هل ابناء احمد عبد الرحمن والطيب عبد الرحيم سوف يرفعون علام فلسطيني هولاء على مدار العام سكارى اللهم عافنا
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
إذا كنا نعيش أزمة قيادة , فحركة فتح لايوجد لديها قيادة !
تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
-
المشاركة الأصلية بواسطة الحق مشاهدة المشاركةهل ابناء احمد عبد الرحمن والطيب عبد الرحيم سوف يرفعون علام فلسطيني هولاء على مدار العام سكارى اللهم عافنا
هم ابناء الشهداء
تعليق
-
المشاركة الأصلية بواسطة الحق مشاهدة المشاركةهل ابناء احمد عبد الرحمن والطيب عبد الرحيم سوف يرفعون علام فلسطيني هولاء على مدار العام سكارى اللهم عافنا
الا تعلم بان الاخ المبجل ابو العلاء عندما اخذ البطاقة الاسرائيلية لابنته كانت من اجل ان ترفع العلم الفلسطيني علي ماذن القدس الشريف لكن هذه الزهرة ما زالت تنتظر الشبل معها كي تحقق حلم القائد ابو عمار الله يرحمه
88:8 88:8 88:8 88:8
تعليق
-
المشاركة الأصلية بواسطة زهرة الحماس مشاهدة المشاركةيا اخي لم لا تحسن الظن في فتح وقيادتها
الا تعلم بان الاخ المبجل ابو العلاء عندما اخذ البطاقة الاسرائيلية لابنته كانت من اجل ان ترفع العلم الفلسطيني علي ماذن القدس الشريف لكن هذه الزهرة ما زالت تنتظر الشبل معها كي تحقق حلم القائد ابو عمار الله يرحمه
88:8 88:8 88:8 88:8
تعليق
-
ابناء الشهداء يجب ان يكون حسم في فتح الطرد للخونة والامساك بالشرفاء
حازم ابو شنب فاروق القدومي وابو النجا
لادحلان احمد عبد الرحمن ولا الطيب عبد الرحيمالحرية لاسرى فلسطين في سجون العباسين
[size=8] علاء ابو الرُب حسن عرايشي حسن ابو عايش[/size]http://www.alaqsagate.net/vb/showthread.php?t=52448
تعليق
-
المشاركة الأصلية بواسطة الحق مشاهدة المشاركةالخلافات بين دحلان والفريق الاصيل في حركة فتح فاروق القدومي
سوف ينتصر الخط الاصيل ويذهب دحلان ورجاله الى الجحيم
أخي الكريم الخطأ ليس في دحلان , إن كنت تعتقد ان الخطأ يكمن في شخصية محمد دحلان وتريد ان تحمله وزر هذه الحركة فأنت مخطأ بكل تأكيد.
دحلان كان إبن مخيم ومثله مثل أبناء المخيمات وضعه المادي مابين المقبول والمتوسط , ولكن عندما كبر وترعرع في حركة فتح ووجد السرقات ووجد الكذب والنصب وبيع فلسطين والتفاوض على أشياء لايملكوها , لم يرد لنفسه " أن يخرج من المولد بلا حمص"!
فأراد أن يجني مثله مثل البقية فهذا كنز يمكن له أن يفنى في أي وقت والشاطر و"الفهلوي" هو من يجني أكثر , فأصبح دحلان يتسابق مع من هم في جيله ومن هم في سلطة أوسلوا.
ولكن هذه التعاليم و"الطقوس" إنما دحلان وغيره ورثوها ممن هم سبقوهم في "الكفاح" وهو بالتأكيد كفاح من نوع أخر كفاح من أجل المصالح!
طبعاً مع أحترمنا وإعتزازنا لآبناء فتح الشرفاء الذين ضحوا بأغلى مايملكون بأنفسهم واموالهم ..رمضان كريم ,, كل عام وأنتم الى الله اقرب
تعليق
-
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشكور الاخ زلزال السرايا علي الموضوع القيم الذي ينم عن عقلية مسلمة يعني والله استقبال طيب من أول يوم يعطيك العافية ويعطيك العافية الأخ أبو حسن بس علي فكرة انت نسيت حازم أبو شنب والدكتور زكريا الأغا وأيضا الشهيد سميح المدهون وطبعا الاخ أحمد حلس ضمن القائمة (عميل)
وأيضا نسيت الأخ أبو خالد حجازي
والشهيد القائد المعلم ياسر عرفات
وأيضا الشهيدة دلال المغربي
والشهيد صلاح خلف
والشهيد خليل الوزير
والاخ سمير المشهراوي
والأخ ماهر مقداد
والاخ أحمد منصور دغمش
والأخ منصور شلايل
والاخ أشرف جمعة
والأخ الشهيد أبو المجد غريب
والشهيد كمال عدوان
والاخ عبد الله الافرنجي
والاخ فاروق القدومي
والشهيد عمر أبو شريعة
والشهيد أسامة المدهون
والشهيد حسن المدهون
والاخ صائب عريقات
والاخ صائب العاجز
ليش ما تضم هدول كلهم للقائمة يا أخ أبو حسن ولا نسوة يا راجل ضمهم وهي تنبيه مني ويعطيك العافية
.
تعليق
-
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
فهذه رسالة مختصرة في بيان دائين خطيرين عمّ انتشارهما بين كثير من أبناء المسلمين، وقد جمعتها من كلام أهل العلم كسماحة الشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين والشيخ ابن جبرين حفظهم الله تعالى وأعلى منزلتهم إنه سميع مجيب.
الوصية بتجنب الغيبة والنميمة
يقول سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز حفظه الله:
( وصيتي لكل مسلم تقوى الله سبحانه وتعالى في جميع الأحوال وأن يحفظ لسانه عن جميع الكلام إلا كلاماً ظهرت فيه المصلحة لأنه قد ينجر الكلام المباح إلى حرام أو مكروه وذلك كثير بين الناس، قال الله سبحانه وتعالى: ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد [ق:18]، وقال تعالى: ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا [الإسراء:36]، وقال في الحديث المتفق عليه عن أبي هريرة رضي الله عنه: { من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت } ).
وهنا أشياء قد يجرها الكلام ينبغي التنبيه عليها والتحذير منها لكونها من الكبائر التي توجب غضب الله وأليم عقابه وقد فشت في بعض المجتمعات، ومن هذه الأشياء:
1- ( الغيبة ): وهي ذكرك أخاك بما يكره لو بلغه ذلك سواء ذكرته بنقص في بدنه أو نسبه أو خلقه أو فعله أو قوله أو في دينه أو دنياه بل وحتى في ثوبه وداره ودابته، فعن أبي هريرة أن رسول الله قال: { أتدرون ما الغيبة؟ } قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: { ذكرك أخاك بما يكره } قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: { إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه فقد بهته } [رواه مسلم].
والغيبة محرمة لأي سبب من الأسباب سواء كانت لشفاء غيظ أو مجاملة للجلساء ومساعدتهم على الكلام أو لإرادة التصنع أو الحسد أو اللعب أو الهزل وتمشية الوقت فيذكر عيوب غيره بما يضحك وقد نهى الله سبحانه وتعالى عنها وحذر منها عباده في قوله عز وجل: يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظنّ إنّ بعض الظنّ إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا أيحبّ أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه وأتقوا الله إن الله توّاب رحيم [الحجرات:12].
وفي الحديث عن أبي هريرة أن رسول الله قال: { كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه } [رواه مسلم] وقال في خطبته في حجة الوداع: { إن دمائكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا ألا هل بلغت } [رواه البخاري ومسلم]. وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله : { من أربا الربا استطالة المرء في عرض أخيه } [رواه البزار وأبو داود].
والأحاديث الثابنة عن رسول الله في تحريم الغيبة وذمها والتحذير منها كثيرة جداً.
2- مما ينبغي اجتنابه والابتعاد عنه والتحذير منه ( النميمة ):
التي هي نقل الكلام من شخص إلى آخر أو من جماعة إلى جماعة أو من قبيلة إلى قبيلة لقصد الإفساد والوقيعة بينهم وهي كشف ما يكره كشفه سواء أكره المنقول عنه أو المنقول إليه أو كره ثالث وسواء أكان ذلك الكلام بالقول أم بالكتابة أم بالرمز أم بالإيماء وسواء أكان المنقول من الأقوال أم الأعمال وسواء كان ذلك عيباً أو نقصاً في المنقول عنه أو لم يكن فيجب أن يسكت الإنسان عن كل مايراه من أحوال الناس إلا ما في حكايته منفعة لمسلم أو دفع لشر.
