إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مصر والصهاينة وشاحنة خليل

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مصر والصهاينة وشاحنة خليل

    مصر والصهاينة وشاحنة خليل

    وصل خليل الميس الفلسطيني الذي يحمل الجنسية الإسكتلندية وزوجته ليندا إلى الأراضي المصرية ولبثا فيها حوالي الشهر ينتظران كرم الحكومة المصرية وكرامتها للسماح لشاحنتهما المحملة بالأدوية وبعض الأجهزة الطبية بدخول غزة المحاصرة لمساعدة المرضى والمنكوبين في القطاع الذي يتحمل اليوم كل أنواع العهر السياسي الموجودة منذ فجر التاريخ وتلك التي ابتدعتها الحكومة المصرية.



    شاحنة خليل لا تحمل أسلحة ولا متفجرات وليس فيها قنابل عنقودية ولا أخرى ذكية كالتي سمحت الحكومة المصرية بمرورها لتقتل آلاف الأطفال في العراق الأسير. وشاحنة خليل لا تخفي جنودا قتلة كأولئك الذين سمحت مصر بدخولهم عبر قناة السويس لتدمير العراق واحتلال عاصمة الرشيد، ومن ثم لتغدر الرئيس الشهيد صدام حسين جعله الله في عليين.



    مصر التي سمحت للقتلة الأمريكان بالتوجه إلى العراق، وسمحت للأسلحة الأمريكية الفتاكة بالمرور عبر مياهها، وسمحت لكل شر اتجه إلى العراق، ضاقت ذرعاً بدخول شاحنة خليل إلى غزة، مع أن الشاحنة لا تريد قتل الأطفال بل جاءت لتواسي جراحاتهم وتخفف مصابهم.



    ووقفت الشاحنة الشاهدة على عار الحكومة المصرية أكثر من خمسة وعشرين يوماً تتوسل الحكومة المصرية لتمرير تلك الأدوية، ولكن الحكومة الرشيدة أبت، وتمنعت، وحلفت الأيمان الغلاظ أن الشاحنة لن تدخل غزة عن طريق معبر رفح.



    ناشطو فك السجن المصري – الصهيوني عن غزة، جمعوا عشرات الآلاف من التواقيع والنداءات " والتوسلات" للرئيس حسني مبارك ليسمح بمرور الشاحنة دون جدوى، ووجهوا نداءات مماثلة لرئيس الهلال الأحمر السيدة "سوزان"، ولكننا قلنا ذات مرة إن رئيس الهلال الأحمر يجب أن يكون فقيرا ًحتى يشعر بآلام الفقراء وليس رئيساً أو إمبراطورا أو صاحب ثروة. وكزوجها لم ترد السيدة على صرخات المتوسلين.



    ليس فحسب فقد قام أعضاء بالبرلمان الإسكتلندي بمخاطبة السفير المصري في لندن لفهم موقف بلاده المستعصي على الفهم طبعاً، لكن السفير رفض التعليق على الحادثة، ربما لأن المسألة ليست من اختصاصه، أو ربما لأنه لا يعرف اللغة الإنكليزية، فعادة سفراء الأمة العربية إلى الغرب أنهم لا يجيدون غير تذوق الأطباق المحلية للبلد المستضيف، أو أن السفير حفظه الله، لا يعرف قصة الشاحنة أصلاً، وليس هذا ببعيد، فقد كان هناك وزير مصري، يرد على كل سؤال بقوله " أنا لا أعلم....ولم أسمع......وليس عندي فكرة عن الموضوع......



    العار والفضيحة السياسية بامتياز، هو جواب الأمن المصري لخليل وأصحابه، إذ برروا جريمتهم السوداء، بأن معبر رفح مخصص لدخول الأشخاص وليس لدخول الشاحنات، وأن مصر العروبة ومصر الفراعنة ومصر الأزهر، لا تستطيع أن تتجاوز الاتفاقات الأمنية مع العدو الصهيوني التي وقعت عام 2005 وقضت أن يكون معبر رفح لمرور الأشخاص فقط.



    ولأن حكومة مصر الأهرامات مطيعة وللكلام سميعة ونسيت رفع الرأس منذ عهد طويل لا تستطيع أن تتجاوز الاتفاقات الموقعة وبالتالي فلا مجال لدخول الأدوية إلى المحاصرين في غزة!!.



