بسم الله الرحمن الرحيم
بدنا نحتل سيناء!وين ماتوصل تصل!
حدثني صديق لي منذ فترة نصف عقد منذ أن كنا في الثانوية العامة أن أفضل وكالة أنباء هي " السيارة" ذهُـلت وسألته مرة أخرى عن جدية حديثه من مزحه أكد لي بأن الامر جدي وحقيقي حيث أن السيارة حين تركبها تجد من الراكبين هم وكالة أنباء لا مثيل لها وستسمع مالم تسمع به إلا في السيارة , وقال لي بأن رئيس هذه الوكالة هو السائق حيث السائق لديه الأخبار بكل مايدور في الوطن بل ويتعدى حدود الوطن متجهاً نحو أوروبا وبطولاتها الكروية ونحو أمريكا وسعر النفط ونحو أفريقيا ومشاكلها القبائلية المتواصلة وكل مايتعلق بالعالم!
إن شئت فالسائق يتحدث بالسياسة وإن شئت في الرياضة في البورصة في الإقتصاد في كل شئ حتى تظن السائق خبير أو محلل!
لربما جميعاً لايمضي يوماً الى ويركب داخل هذه الوكالة عفوا" السيارة" ويسمع الأخبار ويسمع مايدور من حوار بين الراكبين من حوار وكأنهم في إحدى برامج التلفزيون الساخنة! بإمكانك الدخول على الخط مباشرة والمشاركة في الحوار بدون إذن! هنا المكان الذي يختلط الحابل بالنابل وتشارك بالحوار بدون إذن أو دبلوماسية!
كنت اليوم كعادتي متجهاً من رفح نحو غزة للذهاب الى ورشة عمل حول أمر ما , أثناء سير السيارة من رفح كالعادة يبقى الصمت للحظات حتى يبدأ أحد المذيعين بالوكالة " أحد الراكبين بالسيارة" بالحديث و "نبش" الأخرين وكأن الأمر أصبح عبارة عن برنامج معروف!
في خانيونس يوجد من يبع الدراجات النارية على هيئة سيارة كما كنا نراها في الأفلام الهندية , رأى أحد الراكبين هذه السيارة وهو يبدو أنه قد بلغ العقد الأربعين حديثاً وكان يجلس على يميني في السيارة , بعد رؤيته لتلك الدراجات النارية بدأ يتنفخ الرجل ومن ثم بدأ يردد " الله يلعن من كان السبب" رد عليه السائق وقال له قل " حسبنا الله ونِعم الوكيل " بدأ الرجل في ترديد هذه الجملة " حسبنا الله ونِعم الوكيل " حتى شعرت بأن الرجل يعاني من أمر كبير من كثر ماردد هذه الكلمة بُحرقة , وقال بصوت مرتفع فجأة متى سيفتح المعبر؟!
من ثم رد على نفسه مباشرة " بدنا نحتل سيناء وين مابدها توصل توصل" " لعنهم الله كلاب"
ثم بدأ بسرد قصته قال لدي ولد يبلغ من العمر 22 عام وهذا الشاب ضربت لديه الكلية منذ فترة وقال وضعي ميسر وأريد ان أسفره لكي يتعالج ولكنه تدارك نفسه وقال بينما المعبر مغلق ولم أستطيع أفعل شئ لآبني قد نتج أن ضربت لديه الكلية الثانية , كان يجلس أمامي بالسيارة شاب وجه وكلامه يدل على انه حمساوي وقال للمكلوم في أخبار غير مؤكدة أنه سيفتح المعبر قبل رمضان , تحدث الرجل بكل مرارة لقد فعلت كل ما يُمكن أن يفعله الرجل لإبنه ولم أستطيع أن أقوم بإخراج أبني للسفر , لقد قمت بيع منزلي المكون من خمسة طوابق وشراء منزل من طابق واحد وقد قمت بجمع كل " تحويشة" العمر من أجل أقوم بعلاج أبني , ولكن كل ذلك لم يمنحني إلا أن يفقد أبني كلا الكليتين!وينتظر مصيره المحتوم القادم لامحالة!
بدأ الرجل يتحدث ان السبب في فشل الكلية الأخرى لدى إبنه هي الفواكه التي تدخل من إسرائيل بدون فحص عليها وهي حسب وجهة نظره تحتاج الى فحص مخبري حيث أنها غير صالحة للإستخدام الأدمي!
