أشكال الاعتقال
1ـ الاستدعاء "الطلب" وفيه يقوم ضابط المخابرات بإرسال تبليغ أو طلب مقابلة بواسطة شرطي أو مختار أو عميل محلي إلى المجاهد ويسلم له مباشرة أو لأهله،ويحدد في التبليغ تاريخ المقابلة وساعتها ومكانها الذي غالباً ما يكون مركز حكم عسكري أو ثكنة عسكرية.
والمقابلة ليست عملاً روتينياً بل هي متابعة للوضع وجمع المعلومات، ومحاولة تضييق على المجاهد ووضعه موضع الشبهة أو إغرائه، وهي مصيدة اعتقال أيضاً على المجاهد في حالة استلامه طلب المقابلة أن لا يقلق ولا ينزعج، وان يبلغ إخوانه في التنظيم أو مسؤوله حتى يتم تدارس الموضوع واتخاذ الاحتياطات والإجراءات اللازمة في أسوأ الاحتمالات.
2 ـ مداهمة البيوت
عادة ما تتم المداهمة في الثلث الأخير من الليل قبيل ساعة الفجر،حيث تقوم قوة من الجيش أو الشرطة أو كليهما ـ وقد تضم سيارات عسكرية ومصفحة أو ناقلة للجنود ووحدة مخابرات بالذهاب إلى منزل المجاهد المراد اعتقاله وينزل الحشد من الجنود المدججين بالسلاح ويحاصرون بيت المجاهد ويوقظون أهل البيت،ويلقون القبض عليه ويقيدونه ويضعون عصابة على عينيه ويقتادونه تحت الضرب والركلات أمام أنظار أهله وجيرانه إلى السيارة العسكرية التي تنقله إلى السجن ويقصد العدو من وراء هذا الأسلوب الإرهابي في الاعتقال غرس الخوف والرعب في نفس المجاهد قبل مثوله أمام التحقيق وأسلوب ترويع الأسرة والجيران يهدف إلى خلق جو من الرعب حول المجاهد يوحي له أنه مطلوب بسبب أعمال خطيرة، وأنه شخص خطر لذلك تطلب اعتقاله إجراءات غير عادية من السيارات والجنود وكل هذه الإجراءات متعمدة ومقصودة كمرحلة تمهيدية للتحقيق وتهدف إلى وضع المجاهد في حالة من الضعف والخوف وإظهار القوة والجبروت الذي يتمتع به العدو والذي يعرف كل شيء ويملك كل شيء.
3ـ الاعتقال أثناء أداء مهمة جهادية ـ
لا معنى لحياة المسلم بدون عقيدة وجهاد. فالجهاد فرض على المسلمين إلى يوم القيامة وفي طريق الجهاد الطويل يكلف المجاهد بمهام شتى، عمل جماهيري، مظاهرات،إضراب،توزيع منشورات،حمل وثائق،نقل أسلحة، تخزين أسلحة،حمل رسائل سرية،مراقبة هدف،تنفيذ مهمات عسكرية وقد يضطر للتنقل ليلاً والتخفي عن الأنظار،والسير في الغابات والجبال،والاختفاء بعيداً عن الأنظار،وقد يصبح مطارداً ومطلوباً لأجهزة الأمن وهذه المهمات سواء كانت خطيرة أو بسيطة تحتاج إلى وقت بين مرحلة التخطيط إلى مرحلة التنفيذ وفي الفترات الفاصلة بين مرحلة وأخرى قد يجد نفسه في كمين،أو في مواجهة دورية عسكرية روتينية،أو أمام حاجز تفتيش طارئ وربما أثار شكل المجاهد وطبيعة حركته،والمكان الذي يتواجد فيه،أو الوقت الذي يواجه فيه العدو ربما أثار الشكوك فيتعرض للتوقيف والتفتيش فإذا اعتقل المجاهد متلبساً أثناء قيامه بأداء مهمة جهادية، فماذا يمكن أن يفعل؟هل ينكر وقد ضبط متلبساً؟أم يعترف طالما وقع في الفخ حيث لا فائدة من الإنكار؟
سنعرض فيما يلي لبعض الحالات
أ ـ الإنكار لا يعني البراءة الإنكار يعني خطورة الوضع
اعتقل عام1971 أحد المناضلين، وقد ضبط أثناء قيامه بعمل نضالي، وبحيازته أسلحة. حُقق معه بشكل سريع، وعنيف،ولكنه أصر على الإنكار. سئل عن أصدقائه أنكر أن يكون له أصدقاء قام رجال المخابرات بجمع بعض المعلومات عنه، واتضح لهم أن له ثلاثة أصدقاء لا يفارقونه وهذا يعني أن إنكار المعتقل لأصدقائه يؤكد وجود علاقة تنظيمية بينهم،فاعتقل رجال الأمن الأصدقاء الثلاثة،وحققوا مع كل منهم منفرداً، وبأسلوب المضاربة، وأوهموهم أن مسؤولهم المعتقل اعترف بعلاقتهم معه، وبمشاركتهم في العملية، وان الأسلحة ضبطت فانهار الثلاثة،واعترفوا بعضويتهم في التنظيم، وسردوا كل ما يهم جهاز المخابرات عن علاقاتهم، والمهمات التي كلّفوا بها ومن خلال اعترافاتهم استطاعت المخابرات إيهام المسؤول أنها كانت تعرف عنه كل شيء، وواجهته بالمعلومات التي حصلت عليها من أصدقائه، وأخيراً انهار واعترف بكل شيء.