    وهكذا، وكعادتها فقد تعاونت الحكومة المصرية" أم الدنيا" مع الحكومة الصهيونية الإرهابية وسارقي فلسطين لتساهم أكثر فأكثر في حصار أهلنا في فلسطين، إذ منعت الشاحنة من المرور عبر معبر رفح بينما منعت الحكومة الصهيونية الشاحنة من المرور عبر معبر "كرم أبو سالم"، ونامت الحكومة المصرية لياليها قريرة العين، فقد تم بالفعل منع طن ونصف أدوية من الدخول إلى القطاع المحاصر.



    ذكرني هذا الظلم ، وهذه الجريمة النكراء التي لا يمكن أن تصدر عن عربي أو عن جار لجاره، بما فعلته مصر مع العراق العظيم، فمصر هذه التي منعت أدوية عن أطفال غزة، هي نفسها التي منعت دخول بعض المواد الأساسية عبر قناة السويس للعراق، خوفاً من أن يستعملها العراقيون في صناعة المواد المتفجرة والأسلحة المحرمة. ولهذا فلعلي فهمت موقف الحكومة المصرية ، فربما منعت شاحنة خليل من دخول غزة خوفاً من استعمال الأدوية التي فيها في صنع أسلحة نووية أو متفجرات صاعقة أو قنابل ذكية.



    رأيتم تصريحات "بسيوني" الأخيرة، الذي لم يكن له أصدقاء من الصهاينة إلا واحداً فقط هو أشدهم على العرب وأكثرهم احتقاراً للمسلمين" عوفاديا يوسف"، والذي قال(أي بسيوني) إن الجنود الذين قتلوا في "أم الرشراش" فلسطينيون وليسوا مصريين، بلغة أخرى " وأنا مالي". ورأيتم لا شك ووعيتم تصريحات "أبو الغيط" التي سيكسر فيها أرجل الفلسطينيين حصراً لو دخلوا أرض مصر بحكم أنه غير قادر على تكسير أرجل الصهاينة الذين يدخلون ويعربدون في مصر الطاهرة كل يوم وكل آن وبدون تأشيرة دخول أيضاً. ورأيتم وسمعتم تصريحات الرئيس المصري الذي قال لمراسل الجزيرة اذهب أنت فقاتل، نحن لا نريد أن نحارب، لأننا بحاجة إلى التنمية أولاً، ومن مظاهر التنمية على ما يبدو، أن يعيش أكثر من نصف الشعب المصري الحر المقاتل تحت خط الفقر، وأن تقتل عبارة ألف مواطن ثم تبرأ ساحة صاحبها، وتوضع القضية على ظهر القبطان المفقود. ولربما من التنمية، أن تصطدم القطارات في مصر كل يوم وتحرق المسارح، وتسقط عواميد الإنارة على رؤوس المارة، ومن آخر "سواليف" التنمية التي تحدث عنها السيد الرئيس حرق مجلس الشعب والشورى وسط القاهرة ، ومكافحة النار بعد أن أتت عليه كله، حيث لم تجد قوات الإطفاء شوارع مفتوحة للمساهمة في إخماد النار. ولم يجد الناس وسائل السيطرة على الحريق في ذلك المجلس الذي يمثل حقبة زمنية من تاريخ مصر المشرق.



    وعليه، فعلى أهل غزة أن يتحملوا ما فعلته حكومة مصر معهم فهي تفعل أشد من ذلك مع شعبها الثائر في سبيل إخماد ثورته وإسكانها، وهي تصدر ثرواتها للعدو بأسعار أقل بكثير من تلك التي يبتاع بها المصريون حاجاتهم. وهي أيضاً من رأس محور الاعتدال وما أدراك ما محور الاعتدال، هو المحور الذي يرضي أمريكا والصهيونية ولا يرضي الله ورسوله ولا أمة المسلمين ولا أمة العرب.



    فالذي لديه القدرة أن يفعل ذلك مع شعبه فلماذا لا يفعله مع أهل غزة وسكان غزة.



    أرجو من القارئ الكريم ألا يخلط بين موقفنا من الحكومة المصرية وبين الشعب المصري العظيم، فذلك الشعب هو الذي انتصر في تشرين، وهو الذي حارب في اليمن وفي الجزائر بل وفي كل نقطة من أرض العرب ضربها استعمار أو احتلال فتحية له لا حدود لها، وخجل أمام تضحياته وكبريائه.

    موضوع عن قصص الجواسيس العرب واحدات مهمة ارجو المتابعة
    22:2
يعمل...
X