حذّر الدكتور رمضان عبد الله شلّح الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، من مغبة بقاء الوضع الفلسطيني الراهن على حاله، الأمر الذي يهدد بضياع قضية شعبنا برمتها، مشدداً في الوقت ذاته على ضرورة ترتيب البيت الفلسطيني الداخلي للتصدي للاحتلال ومشاريعه الرامية لثني إرادة شعبنا عن الصمود والمقاومة.
ولم يخف الدكتور شلّح في مقابلةٍ متلفزة بثتها الفضائية المصرية الليلة الماضية، وجود عقباتٍ تحول دون التوافق على برنامج وطني فلسطيني موحد يوجد صيغةً للتعايش، لافتاً إلى أن تزاحم البرامج على الساحة الفلسطينية نتج عنه تلك العقبات.
كما وحذّر الدكتور شلّح من أن تدخل العلاقة بين الفصائل الفلسطينية مرحلة الاحلالية ( يقصد فصيل يحل مكان فصيل)، معتبراً أن العلاقة إذا ما دخلت هذا الجانب من التفكير "فنحن على موعد مع سنوات طويلة من الصراع".
وأوضح "أن العقلية الاقصائية والتفرد، مرضٌ سياسي يصيب كل التجمعات السياسية في العالم، والساحة الفلسطينية تعيش في منطقة تعاني من هذه الظواهر السلبية، ونحن مهتمنا التخلص من هذه الظواهر وإيجاد صيغة للتعايش وإيجاد قاسم فلسطيني مشترك".
وفي سؤاله عن ترشيح الجهاد الإسلامي للعب دور في رأب الصدع الحاصل على الساحة الفلسطينية، بيّن الدكتور شلّح أن حركته تبوأت هذه المكانة على اعتبار أنها ليست طرفاً مباشراً في قضايا النزاع الأساسية في الساحة الفلسطينية كمسألة الحكومة أو الانتخابات، مشدداً على أنهم مصرون على البقاء مسافةً واحدةً من الطرفين نستطيع أن نكون لنا فيها دالة على الجميع لأن نرى المصلحة الوطنية.
وجدد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، تأكيد حركته الذي يعتبر أن المستفيد الوحيد من الوضع الفلسطيني الراهن هو الاحتلال، واصفاً هذا الوضع بالمثالي جداً لإسرائيل، لافتاً في الوقت عينه إلى أن يدرك هذا الأمر جيداً، "لكن أحداً لا يريد أن يتحمل المسؤولية عما وقع، فكل طرفٍ يحمل الآخر مسؤولية ما جرى".
وانتقد الدكتور شلّح مسألة التوصل إلى اتفاق تهدئة مع إسرائيل، فيما يعجز الفلسطينيون عن تحقيق تهدئة فيما بينهم، قائلاً:" يجب أن تكون التهدئة داخل البيت الفلسطيني، وإلا فنحن الخاسرون".
ودعا الدكتور شلّح العرب وخاصةً مصر –التي شدد على وصفها الطرف الأقوى وذلك لاعتبارات كثيرة لاسيما التاريخي منها- إلى لعب دورٍ في إنهاء حالة الفرقة التي تعصف بالساحة الفلسطينية منذ خمسة عشر شهراً، لافتاً إلى أن "تل أبيب" و "واشنطن" لا يروق لهما ذلك الأمر.
وكشف الأمين العام للجهاد الإسلامي أن مباحثات وفد حركته مع القيادة المصرية مؤخراً اشتملت على رؤى وأفكار للخروج من الأزمة الراهنة، موضحاً أن حركته ستحمل هذه الأفكار إلى قيادتي "حماس" و "فتح" في دمشق و غزة للإسراع في استئناف الحوار الداخلي.
وأوضح أن استمرار حالة الانقسام يعقد الأمور أكثر بين الطرفين يوماً بعد يوم، لاسيما وأن ولاية الرئيس عباس ستنتهي في يناير المقبل وأن "حماس" تؤكد عدم تعاطيها معه فيما تصر رام الله على استمرار ولايته حتى موعد الانتخابات التشريعية.
وأشار الدكتور شلّح إلى أن إسرائيل تريدنا أن نبقى في عالمين وسلطتين وهميتين، مبيّناً أن مساحة قطاع غزة أقل من 1,5% من المساحة الكلية لفلسطين، فيما تخضع الضفة لاحتلال لا يسمح لرئيس السلطة فيها بالتحرك دون أخذ اذن للمرور عبر الحواجز.
هذا و أكد الدكتور شلّح أن التهدئة التي رعتها القاهرة و التي تدخل شهرها الثالث على التوالي في غزة مجانيةٌ حتى الآن بل وأسوأ، مشيراً إلى أن التهدئة التي وقعت في السابق- رغم أن إسرائيل لم تعترف بها- كانت أفضل بكثير من التهدئة الحالية.
و ذكّر الأمين العام للجهاد الإسلامي بموقف حركته الذي كان واضحاً ومميزاً عن الجميع بشأن الموافقة على الدخول في تهدئة، مجدداً تأكيده أن حركته لن تبادر بخرقها لكنها ستحتفظ لنفسها بحق الرد على جرائم الاحتلال.
ولفت الدكتور شلّح إلى أن حركته طالبت مصر بفك الحصار الذي يدفع فاتورته الشعب الفلسطيني من دماءه، موضحاً أن حركته تلقت وعداً من مصر بفتح معبر رفح وستفعل الأخيرة ذلك إبان شهر رمضان المبارك
حفظك الله لنا ايه الامين العام اباعبد الله
تعليق