والباعث على النميمة: إما إرادة السوء للمحكي عنه أو إظهار الحب للمحكي عليه أو الاستمتاع بالحديث والخوض في الفضول والباطل وكل هذا حرام.
وكل من حملت إليه النميمة بأي نوع من أنواعها فيجب عليه عدم التصديق لأن النمام يعتبر فاسقاً مردود الشهادة، قال الله تعالى: يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبيّنوا أن تصيبوا قوما بجهالة [الحجرات:6] وعليه أن ينهاه عن ذلك وينصحه ويقبح فعله لقوله تعالى: وأمر بالمعروف وانه عن المنكر [لقمان:17] وأنه يبغضه في الله وألا يظن بأخيه المنقول عنه السوء بل يظن به خيراً لقوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظنّ إثم [الحجرات:12] ولقول النبي : { إياكم والظن فإن الظنّ أكذب الحديث } [متفق على صحته]. وعليه ألا يتجسس على من حكى له عنه وألا يرضى لنفسه ما نهى عنه النمام فيحكي النميمة التي وصلته.
وأدلة تحريم النميمة كثيرة من الكتاب والسنة منها قوله تعالى: ولا تطع كلّ حلاف مهين همّاز مشّاء بنميم [القلم:11،10] وقوله تعالى: ويل لكل همزة لمزة [الهمزة:1]، وعن حذيفة قال: قال رسول الله : { لا يدخل الجنة نمام } [متفق عليه].
وعن ابن مسعود أن النبي قال: { ألا أنبئكم ما العضة؟ هي النميمة بين الناس } [رواه مسلم]، والنميمة من الأسباب التي توجب عذاب القبر لما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله مر بقبرين فقال: { إنهما يعذبان وما يعذبان في كبير } ثم قال: { بلى كان أحدهما لا يستتر من بوله وكان الآخر يمشي بالنميمة } [متفق عليه].
وإنما حرمت الغيبة لما فيهما من السعي بالإفساد بين الناس وإيجاد الشقاق والفوضى وإيقاد نار العداوة والغل والحسد والنفاق وإزالة كل مودة وإماتة كل محبة بالتفريق والخصام والتنافر بين الأخوة المتصافين ولما فيهما أيضاً من الكذب والغدر والخيانة والخديعة وكيل التهم جزافاً للأبرياء وإرخاء العنان للسب والشتائم وذكر القبائح ولأنهما من عناوين الجبن والدناءة والضعف هذا إضافة إلى أن أصحابهما يتحملون ذنوباً كثيرة تجر إلى غضب الله وسخطه وأليم عقابه.
ويقول فضيلة الشيخ ابن عثيمين حفظه الله تعالى:
( أيها المسلمون لقد شاع بين كثير من المسلمين داءان عظيمان لكن السلامة منهم يسيرة على من يسرها الله عليه. أيها المسلمون فشا فينا داء الغيبة وداء النميمة.
أما الغيبة فهي ذكر الإنسان الغائب بما يكره أن يذكر فيه من عمل أو صفة فإن كثيراً من الناس صار همه في المجالس أن يأكل لحم فلان وفلان، فلان فيه كذا وفيه كذا ومع ذلك لو فتشت لرأيته هو أكثر الناس عيباً وأسوأهم خلقاً وأضعفهم أمانة وإن مثل هذا الرجل يكون مشؤوماً على نفسه ومشؤوماً على جلسائه لأن جلساءه إذا لم ينكروا عليه صاروا شركاء له في الإثم وإن لم يقولوا شيئاً.
أيها المسلمون لقد صور الله الإنسان الذي يغتاب إخوانه المسلمين بأبشع صورة مُثلت بمن يأكل لحم أخيه ميتاً ويكفي قبحاً أن يجلس الإنسان على جيفة أخيه يقطع من لحمه ويأكل.
أيها المسلمون إن الواجب عليكم إذا سمعتم من يغتاب إخوانه المسلمين أن تمنعوه وتذبوا عن أعراض إخوانكم ألستم لو رأيتم أحداً قائماً على جنازة رجل من المسلمين يأكل لحمه، ألستم تقومون عليه جميعاً وتنكرون عليه. إن الغيبة كذلك تماماً كما قال الله تعالى: ولا يغتب بعضكم بعضاً أيحب أحدكم ان يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه [الحجرات:12]، ولا يبعد أن يعاقب من يغتاب إخوانه يوم القيامة فيقربون إليه بصورة أموات ويرغم على الأكل منهم كما روي في ذلك حديث عن النبي ولقد مر النبي ليلة المعراج بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون بها وجوههم وصدورهم فقال: { من هؤلاء يا جبريل؟ } قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم، وقال عليهم الصلاة والسلام: { يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فإن من يتبع عوراتهم يتبع الله عورته يفضحه في بيته } يعني ولو كان في بيته.
أيها المسلمون إن كثيراً من أهل الغيبة إذا نُصحوا قالوا: نحن لا نكذب عليه هو يعمل كذا ولقد قيل للنبي : أرأيت إن كان في أخي ما أقول، قال: { إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته } فبين لأمته أن الغيبة أن تعيب أخاك بما فيه أما إذا عبته بما ليس فيه فإن ذلك جامع لمفسدتين: البهتان والغيبة. ولقد نص الإمام أحمد بن حنبل وفقهاء مذهبه على أن الغيبة من كبائر الذنوب فاحذر أيها المسلم منها واشتغل بعيبك عن عيب غيرك وفتش نفسك هل أنت سالم فربما تعيب الناس وأنت أكثرهم عيباً وإن كنت صادقاً في قولك مخلصاً في نصحك فوجدت في أخيك عيباً فإن الواجب عليك أن تتصل به وتناصحه. هذا هو مقتضى الأخوة الإيمانية والطريقة الاسلامية.
أما الداء الثاني الذي انتشر بين بعض الناس فهو داء النميمة وهي أن ينقل الكلام بين الناس فيذهب إلى الشخص ويقول قال فيك فلان كذا وكذا لقصد الإفساد وإلقاء العداوة والبغضاء بين المسلمين وهذه هي النميمة التي هي من كبائر الذنوب ومن أسباب عذاب القبر وعذاب النار قال النبي : { لا يدخل الجنة نمام } ومر بقبرين فقال: { إنهما يعذبان وما يعذبان في كبير ـ أي في أمر شاق تركه عليهما ـ أما أحدهما فكان لا يستبرئ من البول وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة }.
أيها المسلمون: إن الواجب على من نقل إليه أحد أن فلان يقول فيه كذا أن ينكر عليه وينهاه عن ذلك وليحذر منه فإن من نقل إليك كلام الناس فيك نقل عنك ما لم تقله، قال الله تعالى: ولا تطع كل حلاف مهين همّاز مشّاء بنميم [القلم:11،10] ).
أخي قف قبل أن تغتاب
أخي الحبيب قف مع نفسك وقفات قبل أن نغتاب إخوانك.
الوقفة الأولى: هل الغيبة عمل صالح تتقرب به إلى الله سبحانه وتعالى فتزيد من حسناتك وتزيدك بالتالي قرباً من الجنة أم أنها على النقيض من ذلك؟
الوقفة الثانية: هل تحب أن يغتابك أحد فيذكر عيوبك ومساوئك ـ وما أكثر العيوب والمساوئ ـ فإن كنت لا تحب ذلك فإن إخوانك لا يحبون ذلك.
الوقفة الثالثة: تذكر قبل أن تغتاب إخوانك هذه الآية: ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه [الحجرات:12].
الوقفة الرابعة: تذكر قبل أن تغتاب أن الغيبة بضاعة الجبناء من الناس فالمغتاب لا يتكلم إلا في حال الغيبة ولو كان شجاعاً لتكلم وأظهر ما في نفسه في حال وجود من اغتاب في الخفاء ولكنه جبان وضعيف الشخصية؟! هل تحب أن تتصف بهذه الصفة القبيحة التي تخرم إنسانيتك؟
الوقفة الخامسة: تذكر قبل أن تغتاب أن الغيبة زيادة ونقصان، فهي زيادة في ذنوبك وسيئاتك ونقصان في أجرك وحسناتك، والسيئات والحسنات هي بضاعتك يوم القيامة، فلك أن تختار في هذه الدنيا أن تزيد من حسناتك أو أن تزيد في سيئاتك والرابح أو الخاسر في ذلك كله أنت فاختر لنفسك.
