيرة على رحيل القائد الذي طالما حمل سلاحه ورفض ان ينحني وعندما يتوغل الاحتلال يندفع للقاءه, انه الشجاعة بكل معانيها انه الشموخ الفلسطيني باصالته, فنم قرير العين يا حسام فامك ومعها كل ام فلسطينية ستبقى تزرع حلمك وتحمل رايتك مثلما يحملها رفاقك في وداعك واننا نقسم بدمائك ان نبقى على العهد حتى تنتصر فلسطين ويتحقق النصر بفضل جهاد رفاقك وشعبك.
مدرسة حسام حية:
وقال محمود السعدي مسؤول حركة الجهاد الاسلامي ان اغتيال حسام جرادات شكل خسارة كبيرة لحركة الجهاد والشعب الفلسطيني والمقاومة , فقد عرفناه مجاهدا معطاءا مخلصا لم يتخلف عن معركة, عدو لذوذ للتقاعس محب للشهاده كحبه لحركته الجهاد الاسلامي لذلك فان ذكراه ستبقى حيه ورمزا لنضال كل فلسطيني وسيبقى مدرسة يتعلم منها ابطال الجهاد فنون المواجهة مع المحتل.
بطولات لا تنسىواطلق اشرف السعدي احد قادة سرايا القدس النار في وداع حسام وقال لن ننساك ابا اسلام, ولن ننسى بطولانك وتفانيك وشجاعتك واضاف في احدى المواجهات حاصرتنا قوات الاحتلال كنت مع حسام في مخيم جنين الدوريات امامنا والمشاه خلفنا فاشتبكنا معهم وتشاهدنا ولحظتها اصبت فطلبت منه الهرب والنجاة بنفسه وتركي ولكنه رفض فامسكني بيد وقاتل بالاخرى, واستمر في اطلاق النار حتى دب الرعب في صفوف الاحتلال وتمكن من انقاذ حياتي ان هذا القائد يعيش معنا ووفاءنا له سيكون بتصعيد المقاومة .
صورة للبطولة:
واقسم الشهيد القائد وليد العبيدي من قادة السرايا قبل استشهاده على الثار لقائده الذي كان اول من انقذه وساعده في النجاة من الكمين الصهيوني رغم اصابته وقال خلال رحلة مطاردتنا عرفنا حسام كبطل لم يكن يتعامل معنا كقائد بل باحترام وتقدير ومحبه, كان شديد الكراهية للمحتل ويكون دوما في مقدمة الصفوف في مواجهة المحتلين واضاف عندما قصفت طائرات الاحتلال المنزل في مخيم جنين, كنت وحسام في الطريق اليه, وتساقطت الصواريخ, فاصبت بشظايا احداها ورغم تحليق الطائرات على ارتفاع منخفض رفض حسام تركي وساعدني حتى وصلنا لموقع امن, لم يكن يهاب الموت وشعاره مقاومه حتى الشهادة وسيكون هذا الشعار نهج حياة لسرايا القدس.
*الكلمات الأخيرة للقائد العام لسرايا القدس بالضفة الغربية.. الشهيد حسام جرادات: كل فلسطيني مشروع شهادة في اخر لقاء اجراه مراسلنا في جنين مع الشهيد قبل اغتياله: وصيتي لشعبي الوحدة والمقاومة::
ببساطة وتواضع اعتذر حسام جرادات قائد سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي، لي لانه تأخر بعض الوقت عن المقابلة بسبب ظرف طارىء وقع وهو في الطريق لاجراء المقابلة التي اضطررنا لتاجيلها عدة مرات بسبب تكرار الاجتياحات والاوضاع الامنية في مخيم جنين الذي تحول معقلا ومركزا لنشاطه منذ بدات قوات الاحتلال بمطاردته قبل اكثر من عام، وقال لحظتها: لا تقولوا في الصحافة اننا غير ملتزمين بمواعيدنا، او نتذرع بالاسباب الامنية فهناك دوما ظروف ملحة تداهمنا فتغير حياتنا، وانت ابن جنين وتعرف ان المداهمات والعمليات الصهيونية لم تتوقف منذ اسبوع، وهذا يؤثر على نشاطنا، رغم اننا نصر على التحدي , فشعارنا: لن نسمح للاحتلال بشل حركتنا وعملنا ونشاطنا , وكل فلسطيني عليه ان يكون جاهزا للمعركة , فجميعنا مشاريع شهادة على طريق الجهاد والنصر.
صلى المغرب , وافترش حسام الارض , بعدما وضع سلاحه بجانبه , ابدى استعداده للحديث , والرد على الاسئلة , حيث برز مدى تواضعه ومرونته , وحرصه على الاجابة دون مماطلة او تهرب او تنصل وصراحته وموضوعيته.