صمتت! ثم لم أجد نفسي لا أستطيع حتى أن أقوم بمواساة الرجل إلا أن أقل له إحتسب أجرك عند الله وهذا إبتلاء وأنت رجل مؤمن وهكذا حديث .
الرجل رد وقد ظهرت بعض الدموع التي أراد أن يخبئها وقال أنا أعلم أن هذا إبتلاء ولكن أدعو الله أن ياخذني وكل عائلتي عنده فهو أكثر الأماكن أماناً.
حتى عاد وردد نحن شعب مجاهد والدول العربية مشاركة بالحصار يجب أن نقوم كشعب بإحتلال سيناء ونعالج مرضانا ونفك الحصار , وهذه كانت أخر كلماته قبل أن يفترض ركاب السيارة التي بدأت من ظاهرها سيارة ولكن بداخلها تحمل هموم لاتتحملها الجبال.
نزلت من تلك السيارة لآركب مواصلة أخرى ولكن مواصلة داخلية في غزة ولكن كانت في سيارة "وكالة إخبارية" أخرى , بدأ السائق الذي ركبت معه "زهقان حاله" وكنت قد ركبت من أمام الجامعة الإسلامية وركب ثلاثة أخوات أخريات بالسيارة وقبل أن يقم بتشغيل السيارة سأل سؤال بطريقة الإستهزاء : هل وصلت سفينة فك الحصار؟
ردت عليه إحدى الأخوات في الكرسي الخلفي حرفياً : " هـذه ئــلـة عـئـل "
هذا أخبار ساعة في سيارة , كيف لنا لو أن نفكر بحال السائقين أنفسهم فهم المتابعين والمسؤلين عن الوكالة الإخبارية ويتابعونها ويحملون هموم الركاب من مكان الى مكان!
الـى أيـن نــســيـــر؟ هل نحتل سيناء حسب وجهة ذلك الرجل؟ أم نبقى مع سفينة فك الحصار؟ أم نعتبر سفينة فك الحصار " قلة عقل " على رأي إحدى الأخوات ؟
بدنا نحتل سيناء!وين ماتوصل تصل!
حدثني صديق لي منذ فترة نصف عقد منذ أن كنا في الثانوية العامة أن أفضل وكالة أنباء هي " السيارة" ذهُـلت وسألته مرة أخرى عن جدية حديثه من مزحه أكد لي بأن الامر جدي وحقيقي حيث أن السيارة حين تركبها تجد من الراكبين هم وكالة أنباء لا مثيل لها وستسمع مالم تسمع به إلا في السيارة , وقال لي بأن رئيس هذه الوكالة هو السائق حيث السائق لديه الأخبار بكل مايدور في الوطن بل ويتعدى حدود الوطن متجهاً نحو أوروبا وبطولاتها الكروية ونحو أمريكا وسعر النفط ونحو أفريقيا ومشاكلها القبائلية المتواصلة وكل مايتعلق بالعالم!
إن شئت فالسائق يتحدث بالسياسة وإن شئت في الرياضة في البورصة في الإقتصاد في كل شئ حتى تظن السائق خبير أو محلل!
لربما جميعاً لايمضي يوماً الى ويركب داخل هذه الوكالة عفوا" السيارة" ويسمع الأخبار ويسمع مايدور من حوار بين الراكبين من حوار وكأنهم في إحدى برامج التلفزيون الساخنة! بإمكانك الدخول على الخط مباشرة والمشاركة في الحوار بدون إذن! هنا المكان الذي يختلط الحابل بالنابل وتشارك بالحوار بدون إذن أو دبلوماسية!
كنت اليوم كعادتي متجهاً من رفح نحو غزة للذهاب الى ورشة عمل حول أمر ما , أثناء سير السيارة من رفح كالعادة يبقى الصمت للحظات حتى يبدأ أحد المذيعين بالوكالة " أحد الراكبين بالسيارة" بالحديث و "نبش" الأخرين وكأن الأمر أصبح عبارة عن برنامج معروف!
