تويت
محمد صالح طه "أبوأيمن" أحد القادة الأوائل لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، وأحد الذين ينتمون إلى جيل العمالقة في هذه الحركة ممن تبنوا فكرها وهي في طور التأسيس، وكان ممن رافقوا الشيخ أحمد ياسين منذ البدايات وأخذوا يجوبون فلسطين طولاً وعرضاً إيذاناً بميلاد فجر جديد من رحم جماعة الإخوان المسلمين.
سكن الشيخ محمد طه مخيم البريج وسط قطاع غزة بعد أن هُجِّرت عائلته قصريا عن قريته الوادعة "يبنا" وسط فلسطين المحتلة عام48، ومن ثم عمل مدرساً لمدة اثنين وثلاثين عاماً في مدارس اللاجئين في قطاع غزة.
سرعان ما التحق الشيخ بالجامعة الإسلامية بغزة ليحوز منها على الشهادة الجامعية في الشريعة الإسلامية، وعمل الشيخ مأذوناً شرعياً وخطيباً لمسجد التقوى في مخيم البريج، وعرف عنه جرأته في قول الحق مهما كانت التبعات، الأمر الذي مكنه من ممارسة دوره كأحد رجالات الإصلاح البارزين محكماً شريعة الله في الإصلاح بين المتخاصمين.
ولم يسلم "أبوأيمن طه" من غطرسة الاحتلال حيث اعتقل ثماني مرات، وأبعد إلى مرج الزهور جنوب لبنان، ولوحق من أجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية حيث كان نصيبه السجن سبع مرات في سجون السلطة.
قدّم "أبو أيمن طه" نموذجاً للقائد الرباني الذي رهن حياته وأبنائه لدينه ووطنه حيث هدم بيته في مطلع شهر مارس 2003 علي أيدي قوات الاحتلال واعتقل جريحاً مع ابنه أيمن، ومن ثم سجن مع أولاده الثلاثة، واغتالت قوات الاحتلال ابنه ياسر أحد أبرز مهندسي العبوات بكتائب الشهيد عزالدين القسام عندما استهدفته صواريخ الأباتشي في 12/6/2003 لتنال من زوجته الحامل وطفلتها الوحيدة "أفنان".
انتخب الشيخ رئيساً لبلدية البريج خلال الانتخابات البلدية إبان العام2005 وتسنى له تولي مهامه في أعقاب أحداث حزيران 2007، وكان لنا معه الحديث التالي:
رحلة العلاج
استغرقت رحلته في الخارج 3 شهور زار خلالها مصر وقطر وسوريا ولبنان، حيث وصف الشيخ رحلته بالناجحة والموفقة وشملت الرحلة عدة لقاءات كان أبرزها اللقاء الذي جمعه برئيس ديوان الأمير في دولة قطر، وكذلك اجتماعه بقادة حماس في الخارج وبأعضاء مكتبها السياسي وعلى رأسهم خالد مشعل وفي لبنان حيث التقى بممثل حماس أسامة حمدان، وبنائب رئيس الحركة الإسلامية.
وعبر الشيخ عن سعادته بحجم الحفاوة التي استقبل بها، وأكد على تقديره للجميع حيث قال " اغتمنت فرصة لقائي بقيادة الحركة في الخارج ونقلت إليهم رسالة تعبر عن حجم الخير الذي يتمتع به الشعب الفلسطيني وعن الآمال التي يعقدها على الحركة وعلى قياداتها" وأضاف " حمدت الله كثيراً على الخير الذي لمسته أينما حللت، الأمر الذي يجعلني على يقين بأن النصر قريب".
ولم يخفي الشيخ محمد طه امتعاضه الشديد من رفض السلطات الأردنية السماح له بدخول أراضيها، وحرمانه من فرصة الالتقاء بأخيه عزالدين الذي حرم من رؤيته منذ أمد بعيد.
وأكد "أبوأيمن" بأن حالته الصحية تحسنت بشكل كبير جدا، حيث قال " أحمد الله على ما منحني إياه من فضل، فقد تعافيت مما كان يعتبر في علوم الطب مستحيلاً وذلك بفضل الله ودعاء الصالحين".
هدفنا: التخفيف عن المواطن
وحول أعباء منصبه بعد توليه رئاسة بلدية مخيم البريج فقد أكد طه سعي البلدية إلى التخفيف عن المواطن حيث قال " حرصنا على أن يبقى حبل الود موصولاً مع المواطنين ونسعى لتلبية احتياجاتهم في حدود طاقاتنا، وقد لمسنا تجاوب المواطنين في الوفاء بالتزاماتهم المقررة عليهم نظير الخدمات، وذلك بعد حملة تخفيضات وخصومات على الرسوم والفواتير، وقد آتت هذه السياسة ثمارها".
أبرز إنجازات الحكومة والتهدئة
واعتبر طه أن من أبرز الانجازات التي حققتها الحكومة في غزة بعد عام على أحداث حزيران نجاحها في ضبط النظام العام، وتأمين حياة المواطنين، وتوفير الأمن والأمان، وإنهاء حال الفوضى والفلتان.
