فلسطين برس/
أشارت الأصابع طويلاً للنائب محمد دحلان القيادي الفتحاوي البارز ، الذي أخذ على عاتقه التصدي للبرنامج السياسي الذي تحركت بموجبه حكومة حماس الأولى ، وناكف حركة حماس طويلاً على المستوى البرلماني وكذلك على أرض الواقع ، وتحديداً في قطاع غزة ، الذي كاد البعض أن يسميه بحديقة حماس الخلفية في الفترة التي سبقت يوم السابع من يناير الماضي ، يوم أن خرج أكثر من ربع مليون فتحاوي إلى ملعب اليرموك بغزة ليقولوا نعم للبرنامج الذي يمثله النائب دحلان ، وبطبيعة الحال ، على الطرف الآخر ، كانت حركة حماس قد حزمت أمرها واتخذت قرارها واعتبرت أن دحلان هو رأس تيار انقلابي داخل حركة فتح ، خرج عن الشرعية التي تمثلها حكومة حماس التي انتُخب نوابها بأغلبية كبيرة في المجلس التشريعي ، والتي اعتبرت في لحظة من اللحظات أن مناكفتها سياسياً هي نوع من أنواع الانقلاب الذي يتوجب مجابهته بكل حزم وقوة ، وشرعت في ذلك بالفعل ، وقاد الأمر إلى مواجهات دامية كان المستهدف فيها دوماً النهج السياسي الذي يقوده ويمثله محمد دحلان ، وقد برر العشرات من قيادة حركة حماس مواقف النائب دحلان الذي حصل على أعلى الأصوات في دائرته الانتخابية "خان يونس" في الانتخابات التشريعية بأنها انعكاس لموقف شخصي للنائب دحلان من حركة حماس ، وأن البعد الشخصي هو الذي يحرك مواقفه وسياساته تجاه حماس وبرنامجها.
كانت هناك وجهة نظر مقابلة ، على الجانب الفتحاوي ، والشباب منهم على وجه الخصوص ، يقول بأن محاولات تجاهل أن المد الجماهيري الذي يمثله النائب دحلان هو نوع من التعامي عن حقيقة راسخة ، ونوع من محاولة تغطية الشمس بغربال ، وأن من يبحث عن علاقة قوية ودائمة وراسخة مع حركة فتح ، فإنه يعرف العنوان جيداً ، وقد وضع الآلاف أيديهم على قلوبهم عندما سمعوا أن هناك تحفظات من جهة حماس على مشاركة النائب دحلان في حوار مكة ، الأمر الذي يعني أن الشخص الذي يملك إرادة وقوة الإلزام بالاتفاقات والدفاع عنها في كل المحافل ، لن يكون طرفاً ، وبعدها تنفس الجميع الصعداء عندما ذهب النائب دحلان ضمن وفد حركة فتح ، والجميع بالتأكيد سمع عن الدور المتميز الذي لعبه دحلان في إبرام الاتفاق وحل العقد المستعصية في الصياغات والنصوص ، والأجواء التي صاحبت الحوار والتي كان للنائب دحلان دوراً متميزاً في توفيرها تكريساً للأخوّة التي يتوجب أن تعتري علاقة حركة فتح بحركة حماس ، وهذا يدعونا إلى التأمل من جديد في صيغة العلاقة بين دحلان وبين قيادة حركة حماس ، فبعد فترة عصيبة كان عنوانها الاتهامات بالتخوين والرّدة والفسوق والفساد والانقلاب وغيرها ، ما أن أنجز الاتفاق حتى وجدنا أن كل التهم الجاهزة قد زالت من مواقع حركة حماس الالكترونية في ذات اليوم ، وكل التعابير التي أطلقت على دحلان ومن يمثله اختفت من تصريحات قادة حماس ، وبدأ الجميع يتحدث عن الوحدة الوطنية وعن المصير المشترك وعن الشراكة السياسية الكاملة ، وكأني بذلك أن كل التهم التي وُجهت لدحلان ورفاقه كانت تهماً سياسية ، وبمجرد انتفاء سبب وجودها وهو الخلاف السياسي شُطبت من الملف وطويت صفحتها ، ولو مرحلياً ، وفي مقابل ذلك برهنت الأيام السابقة التي تلت الاتفاق ، على أن خلاف دحلان مع حماس لم يكن خلافاً شخصياً ، ولا صلة له بمواقف سابقة أو لاحقة ، بل إن الأمر لا يتعدى كونه خلاف سياسي بين برنامجين مختلفين ، ومن الطبيعي ألا يحدث توافق مطلق بينهما في الشؤون الحياتية والبرامج الحكومية ، وبتصويته اليوم بمنح حكومة هنية الجديدة الثقة ، يكون النائب دحلان قد حدد منهجيته الوطنية ، ودفاعه عن صُلب البرنامج الوطني الذي يمثله سياسياً ، وينفي عن نفسه للمرة المليون تهمة انتمائه لغير مصالح شعبه ، بشكل يدعو خصومه ، بالحد الأدنى ، أن يقدموا له اعتذاراً في دواخلهم عن عجزت ألسنتهم عن الاعتذار العلني .