وفيما يلي نص اللقاء الاخير مع الشهيد جرادات قبيل اغتياله والذي ينشر لاول مرة:
حسام جرادات مجاهد فلسطيني:
س : من هو حسام جرادات؟
ج : فلسطيني ينتمي لمدرسة الجهاد الاسلامي ويعتز بانتمائه للشعب الذي حباه الله بالعيش والجهاد في ارض الرباط والاسرى والمعراج , باختصار مجاهد وهب حياته لفلسطين , ولعقيدة الجهاد , ومدرسة السرايا , وقرر ان يكون مشروع شهادة , فكلنا شهداء مع وقف التنفيذ , وكل فلسطيني مشروع شهادة.
ورفض حسام لحظتها , الخوض في تفاصيل حياته , وقال انه فلسطيني يعشق شعبه وارضه ومؤمن بقضيته وبحقه الديني والشرعي والقانوني بالجهاد حتى دحر المحتل , ولا يوجد ما يميزه عن الكثيرين من ابناء شعبه , فلا يوجد فلسطيني لم يعاني من ارهاب الاحتلال , ولا يوجد بيت فلسطيني لم يقدم المعتقل والشهيد والجريح والمناضل , واضاف انا انتمي لهذا الشعب ولا يميزني عنه شيء فهويتي هوية كل فلسطيني.
س : كيف تنظر لحل الصراع الفلسطيني –الصهيوني وما هو الحل بعد فشل اتفاقات السلام , وموت التهدئة , وتصعيد الاحتلال ؟
ج : الحل ورد في نص القران الكريم والاحاديث النبوية الشريفة ففلسطين ارض وقف اسلامي , وما دامت هذه الارض , ارض الاسراء والمعراج والرسالات النبوية , تعرضت للسلب والنهب والاغتصاب والتهويد , فمن واجبنا ان نتصدى ونؤدي واجب الجهاد والدفاع عن ارضنا وحقنا , نحن لسنا قتلة او هواة حرب , نحن اصحاب حق مشروع اغتصبه الصهاينة بدعم دولي وتواطيء وتخاذل عربي وما دام هناك احتلال فالجهاد واجب وفريضة على كل مسلم ونحن في سرايا القدس نؤكد ان واجبنا يحتم علينا مواصلة المعركة والمسيرة الجهادية المباركة خاصة بعدما فشلت الاتفاقات التي لم نراهن عليها والتي طالما حذرت قيادة حركة الجهاد الاسلامي منها , واريد ان اذكر الجميع ان كافة الفصائل والقوى منحت المحتل التهدئة , والتزمنا بها رغم المجازر والعدوان والثمن الغالي الذي دفعه شعبنا وحركة الجهاد الاسلامي وسرايا القدس بشكل خاص ولكن ماذا كانت النتيجة تصاعد العدوان واتساع نطاق الحرب الاسرائيلية ووقف العالم يتفرج على دمنا الذي لم تتوقف حكومة الاحتلال عن اراقته حتى اليوم , لذلك فشلت التهدئة , وثبت بالملوس صدق وجهة نظرنا والحل هو المواجهة والمعركة والمقاومة والجهاد , لا يوجد حل او طريق اخرى لانتزاع حقوقنا والخلاص من هذا الاحتلال ومستوطنيه , ان المقاومة هي التي صنعت الاندحار في غزة , والمقاومة والعمليات هي سبيلنا للخلاص ومن يتحدث عن غير ذلك فهو مخطيء ولا يعرف قراءة التاريخ جيدا ولا يمتلك البصيرة لتحديد وجهته نحن نصر على التمسك بالمقاومة المشروعة وسرايا القدس مستمرة في عملياتها وجهادها.
