سيلفظكم يوماً ما التاريخ.. فلا مكان لكم علي هذه الأرض الطاهرة
عز الدين الشقاقي
منذ إن كنا صغار ونحن نسمع بحالة البطش الصهيونية بحق الفلسطينيين، ولم نسمع قط بها، بل رأيناها في أزقة وشوارع المخيمات والبلدات والقرى الفلسطينية علي امتداد الوطن الجريح، وتعالت جراح الفلسطينيين يوماً عن يوم واستمرت الحياة بمّرها وحّلاتها بالرغم من توديع الابن شهيداً والشقيق أسيراً وابن العم جريحاً إلا أن عزيمة الفلسطيني لم تنكسر تحت ضربات بنادق الاحتلال واستمر النزيف الفلسطيني يتدفق دماً وعنفواناً وإيماناً بوجوب لفظ هذه الشرذمة فكانت المقاومة المسلحة ولا زالت هي الأقدر علي مجابهة هذا العدو وتمريغ أنفه في التراب وتركيع جنوده كالكلاب تبحث عن قطعٍ من اللحم تناثرت أشلائها كما يتناثر "حب العدس" من مخلاته في كل شبرٍ من فلسطين.
هذه الحالة من الهجوم الصهيوني والبطش والقتل في صفوف الفلسطينيين لم تتراجع في أي وقت، وتزداد مع شدة عمليات المقاومة التي أربكت كل مخططات الاحتلال ووضعت قياداته في سلم المتوفين جنرالاً تلو الآخر، وتعود الذاكرة الفلسطينية إلي جرائم هؤلاء الجنرالات الذين وضعتهم المقاومة المسلحة رغم تواضع إمكانياتها في المستشفيات إما عاهات مستديمة كالمجرم شارون وإما قتلى ينتحرون وآخرون يقضون برصاص فدائي فلسطيني كما حصل مع النازي "زئيفي" والعديد منهم يتنحى مجبراً عن منصبه كما حصل مع "حالوتس" اثر شدة ضربات المقاومة.
هذه الحالة في داخل الكيان الصهيوني وضعت الأمور في نصابها الحقيقي أن هذه الأرض الطاهرة لا تقبل بمحتلٍ أو خائنٍ، وأنه لا بد للفلسطينيين في يومٍ من الأيام إلا أن يدافعوا بكل ما يملكون عن هذا الحق الذي يأبي النسيان ولا زالت ذكراه في ذاكرة أجيال الآلاف من الفلسطينيين الذين عاشوا مرارة هذا الاحتلال وتجرعوا كأس المهانة، واليوم يتجرعون كأس العزة وهم يرون من أقاموا المستوطنات في غزة يأمرون بالانسحاب منها ومن قتل ونكل بجثمان دلال المغربي بعد ثلاثين عام من أسرها شهيدةً هو الذي يوافق علي الإفراج عنها بعد أن مٌرّغ أنف جيشه في تراب جنوب لبنان وقطاع غزة والضفة الأبية.
لا بد أن هذه الحالة الأخيرة من تاريخ الصراع الفلسطيني- الصهيوني، لهي تأكيد علي الوعد الآلهي بتحقيق النصر للمؤمنين وأن هذه الأرض الطاهرة لا تقبل يوماً وبأي حال من الأحوال بأن يبقي هؤلاء الشرذمة فوق ترابها الطاهر وأنها ستلفظهم يوماً وتضعهم في نصابهم الحقيقي حيث يجب أن يكونوا هناك في أمريكا ودول الغرب التي تشن اليوم حملات صليبية ضد دول المسلمين لمقاتلة من يقولون "لا لأمريكا".
إذاً وصلنا واتفقنا أن هذه الشرذمة سيكون مصيرها الخسران، لكن ما لا نقبله علي أنفسنا أن يكون من أبناء جلدتنا هم من أهل الخسران في الدنيا والآخرة، ما لا نقبله ما يدور في الضفة من حربٍ تكاد تصبح شعبية وتنتفض في وجه أصحابها، ما لا نقبله أن نجد من بدءوا الثورة ويتفاخرون بها أحياناً أن يعتقلوا المقاومين بأوامر دايتونية للقضاء علي المقاومة التي خرجت الآلاف من أبنائها شهداء.