الوقفة السادسة: تذكر قبل أن تغتاب هذه الأحاديث الشريفة وضعها نصب عينيك وحري بك أن تحفظها.
قوله : { من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت }. وقوله : { إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يزل بها في النار أبعد مما بين المشرق } وفي رواية مسلم { والمغرب }. وقوله : { كل المسلم على المسلم حرام: دمه وعرضه وماله }. وقوله : { لما عرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم } وقوله لما مرّ على قبرين يعذب صاحباهما فقال: { إنهما يعذبان وما يعذبان في كبير وبلى، أما أحدهما فكان يغتاب الناس وأما الآخر فكان لا يتأذى من البول } فدعا بجريدة رطبة أو بجريدتين فكسرهما ثم أمر بكل كسرة فغرست على قبر فقال رسول الله : { إما إنه سيهون من عذابهما ما كانتا رطبتين أو لم تيبسا }.
الوقفة السابعة: تذكر قبل كل شيء من تعصي بالغيبة هل تعصي فلان وفلان؟ هل تخالف أمر فلان وفلان؟ لا إنك تعصي الله سبحانه وتعالى إنك تخالف أمر خالقك وموجدك ورازقك والمتفضل عليك سبحانه وتعالى، إنك بالغيبة تحارب الله عز وجل، فهل تحب أن تكون ممن يحاربون الله عز وجل؟
أخي الحبيب قف قبل النميمة
الوقفة الأولى: تذكر قبل النميمة ما ورد عن رسول الله من الأحاديث في شأن النميمة ومنها:
قوله : { لا يدخل الجنة قتات } وفي رواية: { لا يدخل الجنة نمام } وقوله عندما مرّ على قبرين يعذب صاحباهما فقال : { يعذبان وما يعذبان في كبير وإنه لكبير: كان أحدهما لا يستتر من البول وكان الآخر يمشي بالنميمة } ثم دعا بجريدة فكسرها بكسرتين ـ أو اثنتين ـ فجعل كسرة في قبر هذا وكسرة في قبر هذا، فقال: { لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا }.
الوقفة الثانية: تذكر قبل النميمة أن النميمة بضاعة شرار الخلق وأن النمامين هم شرار الأمة فعن أسماء بنت يزيد قالت: قال النبي صلى الله: { ألا أخبركم بخياركم } قالوا: بلى، قال: { الذين إذا رؤوا ذكر الله، أفلا أخبركم بشراركم } قالوا: بلى، قال: { المشاؤون بالنميمة المفسدون بين الأحبة الباغون والبرآء العنت }.
الوقفة الثالثة: تذكر قبل النميمة أن من كمال الإيمان أن يحب المسلم لأخيه ما يحب لنفسه، عن أنس عن النبي قال: { لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه }. فهل تحب أن ينم عليك أحد فيفرق بينك وبين من تحب؟ فإن كنت لا تحب ذلك فلا تجعل النميمة بضاعةً لك تفرق بها بين الأحبة وأحب لإخوانك ما تحب لنفسك.
الوقفة الرابعة: تذكر قبل النميمة أن من تحاول الإفساد بينهم بالنميمة سوف يكونون خصومك يوم القيامة ذلك اليوم العظيم الذي لا حساب فيه إلا بالحسنات والسيئات.
الوقفة الخامسة: تذكر قبل النميمة أن أمرك سيكشف أمام الناس في يوم من الأيام فتصبح بعد ذلك وحيداً فريداً منبوذاً بين الناس لا صاحب لك ولا محب.
الوقفة السادسة: تذكر قبل النميمة الموت وسكراته وقصر الحياة الدنيا وقرب الأجل وسرعة الإنتقال إلى الدار الآخرة وضمة القبر وعذابه والقيامة وأهوالها والنار وأغلالها.
الوقفة السابعة: تذكر قبل كل شيء أنك بالنميمة تخالف أمر الله تعالى وتعلن الحرب على شرع الله سبحانه وتعالى فاحذر الوقوع في هذا الأمر ولا تلقي بنفسك إلى التهلكة.
أسباب ودوافع الغيبة والنميمة
1- ضعف الإيمان: وذلك بعدم الإكتراث بعقاب الله وعدم الإكتراث بمعصيته عز وجل.
2- التربية السيئة التي ينشأ عليها الطفل.
3- الرفقة السيئة: فالرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل.
4- الكبر والتعالي واغترار الإنسان بنفسه ورؤيته لها أنها أفضل من الآخرين.
5- الحقد والحسد اللذان يدفعان بالإنسان أن يغتاب غيره.
6- التسلية وإضاعة وقت الفراغ.
7- إرضاء الآخرين من أصحابه.
8- الجهل، وذلك إما جهلاً بحكم الغيبة والنميمة أو جهلاً بعاقبتهما السيئة وأليم عقاب الله سبحانه عليهما.
طرق علاج الغيبة والنميمة
1- التربية الحسنة والقدوة الصالحة.
2- الرفقة الصالحة التي تعين على الخير وتحذر من الشر.
3- إعمار وقت الفراغ، لأن الفراغ سلاح ذو حدين، فمن استغله في الخير فهو الرابح في الدنيا والآخرة.
4- تقديم رضى الله على رضى الآخرين.
5- القناعة والرضى بما وهب الله سبحانه وتعالى وحمده على كل حال.
6- تقوية الإيمان وذلك بالعلم النافع وكثرة الأعمال الصالحة.
7- الإنشغال بعيوبك عن الآخرين وذلك بالبحث عنها ومعالجتها والتخلص منها.
فتاوى في الغيبة والنميمة
سؤال: لي صديق كثيراً ما يتحدث في أعراض الناس، وقد نصحته ولكن دون جدوى، ويبدو أنها أصبحت عنده عادة، وأحياناً يكون كلامه في الناس عن حسن نية. فهل يجوز هجره؟
الجواب: الكلام في أعراض المسلمين بما يكرهون منكر عظيم ومن الغيبة المحرمة بل من كبائر الذنوب، لقول الله سبحانه: ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه [الحجرات:12].
ولما روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة عن النبي أنه قال: { أتدرون ما الغيبة؟ } فقالوا: الله ورسوله أعلم، فقال: { ذكرك أخاك بما يكره } قيل: يا رسول الله إن كان في أخي ما أقول؟ قال: { إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه فقد بهته }، وصح عنه ، { أنه لما عرج به مرّ على قوم لهم أظفار من نحاس يخمشون بها وجوههم وصدورهم، فقال: يا جبريل من هؤلاء؟ فقال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم } أخرجه أحمد وأبو داود بإسناد جيد عن أنس رضي الله عنه، وقال العلامة ابن مفلح إسناده صحيح، قال: وخرج أبو داود بإسناد حسن عن أبي هريرة مرفوعاً: { أن من الكبائر استطالة المرء في عرض رجل مسلم بغير حق }.
والواجب عليك وعلى غيرك من المسلمين عدم مجالسة من يغتاب المسلمين مع نصيحته والإنكار عليه؛ لقول النبي : { من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان } [رواه مسلم في صحيحه]. فإن لم يمتثل فاترك مجالسته؛ لأن ذلك من تمام الإنكار عليه.
أصلح الله حال المسلمين ووفقهم لما فيه سعادتهم ونجاتهم في الدنيا والآخرة [سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز].
سؤال: فضيلة الشيخ جماعة فاكهة مجالسهم الغيبة والنميمة ولعب الورقة وغيرها، السؤال: هل تجوز مجالستهم مع العلم أنهم جماعتي وتربطني بأكثرهم علاقة أخوية ونسب وصداقة وغيرها؟
الجواب: هؤلاء الجماعة الذين فاكهة مجالسهم أكل لحوم إخوانهم ميتين، هؤلاء في الحقيقة سفهاء لأن الله يقول في القرآن الكريم: ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه [الحجرات:12]. فهؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس والعياذ بالله في مجالسهم قد فعلوا كبيرة من كبائر الذنوب والواجب عليك نصيحتهم فإن امتثلوا وتركوا ما هم فيه فذاك وإلا يجب عليك أن تقوم عنهم لقوله تعالى: وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعاً [النساء:140].
