ماذا حققت التهدئة!؟
بقلم/ عز الدين الشقاقي
أربعة أيام تفصلنا عن دخول التهدئة السارية في قطاع غزة والتي رعى فصولها وتفاصيلها الجانب المصري شهرها الثاني من عمر ستة شهور حددها السياسيون كمرحلة أولي لتهدئة ربما تستمر سنة أو سنتين وما يزيد.
فمنذ الساعة السادسة صباحاً في التاسع عشر من حزيران الماضي، خرجت قيادات مصرية للتأكيد علي التوصل لاتفاق فلسطيني – صهيوني برعاية مصرية للتهدئة التي كان يترنح السياسيون في القطاع أو الكيان الصهيوني بإعلانها من جانبهم خوفاً من أن يتصارع الطرف الآخر لذهنه بأن التهدئة التي ستعلن من طرف المفترض الذي سيعلن عنها أنها أتت من موقف ضعف وليس قوة، فتركوا الأمر للوسيط الذي يحاول دوماً لعب دور الحكيم في المنطقة.
ومع بدء شرارة انطلاقة التهدئة في القطاع لوحظ اهتمام الفضائيات والإعلام بما سيدور في أول ساعات التهدئة من مواقف سيطلقها الجانبين وكذلك الأوضاع الميدانية التي كان السياسيون فيها علي أعصابهم في أن تمر أولي ساعات التهدئة بسلام وهو ما لم يتحقق فعلياً علي الأقل فلسطينياً بعد أن أطلق جنود الاحتلال النار باتجاه المزارعين شرق خان يونس بعد ربع ساعة فقط من بدء سريان التهدئة.
وتواصلت مسيرة التهدئة في القطاع بين مؤيد لها وبين متحفظ علي بنودها، وبين رافض لها بشكل تام، إلا أن الإجماع الأول والأخير كان للميدان حيث ساد الوضع هدوء فلسطيني تام ربما شهد شوائب قليلة تمثلت في إطلاق صواريخ أو قذائف محلية الصنع، إلا أن هذه الشوائب لم تصل لشوائب الاحتلال في خرق التهدئة خلال ثمانية أسابيع بلغت فيها الخروقات ذروتها ووصلت 66 خرق، مقابل 12 عملية إطلاق صواريخ وقذائف هاون باتجاه عدد من المغتصبات والمواقع.
هذه الحالة التي وصل إليها الوضع الميداني خلال ثمانية أسابيع لم تتوازن فيها الأمور علي صعيد الوضع الاقتصادي وفك الحصار الذي وعد به الجانب المصري، بل زادت الأمور سوءً مع تلكؤ الاحتلال في إدخال البضائع وفتح المعابر بشكل جزئي، ففتحت التهدئة الباب علي مصراعيه للمطالبات السياسية بضرورة فتح المعابر التجارية وكذلك فتح معبر رفح الذي أوقد في مرضي القطاع الجرح الكبير مما أدي لوفاة 46 مريض منذ بدء التهدئة الهشة.
وبالرغم من هذه الحالة إلا أن الكثير يدافعون عن التهدئة، ويعتبرونها حققت انجازات في توفير ظروف مناسبة للمواطنين، لكن بنظرتي الشخصية ونظرة الآلاف من المواطنين الذين يعيشون في قطاع غزة فإن التهدئة لم تحقق أي إنجاز سوي وقف القتل وحالات الدمار، فيما لم توقف القصف المتمثل في استهداف مراكب الصيادين واستهدافهم في عرض بحر القطاع من شماله إلي جنوبه، ولم توقف آلة النار في استهداف المزارعين وقتل المواطن "سليم الحميدي" علي حدود القطاع، ولم توقف طيران التجسس والعملاء علي الأرض في ترقب حركات المقاومين الذين لم يغيروا من حياتهم الكثير ويعتبرون الخطر لا زال قائم وأنهم سيبقون هدف إلي حين فشل التهدئة وربما يكونوا هم الهدف الأول لفشل التهدئة.
ولم تقتصر الأمور إلي حد هذه الحالة الميدانية، بل ماذا أفضت التهدئة للمواطنين من بضائع سوي ذو الحالة السيئة والمنتهية الصلاحية، كما إننا لو زرنا منازل المواطنين سنجد من بين كل عشرة منازل منزل أو اثنين فيهما غاز وباقي المنازل لا تحوي سوي 2 كيلو من الغاز وتتركه للضرورة جداً وتنفذ المرأة الفلسطينية باقي أعمالها علي القرص الكهربائي لعل ينقذ ما يمكن إنقاذه لحين أن يأتي الغاز الذي يدخل للقطاع بأمر ويتوقف بأمر حيث يشاء ضابط صهيوني من أصل روسي يقف علي بوابة معبر ناحل عوز.
هذه الأوضاع بمجملها يجب علي الساسة في قطاع غزة أن يجلسوا ويجيدوا دراسة هذه الأوضاع الاقتصادية السيئة، ويحددوا ملامح التهدئة الهشة وإلا أن الوقت لن يعسفهم في ظل تزايد ضحايا معبر رفح من المرضي وفي ظل انهيار الحالة الاقتصادية التي أجبرت الآلاف علي افتراش الأرض والالتحاف بالسماء وهم يرفعون أكف الدعاء يشكون لله هذه القيادة وهذا الحال.
