بسم الله الرحمن الرحيم
"هَـٰذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ"
الحمد لله الكبير المتعال، والصلاة والسلام على النبي الأمي الضحوك القتال، أما بعد:
قال تعالى في سورة الشورى: "وَٱلَّذِينَ إِذَآ أَصَابَهُمُ ٱلْبَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُونَ * وَجَزَآءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى ٱللَّهِ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ ٱلظَّالِمِينَ * وَلَمَنِ ٱنتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُوْلَـٰئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِّن سَبِيلٍ * إِنَّمَا ٱلسَّبِيلُ عَلَى ٱلَّذِينَ يَظْلِمُونَ ٱلنَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي ٱلأَرْضِ بِغَيْرِ ٱلْحَقِّ أُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ ٱلأُمُورِ".
هذا مجمل ما حدث بين "حماس" و"جيش الإسلام":
أولاً: تم استغلال حدث تفجير السيارة، لتبرير ما تضمره النفوس من إرادة فرض القوة على العباد، ولسنا في موقف المدافع عن "فتح" أو غيرها، فموقفنا من العلمانية أمر قد قُضي، بالبراءة التامة والعداوة والبغضاء، منها ومن رموزها، ولكن ما ذنب شعب بأكلمه ليتحمل تبعات قضية لا ناقة له فيها ولا جمل.
ثانياً: يعلن "جيش الإسلام" البراءة من أحداث التفجير كبراءة أمنا عائشة – رضي الله عنها -من اتهام الرافضة، ولقد حذرنا من قبل من مخطط شيعي صفوي صهيوني لإشعال فتيل الحرب بين المسلمين، فلماذا يحاول البعض إخراج الصهاينة من اللعبة وتوجيه الاتهام نحو فئة فقط؟ ولسنا في موقف المتهم لندافع عن أنفسنا، ومن يأتي بالدليل والبينة والبرهان القاطع، الذي لا تشوبه شائبة ولا تفوته فائتة عن ارتباط صغير أو كبير، فنحن على قدر من الشجاعة لنواجه الموقف بكل تداعياته، في الصحيحين من حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "لو يُعطي الناس بدعواهم لادعى ناس دماء رجال وأموالهم ولكن اليمين على المدعي عليه" ولفظ البيهقي بسند حسنه النووي في "الأربعين": "البينة على المدعي واليمين على من أنكر".
ثالثاً: كيل الاتهامات التي واجهناها دون تروي أو تثبت ومن أول لحظة، جعلنا في موقف المرتاب من نوايا القوم، وكأنه أمر دُبر بليل، ليشوهوا صورة السلفية وأبنائها فأصدروا الأحكام الجبرية تزامناً مع بث الإشاعات التي تبرر لهم محاربة "جيش الإسلام".
رابعاً: لا علاقة لجيش الإسلام بأي عنصر من عناصر من "فتح"، والجيش ما قام منتصراً لعائلة أو حزب، بل تحرك مدافعاً عن حُرمة بيوت أبنائه المجاهدين الأحياء والأموات، ونحن بهذا لنعجب من جرأة القوم على المحرمات والمقدسات الإسلامية، والتي عاينها كل منصف وعاقل.
خامساً: لسنا في موقع هجوم، ولكن يجب أن يعلم كل من تسول له نفسه، أنا لسنا اللقمة السائغة التي يلوكها ثم يبلعها، ولا ننصح بتكرار التجربة مع من باع نفسه لله.
