ما إن يُذكر اسم "الضيف" في شوارع الفلسطينيين وأزقتهم ومدنهم ومخيماتهم وقراهم حتى يستدعي السامعون قاموسا ضخما من معاني "الحيطة" و"الحذر" و"الذكاء" و"الدهاء" الممزوجة بالبطولة الأسطورية والعنفوان الثوري لرجل قض مضاجع الدولة العبرية، وأعياها بهجماته وضرباته، وبمطاردته التي لا يبدو لها جدوى ولا تظهر لها نتيجة.. حتى بات المراقب لا يدري بحق: من يطارد من؟
اسمه الحقيقي: محمد دياب إبراهيم المصري، وشهرته محمد الضيف، ومنصبه: القائد العام لكتائب عز الدين القسام الجناح المسلح لحركة المقاومة الإسلامية حماس.. لقبه الفلسطيني: القائد البطل، ولقبه الإسرائيلي: رأس الأفعى.
لم يطلق هذا اللقب الإسرائيلي من فراغ، فقد تمكنت أجهزة الأمن الإسرائيلية، منذ بداية تشكيل الجهاز العسكري لحماس نهاية الثمانينيات من القرن الماضي من تصفية واعتقال غالبية رجال حماس العسكريين، وظل "الضيف" عصيا على الانكسار.. كالشبح لا يعرف مكانه، بينما ترى أفعاله.
الضيف والإخوان
وُلِد الضيف عام 1965 لأسرة فلسطينية لاجئة أجبرت بفعل إرهاب العصابات الصهيونية على مغادرة بلدتها (القبيبة) داخل فلسطين المحتلة عام 1948؛ لتعيش رحلة التشرد في مخيمات اللاجئين قبل أن تستقر في مخيم خان يونس جنوب قطاع غزة.
ونشأ الضيف في أسرة فقيرة للغاية، حيث شهد النور في منزل متواضع، سقفه من القرميد في مخيم خان يونس للاجئين، وعانى منذ صغره من الفقر المدقع الذي اضطره للعمل في عدة مهن لمساعدة أسرته، بالإضافة إلى العمل مع والده في محل "الغزل والتنجيد" الذي كان يعمل به.
واضطرته هذه الظروف الصعبة خلال دراسته إلى محاولة إقامة مشاريع كي ينفق على نفسه، حيث أنشأ مزرعة صغيرة لتربية الدجاج، ثم قام باستصدار رخصة قيادة سيارات كي يعمل سائقا ليساعد أسرته وينفق على نفسه، إلا أن مطاردته من قبل قوات الاحتلال لم تسمح له بالعمل في مهن أخرى؛ لتحقيق أحلامه الشخصية.
عرف "الضيف" طريق المساجد مبكرا.. وشكلت مساجد بلال بن رباح، والإمام الشافعي، والرحمة المحاور الثلاثة التي صقلت فيها شخصيته حتى بات من قيادات العمل الإسلامي والنشاط الدعوي؛ ليصبح فيما بعد خلال دراسته الجامعية من أبرز ناشطي الكتلة الإسلامية في الجامعة الإسلامية بغزة، وانضم الضيف لجماعة الإخوان المسلمين في فلسطين (التي انطلقت من رحمها حركة حماس نهاية عام 1987).
كانت جماعة الإخوان وقتها تركز في عملها على الدعوة الإسلامية والتربية، حيث إنها لم تكن قد اتخذت قرارها بعد بالانخراط في المقاومة العسكرية ضد الاحتلال.
ومثلما برع الضيف في العمل العسكري لاحقا، برع وقتها في العمل الدعوي والطلابي والاجتماعي والإغاثي وحتى الفني، حيث يصفه كل من عرفه في تلك الفترة أنه كان "شعلة" في نشاطه.
الضيف.. الإنسان
يستغرب الكثير ممن عرفوا محمد الضيف عن قرب، اتجاهه للعمل العسكري، وقيادته لكتائب القسام، فقد عرفوه شابا وديعا، رقيقا، حنونا للغاية، وصاحب دعابة وخفة ظل، وما زال أهالي مدينة خان يونس يتذكرون الضيف حينما كان فتى يافعا يصلي في مساجد المدينة، مهتما بالدعوة إلى الله وشغوفا بعمل الخير ومساعدة الناس.
وتتسم شخصية الضيف بالبساطة الشديدة، والهدوء والاتزان، والميل إلى الانطوائية، ويصفه من عرفوه بأنه "كان يعيش لدينه ولوطنه ولشعبه"، وليس لنفسه.. ويوصف كذلك بأنه "طيب القلب"، لا يحقد على أحد.
وأصبح الضيف اليوم حديث الناس هناك، يتناقلون أخباره، وبطولاته، ويتباهى كبار السن الذين عايشوه وعرفوه عن قرب، بمعرفتهم به، فيتحدثون لليافعين عن قصص وحكايات وبطولات هذا (الفارس) الفلسطيني الذي أنجبته مدينتهم العريقة (خان يونس).