فلما جعل القاعدين مع هؤلاء الذين يسمعون آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها، لما جعلهم في حكمهم مع أن هذا أمر عظيم يخرج من الملة، فإن من شارك العصاة فيما دون ذلك مثل هؤلاء الذين شاركوا هؤلاء العصاة الذين كفروا بآيات الله واستهتروا بها، فيكون الجالس في مكان الغيبة كالمغتاب في الإثم، فعليك أن تفارق مجالسهم وأن لا تجلس معهم، وكونك تربطك بهم رابطة قوية فهذا لا ينفعك يوم القيامة ولا ينفعك إذا انفردت في قبرك فعما قريب سوف تفارقهم أو يفارقونك ثم ينفرد كل منكم بما عمل وقد قال الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم: الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين [الزخرف: 67] [فضيلة الشيخ ابن عثيمين].
سؤال: فضيلة الشيخ ما نصيحتكم حفظكم الله تعالى لأصحاب الغيبة والنميمة والمتفكهين بأعراض المسلمين؟
الجواب: لا شك أن الغيبة ذنب عظيم حيث أن فيه الإستهزاء بالمسلمين والسخرية منهم والتنقص لهم بذكر المعايب وإفشاء الخفايا والتنقيب عن المساوئ مع ستر المحاسن ولذلك ورد النهي الشديد عن الغيبة فقال تعالى: ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه [الحجرات:12]. وهذا تشويه لهذا الفعل وتبشيع للفاعل بأنه كالذي يأكل لحم الميت وقد ثبت أن النبي سمع بعض أصحابه يغتابون مسلماً ثم أنه مر يجيفة خائسة فدعاهما وقال: { انزلا فكلا من هذه } فاستغربا ذلك فأخبرهما بأن الذي أكلاه من لحم أخيهما أشد وأفحش من أكل هذه الجيفة، وثبت أن عائشة أو غيرها من أمهات المؤمنين قالت: يا رسول الله حسبك من صفية كذا وكذا، تعني أنها قصيرة فقال: { لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لغيرته } وقد فسر النبي الغيبة بأنها ذكرك أخاك بما يكره، قالوا: يا رسول الله أرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: { إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه ما تقول بهته }.
وأما النميمة فهي نقل كلام الغير على وجه التحريش والإفساد وقد رود في الحديث: { لا يدخل الجنة قتات } أي نمام، [رواه مسلم] وورد في الحديث: { ألا أخبركم ما العضة هي النميمة القالة بين الناس } ولذلك قال بعض العلماء يفسد النمام في الساعة ما لا يفسد الساحر في السنة ولذلك ذم الله الذي يفعل ذلك بقوله: همّاز مشّاء بنميم وقوله تعالى: ويل لكل همزة لمزة وهو النمام وحيث ورد فيه الوعيد بانه لا يدخل الجنة فإنه يدل على أنه من الكبائر فننصح المسلم عن التعرض للغيبة والنميمة وجعل الأعراض فاكهة المجالس وأن يذب المسلم عن تعرض أخيه في غيبته حتى ينصره الله ويثيبه على نصر المسلمين والله أعلم [فضيلة الشيخ ابن جبرين].
تعليق
-
مشكوووووووووووووور يا بركة والله كفيت ووفيت
المشاركة الأصلية بواسطة زلزال السرايا مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الكريم الخطأ ليس في دحلان , إن كنت تعتقد ان الخطأ يكمن في شخصية محمد دحلان وتريد ان تحمله وزر هذه الحركة فأنت مخطأ بكل تأكيد.
دحلان كان إبن مخيم ومثله مثل أبناء المخيمات وضعه المادي مابين المقبول والمتوسط , ولكن عندما كبر وترعرع في حركة فتح ووجد السرقات ووجد الكذب والنصب وبيع فلسطين والتفاوض على أشياء لايملكوها , لم يرد لنفسه " أن يخرج من المولد بلا حمص"!
فأراد أن يجني مثله مثل البقية فهذا كنز يمكن له أن يفنى في أي وقت والشاطر و"الفهلوي" هو من يجني أكثر , فأصبح دحلان يتسابق مع من هم في جيله ومن هم في سلطة أوسلوا.
ولكن هذه التعاليم و"الطقوس" إنما دحلان وغيره ورثوها ممن هم سبقوهم في "الكفاح" وهو بالتأكيد كفاح من نوع أخر كفاح من أجل المصالح!
طبعاً مع أحترمنا وإعتزازنا لآبناء فتح الشرفاء الذين ضحوا بأغلى مايملكون بأنفسهم واموالهم ..
نهى الله عز وجل عن كثير من الظن السيىء بالمؤمنين ، حيث قال :
" إن بعض الظن إثم "
وذلك كالظن الخالي من الحقيقة والقرينة ، وكظن السوء ، الذي يقترن به كثير من الأقوال ، والأفعال المحرمة ، فإن بقاء ظن السوء بالقلب ، لا يقتصر صاحبه على مجرد ذلك ، بل لا يزال به ، حتى يقول ما لا ينبغي ، ويفعل ما لا ينبغي . وفي ذلك أيضا إساءة الظن بالمسلم ، وبغضه ، وعداوته المأمور بخلافها منه .
" ولا تجسسوا "
أي : لا تفتشوا عن عورات المسلمين ، ولا تتبعوها ، ودعوا المسلم على حاله ، واستعملوا التغافل عن زلاته ، التي إذا فتشت ظهر منها ما لا ينبغي
" ولا يغتب بعضكم بعضا "
والغيبة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : « ذكرك أخاك بما يكره ولو كان فيه » . ثم ذكر مثلا منفرا عن الغيبة ، فقال : " أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه "
شبه أكل لحمه ميتا ، المكروه للنفوس غاية الكراهة ، باغتيابه ، فكما أنكم تكرهون أكل لحمه ، خصوصا إذا كان ميتا ، فاقد الروح ، فكذلك ، فلتكرهوا غيبته وأكل لحمه حيا
" واتقوا الله إن الله تواب رحيم "
والتواب : الذي يأذن بتوبة عبده ، فيوفقه لها ، ثم يتوب عليه ، بقبول توبته ، رحيم بعباده ، حيث دعاهم إلى ما ينفعهم ، وقبل منهم التوبة ، وفي هذه الآية دليل على التحذير الشديد من الغيبة ، وأنها من الكبائر ، لأن الله شبهها بأكل لحم الميت ، وذلك من الكبائر
وأستغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم
شهر رمضان علي الأبواب ادعوا لنا بالتمكين بهذا الشهر بدلا من النميمة
تعليق
-
خليك محضر خير يا هذا ولا تثير الفتن
المشاركة الأصلية بواسطة جند الله مشاهدة المشاركةاذكركم بعام الـ 96 عندما قال الخائن للدين وللوطن غازي الجبالي ( سنداهم اوكارهم في كل مكان وسنجتثهم من جذورهم , كل مكان توجد فيه جهات تطرف سواء من حماس او الجهاد سنجتثه من جذوره , سنيسطر على اماكن الزكاة والمساجد والجامعة الاسلامية واي مكان يوجدوا به سنجتثه من جذوره )
للمشاهدة :
http://www.youtube.com/watch?v=hrbvY_az-eI
وازيدكم انه في الاحداث المؤسفة بين حماس والجهاد الاسلامي في رفح القسام اعتقل 4 من عناصر فتح اطلقوا النار على حماس وكانوا يرتدون زي سرايا القدس وعندما راجعت قيادة حماس الجهاد الاسلامي تبين انهم لا علاقة لهم بالجهاد الاسلامي لا من قريب ولا من بعيد وحتى سلاحهم لا يتبع لسلاح الجهاد الاسلامي .
حركة فتح لما يبقى لها الا ان توقع فتنة بين حماس والجهاد في غزة وان كنتم تعتقدوا ان فتح ستكون يوماً ما بصف الجهاد الاسلامي فانتم واهمون , انظروا الى الضفة الغربية حالياً والى عام 96 .
ربما نختلف مع الجهاد الاسلامي في مواقف وربما يحصل تجاوزات هنا او هناك الا اننا في النهاية لنا هدف واحد ومنافستنا تكون على ارض الميدان بينما ما هي صلة العلاقة بين فتح والجهاد الاسلامي ؟!
للأسف تلومون على حماس الحسم العسكري ولكن بالله عليكم لو ان حماس انتهت في غزة وقامت الاجهزة الامنية بالقضاء على حلكة حماس في غزة فما هو توقعكم لمصير الجهاد الاسلامي وباقي فصائل المقاومة ؟!
