ابراهيم حمامي ينتقد حماس والحكومة في غزة بشدة
----------------------------
رسائل سريعة
ما شهدته وتشهده فلسطين هذه الأيام يدمي القلوب، فقد بلغت الأمور حداً زاد من الفرقة والانقسام، ووصلت معها الممارسات درجات خطيرة من انتهاك حقوق المواطن، وباتت المناكفات وردات الفعل سيدة الموقف، وصار الاحتلال شاهداً على ما يجري، بل مساهماً في زيادة الشقاق.
عشرة أيام مرت على غزة والضفة هي الأسوأ دون شك، وبعيداً عن العواطف التي باتت تحرك الأمور نتوجه بالرسائل العاجلة التالية:
· الأسبوع الماضي استطاع الباطل أن يضرب وبقوة فكانت الجمعة السوداء التي أطلقت شرارة ما يجري، وهذا يدلل على أن الأيادي السوداء لا زالت تحاول وتجتهد في زعزعة الأمن والاستقرار الذي نعم به قطاع غزة منذ فرض القانون العام الماضي، وعليه فإن اليقظة والتأهب مطلوبة من الجميع
· ردة الفعل في قطاع غزة من قبل الحكومة والأجهزة الأمنية كانت عنيفة وجماعية ولم تفرق بين متهم وبريء، وأصبح الانتماء لحركة فتح هو السبب الرئيس للاعتقال والمداهمة، وحتى وان كان هناك ما يبرر اتهام قيادات فتح الأوسلوية بسبب ما قامت وتقوم به، إلا أن الانزلاق نحو تلك الممارسات أمر خطير وغير مقبول، وهنا نتوجه ونقول:
- لا اعتقال دون مذكرة توقيف
- لا مصادرة لأملاك مهما كانت إلا بقرار محكمة
- لا اقتحام لحرمة المنازل دون اذن نيابة
- الجهة الوحيدة المخولة بحفظ الأمن هي الأجهزة الأمنية الرسمية
- لا يحق لأي جناح عسكري مهما كان أن يأخذ الأمور بيده
· ما حدث من اعتقالات في الضفة دون مبرر وكرد فعل على الاجراءات في غزة ليس غريباً على من ارتهن للمحتل وأصبح عميلاً ووكيلاً حصرياً له، تلك الاعتقالات التي طالت نخبة الشعب الفلسطيني من أساتذة ومربين وأئمة وغيرهم، ليطبقوا مقولة عملاء يختطفون علماء، ونقول لو اعتقلتم أضعاف أضعاف هؤلاء لن يحميكم ذلك من غضبة الشعب يوم يتخلى عنكم المحتل الذي يحميكم اليوم
· الرسالة الأهم والأخطر هي للحكومة في غزة، فالخلط بين المواقف الحزبية والرسمية أمر خطير، وتصريح الناطق باسم حماس سامي أبو زهري قبل يومين بأن اعتقال قيادات فتح في غزة هو أمر اضطراري رداً على اعتقال أبناء حماس في الضفة، ونتساءل:
- من الذي اعتقل قيادات فتح؟ حماس أم الحكومة
- ما الفرق بين حماس وفتح ان تبادلوا خطف قياداتهم كردات فعل على ممارسات الآخر
- ان التعامل يكون بأخلاق المتكلم لا بأخلاق خصمه، وإلا أصبحوا "في الهوا سوا"
- ان هذ الاجراء هو انزلاق خطير يساوي بين الطرفين، وهو ما تريده قيادات رام الله، فالمساواة بين الطرفين هو انتصار لهم.
