الجبهة الإعلامية الإسلامية العالمية
قسم الإعلام التوعوي
:: يقدم ::
"الإخوان واليهود والقاعدة"
للشيخ أبي الحارث الأنصاري - حفظه الله
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فما زلنا عند الحديث حول العلاقة بين حماس والقاعدة، والتي أعلنت حماس بكل وضوح وعلانية على ألسنة قادتها الحركية والأمنية والحكومية رفضها بشكل سافر لوجود القاعدة أو خلايا تتبعها، واعتبرت الحركة أن غزة لن تتقبل القاعدة، فما هي حقيقة العداء بين حماس والقاعدة؟
ونحن بدورنا بقوة الله وحوله، سنضع الحقيقة المُرة بكل تجرد، ومن يطالبنا بالتركيز وعدم توسيع الفجوة سندعه للأيام وسيأتي اليوم الذي يتذكر قولنا... إن بقينا من أهل الدنيا ذكرناه، وان قُتلنا وعُرف قاتلنا فستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله...
قال ابن تيمية في منهاج السنة:"وكذلك إذا صار اليهود دولة بالعراق وغيره تكون الرافضة من أعظم أعوانهم فهم دائما يوالون الكفار من المشركين واليهود والنصارى ويعاونونهم على قتال المسلمين ومعاداتهم"...
ونحن نقول: وكذلك إذا صار لليهود دولة في فلسطين، وللفلسطينيين دولة على حدود حزيران، فان العلمانية والإخوانية سيكونون خير أعوان لهم في حراسة حدودهم، ومنع المجاهدين من قتالهم، وسيعملون على إذابة الفوارق العقدية، ليصبح "إخواننا اليهود"، كما هو اليوم "إخواننا النصارى"، بل وسنجد اليهود في المجلس التشريعي الفلسطيني الشركي والقمة العربية والمؤتمر الإسلامي، لأن أحمد يس (مؤسس حماس) هو من قال يوماً: (نحن لم نؤمر أن نقاتل أصحاب الديانات الأخرى لأنهم يهود بل نقاتلهم لأنهم اعتدوا علينا وعلى أرضنا، وشردوا شعبنا وارتكبوا المجازر ضد شبابنا ونسائنا وأطفالنا. والدليل على ذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يستأصلهم، وأن الخليفة عمر لم يمنعهم من الانتقال في الوطن الإسلامي على مساحته، ونحن لسنا مطالبين باجتثاثهم من أرض العروبة والإسلام، بل نحن مطالبون أن نحسن إلى من أحسن إلينا، وأن نقاتل من قاتلنا؛ لأن الله يقول وقوله الحق: "لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلونكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم ولم يظاهروا على إخراجكم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين" فنحن مأمورون بالإحسان إليهم والعدل معهم في حالة أنهم لا يقاتلوننا في ديننا أو يخرجوننا من أوطاننا أو يساعدون عدونا علينا، ولقد عاش اليهود في أرض الإسلام والمسلمين طوال القرون الماضية ولم يجدوا من المسلمين إلا كل خير، رغم أنهم تعرضوا للمذابح في فرنسا وبريطانيا وأسبانيا وألمانيا؛ لأن الإسلام دين الرحمة لكل البشرية).(1)
ما يعني الموافقة والرضا بوجود اليهود في فلسطين، بحالة سلمية لا عداء ولا قتال فيها، بالمختصر "سلام الشجعان"على حد تعبير زعيم أوسلو.
