إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

كيف تستطيع المخابرات الصهيونية الوصول للمقاومين الفلسطينيين ؟؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كيف تستطيع المخابرات الصهيونية الوصول للمقاومين الفلسطينيين ؟؟

    بقلم:دكتور سمير محمود قديح..باحث في الشئون الامنية والاستراتيجية



    أثارت النجاحات الصهيونية في قضية الاغتيالات إرباكاً متناميا في صفوف قوى المقاومة ‏وصلت إلى حد اختفاء العديد من قادة ونشيطي مختلف قوى المقاومة عن الشارع وتبديل أرقام ‏هواتفهم الخلوية بل وعدم الرد عليها .



    وعلى الرغم من جملة الاحتياطات الأمنية التي دأبت قوى المقاومة ‏على اتباعها لحماية كوادرها من حملة الاغتيالات التي أعلنت الحكومة الصهيونية تكثيفها في الاونة الاخيرة ‏وبضوء أخضر أمريكي إلا أن تلك الاحتياطات والإجراءات لن تحظى على ما يبدو بالنجاح ‏المطلوب في ظل جهل كوادر ونشيطي المقاومة ماهية الإمكانات التكنولوجية الهائلة التي ‏تمتلكها الترسانة العسكرية و الأمنية الصهيونية والتى تتيح لضباط الشاباك مراقبة ورصد ‏الهدف المطلوب داخل مكاتبهم المكيفة حيث لم يحتاجوا في معظم عمليات الاغتيال إلا الى ‏إجراء مكالمة بسيطة مع قائد الاباتشي أو اف 16 او الاستطلاع للضغط على زر إطلاق. . فمن الواضح لآي مراقب أن الثقافة الأمنية التي يتمتع بها كوادر ورجال المقاومة ‏على اختلاف مستوياتهم تجاه الثورة التكنولوجية التي تعيشها أجهزة الأمن الصهيونية . هي ‏قديمة وضحلة ولم تتعد عند معظمهم سور الجلسات الأمنية على أبراش سجن النقب و السجون ‏المركزية وهي الجلسات التي أغفلت حقيقة إمكانية حدوث الاختراق الصهيوني للمناضل من ‏جهة اتصالاته الهاتفية لصالح اختراقه من الدائرة الأسرية أو الضيقة أو تعرضه للمراقبة من ‏قبل عميل في الحي الذي يقطن فيه أو علاقة عاطفية...ألخ. وأثبتت التحقيقات والدراسات الأمنية ‏التي أجرتها الحياة الجديدة على عمليات الاغتيال الأخيرة والموثقة بملفات التحقيق مع ‏المتورطين في عمليات الاغتيال أن الهاتف الخلوي بشكل خاص والاتصالات الهاتفية بشكل عام ‏التي يستخدمها كوادر ورجال المقاومة كانت تخضع كلياً لتنصت المخابرات الصهيونية وهو ‏الأمر الذي استطاعت من خلاله أجهزة الأمن الصهيونية إفشال العديد من عمليات المقاومة ‏وتصفية أو اغتيال عناصرها قبل تمكنهم من الوصول إلى أهدافهم كما ساعدت وبشكل جوهري ‏في تحديد أماكن المقاومين وتصفيتهم رغم الاحتياطات الأمنية التي دأب المقاومين على اتباعها ‏في تحركاتهم والتي استثنوا منها في كل الحالات الهاتف الخلوي لاعتقادهم أن استخدامهم أسماء ‏حركية أو أرقام غير معروفة كافية لتجنب رصد محتمل للمكالمة من قبل المخابرات الصهيونية ‏‏.



    ..الإمكانات التي يوفرها الجوال للمخابرات الصهيونية..