وهذا أدب عال يؤدب الله به عباده، ومن شأنه أن ينشر بين الناس المحبة والسلام فإن الذي يبدأ صاحبه بالتحية قد صار متفضلاً على صاحبه، متقدماً لخطب وده، فإذا لم يقابل هذا الفضل بالشكر فإنه يكون قد جافى واجب الأدب، وحق الأخوة، أما إذا أدى لصاحبه مثل تحيته فقد أدى حقه عدلاً، ولكن الذي يحييه بأحسن من تحيته يشعره بأنه يقدره ويعرف له جميله، وما كان له من فضل البدء، وإنه لذلك لا يكتفي برد تحيته ولكن يحييه بأحسن منها.
والقرآن يبدأ بأحسن الصورتين، وهي التحية بما هو أحسن ليشعرنا بأن ذلك هو الأَوْلى. ولهذا الأدب إيحاء وتوجيه ربما كان اللفظ في الآية ناطقاً بهما فإن التحية ليست هي خصوص القول ولفظ السلام وما إليه من العبارات التي جرت عادة الناس على أن يتبادلوها فحسب، ولكنها أوسع من ذلك، فهي تشمل أي معروف يقدمه انسان لآخر، فإذا زارني أخ مجاملاً إياي كان علي أن عرف له تلك الزيارة، وأن أعدها تحية منه لي، يجب علي أن أحيّيه بأحسن منها أو أردها على الأقل، وإذا أهدى إلي صديق هدية تكريم ومودة عرفت له ذلك، وإذا تحدث عني بالخير عرفت له ذلك.. وهكذا نجد هنا أسساً لأدب التعامل في المجتمع، ومظهراً من مظاهر الشكر والعرفان والعدل والإحسان.
والسلام هو التحية المباركة في الدنيا والآخرة، قال تعالى: (فإذا دخلتم بيوتاً فسلموا على أنفسكم تحية من عند الله مباركة طيبة) النور/ 61.
وفي سبيل بلوغ هذا الحد من الترابط يضع الاسلام أمام أبنائه غايات اجتماعية يغريهم ببلوغها ويحفزهم إلى الارتقاء إليها، ما داموا يبتغون رضوان الله ويطلبون مثوبته وهي في نفس الوقت أواصر قوية تشد بناء المجتمع وتوثق صلة أفراده.. وذلك ما يصوره الحديث الشريف عن أبي هريرة (رض) عن النبي (ص) قال: (والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، ألا أدلكم على أمر إذا فعلتموه تحاببتم؟ افشوا السلام بينكم). رواه مسلم وأبو داود والترمذي. لا تؤمنوا إيماناً كاملاً حتى يحب بعضكم بعضاً وحتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه.
فما المغزى الديني لهذه الوصية الجليلة؟
إنها ليست ذات صلة بالعبادة أو الشعائر، وليست ذات هدف غيبي أو اعتقادي، ولكنها دفعة قوية لتأكيد العلاقة بين المسلمين وتركيب لسلامة الإيمان وحسن المستقبل في الآخرة على قوة ارتباط المسلم بإخوانه وحبه لهم.. وهي تفتح أبواب المحبة بين المؤمنين وتوحد بين قلوبهم بشعار السلام الذي يشيعونه في مجتمعهم ويملأون به الأسماع. وعن عمران بن حصين (رض) قال: جاء رجل إلى النبي (ص) وقال: السلام عليكم فرد عليه ثم جلس فقال النبي (ص): عشر (له عشر حسنات على قوله السلام عليكم)، ثم جاء آخر فقال السلام عليكم ورحمة الله فرد عليه فجلس فقال: عشرون (له عشرون حسنة لأنه زاد عن الأول ورحمة الله) ثم جاء آخر فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فرد عليه فجلس فقال: ثلاثون. رواه أبو داود والترمذي (له ثلاثون حسنة لأنه زاد عن الثاني وبركاته) وهذه نهاية ألفاظ السلام وأكملها والرد كذل ون كان ثوابه أكثر لأنه فرض.
والمقصود إذا سلم عليكم مسلم فأجيبوه بأحسن مما سلم، فإذا قال السلام عليكم فيزيد الراد ورحمة الله، فإذا قال: ورحمة الله فيزيد الراد وبركاته وإلا أن ترد عليه بمثل ما سلم. روى أن رجلاً قال لرسول الله (ص): السلام عليك فقال وعليك السلام ورحمة الله، وقال آخر: السلام عليك ورحمة الله، فقال: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته، وقال آخر: السلام عليك ورحمة الله وبركاته، فقال: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته. فقال الرجل نقصتني، أي الفضل على سلامي فأين ما قال الله أي من الفضل وتلا الآية. فقال: (لم تترك لي فضلاً فرددت عليك مثله لأن ذلك هو النهاية لاستجماعه أقسام المطالب وهي السلامة من المضار وحصول المنافع وثبوتها. وظاهر الآية أنه لو رد عليه بأقل مما سلم عليه به انه لا يكفي وظاهر كلام الفقهاء انه يكفي وتحمل الآية على أنه الأكمل، وابتداء السلام على المسلم سنة عين من المنفرد وكفاية من الجماعة ورده فرض عين إذا كان المسلم عليه واحداً وكفاية من الجماعة).
هذا دليل على أن من أقوى أسباب المودة والألفة، تبادل التحية بين الناس وكانت العرب تقول عند لقاء بعضهم بعضاً: حياك الله. ثم استعملها المشرع في الاسلام وهو تحية الاسلام، قال تعالى: (وتحيتهم فيها سلام) يونس/ 10، وقال: (فسلموا على أنفسكم تحية من عند الله مباركة طيبة) النور/ 61، وقوله تعالى في سورة النساء: (وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها..) ففي هذه الآية ارشاد حكيم إلى آداب السلام، كي تنعم بآثاره النافعة في جميع القلوب، وتوحيد الصفوف، وتأمين الخائف، فأمرت من حييى بتحية أن يرد على مَن حياه بأحسن منها أو بمثلها والرد على تحية الاسلام واجب، وإنما التخيير بين الزيادة وتركها، فعن ابن عباس (رض) قال: الرد واجب، وما من رجل يمر على قوم مسلمين فيسلم عليهم، ولا يردون عليه، إلا نزع الله منهم روح القدس، وردت عليه الملائكة. والسنة أن يسلم الماشي على القاعد، والراكب على المشاي، وراكب الفرس على راكب الحمار، والصغير على الكبير، والعدد القليل على العدد الكثير، وإذا التقيا بادر كل منهما إلى إلقاء السلام على صاحبه خيرهما الذي يبدأ بالسلام وعن رسول الله (ص) انه قال: إذا سلم عليكم أهل الكتاب فقولوا: وعليكم، متفق عليه أي وعليكم ما قلتم، فقد كان بعضهم يقول: السلام عليكم.
- مكارم الأخلاق:
أما عن مكارم الأخلاق وهي الصفات المحبوبة لله ولرسوله (ص)، ككظم الغيظ، والصبر، والعفو، ونصر المسلم، والشفاعة له، والصدق، والحياء والتواضع والكرم، والسخاء، والوفاء بالوعد، والشكر، والحذر من الله، وحسن الظن بالله والناس، والنصح والدلالة على الخير، والعدل بين الناس، والاهتمام بأمر المسلمين، ومحبة الصالحين..، إن الله لم يعط وصف الكرم إلا للتقي الفاعل للمأمورات المبتعد عن المنهيات.
- كظم الغيظ وعدم الغضب:
ويعتبر كظم الغيظ وعدم الغضب أعظم هذه المكارم لأنه لا يقدر عليه إلا الشديد على نفسه القوي في دينه، روى أن رسول الله (ص) قال: (ليس الشديد بالصرعة وإنما الشديد مَن يملك نفسه عند الغضب) رواه مسلم. وفي حديث آخر يقول الرسول (ص): (مَن كظم غيظاً وهو قادر على أن ينفذه، ملأ الله جوفه أمناً وإيماناً) رواه أبو داود.