88:8 88:8 88:8
أشارت الأصابع طويلاً للنائب محمد دحلان القيادي الفتحاوي البارز ، الذي أخذ على عاتقه التصدي للبرنامج السياسي الذي تحركت بموجبه حكومة حماس الأولى ، وناكف حركة حماس طويلاً على المستوى البرلماني وكذلك على أرض الواقع ، وتحديداً في قطاع غزة ، الذي كاد البعض أن يسميه بحديقة حماس الخلفية في الفترة التي سبقت يوم السابع من يناير الماضي ، يوم أن خرج أكثر من ربع مليون فتحاوي إلى ملعب اليرموك بغزة ليقولوا نعم للبرنامج الذي يمثله النائب دحلان ، وبطبيعة الحال ، على الطرف الآخر ، كانت حركة حماس قد حزمت أمرها واتخذت قرارها واعتبرت أن دحلان هو رأس تيار انقلابي داخل حركة فتح ، خرج عن الشرعية التي تمثلها حكومة حماس التي انتُخب نوابها بأغلبية كبيرة في المجلس التشريعي ، والتي اعتبرت في لحظة من اللحظات أن مناكفتها سياسياً هي نوع من أنواع الانقلاب الذي يتوجب مجابهته بكل حزم وقوة ، وشرعت في ذلك بالفعل ، وقاد الأمر إلى مواجهات دامية كان المستهدف فيها دوماً النهج السياسي الذي يقوده ويمثله محمد دحلان ، وقد برر العشرات من قيادة حركة حماس مواقف النائب دحلان الذي حصل على أعلى الأصوات في دائرته الانتخابية "خان يونس" في الانتخابات التشريعية بأنها انعكاس لموقف شخصي للنائب دحلان من حركة حماس ، وأن البعد الشخصي هو الذي يحرك مواقفه وسياساته تجاه حماس وبرنامجها.
كانت هناك وجهة نظر مقابلة ، على الجانب الفتحاوي ، والشباب منهم على وجه الخصوص ، يقول بأن محاولات تجاهل أن المد الجماهيري الذي يمثله النائب دحلان هو نوع من التعامي عن حقيقة راسخة ، ونوع من محاولة تغطية الشمس بغربال ، وأن من يبحث عن علاقة قوية ودائمة وراسخة مع حركة فتح ، فإنه يعرف العنوان جيداً ، وقد وضع الآلاف أيديهم على قلوبهم عندما سمعوا أن هناك تحفظات من جهة حماس على مشاركة النائب دحلان في حوار مكة ، الأمر الذي يعني أن الشخص الذي يملك إرادة وقوة الإلزام بالاتفاقات والدفاع عنها في كل المحافل ، لن يكون طرفاً ، وبعدها تنفس الجميع الصعداء عندما ذهب النائب دحلان ضمن وفد حركة فتح ، والجميع بالتأكيد سمع عن الدور المتميز الذي لعبه دحلان في إبرام الاتفاق وحل العقد المستعصية في الصياغات والنصوص ، والأجواء التي صاحبت الحوار والتي كان للنائب دحلان دوراً متميزاً في توفيرها تكريساً للأخوّة التي يتوجب أن تعتري علاقة حركة فتح بحركة حماس ، وهذا يدعونا إلى التأمل من جديد في صيغة العلاقة بين دحلان وبين قيادة حركة حماس ، فبعد فترة عصيبة كان عنوانها الاتهامات بالتخوين والرّدة والفسوق والفساد والانقلاب وغيرها ، ما أن أنجز الاتفاق حتى وجدنا أن كل التهم الجاهزة قد زالت من مواقع حركة حماس الالكترونية في ذات اليوم ، وكل التعابير التي أطلقت على دحلان ومن يمثله اختفت من تصريحات قادة حماس ، وبدأ الجميع يتحدث عن الوحدة الوطنية وعن المصير المشترك وعن الشراكة السياسية الكاملة ، وكأني بذلك أن كل التهم التي وُجهت لدحلان ورفاقه كانت تهماً سياسية ، وبمجرد انتفاء سبب وجودها وهو الخلاف السياسي شُطبت من الملف وطويت صفحتها ، ولو مرحلياً ، وفي مقابل ذلك برهنت الأيام السابقة التي تلت الاتفاق ، على أن خلاف دحلان مع حماس لم يكن خلافاً شخصياً ، ولا صلة له بمواقف سابقة أو لاحقة ، بل إن الأمر لا يتعدى كونه خلاف سياسي بين برنامجين مختلفين ، ومن الطبيعي ألا يحدث توافق مطلق بينهما في الشؤون الحياتية والبرامج الحكومية ، وبتصويته اليوم بمنح حكومة هنية الجديدة الثقة ، يكون النائب دحلان قد حدد منهجيته الوطنية ، ودفاعه عن صُلب البرنامج الوطني الذي يمثله سياسياً ، وينفي عن نفسه للمرة المليون تهمة انتمائه لغير مصالح شعبه ، بشكل يدعو خصومه ، بالحد الأدنى ، أن يقدموا له اعتذاراً في دواخلهم عن عجزت ألسنتهم عن الاعتذار العلني .
88:8 88:8 88:8
تعليق