يقول بعضهم: في شتاء العام 1984 أغرقت السيول الكثير من منازل مخيم خان يونس، فما كان من شبان مسجد فلسطين، يتقدمهم الضيف إلا أن هبوا لإنقاذ تلك البيوت الفقيرة، وغاص هذا الشاب (الشهم) في مياه الأمطار، وأخذ ينقل المياه بالأوعية، ولم يغادر إلا بعد أن أنجز المهمة على أكمل وجه.
ويقول آخر: ابتدع الضيف بدعة حسنة، وهي مساعدة شباب المساجد جيران المساجد الذين يقومون في بناء منازلهم في أعمال البناء، مساهمة منهم في نشر المحبة والتعاون بين أبناء المجتمع.
ويعرف بأنه "صبور جدا"، ولدرجة تثير الدهشة، حيث يستطيع مثلا الاختباء في غرفة واحدة لمدة عام كامل، دون أن يخرج منها أو يشعر بالملل أو الضجر.
في يوم الحصيدة
ولم يكن الضيف يشعر بالحرج وهو يحمل مكنسته، مع شبان المجمع الإسلامي (النواة الأولى لجماعة الإخوان) ينظفون شوارع خان يونس، وخاصة شارع البحر الرئيسي، بالإضافة إلى مشاركته خلال نشاطه الجامعي في (يوم الحصيدة)، حيث يساعدون المزارعين في حصاد مزروعاتهم المختلفة.
وخلال نشاطه في مجلس طلاب الجامعة الإسلامية بغزة كان الضيف شعلة نشاط، كما يوصف لا يتوانى عن مساعدة مجتمعه وشرائحه الضعيفة، وعن هذا النشاط حدث ولا حرج، فذات مرة تعرضت منازل في مدينة خان يونس لعاصفة رملية شديدة، فهب هو وطلاب الجامعة لإنقاذ تلك المنازل وسكانها وساهموا في إعادة ترميمها، بالإضافة إلى مساهمته في توزيع مواد الإغاثة التي توزعها الجمعيات الإسلامية في خان يونس.
وخلال نشاطه الجامعي والدعوي، كان كذلك حريصا على تنظيم الزيارات الدورية للمرضى في المستشفيات، حاملين معهم الهدايا، ولم ينسَ أيضا زيارة المقابر.
الضيف.. الفنان
الضيف خلال مشهد مسرحي قديم
ولم يغب الفن عن نشاط الضيف في الفترة التي سبقت عمله العسكري، فقد ساهم في إنشاء أولى الفرق الفنية الإسلامية في خان يونس، وتدعى "العائدون" والتي كانت تقدم المسرحيات الهادفة وكذلك الأناشيد الإسلامية.
وقد اشتهر الضيف بلقبه الحالي "أبو خالد" من خلال دوره التمثيلي في إحدى هذه المسرحيات، وهي مسرحية (المهرج)، وكان يلعب فيها دور "أبو خالد" وهي شخصية تاريخية عاشت خلال الفترة ما بين العصرين الأموي والعباسي.
وأدت شهرة المسرحية التي عرضت في قطاع غزة والضفة الغربية، وفلسطين المحتلة عام 1948 إلى اشتهار الضيف بهذا اللقب (أبو خالد) حتى الآن.
وكان الضيف مسئولا عن اللجنة الفنية خلال نشاطه في مجلس طلاب الجامعة الإسلامية التي تخرج فيها عام 1988 بعد أن حصل على درجة البكالوريوس في العلوم.
واشتهر بخفة ظله، وحبه للدعابة وبشخصيته الكارزمية، وما زال من يتذكرون الضيف يذكرون ما لا يُحصى من مواقفه الطريفة ودعاباته.
مع الانتفاضة
كانت الأوضاع في الحقبة التي سبقت عام 1987 تتسم ظاهرا بالهدوء، بينما كان بطن الأرض يغلي مؤذنا بقرب اندلاع بركان هادر.. وكان شباب جماعة الإخوان يتشوقون لذلك اليوم الذي يحملون فيه السلاح لمقاومة الاحتلال بعد طول انتظار وإعداد وتربية، وكان لهم ما أرادوا حين شكلت قيادة الإخوان حركة المقاومة الإسلامية حماس للمشاركة في الانتفاضة.
وانخرط الضيف في صفوف حماس، وكان أحد رجالاتها في كل ميدان وساحة، واعتقلته قوات الاحتلال عام 1989 خلال الضربة الكبرى الأولى لحماس التي اعتقل فيها الشيخ أحمد ياسين، وقضى 16 شهرا في سجون الاحتلال موقوفا دون محاكمة بتهمة العمل في الجهاز العسكري لحماس الذي أسسه الشيخ الشهيد صلاح شحادة (اسمه وقتها المجاهدون الفلسطينيون).