إن ما يراه إخواننا المقاومون في الضفة المحتلة من عمليات اعتقال سياسي واضحة المعالم، تهدف لإنهاء ملف المقاومة ضد العدو الصهيوني، ويسعي ما يسمي رئيس الوزراء الفلسطيني "سلام فياض" الذي صنعته وزيرة الخارجية الأمريكية "رايس" لتنفيذ الخطة الأمريكية الذي وضعها أحد أمراء الحرب علي العراق وأفغانستان "دايتون" للقضاء علي كل من يحمل السلاح لمجابهة ومواجهة العدوان الصهيوني الذي يطال يومياً العشرات من المدن والبلدات والقرى الفلسطينية في الضفة المحتلة، بل ويسعي لأن تقوم أجهزة أمن السلطة لفتح المجال أمام هذه القوات بالتوغل أينما تشاء ومتى تشاء وكيفما تشاء وتحقيق الأمن لهم وتوفير كل مقومات العمل بأمان واعتقال المجاهدين الذين يعطلون مهام هذا الجيش المهزوم لتحقيق أمن المستوطنين الذين يومياً يعتدون ويوسعون المواطن الفلسطيني ضرباً وينفذون عمليات دهس بحقهم بشكل متعمد وقتل الأطفال بأبشع المناظر.
وإذا عدّنا لعام 1996م، من تاريخ فلسطين فجميعنا يعرف ما دار من عمليات اعتقال سياسي ضد عناصر حركتي الجهاد وحماس خلال سنوات ما قبل الانتفاضة الحالية التي ومع بداية اندلاعها إلا أن الاحتلال شن غاراته الجوية علي مقرات السلطة الفلسطينية، وتواصلت خلال الانتفاضة استهداف المقرات حتى اقتنع الراحل "ياسر عرفات" الذي رفض التوقيع ورفع الراية البيضاء بأنه أخطأ عندما رهن موقفه بموقف الأمريكان والغرب واعتقل المقاومين الذي أمر بالإفراج عنهم إلا أن بعض قيادات السلطة رفضت وقامت بتسليم بعض المجاهدين إما باعتقالهم كما حدث في مقر الأمن الوقائي برام الله أو كما حصل مع عدد من الشهداء الذين تم اغتيالهم وهم خارجين من سجون سلطة أوسلو.
هذه اللحظة من التاريخ الفلسطيني تعيدنا الآن مرة أخري لذاك التاريخ، فعمليات الاعتقال الآن في أشدها والسلطة تحاول قدر الإمكان أن تبين لأولمرت وجنرالات الحرب الصهاينة أنهم يحققون قدر الإمكان الأمن لهم، لكن الرأي كان ولا زال بأيدي المقاومين الشرفاء الذين لا زالوا يواصلون عملياتهم التي امتعظت منها قيادة السلطة وتضغط باتجاه اعتقال كل المقاومين لحماية أمن "إسرائيل" الذي لم تحمه دبابات الميركافاه ولم يحققه الجدار العازل.
هذا الحال يعيد الكّرة الآن مرة أخرى، وهذا تذكير للجميع أنه سيأتي الوقت واليوم الذي سيلفظ فيه التاريخ وتلفظ به الأرض الطاهرة المقدسة كل البهلاء الذين يقتادون بالسلام، والذين يحاولون اليوم القضاء علي المقاومة حفاظاً علي أمن كيان هو هش أمنياً وأخلاقياً واجتماعياً ودينياً، كيان هو أهون من بيت العنكبوت، كيان مصيره سيكون الانتحار علي أبوب الجدار العازل الذي سيلفظهم ويضع أحجاره قبوراً لهم ولكل من يلحق بهم ويعذب المجاهدين لأجل حماية هذه الشرذمة التي لفظهم التاريخ وسيلفظ الباقين منهم ومن أتباعهم وأتباع بوش ومن علي شاكلتهم... فحذاري من هذا التاريخ.. الذي يلفظ كل بغيض...
