أختي زينب ....... شهيدة الحصار.....؟؟!!
خمسة عقود تلك التي عاشتها زينب (خديجة) منذ فجر الهجرة الأولى كان الميلاد في العام 1955 وعاشت حياة من الكدح والعمل المتواصل ,, وانتقلت مبكرا إلى بيت الزوجية وهي لم تتعدى ستة عشر عاما بعد ..ومثلها مثل الكثير من بنات جيلها حملت منزل يأوي في داخله عشرة شباب مع زوجها ..ورغم صغر سنها إلا أنها اثبت أن الأم الفلسطينية الكادحة يمكن أن تصنع عشرات العائلات ونجحت في بيت زوجها ببركة رضى ودعاء الولدين
قصة زينب خلال الحصار ربما لا تختلف كثيرا عن مثيلاتها اللواتي عشن هذه الأيام محاصرات بالمرض ..ولكن الفرق بينها وبينهم أنها ودعت اثنين من أبناءها احدهما طفل في الرابعة اسمه عبد الله والأخرى شابة يافعة تبلغ اثنين وعشرين عاما اسمها إيمان , ورغم ذلك كانت محتسبة صابرة لقضاء الله حتى جاءها هذا اللعين الذي يداهم اليوم البيوت فيخطف الأحباب والأصحاب دون إذن مسبق ...
مرضت زينب مثل كل الناس وأجرت عملية جراحية قبل عام وشهرين ...وسارت الأمور بشكل طبيعي ولكن بعد شهور قليلة من ظهور نتائج العملية كان هناك مؤشر انه تم اكتشاف ورم صغير عند القناة المرارية , وهذا يحتاج إلى علاج في الخارج لان التعامل معه هنا صعب لعدم وجود الإمكانيات والأطباء المتخصصين .....وهنا بدأت رحلة البحث عن العلاج الخارجي الذي كان سيزيل الكثير من المرض لو تم ....
لكن البلد كانت تضيع بين خطف الأبناء لها ..وكيد الأعداء . حصار ظالم لم نشهد له مثيل من قبل ربما بل بالتأكيد شاركنا بصنعه بأيدينا تحت عنوان بناء الوطن والحسم والتطهير وفتاوى لا عد لها ولا حصر وزينب ومعها المئات يعانون صباح مساء دون أن تسمع لأنينهم صدى عند الذين جلسوا فوق الكراسي ولم يتزحزحوا
وهنا جاءت المحاولة كي تحول لفلسطين المحتلة في الداخل ..وكانت الصدمة أنها مرفوضة امنيا ...مرضة يفتك بها المرض ترفض بدواعي الأمن وهنا نظرت فلم أجد إلا اسمك يا زينب نعم اسمك الزينبي ربما اقلق مضاجعهم فهو الذي كان لسان الصدق والحق في معركة غير متكافئة قبل أربعة عشر قرنا ....اسمك الرنان خشوا منه لأنهم واجهوا مثله في بنت جبيل وعيتا الشعب وعيترون ومارون الراس والخيام ووادي الحجير .....اسمك أزعجهم فقررا أن لا تدخلي فلسطين مرة أخرى ....ونامت زينب على سرير المرض في أيامها الأخيرة ويلهج لسانها بذكر الله وحمده ....ولكن كنت أتمنى أن تكون أختي وزيرة أو حتى عضوه في المجلس التشريعي لعل وعسى أن تستطيع الخروج حتى تكمل مسيرتها مع أبناءها وبناتها ....وتذكرت عام الرمادة الذي أصاب المسلمين وكيف جاع الخليفة عمر ابن الخطاب رضي الله عنه مع الناس وشعر بالآم الناس وهنا تأكدت أن الأمر منوط بالنوعية لا بالتركيبة رغم أن الأمام علي عليه السلام قال :(الناس اثنان أخ لك في الدين ونظير لك في الخلق), ولكن زينب لم تكن ذات منصب حتى يسعى الحكام لإخراجها وعلاجها ...
المهم أنها كانت مؤمنة محتسبة وتقول لنا ونحن نبكي حولها لا تبكون فالمبطون شهيد وأنا مبطونة ...نعم كانت تعرف قرب النهاية ولكن الأمل لم يغادرها لحظة أنها يمكن أن تعيش من جديد ودخلت في غيبوبة النهاية وهنا كانت الصدمة أن سمح لها بالعلاج في فلسطين المحتلة فتم تحويلها إلى مشفى المقاصد في القدس وهناك وبجوار أولى القبلتين وثالث الحرمين وفي ليلة الإسراء والمعراج أسلمت الروح زينب إلى بارئها وهي تشكوا له ظلم العباد وحلقت روحها فوق الحرم في سماء القدس وعادت كي توارى ثرى غزة الحبيب ...
رحلت زينب وكان رقمها 222 في شهداء الحصار والبقية في الانتظار.......
رحمك الله رحمة واسعة وأسكنك فسيح جنانه وجعل الخير في ذريتك من بعدك ......................