العمليات:
س : لكن البعض يتحدث عن تراجع التاييد الشعبي للعمليات وانها تضر بالمصلحة الفلسطينية ومثال ذلك بناء الجدار والمجازر الصهيونية في غزة ردا على الصواريخ؟
ج : المزاج الشعبي الفلسطيني مع المقاومة والحق الفلسطيني ولا يوجد فلسطيني واحد يقبل بالاحتلال او السلام الهزيل الذي لم يخدم سوى الاحتلال , ماذا حققت لنا التهدئة , والسلام , هل اطلق سراح الاسيرات والاسرى ؟ هل انتهى الاحتلال ؟ هل توقف نزيف الدم الفلسطيني ؟ هل توقفنا عن تشييع الشهداء ؟ هل توقفت الام الفلسطينية عن بكاء احبتها شهداء او جرحى او معتقلين ؟ هل عاد المبعدون ؟ هل زال الاحتلال ؟ اذا وجهت هذه الاسئلة لاصغر طفل فلسطيني فسيقول لك اجابة واحدة لا , شعبنا دفع ولا زال يدفع الثمن والجميع يتطلع للحرية والخلاص من الاحتلال فما هو الحل ؟ هل ننتظر مجلس الامن الذي تستخدمه اسرائيل وامريكا كغطاء لتمرير مشاريعها التصفوية ؟ هل ننتظر جامعة الدول العربية التي لم تتفق يوما سوى علينا ؟ هل ننتظر المجتمع الدولي الذي يصمت عن جرائم الاحتلال ويصف حقنا الذي شرعه في مقاومة المحتل بالارهاب ؟ اننا لن ننتظر ولن نصغي سوى لصوت شعبنا ومعتقلينا وامهاتنا واطفالنا والذي يحثنا دوما على المقاومة , لا يوجد فلسطيني نفذ عملية استشهادية دون ارادته , وابناء شعبنا يتسابقون على الشهادة ومقاومة المحتل وهذا يجسده كل ابناء شعبنا بعيدا عن النفر الذين تضررتهم مصالحهم بسبب المقاومة , فالمقاومة حررت غزة والمقاومة اركعت وارهبت المحتل , واذا كان الجدار نتيجة للمقاومة كما يقول البعض فهذا ينم عن جهل وغباء فالجدار مخطط اسرائيلي قديم لطالما كان يسعى الاحتلال لتنفيذه واستغل الظرف الراهن لتحقيقه ولو لم يبنى الجدار اليوم لكان بالغد لان المخطط التوسعي الاستيطاني الصهيوني لفرض الامر الواقع كان يتطلب اقامة الجدار الذي هو مصلحة صهيونية , ان شعبنا بكل قواه وشرفاءه مع المقاومة والعمليات لانها الطريق لدحر المحتل وفرض الانتصارات , وعلى المتباكين والجهلة ان يتعلموا دروس التاريخ جيدا فلا يمكن اجثتات السرطان الصهيوني من ارضنا الا بالعمليات والمقاومة والوحدة وعندما نسمع صوت شعبنا ونحن نقول شعبنا وليس حفنة المرتزقة يطالبنا بوقف العمليات فسنكون اول المنفذين لارادة هذا الشعب الذي نجاهد في سبيله نحن مشاريع شهادة ليس لمصالح شخصية او بناء على مواقف اقليمية بل نحن صوت وضمير الشعب , نحن صرخة الشهداء وعهد الوفاء لهم , نحن عهد الجرحى وامل المعتقلين ولن تتوقف عملياتنا وجهادنا ما دام شبر من ارضنا محتل.
التهدئة الجديدة:
س : هناك حديث عن تهدئة او هدنة جديدة ما رايكم؟
ج : رغم تحفاظتنا الكثيرة ومواقفنا الواضحة , وحرصا منا على الوحدة الوطنية وافقنا مع كافة القوى على التهدئة الاولى والثانية وابدينا اقصى درجات الالتزام بها , وصبرنا رغم الخروقات الاسرائيلية , وتحملنا الكثير , ولكن السيل بلغ الزبى بعدما تجاوز العدو كل الحدود بقمعه وجرائمه واغتيالاته ومجازره , ماذا فعل رعاة ودعاة التهدئة لوقف انفلات وعدوان وهجمية المحتل لم يحرك احد ساكنا وبقينا تحت فوهة النار , نموت , ونغتال , ونعتقل , وتهدم منازلنا , وتزداد معاناة اسرانا , لذلك فان المحتل يتحمل مسؤولية موت وانهيار التهدئة ونحن في سرايا القدس نرفض أي تهدئة وهدنة جديدة ونحذر من انها مصلحة اسرائيلية ولن تخدم شعبنا وقضيته وندعوا المتداعين للتهدئة لعدم هدر الوقت والالتفاف حول المقاومة ودعمها وتعزيزها.