عز الدين الشقاقي
منذ إن كنا صغار ونحن نسمع بحالة البطش الصهيونية بحق الفلسطينيين، ولم نسمع قط بها، بل رأيناها في أزقة وشوارع المخيمات والبلدات والقرى الفلسطينية علي امتداد الوطن الجريح، وتعالت جراح الفلسطينيين يوماً عن يوم واستمرت الحياة بمّرها وحّلاتها بالرغم من توديع الابن شهيداً والشقيق أسيراً وابن العم جريحاً إلا أن عزيمة الفلسطيني لم تنكسر تحت ضربات بنادق الاحتلال واستمر النزيف الفلسطيني يتدفق دماً وعنفواناً وإيماناً بوجوب لفظ هذه الشرذمة فكانت المقاومة المسلحة ولا زالت هي الأقدر علي مجابهة هذا العدو وتمريغ أنفه في التراب وتركيع جنوده كالكلاب تبحث عن قطعٍ من اللحم تناثرت أشلائها كما يتناثر "حب العدس" من مخلاته في كل شبرٍ من فلسطين.
هذه الحالة من الهجوم الصهيوني والبطش والقتل في صفوف الفلسطينيين لم تتراجع في أي وقت، وتزداد مع شدة عمليات المقاومة التي أربكت كل مخططات الاحتلال ووضعت قياداته في سلم المتوفين جنرالاً تلو الآخر، وتعود الذاكرة الفلسطينية إلي جرائم هؤلاء الجنرالات الذين وضعتهم المقاومة المسلحة رغم تواضع إمكانياتها في المستشفيات إما عاهات مستديمة كالمجرم شارون وإما قتلى ينتحرون وآخرون يقضون برصاص فدائي فلسطيني كما حصل مع النازي "زئيفي" والعديد منهم يتنحى مجبراً عن منصبه كما حصل مع "حالوتس" اثر شدة ضربات المقاومة.
هذه الحالة في داخل الكيان الصهيوني وضعت الأمور في نصابها الحقيقي أن هذه الأرض الطاهرة لا تقبل بمحتلٍ أو خائنٍ، وأنه لا بد للفلسطينيين في يومٍ من الأيام إلا أن يدافعوا بكل ما يملكون عن هذا الحق الذي يأبي النسيان ولا زالت ذكراه في ذاكرة أجيال الآلاف من الفلسطينيين الذين عاشوا مرارة هذا الاحتلال وتجرعوا كأس المهانة، واليوم يتجرعون كأس العزة وهم يرون من أقاموا المستوطنات في غزة يأمرون بالانسحاب منها ومن قتل ونكل بجثمان دلال المغربي بعد ثلاثين عام من أسرها شهيدةً هو الذي يوافق علي الإفراج عنها بعد أن مٌرّغ أنف جيشه في تراب جنوب لبنان وقطاع غزة والضفة الأبية.
لا بد أن هذه الحالة الأخيرة من تاريخ الصراع الفلسطيني- الصهيوني، لهي تأكيد علي الوعد الآلهي بتحقيق النصر للمؤمنين وأن هذه الأرض الطاهرة لا تقبل يوماً وبأي حال من الأحوال بأن يبقي هؤلاء الشرذمة فوق ترابها الطاهر وأنها ستلفظهم يوماً وتضعهم في نصابهم الحقيقي حيث يجب أن يكونوا هناك في أمريكا ودول الغرب التي تشن اليوم حملات صليبية ضد دول المسلمين لمقاتلة من يقولون "لا لأمريكا".
إذاً وصلنا واتفقنا أن هذه الشرذمة سيكون مصيرها الخسران، لكن ما لا نقبله علي أنفسنا أن يكون من أبناء جلدتنا هم من أهل الخسران في الدنيا والآخرة، ما لا نقبله ما يدور في الضفة من حربٍ تكاد تصبح شعبية وتنتفض في وجه أصحابها، ما لا نقبله أن نجد من بدءوا الثورة ويتفاخرون بها أحياناً أن يعتقلوا المقاومين بأوامر دايتونية للقضاء علي المقاومة التي خرجت الآلاف من أبنائها شهداء.