- ماذا لو قامت عصابات أوسلو باعدام أحد المختطفين في الضفة، هل ستقوم حماس بنفس الشيء وتحت مبرر "اجراء اضطراري"؟
· ما وصل من داخل القطاع لا يبشر بخير، وهنا لا نتحدث عن اشاعات أو أكاذيب تبثها مواقع فئوية وأخرى تدعي الاستقلالية، لكن من خلال شهادات أناس من قلب الحدث لا نشك في صدقيتهم، يعيشون في رعب حقيقي لأنهم ينتمون أو كانوا لحركة فتح التي اتُهمت جماعياً، أو يشكون من مصادرة ممتلكاتهم دون وجه حق، وهنا نقول وبوضوح الانتماء لفتح ليس جريمة، والعقاب الجماعي مرفوض، والمتهم بريء حتى تثبت ادانته، وان كان غير ذلك نكرر ونقول مالفرق بين قيادات وأجهزة غزة والضفة؟
· بالأمس تم التخلص من أحد بؤر الفلتان في قطاع غزة، وبسرعة كبيرة لم تتعد الساعات، وهو ما يدل على امكانية حدوث ذلك قبل اسابيع أو أشهر، والسؤال لمن انتفخ وصرّح وأصدر البيانات، ألم تحسبوا ميزان القوى حتى تورطوا أهلكم وعائلتكم في معركة خاسرة دفاعاً عن الاجرام والمجرمين؟
· عبّاس ومن حوله يتحملون وبشكل شخصي ومباشر نتيجة ما حدث بالأمس، فقد حرضوا وشجعوا ودعموا من تحصن بين المواطنين في الشجاعية، وسخّروا أبواقهم الاعلامية لذلك، واتصل عبّاس شخصياً بأحمد حلس ليعلن وقوفه معه ويطلب منه عدم الاستسلام، وأصدر الطيب عبد الرحيم بياناً يطالب"الجماهير" بالصمود والمواجهة، ناهيك عن أصوات الفتنة التي أقامت في استوديوهات ما يسمى تلفزيون فلسطين، ورسالتنا لماذا تقوم تلك الزمرة بكل ذلك؟
· بهد أن حُسم الأمر وللأسف الشديد عادت صور التعرية المهينة المذلة وبالملابس الداخلية الملونة بعد أن فر عدد من الأشخاص نحو المحتل، ورسالتنا هل الاذلال والمهانة للمحتل أمر مقبول ومحبب ومتكرر، أما الالتزام بالقانون واحترامه مرفوض ويستعدي المواجهة والقتال؟
· وأسفاه على من غُرر بهم، فقد تخلى عبّاس وباقي العصابة عن بعض مرتزقته وأحذيته التي أرادها للمناكفات ولأهداف قذرة، فأوعز للمحتل بإعادة من لجؤوا إليه لأنه لا يريدهم في الضفة، فهم بالنسبة لهم قاذورات غزة كما صرح أحد قياداته، وكما حدث على المنصة في أحدى المناسبات في الضفة، ورسالتنا لهؤلاء هل ما زلتم تثقون بمن غرر بكم وباعكم وتاجر بدمائكم وعوائلكم؟
· دعوات العودة لغزة على ظهر الدبابات الاسرائيلية ازدادت وتيرتها مع بيانات اللجنة المركزية لحركة فتح المختطفة، وبيانات اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية التي يسيرها عبد ربه، والتي تحث على اعادة قطاع غزة بأي وسيلة وبأي ثمن، فهل سيقبل شعبنا بعملاء على ظهور الدبابات؟
· ومع تلك الدعوات ارتفعت أصوات نشاز أخرى منها من يطالب باعتبار غزة اقليم متمرد، ومنها من يطالب بإقصاء حماس من الضفة - رسمياً! ونتساءل هل هؤلاء يملكون عقولاً في جماجمهم؟ هلى يمكن لطرف أن يقصي طرفاً آخر مهما استعمل من قوة وبطش؟ وهل نجح من قبروه بصمت في اجتثاث حماس رغم كل الاجراءات التي اتخذها في تسعينيات القرن الماضي من خلال قادة أجهزته القمعية الدموية؟
بعد اتمام فرض القانون في غزة يوم أمس، فإن القيادة هناك بحاجة لوقفة مطولة لاعادة تقييم أدائها، وأسلوب ادارتها للأزمات، وتعاملها مع الاعلام، واعادة الحقوق والأمور لنصابها الطبيعي، ووضع النقاط على الحروف فيما يخص الصلاحيات، أما من يثبت تورطه في أي جريمة، فالمحاكمة والعقوبة والقصاص وضمن القانون هو ما يجب أن ينتظره.
عبّاس ومن معه سقطوا تماماً وباعوا شعبهم وأبناء تنظيمهم بأزهد الأثمان، وهذا لاخلاف فيه أو عليه، لكن حماس ان لم تقف اليوم لتراجع ما تقوم به من اجراءات في قطاع فزة ستنزلق إلى مربع عبّاس، وتقع في فخ القمع والبطش، وتتحول إلى أوسلو أمنية ثانية بعد مأساة أوسلو الأولى، ولينتصر الباطل على الحق لا قدر الله.
لا خير فينا إن لم نقلها، ولا خير فيهم إن لم تسمعوها!