ويليه من صفات المؤمن القوي الصبر والعفو وتحمل الأذى. والصبر هو إمساك النفس عند المكروه خوفاً من الله وأملاً في رضاه. والعفو هو الصفح، والتجاوز، قال تعالى: (فمن عفا واصلح فأجره على الله)، وقال تعالى: (خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين) الأعراف/ 199، قيل في معناها تصل من قطعك وتعطي من حرمك وتعفو عمن ظلمك. ونصر المسلم من حقوق المسلم على المسلم بل نصر المسلم وستره واجبان، عن جابر (ص) أن النبي (ص) قال: (ولينصر الرجل أخاه ظالماً أو مظلوماً، إن كان ظالماً فلينهه فإنه له نصر، وإن كان مظلوماً فلينصره) رواه الشيخان والترمذي. وسبب هذا الحديث إن غلاماً من المهاجرين اقتتل مع غلام من الأنصار فنادى المهاجر: يا للمهاجرين ونادى الأنصار يا للأنصار فخرج رسول الله (ص) فقال: ما هذا؟ إن هذه دعوة الجاهلية، فقالوا: لا يا رسول الله إلا أن غلامين اقتتلا فلسع أحدهما الآخر (ضربه على عجيزته)، قال: فلا بأس، ولينصر الرجل أخاه.. إلى آخر الحديث، السابق ذكره.
- الشفاعة:
أما الشفاعة فهي التوسط لدى شخص في إيصال خير لآخر. هذا هو الكثير وقد يكون التوسط في شر لهذه الآية الكريمة، قال الله تعالى: (مَن يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها ومَن يشفع شفاعة سيئة يكن له كفل منها وكان الله على كل شيء مقيتاً) النساء/ 85. فمن يشفع بين الناس شفاعة حسنة موافقة للشرع يكن له نصيب منها، ومن يشفع شفاعة سيئة مخالفة للشرع يكن له كفل منها أي نصيب منها، وكان الله على كل شيء مقيتاً مقتدراً يجازي كل انسان بما عمله.
يضاف إلى هذا أن الشفاعة أمر جرت به عادة المجتمعات. فإن الناس تتفاوت في الجاه وفي القدرة على السعي، ومنهم مَن يضعف عن الحصول على الحق فيستعين بمن يشفعه ويقويه، ويسلك السبيل التي تؤدي إليه.
فليس من الطبيعي أن يطلب إلى الناس أن يكفوا عن هذا اللون من ألوان التعاون والتآزر، ولذلك لم يمنعه القرآن، بل حث عليه على شرط أن تكون الشفاعة حسنة، ونهى عن الشفاعات السيئة.
وقد جاءت السنّة بمثل ذلك أيضاً: روى ان رسول الله (ص) قال: (ان هذا الخير خزائن، ولتلك الخزائن مفاتيح، فطوبى لعبد جعله الله مفتاحاً للخير، مغلاقاً للشر، وويل لعبد جعله الله مفتاحاً للشر، مغلاقاً للخير) رواه ابن ماجة. وعن ابن عمر (رض) قال: قال رسول الله (ص): (إن لله عباداً اختصهم بحوائج الناس، يفزع الناس إليهم في حوائجهم، أولئك الآمنون من عذاب الله) رواه الطبراني. وعن علي كرم الله وجهه قال: قال لي رسول الله (ص): (يا علي إن الله تعالى خلق المعروف، وخلق له أهلاً، فحببه إليهم، وحبب إليهم فعاله، ووجه إليهم طلابه، كما وجه الماء في الأرض الجدبة لتحيا به، ويحيا به أهلها. ان أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة).
ولكن الاسلام يمنع التآزر على الباطل، والتعاون على تلبيس الأمور، وعلى أن يشتبه الأمر فلا يعلم حقه من باطله، ولذلك يكره القرآن الشفاعة السيئة وينهى عنها.
وقد جاءت الآية في كلا الجانبين بقاعدة عامة، فقررت أن من آزر بالشفاعة الحسنة كان له نصيب من هذه المؤازرة، أي ثواب عليها وفضل فيها. ومن آزر بالشفاعة السيئة كان له كفل أي حظ ونصيب منها مكفول لابد منه.
وهكذا توجه الآية أفراد المجتمع إلى فرص الخير وصور التعاون، لكي ينتهزوها مخلصين مصلحين محسنين، فتصرفهم عن وجوه الشر فتحذرهم منها وتخوفهم عواقبها، وتؤكد أن لهم كفلاً محققاً من شرها وسوئها.
- الصدق:
والصدق هو الإخبار على وفق ما يعلم قال الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين) أي بترك المحرمات وفعل الواجبات، وكونوا مع الصادقين في الإيمان والعهود والأقوال. عن عبدالله (رض) أن رسول الله (ص) قال: (عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر وان البر يهدي إلى الجنة، وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عنه الله صديقاً، وإياكم والكذب فان الكذب يهدي إلى الفجور، وان الفجور يهدي إلى النار، وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً) رواه مسلم في باب البر والصلة.
- الوفاء بالعهد وإنجاز الوعد:
العهود والمواثيق والوفاء بالوعد علامة المؤمنين، وخلف الوعد علامة المنافقين، فما اعتنى به القرآن عناية شديدة أمر العهود والمواثيق وكراهة الإخلال بها، وقد نصت على ذلك نصوص مؤكدة منها ما هو عام ومنها ما هو خاص: فمن العام قوله تعالى في أول سورة المائدة: (يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود)، وفي سورة النحل قوله تعالى: (وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الإيمان بعد توكيدها..) الآية 90، وقوله في سورة الإسراء: (وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولاً) الآية 34. وأما الخاصة فمنها قوله تعالى في سورة براءة (التوبة) بعد أن أعلن البراءة من المشركين (إلا الذين عاهدتم من المشركين ثم لم ينقصوكم شيئاً ولم يظاهروا عليكم أحداً فأتموا إليهم عهدهم إلى مدتهم إن الله يحب المتقين) الآية 4. وقال في السورة نفسها بعد ذلك: (إلا الذين عاهدتم عند المسجد الحرام فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم إن الله يحب المتقين) التوبة/ 7.
قال تعالى: (واذكر في الكتاب إسماعيل انه كان صادق الوعد وكان رسولاً نبياً). عن زيد بن أرقم (رض) عن النبي (ص) قال: (إذا وعد الرج أخاه ومن نيته أن يفي فلم يف ولم يجيء للميعاد فلا إثم عليه) رواه أبو داود والترمذي. أي لم يجيء للميعاد لعذر كنسيانه أو مرض فلا إثم عليه، ومفهومه انه إن وعد ونوى عدم الوفاء فعليه الإثم وعلى هذا بعضهم، فالوفاء عند هؤلاء واجب والخلف حرام، وقال الجمهور: إن الوفا ليس واجب بل مستحب فقط، والخلف مكروه إلا إذا قصد بصاحبه الأذى فانه حرام، وهذا إذا كان الوعد على غير حرام فان كان على حرام وجب إخلافه ابتعاداً من الحرام.
أما في قوله سبحانه وتعالى: (والموفون بعهدهم إذا عاهدوا)، فالعهد يكون بين العبد وربه وبين المؤمنين وبين المسلمين وغيرهم. إذا وعدوا أنجزوا وإذا حلفوا أو نذروا أوفوا وإذا قالوا صدقوا وإذا ائتمنوا أدوا. وقد روى البخاري ـ انه عليه الصلاة والسلام ـ قال: آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان، رواه البخاري. فالمجتمع المتماسك هو الذي يسوده الوفاء بالوعد والعهد. أما المجتمع الذي يفشو فيه الغدر والخيانة والغش والخداع، فمآله إلى التفكك والانحلال.
ولا يكون المجتمع على ما ينبغي أن يكون عليه، إلا إذا كان كل واحد من أفراده أميناً فيما يعهد به إليه، مؤدياً للأمانة متى طلبت منه، وفيما إذا عاهد، وقد أمرنا الله بذلك كله، ونهانا عن الغش في المعاملات وعن الغدر في كل ضروبه وأشكاله. يقول جلّ مَن قائل: (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها) النساء/ 58.
وقد عظم الله الأمانة وشأن مَن يرعاها، قال سبحانه وتعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) المؤمنون/ 8. وفي الحديث ما رواه البغوي عن أنس مرفوعاً: (لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له) ورواه الإمام أحمد والطبراني وابن حبان.