مع القسام
بعد خروج الضيف من السجن، كانت كتائب الشهيد عز الدين القسام بدأت تظهر كتشكيل عسكري لحركة حماس، وكان الضيف من مؤسسيها وفي طليعة العاملين فيها جنبا إلى جنب مع الشهيد ياسر النمروطي وإبراهيم وادي وغيرهم من الرعيل الأول من قادة القسام الذين قضوا شهداء أو ما زالوا ينتظرون في معتقلات الاحتلال أو في الشتات.
كانت صفة الحذر والحيطة ملازمة للضيف دوما، استطاع وعلى مدى عامين أن يبقى مجهولا كناشط عسكري إلى أن اندلعت الخلافات المؤسفة عام 1992 بين حركتي حماس وفتح بسبب اتفاقات السلام.
يقول أحد شهود العيان واصفا ما حدث يومها: قام أحد أعضاء فتح خلال المواجهات بإطلاق النار من رشاش أوتوماتيكي؛ فأثار هذا حمية أحد أعضاء القسام فقام بإطلاق النار هو الآخر من مسدس كان يحمله، فغضب الضيف لذلك غضبا شديدا، ونهر ذلك الشاب، وقام بسحبه من المكان، صارخا: إن رصاصنا لا يوجه إلا للعدو فقط، ومن وقتها علم الجميع أن الضيف هو أحد قادة القسام، وتوارى عن الأنظار.
المطارد في كل مكان
منذ تلك اللحظات بدأت رحلة الضيف مع المطاردة الإسرائيلية، واستطاع خلالها بعقليته الفذة وملكاته القيادية التغلب على واحد من أقوى أجهزة مخابرات العالم والنجاح في الإفلات من محاولات الاعتقال والاختطاف والاغتيال.. ليس ذلك فحسب إنما نجح في كسر الحصار حوله وتوجيه العديد من الضربات التي شكلت لطمات قوية للاحتلال ومخابراته.
وتعترف أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية حسب الصحف اليهودية أنها بذلت جهودا مضنية في مطاردة الضيف الذي أعلن اسمه مرارا كمطلوب رقم واحد، وعد بين أخطر المطلوبين من رجال المقاومة.
واستنادا إلى القصاصات والأخبار التي تنشرها صحف عن هذا الرجل فإن له -عند المخابرات الإسرائيلية- ملفا مكونا من آلاف الأوراق يتضمن كل صغيرة وكبيرة حول شكله وملامحه وصفاته، والأماكن المتوقعة لوجوده.
كاريزما البقاء
وعزت المخابرات فشلها إلى شخصية الضيف الذي قالت إنه يتمتع بقدرة بقاء غير عادية، ويحيط به الغموض، ولديه حرص شديد في الابتعاد عن الأنظار، إلى جانب ما يتحلى به من صفات قيادية (حضور وسحر شخصي) مؤثرة يستطيع من خلالها انتقاء رجاله بدقة وبطريقة يصعب اختراقها.
وتشير المصادر الإسرائيلية إليه باعتباره المسئول المباشر عن تنفيذ وتخطيط سلسلة عمليات نفذها الجناح العسكري لحماس أدت إلى مقتل وجرح مئات الإسرائيليين، إلا أن أخطر التهم الموجهة إليه هي إشرافه وتخطيطه لسلسلة عمليات الانتقام لاغتيال إسرائيل ليحيى عياش التي أدت لمقتل نحو 50 إسرائيليا بداية عام 1996 (ونفذها الأسير حسن سلامة)، وتخطيطه كذلك لأسر وقتل الجنود الإسرائيليين الثلاثة أواسط التسعينيات (ناخشون فاكسمان، شاهر سيماني، وآريه أنتكال).
ضمن المفاوضات
وأدت خطورة هذا الرجل إلى جعل اعتقاله جزءا من صفقة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل تنص على قيام الأولى باعتقاله، مقابل أن تعطيها الثانية سيطرة أمنية على ثلاث قرى في القدس.
وبالفعل اعتقلت السلطة محمد ضيف ودخل السجن في بداية شهر مايو من العام 2000، لكنه تمكن من الإفلات من سجانيه في بداية الانتفاضة الحالية، واختفت آثاره منذ ذلك اليوم، وحتى محاولة اغتياله الفاشلة يوم 26-9-2002 نجا منه بأعجوبة، وجعلت أجهزة الأمن الإسرائيلية تتميز غيظا، حيث فشلت صواريخ طائرات الأباتشي في قتله رغم أنها أصابت السيارة التي كان داخلها، وأدى الحادث إلى استشهاد اثنين من مرافقيه، وأشارت مصادر فلسطينية وقتها إلى أن الضيف فقد إحدى عينيه.
وخلال الفترة العصيبة التي تعرضت فيها حركة حماس للملاحقة من قبل أجهزة أمن السلطة الفلسطينية (1995 وحتى نهاية 2000) رفض الضيف بشدة التصدي لقوى الأمن الفلسطينية خلال قيامها باعتقال أعضاء القسام، وذلك حقنا للدم الفلسطيني.
وأكبر دليل على ذلك أنه نفسه تعرض للاعتقال من قبل جهاز الأمن الوقائي، فقام بتسليم نفسه بكل هدوء، ومن دون مقاومة. وكان يقول وقتها لرفاقه: "نحن في محنة وعلينا أن نصبر".