إن ما يراه إخواننا المقاومون في الضفة المحتلة من عمليات اعتقال سياسي واضحة المعالم، تهدف لإنهاء ملف المقاومة ضد العدو الصهيوني، ويسعي ما يسمي رئيس الوزراء الفلسطيني "سلام فياض" الذي صنعته وزيرة الخارجية الأمريكية "رايس" لتنفيذ الخطة الأمريكية الذي وضعها أحد أمراء الحرب علي العراق وأفغانستان "دايتون" للقضاء علي كل من يحمل السلاح لمجابهة ومواجهة العدوان الصهيوني الذي يطال يومياً العشرات من المدن والبلدات والقرى الفلسطينية في الضفة المحتلة، بل ويسعي لأن تقوم أجهزة أمن السلطة لفتح المجال أمام هذه القوات بالتوغل أينما تشاء ومتى تشاء وكيفما تشاء وتحقيق الأمن لهم وتوفير كل مقومات العمل بأمان واعتقال المجاهدين الذين يعطلون مهام هذا الجيش المهزوم لتحقيق أمن المستوطنين الذين يومياً يعتدون ويوسعون المواطن الفلسطيني ضرباً وينفذون عمليات دهس بحقهم بشكل متعمد وقتل الأطفال بأبشع المناظر.
وإذا عدّنا لعام 1996م، من تاريخ فلسطين فجميعنا يعرف ما دار من عمليات اعتقال سياسي ضد عناصر حركتي الجهاد وحماس خلال سنوات ما قبل الانتفاضة الحالية التي ومع بداية اندلاعها إلا أن الاحتلال شن غاراته الجوية علي مقرات السلطة الفلسطينية، وتواصلت خلال الانتفاضة استهداف المقرات حتى اقتنع الراحل "ياسر عرفات" الذي رفض التوقيع ورفع الراية البيضاء بأنه أخطأ عندما رهن موقفه بموقف الأمريكان والغرب واعتقل المقاومين الذي أمر بالإفراج عنهم إلا أن بعض قيادات السلطة رفضت وقامت بتسليم بعض المجاهدين إما باعتقالهم كما حدث في مقر الأمن الوقائي برام الله أو كما حصل مع عدد من الشهداء الذين تم اغتيالهم وهم خارجين من سجون سلطة أوسلو.
هذه اللحظة من التاريخ الفلسطيني تعيدنا الآن مرة أخري لذاك التاريخ، فعمليات الاعتقال الآن في أشدها والسلطة تحاول قدر الإمكان أن تبين لأولمرت وجنرالات الحرب الصهاينة أنهم يحققون قدر الإمكان الأمن لهم، لكن الرأي كان ولا زال بأيدي المقاومين الشرفاء الذين لا زالوا يواصلون عملياتهم التي امتعظت منها قيادة السلطة وتضغط باتجاه اعتقال كل المقاومين لحماية أمن "إسرائيل" الذي لم تحمه دبابات الميركافاه ولم يحققه الجدار العازل.
هذا الحال يعيد الكّرة الآن مرة أخرى، وهذا تذكير للجميع أنه سيأتي الوقت واليوم الذي سيلفظ فيه التاريخ وتلفظ به الأرض الطاهرة المقدسة كل البهلاء الذين يقتادون بالسلام، والذين يحاولون اليوم القضاء علي المقاومة حفاظاً علي أمن كيان هو هش أمنياً وأخلاقياً واجتماعياً ودينياً، كيان هو أهون من بيت العنكبوت، كيان مصيره سيكون الانتحار علي أبوب الجدار العازل الذي سيلفظهم ويضع أحجاره قبوراً لهم ولكل من يلحق بهم ويعذب المجاهدين لأجل حماية هذه الشرذمة التي لفظهم التاريخ وسيلفظ الباقين منهم ومن أتباعهم وأتباع بوش ومن علي شاكلتهم... فحذاري من هذا التاريخ.. الذي يلفظ كل بغيض...
تعليق