- التواضع:
أما التواضع فهو الخضوع والخشوع لله تعالى ولين الجانب للعباد وقبول الحق ممن قاله أياً كان، وهو نعمة لا يحسد الشخص عليها بل هو موجب للرفعة والاصطفاء لقوله في الحديث السابق في العفو عن أبي هريرة (رض) عن النبي (ص) قال: (ما نقصت صدقة من مال، وما زاد عبداً بعد عفو إلا عزا، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله) رواه الشيخان.
- الثقة:
أما حسن الظن بالله والناس، بمعنى أن تظن أنه سيعفو عنك ويرحمك بواسع رحمته وأنت على طاعته فلا ينافي الحذر منه إذا كنت عاصياً فإنه يحمل على الخوف ويدفع للطاعة، وحسن الظن بالناس أن تظن انهم على خير وهدى من ربهم فيما بينهم وبينه بل ربما كانوا عند الله أحسن منك، وهذا في المسلمين المستورين، أما أهل العصيان والأهواء الفاسدة الظاهرون لن فلا تأتي فيهم حسن الظن بل من كمال الإيمان بعضهم، فمن أحب لله وأبغض لله فقد استكمل الإيمان، والحذر المطلوب هو في المعاملة مع الناس بعداً عن الخلاف والشقاق وطلباً للسلامة والوفاق. عن أبي هريرة (رض) عن النبي (ص) قال: قال الله عزوجل: (أنا عند ظ ن عبدي بي) رواه الشيخان والترمذي. وعنه عن النبي (ص) قال: (حسن الظن من حسن العبادة) رواه أبو داود.
ويقول سبحانه وتعالى: (يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن ان بعض الظن إثم ولا تجسسوا..) الحجرات/ 12. والمراد بأن بعض الظن إثم أي موقع في الإثم والذنب وهو ظن السوء بالمؤمنين بخلافه بالفساق منهم فيما يظهر منهم فلا إثم فيه، ولا تجسسوا أي لا تبحثوا عن عورات المسلمين وعيوبهم فانه مدعاة لظن السوء المظلم للقلب. عن أبي هريرة (رض) أن رسول الله (ص) قال: (إياكم والظن فان الظن أكذب الحديث ولا تحسسوا ولا تجسسوا ولا تنافسوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله اخواناً) رواه الشيخان. بمعنى كونوا يا عباد الله كالاخوة في النسب في التعاون والتحابب.
- الدال على الخير كفاعله:
أما الدلالة على الخير فقد روي عن أبي مسعود الأنصاري (رض) قال: جاء رجل إلى النبي (ص) فقال: يا رسول الله إني ابدع بي فاحملني، قال: لا أجد ما أحملك عليه ولكن إئت فلاناً فلعله أن يحملك، فأتاه فحمله، فأتى النبي (ص) فأخبره، فقال رسول الله (ص): (مَن دل على خير فله مثل أجر فاعله) رواه مسلم.
فمن دل على خير كعلم ومال وعمل صالح له أجر كأجر فاعله في الكم والكيف لأن الثواب على الأعمال من فضل الله يهبه لمن يشاء على ما صدر منه، وقال النووي: له ثواب كثواب فاعله على ما يشاؤه مولانا جل شأنه، ويظهر من هذا ان معلمي القرآن والهداة المرشدين والعلماء العاملين ولا سيما المؤلفين منهم هم أكثر الناس أجراً لكثرة دلالتهم على الخير وبقائها ما دامت آثارهم، ومن حديث للإمام أحمد الضياء ولفظه: (الدال على الخير كفاعله والله يحب إغاثة اللهفان).
وعن أبي هريرة (رض) أن رسول الله (ص) قال: (مَن دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور مَن تبعه ولا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً، ومَن دعا إلى ضلاله كان عليه من الإثم مثل آثام مَن تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً) رواه مسلم.
- قضاء حوائج المسلمين:
أما عن تلبية حاجات المسلمين، فقد روي عن أبي هريرة (رض) عن النبي (ص) قال: (مَن نفّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومَن ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة ومَن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه، ومَن سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة، وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده، ومن بطأ به عمله لم يسرع نسبه) رواه مسلم وأبو داود والترمذي.
عن أبي الدرداء (رض) عن النبي (ص) قال: (ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: اصلاح ذات البيت (اصلاح المتخاصمين) فان فساد ذات البين هي الحالقة) رواه أبو داود والترمذي وزاد الترمذي: (لا أقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين).
فالمنازل العالية في الآخرة لمن كان يساعد الناس في دنياه بالمال أو بالعلم أو بالجاه لأن الخلق كلهم عيال الله وأحبهم إلى الله أنفعهم لعياله. وللحديث في الاعتكاف القائل: (من مشى في حاجة أخيه وبلغ فيها (أي قضاها) كان خيراً له من اعتكاف عشر سنين) رواه الطبراني والبيهقي والحاكم.
- المحبة:
وعن المحبة المطلوبة شرعاً والتي يؤجر عليها الانسان هي محبة الله ورسوله ومحبة المؤمنين لاسيما الصالحون منهم فإن من أحب قوماً حشر معهم فعماد الدين على محبة الله ورسوله لأن العبد إذا أحب الله ورسوله ابتعد عن المنهيات وسارع إلى المأمورات، بل تفانى في كل ما يرضي الله ورسوله.
عن أنس (رض) عن النبي (ص) قال: (ثلاث مَن كن فيه وجد حلاوة الإيمان: ن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله تعالى، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار) رواه الشيخان والطائي والإمام أحمد.
- الرحمة:
أقام الاسلام المجتمع على أسس متينة من الرحمة، يعلنها واضحة في مجتمعه على لسان رسوله محمد (ص) في قوله: (ارحموا مَن في الأرض يرحمكم مَن في السماء) رواه الترمذي. وهذه الرحمة التي يعمل الاسلام على توليدها في نفوس المؤمنين به، ثم على تثبيتها في قلوبهم تتسع حتى تشمل سائر الأحياء من الانسان والحيوان، فها هو ذا رسول الله (ص) يقول: (دخلت امرأة النار بسبب قطة حبستها، فلا هي أطعمتها، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض) رواه الشيخان. ثم يقول في حديث آخر رواه مسلم والبخاري أيضاً: (بينما رجل يمشي بطريق اشتد عليه العطش، فوجد بئراً فنزل فشرب، ثم خرج فاذا كلب يلهب يأكل الثرى من العطش، فقال الرجل: لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي بي فنزل البئر فملأ خفه، ثم امسكه بفيه، فسقى الكلب، فشكر الله فغفر له، قالوا: يا رسول الله وإن لنا في البهائم أجراً؟ قال: نعم في كل ذات كبد رطبة أجراً). وفي رواية البخاري: (فشكر الله له فغفر له، فأدخله الجنة).
فإذا كان الاسلام يحث الانسان على الرفق بالحيوان ورحمته، فكيف بأخيه الانسان، وقد جمع بين الناس وحدة الأصل وهو آدم (ع) ووحدة الخالق جل وعلا الذي وسعت رحمته كل شيء.
- صلة الرحم:
صدرت سورة النساء بتقرير أهمية هذه العلاقة واضحة جلية، واقامة اصلاحها الاجتماعي على أساسها، فقد افتتحت بهذا المطلع القوي، يقول سبحانه وتعالى: (يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام، إن الله كان عليكم رقيباً) النساء/ 1.
بدأ سبحانه وتعالى بالتركيز على التقوى (واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام) قيل ان هذا الخطاب للعرب وغيرهم، وقيل يختص بالعرب منهم لقوله تعالى: (واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام). إذ المناشدة بالله وبالرحم عادة مختصة بهم فيقولون: أنشدك بالله وبالرحم، أن تفعل أو لا تفعل. روى الشيخان أنه (ص) قال: (الرحم معلقة بالعرش تقول ألا من وصلني وصله الله تعالى ومن قطعني قطعه الله تعالى). وعن عبدالرحمن بن عوف (رض) عن النبي (ص) يقول: قال الله تعالى: (أنا الله وأنا الرحمن خلقت الرحم وشققت لهم اسماً من اسمي، فمن وصلها وصلته، ومن قطعها قطعته)، وقال: (بتته) رواه الترمذي وأبو داود. وروى الإمام أحمد وغيره انه (ص) سئل وهو على المنبر من خير الناس؟ قال: (آمرهم بالمعروف وأنهاهم عن المنكر وأوصلهم للرحم). وكان من قواعد الاسلام أن الرحم لا تجفى ولو بدا منها الجفاء، وألا يجزى القريب قريبه على الإساءة بمثلها، وفي هذا يقول الرسول (ص): (ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل من إذا قطعت رحمه وصلها) رواه البخاري. وبالابقاء على صلات الرحم وتأكيد روابط القرابة يرتقي الاسلام بالتكافل في مجتمعه درجات، ومؤسس مراتبه بعضها فوق بعض.. تشترك جميعها في قدر ضروري وتقف عند أساسها الأول، أساس الأخوة في العقيدة والمسؤولية الواحدة أمام الحياة، ولا تزال تنمي بما يضيفه الاسلام إليها من روابط الجوار وصلات الرحم حتى تبلغ مبلغها المتين.
