العلاقة بين حركتي الجهاد الإسلامي وحماس إلى أين؟!
أ. خالد سيف الدين
إن المتابع والمراقب لأحداث الساحة الفلسطينية، وعلى وجه الخصوص طبيعة العلاقة بين حركتي (الجهاد الإسلامي وحماس) في الفترة الأخيرة، يجدها في حالة مد وجزر، حيث أنه منذ مرور الذكرى السنوية الأولى على تمزيق الوطن إلى شطرين (ضفة وغزة)، وقبلها بفترة قصيرة، تحاول حركة حماس، ومن خلال عناصرها المنفلتة وغير المنضبطة ـ لا سيما ـ من احتضنتهم في مرحلة الاقتتال الداخلي والفلتان الأمني، (الحمساويون الجدد) إن جاز تسميتهم بهذه التسمية، هذه العناصر المنفلتة حاولت ولا تزال تحاول افتعال الأزمات واستفزاز مشاعر أبناء حركة الجهاد الإسلامي، في محاولة لجر الأخيرة إلى مشكلات، وإتيان ممارسات سلبية وخاطئة هي في غنى عنها.
كثيرة هي الممارسات السلبية والمجحفة والأخطاء والاستفزازات، بل والاعتقالات التي مارسها وأتاها الحمساويون الجدد بحق أبناء الجهاد الإسلامي، لاسيما أبناء سرايا القدس "الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي"، والتي تتنوع بين اعتقال وملاحقة وبلاغات، ومن وقع تحت طائلة الاعتقالات تمت معاملتهم بصورة سيئة لا تليق بمجاهدين يدافعون عن كرامة الأمة، بل أن معاملة الجناة وأصحاب المخدرات واللصوص تتم بصورة أفضل بكثير مما يعامل بها معتقلوا الجهاد في سجون حماس. خذ على سبيل المثال صورا من صور الممارسات بحق أبناء الجهاد في السجون الحمساوية: يمنعون من أداء صلاة الفجر على وقتها إلا بعد أن ينتهي وقتها وتعلو الشمس في كبد السماء، يمنعون من دخول الخلاء إلا مرتين في اليوم، يوضع في الغرفة الصغيرة الواحدة (24) سجينا بين قاتل وزاني ومتعاطي وتجار مخدرات، وبين أسوء وأذل وأرذل أصناف المجتمع هذه يوضع طليعة أبناء المجتمع (المجاهدون)، والأسوء من هذا كله، حينما يتم إخلاء السجون والمخافر كانت شرطة حماس تأخذ الجناة وتبقي أبناء الجهاد في أماكنهم دون إخلاء وتوفير الأمن والحماية لهم!!! وكما يحدثني أحد الأخوة الثقات أن ثلاثة من نجوم وشهداء سرايا القدس في المنطقة الشرقية من خانيونس وهم: (علاء البريم، محمود أبو شاب، ياسر أبو عليان)، الذين ارتقوا إلى الله تعالى وهم صائمون يوم 16/7/2008م، كان ثلاثتهم مطارد ومطلوب لحركة حماس لاعتقالهم. إلا أن ملاحقتهم هذه لم تمنعهم عن أداء واجبهم الجهادي، لأنهم يدركون أن صراعهم ليس مع حماس بل هو مع العدو الصهيوني. كل هذه الممارسات ليخرجوا أبناء الجهاد الإسلامي من دائرة الحلم والحكمة والعقلانية، ويجروهم إلى الفلتان والاقتتال!!
لكن نقول لهؤلاء المنفلتين في حماس: أنّى لكم ذلك، إن حركة الجهاد الإسلامي لن تحقق لكم نواياكم الخبيثة هذه، لأنها عوّدت أبناءها، بل عوّدت المجتمع الفلسطيني عموما، التحلي بالصبر والحكمة والعقلانية في التعاطي مع الأمور، وقبل أن تقدم على أية ممارسة تدرس مقدماته وما سيترتب عليه، وما هي نتائجه وتبعاته، إن كان فيه مصلحة الدين والوطن أقدمت عليه بكل طمأنينة وثقة، أما إن كانت نتائجه سلبية ووخيمة على الدين والوطن ابتعدت عنه وإن كان في ذلك إجحافها وظلمها والنيل منها.
إن حركة الجهاد الإسلامي، في هذه الفترة بالذات ليست معنية بأي خلاف مع أي فصيل فلسطيني مهما وصلت الأمور من ضيق وشدة، على الرغم مما تعانيه من اعتقالات وملاحقات من قبل سلطة (عباس) في الضفة الغربية، وسلطة (هنية) في غزة، إضافة إلى ملاحقات الصهاينة لأبناء الحركة. فالساحة الفلسطينية فيها ما يكفيها من التمزق والتشرذم والتفكك والتحلل، ومن غير المعقول أن تكون حركة الجهاد الإسلامي طرفا في حالة التمزق والتشرذم هذه، وهي التي طالما ـ ولازالت ـ تدعو إلى وحدة الصف الفلسطيني وتماسكه، وضرورة تكاثف الجهود الفلسطينية لتكون صاحبة موقف صلب وعنيد في وجه الهجمة الصهيونية الشرسة التي لم توفر بشر ولا حجر ولا شجر.
