إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

التهدئة تعميق لحالة الانقسام الفلسطيني

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • التهدئة تعميق لحالة الانقسام الفلسطيني

    الادعاء بان الحالة الفلسطينية بعد الاتفاق بين حماس وإسرائيل عبر الوساطة المصرية على موضوع التهدئة أصبحت أفضل مما كانت عليه قبلها ادعاء قد لا يكون دقيقا، بل هو ابعد عن الواقع وفيه الكثير من المبالغة، ويمكن القول عنه أكثر من ذلك فيما لو أردنا أن نذهب بعيدا في التفكير بصوت عال، لكن وحيث أن هنالك من الكلام الجميل والمجامل يتم على كافة المستويات ضمن الفصائل الفلسطينية المختلفة فإننا لن نحاول القفز على هذا "الإجماع" كما تتم تسميته برغم أننا نعتقد أن هذا الإجماع ليس حقيقيا وبتقديرنا أن فيه الكثير من المجاملة أكثر مما فيه من القناعة.




    يمكن لمن يشاء ممن يدافع عن التهدئة ويقول أنها تعمل على تحسين الأوضاع أو أنها قد تكون البداية في اتجاه المصالحة الفلسطينية الفلسطينية أن يدعي ما يشاء وان يدافع عن موقفه كما يريد، لكن عليه أيضا أن يستمع إلى الفضائيات وهذا التذمر الكبير الذي يبديه من هم ضد التهدئة أو يرفضونها، كما أن عليه أن يعود إلى ما تتم كتابته في الصحف والمواقع الالكترونية المختلفة، هذا عدا التصريحات الكثيرة لممثلي الفصائل التي أعلنت أن لها تحفظات على التهدئة، هذه التصريحات التي تحمل في ثناياها الكثير من عدم الرضا عن شروط التهدئة.




    قد لا يقول ممثلوا الفصائل ذلك – عدم رضاهم ورفضهم للتهدئة- بشكل مباشر إلا أن من يقول في كل مناسبة أن شيئا على الوضع في قطاع غزة لم يتغير وانه لا بد من فتح معبر رفح إذا كان للتهدئة أن تستمر وانه لا بد من إعادة النظر في اتفاق التهدئة وان من الخطأ أن لا تشمل الضفة الغربية وان الممارسات الإسرائيلية وما تقوم به قوات الاحتلال من اعتداءات يومية فيها إنما يعني أن إسرائيل تستفرد بالضفة.





    أن يكون هناك إجماع على مسالة ما بين الفصائل الفلسطينية فهذا شيء يسعد الكل الفلسطيني لكن هذا الإجماع لا بد أن يكون صادر عن قناعات حقيقية لا مجال فيها للشك أو التشكيك، وقد كنا دعونا في أكثر من مناسبة أن من المرغوب والمطلوب أن تجتمع الفصائل لتدارس التجربة الفلسطينية بشكل عام وان تخرج بقرارات أو على الأقل بتصورات ومن ثم تترجم ذلك وبهدوء وعلى "مهلها" وبدون استعجال إلى آليات يتم العمل بها من اجل التقدم أماما بالمسالة الفلسطينية،





    من الملاحظ وبوضوح وبعيدا عن المجاملات وتزويق الكلام انه وبعد ثلاثة أسابيع على بدء التنفيذ لاتفاق التهدئة، فان شيئا على الواقع الفلسطيني في قطاع غزة لم يتغير، فالمعابر لا زالت رهينة القرار الإسرائيلي ومعبر رفح الذي كان من المفروض أن يتم الحديث حوله بعد عشرة أيام من بدء التهدئة بحسب الاتفاق لم يتم أي شيء بخصوصه، كما أن الدولة المصرية التي كانت "عراب" التهدئة لا يبدو أنها تستطيع أي شيء من اجل تغيير المواقف الإسرائيلية هذا إذا كانت ثمة جهود تبذل من قبلها أصلا في هذا السياق، كما أن الوضع في الضفة الغربية بقي على حاله، لا بل هو يزداد سوءا وتزداد شراسة الحملة الإسرائيلية على مدنها وقراها وعلى جمعيات حركة حماس التي هللت ولا زالت للتهدئة وتبنتها بشكل كبير واعتبرتها أحد الانجازات " التاريخية ربما للحركة"، ومن الواضح أن ما يتم من سجالات بين ممثلي مختلف الفصائل عبر الفضائيات ووسائل الإعلام المختلفة لا يمكن أن يبشر بالخير، فهناك اتهامات واتهامات متبادلة بين الأطراف المختلفة في موضوع التهدئة وصلت في بعض الأحيان إلى حد التخوين وغير ذلك.



