تويت
بقلم: زهير اندراوس
اتمنى قراءة المقال كاملا قبل الرد ...
"خالد مشعل كذاب، أنا أقول هذا والكثير من الزعماء العرب قالوا. رجال حماس يكذبون مثلما يتنفسون، ويجندون الدين لتبرير الكذب. كل لقاء بين فتح وحماس هو خيانة. هذه الحركة اقيمت بمساعدة اسرائيل كي تكون بديلا لمنظمة التحرير الفلسطينية".
المتحدث هو ليس زعيما اسرائيليا أو امريكيا. هذه الاقوال الحادة قالها في مقابلة قبل نحو اسبوع شخص ليس سوى عزام الاحمد، من كبار رجالات فتح رئيس كتلتها في البرلمان ونائب رئيس حكومة الوحدة الوطنية، التي انحلت بعد أن سيطرت حماس على غزة بقوة الذراع.
في حماس لم يبقوا صامتين، عضو المكتب السياسي للحركة في دمشق، محمد نزال، قال لي معقبا: "اغلب الظن كان عزام الغبي في حالة سكر شديد. هذه الاقوال الوقحة غريبة علينا، ونحن، ليس مثل فتح، لا نتلقى تعليمات من كونداليزا رايس او من الصهاينة".
عن هذا التبادل للاتهامات بين مسؤولي الحركتين الرائدتين في أوساط الشعب الفلسطيني يمكن القول: اذا كان الكبار يتحدثون هكذا، فكيف بنا نلوم الصغار. ولكن اكثر من ذلك، فانها تثبت بان الحوار الفلسطيني العام وصل الى نقطة اللاعودة وان الانشقاق بين الحركتين أصبح حقيقة تامة، وأن كل الاقاويل عن محاولات رأب الصدع هي هباء منثور.
من الصعب عليّ في هذه الايام أن اكون عربيا فلسطينيا، فأنا ببساطة أخجل. سلوك وتصرف ابناء شعبي في قطاع غزة "المحرر" وفي الضفة الغربية المحتلة، لا يتركان لدي أي شيء: حلم اقامة الدولة الفلسطينية الديمقراطية والعلمانية، الى جانب دولة اسرائيلن آخذ في التبدد. شعبي هو الشعب الوحيد في العالم الذي ليس له دولة، ولكن له، والحمد لله، حكومتين.
وأنا أتابع المجريات في دولة غزة، التي تسيطر عليها حماس، وفي دولة الضفة، التي تسيطر عليها فتح ويصعب عليّ التصديق. الانفجار الغريب على شاطيء غزة في نهاية الاسبوع الماضي، والذي أدى الى مقتل ستة نشطاء حماس وطفلة صغيرة، حتى ظهر ما كان خافيا: حتى قبل أن يدفن القتلى سارع الناطقون بلسان حماس الى اتهام فتح بالمسؤولية عن الحدث، بينما نبيل ابو ردينة مستشار الرئيس عباس اعلن على الملأ بان الحدث هو نتيجة نزاعات داخلية في حماس.
ومن الاقوال انتقلوا الى الافعال: اكثر من 200 من رجال فتح اعتقلوا في القطاع على ايدي قوات أمن حماس، وعدد مشابه من نشطاء حماس اعتقلوا على ايدي قوات عباس في ارجاء الضفة، والحبل لا يزال على الجرار. لعلهم يعدون صفقة تبادل سجناء، قبل صفقة الاسير الاسرائيلي جلعاد شليت.
ما الضير في ذلك؟ بتنا عنوانا حارا في الصحف الاسرائيلية وفي وسائل الاعلام في العالم. الرأي العام، الذي يميل على أي حال ضدنا، يتلقى حاليا ريح اسناد ويسأل عن حق: كيف يمكن لشعب منقسم بهذا الشكل أن يقيم دولة؟ اذا كانوا يتصرفون بهذا الشكل الواحد ضد الاخر، فكيف سيتصرفون ضد العدو؟
من يتابع حرب جوج وماجوج بين الفصيلين الصقريين يمكنه أن يؤمن بان الاحتلال الاسرائيلي انتهى. ولكن يطرح السؤال: ماذا عن الاغلبية الصامتة؟ لماذا لا تصرخ عاليا ضد زعماء الجماعات التي تدير الشؤون بشكل لا يخجل المافيا الايطالية؟ فهل الشعب الفلسطيني هو الاخر انضم كعضو شرف الى الشعوب العربية التي توجد في وحدات العناية المكثفة محافظين على صمت الخراف رغم تنكيل وقمع الطغاة لهم؟
في الماضي غير السحيق آمنت بان تغيير القيادة سيؤدي الى الهدوء الداخلي والسلام سيقترب. اما اليوم فيمكنني أن اقول عن يقين اني اخطأت. لعله ينبغي تغيير الشعب.