س : انت مطلوب للتصفية من قبل الاحتلال، الا تخاف من التصفية او الاعتقال وكيف تقضون وقتكم في ظل الملاحقات؟
ج : نحن اخترنا طريق الجهاد وعقيدته ونؤمن اننا جميعا مشاريع شهادة وبحقنا المقدس , لذلك نحن لا نخاف سوى الله ولن نركع لغير الله , ومهما مارس الاحتلال من ارهاب وجرائم بحقنا واغتيالات لن نتوقف عن مسيرتنا , دوهم منزلنا عشرات المرات , وتعرض منزل الشيخ محمود السعدي قائد الجهاد الاسلامي للدهم عشرات المرات , وهدد المحتل ذوينا باقسى العقوبات والتصفية ولكن كل ذلك لا يخفينا , فمن ينتمي لمدرسة تقدم امينها العام ومؤسسها وقادتها شهداء لا يمكن ان يشعر بالخوف او الرعب او الهزيمة , نحن نؤمن بالله وبعقيدة الجهاد , ونتمنى الشهادة , نجاهد في سبيلها , ونطلبها وندعو الله ان يرزقنا اياها , لا نخاف المحتل ولا نهاب طائراته ودباباته وعملائه , ومستمرون في مشوارنا , ونمضي اوقاتنا في مقاومة المحتل او التخطيط لمواجهته , وهذه قضية امنية لا يمكن الغوص فيها , ولكن جانب كبير من وقتي امضيه في متابعة ورصد الاعلام وخاصة الصهيوني , وكلما سمح لي الوقت اطالع كل ما يكتب في صحفهم عنا واحيانا امضي عشر ساعات اذا تمكنت في مطالعة ورصد المواقف والرؤي الاسرائيلية فمن اهم اساليب المقاومة والمواجهة معرفة العدو وقراءة افكاره واراءه والتعرف على واقعه لنتمكن من تحديد اساليب المواجهة لان المعركة مفتوحة وبحاجة لرصد كل الامكانات والطاقات لخدمة مسيرة الجهاد.
الوحدة والمقاومة:
س : كلمة اخيرة توجهها لابناء شعبك؟
ج : الوحدة والمقاومة ادوات النصر وطريق الخلاص , لنتوحد جميعا لان العدو لا يفرق بين فلسطيني واخر كلنا مستهدفون , ابن الجهاد وفتح وحماس , وابن الكتائب والسرايا وابو علي , كل فلسطيني طفل اورجل او امراة , مقاوم او سياسي , عامل او طبيب او مزارع , مستهدف , فلنرص الصفوف ونوحد الطاقات ونستلهم العبر من معركة مخيم جنين , فقد كان ركيزة الصمود والمقاومة الوحدة والتلاحم بين المقاومة واهالي المخيم الابطال , ان شعبنا قادر على صنع النصر ودحر المحتل ولن يتحقق ذلك بالتفاوض او الحلول الجزئية او المساومات , او التهدئة , او هدنة طويلة الامد وانما بصون وحماية ودعم وتعزيز وتصعيد مقاومتنا ,وعلينا ان نتعلم من ملحمة المقاومة الاسلامية العظيمة في لبنان ودروس حزب الله التي لا زلنا نعيش صدى انتصاراتها فهي انتصار لكل المستضعفين في الارض , هي انتصار للمقاومة , لخيار الجهاد , فحزب الله قهر اسرائيل واذل جيشها والسرايا ستكون سلاح شعبنا لاركاع المحتل واريد ان اوجه تحية لكل ابناء شعبي الصامد المجاهد , وخاصة في مخيم جنين عاصمة الاستشهاديين و معقل المقاومة والجهاد والروح التضحوية الكبيرة فهم يوفرون لنا الدعم والحماية , وتحية لكل اهالي محافظة جنين مثلث الرعب الفلسطيني ونحن على عهد الجهاد , السرايا ستبقى سرايا الجهاد حتى النصر , والسرايا متمسكة بالراية حتى دحر الاحتلال لن نتراجع امام الاغتيالات ولن نتوقف رغم الاعتقالات , وفي كل لحطة نضرع لله ان يمن علينا بالشهادة فهي اسمى امانينا.
كانت تلك الكلمات الاخيرة لجرادات , التي نجا بعدها باسبوع من محاولة اغتيال , ولكن الاحتلال كان له بالمرصاد , فتمكن من اغتياله ليحقق امنيته بالشهادة.
وشهدت مدينة ومخيم جنين مسيرة جماهيرية حاشدة شارك بها الاف الفلسطينيين والعشرات من مقاتلي سرايا القدس واستشهادييها وكتائب شهداء الاقصى وفصائل المقاومة التي جددت العهد لجرادات على مواصلة مسيرته حتى النصر.
وكانت قوات الاحتلال اغتالت جرادات في مخيم جنين عندما هاجمته وحدة صهيونية خاصة مساء يوم الاربعاء 23-8 , واصيب بعيار ناريين واستشهد في عمان متاثرا بجراحه , وعرقلت قوات الاحتلال ادخال جثمانه لجنين اربعة ايام , وامضى حسام عدة سنوات في سجون الاحتلال الذي لاحقه خلال العام والنصف الاخيرة نجا خلالها من عدة محاولات اغتيال واعتقال.
( فسلام عليك في الخالدين يا حسام السرايا )
تعليق