    عندما نقول أن التهدئة تعمق الانقسام ليس رغبة منا في رؤية هذا الانقسام يزداد عمقا، لكن ليس بالضرورة أن تكون هناك حروب ومعارك بين أبناء الشعب الواحد من اجل أن نقول ها هم الناس منقسمون على أنفسهم، إلا أن عدم الرضي قد يتراكم والخلافات قد تتعمق فتاتي بنتيجة لا نعتقد بان أحدا يتمناها كما حدث العام الماضي عندما وقع الانقسام بين حركتي حماس وفتح هذا الانقسام الذي قسم الأرض والشعب واضعف القضية بشكل كبير لم يحدث أبدا من قبل.





    الاتهامات والاتهامات المتبادلة التي وصلت حد التخوين وغيرها تعود بشكل أساسي إلى حالة التنافس والتنازع الموجودة في الساحة الفلسطينية وبالتحديد بين حركتي فتح وحماس بالإضافة إلى الاختلاف في وجهات النظر بين حركة حماس بشكل خاص ومختلف الفصائل الأخرى مثل حركة الجهاد الإسلامي والجبهتين الشعبية والديمقراطية وباقي الفصائل التي أبدت تحفظاتها حول التهدئة تلك التحفظات التي باتت معروفة للجميع والتي يبدو أنها لم تبتعد عن الواقع بحسب ما نرى حيث كانت هذه الفصائل قد حذرت من الشروط التي تتضمنها التهدئة وخاصة فيما يتعلق بعدم شمولها لضفة الغربية المحتلة وعدم الفتح الفوري لمعبر رفح.





    إسرائيل التي تلعب بشكل واضح على حالة الانقسام مارست سياستها فيما يتعلق – بالفصل- بين المسارات والمناطق والناس بشكل ذكي على مدى سنوات طويلة، فهي مارسته في مدريد عندما لم توافق على التفاوض مع الدول العربية مرة واحدة ونجحت بإضعاف المواقف العربية وخرجت باتفاق للسلام مع الأردن، وهي الآن تتفاوض مع سورية بمعزل عن الفلسطينيين وتحاول أن تفاوض اللبنانيين بمعزل عن الفريقين، وهي تمارس ذلك الآن من خلال التعامل مع قطاع غزة بشكل مختلف عن الضفة الغربية، وهي تفعل الشيء ذاته من خلال التحاور مع السلطة الفلسطينية في رام الله بينما ترفض ذلك مع حركة حماس التي استثمرت ذلك بالقول بأن التفاوض الذي تقوم به السلطة في رام الله لا يمكن أن تمارسه حماس علما بان حماس تفاوضت مع إسرائيل بشكل غير مباشر من خلال مصر ولا زالت، والمثل العربي معروف " أول الرقص حنجلة"، ونحن نعتقد بأنه لا يوجد هنالك فرق شاسع بين هذا وذاك، وتحاول إسرائيل كذلك الإيحاء للفلسطينيين في قطاع غزة بأن الأوضاع في الضفة الغربية أفضل منها في القطاع لأسباب بات الجميع يعلمها.



    إسرائيل تمارس سياسيتها " التقسيمية" إن جاز التعبير ومع الأسف هناك من ينجر من الفصائل أو القادة لذلك ويروج له بحيث أصبح "العرب عربين" وفي الحالة الفلسطينية أصبح العرب " ستة عربان " في الضفة وغزة والأردن وسوريا ولبنان وبقية دول الشتات وانقسم الوطن ليصبح للفلسطينيين وعلى ما يردد الإعلام الإسرائيلي ليس دولة واحدة لا بل دولة في الضفة وأخرى في القطاع.