وحول موقفه من التهدئة الأخيرة مع الاحتلال فقد اعتبرها تعبيراً عن حكمة حركته وحكمة قيادتها في إدارة المعركة حيث لم تتنازل الحركة عن ثوابتها ولم تستجب للضغوط والإملاءات ولم تمنح الاحتلال تهدئة مجانية دون مقابل.
وأكد طه أنه لا وجه للشبه بين التهدئة الحالية وبين الاتفاقيات الأمنية التي كانت توقعها حركة "فتح" مع الاحتلال، حيث اعتبر أن تلك الاتفاقيات كانت تلبي فقط مصلحة العدو وتجعل من السلطة الفلسطينية وكيل للاحتلال لملاحقة المجاهدين والمقاومين والزج بهم في السجون، علاوة على أن الفصائل لم تستشار في تلك الاتفاقيات وإنما كان يتم تجاهلها ومحاربتها، على حد تعبيره.
مستقبل الحركة والحوار الداخلي
أبدى الشيخ محمد طه الذي ينتمي لجيل المؤسسين لحركة حماس ثقته بالمستقبل الذي ينتظر حركته، حيث قال" أنا على يقين أن المستقبل للدين ولشعبنا وأمتنا ولن يردنا الله خائبين ، وما دامت الحركة تتوخى مرضاة الله في سياساتها فالنصر حليفها بإذن الله".
ورغم تفاؤله دائما إلا أنه اعتبر أن "الواقع يفضح أصحاب النوايا السيئة" على حد تعبيره، حيث اعتبر أن "ما يجري على الأرض من ممارسات لا يعبر عن نية لحوار صادق حيث استمرار الاعتقالات والملاحقات اليومية بحق أبناء حماس في الضفة الغربية، وكذلك استمرار قطع رواتب الموظفين وكان آخرهم قطع رواتب 500 موظف من قطاع غزة خلال الشهر الماضي، كل ذلك لا يصب في مصلحة الحوار"
وأكد عدم يأسه من الحالة الراهنة، لكنه لم يخفي خشيته من أن تكون دعوات الحوار للتلاعب بعواطف المواطنين ولتحقيق أهداف أخرى معرباً عن تمنيه أن تتكلل جميع الجهود الرامية للوحدة والمصالحة بالنجاح.
وختم طه حديثه بدعوته إلى العمل الجاد من أجل الوحدة الوطنية، ودعوة الجميع برفع الظلم عن الشعب الفلسطيني معتبراً أن الشعب الفلسطيني تحمل الكثير ولا يستحق من قادته إلا كل الخير والإنصاف.
سكن الشيخ محمد طه مخيم البريج وسط قطاع غزة بعد أن هُجِّرت عائلته قصريا عن قريته الوادعة "يبنا" وسط فلسطين المحتلة عام48، ومن ثم عمل مدرساً لمدة اثنين وثلاثين عاماً في مدارس اللاجئين في قطاع غزة.
سرعان ما التحق الشيخ بالجامعة الإسلامية بغزة ليحوز منها على الشهادة الجامعية في الشريعة الإسلامية، وعمل الشيخ مأذوناً شرعياً وخطيباً لمسجد التقوى في مخيم البريج، وعرف عنه جرأته في قول الحق مهما كانت التبعات، الأمر الذي مكنه من ممارسة دوره كأحد رجالات الإصلاح البارزين محكماً شريعة الله في الإصلاح بين المتخاصمين.
ولم يسلم "أبوأيمن طه" من غطرسة الاحتلال حيث اعتقل ثماني مرات، وأبعد إلى مرج الزهور جنوب لبنان، ولوحق من أجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية حيث كان نصيبه السجن سبع مرات في سجون السلطة.
قدّم "أبو أيمن طه" نموذجاً للقائد الرباني الذي رهن حياته وأبنائه لدينه ووطنه حيث هدم بيته في مطلع شهر مارس 2003 علي أيدي قوات الاحتلال واعتقل جريحاً مع ابنه أيمن، ومن ثم سجن مع أولاده الثلاثة، واغتالت قوات الاحتلال ابنه ياسر أحد أبرز مهندسي العبوات بكتائب الشهيد عزالدين القسام عندما استهدفته صواريخ الأباتشي في 12/6/2003 لتنال من زوجته الحامل وطفلتها الوحيدة "أفنان".
انتخب الشيخ رئيساً لبلدية البريج خلال الانتخابات البلدية إبان العام2005 وتسنى له تولي مهامه في أعقاب أحداث حزيران 2007، وكان لنا معه الحديث التالي:
رحلة العلاج
استغرقت رحلته في الخارج 3 شهور زار خلالها مصر وقطر وسوريا ولبنان، حيث وصف الشيخ رحلته بالناجحة والموفقة وشملت الرحلة عدة لقاءات كان أبرزها اللقاء الذي جمعه برئيس ديوان الأمير في دولة قطر، وكذلك اجتماعه بقادة حماس في الخارج وبأعضاء مكتبها السياسي وعلى رأسهم خالد مشعل وفي لبنان حيث التقى بممثل حماس أسامة حمدان، وبنائب رئيس الحركة الإسلامية.