    فعن طريق بصمة الصوت التي يسهل ‏التقاطها من قبل المخابرات الصهيونية لأي إنسان تستطيع أجهزة الأمن الصهيونية رصد ‏وتسجيل كافة المكالمات التي يجريها صاحب البصمة من أي هاتف على وجه الأرض حتى لو ‏استخدم اسم أبو يوني بدلاً من أبو ثائر كما تستطيع بواسطة تكنولوجيا الاتصالات استخراج ‏مكالمات سابقة لصاحب البصمة لفترة زمنية غير معروفة فضلاً عن قدرتها على استخدام ‏جواله حتى في حال إغلاقه للتنصت على أحاديثه الشخصية التي يجريها بواسطة تحويل هاتفه ‏الخلوي إلى أداة تنصت بواسطة تكنولوجيا معينة تستفيد من الكهرباء المخزنة في بطارية ‏الجهاز والتي عادة ما تخصصها الشركات المصنعة لحفظ ذاكرة الجهاز.



    ..يبقى السؤال الأهم ‏كيف يمكن تجنب أضرار ذلك.. ؟؟



    فالهاتف النقال بات يدخل في صميم الحياة اليومية لكل مواطن ‏وبالتالي فإن الاستغناء عنه يشكل لفئات كبيرة من المجتمع ضرباً من المستحيل في ظل الحياة ‏العصرية التي نعيش . إلا أن الحد من مخاطرها على مجتمعنا وخاصة حياة رجال المقاومة بات ‏أمراً ملحاً في ظل اعتماد المخابرات الصهيونية على ما نسبته 90% من المعلومات والرصد ‏على هذه الهواتف وبالتالي فإن الحد من الثرثرة وإفشاء الأسرار ورواية المشاكل الداخلية ‏وأسرار الآخرين على الهواتف هي الطريقة الأقرب إلى الواقعية والتطبيق ناهيك على قيام ‏رجال المقاومة باستبدال الهاتف والشريحة معاً من حين لآخر يخلق إرباكا للطرف المتنصت قد ‏يصعب ملاحقته إلا أن الأفضل في ظل حقيقة اعتماد المخابرات الصهيونية على بصمة ‏الصوت للهدف المنوي تصفيته هو عدم استخدام الهاتف إلا في الضرورة القصوى التي يستحيل ‏إيجاد بديل عنها علماً بأن اكتفاء المستهدفين في فصائل المقاومة مؤخراً بتغيير شريحة الجوال ‏من حين لآخر أو استخدام ما يسمى بالرقم الخاص لا يمنع مواصلة المخابرات الصهيونية ‏التنصت على هواتفهم في ظل حقيقة أن الرقم المتسلل للجهاز المستخدم يسجل تلقائياً بعد ‏استخدام الشريحة الأولى وبالتالي يمكن بواسطة هذا الرقم معرفة الرقم الجديد للشريحة . كما أن ‏محاولة المستهدفين تغير أصواتهم قد يجدي نفعاً في حالة عدم تمكن المخابرات الصهيونية من ‏تسجيل بصمة الصوت في مكالمات سابقة وهذا أمر نادر إلا أن الطريقة المثلى في ظل انعدام ‏أية وسائل تكنولوجية متطورة لدى رجال المقاومة للتشويش وتضليل أجهزة التنصت هي الكف ‏عن الثرثرة ورواية القصص والبطولات عن النفس وعن الغير حيث يعتبر من يقوم بذلك ‏جاسوساً متطوعاً يؤدي خدمات جليلة للمخابرات الصهيونية دون أن يدري. الهدف في الحال‏. واول ما يحرص جنود الاحتلال على الحصول عليه لدى اعتقالهم نشطاء المقاومة هو ‏الهواتف المحمولة التي بحوزتهم، فيقومون باستخراج الشريحة من الهاتف وبعد ذلك ‏يحددون المكالمات التي قام بها الشخص لمدة شهر ويحددون ارقام الهواتف التي اتصل بها ‏من خلال الهاتف وكذلك الارقام التي اتصلت به، الى جانب التعرف على نص المكالمات كأدلة ‏على الشخص المعتقل لدى التحقيق معه. وبالطبع عبر ذلك يتم التعرف على شركاء النشطاء ‏في عمليات المقاومة وتحديدهم وضمهم الى قوائم المطلوبين الآخذة في الاتساع.
    وداعا ... أحبتي
يعمل...
X