اعتبر رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشابك)، يوفال ديسكين، أن اتفاق التهدئة ووقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة يخدم حماس ولا يخدم إسرائيل.
ونقلت صحيفة هآرتس، اليوم الخميس – 24.7.2008، عن ديسكين قوله، خلال اجتماع للجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، يوم الثلاثاء الماضي، إن إسرائيل، بموافقتها على التهدئة، "ألقت حبل إنقاذ لحماس".
ورأى ديسكين أن قدرة الردع الإسرائيلية "تضررت بشكل حقيقي" من خلال عدة أحداث وقعت خلال السنوات الثلاث الأخيرة. وهذه الأحداث هي فك الارتباط من قطاع غزة وسيطرة حماس على قطاع غزة وحرب لبنان الثانية، والآن اتفاق التهدئة في القطاع.
وأضاف أن التهدئة مستقرة لأنه توجد مصلحة لجميع الأطراف بذلك، وحماس تفرض سيادتها على الفصائل الفلسطينية الأصغر منها والتي تنشط في القطاع.
وقال ديسكين إنه "بوقف إطلاق النار، أعطينا حماس حبل إنقاذ. فنحن لا نهاجم. وفتحنا الحصار عليهم، في الوقت الذي لم يلتزموا فيه بوقف تعاظم قوتهم". وأضاف أن "حماس تظهر كمنتصرة في هذه المواجهة، وكمن نجحت في الصمود أمام الحصار الإسرائيلي. ويتم إظهار التهدئة على أنها انتصار كبير لحماس. وإسرائيل تحصل في المقابل على هدوء مؤقت. ومن الناحية الفعلية، هذا وهم. وإطلاق الصواريخ سيتجدد بعد فترة".
وتابع ديسكين أن "وضع إسرائيل ينطوي على إشكالية كبيرة في صراعها مع الحركات الإسلامية الراديكالية. وقد تزايد مستوى الجرأة لدى الفلسطينيين تجاه إسرائيل منذ صعود حماس إلى الحكم، فيما أصاب قدرة الردع الإسرائيلية ضرر حقيقي للغاية".
واستعرض ديسكين بالتفصيل التحسينات التي أدخلتها الفصائل الفلسطينية على صناعة الصواريخ في قطاع غزة. وقال إن حركة الجهاد الإسلامي أنتجت بشكل مستقل صواريخ يصل مداها إلى 19 كيلومترا، والشاباك يعرف أنه تم تهريب صواريخ ذات مواصفات عالمية إلى قطاع غزة، ومداها أطول ويبدو أن لبعضها قدرة على ضرب مدينة أزدود، التي تبعد 30 كيلومترا عن الشريط الحدودي بين إسرائيل والقطاع. وأضاف أن بحوزة الفصائل الفلسطينية قذائف هاون من صنع إيران يصل مداها إلى تسعة كيلومترات.
وقال ديسكين إنه لا يرى وجود تغيير كبير في نشاط مصر لمنع تهريب أسلحة للقطاع، لكنه أشار إلى وجود تغيير معين. وأضاف أن "مصر تقبل بحقيقة أنه يوجد تهريب من أراضيها، وهذا جزء من مسرح التناقضات الشرق أوسطي". وتابع "لقد طالبنا مصر بمعالجة أمر عائلات المهربين التي تنشط في سيناء. ونحن نعرف من هم الأشخاص الذين يشغلون قواعد التهريب هناك. لكن المصريين لم يستخدموا هذه المعلومات كما ينبغي".
تعليق