وعبر الشيخ عن سعادته بحجم الحفاوة التي استقبل بها، وأكد على تقديره للجميع حيث قال " اغتمنت فرصة لقائي بقيادة الحركة في الخارج ونقلت إليهم رسالة تعبر عن حجم الخير الذي يتمتع به الشعب الفلسطيني وعن الآمال التي يعقدها على الحركة وعلى قياداتها" وأضاف " حمدت الله كثيراً على الخير الذي لمسته أينما حللت، الأمر الذي يجعلني على يقين بأن النصر قريب".
ولم يخفي الشيخ محمد طه امتعاضه الشديد من رفض السلطات الأردنية السماح له بدخول أراضيها، وحرمانه من فرصة الالتقاء بأخيه عزالدين الذي حرم من رؤيته منذ أمد بعيد.
وأكد "أبوأيمن" بأن حالته الصحية تحسنت بشكل كبير جدا، حيث قال " أحمد الله على ما منحني إياه من فضل، فقد تعافيت مما كان يعتبر في علوم الطب مستحيلاً وذلك بفضل الله ودعاء الصالحين".
هدفنا: التخفيف عن المواطن
وحول أعباء منصبه بعد توليه رئاسة بلدية مخيم البريج فقد أكد طه سعي البلدية إلى التخفيف عن المواطن حيث قال " حرصنا على أن يبقى حبل الود موصولاً مع المواطنين ونسعى لتلبية احتياجاتهم في حدود طاقاتنا، وقد لمسنا تجاوب المواطنين في الوفاء بالتزاماتهم المقررة عليهم نظير الخدمات، وذلك بعد حملة تخفيضات وخصومات على الرسوم والفواتير، وقد آتت هذه السياسة ثمارها".
أبرز إنجازات الحكومة والتهدئة
واعتبر طه أن من أبرز الانجازات التي حققتها الحكومة في غزة بعد عام على أحداث حزيران نجاحها في ضبط النظام العام، وتأمين حياة المواطنين، وتوفير الأمن والأمان، وإنهاء حال الفوضى والفلتان.
وحول موقفه من التهدئة الأخيرة مع الاحتلال فقد اعتبرها تعبيراً عن حكمة حركته وحكمة قيادتها في إدارة المعركة حيث لم تتنازل الحركة عن ثوابتها ولم تستجب للضغوط والإملاءات ولم تمنح الاحتلال تهدئة مجانية دون مقابل.
وأكد طه أنه لا وجه للشبه بين التهدئة الحالية وبين الاتفاقيات الأمنية التي كانت توقعها حركة "فتح" مع الاحتلال، حيث اعتبر أن تلك الاتفاقيات كانت تلبي فقط مصلحة العدو وتجعل من السلطة الفلسطينية وكيل للاحتلال لملاحقة المجاهدين والمقاومين والزج بهم في السجون، علاوة على أن الفصائل لم تستشار في تلك الاتفاقيات وإنما كان يتم تجاهلها ومحاربتها، على حد تعبيره.
مستقبل الحركة والحوار الداخلي
أبدى الشيخ محمد طه الذي ينتمي لجيل المؤسسين لحركة حماس ثقته بالمستقبل الذي ينتظر حركته، حيث قال" أنا على يقين أن المستقبل للدين ولشعبنا وأمتنا ولن يردنا الله خائبين ، وما دامت الحركة تتوخى مرضاة الله في سياساتها فالنصر حليفها بإذن الله".
ورغم تفاؤله دائما إلا أنه اعتبر أن "الواقع يفضح أصحاب النوايا السيئة" على حد تعبيره، حيث اعتبر أن "ما يجري على الأرض من ممارسات لا يعبر عن نية لحوار صادق حيث استمرار الاعتقالات والملاحقات اليومية بحق أبناء حماس في الضفة الغربية، وكذلك استمرار قطع رواتب الموظفين وكان آخرهم قطع رواتب 500 موظف من قطاع غزة خلال الشهر الماضي، كل ذلك لا يصب في مصلحة الحوار"
وأكد عدم يأسه من الحالة الراهنة، لكنه لم يخفي خشيته من أن تكون دعوات الحوار للتلاعب بعواطف المواطنين ولتحقيق أهداف أخرى معرباً عن تمنيه أن تتكلل جميع الجهود الرامية للوحدة والمصالحة بالنجاح.
وختم طه حديثه بدعوته إلى العمل الجاد من أجل الوحدة الوطنية، ودعوة الجميع برفع الظلم عن الشعب الفلسطيني معتبراً أن الشعب الفلسطيني تحمل الكثير ولا يستحق من قادته إلا كل الخير والإنصاف.
تعليق