    التهدئة في واقع الأمر هي ليست كما قيل عنها من أنها استراحة المحارب بالنسبة لفلسطيني وإنما هي استراحة للإسرائيلي الذي يمعن في بناء المستوطنات ويبني الجدار ويشن حملات الاعتقال والدهم والاغتيالات في الضفة الغربية كما أنها خلصت إسرائيل من عبئ إعلامي فيما يتعلق بموضوع الحصار على قطاع غزة بحيث صار الإغلاق عمليا " مشرعن ومبرر" بحجة أو بدون، وخاصة ما تقوله إسرائيل عن المقذوفات بيتية الصنع التي يتم إطلاقها بين حين وآخر، وهي تبدو أمام العالم وكأنها تمارس حقها في "الدفاع" عن نفسها، ويبدو الطرف الفلسطيني مدانا وهو سبب كل ما يجري من "إرهاب" وعدوان.





    يمكن أن نتفهم موقف الداعين إلى التهدئة خاصة في حماس الذين وكما يرى الكثير من الساسة والمحللين لم يعد أمامهم الكثير من الخيارات في ظل تدهور الأوضاع الإنسانية بعد سنة كاملة من تفردهم في حكم القطاع، وبالتالي صار لا بد من إيجاد مخرج لهذا الوضع البائس الذي نجم عن الحصار الذي تفرضه إسرائيل بشكل صارم على أبناء الشعب الفلسطيني هناك، كما أنهم اعتقدوا بان أي حوار مع إسرائيل بغض النظر عمن هو الوسيط إنما هو انتصار لهم على افتراض أن هذا اعتراف غير مباشر بالحركة قد يجر الى اعترافات ولو غير مباشرة أخرى بهم، لكن هل هذا يكفي لإبرام التهدئة بشكلها الذي تمت به؟ وهل هذا الاتفاق سوف يعزز الموقف الفلسطيني أم سيعمل على إضعافه خاصة وان حركة حماس لم تتوقف يوما عن الترويج والتنظير لموضوعة المقاومة، وهي وكما تشير كل أدبياتها -وخاصة بعد أن شاركت في الانتخابات التشريعية- من انه تم انتخابها بناء على برنامجها المقاوم وليس الاستسلامي؟! ترى هل تغيرت المفاهيم بالنسبة لحماس أم أن التجربة في كرسي الحكم "شذب أو صقل" وربما " عقلن" تجربتها كما يرى البعض؟ أم ترى صار لديها اعتقادا بان قطاع غزة هو اقرب الى الحرية منه الى الاحتلال؟!، أسئلة بحاجة الى إجابات وليست أية إجابات.





    أن يقال بان من يطلق " المقذوفات" البيتية الصنع خرج عن الإجماع الوطني فهذا اتهام خطير وهو يعني بحسب ما نفهمه " الخيانة والعمل ضد الإجماع الوطني" فهل يجوز أن تظل هذه التهمة مسلطة على رقاب الناس مجرد أن نختلف معهم، أو لم يكن هؤلاء هم أنفسهم مناضلين قبل بدء التهدئة؟، أو ليس هذا يسهم في تعميق الانقسام في الساحة الفلسطينية؟،وهل ستبقى الساحة الفلسطينية رهينة توزيع الاتهامات والشهادات بالوطنية وعدمها هكذا الى الأبد؟.


    منقول عن الكاتب رشيد شاهين
    التعديل الأخير تم بواسطة عاشقة المقاومة; الساعة 09-07-2008, 07:28 PM.


  • #2
    لاحول ولا قوة الى بلله


    رحمك الله ياشهدائنا الابطال

    تعليق


    • #3
      لا حول ولا قوة الا بالله
      ابو مؤمن رجل بامة وامة برجل

      تعليق


      • #4
        مشكورين على مروركو الكريم

        تعليق

        يعمل...
        X