إذاً ليس الصمود في الإنكار المطلق، وليس الاعتراف مهارة. ولكن المسألة الأهم هي وجود أسس للعمل التنظيمي، والقدرة على التمييز بين ما يمكن قوله وبين ما يجب إنكاره حتى لو توفرت جميع الشواهد على المشاركة في العمل،وكذلك القدرة على تخمين الطريقة التي يحصل بها رجال الأمن على المعلومات والأدلة.
ب ـ الاعتراف لا يعني التسليم للأمر الواقع… التسليم للأمر الواقع يعني الانهيار.
في منتصف السبعينات اعتقل أحد المناضلين بعد تفتيش روتيني لمنزله إذ عُثر في المنزل على مسدس،وأوراق تنظيمية ورموز شيفرة.
حاول الإنكار في البداية ولكن ضباط المخابرات هددوه،وقالوا له لا داعي للإنكار وكل شيء واضح وأن قضيته لا تحتاج إلى ضرب أو تعذيب وأن كل القرائن ثابتة عليه،وأنه لن يحكم سوى بشهور قليلة فاعترف بأن المسدس له،وأنه وجد الأوراق في الطريق.
كانت أجهزة الأمن تبحث عن مجموعة شاركت بمسدس في تنفيذ بعض العمليات ضد مستوطنين وعملاء وأكد تقرير معهد البحث الجنائي أن المسدس الذي استخدم في كل العمليات هو المسدس نفسه.
لقد كان المسدس طرف الخيط الذي استخدمته أجهزة الأمن لكشف الخلية،واعتقال أفرادها.
إن اعتراف المناضل تحت مبرر التسليم بالأمر الواقع، لم يكشف عمله وحده،ولم يؤد إلى الكشف عن السلاح الذي لديه فقط، بل أوصله إلى الانهيار الكامل،والكشف عن اخوته المناضلين،وهذا ما يدفعنا للحديث عن شروط ومرتكزات العمل الأمني في التنظيم، وضرورة الحس الأمني كقاعدة أساسية على المجاهد اتباعها قبل البدء في العمل العسكري.
1ـ الاستدعاء "الطلب" وفيه يقوم ضابط المخابرات بإرسال تبليغ أو طلب مقابلة بواسطة شرطي أو مختار أو عميل محلي إلى المجاهد ويسلم له مباشرة أو لأهله،ويحدد في التبليغ تاريخ المقابلة وساعتها ومكانها الذي غالباً ما يكون مركز حكم عسكري أو ثكنة عسكرية.
والمقابلة ليست عملاً روتينياً بل هي متابعة للوضع وجمع المعلومات، ومحاولة تضييق على المجاهد ووضعه موضع الشبهة أو إغرائه، وهي مصيدة اعتقال أيضاً على المجاهد في حالة استلامه طلب المقابلة أن لا يقلق ولا ينزعج، وان يبلغ إخوانه في التنظيم أو مسؤوله حتى يتم تدارس الموضوع واتخاذ الاحتياطات والإجراءات اللازمة في أسوأ الاحتمالات.
2 ـ مداهمة البيوت
عادة ما تتم المداهمة في الثلث الأخير من الليل قبيل ساعة الفجر،حيث تقوم قوة من الجيش أو الشرطة أو كليهما ـ وقد تضم سيارات عسكرية ومصفحة أو ناقلة للجنود ووحدة مخابرات بالذهاب إلى منزل المجاهد المراد اعتقاله وينزل الحشد من الجنود المدججين بالسلاح ويحاصرون بيت المجاهد ويوقظون أهل البيت،ويلقون القبض عليه ويقيدونه ويضعون عصابة على عينيه ويقتادونه تحت الضرب والركلات أمام أنظار أهله وجيرانه إلى السيارة العسكرية التي تنقله إلى السجن ويقصد العدو من وراء هذا الأسلوب الإرهابي في الاعتقال غرس الخوف والرعب في نفس المجاهد قبل مثوله أمام التحقيق وأسلوب ترويع الأسرة والجيران يهدف إلى خلق جو من الرعب حول المجاهد يوحي له أنه مطلوب بسبب أعمال خطيرة، وأنه شخص خطر لذلك تطلب اعتقاله إجراءات غير عادية من السيارات والجنود وكل هذه الإجراءات متعمدة ومقصودة كمرحلة تمهيدية للتحقيق وتهدف إلى وضع المجاهد في حالة من الضعف والخوف وإظهار القوة والجبروت الذي يتمتع به العدو والذي يعرف كل شيء ويملك كل شيء.