سادساً: ما زلنا نحذر من حرب بين منهجين (السلفية والإخوان)، ولا داعي لأن نغرب بعيداً، ونحاول أن نربط بين الأحداث، ولكن نتساءل، لماذا "جيش الإسلام" فقط من يدفع ثمن فاتورة التهدئة، بدءاً من قصف الشهداء إلى اعتقال العديد من المجاهدين؟ ولماذا هذا التناغم بين "حكومة الضفة" و"حكومة غزة" حول الجماعات الجهادية برغم ما بينهما من عداء؟
سابعاً: ننصح حماس بكل أذرعتها العاملة بقوله الله تعالى: "يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِن جَآءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوۤاْأَن تُصِيبُواْ قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُواْ عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ"، ونحن نقول: تبينوا وتثبتوا لئلا تفعلوا وتندموا، واعلموا أن الظلم ظلمات يوم القيامة، فلا تسوقكم أهوائكم ولا مطامعكم الشخصية لحرب الإسلام وأهله، ونحن بهذا نوجه نصيحة مشفق لعبد آبق، أن يعود ويتوب إلى ربه، وباب التوبة مفتوح، وليعلم الجميع أن التجسس على المسلمين وتتبع المجاهدين ورصدهم واعتقالهم والتحقيق معهم وتعذيبهم لنزع اعترافات حول قيادات الجيش وأفراده، والذي تمارسه الأجهزة الأمنية هو حرام في دين الله وهو من الكبائر، وفاعله على وجه الاستحلال يقع في الكفر الأكبر المُخرج من الملة، وكذلك مقاتلة المسلمين، وانتهاك حرماتهم ونهب ممتلكاتهم الخاصة، أو المتعلقة بالمجاهدين من سلاح وعتاد إنما هو من الكبائر، ومستحله كافر لما هو أصل عند علماء الأمة: "استحلال محرم معلوم بالضرورة تحريمه كفر أكبر باتفاق الأمة" [ذكره ابن تيمية في الصارم المسلول 522].
ثامناً: لقد اعتدي على الجيش دون بينة أو حتى تهمة، وتم التعريض بأسماء وبيانات ومعلومات لا يسعنا ذكرها، وتم مصادرة عتاد وسلاح ومال، واعتقال مجاهدين وما زالوا في السجون، ولسنا بصدد توجيه التهام للنوايا، ولكنا نقول: اتقوا الله في المجاهدين، ولا تكونوا عوناً لليهود عليهم.
تاسعاً: ماذا ستقول حماس لله ثم للمسلمين، حين تظهر نتائج التحقيق ويتبين أن الفاعل لا علاقة له بجيش الإسلام؟ الاعتذار! لا نريد الاعتذار، بل نريد تطبيق الشريعة الإسلامية علينا قبل غيرنا، ونحن أول الدماء في سبيل رفع راية الإسلام حُكماً وتطبيقا...
عاشراً: من يُعاقب فعلى قدر الجُرم، والعقوبة على قدر الجريمة كما قرره علماء الأصول، ونحن لا نمنعكم من استيفاء حقكم ولكن للمسلمين حق أيضاً، قال تعالى: "وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَآ أَنَّ ٱلنَّفْسَ بِٱلنَّفْسِ وَٱلْعَيْنَ بِٱلْعَيْنِ وَٱلأَنْفَ بِٱلأَنْفِ وَٱلأُذُنَ بِٱلأُذُنِ وَٱلسِّنَّ بِٱلسِّنِّ وَٱلْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَآ أنزَلَ ٱللَّهُ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلظَّالِمُونَ"، فلم هذا الظلم والبغي على عباد الله يا من ملكتكم رقاب العباد؟ ومن أراد الأمن والاطمئنان فليسلك سبيل الحق، وليستمع لنداء ربه: "ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُوۤاْ إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَـٰئِكَ لَهُمُ ٱلأَمْنُ وَهُمْ مُّهْتَدُونَ"، ولينظر لبيان رسول الله صلى الله عليه وسلم حول مفهوم الظلم في الآية وارتباطه بقول الله:"إِنَّ ٱلشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ"، ساعتها سينعم بالأمن والأمان...