55:5 55:5 11:11 11:11 11:11 55:5 55:5
خمسة عقود تلك التي عاشتها زينب (خديجة) منذ فجر الهجرة الأولى كان الميلاد في العام 1955 وعاشت حياة من الكدح والعمل المتواصل ,, وانتقلت مبكرا إلى بيت الزوجية وهي لم تتعدى ستة عشر عاما بعد ..ومثلها مثل الكثير من بنات جيلها حملت منزل يأوي في داخله عشرة شباب مع زوجها ..ورغم صغر سنها إلا أنها اثبت أن الأم الفلسطينية الكادحة يمكن أن تصنع عشرات العائلات ونجحت في بيت زوجها ببركة رضى ودعاء الولدين
قصة زينب خلال الحصار ربما لا تختلف كثيرا عن مثيلاتها اللواتي عشن هذه الأيام محاصرات بالمرض ..ولكن الفرق بينها وبينهم أنها ودعت اثنين من أبناءها احدهما طفل في الرابعة اسمه عبد الله والأخرى شابة يافعة تبلغ اثنين وعشرين عاما اسمها إيمان , ورغم ذلك كانت محتسبة صابرة لقضاء الله حتى جاءها هذا اللعين الذي يداهم اليوم البيوت فيخطف الأحباب والأصحاب دون إذن مسبق ...
مرضت زينب مثل كل الناس وأجرت عملية جراحية قبل عام وشهرين ...وسارت الأمور بشكل طبيعي ولكن بعد شهور قليلة من ظهور نتائج العملية كان هناك مؤشر انه تم اكتشاف ورم صغير عند القناة المرارية , وهذا يحتاج إلى علاج في الخارج لان التعامل معه هنا صعب لعدم وجود الإمكانيات والأطباء المتخصصين .....وهنا بدأت رحلة البحث عن العلاج الخارجي الذي كان سيزيل الكثير من المرض لو تم ....
لكن البلد كانت تضيع بين خطف الأبناء لها ..وكيد الأعداء . حصار ظالم لم نشهد له مثيل من قبل ربما بل بالتأكيد شاركنا بصنعه بأيدينا تحت عنوان بناء الوطن والحسم والتطهير وفتاوى لا عد لها ولا حصر وزينب ومعها المئات يعانون صباح مساء دون أن تسمع لأنينهم صدى عند الذين جلسوا فوق الكراسي ولم يتزحزحوا
وهنا جاءت المحاولة كي تحول لفلسطين المحتلة في الداخل ..وكانت الصدمة أنها مرفوضة امنيا ...مرضة يفتك بها المرض ترفض بدواعي الأمن وهنا نظرت فلم أجد إلا اسمك يا زينب نعم اسمك الزينبي ربما اقلق مضاجعهم فهو الذي كان لسان الصدق والحق في معركة غير متكافئة قبل أربعة عشر قرنا ....اسمك الرنان خشوا منه لأنهم واجهوا مثله في بنت جبيل وعيتا الشعب وعيترون ومارون الراس والخيام ووادي الحجير .....اسمك أزعجهم فقررا أن لا تدخلي فلسطين مرة أخرى ....ونامت زينب على سرير المرض في أيامها الأخيرة ويلهج لسانها بذكر الله وحمده ....ولكن كنت أتمنى أن تكون أختي وزيرة أو حتى عضوه في المجلس التشريعي لعل وعسى أن تستطيع الخروج حتى تكمل مسيرتها مع أبناءها وبناتها ....وتذكرت عام الرمادة الذي أصاب المسلمين وكيف جاع الخليفة عمر ابن الخطاب رضي الله عنه مع الناس وشعر بالآم الناس وهنا تأكدت أن الأمر منوط بالنوعية لا بالتركيبة رغم أن الأمام علي عليه السلام قال :(الناس اثنان أخ لك في الدين ونظير لك في الخلق), ولكن زينب لم تكن ذات منصب حتى يسعى الحكام لإخراجها وعلاجها ...
المهم أنها كانت مؤمنة محتسبة وتقول لنا ونحن نبكي حولها لا تبكون فالمبطون شهيد وأنا مبطونة ...نعم كانت تعرف قرب النهاية ولكن الأمل لم يغادرها لحظة أنها يمكن أن تعيش من جديد ودخلت في غيبوبة النهاية وهنا كانت الصدمة أن سمح لها بالعلاج في فلسطين المحتلة فتم تحويلها إلى مشفى المقاصد في القدس وهناك وبجوار أولى القبلتين وثالث الحرمين وفي ليلة الإسراء والمعراج أسلمت الروح زينب إلى بارئها وهي تشكوا له ظلم العباد وحلقت روحها فوق الحرم في سماء القدس وعادت كي توارى ثرى غزة الحبيب ...
رحلت زينب وكان رقمها 222 في شهداء الحصار والبقية في الانتظار.......
رحمك الله رحمة واسعة وأسكنك فسيح جنانه وجعل الخير في ذريتك من بعدك ......................
55:5 55:5 11:11 11:11 11:11 55:5 55:5
تعليق