بعض المنفلتين في حركة حماس لا يروق له هذا الموقف "المشرّف" من حركة الجهاد الإسلامي، لأن الأخيرة من خلال مواقفها وممارساتها هذه تكون كاشفة عورات وسوءات الأولى ـ دون تشهير ـ عبر المنابر الإعلامية، أو المساجد... إلخ.
احذروا المنطقة الشرقية:
المقصود بالمنطقة الشرقية: شرق محافظة خانيونس، ولِمَ الحذر من هذه المنطقة بالذات؟، لأنه من هذه المنطقة انطلقت الشرارة الأولى للفلتان والاقتتال بين حركتي (فتح وحماس)، ومن هذه المنطقة ـ أيضا ـ كانت إنطلاقة الشرارة الأولى للعداء بين حركتي (الجهاد الإسلامي وحماس) في الثمانينيات، لأن أول من أطلق مقولة تشيع حركة الجهاد الإسلامي والتشهير والنيل من الحركة، كان من بني سهيلا!! وكذلك نقطة الانطلاق في الاشتباكات الأخيرة بين (السرايا والقسام) كانت من المنطقة الشرقية (بني سهيلا)!!، ومنها انتقلت لأكثر من منطقة في القطاع.
يا أبناء الجهاد الإسلامي:
نداء وصرخة أطلقها لأبناء حركة الجهاد الإسلامي أصحاب الهَم الإسلامي والمحافظون على مصلحة الدين والوطن والأمة، لا تنجروا وراء الفتنة، لا تكونوا طرفا في تمزيق الوطن، وتزيدوا من جراحاته وآلامه، كونوا كما اعتاد المجتمع الفلسطيني أن يرى منكم كل ما هو خير للدين والوطن والأمة، بأن بنادقكم نظيفة وطاهرة لم تلوث بالدم الفلسطيني، بل لبنادقكم وجهة واحدة في العدو الصهيوني، كونوا من دعاة الوحدة للحفاظ على سلامة ووحدة الوطن. أما محاولات البعض لاستفزازكم، فتعاملوا معها بالحنكة والفطنة والحكمة، لا تعطوهم المجال ليحققوا نواياهم الخبيثة، ضعوا نصب أعينكم آيات وأحاديث الزجر والنهي عن الاقتتال والفتنة، ضعوا نصب أعينكم قول الله تعالى: {وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا}، {يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله}.
أ. خالد سيف الدين
إن المتابع والمراقب لأحداث الساحة الفلسطينية، وعلى وجه الخصوص طبيعة العلاقة بين حركتي (الجهاد الإسلامي وحماس) في الفترة الأخيرة، يجدها في حالة مد وجزر، حيث أنه منذ مرور الذكرى السنوية الأولى على تمزيق الوطن إلى شطرين (ضفة وغزة)، وقبلها بفترة قصيرة، تحاول حركة حماس، ومن خلال عناصرها المنفلتة وغير المنضبطة ـ لا سيما ـ من احتضنتهم في مرحلة الاقتتال الداخلي والفلتان الأمني، (الحمساويون الجدد) إن جاز تسميتهم بهذه التسمية، هذه العناصر المنفلتة حاولت ولا تزال تحاول افتعال الأزمات واستفزاز مشاعر أبناء حركة الجهاد الإسلامي، في محاولة لجر الأخيرة إلى مشكلات، وإتيان ممارسات سلبية وخاطئة هي في غنى عنها.
كثيرة هي الممارسات السلبية والمجحفة والأخطاء والاستفزازات، بل والاعتقالات التي مارسها وأتاها الحمساويون الجدد بحق أبناء الجهاد الإسلامي، لاسيما أبناء سرايا القدس "الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي"، والتي تتنوع بين اعتقال وملاحقة وبلاغات، ومن وقع تحت طائلة الاعتقالات تمت معاملتهم بصورة سيئة لا تليق بمجاهدين يدافعون عن كرامة الأمة، بل أن معاملة الجناة وأصحاب المخدرات واللصوص تتم بصورة أفضل بكثير مما يعامل بها معتقلوا الجهاد في سجون حماس. خذ على سبيل المثال صورا من صور الممارسات بحق أبناء الجهاد في السجون الحمساوية: يمنعون من أداء صلاة الفجر على وقتها إلا بعد أن ينتهي وقتها وتعلو الشمس في كبد السماء، يمنعون من دخول الخلاء إلا مرتين في اليوم، يوضع في الغرفة الصغيرة الواحدة (24) سجينا بين قاتل وزاني ومتعاطي وتجار مخدرات، وبين أسوء وأذل وأرذل أصناف المجتمع هذه يوضع طليعة أبناء المجتمع (المجاهدون)، والأسوء من هذا كله، حينما يتم إخلاء السجون والمخافر كانت شرطة حماس تأخذ الجناة وتبقي أبناء الجهاد في أماكنهم دون إخلاء وتوفير الأمن والحماية لهم!!! وكما يحدثني أحد الأخوة الثقات أن ثلاثة من نجوم وشهداء سرايا القدس في المنطقة الشرقية من خانيونس وهم: (علاء البريم، محمود أبو شاب، ياسر أبو عليان)، الذين ارتقوا إلى الله تعالى وهم صائمون يوم 16/7/2008م، كان ثلاثتهم مطارد ومطلوب لحركة حماس لاعتقالهم. إلا أن ملاحقتهم هذه لم تمنعهم عن أداء واجبهم الجهادي، لأنهم يدركون أن صراعهم ليس مع حماس بل هو مع العدو الصهيوني. كل هذه الممارسات ليخرجوا أبناء الجهاد الإسلامي من دائرة الحلم والحكمة والعقلانية، ويجروهم إلى الفلتان والاقتتال!!