وكان الضيف يعامل سجانيه بكل "مودة" وبصورة جعلت الكثير من ضباط الوقائي يُكنون له كل احترام، بل إن بعضهم أخبروه أنهم أصبحوا يحترمون حركة حماس من خلال معاملته لهم.
وعرف بحرصه الشديد على إخوانه، وكان يعمل باستمرار على توفير الإمكانات لهم لدرجة أنه خلال الانتفاضة الأولى أعطى أحد إخوانه مسدسه الشخصي ولم يبقَ معه شيء يدافع به عن نفسه؛ لذلك قال عنه أحد إخوانه: محمد لم يكن يعيش لذاته، بل كان كل همه إخوانه والدعوة والعمل من أجل الإسلام، ومن المشهور عنه كثرة صيامه وقيامه وقراءته للقرآن.
وخلال فترة بداية حكم السلطة الفلسطينية أحس الكثير من مطاردي القسام ببعض الحرية، فأصبحوا يذهبون للتنزه الذي حرموا منه لسنوات طوال.. إلا أن الضيف كان يرفض الخروج معهم، فيحاولون إقناعه، بالخروج معهم، إلا أنه يرفض ذلك بشدة، ويقول لهم: المعركة لم تنتهِ بعد.
وزيادة في الحرص والحذر، يكره الضيف أن يبحث عنه شخص ما من كوادر حركته، فيقوم هو بالاتصال بمن يريده، كما أنه يحيط نفسه بدائرة ضيقة جدا من الأشخاص، ومن باب الحيطة كذلك أنه لا يتعامل بتاتا مع أجهزة الاتصالات الحديثة، مخافة اختراقها من قبل مخابرات الاحتلال.
قائد القساميين
محمد ضيف
وقد برز دور الضيف كقيادي بارز للكتائب القسامية بعد استشهاد القائد الشهيد عماد عقل عام 1993، وكان له دوره وثقله في قيادة قطاع واسع من جناح حماس العسكري جنبا إلى جنب مع مؤسس أول جناح عسكري لحماس في الأراضي الفلسطينية.
ووفقا لصحف إسرائيل فإن الضيف متهم بأنه وراء العديد من العمليات التي نفذت في قلب إسرائيل، ومن بينها إرسال كمية من المتفجرات إلى الشهيد المهندس يحيى عياش والتي نفذت بها مجموعة من العمليات انتقاما لمجزرة الحرم الإبراهيمي عام 1993.
ومن بعض العمليات التي وقعت في فترة الانتفاضة الأولى (1987 - 1994) وما جاء بعدها بقليل:
- عملية خطف الجندي نخشون فاكسمان التي أسفرت عن مقتل الجندي وضابط مخابرات إسرائيلي وإصابة عدد من جنود الوحدة التي اقتحمت المنزل واستشهاد أعضاء القسام الثلاثة.
- إيفاد كل من حسن عباس وعصام الجوهري لتنفيذ عملية القدس التي أسفرت عن استشهاد المجاهدين وإصابة حوالي 14 إسرائيليا في القدس وإثارة الهلع بين اليهود، خصوصا أن الاشتباك جرى في أحد شوارع القدس المزدحمة.
- اتهم مرارا بقيادة الكتائب والتنسيق مع القيادة في الخارج والتنسيق مع الشهيد محيي الدين الشريف قائد القسام في الضفة الغربية حسبما أورد التلفزيون الإسرائيلي في مخطط هيكلي.
- متهم بإعطاء الأوامر لحسن سلامة لتنفيذ سلسلة من العلميات الاستشهادية انتقاما للشهيد يحيى عياش، بداية عام 1996 والتي أسفرت عن مقتل نحو 50 إسرائيليا وجرح أكثر من 100 آخرين.
هذا بالإضافة إلى العمليات التي نفذتها القسام تحت قيادته خلال انتفاضة الأقصى الحالية المندلعة منذ نهاية سبتمبر 2000 والتي أسفرت عن مقتل مئات الإسرائيليين، ولا يتسع المجال لحصرها.
وقد سلطت جريمة اغتيال الشيخ صلاح شحادة قائد القسام في شهر يوليو 2002 الأضواء مجددا على هذا القائد العسكري الأخطر لحماس والذي أقرت المخابرات الإسرائيلية بصعوبة تصفيته، فقد نجح غير مرة في الإفلات من المخططات والمحاولات المتعددة لاغتياله.
وكان الضيف من مؤسسي كتائب القسام في الضفة الغربية التي انتقل إليها مع عدد من قادة القسام في قطاع غزة، ومكث فيها فترة من الزمن.
ويعتبر الضيف أن تحرير الأسرى هو واجب وهدف يجب تحقيقه، وقد عمل كل جهده لذلك، حيث خطط لاختطاف عدة جنود، وأشرف على تلك العمليات بنفسه، إلا أن إرادة الله لم تشأ لتلك العمليات أن تنجح.