المتحدث هو ليس زعيما اسرائيليا أو امريكيا. هذه الاقوال الحادة قالها في مقابلة قبل نحو اسبوع شخص ليس سوى عزام الاحمد، من كبار رجالات فتح رئيس كتلتها في البرلمان ونائب رئيس حكومة الوحدة الوطنية، التي انحلت بعد أن سيطرت حماس على غزة بقوة الذراع.
في حماس لم يبقوا صامتين، عضو المكتب السياسي للحركة في دمشق، محمد نزال، قال لي معقبا: "اغلب الظن كان عزام الغبي في حالة سكر شديد. هذه الاقوال الوقحة غريبة علينا، ونحن، ليس مثل فتح، لا نتلقى تعليمات من كونداليزا رايس او من الصهاينة".
عن هذا التبادل للاتهامات بين مسؤولي الحركتين الرائدتين في أوساط الشعب الفلسطيني يمكن القول: اذا كان الكبار يتحدثون هكذا، فكيف بنا نلوم الصغار. ولكن اكثر من ذلك، فانها تثبت بان الحوار الفلسطيني العام وصل الى نقطة اللاعودة وان الانشقاق بين الحركتين أصبح حقيقة تامة، وأن كل الاقاويل عن محاولات رأب الصدع هي هباء منثور.
من الصعب عليّ في هذه الايام أن اكون عربيا فلسطينيا، فأنا ببساطة أخجل. سلوك وتصرف ابناء شعبي في قطاع غزة "المحرر" وفي الضفة الغربية المحتلة، لا يتركان لدي أي شيء: حلم اقامة الدولة الفلسطينية الديمقراطية والعلمانية، الى جانب دولة اسرائيلن آخذ في التبدد. شعبي هو الشعب الوحيد في العالم الذي ليس له دولة، ولكن له، والحمد لله، حكومتين.
وأنا أتابع المجريات في دولة غزة، التي تسيطر عليها حماس، وفي دولة الضفة، التي تسيطر عليها فتح ويصعب عليّ التصديق. الانفجار الغريب على شاطيء غزة في نهاية الاسبوع الماضي، والذي أدى الى مقتل ستة نشطاء حماس وطفلة صغيرة، حتى ظهر ما كان خافيا: حتى قبل أن يدفن القتلى سارع الناطقون بلسان حماس الى اتهام فتح بالمسؤولية عن الحدث، بينما نبيل ابو ردينة مستشار الرئيس عباس اعلن على الملأ بان الحدث هو نتيجة نزاعات داخلية في حماس.
ومن الاقوال انتقلوا الى الافعال: اكثر من 200 من رجال فتح اعتقلوا في القطاع على ايدي قوات أمن حماس، وعدد مشابه من نشطاء حماس اعتقلوا على ايدي قوات عباس في ارجاء الضفة، والحبل لا يزال على الجرار. لعلهم يعدون صفقة تبادل سجناء، قبل صفقة الاسير الاسرائيلي جلعاد شليت.
ما الضير في ذلك؟ بتنا عنوانا حارا في الصحف الاسرائيلية وفي وسائل الاعلام في العالم. الرأي العام، الذي يميل على أي حال ضدنا، يتلقى حاليا ريح اسناد ويسأل عن حق: كيف يمكن لشعب منقسم بهذا الشكل أن يقيم دولة؟ اذا كانوا يتصرفون بهذا الشكل الواحد ضد الاخر، فكيف سيتصرفون ضد العدو؟
من يتابع حرب جوج وماجوج بين الفصيلين الصقريين يمكنه أن يؤمن بان الاحتلال الاسرائيلي انتهى. ولكن يطرح السؤال: ماذا عن الاغلبية الصامتة؟ لماذا لا تصرخ عاليا ضد زعماء الجماعات التي تدير الشؤون بشكل لا يخجل المافيا الايطالية؟ فهل الشعب الفلسطيني هو الاخر انضم كعضو شرف الى الشعوب العربية التي توجد في وحدات العناية المكثفة محافظين على صمت الخراف رغم تنكيل وقمع الطغاة لهم؟
في الماضي غير السحيق آمنت بان تغيير القيادة سيؤدي الى الهدوء الداخلي والسلام سيقترب. اما اليوم فيمكنني أن اقول عن يقين اني اخطأت. لعله ينبغي تغيير الشعب.
اتمنى قراءة المقال كاملا قبل الرد ...
تعليق