في خانيونس يوجد من يبع الدراجات النارية على هيئة سيارة كما كنا نراها في الأفلام الهندية , رأى أحد الراكبين هذه السيارة وهو يبدو أنه قد بلغ العقد الأربعين حديثاً وكان يجلس على يميني في السيارة , بعد رؤيته لتلك الدراجات النارية بدأ يتنفخ الرجل ومن ثم بدأ يردد " الله يلعن من كان السبب" رد عليه السائق وقال له قل " حسبنا الله ونِعم الوكيل " بدأ الرجل في ترديد هذه الجملة " حسبنا الله ونِعم الوكيل " حتى شعرت بأن الرجل يعاني من أمر كبير من كثر ماردد هذه الكلمة بُحرقة , وقال بصوت مرتفع فجأة متى سيفتح المعبر؟!
من ثم رد على نفسه مباشرة " بدنا نحتل سيناء وين مابدها توصل توصل" " لعنهم الله كلاب"
ثم بدأ بسرد قصته قال لدي ولد يبلغ من العمر 22 عام وهذا الشاب ضربت لديه الكلية منذ فترة وقال وضعي ميسر وأريد ان أسفره لكي يتعالج ولكنه تدارك نفسه وقال بينما المعبر مغلق ولم أستطيع أفعل شئ لآبني قد نتج أن ضربت لديه الكلية الثانية , كان يجلس أمامي بالسيارة شاب وجه وكلامه يدل على انه حمساوي وقال للمكلوم في أخبار غير مؤكدة أنه سيفتح المعبر قبل رمضان , تحدث الرجل بكل مرارة لقد فعلت كل ما يُمكن أن يفعله الرجل لإبنه ولم أستطيع أن أقوم بإخراج أبني للسفر , لقد قمت بيع منزلي المكون من خمسة طوابق وشراء منزل من طابق واحد وقد قمت بجمع كل " تحويشة" العمر من أجل أقوم بعلاج أبني , ولكن كل ذلك لم يمنحني إلا أن يفقد أبني كلا الكليتين!وينتظر مصيره المحتوم القادم لامحالة!
بدأ الرجل يتحدث ان السبب في فشل الكلية الأخرى لدى إبنه هي الفواكه التي تدخل من إسرائيل بدون فحص عليها وهي حسب وجهة نظره تحتاج الى فحص مخبري حيث أنها غير صالحة للإستخدام الأدمي!
صمتت! ثم لم أجد نفسي لا أستطيع حتى أن أقوم بمواساة الرجل إلا أن أقل له إحتسب أجرك عند الله وهذا إبتلاء وأنت رجل مؤمن وهكذا حديث .
الرجل رد وقد ظهرت بعض الدموع التي أراد أن يخبئها وقال أنا أعلم أن هذا إبتلاء ولكن أدعو الله أن ياخذني وكل عائلتي عنده فهو أكثر الأماكن أماناً.
حتى عاد وردد نحن شعب مجاهد والدول العربية مشاركة بالحصار يجب أن نقوم كشعب بإحتلال سيناء ونعالج مرضانا ونفك الحصار , وهذه كانت أخر كلماته قبل أن يفترض ركاب السيارة التي بدأت من ظاهرها سيارة ولكن بداخلها تحمل هموم لاتتحملها الجبال.
نزلت من تلك السيارة لآركب مواصلة أخرى ولكن مواصلة داخلية في غزة ولكن كانت في سيارة "وكالة إخبارية" أخرى , بدأ السائق الذي ركبت معه "زهقان حاله" وكنت قد ركبت من أمام الجامعة الإسلامية وركب ثلاثة أخوات أخريات بالسيارة وقبل أن يقم بتشغيل السيارة سأل سؤال بطريقة الإستهزاء : هل وصلت سفينة فك الحصار؟
ردت عليه إحدى الأخوات في الكرسي الخلفي حرفياً : " هـذه ئــلـة عـئـل "
هذا أخبار ساعة في سيارة , كيف لنا لو أن نفكر بحال السائقين أنفسهم فهم المتابعين والمسؤلين عن الوكالة الإخبارية ويتابعونها ويحملون هموم الركاب من مكان الى مكان!
الـى أيـن نــســيـــر؟ هل نحتل سيناء حسب وجهة ذلك الرجل؟ أم نبقى مع سفينة فك الحصار؟ أم نعتبر سفينة فك الحصار " قلة عقل " على رأي إحدى الأخوات ؟
أخوكم
زلزال السرايا
زلزال السرايا
تعليق