كانت الكلمة التي يرددها الضيف دوما هي: هؤلاء اليهود بقاؤهم مرهون بحبلين، حبل الله وحبل الناس، وقد قطع عنهم حبل الله، ويوشك أن ينقطع عنهم حبل الناس.
اسمه الحقيقي: محمد دياب إبراهيم المصري، وشهرته محمد الضيف، ومنصبه: القائد العام لكتائب عز الدين القسام الجناح المسلح لحركة المقاومة الإسلامية حماس.. لقبه الفلسطيني: القائد البطل، ولقبه الإسرائيلي: رأس الأفعى.
لم يطلق هذا اللقب الإسرائيلي من فراغ، فقد تمكنت أجهزة الأمن الإسرائيلية، منذ بداية تشكيل الجهاز العسكري لحماس نهاية الثمانينيات من القرن الماضي من تصفية واعتقال غالبية رجال حماس العسكريين، وظل "الضيف" عصيا على الانكسار.. كالشبح لا يعرف مكانه، بينما ترى أفعاله.
الضيف والإخوان
وُلِد الضيف عام 1965 لأسرة فلسطينية لاجئة أجبرت بفعل إرهاب العصابات الصهيونية على مغادرة بلدتها (القبيبة) داخل فلسطين المحتلة عام 1948؛ لتعيش رحلة التشرد في مخيمات اللاجئين قبل أن تستقر في مخيم خان يونس جنوب قطاع غزة.
ونشأ الضيف في أسرة فقيرة للغاية، حيث شهد النور في منزل متواضع، سقفه من القرميد في مخيم خان يونس للاجئين، وعانى منذ صغره من الفقر المدقع الذي اضطره للعمل في عدة مهن لمساعدة أسرته، بالإضافة إلى العمل مع والده في محل "الغزل والتنجيد" الذي كان يعمل به.
واضطرته هذه الظروف الصعبة خلال دراسته إلى محاولة إقامة مشاريع كي ينفق على نفسه، حيث أنشأ مزرعة صغيرة لتربية الدجاج، ثم قام باستصدار رخصة قيادة سيارات كي يعمل سائقا ليساعد أسرته وينفق على نفسه، إلا أن مطاردته من قبل قوات الاحتلال لم تسمح له بالعمل في مهن أخرى؛ لتحقيق أحلامه الشخصية.
عرف "الضيف" طريق المساجد مبكرا.. وشكلت مساجد بلال بن رباح، والإمام الشافعي، والرحمة المحاور الثلاثة التي صقلت فيها شخصيته حتى بات من قيادات العمل الإسلامي والنشاط الدعوي؛ ليصبح فيما بعد خلال دراسته الجامعية من أبرز ناشطي الكتلة الإسلامية في الجامعة الإسلامية بغزة، وانضم الضيف لجماعة الإخوان المسلمين في فلسطين (التي انطلقت من رحمها حركة حماس نهاية عام 1987).
كانت جماعة الإخوان وقتها تركز في عملها على الدعوة الإسلامية والتربية، حيث إنها لم تكن قد اتخذت قرارها بعد بالانخراط في المقاومة العسكرية ضد الاحتلال.
ومثلما برع الضيف في العمل العسكري لاحقا، برع وقتها في العمل الدعوي والطلابي والاجتماعي والإغاثي وحتى الفني، حيث يصفه كل من عرفه في تلك الفترة أنه كان "شعلة" في نشاطه.
الضيف.. الإنسان
يستغرب الكثير ممن عرفوا محمد الضيف عن قرب، اتجاهه للعمل العسكري، وقيادته لكتائب القسام، فقد عرفوه شابا وديعا، رقيقا، حنونا للغاية، وصاحب دعابة وخفة ظل، وما زال أهالي مدينة خان يونس يتذكرون الضيف حينما كان فتى يافعا يصلي في مساجد المدينة، مهتما بالدعوة إلى الله وشغوفا بعمل الخير ومساعدة الناس.
وتتسم شخصية الضيف بالبساطة الشديدة، والهدوء والاتزان، والميل إلى الانطوائية، ويصفه من عرفوه بأنه "كان يعيش لدينه ولوطنه ولشعبه"، وليس لنفسه.. ويوصف كذلك بأنه "طيب القلب"، لا يحقد على أحد.
وأصبح الضيف اليوم حديث الناس هناك، يتناقلون أخباره، وبطولاته، ويتباهى كبار السن الذين عايشوه وعرفوه عن قرب، بمعرفتهم به، فيتحدثون لليافعين عن قصص وحكايات وبطولات هذا (الفارس) الفلسطيني الذي أنجبته مدينتهم العريقة (خان يونس).
يقول بعضهم: في شتاء العام 1984 أغرقت السيول الكثير من منازل مخيم خان يونس، فما كان من شبان مسجد فلسطين، يتقدمهم الضيف إلا أن هبوا لإنقاذ تلك البيوت الفقيرة، وغاص هذا الشاب (الشهم) في مياه الأمطار، وأخذ ينقل المياه بالأوعية، ولم يغادر إلا بعد أن أنجز المهمة على أكمل وجه.