د.إبراهيم حمّامي DrHamami@Hotmail.com
03/08/2008
----------------------------
رسائل سريعة
ما شهدته وتشهده فلسطين هذه الأيام يدمي القلوب، فقد بلغت الأمور حداً زاد من الفرقة والانقسام، ووصلت معها الممارسات درجات خطيرة من انتهاك حقوق المواطن، وباتت المناكفات وردات الفعل سيدة الموقف، وصار الاحتلال شاهداً على ما يجري، بل مساهماً في زيادة الشقاق.
عشرة أيام مرت على غزة والضفة هي الأسوأ دون شك، وبعيداً عن العواطف التي باتت تحرك الأمور نتوجه بالرسائل العاجلة التالية:
· الأسبوع الماضي استطاع الباطل أن يضرب وبقوة فكانت الجمعة السوداء التي أطلقت شرارة ما يجري، وهذا يدلل على أن الأيادي السوداء لا زالت تحاول وتجتهد في زعزعة الأمن والاستقرار الذي نعم به قطاع غزة منذ فرض القانون العام الماضي، وعليه فإن اليقظة والتأهب مطلوبة من الجميع
· ردة الفعل في قطاع غزة من قبل الحكومة والأجهزة الأمنية كانت عنيفة وجماعية ولم تفرق بين متهم وبريء، وأصبح الانتماء لحركة فتح هو السبب الرئيس للاعتقال والمداهمة، وحتى وان كان هناك ما يبرر اتهام قيادات فتح الأوسلوية بسبب ما قامت وتقوم به، إلا أن الانزلاق نحو تلك الممارسات أمر خطير وغير مقبول، وهنا نتوجه ونقول:
- لا اعتقال دون مذكرة توقيف
- لا مصادرة لأملاك مهما كانت إلا بقرار محكمة
- لا اقتحام لحرمة المنازل دون اذن نيابة
- الجهة الوحيدة المخولة بحفظ الأمن هي الأجهزة الأمنية الرسمية
- لا يحق لأي جناح عسكري مهما كان أن يأخذ الأمور بيده
· ما حدث من اعتقالات في الضفة دون مبرر وكرد فعل على الاجراءات في غزة ليس غريباً على من ارتهن للمحتل وأصبح عميلاً ووكيلاً حصرياً له، تلك الاعتقالات التي طالت نخبة الشعب الفلسطيني من أساتذة ومربين وأئمة وغيرهم، ليطبقوا مقولة عملاء يختطفون علماء، ونقول لو اعتقلتم أضعاف أضعاف هؤلاء لن يحميكم ذلك من غضبة الشعب يوم يتخلى عنكم المحتل الذي يحميكم اليوم
· الرسالة الأهم والأخطر هي للحكومة في غزة، فالخلط بين المواقف الحزبية والرسمية أمر خطير، وتصريح الناطق باسم حماس سامي أبو زهري قبل يومين بأن اعتقال قيادات فتح في غزة هو أمر اضطراري رداً على اعتقال أبناء حماس في الضفة، ونتساءل:
- من الذي اعتقل قيادات فتح؟ حماس أم الحكومة
- ما الفرق بين حماس وفتح ان تبادلوا خطف قياداتهم كردات فعل على ممارسات الآخر
- ان التعامل يكون بأخلاق المتكلم لا بأخلاق خصمه، وإلا أصبحوا "في الهوا سوا"
- ان هذ الاجراء هو انزلاق خطير يساوي بين الطرفين، وهو ما تريده قيادات رام الله، فالمساواة بين الطرفين هو انتصار لهم.