لكن نقول لهؤلاء المنفلتين في حماس: أنّى لكم ذلك، إن حركة الجهاد الإسلامي لن تحقق لكم نواياكم الخبيثة هذه، لأنها عوّدت أبناءها، بل عوّدت المجتمع الفلسطيني عموما، التحلي بالصبر والحكمة والعقلانية في التعاطي مع الأمور، وقبل أن تقدم على أية ممارسة تدرس مقدماته وما سيترتب عليه، وما هي نتائجه وتبعاته، إن كان فيه مصلحة الدين والوطن أقدمت عليه بكل طمأنينة وثقة، أما إن كانت نتائجه سلبية ووخيمة على الدين والوطن ابتعدت عنه وإن كان في ذلك إجحافها وظلمها والنيل منها.
إن حركة الجهاد الإسلامي، في هذه الفترة بالذات ليست معنية بأي خلاف مع أي فصيل فلسطيني مهما وصلت الأمور من ضيق وشدة، على الرغم مما تعانيه من اعتقالات وملاحقات من قبل سلطة (عباس) في الضفة الغربية، وسلطة (هنية) في غزة، إضافة إلى ملاحقات الصهاينة لأبناء الحركة. فالساحة الفلسطينية فيها ما يكفيها من التمزق والتشرذم والتفكك والتحلل، ومن غير المعقول أن تكون حركة الجهاد الإسلامي طرفا في حالة التمزق والتشرذم هذه، وهي التي طالما ـ ولازالت ـ تدعو إلى وحدة الصف الفلسطيني وتماسكه، وضرورة تكاثف الجهود الفلسطينية لتكون صاحبة موقف صلب وعنيد في وجه الهجمة الصهيونية الشرسة التي لم توفر بشر ولا حجر ولا شجر.
بعض المنفلتين في حركة حماس لا يروق له هذا الموقف "المشرّف" من حركة الجهاد الإسلامي، لأن الأخيرة من خلال مواقفها وممارساتها هذه تكون كاشفة عورات وسوءات الأولى ـ دون تشهير ـ عبر المنابر الإعلامية، أو المساجد... إلخ.
احذروا المنطقة الشرقية:
المقصود بالمنطقة الشرقية: شرق محافظة خانيونس، ولِمَ الحذر من هذه المنطقة بالذات؟، لأنه من هذه المنطقة انطلقت الشرارة الأولى للفلتان والاقتتال بين حركتي (فتح وحماس)، ومن هذه المنطقة ـ أيضا ـ كانت إنطلاقة الشرارة الأولى للعداء بين حركتي (الجهاد الإسلامي وحماس) في الثمانينيات، لأن أول من أطلق مقولة تشيع حركة الجهاد الإسلامي والتشهير والنيل من الحركة، كان من بني سهيلا!! وكذلك نقطة الانطلاق في الاشتباكات الأخيرة بين (السرايا والقسام) كانت من المنطقة الشرقية (بني سهيلا)!!، ومنها انتقلت لأكثر من منطقة في القطاع.
يا أبناء الجهاد الإسلامي:
نداء وصرخة أطلقها لأبناء حركة الجهاد الإسلامي أصحاب الهَم الإسلامي والمحافظون على مصلحة الدين والوطن والأمة، لا تنجروا وراء الفتنة، لا تكونوا طرفا في تمزيق الوطن، وتزيدوا من جراحاته وآلامه، كونوا كما اعتاد المجتمع الفلسطيني أن يرى منكم كل ما هو خير للدين والوطن والأمة، بأن بنادقكم نظيفة وطاهرة لم تلوث بالدم الفلسطيني، بل لبنادقكم وجهة واحدة في العدو الصهيوني، كونوا من دعاة الوحدة للحفاظ على سلامة ووحدة الوطن. أما محاولات البعض لاستفزازكم، فتعاملوا معها بالحنكة والفطنة والحكمة، لا تعطوهم المجال ليحققوا نواياهم الخبيثة، ضعوا نصب أعينكم آيات وأحاديث الزجر والنهي عن الاقتتال والفتنة، ضعوا نصب أعينكم قول الله تعالى: {وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا}، {يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله}.
تعليق