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
القسم الإعلامي لجيش الإسلام
أرض الرباط
الثلاثاء 26 رجب 1429 هـ
29/07/2008
المصدر : (مركز صدى الجهاد للإعلام)
الجبهة الإعلامية الإسلامية العالمية
رَصدٌ لأخبَار المُجَاهدِين وَ تَحرِيضٌ للمُؤمِنين
"هَـٰذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ"
الحمد لله الكبير المتعال، والصلاة والسلام على النبي الأمي الضحوك القتال، أما بعد:
قال تعالى في سورة الشورى: "وَٱلَّذِينَ إِذَآ أَصَابَهُمُ ٱلْبَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُونَ * وَجَزَآءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى ٱللَّهِ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ ٱلظَّالِمِينَ * وَلَمَنِ ٱنتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُوْلَـٰئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِّن سَبِيلٍ * إِنَّمَا ٱلسَّبِيلُ عَلَى ٱلَّذِينَ يَظْلِمُونَ ٱلنَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي ٱلأَرْضِ بِغَيْرِ ٱلْحَقِّ أُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ ٱلأُمُورِ".
هذا مجمل ما حدث بين "حماس" و"جيش الإسلام":
أولاً: تم استغلال حدث تفجير السيارة، لتبرير ما تضمره النفوس من إرادة فرض القوة على العباد، ولسنا في موقف المدافع عن "فتح" أو غيرها، فموقفنا من العلمانية أمر قد قُضي، بالبراءة التامة والعداوة والبغضاء، منها ومن رموزها، ولكن ما ذنب شعب بأكلمه ليتحمل تبعات قضية لا ناقة له فيها ولا جمل.
ثانياً: يعلن "جيش الإسلام" البراءة من أحداث التفجير كبراءة أمنا عائشة – رضي الله عنها -من اتهام الرافضة، ولقد حذرنا من قبل من مخطط شيعي صفوي صهيوني لإشعال فتيل الحرب بين المسلمين، فلماذا يحاول البعض إخراج الصهاينة من اللعبة وتوجيه الاتهام نحو فئة فقط؟ ولسنا في موقف المتهم لندافع عن أنفسنا، ومن يأتي بالدليل والبينة والبرهان القاطع، الذي لا تشوبه شائبة ولا تفوته فائتة عن ارتباط صغير أو كبير، فنحن على قدر من الشجاعة لنواجه الموقف بكل تداعياته، في الصحيحين من حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "لو يُعطي الناس بدعواهم لادعى ناس دماء رجال وأموالهم ولكن اليمين على المدعي عليه" ولفظ البيهقي بسند حسنه النووي في "الأربعين": "البينة على المدعي واليمين على من أنكر".
ثالثاً: كيل الاتهامات التي واجهناها دون تروي أو تثبت ومن أول لحظة، جعلنا في موقف المرتاب من نوايا القوم، وكأنه أمر دُبر بليل، ليشوهوا صورة السلفية وأبنائها فأصدروا الأحكام الجبرية تزامناً مع بث الإشاعات التي تبرر لهم محاربة "جيش الإسلام".
رابعاً: لا علاقة لجيش الإسلام بأي عنصر من عناصر من "فتح"، والجيش ما قام منتصراً لعائلة أو حزب، بل تحرك مدافعاً عن حُرمة بيوت أبنائه المجاهدين الأحياء والأموات، ونحن بهذا لنعجب من جرأة القوم على المحرمات والمقدسات الإسلامية، والتي عاينها كل منصف وعاقل.
خامساً: لسنا في موقع هجوم، ولكن يجب أن يعلم كل من تسول له نفسه، أنا لسنا اللقمة السائغة التي يلوكها ثم يبلعها، ولا ننصح بتكرار التجربة مع من باع نفسه لله.