- ماذا لو قامت عصابات أوسلو باعدام أحد المختطفين في الضفة، هل ستقوم حماس بنفس الشيء وتحت مبرر "اجراء اضطراري"؟
· ما وصل من داخل القطاع لا يبشر بخير، وهنا لا نتحدث عن اشاعات أو أكاذيب تبثها مواقع فئوية وأخرى تدعي الاستقلالية، لكن من خلال شهادات أناس من قلب الحدث لا نشك في صدقيتهم، يعيشون في رعب حقيقي لأنهم ينتمون أو كانوا لحركة فتح التي اتُهمت جماعياً، أو يشكون من مصادرة ممتلكاتهم دون وجه حق، وهنا نقول وبوضوح الانتماء لفتح ليس جريمة، والعقاب الجماعي مرفوض، والمتهم بريء حتى تثبت ادانته، وان كان غير ذلك نكرر ونقول مالفرق بين قيادات وأجهزة غزة والضفة؟
· بالأمس تم التخلص من أحد بؤر الفلتان في قطاع غزة، وبسرعة كبيرة لم تتعد الساعات، وهو ما يدل على امكانية حدوث ذلك قبل اسابيع أو أشهر، والسؤال لمن انتفخ وصرّح وأصدر البيانات، ألم تحسبوا ميزان القوى حتى تورطوا أهلكم وعائلتكم في معركة خاسرة دفاعاً عن الاجرام والمجرمين؟
· عبّاس ومن حوله يتحملون وبشكل شخصي ومباشر نتيجة ما حدث بالأمس، فقد حرضوا وشجعوا ودعموا من تحصن بين المواطنين في الشجاعية، وسخّروا أبواقهم الاعلامية لذلك، واتصل عبّاس شخصياً بأحمد حلس ليعلن وقوفه معه ويطلب منه عدم الاستسلام، وأصدر الطيب عبد الرحيم بياناً يطالب"الجماهير" بالصمود والمواجهة، ناهيك عن أصوات الفتنة التي أقامت في استوديوهات ما يسمى تلفزيون فلسطين، ورسالتنا لماذا تقوم تلك الزمرة بكل ذلك؟
· بهد أن حُسم الأمر وللأسف الشديد عادت صور التعرية المهينة المذلة وبالملابس الداخلية الملونة بعد أن فر عدد من الأشخاص نحو المحتل، ورسالتنا هل الاذلال والمهانة للمحتل أمر مقبول ومحبب ومتكرر، أما الالتزام بالقانون واحترامه مرفوض ويستعدي المواجهة والقتال؟
· وأسفاه على من غُرر بهم، فقد تخلى عبّاس وباقي العصابة عن بعض مرتزقته وأحذيته التي أرادها للمناكفات ولأهداف قذرة، فأوعز للمحتل بإعادة من لجؤوا إليه لأنه لا يريدهم في الضفة، فهم بالنسبة لهم قاذورات غزة كما صرح أحد قياداته، وكما حدث على المنصة في أحدى المناسبات في الضفة، ورسالتنا لهؤلاء هل ما زلتم تثقون بمن غرر بكم وباعكم وتاجر بدمائكم وعوائلكم؟
· دعوات العودة لغزة على ظهر الدبابات الاسرائيلية ازدادت وتيرتها مع بيانات اللجنة المركزية لحركة فتح المختطفة، وبيانات اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية التي يسيرها عبد ربه، والتي تحث على اعادة قطاع غزة بأي وسيلة وبأي ثمن، فهل سيقبل شعبنا بعملاء على ظهور الدبابات؟
· ومع تلك الدعوات ارتفعت أصوات نشاز أخرى منها من يطالب باعتبار غزة اقليم متمرد، ومنها من يطالب بإقصاء حماس من الضفة - رسمياً! ونتساءل هل هؤلاء يملكون عقولاً في جماجمهم؟ هلى يمكن لطرف أن يقصي طرفاً آخر مهما استعمل من قوة وبطش؟ وهل نجح من قبروه بصمت في اجتثاث حماس رغم كل الاجراءات التي اتخذها في تسعينيات القرن الماضي من خلال قادة أجهزته القمعية الدموية؟
بعد اتمام فرض القانون في غزة يوم أمس، فإن القيادة هناك بحاجة لوقفة مطولة لاعادة تقييم أدائها، وأسلوب ادارتها للأزمات، وتعاملها مع الاعلام، واعادة الحقوق والأمور لنصابها الطبيعي، ووضع النقاط على الحروف فيما يخص الصلاحيات، أما من يثبت تورطه في أي جريمة، فالمحاكمة والعقوبة والقصاص وضمن القانون هو ما يجب أن ينتظره.
عبّاس ومن معه سقطوا تماماً وباعوا شعبهم وأبناء تنظيمهم بأزهد الأثمان، وهذا لاخلاف فيه أو عليه، لكن حماس ان لم تقف اليوم لتراجع ما تقوم به من اجراءات في قطاع فزة ستنزلق إلى مربع عبّاس، وتقع في فخ القمع والبطش، وتتحول إلى أوسلو أمنية ثانية بعد مأساة أوسلو الأولى، ولينتصر الباطل على الحق لا قدر الله.
لا خير فينا إن لم نقلها، ولا خير فيهم إن لم تسمعوها!
د.إبراهيم حمّامي DrHamami@Hotmail.com
03/08/2008
تعليق