3ـ الاعتقال أثناء أداء مهمة جهادية ـ
لا معنى لحياة المسلم بدون عقيدة وجهاد. فالجهاد فرض على المسلمين إلى يوم القيامة وفي طريق الجهاد الطويل يكلف المجاهد بمهام شتى، عمل جماهيري، مظاهرات،إضراب،توزيع منشورات،حمل وثائق،نقل أسلحة، تخزين أسلحة،حمل رسائل سرية،مراقبة هدف،تنفيذ مهمات عسكرية وقد يضطر للتنقل ليلاً والتخفي عن الأنظار،والسير في الغابات والجبال،والاختفاء بعيداً عن الأنظار،وقد يصبح مطارداً ومطلوباً لأجهزة الأمن وهذه المهمات سواء كانت خطيرة أو بسيطة تحتاج إلى وقت بين مرحلة التخطيط إلى مرحلة التنفيذ وفي الفترات الفاصلة بين مرحلة وأخرى قد يجد نفسه في كمين،أو في مواجهة دورية عسكرية روتينية،أو أمام حاجز تفتيش طارئ وربما أثار شكل المجاهد وطبيعة حركته،والمكان الذي يتواجد فيه،أو الوقت الذي يواجه فيه العدو ربما أثار الشكوك فيتعرض للتوقيف والتفتيش فإذا اعتقل المجاهد متلبساً أثناء قيامه بأداء مهمة جهادية، فماذا يمكن أن يفعل؟هل ينكر وقد ضبط متلبساً؟أم يعترف طالما وقع في الفخ حيث لا فائدة من الإنكار؟
سنعرض فيما يلي لبعض الحالات
أ ـ الإنكار لا يعني البراءة الإنكار يعني خطورة الوضع
اعتقل عام1971 أحد المناضلين، وقد ضبط أثناء قيامه بعمل نضالي، وبحيازته أسلحة. حُقق معه بشكل سريع، وعنيف،ولكنه أصر على الإنكار. سئل عن أصدقائه أنكر أن يكون له أصدقاء قام رجال المخابرات بجمع بعض المعلومات عنه، واتضح لهم أن له ثلاثة أصدقاء لا يفارقونه وهذا يعني أن إنكار المعتقل لأصدقائه يؤكد وجود علاقة تنظيمية بينهم،فاعتقل رجال الأمن الأصدقاء الثلاثة،وحققوا مع كل منهم منفرداً، وبأسلوب المضاربة، وأوهموهم أن مسؤولهم المعتقل اعترف بعلاقتهم معه، وبمشاركتهم في العملية، وان الأسلحة ضبطت فانهار الثلاثة،واعترفوا بعضويتهم في التنظيم، وسردوا كل ما يهم جهاز المخابرات عن علاقاتهم، والمهمات التي كلّفوا بها ومن خلال اعترافاتهم استطاعت المخابرات إيهام المسؤول أنها كانت تعرف عنه كل شيء، وواجهته بالمعلومات التي حصلت عليها من أصدقائه، وأخيراً انهار واعترف بكل شيء.
إذاً ليس الصمود في الإنكار المطلق، وليس الاعتراف مهارة. ولكن المسألة الأهم هي وجود أسس للعمل التنظيمي، والقدرة على التمييز بين ما يمكن قوله وبين ما يجب إنكاره حتى لو توفرت جميع الشواهد على المشاركة في العمل،وكذلك القدرة على تخمين الطريقة التي يحصل بها رجال الأمن على المعلومات والأدلة.
ب ـ الاعتراف لا يعني التسليم للأمر الواقع… التسليم للأمر الواقع يعني الانهيار.
في منتصف السبعينات اعتقل أحد المناضلين بعد تفتيش روتيني لمنزله إذ عُثر في المنزل على مسدس،وأوراق تنظيمية ورموز شيفرة.
حاول الإنكار في البداية ولكن ضباط المخابرات هددوه،وقالوا له لا داعي للإنكار وكل شيء واضح وأن قضيته لا تحتاج إلى ضرب أو تعذيب وأن كل القرائن ثابتة عليه،وأنه لن يحكم سوى بشهور قليلة فاعترف بأن المسدس له،وأنه وجد الأوراق في الطريق.
كانت أجهزة الأمن تبحث عن مجموعة شاركت بمسدس في تنفيذ بعض العمليات ضد مستوطنين وعملاء وأكد تقرير معهد البحث الجنائي أن المسدس الذي استخدم في كل العمليات هو المسدس نفسه.
لقد كان المسدس طرف الخيط الذي استخدمته أجهزة الأمن لكشف الخلية،واعتقال أفرادها.
إن اعتراف المناضل تحت مبرر التسليم بالأمر الواقع، لم يكشف عمله وحده،ولم يؤد إلى الكشف عن السلاح الذي لديه فقط، بل أوصله إلى الانهيار الكامل،والكشف عن اخوته المناضلين،وهذا ما يدفعنا للحديث عن شروط ومرتكزات العمل الأمني في التنظيم، وضرورة الحس الأمني كقاعدة أساسية على المجاهد اتباعها قبل البدء في العمل العسكري.
تعليق