ويقول آخر: ابتدع الضيف بدعة حسنة، وهي مساعدة شباب المساجد جيران المساجد الذين يقومون في بناء منازلهم في أعمال البناء، مساهمة منهم في نشر المحبة والتعاون بين أبناء المجتمع.
ويعرف بأنه "صبور جدا"، ولدرجة تثير الدهشة، حيث يستطيع مثلا الاختباء في غرفة واحدة لمدة عام كامل، دون أن يخرج منها أو يشعر بالملل أو الضجر.
في يوم الحصيدة
ولم يكن الضيف يشعر بالحرج وهو يحمل مكنسته، مع شبان المجمع الإسلامي (النواة الأولى لجماعة الإخوان) ينظفون شوارع خان يونس، وخاصة شارع البحر الرئيسي، بالإضافة إلى مشاركته خلال نشاطه الجامعي في (يوم الحصيدة)، حيث يساعدون المزارعين في حصاد مزروعاتهم المختلفة.
وخلال نشاطه في مجلس طلاب الجامعة الإسلامية بغزة كان الضيف شعلة نشاط، كما يوصف لا يتوانى عن مساعدة مجتمعه وشرائحه الضعيفة، وعن هذا النشاط حدث ولا حرج، فذات مرة تعرضت منازل في مدينة خان يونس لعاصفة رملية شديدة، فهب هو وطلاب الجامعة لإنقاذ تلك المنازل وسكانها وساهموا في إعادة ترميمها، بالإضافة إلى مساهمته في توزيع مواد الإغاثة التي توزعها الجمعيات الإسلامية في خان يونس.
وخلال نشاطه الجامعي والدعوي، كان كذلك حريصا على تنظيم الزيارات الدورية للمرضى في المستشفيات، حاملين معهم الهدايا، ولم ينسَ أيضا زيارة المقابر.
الضيف.. الفنان
الضيف خلال مشهد مسرحي قديم
ولم يغب الفن عن نشاط الضيف في الفترة التي سبقت عمله العسكري، فقد ساهم في إنشاء أولى الفرق الفنية الإسلامية في خان يونس، وتدعى "العائدون" والتي كانت تقدم المسرحيات الهادفة وكذلك الأناشيد الإسلامية.
وقد اشتهر الضيف بلقبه الحالي "أبو خالد" من خلال دوره التمثيلي في إحدى هذه المسرحيات، وهي مسرحية (المهرج)، وكان يلعب فيها دور "أبو خالد" وهي شخصية تاريخية عاشت خلال الفترة ما بين العصرين الأموي والعباسي.
وأدت شهرة المسرحية التي عرضت في قطاع غزة والضفة الغربية، وفلسطين المحتلة عام 1948 إلى اشتهار الضيف بهذا اللقب (أبو خالد) حتى الآن.
وكان الضيف مسئولا عن اللجنة الفنية خلال نشاطه في مجلس طلاب الجامعة الإسلامية التي تخرج فيها عام 1988 بعد أن حصل على درجة البكالوريوس في العلوم.
واشتهر بخفة ظله، وحبه للدعابة وبشخصيته الكارزمية، وما زال من يتذكرون الضيف يذكرون ما لا يُحصى من مواقفه الطريفة ودعاباته.
مع الانتفاضة
كانت الأوضاع في الحقبة التي سبقت عام 1987 تتسم ظاهرا بالهدوء، بينما كان بطن الأرض يغلي مؤذنا بقرب اندلاع بركان هادر.. وكان شباب جماعة الإخوان يتشوقون لذلك اليوم الذي يحملون فيه السلاح لمقاومة الاحتلال بعد طول انتظار وإعداد وتربية، وكان لهم ما أرادوا حين شكلت قيادة الإخوان حركة المقاومة الإسلامية حماس للمشاركة في الانتفاضة.
وانخرط الضيف في صفوف حماس، وكان أحد رجالاتها في كل ميدان وساحة، واعتقلته قوات الاحتلال عام 1989 خلال الضربة الكبرى الأولى لحماس التي اعتقل فيها الشيخ أحمد ياسين، وقضى 16 شهرا في سجون الاحتلال موقوفا دون محاكمة بتهمة العمل في الجهاز العسكري لحماس الذي أسسه الشيخ الشهيد صلاح شحادة (اسمه وقتها المجاهدون الفلسطينيون).
مع القسام
بعد خروج الضيف من السجن، كانت كتائب الشهيد عز الدين القسام بدأت تظهر كتشكيل عسكري لحركة حماس، وكان الضيف من مؤسسيها وفي طليعة العاملين فيها جنبا إلى جنب مع الشهيد ياسر النمروطي وإبراهيم وادي وغيرهم من الرعيل الأول من قادة القسام الذين قضوا شهداء أو ما زالوا ينتظرون في معتقلات الاحتلال أو في الشتات.