إذن نحن أمام سيناريو خطير جداً، ومن ظنه بهذه البساطة أو السذاجة فليراجع أدبيات وتاريخ حركة الإخوان ولينظر للوجهة العقدي أو الإسلامي في حربها مع اليهود، ولا يغتر بما نعيشه اليوم، فالمهم ما يُخبأ لنا ويُمكر لنا، لا ما نُخدع به في التصريحات النارية والتي تستهدف عواطف الشعوب، ففي كتاب الإخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ لعبد الحليم محمود نقل عن حسن البنا قوله: (فأقرر أن خصومتنا لليهود ليست دينية, لأنَّ القرآن حضَّ على مصافاتهم ومصادقتهم, والإسلام شريعة إنسانية قبل أن تكون شريعة قومية, وقد أثنى القرآن عليهم وجعل بيننا وبينهم اتفاقا "ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن"، وحينما أراد القرآن الكريم أن يتناول مسألة اليهود تناولها من الواجهة الاقتصادية والقانونية).(2)
وفي نفس الكتاب تحدث المؤلف عن لجنة مشتركة أمريكية بريطانية، جالت العالم العربي من أجل القضية فلسطين، وقد حضر البنا اجتماعاً لها في مصر ممثلاً عن الحركة الإسلامية، فماذا قال البنا؟
(أقرر أن خصومتنا مع اليهود ليست دينية، لأن القرآن حض على مصافاتهم ومصادقتهم "ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن)، ويبدو أن هذه المسألة هي عقيدة الإخوان فقد صرح القرضاوي أيضاً بهذه الحقيقة الإخوانية عبر الجزيرة أكثر من مرة...
فلماذا يقاتل الإخوان في فلسطين إذا" ؟
ليعلم كل ذي عقل وبصيرة أن قتال الإخوان في فلسطين ليس من أجل إعلاء راية التوحيد، ولا من أجل قتال اليهود الكفار أو المحتلين لفلسطين، بل ولا من أجل فلسطين وإنما هو من أجل حماية مصر، قال البنا في اجتماع رؤساء المناطق ومراكز الجهاد التابعة للإخوان في 8/9/1945: (نريد أن نؤمن حدودنا الشرقية بحل قضية فلسطين حلا يحقق وجهة النظر العربية، ويحول دون تغلب اليهود على مرافق هذه البلاد، نحن نطالب بهذا لأنه تأمين لحدودنا، ومصلحة مباشرة لنا...).(3)
بل إن حسن البنا يعتبر فلسطين هي وطن اليهود الأصلي فقال في درس الثلاثاء من كتابه حديث الثلاثاء: (ورسالة سيدنا موسى عليه السلام كانت في مصر ونريد أن نتناول صلة رسالته لهذه الأمة، لنستجلي أسرار كتاب الله كلما قرأنا هذه الآيات، ولقد ُوجد الإسرائيليون في مصر وإن كان وطنهم الأصلي فلسطين، وكان أول من أقرهم يوسف عليه السلام).(4)
هذه هي نظرة الإخوان لفلسطين، وقد أسلفنا أن حماس هي ذراع الإخوان وكل ما يُقال في الإخوان يُقال في حماس وليعلم أن للإخوان بحبوحة في التميع والذوبان والانصهار مع الدولة التي يعيشون فيها، ولا يستصعبون مخالفة بعضهم بعضاً دون اعتبار للدين، ألم يتخذوا موقف الكويت والأمريكان في حرب العراق، وفي نفس الوقت اتخذوا موقف الأردن...
بل لا يستصعبون الجلوس اليوم في أحضان النظام السوري، ونسيان ما فعله بالإخوان من قبل، كما فعلوها مع الخميني الهالك ونسوا أو تناسوا ما فعله بأهل السنة في إيران...
ولا يستوحشون العلاقة مع أمل وحزب الشيطان اللبناني وخصوصاً مع قائد المجازر ضد الفلسطينيين، "حسن نصر"، بل ويتحالفون اليوم معه ضد المشروع السلفي الجهادي المتمثل بفتح الإسلام.
ولا تعجب منهم حين اعتبروا أوسلو خيانة وها هم اليوم ينعمون بخيراتها ومناصبها...
ولا يستشكلون التحالف مع الأمريكان ورباني وسياف والهاشمي خير دليل.
وأعجب المواقف استعداد مرشد الإخوان لإرسال عشرة آلاف مقاتل من أجل حزب الشيطان، فما منعك أيها المرشد أن ترسل هذه العشرة لفلسطين؟
وبعد: فما هو موقف القاعدة؟
لا أعتقد أنا بحاجة لأن ننقل أقوال أئمة الجهاد، فخطاباتهم لا تكاد تخلو من الحديث عن إسلامية فلسطين وجوهرية قضيتها، والبعد الديني والعقدي في حرب اليهود والنصارى، ومن شاء فليراجع خطابات القادة "أسامة" و"أيمن" و"الزرقاوي" و"البغدادي"...