سادساً: ما زلنا نحذر من حرب بين منهجين (السلفية والإخوان)، ولا داعي لأن نغرب بعيداً، ونحاول أن نربط بين الأحداث، ولكن نتساءل، لماذا "جيش الإسلام" فقط من يدفع ثمن فاتورة التهدئة، بدءاً من قصف الشهداء إلى اعتقال العديد من المجاهدين؟ ولماذا هذا التناغم بين "حكومة الضفة" و"حكومة غزة" حول الجماعات الجهادية برغم ما بينهما من عداء؟
سابعاً: ننصح حماس بكل أذرعتها العاملة بقوله الله تعالى: "يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِن جَآءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوۤاْأَن تُصِيبُواْ قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُواْ عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ"، ونحن نقول: تبينوا وتثبتوا لئلا تفعلوا وتندموا، واعلموا أن الظلم ظلمات يوم القيامة، فلا تسوقكم أهوائكم ولا مطامعكم الشخصية لحرب الإسلام وأهله، ونحن بهذا نوجه نصيحة مشفق لعبد آبق، أن يعود ويتوب إلى ربه، وباب التوبة مفتوح، وليعلم الجميع أن التجسس على المسلمين وتتبع المجاهدين ورصدهم واعتقالهم والتحقيق معهم وتعذيبهم لنزع اعترافات حول قيادات الجيش وأفراده، والذي تمارسه الأجهزة الأمنية هو حرام في دين الله وهو من الكبائر، وفاعله على وجه الاستحلال يقع في الكفر الأكبر المُخرج من الملة، وكذلك مقاتلة المسلمين، وانتهاك حرماتهم ونهب ممتلكاتهم الخاصة، أو المتعلقة بالمجاهدين من سلاح وعتاد إنما هو من الكبائر، ومستحله كافر لما هو أصل عند علماء الأمة: "استحلال محرم معلوم بالضرورة تحريمه كفر أكبر باتفاق الأمة" [ذكره ابن تيمية في الصارم المسلول 522].
ثامناً: لقد اعتدي على الجيش دون بينة أو حتى تهمة، وتم التعريض بأسماء وبيانات ومعلومات لا يسعنا ذكرها، وتم مصادرة عتاد وسلاح ومال، واعتقال مجاهدين وما زالوا في السجون، ولسنا بصدد توجيه التهام للنوايا، ولكنا نقول: اتقوا الله في المجاهدين، ولا تكونوا عوناً لليهود عليهم.
تاسعاً: ماذا ستقول حماس لله ثم للمسلمين، حين تظهر نتائج التحقيق ويتبين أن الفاعل لا علاقة له بجيش الإسلام؟ الاعتذار! لا نريد الاعتذار، بل نريد تطبيق الشريعة الإسلامية علينا قبل غيرنا، ونحن أول الدماء في سبيل رفع راية الإسلام حُكماً وتطبيقا...
عاشراً: من يُعاقب فعلى قدر الجُرم، والعقوبة على قدر الجريمة كما قرره علماء الأصول، ونحن لا نمنعكم من استيفاء حقكم ولكن للمسلمين حق أيضاً، قال تعالى: "وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَآ أَنَّ ٱلنَّفْسَ بِٱلنَّفْسِ وَٱلْعَيْنَ بِٱلْعَيْنِ وَٱلأَنْفَ بِٱلأَنْفِ وَٱلأُذُنَ بِٱلأُذُنِ وَٱلسِّنَّ بِٱلسِّنِّ وَٱلْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَآ أنزَلَ ٱللَّهُ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلظَّالِمُونَ"، فلم هذا الظلم والبغي على عباد الله يا من ملكتكم رقاب العباد؟ ومن أراد الأمن والاطمئنان فليسلك سبيل الحق، وليستمع لنداء ربه: "ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُوۤاْ إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَـٰئِكَ لَهُمُ ٱلأَمْنُ وَهُمْ مُّهْتَدُونَ"، ولينظر لبيان رسول الله صلى الله عليه وسلم حول مفهوم الظلم في الآية وارتباطه بقول الله:"إِنَّ ٱلشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ"، ساعتها سينعم بالأمن والأمان...
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
القسم الإعلامي لجيش الإسلام
أرض الرباط
الثلاثاء 26 رجب 1429 هـ
29/07/2008
المصدر : (مركز صدى الجهاد للإعلام)
الجبهة الإعلامية الإسلامية العالمية
رَصدٌ لأخبَار المُجَاهدِين وَ تَحرِيضٌ للمُؤمِنين
تعليق