كانت صفة الحذر والحيطة ملازمة للضيف دوما، استطاع وعلى مدى عامين أن يبقى مجهولا كناشط عسكري إلى أن اندلعت الخلافات المؤسفة عام 1992 بين حركتي حماس وفتح بسبب اتفاقات السلام.
يقول أحد شهود العيان واصفا ما حدث يومها: قام أحد أعضاء فتح خلال المواجهات بإطلاق النار من رشاش أوتوماتيكي؛ فأثار هذا حمية أحد أعضاء القسام فقام بإطلاق النار هو الآخر من مسدس كان يحمله، فغضب الضيف لذلك غضبا شديدا، ونهر ذلك الشاب، وقام بسحبه من المكان، صارخا: إن رصاصنا لا يوجه إلا للعدو فقط، ومن وقتها علم الجميع أن الضيف هو أحد قادة القسام، وتوارى عن الأنظار.
المطارد في كل مكان
منذ تلك اللحظات بدأت رحلة الضيف مع المطاردة الإسرائيلية، واستطاع خلالها بعقليته الفذة وملكاته القيادية التغلب على واحد من أقوى أجهزة مخابرات العالم والنجاح في الإفلات من محاولات الاعتقال والاختطاف والاغتيال.. ليس ذلك فحسب إنما نجح في كسر الحصار حوله وتوجيه العديد من الضربات التي شكلت لطمات قوية للاحتلال ومخابراته.
وتعترف أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية حسب الصحف اليهودية أنها بذلت جهودا مضنية في مطاردة الضيف الذي أعلن اسمه مرارا كمطلوب رقم واحد، وعد بين أخطر المطلوبين من رجال المقاومة.
واستنادا إلى القصاصات والأخبار التي تنشرها صحف عن هذا الرجل فإن له -عند المخابرات الإسرائيلية- ملفا مكونا من آلاف الأوراق يتضمن كل صغيرة وكبيرة حول شكله وملامحه وصفاته، والأماكن المتوقعة لوجوده.
كاريزما البقاء
وعزت المخابرات فشلها إلى شخصية الضيف الذي قالت إنه يتمتع بقدرة بقاء غير عادية، ويحيط به الغموض، ولديه حرص شديد في الابتعاد عن الأنظار، إلى جانب ما يتحلى به من صفات قيادية (حضور وسحر شخصي) مؤثرة يستطيع من خلالها انتقاء رجاله بدقة وبطريقة يصعب اختراقها.
وتشير المصادر الإسرائيلية إليه باعتباره المسئول المباشر عن تنفيذ وتخطيط سلسلة عمليات نفذها الجناح العسكري لحماس أدت إلى مقتل وجرح مئات الإسرائيليين، إلا أن أخطر التهم الموجهة إليه هي إشرافه وتخطيطه لسلسلة عمليات الانتقام لاغتيال إسرائيل ليحيى عياش التي أدت لمقتل نحو 50 إسرائيليا بداية عام 1996 (ونفذها الأسير حسن سلامة)، وتخطيطه كذلك لأسر وقتل الجنود الإسرائيليين الثلاثة أواسط التسعينيات (ناخشون فاكسمان، شاهر سيماني، وآريه أنتكال).
ضمن المفاوضات
وأدت خطورة هذا الرجل إلى جعل اعتقاله جزءا من صفقة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل تنص على قيام الأولى باعتقاله، مقابل أن تعطيها الثانية سيطرة أمنية على ثلاث قرى في القدس.
وبالفعل اعتقلت السلطة محمد ضيف ودخل السجن في بداية شهر مايو من العام 2000، لكنه تمكن من الإفلات من سجانيه في بداية الانتفاضة الحالية، واختفت آثاره منذ ذلك اليوم، وحتى محاولة اغتياله الفاشلة يوم 26-9-2002 نجا منه بأعجوبة، وجعلت أجهزة الأمن الإسرائيلية تتميز غيظا، حيث فشلت صواريخ طائرات الأباتشي في قتله رغم أنها أصابت السيارة التي كان داخلها، وأدى الحادث إلى استشهاد اثنين من مرافقيه، وأشارت مصادر فلسطينية وقتها إلى أن الضيف فقد إحدى عينيه.
وخلال الفترة العصيبة التي تعرضت فيها حركة حماس للملاحقة من قبل أجهزة أمن السلطة الفلسطينية (1995 وحتى نهاية 2000) رفض الضيف بشدة التصدي لقوى الأمن الفلسطينية خلال قيامها باعتقال أعضاء القسام، وذلك حقنا للدم الفلسطيني.
وأكبر دليل على ذلك أنه نفسه تعرض للاعتقال من قبل جهاز الأمن الوقائي، فقام بتسليم نفسه بكل هدوء، ومن دون مقاومة. وكان يقول وقتها لرفاقه: "نحن في محنة وعلينا أن نصبر".
وكان الضيف يعامل سجانيه بكل "مودة" وبصورة جعلت الكثير من ضباط الوقائي يُكنون له كل احترام، بل إن بعضهم أخبروه أنهم أصبحوا يحترمون حركة حماس من خلال معاملته لهم.