- حق الجوار:
إن لعلاقة الجوار أهمية كبرى في تحقيق التكافل الاجتماعي في المجتمع والقضاء على النزعات الفردية وربط أفراد المجتمع بعضهم ببعض، وفي حق الجار على الجار روى عن عائشة عنا لنبي (ص) قال: (ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننته أنه سيورثه) رواه الشيخان والإمام أحمد. أي يجعل له نصيباً من الميراث. وعنها قالت: (يا رسول الله إن لي جارين فإلى أيهما أهدي؟ قال: إلى أقربهما منك باباً) رواه البخاري وأبو داود ولفظه: (إن لي جارين بأيهما أبدأ؟ قال: بأدناهما باباً). لأنه يرى ما يدخل في بيت جاره فيتشوق له، فإكرام الجار مؤكد بكل ممكن من الستر عليه ومساعدته بالمال أو بالرأي أو بالجاه والسلام عليه عند اللقاء والبشاشة. وللطبراني: (الجيران ثلاثة: جار له حق وهو المشرك له حق الجوار، وجار له حقان وهو المسلم له حق الجوار وحق الاسلام، وجار له ثلاثة حقوق جار مسلم له رحم، له حق الجوار والاسلام والرحم). وعن أبي شريح (رض) أن النبي (ص) قال: (والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن، قيل: مَن يا رسول الله؟ قال: الذي لا يأمن جاره بوائقه) رواه البخاري ومسلم ولفظه (لا يدخل الجنة مَن لا يأمن جاره بوائقه). وللترمذي: (خير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره).
ومغزى ذلك أن الاسلام يحرص على متانة علاقة الجوار ويرى فيها وسيلة فعالة في تحقيق التضامن وتأكيده.. وتحويل هذه العلاقة إلى حقوق وواجبات يدل على خطة الاسلام العملية في جعل التكافل النفسي واقعاً عملياً يسعد المجتمع ويزيد طمأنينته وأمنه.
وقد أدت علاقة الجوار في المجتمع الاسلامي دوراً رائعاً في تحقيق التكافل النفسي والمادي، وحتى اليوم لا زالت تعمل عملها في القرى وفي كل بيئة تحتفظ بعلاقات الاسلام وتعيش في ظلها..
أما حيث تنتشر الحضارة والتقاليد الغربية وتسيطر الحضارات الوافدة فلا وجود لها ولا عمل، ولعل جانباً كبيراً من انهيار العلاقة ووهنها في المدن الاسلامية يرجع إلى تقطع علاقة الجوار.
- الغيبة:
أما الغيبة، فيقول الله سبحانه وتعالى: (ولا يغتب بعضكم بعضاً، أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه، واتقوا الله إن الله تواب رحيم) الحجرات/ 12.
الغيبة هي ذكرك أخاك المسلم بما يكره ولو كان فيه، إلا إذا كان على جهة التعريف كقولك: أتعرف فلاناً، فيقول: لا، فيقول: الأعمى أو الأعور أو الأعرج، مثلاً، والغيبة حرام بل هي من الكبائر في حق أهل الفضل الذين هم قدوة صالحة للناس فإن غيبتهم تزهد الناس في الأخذ عنهم. ولا يغتب بعضكم بعضاً أي لا يذكره بما يكره ولا يحسن ولا يجوز فاغتيابه في حياته كأكل لحمه بعد مماته وقد كرهتم الثاني فاكرهوا الأول واجتنبوه لعلكم تفلحون.
عن أبي هريرة (رض) أن رسول الله (ص) قال: (أتدرون ما الغيبة؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: ذكرك أخاكم بما يكره، قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، ون لم يكن فقد بهته) رواه مسلم وأبو داود والترمذي ومعنى بهته أي رميته بالهتان وهو الباطل.
وعن أنس (رض) قال: قال رسول الله (ص): (لما عرج بي مررت بقوم لهم أظافر من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم، فقلت: مَن هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم) رواه أبو داود.
فالغيبة من أقبح الصفات التي تعكر صفو العلاقات بين الناس، ذلك ان الذي يوثق المودة بين المؤمنين هو تلك النفوس الطيبة التي تضمر الود والخير للناس ويبتدى ذلك منها في بريق العينين واللهجة الصادقة الصادرة من أعماق النفس، أما الكلام عن الغير في غيبته بما يسؤوه ويخدش من كرامته فهو تعكير لأجواء النفوس وخدش لتلك الرابطة الوثيقة التي تربط بين المؤمنين.
وهكذا يتضح دور الاسلام في آداب السلوك وتحذيره المؤمنين من ممارسة الصفات الذميمة حتى يظل المؤمنون اخوة يشيع بينهم الود والإخاء.
وقد وردت النصوص الكثيرة في آداب المجتمع والعلاقات بين أفراده. يقول الله تعالى في سورة النساء: (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت إيمانكم إن الله لا يحب من كان مختالاً فخوراً) النساء/ 36.
يبين الله سبحانه وتعالى في هذه الآية ما يقوي صلة الناس بربهم، وما يقوي الصلات بين بعضهم بعضاً، ويأمرهم بعبادته وحده وبالخضوع والتذلل له، مع الإخلاص واليقين، وألاّ يتخذوا معه في ذلك شريكاً في خلقه. وأمرهم أيضاً بالإحسان إلى الوالدين، بارين بهما، كارهين تاركين لعقوقهما، شاكرين لهما ما لقيا في سبيل تربيتهم، وقرن حقهما بحقه سبحانه وتعالى إعظاماً لحقهما وإعلاء لقدرهما. وبعد ذلك أمرهم بالإحسان إلى ذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت إيمانهم. وقد أوصى رسول الله (ص) بالجار، فقال: (ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت انه سيورثه) رواه الإمام أحمد. وإذا ما تحقق هذا الإحسان لهؤلاء جميعاً. تم بذلك التعاون وصفت النفوس. وهذا تعليل للأمر بالإحسان إلى ما ذكروا، كأنه قيل: أحسنوا إلى هؤلاء ولا تتعالوا عليهم، لأن الله لا يحب المختال المتكبر على غيره، ولا الفخور المتباهي بما قدمه من معونة وإحسان.
عن معاذ بن جبل (رض) أنه قال: كنت رديف رسول الله (ص)، فقال: (هل تدري يا معاذ ما حق الله على الناس؟ قال: قلت: الله ورسوله أعلم، قال: حقه عليهم أن يعبدوا ولا يشركوا به شيئاً، أتدري يا معاذ ما حق الناس على الله تعالى إذا فعلوا ذلك، قلت: الله ورسوله أعلم، قال فإن حق الناس على الله أن لا يعذبهم، قال: قلت يا رسول الله ألا أبشر الناس، قال: دعهم يعملون) رواه الشيخان البخاري في اللباس ومسلم في الإيمان.
تعليق
-
وايش النا ساعتين بنحكي الله يهديك
المشاركة الأصلية بواسطة ابو عبد الله ""هههههههههه
ولا انتو كدبتو الكذبة وصدقتوها ...
هدا كلام الشهيد القائد ياسر عرفات ..
لكن هذا الموقف انتهى من قاموسكم منذ اغتياله ...
سبحان الله خذ حكي لما تزهق لكن ؟؟؟
وزي ما قال الاخ هذي الجماعة مش عارفين يرمو بلاهم على مين ....
فمن قرأ أولها , فهم آخرها , يقول الله عز وجلّ : ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه.
صدق الله العظيم
فعل الغيبة والذي يكاد أن يكون قد أصبح من أصول حياتنا اليومية , يشبهه الله عزّ وجلّ بأكل لحم اخيك ميتا.
أردت من خلال هذه الآية ان نستوضح بعض الافعال التي قد تكون كمثل من يأكل لحم أخيه ميتا
تعليق
تعليق