تعطيل الديمقراطية والإصلاح
من النغمات التي تابعناها في سياق الحديث عما جرى في قطاع غزة حديث بعض النخب إياها عن النوايا الشريرة للإسلاميين حيال العملية الديمقراطية كما أثبتها انقلاب حماس على الشرعية الفلسطينية.
"
الموقف من الإصلاح في العالم العربي لا صلة له البتة بأن من يطالبون به هم الإسلاميون، إذ لو كانوا علمانيين أو يساريين لما اختلف الأمر، لأن النخب الحاكمة في العالم العربي لن تسمح لأحد بمعارضتها أو منافستها بصرف النظر عن لونه وفكره
"
وهنا ذهبت تلك النخب تحذر الأنظمة من مغبة السماح لأولئك الإسلاميين بالتسلل من شقوق الديمقراطية للانقلاب عليها، بينما ذهب آخرون إلى نعي تجربة الإصلاح في العالم العربي بدعوى أن الأنظمة ستستخدم ما جرى في قطاع غزة ذريعة للنكوص عن الإصلاح لأن الإسلاميين هم المعارضة، وهؤلاء ثبت أنهم لا يؤمنون بالديمقراطية.
والحال أن كلا الخطابين بائس إلى حد كبير؛ الأول لأنه يتجاهل أن الطرف "الانقلابي" هو طرف شرعي جاء بانتخابات حرة ونزيهة، بينما منع من ممارسة حقه السياسي، وأنه فعل ما فعل دفاعاً عن الناس الذين انتخبوه، فضلاً عن استباقه لانقلاب عسكري قادم، وها هو يطالب غريمه بالمجيء إلى طاولة الحوار من أجل ترتيب الأمور والعودة إلى صيغة الشراكة السياسية كما تجسدت في اتفاق مكة.
ثم أين هم أولئك الإسلاميون الذين يتسللون من شقوق الديمقراطية للانقلاب عليها، وهم لا يتوقعون الحصول إلى أكثر من ربع مقاعد البرلمان في أحسن الأحوال، بينما تستخدمهم الأنظمة في سياق تكريس ديمقراطية الديكور التي لا تأخذ من الديمقراطية سوى أشكالها الخارجية (برلمان، أحزاب، انتخابات).
ولا تسأل بعد ذلك عن السؤال المتعلق بالفارق بين غزة والدول الأخرى، وحيث لا تملك تلك القوى أية مليشيات، اللهم إلا إذا صدّق البعض أن خمسين طالباً من الإخوان المسلمين في جامعة الأزهر كانوا يمارسون ألعاباً رياضية يدوية هم مليشيات ستسحق مليون عنصر من الأمن المصري إضافة إلى نصف مليون جندي!
أما نعي تجربة الإصلاح بسبب ما جرى في القطاع فهو هراء أيضاً لأنه يمنح خطاب بعض الأنظمة المتوقع شكلاً من المصداقية، ونشير هنا إلى أن نعي تجربة الإصلاح قد سبق "انقلاب غزة" العظيم، إذ انتهى عندما تركته الولايات المتحدة بعد أن تبين أن البديل هم الأكثر عداءً لها فآثرت الكف عن الضغط في هذا الاتجاه مقابل الحصول على مواقف في العراق وفلسطين وسواها، وهكذا سكتت عن حكاية الإصلاح ولم نعد نسمع لها صوتاً في هذا المضمار.
بقي أن يقال إن الموقف من الإصلاح في العالم العربي لا صلة له البتة بأن من يطالبون به هم الإسلاميون، إذ لو كانوا علمانيين أو يساريين لما اختلف الأمر، لأن النخب الحاكمة في العالم العربي، والتي امتلكت السلطة والثروة في آن معاً لن تسمح لأحد بمعارضتها أو منافستها بصرف النظر عن لونه وفكره.
من النغمات التي تابعناها في سياق الحديث عما جرى في قطاع غزة حديث بعض النخب إياها عن النوايا الشريرة للإسلاميين حيال العملية الديمقراطية كما أثبتها انقلاب حماس على الشرعية الفلسطينية.
"
الموقف من الإصلاح في العالم العربي لا صلة له البتة بأن من يطالبون به هم الإسلاميون، إذ لو كانوا علمانيين أو يساريين لما اختلف الأمر، لأن النخب الحاكمة في العالم العربي لن تسمح لأحد بمعارضتها أو منافستها بصرف النظر عن لونه وفكره
"
وهنا ذهبت تلك النخب تحذر الأنظمة من مغبة السماح لأولئك الإسلاميين بالتسلل من شقوق الديمقراطية للانقلاب عليها، بينما ذهب آخرون إلى نعي تجربة الإصلاح في العالم العربي بدعوى أن الأنظمة ستستخدم ما جرى في قطاع غزة ذريعة للنكوص عن الإصلاح لأن الإسلاميين هم المعارضة، وهؤلاء ثبت أنهم لا يؤمنون بالديمقراطية.
والحال أن كلا الخطابين بائس إلى حد كبير؛ الأول لأنه يتجاهل أن الطرف "الانقلابي" هو طرف شرعي جاء بانتخابات حرة ونزيهة، بينما منع من ممارسة حقه السياسي، وأنه فعل ما فعل دفاعاً عن الناس الذين انتخبوه، فضلاً عن استباقه لانقلاب عسكري قادم، وها هو يطالب غريمه بالمجيء إلى طاولة الحوار من أجل ترتيب الأمور والعودة إلى صيغة الشراكة السياسية كما تجسدت في اتفاق مكة.
ثم أين هم أولئك الإسلاميون الذين يتسللون من شقوق الديمقراطية للانقلاب عليها، وهم لا يتوقعون الحصول إلى أكثر من ربع مقاعد البرلمان في أحسن الأحوال، بينما تستخدمهم الأنظمة في سياق تكريس ديمقراطية الديكور التي لا تأخذ من الديمقراطية سوى أشكالها الخارجية (برلمان، أحزاب، انتخابات).
ولا تسأل بعد ذلك عن السؤال المتعلق بالفارق بين غزة والدول الأخرى، وحيث لا تملك تلك القوى أية مليشيات، اللهم إلا إذا صدّق البعض أن خمسين طالباً من الإخوان المسلمين في جامعة الأزهر كانوا يمارسون ألعاباً رياضية يدوية هم مليشيات ستسحق مليون عنصر من الأمن المصري إضافة إلى نصف مليون جندي!
أما نعي تجربة الإصلاح بسبب ما جرى في القطاع فهو هراء أيضاً لأنه يمنح خطاب بعض الأنظمة المتوقع شكلاً من المصداقية، ونشير هنا إلى أن نعي تجربة الإصلاح قد سبق "انقلاب غزة" العظيم، إذ انتهى عندما تركته الولايات المتحدة بعد أن تبين أن البديل هم الأكثر عداءً لها فآثرت الكف عن الضغط في هذا الاتجاه مقابل الحصول على مواقف في العراق وفلسطين وسواها، وهكذا سكتت عن حكاية الإصلاح ولم نعد نسمع لها صوتاً في هذا المضمار.
بقي أن يقال إن الموقف من الإصلاح في العالم العربي لا صلة له البتة بأن من يطالبون به هم الإسلاميون، إذ لو كانوا علمانيين أو يساريين لما اختلف الأمر، لأن النخب الحاكمة في العالم العربي، والتي امتلكت السلطة والثروة في آن معاً لن تسمح لأحد بمعارضتها أو منافستها بصرف النظر عن لونه وفكره.
تعليق