وعرف بحرصه الشديد على إخوانه، وكان يعمل باستمرار على توفير الإمكانات لهم لدرجة أنه خلال الانتفاضة الأولى أعطى أحد إخوانه مسدسه الشخصي ولم يبقَ معه شيء يدافع به عن نفسه؛ لذلك قال عنه أحد إخوانه: محمد لم يكن يعيش لذاته، بل كان كل همه إخوانه والدعوة والعمل من أجل الإسلام، ومن المشهور عنه كثرة صيامه وقيامه وقراءته للقرآن.
وخلال فترة بداية حكم السلطة الفلسطينية أحس الكثير من مطاردي القسام ببعض الحرية، فأصبحوا يذهبون للتنزه الذي حرموا منه لسنوات طوال.. إلا أن الضيف كان يرفض الخروج معهم، فيحاولون إقناعه، بالخروج معهم، إلا أنه يرفض ذلك بشدة، ويقول لهم: المعركة لم تنتهِ بعد.
وزيادة في الحرص والحذر، يكره الضيف أن يبحث عنه شخص ما من كوادر حركته، فيقوم هو بالاتصال بمن يريده، كما أنه يحيط نفسه بدائرة ضيقة جدا من الأشخاص، ومن باب الحيطة كذلك أنه لا يتعامل بتاتا مع أجهزة الاتصالات الحديثة، مخافة اختراقها من قبل مخابرات الاحتلال.
قائد القساميين
محمد ضيف
وقد برز دور الضيف كقيادي بارز للكتائب القسامية بعد استشهاد القائد الشهيد عماد عقل عام 1993، وكان له دوره وثقله في قيادة قطاع واسع من جناح حماس العسكري جنبا إلى جنب مع مؤسس أول جناح عسكري لحماس في الأراضي الفلسطينية.
ووفقا لصحف إسرائيل فإن الضيف متهم بأنه وراء العديد من العمليات التي نفذت في قلب إسرائيل، ومن بينها إرسال كمية من المتفجرات إلى الشهيد المهندس يحيى عياش والتي نفذت بها مجموعة من العمليات انتقاما لمجزرة الحرم الإبراهيمي عام 1993.
ومن بعض العمليات التي وقعت في فترة الانتفاضة الأولى (1987 - 1994) وما جاء بعدها بقليل:
- عملية خطف الجندي نخشون فاكسمان التي أسفرت عن مقتل الجندي وضابط مخابرات إسرائيلي وإصابة عدد من جنود الوحدة التي اقتحمت المنزل واستشهاد أعضاء القسام الثلاثة.
- إيفاد كل من حسن عباس وعصام الجوهري لتنفيذ عملية القدس التي أسفرت عن استشهاد المجاهدين وإصابة حوالي 14 إسرائيليا في القدس وإثارة الهلع بين اليهود، خصوصا أن الاشتباك جرى في أحد شوارع القدس المزدحمة.
- اتهم مرارا بقيادة الكتائب والتنسيق مع القيادة في الخارج والتنسيق مع الشهيد محيي الدين الشريف قائد القسام في الضفة الغربية حسبما أورد التلفزيون الإسرائيلي في مخطط هيكلي.
- متهم بإعطاء الأوامر لحسن سلامة لتنفيذ سلسلة من العلميات الاستشهادية انتقاما للشهيد يحيى عياش، بداية عام 1996 والتي أسفرت عن مقتل نحو 50 إسرائيليا وجرح أكثر من 100 آخرين.
هذا بالإضافة إلى العمليات التي نفذتها القسام تحت قيادته خلال انتفاضة الأقصى الحالية المندلعة منذ نهاية سبتمبر 2000 والتي أسفرت عن مقتل مئات الإسرائيليين، ولا يتسع المجال لحصرها.
وقد سلطت جريمة اغتيال الشيخ صلاح شحادة قائد القسام في شهر يوليو 2002 الأضواء مجددا على هذا القائد العسكري الأخطر لحماس والذي أقرت المخابرات الإسرائيلية بصعوبة تصفيته، فقد نجح غير مرة في الإفلات من المخططات والمحاولات المتعددة لاغتياله.
وكان الضيف من مؤسسي كتائب القسام في الضفة الغربية التي انتقل إليها مع عدد من قادة القسام في قطاع غزة، ومكث فيها فترة من الزمن.
ويعتبر الضيف أن تحرير الأسرى هو واجب وهدف يجب تحقيقه، وقد عمل كل جهده لذلك، حيث خطط لاختطاف عدة جنود، وأشرف على تلك العمليات بنفسه، إلا أن إرادة الله لم تشأ لتلك العمليات أن تنجح.
كانت الكلمة التي يرددها الضيف دوما هي: هؤلاء اليهود بقاؤهم مرهون بحبلين، حبل الله وحبل الناس، وقد قطع عنهم حبل الله، ويوشك أن ينقطع عنهم حبل الناس.
تعليق