بقلم/ عز الدين الشقاقي
أربعة أيام تفصلنا عن دخول التهدئة السارية في قطاع غزة والتي رعى فصولها وتفاصيلها الجانب المصري شهرها الثاني من عمر ستة شهور حددها السياسيون كمرحلة أولي لتهدئة ربما تستمر سنة أو سنتين وما يزيد.
فمنذ الساعة السادسة صباحاً في التاسع عشر من حزيران الماضي، خرجت قيادات مصرية للتأكيد علي التوصل لاتفاق فلسطيني – صهيوني برعاية مصرية للتهدئة التي كان يترنح السياسيون في القطاع أو الكيان الصهيوني بإعلانها من جانبهم خوفاً من أن يتصارع الطرف الآخر لذهنه بأن التهدئة التي ستعلن من طرف المفترض الذي سيعلن عنها أنها أتت من موقف ضعف وليس قوة، فتركوا الأمر للوسيط الذي يحاول دوماً لعب دور الحكيم في المنطقة.
ومع بدء شرارة انطلاقة التهدئة في القطاع لوحظ اهتمام الفضائيات والإعلام بما سيدور في أول ساعات التهدئة من مواقف سيطلقها الجانبين وكذلك الأوضاع الميدانية التي كان السياسيون فيها علي أعصابهم في أن تمر أولي ساعات التهدئة بسلام وهو ما لم يتحقق فعلياً علي الأقل فلسطينياً بعد أن أطلق جنود الاحتلال النار باتجاه المزارعين شرق خان يونس بعد ربع ساعة فقط من بدء سريان التهدئة.
وتواصلت مسيرة التهدئة في القطاع بين مؤيد لها وبين متحفظ علي بنودها، وبين رافض لها بشكل تام، إلا أن الإجماع الأول والأخير كان للميدان حيث ساد الوضع هدوء فلسطيني تام ربما شهد شوائب قليلة تمثلت في إطلاق صواريخ أو قذائف محلية الصنع، إلا أن هذه الشوائب لم تصل لشوائب الاحتلال في خرق التهدئة خلال ثمانية أسابيع بلغت فيها الخروقات ذروتها ووصلت 66 خرق، مقابل 12 عملية إطلاق صواريخ وقذائف هاون باتجاه عدد من المغتصبات والمواقع.
هذه الحالة التي وصل إليها الوضع الميداني خلال ثمانية أسابيع لم تتوازن فيها الأمور علي صعيد الوضع الاقتصادي وفك الحصار الذي وعد به الجانب المصري، بل زادت الأمور سوءً مع تلكؤ الاحتلال في إدخال البضائع وفتح المعابر بشكل جزئي، ففتحت التهدئة الباب علي مصراعيه للمطالبات السياسية بضرورة فتح المعابر التجارية وكذلك فتح معبر رفح الذي أوقد في مرضي القطاع الجرح الكبير مما أدي لوفاة 46 مريض منذ بدء التهدئة الهشة.
وبالرغم من هذه الحالة إلا أن الكثير يدافعون عن التهدئة، ويعتبرونها حققت انجازات في توفير ظروف مناسبة للمواطنين، لكن بنظرتي الشخصية ونظرة الآلاف من المواطنين الذين يعيشون في قطاع غزة فإن التهدئة لم تحقق أي إنجاز سوي وقف القتل وحالات الدمار، فيما لم توقف القصف المتمثل في استهداف مراكب الصيادين واستهدافهم في عرض بحر القطاع من شماله إلي جنوبه، ولم توقف آلة النار في استهداف المزارعين وقتل المواطن "سليم الحميدي" علي حدود القطاع، ولم توقف طيران التجسس والعملاء علي الأرض في ترقب حركات المقاومين الذين لم يغيروا من حياتهم الكثير ويعتبرون الخطر لا زال قائم وأنهم سيبقون هدف إلي حين فشل التهدئة وربما يكونوا هم الهدف الأول لفشل التهدئة.
ولم تقتصر الأمور إلي حد هذه الحالة الميدانية، بل ماذا أفضت التهدئة للمواطنين من بضائع سوي ذو الحالة السيئة والمنتهية الصلاحية، كما إننا لو زرنا منازل المواطنين سنجد من بين كل عشرة منازل منزل أو اثنين فيهما غاز وباقي المنازل لا تحوي سوي 2 كيلو من الغاز وتتركه للضرورة جداً وتنفذ المرأة الفلسطينية باقي أعمالها علي القرص الكهربائي لعل ينقذ ما يمكن إنقاذه لحين أن يأتي الغاز الذي يدخل للقطاع بأمر ويتوقف بأمر حيث يشاء ضابط صهيوني من أصل روسي يقف علي بوابة معبر ناحل عوز.
هذه الأوضاع بمجملها يجب علي الساسة في قطاع غزة أن يجلسوا ويجيدوا دراسة هذه الأوضاع الاقتصادية السيئة، ويحددوا ملامح التهدئة الهشة وإلا أن الوقت لن يعسفهم في ظل تزايد ضحايا معبر رفح من المرضي وفي ظل انهيار الحالة الاقتصادية التي أجبرت الآلاف علي افتراش الأرض والالتحاف بالسماء وهم يرفعون أكف الدعاء يشكون لله هذه القيادة وهذا الحال.
تعليق