بل إن الظواهري قد حسم المسألة بجملة واحدة: "لا أحد لديه الحق، سواء أكان فلسطينياً أم لا، أن يتنازل عن ذرة رمل واحدة من الأرض الفلسطينية، لأنها أرض إسلامية احتلت من قبل الكفار".
وفي المقابل قال القرضاوي مرجع "حماس" الديني: (نحن لا نقبل التطبيع مع إسرائيل إلا إذا قامت دولة فلسطينية... عندما تقام دولة فلسطينية يمكن أن نفكر في التطبيع).(5)
فإذا دخلت حماس – وستدخل- في صلح مع اليهود، على غرار أوسلو، وجاء المجاهدون للقتال في فلسطين، فمن سيواجههم ويمنعهم من مقاتلة اليهود؟؟!!
من قاتل "جيش الإسلام" من أجل النصراني الكافر وضحى بالأسيرة المسلمة، لا يتورع عن مقاتلة المجاهدين لاستحالة فهم الإخوان للجهاد بعد تشبعهم لحد القيء بالمقاومة...
أترك الإجابة للزمن فالأيام كفيلة أن تكشف المستور... وقيسوا المسألة بمجرد تهدئة كيف جعلت وزير صهيوني يعتبر حماس ناجحة في وقف إطلاق الصواريخ وتوفير الحماية والأمن للحدود والمعابر، ومن قبل ألم تشكرهم بريطانيا لتحرير ابنها، وهي صاحبة وعد "بلفور"...
وختاماً يا أهل التوحيد: اعلموا أن فلسطين ليست حكراً على أحد، ولا تملكها حماس أو فتح، وأهل فلسطين أعجز من أن يحققوا فرض الكفاية لوحدهم ولو اجتمعوا، بل هم بحاجة لكم، فانطلقوا على بركة الله فهناك الخير والبركة، وإن منعكم بالأمس عدم صحة الراية فتحركتم إلى الشيشان وأفغانستان، فاليوم في فلسطين راية سلفية جهادية والحمد لله وهم يرحبون بكل مجاهد يأتيهم، وسيفدونه بأنفسهم وأهليهم، فانطلقوا لتعلم "يهود" أن فلسطين إسلامية، وأن من سيحررها هو الإسلام بجهاد أهله، ومن قاتلكم فهو لا محالة على باطل، لأنكم أو إياهم على هدى أو في ضلال مبين، ونحن نشك بهم لا بكم...
وفي الحلقة القادمة إن شاء الله - وان أردتم أن تكون الأخيرة كانت- سنناقش سبب رفض حماس لدخول القاعدة إلى غزة وارتباط ذلك بالمشروع الصفوي الرافضي...
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
المصادر:-
1- لقاء مع الشيخ أحمد ياسين بموقع islamonline http://www.islamonline.net/arabic/ne...rticle19.shtml
2- انظر كتاب عباس السيسي (حسن البنا مواقف في الدعوة والتربية) ص: 120، 163، 288، 319. وانظر في ذلك أيضا: كتاب محمود عبد الحليم (الإخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ) ج1 ص409. ويقول الدكتور عبد الفتاح محمد العويس - وهو من أقطاب دعوة الإخوان - في كتابه (تصور الإخوان المسلمين للقضية الفلسطينية) ص23
3- من كتابه حديث الثلاثاء ص 218.
4- من كتابه حديث الثلاثاء ص 218.
(5) موقع القرضاوي http://www.qaradawi.net/site/topics/...7&parent_id=18
ولا تنسونا من صالح دعائكم
إخوانكم في
قسم الإعلام التوعوي
الجبهة الإعلامية الإسلامية العالمية
رَصدٌ لأخبَار المُجَاهدِين وَ تَحرِيضٌ للمُؤمِنين
تعليق